موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


2 مشترك

    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:13

    المحصي






    قال تعالى:
    {وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيءٍ عدداً "28"} (سورة الجن)
    هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، وهو المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، العالم بخفيات الأمور ومحصيها، وقيل: المحصي من الإحصاء وهو الإحاطة بحساب الأشياء، وما شأنه التعداد. وفي اللغة يقال: أرض محصاة، أي: كثيرة الحصى، ويقال: هم أكثر من الحصى، وحسناتك لا تحصى، وهذا أمر لا أحصيه أي: لا أطيقه ولا أضبطه. وهذا الاسم الكريم لم يرد في القرآن المبين بصيغة الاسم. ومن شاء فليقرأ:
    { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) "} (سورة مريم)
    {وكل شيءٍ أحصيناه في إمامٍ مبينٍ "12"} (سورة يس)
    {وكل شيءٍ أحصيناه كتاباً "29"} (سورة النبأ)
    ويدخل في هذا الاسم دقة الصانع وإبداع الخالق، فهو المحصي لحاجات الكون، ومرادات الخواطر، وخافيات النفوس، والظاهر من القول، والباطل من الغيب.
    يقول الحق سبحانه:
    { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ "59"}(سورة الأنعام)
    وهذا الاسم له من الخواص ما لا يعلمه إلا الله، حيث يعلم المستقر والمستودع. ويقول الحق سبحانه:
    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ "6"} (سورة هود)
    كما يعلم بدقة الإحصاء مسارات الكون وأفلاك الآفاق، وآفاق الآفاق حيث يقول:
    {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) "} (سورة الرحمن)
    فلو أحصينا المطالب الخاصة والظاهرة، والمطلوبات ظاهرها وباطنها، والتي تنفذ في وقت واحد، وبإحصاء دقيق يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو المحصي والمبدئ والمعيد. فكم من مولود يولد، وكم من أرواح قبضت، وكم من عزيز يذل، وكم من ذليل يعز، وكم من تغيير لما هو فيه لغير ما كان فيه. كل ذلك في كتاب مستقر، ولو علم الإنسان أن أفعاله بإحصاء قولاً وحركة وسكوناً، لعلم أنه مراقب وعليه حسيب، فيحاسب نفسه قبل الحساب، ويراقب سلوكه قبل أن تذل الرقاب.
    يقول الحق سبحانه:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) } (سورة ق)
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:14

    المبدئ ـ المعيد






    قال تعالى:
    {إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ .. "4"} (سورة يونس)
    هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلي الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلي الحياة. يقول الحق سبحانه:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "28"} (سورة البقرة)
    ويقول جل علاه:
    {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى "55"} (سورة طه)
    وفي اللغة يقال: فلان ما يبدئ وما يعيد، إذا لم تكن له حيلة. وقال تعالى:
    {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "104"} (سورة الأنبياء)
    فالله جلت قدرته منه البداية وإليه النهاية. يقول الحق سبحانه:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "28"} (سورة البقرة)
    فكل شيء مخلوق له بداية وله نهاية، والذي يملك البدء والإعادة هو القادر على الإحياء والإماتة؛ لأن الدنيا أعمار، وفيها معمرون، ومادامت الدنيا تنتهي بالآخرة، فكل شيء له نهاية وله بداية. يقول الحق سبحانه:
    {كل من عليها فانٍ "26"} (سورة الرحمن)
    وفي سياق الآيات سالفة الذكر نلمح ما يلي:
    (وكنتم أمواتاً) أي: عدماً (فأحياكم) وهذه بداية.
    (ثم يميتكم) وهذه نهاية ـ (ثم يحييكم) وهذه بداية (ثم إليه ترجعون) وهذه نهاية تتبعها إما إلي جنة الأبد، أو إلي نار الخلد.
    وهذه الصفات يختص بها الواحد الأحد، فقد يبدأ الإنسان عملاً وقد ينهيه، ولكن أساسيات هذا الشيء موجودة قبل بدء الخلق فيه، أما نهايته على يد المخلوق فهي نهاية في شيء موجود قد يعود وقد لا يعود. ونضرب لذلك مثلاً ـ ولله المثل الأعلى ـ الزارع بدأ الزرع وجاء حصاده، وهذه بداية ونهاية مقرونة بزمن ومكان. فالزرع من مقدور الله بدليل قوله تعالى:
    {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون "64"} (سورة الواقعة)
    والحصاد بأمره:
    {وآتوا حقه يوم حصاده .. "141"} (سورة الأنعام)
    والإنسان فاعل بأمره، ومريد بإرادة، مصحوب بحركة وبقدرة، وينطبق عليه البدء والإعادة بخلاف الخالق؛ لأن الخالق هو الأول قبل كل شيء بلا بداية، والباقي بعد فناء كل موجود بلا نهاية. وكل حركة في الكون بما فيه ومن فيه لها بدء ولها نهاية، والكل مملوك لله، فهو الفعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير.
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:14

