مفاهيم حول علم الفلك
علم الفلك تقبَعُ -في السماء- مئاتُ بل آلافُ الأجرام المرئيّة، وغير المرئيّة، وكلّ معرفتنا بها ناجمةٌ عن علمنا ببعض المصطلحاتِ، والمفاهيمِ، التي وضَعَها لنا علماءٌ اهتمّوا بدراسة الفلك، وكلّ ما تحوي السماء من أجرام بُغيَةَ الوصولِ للفَهم الصّحيحِ للعلاقةِ التي تَربِطُ بين وجودِها، ووجودنا على الأرض، وهل هِيَ فِعلاً تُشكِّلُ نفعاً، أو ضرّاً للبشر. عُرِفَ علمُ الفَلَك بأنّه محاولةُ فَهْم الإنسان لما يراه في السماء، ومحاولةُ بناءِ تفاسيرَ قد تكون دقيقةً، وصحيحةً لأبعدِ الحدود، وفهمِ الظّواهِرَ المختلفةِ التي يراها، كتحركاتِ النّجوم، والسّدم الفضائية، وتغيّر شكل القمر خلال الشهر؛ إذن فعلم الفلك يَدرُسُ سعيَ الإنسانِ الجادّ لفهمِ الظّواهرِ الفَلَكيّةِ المحيطةِ به بمنهجية، وبِطُرق علميةٍ دقيقة. مفاهيم علم الفلك المجموعة الشمسيّة: يُقصَد بها المجموعة المكوّنة من الشّمس، وما يدورُ حولَها من كواكب، وأقمارٍ، وأجسامٍ كونيّة أخرى. كواكب المجموعة الشمسيّة تقسم إلى مَجموعتين؛ مجموعة الكواكب الداخلية أو الكواكب القريبة من الشمس وتشمل: عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، أمّا الكواكب الخارجيّة يقصد بها مجموعة الكواكب البعيدة عن الشمس، وتشمل هذه المجموعة كلُاً من: المشتري، وزحل، ونبتون، وبلوتو. الأجرام السماويّة: هي أجسامٌ ماديّةٌ عائمة في الفضاء، مُتباينة في الخصائص الماديّة، والشكليّة، وتشمَلُ كافّة أجزاءِ المجموعةِ الشمسيّة التي تَقعُ داخلَ حدودِها، والبعيدة عنها؛ حيث يُطلَقُ لَفْظُ جُرمٍ سماويّ على الكواكب، والنّجوم، والأقمار، وأحزمة الكويكبات، والنّيازك، والمذنّبات، والشّهب، والشمس. الشمس: نجمٌ ضخم، تبعد مسافةَ مئةٍ وخمسين مليون كيلومترٍ عن الأرض، وهي كبيرة جداً؛ حيث إنّ مساحتَها الداخليّة تتّسعُ لوُجودِ مئة كوكب بحجم كوكب الأرض، وهي ثقيلةٌ جداً لدرجةِ أنّ قوةَ جاذبيتِها تتحكّم في النّظامِ الشّمسيّ بأكمله. تتكون الشمس من مجموعة كبيرة من الغازات المتّقدة، يرتفع فيها مقياس الحرارة ليصل لخمسة آلاف درجة، وفي مركزها تصل درجة حرارتها إلى مئات الملايين من الدّرجات. الكوكب الأحمر "المريخ": نوعٌ من الكواكبِ الصخريّة التي اجتاحت مخيّلة العلماءِ لقرونٍ طويلةٍ، فهو كوكبٌ عامِرٌ بالحياة، وقد نالَ حظّاً واسعاً في الدراسة، والتّحليل أكثرَ من أيِّ كوكبٍ آخرَ بسبب هذا الاعتقاد. فسّر العلماء هذا الاعتقاد بناءً على وجودِ دِلالاتٍ لمظاهرَ الحياة على سطحه، مَعَ وجودِ بعضِ الخصائصِ المشتركةِ بينَهُ وبيْنَ كوكبِ الأرض، كلّ هذا أشغل فكر الفلكيين، وجَعلَهُم يبحثون عن أصل هذه الظواهرِ الطبيعيّة الموجودة على سطحه، كوجود الرياح المُشَكّلة للأعاصيرِ فيه، والتي رصدها العلماء، والأقمار الصناعيّة مئات المرات، وتحققوا من قوتها، والآثار التي تُخلّفُها على ظهر هذا الكوكب الصامت، ووصلوا لحقيقة أنّ وجودَ الريّاح يؤكّد وجود الهواء، ووجود الهواء يعني وجود حياة، ولكن مع تعمّق دراسةِ العلماءِ لخصائصِ الهواء الموجودِ على سطح المريخ، وجدوا أنّه أخَفُّ وزناً من الهواء الطبيعي الذي نتنفسه على سطح كوكبنا، وذلك بسبب تكونه من غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي لا يتنفّسه البشر. الكويكبات: هي أجسام متفاوتة الحجم، ولكنّها أصغر من الكواكب؛ حيثُ يصلُ عَرضُ بعضِها لمئات الكيلومترات، وبعضُها الآخر لا يُشكّل حجمُه حجمَ الذرةِ الصغيرة، والتي يمكن أن يراها الإنسان بعينه المجردة. تتحرّك الكويكباتُ في الفضاء بسرعةٍ عاليةٍ قد تصل إلى ثمانين ألف كيلومترٍ في الساعة؛ حيثُ يُشكّل اصطدامها القوي ببعضها حصىً تتطاير في كل مكان، ومنه ماينزل بقوة على سطح الأرض، وهذا ما عرفه العلماء باسم "نيازك". تختلف مكوّنات الأجرام السماويّة عن بعضها؛ فتتكوّن أمّا من الصخور، أو تتكوّن من المعادن، وهناك أجرام مختلفة عبارة عن كتلة غازيّة خالصة، وبها طاقة حراريّة هائلة، ولقد وجد العلماءُ أنّ هناك شموسٌ غير شمسِنا المعروفةِ، وأنّها تسير في مداراتٍ منتظمةٍ حول كواكب، وكويكباتٍ مُشَكِّلَةً بذلك نظاماً فلكيّاً خاصّاً بها، كوحدةٍ معماريةٍ واحدة، وهذا ما أُطْلِقَ عليه "علم هندسة الكون".