موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    مواضيع رمضانية

    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:08


    من فتوحات رمضان: فتح مكة فكان فتحاً لأمَّة
    أ. مجدي داود*


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنني ما أظن أن أحدا من المسلمين الذين يقدمون على القراءة يجهلون فتح مكة، لذا فلن أسرد تفاصيل هذا الفتح المبارك ولكنى سأركز فيه على بضع نقاط نستلهم ونرى كيف تعامل معها نبينا الكريم وصحابته الأفاضل رضوان الله عليهم أجمعين، فإذا عرفنا المنهج النبوي في التعامل في أوقات الحروب فيجب علينا نحن المسلمين بصفة عامة والمجاهدين منا المرابطين على الثغور في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها بصفة خاصة أن نسير على نهجه صلى الله عليه، فهو النهج الحق الذي عز وانتصر من تبعه، وذل وانتكس من أعرض عنه.

    في صلح الحديبية الذي عقد في العام السادس الهجري بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش اتفق الفريقان على وضع الحرب عشر سنوات بين الجانبين وقد دخلت خزاعة في عهد المسلمين ودخلت بنو بكر في عهد قريش، والتزمت قريش بالصلح سنتان تم فيهما تغيير بعض بنود الصلح بناء على رغبة قريش مع أنهم هم الذين أصروا على هذه الشروط.

    لكن في العام الثامن الهجري غارت بنو بكر على خزاعة بمساعدة قريش، وقتلت منهم أكثر من عشرين رجلا، فدخلت خزاعة البيت الحرام لتستجير به لكن بنو بكر لم يعطوا حرمة البيت وقتلوهم فيه، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي في نفر من قومه متوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشد أمامه قصيدة يصف له ما فعلته بنو بكر ويستحثه على الوفاء بالعهد الذي تم في صلح الحديبية فوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سينصرهم.

    بعد ذلك أرسلت قريش أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليفاوضه وليطلب منه مد الهدنة والصلح الذي عقد في الحديبية لكنه عاد بخفي حنين فلم يستجب له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقي أبو سفيان بن حرب في المدينة أشد ما يلاقيه المرء من المذلة، فقد ذهل إلى أبى بكر يتوسط له عند النبي فأبى، فذهب إلى عمر فأبى وكذلك عثمان، فذهب إلى على فأبى فاستجار بفاطمة الزهراء رضي الله عنها فأبت فرأى الحسن يلعب فقال ابنك هذا يجيرني فأبت ذلك، فتوجه إلى ابنته أم المؤمنين أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبت وعاملته كما يجب أن يعامل الكافر ولم تدفعها قرابته لها من محاباته والتوسط له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا الموقف من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته وزوجته أم حبيبة وابنته فاطمة رضي الله عنهم جميعا لهو موقف جدير بأن نقف عنده، ونتأمله، لنرى كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من دولته الناشئة مكانة ومنزلة عند الجميع يجب أن يعرفوا قدرها ويعطوها حقها، فلم يتنازل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرط في ذلك الجرم البشع الذي ارتكبه سفهاء قريش وبنو بكر، فالدولة القوية التي تهابها الدول الأخرى هي التي تتخذ موقفا قويا حازما حيال التعرض لرعاياها أو لحدودها أو لمصالحها وحلفائها، أما الدولة التي لا يكون لها رد فعل قوى حيال هذه الأمور فهي دولة ضعيفة تتلاعب بها الدول الأخرى كما يتلاعب الصبيان بالكرة، وكذلك فصائل المقاومة فتلك التي تدافع عن شعبها في حالة العدوان ولا تفرط أبدا في حقه يهابها عدوها ويحسب له ألف حساب أما التي تظهر العجز والضعف فإنها تتلقى الكثير من الضربات القاضية ويستخف بها عدوها.