    المحي ـ المميت






    قال تعالى:
    {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"6"} (سورة الحج)
    هو خالق الحياة ومعطيها لمن يشاء، وهو الذي أحيا قلوب المؤمنين بنوره، وهو الذي أرسل رسوله بالهدى والحق، ونزل الكتاب، لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين، وهو الذي أنزل من السماء ماء، وجعل من الماء كل شيء حي.
    يقول الحق سبحانه:
    {َوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"30"} (سورة الأنبياء)
    إنها القدرة المطلقة بدون أسباب، ووقفة هنا تجعلنا نرى كيف اهتدينا بما أفاض الله على بعض خلقه بابتكار أسراره في كونه، إلي أن لكل شيء حياة، إن ورقة النبات المقطوعة تحدث فيها تفاعلات، والذرة فيها تفاعلات، والتفاعل معناه الحركة، والحياة ـ كما نعرف ـ من مظهرها الحركة. وغاية ما هناك أنه يوجد فرق في رؤية الحياة عند العامة، ورؤية الحياة عند الخاصة، إن الإنسان العامي لا يعرف أن النطفة فيها حياة، والحبة فيها حياة ولا يعرف ذلك إلا الخاصة من أهل العلم، إن العامة من الناس يعرفون أن الحبة لا توجد لها حياة مرئية، ونمو ظاهر صحيح.
    إن هناك فرقاً بين شيء حي وشيء قابل أن يحيا، إن نواة البلح التي نأخذها ونزرعها لتخرج منها نخلة. إنها كنواة تظل مجرد نواة إلي أن يأخذها الإنسان وضعها في بيئتها لتخرج منها النخلة. إن النواة قابلة للحياة، وعندما ننظر إلي ذرات التراب فإننا لا نستطيع أن نضعها في بيئة لنصنع منها شيئاً، ورغم ذلك فإن لذرة التراب حركة، ويقول العلماء: إن الحركة الموجودة في ذرات رأس عيدان علبة الكبريت واحدة تكفي لإدارة خط كهربائي حول الكرة الأرضية عدداً من السنوات، إن هذه أمور يعرفها الخاصة، ولا يعرفها العامة. فإن نظرنا إلي العامة عندما يسمعون قول الحق سبحانه:
    {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ .. "27"} (سورة آل عمران)
    كانوا يقولون: إن المثل على ذلك نواة البلح، وكانوا يعرفون النخلة تنمو من النواة، ولكن الخاصة عندما اكتشفوا أن في النواة حياة عرفوا كيفية النمو، إن كل شيء في الوجود له حياة مناسبة لمهمته، فليست الحياة هي الحركة الظاهرة، والنمو الواضح أمام العين، لا إن هناك حياة في كل شيء. إن العامة يمكنهم أن يجدوا المثال الواضح على أن الحق سبحانه يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، أما الخاصة فيعرفون قدرة الله عن طريق معرفتهم، إن كل شيء فيه حياة، فالتراب الذي نضع فيه الزرع لو أخذنا بعضاً منه في مكان معزول فلن يخرج منه شيء.
    هذا التراب هو الميت في الدرجة الأولى، والنواة التي نأخذها ونضعها في التراب هي الميت في الدرجة الثانية، وعندما ننقل الميت في الدرجة الأولى ليكون وسطاً بيئياً للميت في الدرجة الثانية تكون له حياة، وكذلك تكون حياة التراب، وعندما ننقل الميت في الدرجة الثانية وهو النواة إلي الوسط البيئي المناسب لها وهو التراب تكون لها حياة. وقد مس القرآن ذلك مساً رقيقاً؛ لأن القرآن حين يخاطب بأشياء قد تقف فيها العقول، فإنه يتناولها التناول الذي تقبله كل العقول، فعقل الصفوة يتقبلها، وعقل العامة يتقبلها أيضاً، لأن القرآن عندما يلمس أي أمر يلمسه بلفظ راقٍ يتقبله كل بحسب فتوحاته.
    ثم يكشف العقل البشري تفاصيل جديدة في هذا الأمر، فإن ذلك يتيح للعقل البشري الفرصة ليزيد إيمانه بالخالق الأكرم الذي لم يقل لنا إن الذرة فيها حركة، وفيها شحنات من نوع من الطاقة، ولكن القرآن تناول الذرة وغيرها من الأشياء بالبيان الإلهي القادر، وخصوصاً أن هذه الأشياء لن يترتب عليها خلاف في الحكم. فلو عرف الإنسان وقت نزول القرآن أن الذرة بها حياة، فما الذي يزيد في الأحكام، ولو أن أحداً أثبت أن الذرة ليس بها حياة، فما الذي ينقص من أحكام المنهج الإيماني؟
    إن الإنسان ينتفع بالظاهرة أو القضية سواء عرفها أم يعرفها، وعندما نأخذ القرآن مأخذ الواعين به، ونفهم معطيات الألفاظ فإننا نجد أن كلمة (الحياة) لها ضد هو (الموت)، وقد ترك الحق سبحانه كلمة الموت وأورد لنا كلمة أخرى هي (الهلاك).
    قال الحق سبحانه:
    {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ "42"} (سورة الأنفال)
    إن الهلاك هنا هو مقابل الحياة، لماذا لم يورد الحق كلمة (الموت) هنا؟ لأنه الخالق الأعلم بعباده، يعلم أن عباده يختلفون في مسألة الموت، فبعض منهم يقول تعريفاً للميت: إنه الذي لا توجد به حركة أو حس، ولكن هذا الميت له حياة مناسبة له كحياة الذرة، أو حياة حبة الرمل، أو حياة أي شيء ميت. وهكذا عرفنا من الآية السابقة أن الحياة يقابلها الهلاك. ويقول الحق سبحانه عن الآخرة ليوضح لنا ما الذي يحدث يوم القيامة، فيقول سبحانه:
    {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .. "88"} (سورة القصص)
    استثنى الحق سبحانه الوجه أو الذات الإلهية وكل ما عداها هالك، ومادام كل شيء هالكاً فمعنى ذلك أن كل ما عداه هالك، ومادام كل شيء هالكاً فمعنى ذلك أن كل شيء كان حياً، وإن لم ندرك له حياة. إذن: فالحياة الحقيقية توجد في كل شيء بما يناسبه، مرة تدركها أنت، ومرة لا تدركها، إذن: فقوله الكريم:
    {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ .. "27"} (سورة آل عمران)





