رمضان أبو الأفكار
ماجد بن جعفر الغامدي |
رمضان كسوق فهو عامر بالأفكار وكل شخص يحاول أن يستفيد أكثر ولذا فنستطيع أن نسميه أبو الأفكار .. فهذه مجرد أفكار ولكنها ليست كغيرها .. لأنها أفكار عملية .. جالت بالذهن والخاطر .. عند نهاية رمضان العام الماضي .. ثم انطلقت الآهات والزفرات على عدم العمل بها .. وأن مضى وانقضى رمضان .. وذهب وانتهى فحرصتُ ومع بداية رمضان لهذا العام أن أعمل بها وأنقلها لأخواني الشباب و الشابات حتى نرقى بأنفسنا في شهر الثورة على الذات .. * اجعل أحد أهدافك في رمضان أن تختم القرآن ، ومما أعجبني في العام الماضي اثنان من الشباب ، خطط أحدهم لنفسه في بداية رمضان أن يختم القرآن ثلاثة مرات ، وأما الآخر فقال : أريد أن أختم القرآن مرة واحدة فقط ولكن مع تفسير القرآن الكريم كاملاً ، فسررتُ من أن كلاً منهما يملك همة عالية ، فكنتُ عل اتصال دائم بهما وفي العشر الأواخر من رمضان سألتُ الأول : ماذا فعلتَ في ختمات القرآن الثلاث ؟ فقال لي : إني لا أزال مستمراً ففي كلّ يوم أقرأ ثلاثة أجزاء بمعدل ساعة واحدة يومياً ، وفي نهاية رمضان قال لي بنفسه : ختمتُ ثلاثة ختمات واجتهدت في العشر الأواخر وازداد حماسي فبدأتُ في الختمة الرابعة ووصلتُ إلى الجزء العشرين ، ولكن انتهى رمضان وإن شاء الله أكملها في شوال بقراءة جزء كل يوم . * وأما الثاني فسألته أيضاً في العشر الأواخر فقال لي : حاولتُ أن أنفّذ ماوعدتُ نفسي به وبدأتُ بالله مستعيناً ، ففكرتُ واستشرت ما هو التفسير المناسب الذي أستطيع أن أقرأه كاملاً وأختمه ، فوجدتُ المصحف المفسر يتميز بعدة ميزات جيدة فهو صغير الحجم خفيف الحمل ذو أسلوب جيد ( كلمة ومعناها ) ومع ذكر أسباب النزول ، فبدأتُ أقرأ كل صفحة بتفسيرها وعشتُ مع القرآن أجمل اللحظات بالفهم والتدبر والتلاوة والخشوع ، وما زلتُ أقرأ كل يوم جزءاً واحداً وهكذا وها أنا في هذه الأيام أوشكتُ على الانتهاء من ختم القرآن بتفسيره .. وبعد هذا .. سألتُ الله أن يرزقني الهمة العالية مثل هذين الشابين وأن يوفقنا للتخطيط السليم الذي به نسلك طريق العمل .. |