أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
في المقالة السابقة التي تناولت الصلاة درسنا على ضوء القرآن شرعية الأفعال المختلفة التي تشكّل صلاتنا وبالتالي أدركنا ما يجب فعله وما لايجب ان نفعله في الصلاة.
في هذه المقالة سندرس وبالتأكيد على ضوء القرآن عدد الركعات في الصلاة في اوقاتها المختلفة في النهار والليل. وهذا سنتعرّف عليه ان شاء الله حينما نحلّل أحكام القرآن حول صلاة القصر.
صلاة القصر
تخبرننا كتبنا الفقهية بأنّ الصلاة يجب أن تقصّر عندما نسافر مسافة محددة كحد ادنى (36 ميلا طبقا للبعض) إلى مكان وإذا ما ننوي البقاء في هذا المكان لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوم.
إن هذه الإشتراطات وبسبب ظهورالشكوك في السفر تورد العديد من المسائل وكتب الفقه تناقش هذه المسائل بتفصيل تام.
ولكن إذا ننظر إلى الآيات القرآنية التي تتناول صلاة القصر سنجد أن الظروف التي بموجبها سُمِحت والطريقة لاداء هذه الصلاة مختلفة كليّا. حيث إنّ الآيات واضحة وليست بحاجة لتفسير أكثرمهما تكون ظروف السفر.
الآن ندرس تلك الآيات من سورة النساء التي تتناول صلاة القصر.
عند دراسة الآيات أعلاه يتبين لنا ان صلاة القصر مسموح بها إن كان هناك تهديد او قلق من الكفار.
وعلى الرغم من ذلك فإننا في الوقت الحاضر استنادا على الكتب الفقهية نعتقد بان :
1. وجوب صلاة القصر عند السفر مسافة محددة كحد ادنى.
2. وجوب صلاة القصر عند الأقامة فترة محددة كحد اعلى في المكان الذي سافرنا اليه.
3. صلاة القصر تكون فقط في صلاة الظهر والعصر والعشاء حيث يجب ان تقصر الركع الأربعة الى ركعتان. ولن يكون هناك قصرا في صلاة الفجر والمغرب حيث نصلي الاولى ركعتان والمغرب ثلاث.
لكنّنا رأينا من آيات القرآن بأن مسافة السفر أو فترة الإقامة ليستا العامل الّذي يؤخذ بنظر الأعتبار على الاطلاق يجعل الأمر جائزا لتقصير الصلاة عند السفر ولكن فقط عندما يكون هناك تهديد بالهجوم من الكفار. وعلاوة على ذلك ليس هناك من تمييز بين أوقات الصلاة المختلفة أي الظهر او المغرب ....الخ،
في أحد كتب الفقه المنشورة باللغة الأوردية ، وهي لغة الباكستان الرسمية وأيضا يتكلم بها العديد من الهنود، وهذا الكتاب يدعى " آسان فقه " (و "آسان" تعني سهل) للمؤلف محمد يوسف اصلاحي وهو عضو مخضرم في الجماعات الإسلامية، يتجنب الكاتب مثله مثل العديد من الآخرين أن يذكر الجزء من الآية الذي يتحدّث عن الشرط " إن خفتم ان يفتنكم الذين كفروا " ويذكر فقط الجزء السابق للآية الذي يسمح بالقصر " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحُ أن تقصروا من الصلاة ". والى هذا لا يتجرأ حتى العلماء من ذكر هذا التضارب بين إعتقاداتنا الحالية والتعاليم الفعلية للقرآن ويفضّلون تضليل الناس بالتكتم على التعاليم القرآنية بدلا من إخبارهم بأنّ كذا وكذا من القواعد المعطاة في كتب الفقه تناقض تعاليم الله ، وبالتالي فهم يبدون احتراما ويعطون قيمة للأكابر اكثر من الأكبر (الله) نفسه.
وكما يمكننا أن نرى من الآيات ان صلاة القصر تؤديها مجموعة من المصلين بينما المجموعة الأخرى نقوم بالحراسة، وتنعكس الحالة بعدما تنتهي المجموعة الأولى من السجود .