    يجوز أن تأخذه مرة بالعرف العام، أو تأخذه بالعرف الخاص. أي: عرف العلماء. ومادام ذلك أمراً ظاهراً في الوجود كولوج الليل في النهار، وولوج النهار في الليل. أي: أن الحق سبحانه يدخل النهار في الليل ويدخل الليل في النهار، وفي اللغة: يسمون بطانة الرجل الوليجة .. لماذا؟ لأنك إن أردت أن تعرف سر واحد من البشر فاجلس مع صديقه أو أحد أصدقائه لأنه متداخل معه. لذلك جاء أمر إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل بالوضوح الكامل. ثم مسألة الحياة والموت، ومن يفعل كل ذلك فلا يمكن لأحد أن يستبعد عليه أنه يؤتي الملك من يشاء. وقد جاء الدليل على الآيات الكونية، ولنسمع قول الحق سبحانه:
    {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "26"} (سورة آل عمران)
    إنك أنت الله الذي أجريت في كونك كل المسائل، فهذا أمر من الخير، إن الإنسان ـ ولله المثل الأعلى ـ والمثل للتقريب لا للتشبيه، فالله منزه عن كل شبه أو مثال، إن الإنسان عندما يرى في ابنه شيئاً يحتاج إلي علاج فإنه يسرع به إلي الطبيب، ويرجوه أن يقوم بإجراء الجراحة التي تشفي الطفل الآن. إن الأب هنا يفعل الخير للابن، فإذا كان هذا أمر المخلوق في علاقته بالمخلوق، فما بالنا بالخالق الأكرم، الذي يجري في ملكه ما يشاء، إيتاء ملك أو نزعة إعزاز أو إذلال، فكل ذلك يكون من الخير.
    قال تعالى:
    {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ "23"} (سورة الحجر)
    أي: أنه سبحانه وتعالى يملكنا، فلم يعطينا الرزق لكي نخلد في الدنيا، لا بل إنه سيميتنا بعد ذلك، وظاهر الأمر في كلمتي "نحي ونميت" يقتضي أن يقول "نميت ونحي" لأن يخاطبنا ونحن أحياء. ولكن الواقع أن الحق سبحانه ينظر إلي الموت الأول الذي هو العدم المحض قبل أن يوجد الإنسان في الحياة، كما جاء في قوله تعالى:
    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ.. "11"} (سورة غافر)
    وقوله أيضاً:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"28"} (سورة البقرة)
    إذن: فالكلام في تفسير الموت: هل هو العدم المحض، أو العدم بعد وجود؟ فإن كان العدم المحض فنكون قبل أن نخلق أمواتاً، ثم أوجدنا ربنا فأصبحنا أحياء، ثم يميتنا، ثم يبعثنا يوم القيامة، والآية تعطي لنا المعنيين.
    ثم قال تعالى:
    {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ .. "31"} (سورة يونس)
    الحي هو ما فيه الحياة، ولكننا نفهم الحياة على أنها حس وحركة، ولكن كما قلنا: كل كائن في الوجود له حياة تناسبه، بدليل أن الحق سبحانه وتعالى قال:
    {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .. "88"} (سورة القصص)
    ومادام كل شيء هالكاً يكون كل شيء حي نأتي به له فترة فيهلك، إلا أن الحياة ليست الحس والحركة، أنت تأكل الطعام، والطعام لا حياة فيه بمفهومنا، ولكنه تتكون فيه خلايا جسدك الذي فيه حياة، ويتكون منه الحيوان الذي يتم به التلقيح، لتبدأ حياة جديدة في ابنك. إذن: فكل ما أكلته فيه حياة، والله سبحانه وتعالى في قوله:
    {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ .. "31"} (سورة يونس)
    هذه قدرة الله سبحانه وتعالى وحده، فلا أحد يستطيع أن يصل إلي أسرارها، لأنها فوق المقدور، ولقد قالوا: إنه يخرج الحي من الميت، إنه يخرج الكتكوت من البيضة، هم اعتبروا البيضة ميتة، والكتكوت في حياة، مع أن في البيضة حياة لا تصل بذاتها إلي شيء، فليست كل بيضة تخرج كائناً حياً. ولكن لابد أن تكون البيضة ملقحة من الديك، فإذا كان عندنا فرخة، ولا يوجد عندنا ديك لا يخرج كتكوت من البيضة، هذا فرق بين قابلية الحياة وبين الحياة، والبيضة غير المخصبة فيه قابلية الحياة، فإذا خصبت ففيها حياة. البذرة إن ألقيتها في الصحراء لا تنبت شيئاً، وإن زرعتها في أرض خصبة ورويتها تنبت لك الشجر والثمر، إذن: فهناك قابلية الحياة في البذرة، فإن وجدت المناخ المناسب أعطت الحياة.
    ويقول الحق جل جلاله:
    {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "81"} (سورة الشعراء)
    ولم يستخدم الحق تبارك وتعالى الضمير (هو)؛ لأنه لا يستطيع أن يدعي أحد أنه يميت إنساناً أو يبعث ميتاً. قد يقول أحد الناس: أنا أستطيع أن أميته بأن أقتله، نقول له: إن الموت غير القتل، الموت يأتي بدون نقض للبنية، ولكن القتل لابد من نقصه الجسد. إذن: فكل ما لا يمكن أن تكون فيه شبهة الشرك لا يأتي بالضمير (هو)، ولكن الذي يتوهم فيه شبهة الشرك تأتي (هو) لتنفي أي شبهة لأن يكون هناك شريك لله سبحانه وتعالى في العقل.
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:15