    ومن هذا الموقف أيضا نرى أثر التفاف الخلفاء الأربعة ومن خلفهم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين حول نبيهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم حيث أن أبا سفيان ذهب إلى أقرب أصحاب رسول الله منه مكانة وهم الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، وطالما أن هؤلاء أظهروا له عدم جرأتهم على الحديث مع رسول الله في الأمر فإن غيرهم لن يفعل ذلك، ومع أن أيا منهم كان يمكنه أن يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم أظهروا للعدو أن له في نفوسهم هيبة، وأنه قد اتخذ قرارا ولا رجعة فيه، وفى ذات الوقت اظهروا حبهم الشديد له صلى الله عليه وسلم، فأشعروا العدو أن للقائد في القلوب مكانة وفى النفوس هيبة بلا خوف وأنهم متبعوه في أمره لا محالة، وعندما تكون الصلة بين القائد والجنود بهذا الشكل فهذا جيش لا محالة منتصر.

    ومن هذا الموقف أيضا نتعلم أهمية اكتناز الفرص، فالقائد المحنك هو الذي يتصيد الفرص، فرسول الله صلى الله عليه وسلم استغل الهدنة مع قريش في تثبيت أركان الدولة والقضاء على قوى التمرد المحيطة بالمدينة ونشر الإسلام في هذه البلاد المحيطة، بل وأرسل الرسل إلى بلاد فارس والروم ومصر، وغزا خيبر وهزم اليهود فيها وسير جيشه إلى الروم فكانت غزوة مؤتة، ثم لما نقضت قريش عهدها استغل الفرصة في أن يقضى على أكبر معاقل الشرك والكفر في شبه الجزيرة العربية، وهو يفعل ذلك من منطلق قوة، فالدولة قوية وآمنة لا تستطيع قوة مهاجمتها، والسبب المباشر والرئيس موجود وهو نقض العهد الذي كان في الحديبية لذا فلا أحد يستطيع أن يوجه اللوم له صلى الله عليه وسلم أو يتهمه بانتهاك هدنة أو نقض عهد.

    ويقول الدكتور المؤرخ على الصلابي في كتابه الماتع عن السيرة النبوية (ونلحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضيع قانون الفرصة وتعامل معه بحكمة بالغة، فكان فتح خيبر، وذلك بعد صلح الحديبية، والآن تتاح فرصة أخرى بعد أن نقضت قريش عهدها، وتغيرت موازين القوى في المنطقة، فكان لا بد من الاستفادة من المعطيات الجديدة، فأعد صلى الله عليه وسلم جيشًا لم تشهد له الحجاز مثيلاً من قبل، فقد وصلت عدته إلى عشرة آلاف رجل).

    وقد استعد الرسول صلى الله عليه وسلم للغزو وأمر المسلمين بالاستعداد، لكنه كتم عنهم وجهته حتى عن أقرب الناس له أبو بكر وعائشة رضي الله عنهما، لكن حاطب بن أبى بلتعة أرسل رسالة لقريش مع إحدى النساء يحذرهم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوى غزوهم، فجاء جبريل عليه السلام ليخبر نبينا صلى الله عليه وسلم فأرسل على بن أبى طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما فأتياه بتلك الرسالة، فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبى بلتعة فقال له حاطب أنه ليس له في مكة عشيرة تمنعه فأراد أن يكون له عند قريش يد كي يكرموا أهله في مكة، فعفا النبي عليه الصلاة والسلام عنه وقال لعمر بن الخطاب الذي أراد قتله (وما يدريك يا عمر؟ لعل الله قد اطلع إلى أهل فقال لهم اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم).

    وهنا موقف تربوي عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم، يبين لنا كيفية التعامل مع الجند والسابقين في الجهاد حينما تضعف نفوسهم ويخطؤوا، فهو صلى الله عليه وسلم استدعى حاطب بن أبى بلتعة واستوضح منه عن سبب تلك الرسالة، ولما عرف أنه لم يكن يريد بها خيانة الله ورسوله، وأن هذه الرسالة ما كانت لتضر المسلمين عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمر ليس على إطلاقه، فليس كل من يخطئ خطأ كهذا نعفو عنه أو نقتله، فالأمر راجع إلى حنكة وحكمة القائد، فهو الذي ينظر في المفاسد المترتبة على هذا الخطأ، أما لو كانت العمل هذا نابعا من الخيانة فليكن حينئذ رأى سيدنا عمر هو الأساس وهو قتل مرتكب هذا الجرم العظيم.

    تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في شهر رمضان الكريم متجها إلى مكة فاتحا بعد أن أخرجوه منها متخفيا يخشى القتل من قبل ثمان سنوات كاملة، وكان تعداد المسلمين في ذلك الفتح العظيم عشرة آلاف مقاتل، وفى الطريق إلى مكة قابل النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس مهاجرا وكان قد أسلم منذ زمن طويل وكان عينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وكان بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم مراسلات، وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أرسل له ليخرج.

    وعندما اقترب الجيش الإسلامي من مكة المكرمة وحل الظلام أمر النبي صلى الله عليه سلم أن يشعل كل جندي في الجيش نارا فصارت عشرة آلاف شعلة من النار، فدخل الرعب قلوب مشركي قريش، وخرج أبو سفيان مع نفر من صحبه ليعرفوا الخبر فقابلهم العباس وأخبرهم بالأمر وأخذ معه أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان مزية وجعل له مكانة حينما قال (من دخل دار أبى سفيان فهو آمن)، ثم أمر بحبسه ليمر عليه الجيش الإسلامي بكل فرقه، فاستشعر أبو سفيان عظم أمر الإسلام ومدى قوته، ورأى كيف أن محمدا صلى الله عليه وسلم ذاك الذي خرج قبل سنوات في ظلمات الليل متخفيا عن الأنظار واختفى ثلاثة أيام في غار ثور صار اليوم يحرك جيشا قوامه عشرة آلاف مجاهد لو أمرهم أن يزحزحوا الجبل من مكانه لفعلوا.

    وهنا موقفان تربويان عظيمان للقائد المحنك والسياسي البارع محمد صلى الله عليه وسلم، الأول هو إشعار العدو بمدى قوة المسلمين وتمثل ذلك في إشعال النار وحبس أبى سفيان ليمر عليه الجيش، وهذا من شأنه أن يربك العدو، ويدخل الخوف في قلبه ومن ثم يكون الخلاف في كيفية التعامل مع جيش المسلمين فتختلف الآراء وتشتت الجهود ويسهل القضاء على أي تمرد إن وجد، والموقف التربوي الثاني هو تمييز أبى سفيان عن بقية الناس، فذلك رجل له بين الناس مكانة، فإن هو أسلم تبعه الناس، وإن هو أكرم وقدر أخلص في إسلامه وخدم الدعوة والدين خير خدمة وهذا ما حدث، فلقد دخل أبو سفيان مكة مطالبا أهلها بعدم مواجهة المسلمين وداعيا إياهم إلى التسليم والإسلام، فأبى البعض في البداية إلى أنهم وافقوه في النهاية.

    ودخل النبي مكة مهللا ومكبرا فاتحا منتصرا عزيزا دائما أبدا، ومن حوله المهاجرين الذين طردوا بالأمس من ديارهم وأهليهم، وحوله الأنصار الذي استقبلوه خير استقبال فكانوا نعم الأصحاب هم وإخوانهم المهاجرين، وجاء بلال ذلك الحبشي الأسود الذي عذبه أمية بن خلف من قبل أشد عذاب، وصعد على البيت الحرام وأعلن انتصار الحق وهزيمة الباطل وكبر وأذن وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

    ذلك كان فتح مكة، ورأينا كيف كان النبي محمد الذي يوحى إليه من السماء هو القائد العسكري والسياسي الأعلى، فهل يستقيم اليوم أن يخرج بعض الجهال ممن لا يعقلون ولا يدركون فيقولوا لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين؟!، فليوضحوا وليفسروا لنا تلك الأفعال النبوية الكريمة!

    ووالله ما ضعف المسلمون ولا انهزموا أمام أنفسهم قبل عدوهم إلا لأنهم تركوا مذاكرة سنة وسيرة خير البشر وذهبوا يدرسون سيرة فلان الكافر وفلان المشرك، واتبعوا كل ناعق.

    المراجع:
    من معارك المسلمين في رمضان للعبيدي.
    الكامل في التاريخ لابن الأثير
    السيرة النبوية للصلابي
    سيرة ابن هشام
    الرحيق المختوم للمباركفوري
    المغازي للواقدى



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:08


    المعركة الرمضانية الأولى: معركة بدر الكبرى
    أ. مجدي داود*


    بسم الله الرحمن الرحيم

    وإن قوى المقاومة والجهاد اليوم لخليقة بأن تتزين باتباع منهج سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وليتعلموا كيف يستمع القائد باهتمام إلى جندي من جنوده يعرض مشورته وكيف يتقدم الجندي بأدب جم وشجاعة في الحق فيعرض رأيه، وعلى قوى المقاومة أن تدرك أن النقص من صفات البشر لصيق بهم، ومهما كانت خبرة القائد ومكانته فلا يزال فيه نقص ولا عجب أن يكون كمال هذا النقص في مشورة جندي من أصغر جنود الجيش.