ومهما يكن من أمر ، بما ان طريقتنا الحالية لمزاولة صلاة القصر ليست مرتبطة على الإطلاق بتهديد او قلق من الكفار، فأن كامل المجموعة التي تسافر أو في "حالة السفر" (مقيمة 15 يوما في المكان الذي سافرت اليه) يجب ان تقف في صلاة القصر وراء " إمام مسافر"
ويمكننا أن نرى في الموقع devzikr.html ، كيف أنتُهِك كل جزء من الآية المتعلقة بالذِكر (الآية 205 من سورة الأعراف) وتم تحويله الى فعل واحد فقط. وبنفس الطريقة فان كلّ جزء من الآية المتعلقة بقصر الصلاة قد أُنتُهِك في الإسلوب التالي:
الله يقول: "وإذا ضربتم في الأرض "
كتب الفقه تقول : "حتىعندما تصل وتبقى لأقل من 15 يوم في المكان الذي سافرت اليه بعد إكمال السفر." (اُدخِلَ شرط عدد الأيام الإقامة لجعله الأمر يبدو حقيقيا).
الله يقول: " فليس عليكم جناحُ أن تقصروا من الصلاة "
كتب الفقه تقول : يجب أن تقصر صلاتك.
ونعتقد بأنّنا نقصر صلاتنا ولكن في الحقيقة ليس هناك قصر للصلاة لأننا نصلّي ركعتان بدل الواحدة.
الله يقول: " إن خفتم ان يفتنكم الذين كفروا "
كتب الفقه تقول: إقصروا الصلاة حتى إن لم يكن هناك خوف، فقط المسافة والوقت هما المهم.
إسلوب القصْر: إنّ جمع المصلين الذي يصلّي صلاة القصر باكمله يعتقد بأنّه يقصر عندما يصلّي ركعتان كاملتان. ففي الوقت الذي تسمح فيه كتب الفقه بقصر الصلاة الى ركعتان بدل الأربعة في صلاة الظهر والعصر والعشاء اي بواقع قصر 50% ، فإنه من غير المعلوم لماذا لاتقصر صلاة المغرب الى ركعتان لتكون نسبة القصر 33%.
فلو نحاول أن نتخيّل كيف كان نبينا (عليه السلام) وأصحابه يصلون طبقا لأفكارنا، سيكون لنا الوصف التالي:
1. إن كانت صلاة القصر فقط تخص الصلوات ذات الركع الاربعة كصلاة الظهر والعصر والعشاء، إذن فان المجموعة التي تصلي الركعتين الاوليتين في صلاة العشاء سيستمعون الى قراءة القرآن بينما المجموعة الأخرى التي تصلي الركعتين الثانيتين وراء الرسول لن يستمعوا الى قراءة القرآن. وهذا الأمر يفتقد الى المساواة ولايخدم غرض الصلاة للمجموعة الثانية. ) وسيتم توضيح هذا الأمر لاحقا في هذا المقال).
2. إنّ وقت التناوب للمجموعتين المذكور في القرآن هو بعد السجود ، وليس بعد سجود الركعة الثانية او بعد القعدة الأولى ، وهذا ما سيكون عليه الحال إذا كانت صلاة القصر تخص فقط الصلاة ذات الركع الأربعة.
3. إن لم يقصر النبي ورفاقه صلاة الفجر والمغرب على الرغم من تهديد الكفار ، فكيف حموا انفسهم إذن ان هم جميعا وقفوا سوية في جمع واحد ؟
فبالإمكان ازالة هذه الحالة غير المنسجمة وإيجاد الحل إذا حاولنا تطبيق تعاليم القرآن الى صلاة الفجر والتي هي ركعتان وكلاهما يحوي القراءة . فإذا المجموعة الاولى التي وقفت لاداء الصلاة وبعد اداء السجود للركعة الأولى اخذت على عاتقها واجب الحراسة، فإن المجموعة الأخرى التي لم تؤدي الصلاة بإمكانها الوقوف وراء الإمام واداء الصلاة. وبهذا فكلا المجموعتين ستستمع الى القراءة التي هي جوهر الصلاة وكلاهما سينفذ أمر الله بتناوب ألادوار بعد السجود.
فبهذه الطريقة يتبين لنا ان الصلاة الكاملة تتكون من ركعتين وأن صلاة القصر تتكون من ركعة واحدة لكلا المجموعتين التي تصلّي وتحرس بالتناوب. فقط إذا نصلّي ركعتين في جميع أوقات الصلاة المنتظمة، يكون بإمكاننا تفادي مشاكل التضارب التي تظهر خلافا لذلك عندما نحاول تطبيق طريقة صلاة القصر كما مفصلة في القرآن. ولاحقا في هذه المقالة سنرى على ضوء الآيات القرآنية ان شاء الله كم هو امرا ضروريا لنا أن نصلّي ركعتين إثنين في جميع أوقات الصلاة.