    الحـي






    قال تعالى:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    وصفة "الحي" هي أول صفة يجب أن تكون لله جل علاه؛ لأن القدرة والعلم بعد الحياة، فكل صفة تأتي بعد الصفة الأولى للحق وهي (الحي)، فلو كان عدماً ـ والعياذ بالله ـ لما جاءت أي صفة بعد ذلك. فكلمة "حي" عندما نسمعها توضح لنا أنه يستحيل معها ألا يكون قادراً ولا مدركاً. ولقد احتار الفلاسفة في معنى "حي" حتى توصلوا إلي ذلك التعريف، فهناك من قال عن "الحي": هو الذي يكون على صفة تجعله مدركاً إن وجد ما يدرك، كأنه يعني بذلك الحياة فيما يعلمه من حياتنا نحن وحياة ما دوننا.
    أما إن أردت تعريف "الحي" بالمعنى الواسع الدقيق، فإن الحياة هي أن يكون الشيء على الصفة التي تبقى صلاحيته لمهمته، هذا هو التعريف الدقيق. ويجب أن يكون التعريف كذلك، وأكرره مرة أخرى حتى يستقر في الأذهان "الحي" هو الذي يكون على صفة تبقى له صلاحيته لمهمته، ولله المثل الأعلى فإذا نظرنا إلي النبات، فإنه عندما ينمو فإن معنى ذلك أن فيه حياة؛ لأن النمو يحدث للنبات فتكون له صلاحية في مهمته، فإذا قطع النبات فإنه يفقد صلاحيته لمهمته، تماماً كما يموت الإنسان، ولله المثل الأعلى.
    فلو نظرنا إلي العناصر الجامدة عندما تختلط ببعضها فتتفاعل، إن هذا التفاعل مظهر وجود حياة مناسبة لهذه العناصر الجامدة، وليست كحياتنا نحن، فإذا نظرنا إلي الأحجار المسماة "بالزلط" الناعمة الملساء، فهل نجدها على مقدار واحد؟ لا .. لأن حجم كل واحدة من تلك الأحجار يختلف عن الأخرى، وهذا دليل على أنها تختلف في مراحل النمو، وهو نمو خاص بها، فلو أن هذه الأحجار قد ظلت في بيئتها الطبيعية لكبرت أو تفتتت إلي أحجار أصغر لتنمو مرة أخرى بشكل مناسب لأسلوب حياتها، ويكون نموها على الهيئة التي أرادها الله لها. ولكن الإنسان حين يستخدم هذه الأحجار ليضعها على سبيل المثال بين قضبان السكك الحديدية فإنه يخرج بها من بيئتها، وإن كانت لها صلاحية جديدة تولد في موقعها الجديد.
    فمن حكمة الخالق الأعظم أنه لا يوجد شيء تنتهي جدواه أبداً، إنما ينتقل الشيء من مهمة إلي أخرى، فنأخذ من أحجار الزلط ما نطحنه ونصنع منه الرمل أو نقيم منه أحجاراً اكبر، وهذه مهام أخرى. إذن: فكل شيء يكون على صفة تبقى له صلاحيته للمهمة فإن له حياة، ونحن لا نأتي بهذا الكلام من عندنا، ولكننا والحمد لله نقرأ القرآن الكريم بإمعان وتدبر. ونسأل: ما الذي قابل الهلاك، إن الحياة بالمعنى البشري، وفي الذهن العادي يقابلها الموت، لكن الحياة بالمعنى الدقيق يقابلها الهلاك، بدليل أن الحق سبحانه وتعالى يقول:
    {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ .. "42"} (سورة الأنفال)
    إذن: فالحياة مقابلة للهلاك، ويقول سبحانه وتعالى عن الآخرة:
    {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "88"} (سورة القصص)
    إن كل شيء في الكون هالك وفانٍ، إلا الله، فهو سبحانه الخالد الذي له القضاء النافذ في الدنيا والآخرة، وإليه مصير الخلق أجمعين. ومادام الحق ـ سبحانه وتعالى ـ قد قرر أن كل شيء هالك، فلنا أن نسأل: أليست الحجارة شيئاً؟ وهل ستدخل إلي الهلاك يوم القيامة؟ إذن: فالحجارة لها حياة مناسبة لها قبل يوم القيامة، ولكن نحن البشر لا نفطن إلي ذلك لأننا نظن أن الحياة هي الحس والحركة الظاهرة. وقد أثبت العلماء الآن أن الذرة فيها عملية جولان وعملية دوران، لكننا نحن لا نفهم ذلك، أما العلماء فقد جعلهم الله جسراً ليشرحوا لنا قدر الحياة في أدق الكائنات.
    إن الإنسان حين يضع ورقة من النبات تحت المجهر فإنه يرى الخلايا وما يتم بداخلها من عمليات، ولسوف يدهش لقدرة الخالق سبحانه وتعالى؛ لأن في هذه الأوراق الدقيقة حياة، قد تكون أرقى من حياتنا، وأدق من حياتنا. إذن: فكل شيء له حياة مناسبة له. وإياك أن تظن أيها الإنسان أنك أنت الذي تهلك هذه الحياة في تلك الكائنات .. لا .. إنك عندما تحضر قطعة من الحجر وتطحنها، وتضعها في الفرن لتصنع منها الجير، فإياك أن تظن أنك أذهبت منها الحياة .. لا. كل الذي حدث أن الله أقدرك على أن تحول هذه الأحجار من وضع الحجر الصلد إلي وضع حياة أخرى هي حياة الجير الذي تؤدي مهمة أخرى.
    وهكذا تتسلسل المسائل ليكون لكل شيء في الوجود حياة مناسبة، وهي الصفة التي تجعل له الصلاحية لمهمة معينة، ولننظر إلي مهمة الحق، وما مداها؟ وما إمكاناتها؟ إنها فوق التخيل والتصور، إنها المهمة العليا، إنها الحياة العليا، إنه الحي الأعلى، ولا أحد قادر على أن يسلب منه الحياة؛ لأن أحداً لم يعط له الحياة. إن حياة الحق سبحانه ذاتية، إنه الحي على إطلاقه، أما الحي الذي ليس على إطلاقه فهو الحي الذي يمكن أن تسلب منه الحياة. لذلك قال الحق جل علاه:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. "255"} (سورة البقرة)
    فجاء بضمير (هو) لانفراد صفة الله عن صفة الخلق، فهو حي بإطلاق، أما حياة المخلوق فهو حي بقيد.
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:15