    -------------------------

    إن شهر رمضان هو شهر خير وبركة ففى هذا الشهر المبارك كانت الكثير من الأحداث العظام في تاريخ أمة الإسلام، فكانت معارك كثيرة كان النصر فيها حليف المسلمين، وخير معارك هذا الشهر الكريم وأشهرها على الإطلاق معركة بدر الكبرى التى كانت معركة الفرقان فيها أعز الله الإسلام واهله وأذل الشرك وأهله.

    وقعت معركة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان من العام الثانى للهجرة النبوية المباركة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أبا سفيان بن حرب قادم بقافلة تجارية لقريش من الشام تحمل أموالا عظيمة، فى هذا الوقت كانت الحالة التى بين المسلمين وقريش حالة حرب وفى حالة الحرب تصبح أموال العدو ودماؤهم مباحة، وكان المسلمون من قبل ذلك قد علموا أن قريشا استولت على أموالهم بمكة، وهذا يعنى أن جزءا من هذا المال الموجود بالقافلة كان من مال المسلمين (1).

    لن أقوم بسرد تفاصيل غزوة بدر فى هذا المقال فقد تناولها الكثيرون بالبحث والتأليف والتصنيف وما أظننى سأضيف شيئا، ولكنى سألقى الضوء على بعض الدروس المستفادة والمستوحاة من أحداث هذه الغزوة، التى تستحق أن نقف عندها لنتأملها ولنحاول إسقاطها على واقعنا المعاصر، دونما إفراط أو تفريط.

    الجهد الاستخباراتي المكثف الذي قام به المسلمون بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك عدة وقائع فى غزوة بدر، منها إرساله صلى الله عليه وسلم لبسبس بن عمرو لجمع الأخبار عن القافلة قبل ندب أصحابه للخروج، ومنها خروجه صلى الله عليه وسلم وأبى بكر لإستطلاع أخبار المشركين فلقيا شيخا مسنا فسألاه عن جيش محمد وجيش قريش فأجابهما الرجل (2)، وكان الرجل قد سألهما من أين هما فلما أجابهم عما سئل قاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من ماء وانصرف النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه مسرعين وفى ذلك كتمان للخبر، فلو وقف النبى يتحدث مع الرجل لاستوضح الرجل منها وعرف حقيقة الأمر، ومنها إرساله عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فى نفر من الصحابة إلى بدر لجمع المعلومات عن قريش فأتياه بغلامين لقريش كانا يستقيان فسألهما الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أسئلة استطاع بها أن يقدر عدد جيش قريش ومن خرج منهم لملاقاة المسلمين (3)، وكثير من الجهد الإستخباراتى الذى لا يتسع المقام لذكره، لكن هذا الجهد ينبهنا إلى ضرورة اليقظة الدائمة ومعرفة وتلمس أخبار العدو، ومعرفة كل تحركاته، فرسول الله علم ابتداء باستيلاء قريش على أموال المسلمين بمكة ثم علم بأمر قافلة قريش وكذلك علم عدد أفراد قريش الذين قدموا لقتاله صلى الله عليه وسلم ومن من رؤوس الكفر كان معهم، وقوى المقاومة والجهاد الحقيقى اليوم بحاجة إلى هذا الفكر السياسى البارع المستقى من أفعال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بصفته القائد الأعلى للدولة الإسلامية بكافة أجهزتها.

    ضرورة الشورى: فرسول الله صلى الله عليه سلم يأتيه الوحى من السماء، لكن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام لن يكون ثمة وحى، ولهذا فنبينا صلى الله عليه وسلم قد علمنا دروسا فى الشورى عظيمة، منها أنه صلى الله عليه وسلم لما أتاه الخبر بفرار قافلة قريش وخروج قريش لقتالهم استشار أصحابه فيما عليهم فعله، أيقاتلون قريشا أم يرجعون إلى المدينة، وقد أجمع كبار المهاجرين والأنصار على مقاتلة قريش (4).