بسم الله الرحمن الرحيم
في المقالة السابقة التي تناولت الصلاة درسنا على ضوء القرآن شرعية الأفعال المختلفة التي تشكّل صلاتنا وبالتالي أدركنا ما يجب فعله وما لايجب ان نفعله في الصلاة.
في هذه المقالة سندرس وبالتأكيد على ضوء القرآن عدد الركعات في الصلاة في اوقاتها المختلفة في النهار والليل. وهذا سنتعرّف عليه ان شاء الله حينما نحلّل أحكام القرآن حول صلاة القصر.
صلاة القصر
تخبرننا كتبنا الفقهية بأنّ الصلاة يجب أن تقصّر عندما نسافر مسافة محددة كحد ادنى (36 ميلا طبقا للبعض) إلى مكان وإذا ما ننوي البقاء في هذا المكان لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوم.
إن هذه الإشتراطات وبسبب ظهورالشكوك في السفر تورد العديد من المسائل وكتب الفقه تناقش هذه المسائل بتفصيل تام.
ولكن إذا ننظر إلى الآيات القرآنية التي تتناول صلاة القصر سنجد أن الظروف التي بموجبها سُمِحت والطريقة لاداء هذه الصلاة مختلفة كليّا. حيث إنّ الآيات واضحة وليست بحاجة لتفسير أكثرمهما تكون ظروف السفر.
الآن ندرس تلك الآيات من سورة النساء التي تتناول صلاة القصر.
(سورة النساء ،الآية 101)
(سورة النساء ،الآية 102)
(سورة النساء ،الآية 103)
عند دراسة الآيات أعلاه يتبين لنا ان صلاة القصر مسموح بها إن كان هناك تهديد او قلق من الكفار.
وعلى الرغم من ذلك فإننا في الوقت الحاضر استنادا على الكتب الفقهية نعتقد بان :
1. وجوب صلاة القصر عند السفر مسافة محددة كحد ادنى.
2. وجوب صلاة القصر عند الأقامة فترة محددة كحد اعلى في المكان الذي سافرنا اليه.
3. صلاة القصر تكون فقط في صلاة الظهر والعصر والعشاء حيث يجب ان تقصر الركع الأربعة الى ركعتان. ولن يكون هناك قصرا في صلاة الفجر والمغرب حيث نصلي الاولى ركعتان والمغرب ثلاث.
لكنّنا رأينا من آيات القرآن بأن مسافة السفر أو فترة الإقامة ليستا العامل الّذي يؤخذ بنظر الأعتبار على الاطلاق يجعل الأمر جائزا لتقصير الصلاة عند السفر ولكن فقط عندما يكون هناك تهديد بالهجوم من الكفار. وعلاوة على ذلك ليس هناك من تمييز بين أوقات الصلاة المختلفة أي الظهر او المغرب ....الخ،
في أحد كتب الفقه المنشورة باللغة الأوردية ، وهي لغة الباكستان الرسمية وأيضا يتكلم بها العديد من الهنود، وهذا الكتاب يدعى " آسان فقه " (و "آسان" تعني سهل) للمؤلف محمد يوسف اصلاحي وهو عضو مخضرم في الجماعات الإسلامية، يتجنب الكاتب مثله مثل العديد من الآخرين أن يذكر الجزء من الآية الذي يتحدّث عن الشرط " إن خفتم ان يفتنكم الذين كفروا " ويذكر فقط الجزء السابق للآية الذي يسمح بالقصر " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحُ أن تقصروا من الصلاة ". والى هذا لا يتجرأ حتى العلماء من ذكر هذا التضارب بين إعتقاداتنا الحالية والتعاليم الفعلية للقرآن ويفضّلون تضليل الناس بالتكتم على التعاليم القرآنية بدلا من إخبارهم بأنّ كذا وكذا من القواعد المعطاة في كتب الفقه تناقض تعاليم الله ، وبالتالي فهم يبدون احتراما ويعطون قيمة للأكابر اكثر من الأكبر (الله) نفسه.
وكما يمكننا أن نرى من الآيات ان صلاة القصر تؤديها مجموعة من المصلين بينما المجموعة الأخرى نقوم بالحراسة، وتنعكس الحالة بعدما تنتهي المجموعة الأولى من السجود .