    القيوم






    قال تعالى:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    لم يوجد إله آخر حتى يرينا نفسه ودلائل قدرته، ومادام قد أخبرنا الله بالقضية الواضحة أنه لا إله إلا هو، فلابد أنه القيوم لإدارة الكون؛ لأن هذا الكون يحتاج إلي قيومية لإدارته. إن القيومية اللازمة لإدارة الكون تتطلب أن يكون القيوم سبحانه وتعالى له أزلية الحياة أنه حي، وحياته باقية بقاء الأبد الذي لا يعرف الحد من أجل المدد لكل الأجناس، للإنسان والحيوان والجماد وما سوى ذلك.
    وهو سبحانه قيوم، ويقال عنها في اللغة: صيغة المبالغة، وصيغة المبالغة في اللغة بمعنى أنه إذا ما وقع حدث فإنه يقع مرة على صورة عادية، ومرة أخرى قد يقع على صورة قوية. ونحن نقول عن واحد إنه "أخير"، و"أخير" هذه تختلف عن قولنا "آخر"، وإذا كان الله قيوماً على كل عوامل الكون، فهل نقول "قائم" أم نقول "قيوم"؟ إننا نقول "قيوم"؛ لأنها تعني أنه قائم بذاته ولم يقمه غيره. إن قيام الحق المتعال هو قيام أزلي.
    إذن: فكلمة "قيوم" هي صيغة مبالغة من القيام على الأمر، إنه قائم بنفسه، قائم بذاته لم يقمه أحد، وهو الخالق الذي يقيم غيره، والغي متعد متكرر وقوله الحق:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    هو سند المؤمن في كل حركات حياته. وأضرب هذا المثل لا للتشبيه ولكن للتقريب إلي الذهن، فالله جل علاه منزه عن التشبيه، وله المثل الأعلى: إننا في حياتنا البشرية نجد الأب ونجد الولد، فهل يحمل الولد هماً لأي مسألة من مسائل الحياة؟ طبعاً لا .. لأن الأب متكفل بها، فإذا كنا نقول: من له أب لا يحمل هماً، فما بالنا بالذي له رب، والمثل الريفي يقول: "من له أب لا يحمل هماً، ومن له رب فعليه أن يستحي فلا يحمل هماً للرزق". إن الله سبحانه قد طمأننا جميعاً بأن أبلغنا أنه حي قيوم، ويؤكد لنا الحق سبحانه هذه القيومية في سورة البقرة حين تكلمنا عن آية الكرسي، فقال الحق سبحانه لنا عن ذاته:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    إن الحق سبحانه يطمئننا ويقول لنا: "إن نمتم فأنا لا أنام، لأن الحي القيوم لا ينام"، هكذا يعطي الإيمان بالله الأمن والأمان، لأن المؤمن محروس في حركة حياته بإيمانه، بأن الله لا إله إلا هو الحي القيوم القائم بأمر الخلق جميعاً. هناك من يقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق الكون ووضع له قوانينه، ثم تركه بعد ذلك يعمل بهذه القوانين، ولكنني لا أوافق على هذا القول، الله خلق الكون، وخلق له قوانينه نعم، ولكنه قائم عليه، فلا يترك كونه لحظة واحدة. ولو كانت المسألة هي قوانين الكون وحدها، تعمل بلا تدخل من المشيئة، لعبد الناس القوانين، ولنقرأ الآية الكريمة التي يفزع إليها كل مؤمن إذا أحس بضرر أو واجهة سوء، يقول الله سبحانه وتعالى في هذه الآية:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    ومعنى "الحي" أنه دائم الحياة والوجود، لا يدركه الموت؛ لأنه خلق الحياة والموت، ومعنى "القيوم" أي: القائم على ملكه، وهذه تحتاج إلي تفسير، لأن كثيراً من الناس يردد أن الكون يمشي بالقوانين التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وهي قوانين دقيقة لا تختل بالزمن، ولا تتأثر بأي شيء. ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يريد أن يخبرنا أنه خلق الكون، ووضع له قوانينه ولكنه قائم عليه، أي: أن الله سبحانه وتعالى قائم على ملكه لا يتركه لحظة واحدة، والله طلب منا أن نأخذ بالأسباب.
    فهناك دائماً "القيوم" القائم على ملكه الذي يمكن أن يفتح الأبواب، ويحقق ما تحسبه مستحيلاً وغير ممكن، وحينما لا تستجيب الأسباب فإن المؤمن يفزع إلي ربه ويرفع يديه إلي السماء ويقول "يا رب". وكلمة يا رب إيمان بأن الله سبحانه وتعالى قائم على ملكه، فحين يفزع المؤمن إلي الله إنما يعلم أن الله قادر متى عجزت الأسباب، وهو قائم على كونه في كل لحظة وثانية، يبدل العسر يسراً، واليأس أملاً وفرجاً. "فهاجر" ـ رضي الله عنها ـ تركت وليدها عند بئر زمزم، وانطلقت تسعى من أجل الماء، ولكن الأسباب لم تستجب لها، وبعد سبعة أشواط تعبت وتسرب اليأس إلي قلبها، فضرب وليدها الأرض بقدمه، وهو الطفل الضعيف الذي لا يملك من أسباب الدنيا شيئاً فانفجرت الماء.
    الأم القادرة التي تستطيع أن تسير هنا وهناك، وتبحث عن الماء والتي تملك قوة الأسباب لم تستجب لها هذه الأسباب، والطفل الرضيع العاجز الذي لا يملك من الأسباب من يجعله قادراً على أن يسقي نفسه شربة ماء، هذا الطفل العاجز الصغير الرضيع ضرب الأرض بقدمه فانفجر الماء. لو نظر كل منا إلي حياته لوجد أنه قد مر فيها أوقات توقفت خلالها كل الأسباب وأحس باليأس، وجلس يقلب المشكلة فلم يجد حلاً، ثم فجأة جاء الحل من حيث لا يعلم ولا يدري. إذن: فالله سبحانه وتعالى قائم على ملكه تفزع إليه النفس المؤمنة، عندما تتعطل الأسباب، وهي واثقة أن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يعطيها عندما تعجز الأسباب، وتقف الدنيا عن العطاء، ثم تمضي الآية الكريمة:
    {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: أن الله سبحانه وتعالى لا ينام أبداً، ولا يغفل أبداً، وهنا يريد الله أن يزيد اطمئنان النفس التي يصيبها الفزع من هموم الدنيا، يريد أن يعيد إليها الطمأنينة والأمان، فيذكرها بأنه:
    {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: لا يغفل عن شيء أبداً، ولا يخرج عن علمه شيء في الكون، فإذا لم ير الناس جميعاً فالله يرى، وإذا لم يسمع الناس جميعاً فالله يسمع، وإذا لم تصل عدالة الأرض لتقتص من الظالم فإن هناك عدالة السماء موجودة. يقول الحق سبحانه:
    {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ "42"} (سورة إبراهيم)
    ومن هنا تكون هذه النفس المؤمنة مطمئنة إلي أن الله سبحانه وتعالى ليس غافلاً عما يعمل الظالمون.
    {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: لحظة يغفل فيها، وتكون هذه النفس المؤمنة مطمئنة إلي أن الله يحرسها ويدافع عنها، فتنام ليلها ملء جفونها، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى لا ينام. والله سبحانه وتعالى هنا يريد أن يقول لكل مؤمن: نم أنت ولا تخش شيئاً، فإني أحرسك وأرعاك وأنت نائم وأنت مستيقظ، فلا تدع القلق يدخل نفسك، وتحس أنك نمت نال منك عدوك أو أصابك أذى. تذكر دائماً وأنت تذهب لفراشك لتنام والقلق يملأ قلبك أن الله سبحانه وتعالى لا ينام، وأنه يحميك، فكن مطمئناً وأنت في حماية الله. وإذا كان الإنسان ينام مطمئناً إذا وضع على منزله حارساً أو غفيراً أو رجلاً ساهراً لا ينام الليل، فكيف بمن يحرسه الله.
    {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.. "55"} (سورة النور)
    ومن هنا فإن المؤمن يحس دائماً أنه في أمن وأمان؛ لأن الله هو الذي يرعاه في أحلك الأوقات وفي أشد اللحظات. يقول الحق سبحانه:
    {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ "82"} (سورة الأنعام)









