هل ينهي "الحصان الأسود" جمود 15 عامًا في دوري الأبطال؟
عد بطولة دوري أبطال أوروبا هي الأقوى عالميًا على مستوى الأندية، والفوز بلقبها ليس أمرا سهلا، في ظل قوة المشاركين فيها. ولأن المفاجآت تزيد دائمًا من إثارة الساحرة المستديرة، يجب أن نقول إن هناك متعة خاصة غائبة عن دوري الأبطال منذ 15 عامًا، ألا وهي تتويج فريق غير مرشح تماما باللقب.
ويعود آخر تتويج مفاجئ باللقب إلى معجزة بورتو في نسخة 2003 ـ 2004، عندما تمكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، من مفاجأة العالم بالتخلي عن لقب الحصان الأسود، وقيادة الفريق إلى حصد اللقب.
وفي الموسم الحالي، ومع وصول البطولة إلى ثمن النهائي، ينحصر لقب الحصان الأسود القادر على صنع المفاجأة بين فريقين، وضعتهما القرعة وجهًا لوجه في الدور ثمن النهائي وهما بوروسيا دورتموند وتوتنهام هوتسبير.
[rtl]بوروسيا دورتموند[/rtl]
لم يجذب دورتموند الأنظار إطلاقًا قبل بداية الموسم الحالي، فقد يتعاقد مع مدرب سويسري متوسط الشهرة ولا يحظى بأي اهتمام من كبار أوروبا هو لوسيان فافر.
أما على مستوى الصفقات، فدورتموند تعاقد مع أسماء مغمورة للغاية مثل عبدو ديالو وتوماس ديلايني، وأخرى تمر بتجارب غير ناجحة بالصورة المطلوبة، وتبحث عن خطة للهروب مثل أشرف حكيمي وباكو ألكاسير.
ماضي دورتموند أيضًا في الموسم السابق لم يكن مبشرًا، فالفريق احتل المركز الرابع في الدوري الألماني، وتأهل لدوري الأبطال بفارق الأهداف مع الفريق الذي يليه (باير ليفركوزن).
ورغم أن كل المقدمات غير مبشرة سوى بموسم آخر من المعاناة محليًا وأوروبيًا، إلا أن الفريق يقدم موسما مميزا حتى الآن، فدورتموند يحتل صدارة الدوري الألماني بفارق 7 نقاط عن أقرب منافسيه بوروسيا مونشنجلادباخ، كما صعد إلى ثمن نهائي دوري الأبطال متصدرًا مجموعته على حساب أتلتيكو مدريد.
مجموعة المواهب الشابة في دورتموند انسجمت سريعًا، ونجحت في تطبيق أسلوب فافر الذي يميل إلى الكرة السريعة واللجوء إلى اللعب الجماعي، وهو ما جعلنا نرى الفريق الألماني بمثابة المنظومة الثابتة التي لا تتغير على مدار الموسم، مهما تغيرت الأسماء التي داخل المستطيل الأخضر.
البلجيكي أكسيل فيتسل، نستطيع وبكل ثقة أن نطلق عليه "صفقة الموسم" في دورتموند حتى الآن، فرغم أنه ارتدى قميص أسود الفيستيفال بدون ضجة، ولكنه أثبت قدراته وأنه حقًا داخل الملعب "قائد بلا شارة".
[rtl]توتنهام هوتسبير[/rtl]
يصنف توتنهام بجوار دورتموند ضمن أغرب القصص المتعلقة بالفرق الناجحة في أوروبا خلال الموسم الحالي، خاصة إذا أشرنا إلى أنه الوحيد بين كبار القارة الذي لم يبرم أي صفقة سواء في الميركاتو الصيفي أو الشتوي.
أموال توتنهام في الموسم الماضي والحالي تتجه إلى بناء ملعبه الجديد، بينما تضع الإدارة ثقتها الكاملة في المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي يعيش مع السبيرز موسمه الخامس، وهو قادر دائمًا على وضع الفريق بين الكبار مستعينًا بأقل الإمكانات.
رهان توتنهام في الموسم الحالي كان مبنيًا على الاستقرار، سواء على مستوى القيادة الفنية أو نجوم الفريق، فالجميع اعتاد على العمل معًا منذ سنوات، وهناك تناغم بين اللاعبين في كل الخطوط، خاصة على مستوى الهجوم بوجود الرباعي هاري كين وديلي آلي وكريستيان إريكسن وسون هيونج مين.
هاري كين نستطيع أن نضعه كبطل توتنهام الأول، وهذا ليس في الموسم الحالي فقط، ولكنه بدأ سنوات التألق بقميص السبيرز مبكرًا، ويكملها الآن كأحد أبرز مهاجمي العالم.
إصابة كين الحالية في الكاحل قد توثر على وضعية الفريق في دوري الأبطال، ولكن بعض التقارير الإنجليزية خرجت بالأمس، لتؤكد وجود فرصة لمشاركة اللاعب في مباراة الذهاب ضد دورتموند، وهو ما يعني أننا سنرى صدامًا على أشده بين فريقين مرشحين لصنع مفاجأة غائبة في دوري الأبطال.