    ويظهر الالتزام بالشورى في غزوة أحد عندما أشار شباب الصحابة بالخروج لقتال المشركين خارج المدينة مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كارها لهذا الرأى ولما هزم المسلمين ما عنف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ممن أشاروا بالخروج، وإن هذه لأمثلة عظيمة على ضرورة التزام الشورى ما دام كل أهل الشورى ملتزمين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه الكريم، ومن فعل النبى صلى الله عليه وسلم نستنتج عدم جواز احتكار القائد وحده مهام القيادة واتخاذ القرار ومخالفته وإهماله لرأى أغلبية أهل الرأى والفكر، وكذلك فعلى كل من عنده رأى يرى أنه يفيد الجماعة فعليه أن يطرحه على القيادة، ونرى ذلك فيما فعله الخباب بن المنذر رضى الله عنه وأرضاه حينما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه قبل بئر بدر فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال (يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة» قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم-أي جيش المشركين- فننزله ونغور -نخرب- ما وراءه من الآبار ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار) (5)، وإن قوى المقاومة والجهاد اليوم لخليقة بأن تتزين باتباع منهج سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وليتعلموا كيف يستمع القائد باهتمام إلى جندى من جنوده يعرض مشورته وكيف يتقدم الجندى بأدب جم وشجاعة فى الحق فيعرض رأيه، وعلى قوى المقاومة أن تدرك أن النقص من صفات البشر لصيق بهم، ومهما كانت خبرة القائد ومكانته فلا يزال فيه نقص ولا عجب أن يكون كمال هذا النقص فى مشورة جندى من أصغر جنود الجيش.

    التخطيط المحكم للمعركة: فلقد جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للقتال بطريقة لم تكن موجودة من قبل، طريقة جديدة على العرب والعجم جميعا، تتناسب مع حال المسلمين، وهى طريقة الصفوف، وصفة هذه الصفوف كما يقول المؤرخ الدكتور على الصلابى (أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف الصلاة، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم. وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء)، وهذا الأسلوب يعطى للعدو انطباعا مخيفا عن قوة هذا الجيش، ويعطيه انطباعا كذلك عن مدى تنظيم وترتيب هذا الجيش وأهمية النظام عندهم، كما يجعل القيادة كلها بيد القائد الأعلى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعله مطلعا على كل ما يدور بالمعركة، كما أنها تجعل بيد القائد قوة احتياطية ليعالج بها المواقف المفاجئة، وإن قوى المقاومة اليوم لمطالبة بأن تنظر إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته نظرة سياسية وعسكرية واستيراتيجية، وإنى لأرى أن قوى المقاومة قد استفادت من هذه الرؤية النبوية بتبنيها استيراتيجية قتال الشوراع التى تنهك العدو وتصيبه بالهلع والخوف.

    تعظيم الجنود للقيادة وتواضع القيادة لجنودها: لقد اقترح الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنوا له عريشا يكون مقرا له صلى الله عليه وسلم ويكون العريش على مكان مرتفع مشرف على ساحة القتال فوافق النبى الكريم عليه الصلاة والسلام على الفكرة الطيبة وكان سعد بن معاذ رضى الله عنه ومجموعة من شباب الأنصار يحرسون العريش (6)، وفى هذا الفعل إظهار لمكانة القائد عند الجنود وإرسال رسالة ضمنية للعدو بأن كل أفراد الجيش مستعدون للموت دون تلك القيادة وفى ذات الوقت تواضع القيادة للجنود ومشاركتهم فى شئ، فأكرم برسول الله وصحبه من قدوة، وإنى لأرى أن قوى المقاومة والجهاد قد تعلموا هذا الدرس جيدا ووعوه، فنرى الجنود يقدمون أنفسهم بين يدى قادتهم فى ذات الوقت الذى نرى فيه تلك القيادة فى الميدان تشارك الجنود كل مهام القتال.