    google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:16

    الواجد






    قال تعالى:
    {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ .. "21"} (سورة الحجر)
    قيل: الواجد الذي لا يضل عنده شيء، ولا يفوته شيء. وقيل: الواجد مأخوذ من الوجدان بمعنى العلم الناشئ عن الوجدان. ويقال: وجدت فلاناً فقيهاً. أي: علمت كونه كذلك. وقيل: الواجد هو الله، يجد كل ما يطلبه ويريده، ولا يعوزه شيء من ذلك، ولا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء. فهو الواجد للحركة مع نفاذ أمره؛ لأن أمره في كينونته، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، ومادام عنده مفاتح الغيب فهو صاحب الإيجاد والإمداد.
    ويقول الحق سبحانه وتعالى:
    {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .. "59"} (سورة الأنعام)
    هو رب الإيجاد فقد خلقنا من العدم، وأوجدنا ولم نكن شيئاً مذكوراً. يقول الحق سبحانه:
    {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا "1"} (سورة الإنسان)
    ويقول:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "28"} (سورة البقرة)
    وهو رب الإمداد، يقول الحق:
    { وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) } (سورة الشعراء)
    وهو رب الخلود، يقول الحق سبحانه:
    {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) } (سورة الحاقة)
    كما يقول:
    {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)} (سورة الحاقة)
    إذن: إن حياة الخلود إما إلي جنة أبداً، أو إلي نار أبداً. وهو الواجد لكل ما في الكون، وما وراء الكون، وفوق الكون، فهو المحيط بمدد، وهو على كل شيء قدير.
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:16

    الماجد






    "اللهم أنت الماجد المجيد، الفعال لما يريد، نسألك الإمداد يوم الوعيد"
    هو الذي تعطف بالمجد وتكرم به ـ فهو العظيم القدر، العظيم الشرف، الواسع الكرم. ويجوز أن يكون الماجد بمعنى المجيد، كالعلم بمعنى العليم. عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربه عز وجل قال: يقول:
    "يا عبادي، كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم بقدرتي، من علم منكم أني ذو مقدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، وكلكم هالك إلا من هديت فسلوني الهدى أهديكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا على اتقى قلب عبد من عبادي لم يزد ذلك في ملكي جناح بعوضة، ولو اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي، لم ينقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا فسأل كل سائل منكم ما سأل لم ينقص ذلك مما عندي شيئاً. كما لو أن أحدكم مر على شفة البحر فخمس فيه إبره ثم انتزعها، ذلك بأني جواد "ماجد" أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وإذا أردت شيئاً فإنما أقول له كن فيكون".
    وهذا الاسم الكريم غير مذكور في القرآن، بل المذكور "المجيد".
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:17