ومهما يكن من أمر ، بما ان طريقتنا الحالية لمزاولة صلاة القصر ليست مرتبطة على الإطلاق بتهديد او قلق من الكفار، فأن كامل المجموعة التي تسافر أو في "حالة السفر" (مقيمة 15 يوما في المكان الذي سافرت اليه) يجب ان تقف في صلاة القصر وراء " إمام مسافر"
ويمكننا أن نرى في الموقع devzikr.html ، كيف أنتُهِك كل جزء من الآية المتعلقة بالذِكر (الآية 205 من سورة الأعراف) وتم تحويله الى فعل واحد فقط. وبنفس الطريقة فان كلّ جزء من الآية المتعلقة بقصر الصلاة قد أُنتُهِك في الإسلوب التالي:
الله يقول: "وإذا ضربتم في الأرض "
كتب الفقه تقول : "حتىعندما تصل وتبقى لأقل من 15 يوم في المكان الذي سافرت اليه بعد إكمال السفر." (اُدخِلَ شرط عدد الأيام الإقامة لجعله الأمر يبدو حقيقيا).
الله يقول: " فليس عليكم جناحُ أن تقصروا من الصلاة "
كتب الفقه تقول : يجب أن تقصر صلاتك.
ونعتقد بأنّنا نقصر صلاتنا ولكن في الحقيقة ليس هناك قصر للصلاة لأننا نصلّي ركعتان بدل الواحدة.
الله يقول: " إن خفتم ان يفتنكم الذين كفروا "
كتب الفقه تقول: إقصروا الصلاة حتى إن لم يكن هناك خوف، فقط المسافة والوقت هما المهم.
إسلوب القصْر: إنّ جمع المصلين الذي يصلّي صلاة القصر باكمله يعتقد بأنّه يقصر عندما يصلّي ركعتان كاملتان. ففي الوقت الذي تسمح فيه كتب الفقه بقصر الصلاة الى ركعتان بدل الأربعة في صلاة الظهر والعصر والعشاء اي بواقع قصر 50% ، فإنه من غير المعلوم لماذا لاتقصر صلاة المغرب الى ركعتان لتكون نسبة القصر 33%.
فلو نحاول أن نتخيّل كيف كان نبينا (عليه السلام) وأصحابه يصلون طبقا لأفكارنا، سيكون لنا الوصف التالي:
1. إن كانت صلاة القصر فقط تخص الصلوات ذات الركع الاربعة كصلاة الظهر والعصر والعشاء، إذن فان المجموعة التي تصلي الركعتين الاوليتين في صلاة العشاء سيستمعون الى قراءة القرآن بينما المجموعة الأخرى التي تصلي الركعتين الثانيتين وراء الرسول لن يستمعوا الى قراءة القرآن. وهذا الأمر يفتقد الى المساواة ولايخدم غرض الصلاة للمجموعة الثانية. ) وسيتم توضيح هذا الأمر لاحقا في هذا المقال).
2. إنّ وقت التناوب للمجموعتين المذكور في القرآن هو بعد السجود ، وليس بعد سجود الركعة الثانية او بعد القعدة الأولى ، وهذا ما سيكون عليه الحال إذا كانت صلاة القصر تخص فقط الصلاة ذات الركع الأربعة.
3. إن لم يقصر النبي ورفاقه صلاة الفجر والمغرب على الرغم من تهديد الكفار ، فكيف حموا انفسهم إذن ان هم جميعا وقفوا سوية في جمع واحد ؟
فبالإمكان ازالة هذه الحالة غير المنسجمة وإيجاد الحل إذا حاولنا تطبيق تعاليم القرآن الى صلاة الفجر والتي هي ركعتان وكلاهما يحوي القراءة . فإذا المجموعة الاولى التي وقفت لاداء الصلاة وبعد اداء السجود للركعة الأولى اخذت على عاتقها واجب الحراسة، فإن المجموعة الأخرى التي لم تؤدي الصلاة بإمكانها الوقوف وراء الإمام واداء الصلاة. وبهذا فكلا المجموعتين ستستمع الى القراءة التي هي جوهر الصلاة وكلاهما سينفذ أمر الله بتناوب ألادوار بعد السجود.
فبهذه الطريقة يتبين لنا ان الصلاة الكاملة تتكون من ركعتين وأن صلاة القصر تتكون من ركعة واحدة لكلا المجموعتين التي تصلّي وتحرس بالتناوب. فقط إذا نصلّي ركعتين في جميع أوقات الصلاة المنتظمة، يكون بإمكاننا تفادي مشاكل التضارب التي تظهر خلافا لذلك عندما نحاول تطبيق طريقة صلاة القصر كما مفصلة في القرآن. ولاحقا في هذه المقالة سنرى على ضوء الآيات القرآنية ان شاء الله كم هو امرا ضروريا لنا أن نصلّي ركعتين إثنين في جميع أوقات الصلاة.