    الدور الضخم للإعلام المقاوم: لا يستطيع ذو عقل أن ينكر دور الإعلام فى أى مرحلة من مراحل الصراع مع العدو، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك دور الإعلام، وقد بدأ الإعلام الإسلامى فى الظهور فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة وبرز أكثر مع بدء حركة السرايا، وقد كان الشعر يمثل الحملات الإعلامية المؤثرة في دنيا العرب، فيرفع أقوامًا ويخفض آخرين، ويشعل الحروب ويطفئها (7)، وللأسف فقد أغفل المسلمون لفترة من الزمن فى العصر الحديث دور الإعلام المتحدث بلسان الأمة، فى حين كان أعداؤنا يخصصون الميزانيات الضخمة من أجل الإعلام لذا لا عجب أن نجد المؤيدين لهم كافة أنحاء العالم مع أنهم على باطل لكنهم بإعلامهم قلبوا الباطل حقا والحق باطلا، ولكن اليوم بدأ البعض يعى دور الإعلام، لكن حتى الآن لا يوجد منبر إعلامى إسلامى قوى يصل إلى قطاعات عريضة من الناس فى كل أنحاء العالم.

    أكتفى بهذه النقاط رغم أن الحديث عن الدروس المستفادة من غزوة بدر لا تنتهى، ولكن ليس الغرض كثرة الكتابة ولكن كثرة الاستفادة، وإن غزوة بدر هي أول فتح ونصر للمسلمين على أهل الشرك والكفر من قريش، وهذا النصر العظيم كان فى شهر رمضان المبارك ذلك الشهر العظيم الملئ بالإنتصارات والفتوحات التى تصنف فيها المصنفات، ذلك كله دلالة على عظمة ومكانة هذا الشهر في الإسلام.

    الهوامش:
    1- انظر: حديث القرآن عن غزوات الرسول، د. محمد آل عابد (1/43).
    2- انظر: سيرة ابن هشام (2/229).
    3- انظر: سيرة ابن هشام (2/228).
    4- انظر: موسوعة نضرة النعيم (1/288).
    5- انظر: مرويات غزوة بدر، ص165.
    6- انظر: سيرة ابن هشام (2/233).
    7- انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (4/199).




    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:09


    معركة النوبة فتح من الفتوحات الرمضانية
    أ. مجدي داود*


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وهنا شبهة يرددها الصليبيون الحاقدون على الإسلام وأهله, يجب أن نفندها ونبين كذبهم وافتراءهم فيها, فهم يدعون أن هذه الاتفاقية كانت تجبر أهل النوبة –وهم نصارى على حد زعمهم- على بيع أولادهم للمسلمين كي يتقوا شرهم, فيحاولون إيهام الناس أن ذلك العدد من الرقيق الذي يجب على النوبيين إرساله للمسلمين سنويا, كانوا أبناء النصارى, وهذا كذب وافتراء فالاتفاقية تنص على تسليم ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط رقيقهم, ولا تنص على ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط فتيانهم أو شبابهم ...

    -------------------------

    من ضمن المعارك والفتوحات العظيمة التي حفل بها شهر رمضان المبارك معركة فتح النوبة التي حدثت في العام الحادي والثلاثين من الهجرة النبوية المباركة والتي كان من أهم آثارها معاهدة القبط التي كانت فاتحة خير على المسلمين في البلاد الأفريقية.

    لما قام عمرو بن العاص بفتح في مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه, أرسل عمرو بن العاص حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع لفتح بلاد النوبة التي تقع في جنوب مصر, لكن المسلمين فوجئوا في هذه المعركة بأن النوبيون يجيدون رمى السهام, فقد أصاب النوبيون من المسلمين عدد كبير بتلك السهام وأصيب كثير من المسلمين في حدق عينهم من جراء النبل فسموا (رماة الحدق).

    وكان من نتيجة هذه الحملة أن تم التوافق على هدنة بين المسلمين والنوبيين, واستمر الصلح حتى كان عصر خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه, وكان قد عزل عمرو بن العاص عن مصر وولى مكانه عبد الله بن أبى سرح, فنقض النوبيون الصلح وهاجموا صعيد مصر, فما كان من ابن أبى سرح إلا أن خرج في جيش تعداده عشرين ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا وطلبوا الصلح.