    الصمد






    قال تعالى:
    {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) "} (سورة الإخلاص)
    ما معنى الصمد؟
    الصمد هو المعنى الجامع، الذي يدخل فيه مطالب كل موجود، فهو الصمد الذي تصمد إليه جميع المخلوقات بالافتقار والحاجة، ويفزع إليه العالم بأسره، وهو الذي كمل في علمه، وحكمته وحلمه وقدرته، وعظمته ورحمته، فهو كامل الصفات، المقصود من المخلوقات في كل المطالب والحاجات. والذي يعيش في رياض القرآن يجد أن الله هو المقصود لكل قاصد، وهو الذي يعطي لكل شيء حقه، نطق به أم لم ينطق به.
    ويقول الحق سبحانه:
    {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "47"} (سورة الأنبياء)
    من هذه الآية نعلم أن صمدية الله هي عطاؤه، وعطاؤه محوط بعدله، وقد يكون العطاء ربوبياً أو إلهياً، فيقول الحق سبحانه:
    {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا "20"} (سورة الإسراء)
    أما عطاء الألوهية فهو للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فالقرآن الكريم يقول:
    {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50) وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)} (سورة الأنبياء)
    ويحكي لنا الحق سبحانه أمر إبراهيم عليه السلام مع قومه وكيف نجاه من كيدهم، فيقول تعالى:
    {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)} (سورة الأنبياء)
    وتتوالى عطاءات الله لمن قصدوه وحده بالعبادة والتوجه، فيقول تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) "} (سورة الأنبياء){) وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) "} (سورة الأنبياء){وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) "} (سورة الأنبياء){) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) } (سورة الأنبياء)
    ثم يقول الحق سبحانه:
    {

    وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) "} (سورة الأنبياء)

    والمعايش لكتاب الله يلمس أن العطاءات الربانية وعطاءات الألوهية لا حصر لها ولا عدد، فكم من نفس ولدت في لحظة وماتت في لحظة، ورزقت في لحظة، وافتقرت في لحظة، وكم من نفس شفيت من مرض، وكم من نفس مرضت من شفاء، وكم من إنسان أعزه الله، وكم من إنسان أذله الله. وكم من ممالك تطاولت، وكم من ملوكٍ تلاشوا، وكم من سائل يسأل. كل هذه القضايا تنطلق من عطاء الربوبية لكل الناس، فعطاء الألوهية الذي اختصه الله لمن آمن به توحيداً وتعبداً وسلوكاً، فإذا نظرنا إلي عدد مطلوب الخلائق في كل لحظة من لحظات الحياة لنجد أنه يعطي الكل في لحظة، كما يحاسب الكل في ساعة، وساعة الله يعلمها هو.
    {سودانية مغروره}
    {سودانية مغروره}
    الشخصيات المهمه
    الشخصيات المهمه


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف {سودانية مغروره} الأحد 18 يوليو - 13:17

    القادر






    قال تعالى:
    {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون "23"} (سورة المرسلات)
    قدرة الحق سبحانه لا تقارن بقدرة الخلق، فالله حي وأنت حي، لكن هل حياة المخلوق المنتهية يمكن أن تقارن بحياة الخالق الأزلي الدائم؟ إن الله سميع والإنسان يسمع، فهل سمع الله ـ وهو الخالق البارئ المصور ـ كسمع البشر المحدود، إن أي شيء يأت عن الله إنما يجب أن نأخذه بعيداً عن التصور البشري، إنما نأخذه في إطار:
    {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "11"} (سورة الشورى)
    إن البشر المتشابهين هم من خلق الله، وكل فرد فيهم، له علامات تميزه قد ندركها، وقد لا يدركها إلا المتخصصون، وآخر الاختلافات الجوهرية في البصمة وفي الشكل وفي السلوك، فما بالنا باختلاف البشر جميعاً عن الخالق القادر؟ لذلك يقول المحققون: إن على الإنسان المؤمن بالله أن يعلم أنه هو بعض من خلق الله، والله سبحانه وتعالى يعطينا الحقائق التي تفوق كل ما في رؤوس البشر جميعاً لماذا؟ لأنه القادر المطلق، والقادر لا ينقلب إلي مقدور أبداً، ومن عظمة الحق سبحانه أن العقل لا يمكن أن يتصوره، ومن رحمة الله بالخلق أن وصف لنا نفسه بأنه:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. "11"} (سورة الشورى)
    وضرب الحق سبحانه لنا المثل بالروح التي تدب في الإنسان فيتحرك ويسعى إلي الرزق، ولكن إذا خرجت الروح صار الجسد رمة، وتتحول العناصر إلي التراب. فهل ينتظر الناس أن يأتي الله والملائكة في ظلل من الغمام، أي: بما يحجب البصر، وتعلن الساعة، إذا كانوا ينتظرون ذلك، فلسوف تقوم الساعة بأشراطها، وفي ميعادها الذي لا يعرفه إلا الله. ولسوف يرى المؤمن والكافر أن الله قادر فوق كل العباد. إن المؤمن يرجع إلي الله؛ لأنه يؤمن بالله ويعمل العمل الصالح ليقوده إلي الجنة، والكافر يعود إلي الله مجبراً مسوقاً مقهوراً.
    إن الله سبحانه وتعالى حين يخلق قانوناً من القوانين يطلقه ويقيده (هو مطلق بإرادة الله) مقيد بإرادة الله، قد تبدو هذه العبارة متناقضة ولكنها حقيقة، فالله سبحانه وتعالى مثلاً أطلق قانوناً بأن الذرية تأتي من اجتماع الذكر والأنثى، فمتى تزوج رجل وامرأة فالوضع الطبيعي على إطلاقه أن ينجبا أطفالاً. وفي بعض الأحيان يمضي القانون بغير رغبة الطرفين، فقد يكون الزوج أو الزوجة غير راغبين في الإنجاب السريع، ومع ذلك يتم الإنجاب، إذن: فالقانون على طلاقته يمضي في الكون لا يفرق بين غني وفقير، ولا بين جنس وجنس، ولا بين أي شيء آخر، فالقاعدة هي القاعدة لكي يتم الإنجاب، لكي يولد الأطفال، فلابد من ذكر وأنثى.
    ثم يأتي بعد ذلك أن هذا القانون رغم إطلاقه مقيد بإرادة الله، مصداقاً لقوله تعالى:
    {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا .. "50"} (سورة الشورى)
    القاعدة في انطلاق القانون وطلاقته أنه كي يولد طفل لابد من ذكر وأنثى، ولكن التقيد بالمشيئة الذي يسيطر على هذا القانون هو في أن تسبق إرادة الله إتمام الخلق، فكل رجل وامرأة يستطيعان أن ينجبا طفلاً إذا شاء الله، وإن لم يشأ اجتمع الرجل والمرأة ولا يأتي الطفل. ويذهب الاثنان إلي الأطباء ويعالجان، ويتدخل العلم بكل قدراته، ولا يحدث إنجاب، فلو أن الأصل في القانون هو طلاقته، لتم الإنجاب بين كل رجل وامرأة، ولكن الأصل في القانون هو طلاقته مقيد بالمشيئة، فلا يتم الإنجاب إلا إذا شاء الله.
    والله سبحانه وتعالى يقول:
    {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا .. "50"} (سورة الشورى)
    وهكذا فإن الله سبحانه وتعالى يطلق القانون ويقيده، ولكنك أنت تتبع القانون ولا تستطيع أن تقيده، ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى وضع قوانين للكون، هذه القوانين تمضي كل يوم تؤدي ما أمرها الله به، ولكن الله سبحانه وتعالى يأتي في بعض الأحيان ويعطل هذه القوانين، ويحدث ذلك في حالتين:
    الحالة الأولى: إذا أرسل سبحانه وتعالى نبياً أو رسولاً إلي الناس ليهديهم إلي الحق. في هذه الحالة يعطي هذا الرسول أو النبي آية ليصدق الناس أنه مرسل من الله سبحانه وتعالى. لماذا؟ لأنه حين يأتي إنسان ويقول: أنا رسول من عند الله، جئت لأبين منهجه، أتصدقه، وهنا يطالبه السامع بإثبات ما يقول. إذن: كان لابد أن تجئ مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفي بلاغه عن الله. ومعجزات الله تتميز أولاً بأنها تتحدى البشر، وثانياً: بأنها خرق لقوانين الكون، فالتحدي يأتي من نفس نوع العمل الذي نبغ فيه الناس في ذلك العصر.
    فأنت حين تتحدى لا تأتي لإنسان ضعيف وتتحداه في مباراة لرفع الأثقال، ولكن تأتي لبطل العالم وتواجهه بهذا التحدي، وإذا أتيت قوماً كانوا نابغين في الطب، فلابد من أن تأتيهم بمعجزة من نفس ما نبغوا فيه؛ ولذلك فإن القرآن الكريم قد تحدى العرب بالبلاغة، وهي ما نبغوا فيها. والله سبحانه وتعالى حينما أيد رسله وجه لهم قوانين الحياة حسب مطلوبه، فمثلاً معجزة إبراهيم ـ عليه السلام ـ وجه الله فيها خاصية الإحراق للنار لتكون برداً وسلاماً، لقد جاء الكفار ممن عاشوا في عهد إبراهيم ـ عليه السلام ـ ليحرقوا إبراهيم أمام أصنامهم وآلهتهم، وفي ظنهم أن هذه الآلهة ستعاونهم على الفتك بإبراهيم. فماذا حدث؟
    جاءوا بإبراهيم وأمام آلهتهم وفي حمايتهم، وأوقدوا ناراً هائلة ليحرقوه، والحرق هنا أمام الآلهة وعلى مشهد منها، وليكون الانتقام من إبراهيم انتقاماً تباركه الآلهة وتجعله رهيباً. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يتم ذلك كله، فكان من الممكن أن يختفي إبراهيم في أي مكان، كان ذلك ممكناً ليقي إبراهيم الحرق، والله قادر على جعلهم لا يقدرون عليه، قادر على أن يخفيه عنهم، ولكنه لو حدث هذا لقالوا: إننا قبضنا على إبراهيم وأحرقناه، ولذلك كان لابد أن يقع إبراهيم في أيديهم ليعرف القوم جميعاً سفاهة معتقداتهم. وكان من الممكن أن تنطفئ النار لأي سبب من الأسباب، كأن ينزل المطر من السماء مثلاً، والنار لم تنطفئ بل ازدادت اشتعالاً، وألقوا بإبراهيم في النار ليحرقوه.
    والله سبحانه وتعالى يبطل خاصية الإحراق في النار، فيوظف النار في غر اختصاصها بخاصية أخرى لتكون برداً وسلاماً. إذن: فمعجزة إبراهيم ليست أن ينجو من النار، ولو أراد الله أن ينجيه ما استطاعوا أن يقبضوا عليه، ولكن الله شاء أن تظل النار متأججة محرقة قوية، ويلقي فيها إبراهيم أمام الناس، ثم يعطل الله ناموس إحراقها. وموسى عليه السلام ضرب البحر بعصاه فانشق، وخاصية الماء الاستطراق، ولكن الله سبحانه وتعالى أمر البحر أن ينشق لموسى، وعطل له قانوناً من قوانين الكون.
    وعيسى ـ عليه السلام ـ كانت له أكثر من معجزة في إبراء الأكمة والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله. هذه هي بعض الأشياء التي تلفتنا إلي قدرة الله سبحانه وتعالى فيما خرق من نواميس الكون، ليؤيد رسالته، ويدل الناس على صدق رسالات السماء. تأتي بعد ذلك الحالات التي يغير الله فيها ناموساً من نواميس الكون ليلفت الناس إلي طلاقة قدرته؛ لأن طلاقة القدرة لها حق المحو والإثبات، ولها أن تجعل سبباً للشيء، ولها أن تلغي الأسباب. مثلاً آدم بغير أم ولا أب، وحواء بغير أم، وعيسى بغير أب، ومحمد بأب وأم، وهذه طلاقة القدرة وهناك رزق بحساب، ورزق بغير حساب.

    وميض الامل
    وميض الامل
    عضو فعال
    عضو فعال


    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Empty رد: اسماء الله الحسنى ومعانيها(4)

    مُساهمة من طرف وميض الامل الأربعاء 21 ديسمبر - 11:53

    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) 111110
    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) 2222210
    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) 3333310
    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) 44444410


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    اسماء الله الحسنى ومعانيها(4) Aaio_c10

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 0:49