    وتصالح المسلمون والنوبيون في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على بنود من أهمها:-

    1. حفظ من نزل بلادهم من مسلم أو معاهد حتى يخرج منها.
    2. رد من لجأ إليهم من مسلم محارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم.
    3. حفظ المسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة وألا يمنعوا منه مسلما.
    4. أن يدفعوا للمسلمين كل عام ثلاثمائة وستون رأسا من أوسط رقيق بلادهم, وكان القوم مشهورين بكثرة الرقيق عندهم.
    5. في مقابل ذلك لهم عند المسلمين أمان فلا يحاربونهم ولا يغزونهم.

    وقد قيل إنه في مقابل الرقيق الذي يأخذه المسلمون منهم يعدونهم بدلا منه قمحا وعدسا, هذا كان العهد الذي تم بين المسلمين وأهل النوبة, وقد رفع هذا الصلح إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فأقره.

    وإن هذا لعهد إن أمعنَّا النظر فيه وتأملناه جيدا نرى في بنوده معالم للسياسة الشرعية في الإسلامية ومعالم واضحة للعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية.

    فنرى أن رد النوبيين المسلم المحارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم يعد أمرا هاما جدا, فهو يمنع من تكتل وتجمع الخارجين عن النظام الشرعي للدولة الإسلامية وعلى ولاة الأمر الذين يحكمون بما أنزل الله, وبالتالي لا تكون هذه الجهة مركزا للاعتداء على الدولة الإسلامية من بعض الأفراد الخارجين على ولاة الأمر, وبالتالي حماية الدولة الإسلامية والتأكيد على وحدتها.

    ونرى أن حفظهم للمسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة هو الأثر الأهم والنتيجة الأعظم لهذا الصلح الطيب, فوجود المسجد وعدم التعرض للمسلمين في المدينة يعنى انتشار الإسلام بين الناس, ولأن المسجد في الإسلام مكانته عظيمة وهو منطلق الدعوة ومركزها وكان أول شيء يقوم به المسلمون في أي مكان يخلونه هو بناء المسجد اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي بنى مسجدا بالمدينة بمجرد وصوله إليها, ومع اشتراط حفظهم لمن يدخل بلادهم من المسلمين فهذا يعني انتشار الإسلام بسهولة ويسر, حيث أن تجار المسلمين والمسافرين الذي لا يتوقفون عن الحركة على مدار العام سيعملون على دعوة الناس إلى الإسلام, في حين أن هؤلاء الدعاة من التجار وغيرهم يكونون في مأمن طالما كانوا في أرض النوبة فلا يتعرض لهم أحد.

    وهنا شبهة يرددها الصليبيون الحاقدون على الإسلام وأهله, يجب أن نفندها ونبين كذبهم وافتراءهم فيها, فهم يدعون أن هذه الاتفاقية كانت تجبر أهل النوبة –وهم نصارى على حد زعمهم- على بيع أولادهم للمسلمين كي يتقوا شرهم, فيحاولون إيهام الناس أن ذلك العدد من الرقيق الذي يجب على النوبيين إرساله للمسلمين سنويا, كانوا أبناء النصارى, وهذا كذب وافتراء فالاتفاقية تنص على تسليم ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط رقيقهم, ولا تنص على ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط فتيانهم أو شبابهم, والمعنى واضح والفرق شاسع بين اللفظين, فشتان شتان بين الرقيق والفتى أو الشاب.

    لقد كان لهذا الصلح أثر عظيم في انتشار الإسلام في بلاد السودان وجنوبها, لقد استغل المسلمون الأوائل هذه المعاهدة في نشر الإسلام في تلك البلاد, وكان المسجد الذي بناه المسلمون في فناء دنقلة مركزا لنشر الإسلام في بلاد النوبة وجنوبها, وإن هذا الصلح ليؤكد كذب الذين يدعون بأن انتشر بحد السيف؟!, فليخبرونا إذاً كيف أسلم أهل النوبة والسودان وتلك البلاد النائية في أفريقيا التي لم تصلها جيوش المسلمين في أي عصر من العصور؟!

    إن هذا الصلح ليؤكد براعة وذكاء وفهم المسلمون الأوائل للواقع الذي يعيشونه وكيفية التعامل مع هذا الواقع بشكل يخدم مصالح الأمة الإسلامية ويعمل على نشر الدين الإسلامي ولا يتعارض مع أحكام شريعة رب السماء جل في علاه, ولا سنة نبيه المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, وإن هذه هي السياسة التي يجب أن نتعامل بها ويجب أن نتعلمها, فلن يعود للإسلام عزه ومجده ولن تعود للأمة كلها القيادة والريادة في هذا العالم إلا باتباع هدى المصطفى, والنظر في أفعال سلفنا الصالح الصحابة والتابعين.

    المراجع
    - من معارك المسلمين في رمضان للعبيدي.
    - الكامل في التاريخ لابن الأثير
    - فتوح البلدان للبلاذري.



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:09


    رمضان يتحدى العولمة
    م. عبد اللطيف البريجاوي

    يحاول النظام الغربي جاهداً أن يصبغ شعوب العالم بصفاته ويحاول أن يجعل من أسلوب حياته وطريقة معيشته وطرائق تفكيره أسلوباً سائداً في العالم كله وهو ما سمي بالعولمة التي تحاول أن تأكل كل خصوصيات الشعوب ومميزاتها ليسهل عليها بعد ذلك قيادة العالم بطريقة سهلة وبسيطة.

    لكن العالم الغربي مازال يفاجئ حتى تاريخه – على الرغم من كل الاختراقات - بميزات وخصوصيات للأمة العربية والإسلامية تحيره وتعود به إلى الحلقة المفقودة التي لا يعرف سرها ولا كينونتها.

    ومن هذه الميزات ميزة شهر رمضان المبارك الذي وفجأة ومن غير سابق إنذار يوقظ هذه الأمة لتعود من دون تحضير أو تهيؤ مسبق لتظهر كل مميزاتها وصفاتها وطريقة حياتها متحدية كل أشكال العولمة.

    لقد حاول الغرب أن ينشر فكرة العولمة الاقتصادية عولمة الشركات القوية والعملاقة التي تأكل الفقير وتسحق الضعيف فلا مكان للفقير بينها ولا مجال لتحرك الضعيف بين رواقها ولكن يأتي شهر رمضان ليهدم هذه الفكرة من أساسها فترى الناس يسرعون لدفع زكاة أموالهم وتكثر الصدقات تأسياً بالرسول الكريم حيث كان جوادا كريما وكان أكثر ما يكون جوادا في رمضان فيدفعون الزكاة ويكثرون من الصدقات فينتعش حال الفقير ويُسد خلله.

    وحاولوا من خلال أفلامهم وطريقة حياتهم أن ينشروا فكر الانعزال والوحدة والأنانية فالمهم هو ذات الشخص, وبدأ بعض الشرقيين بمجاراتهم ولكن فجأة يأتي رمضان ليحي في نفوس المسلمين فكرة صلة الرحم وحب السهرات الاجتماعية فهذا يزور أخته وهذا يصالح أخاه ناهيك عن صلاة التراويح التي تجمع أهل الحي الواحد فيسلمون على بعضهم ويحيون بعضهم.

    وحاولوا من خلال همجيتهم وعدوانتيهم أن يفرضوا فكرة العولمة السياسة عولمة أن السيطرة للأقوى وأن الأمم الضعيفة لا مكان لوجودها بين الأمم لكن يأتي رمضان ويحمل بين طياته ذكرى غزوة بدر التي تمثل أن الضعيف ينتصر على القوي إذا كان صاحب عقيدة وعزيمة ويذكرنا بقول الله تعالى " وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".

    وحاولوا أيضا نشر ثقافة الانحلال الخلقي والمجون والعولمة الجنسية فكل شيء مباح عندهم بلا ضوابط ولا أخلاقيات وحاولوا جاهدين فعل ذلك عبر تصدير ذلك في أفلامهم ومسلسلاتهم.

    فيأتي رمضان ليحي في نفوس الناس الترفع عن هذه الأمور فيقول له إنه في نهار رمضان المسلمون لا يقتربون من زوجاتهم فكيف يقتربون من غيرهم.

    وهكذا يشكل رمضان الرقم الصعب في مواجهة العولمة, يحافظ رمضان من خلالها على ميزات هذه الأمة العربية الإسلامية ويحافظ على طبائعها وخصوصياتها ويقف موقفا حازما في التماهي في التقليد لصفات الأمم التي لا تناسب مجتمعاتنا ولا ديننا .
    فأهلا بك يا شهر الصيام وأنت تتحدى العولمة وربما من حيث لا ندري !


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو - 13:16