[size=45]إيجابيات وسلبيات العولمة[/size]
العولمة العولمة في اللغة هي مصدر الفعل عَولَمَ وهي انتقال المعلومات بحريةٍ تامة بين المجتمعات المختلفة، فضلاً عن انتقال رؤوس الأموال، والسلع والتكنولوجيا، ومختلف الأفكار والمنتجات الإعلامية والثقافية بينها، ليصبح العالم أشبه بقريةٍ صغيرة، أما مصطلح عولم الشيء فيعني أعطاه الصبغة العالمية،[١] والعولمة هي ترجمة للكلمة الإنجليزية Globalization، وقد ترجمها البعض إلى الكوكبة، أو الشمولية، إلّا أن الترجمة الأكثر شيوعاً وانتشاراً هي العولمة والتي تعود في أصلها إلى كلمة عالمي أو دولي (بالإنجليزية: Global).[٢] وقد تعددت تعريفات العولمة تبعاً لوجهات نظر الباحثين واتجاهاتهم، فمنهم من قال أنّ العولمة هي زيادة الارتباط المتبادل بين المجتمعات البشرية والناتج عن تبادل الأموال، والمنتجات، والمعلومات، والأشخاص أيضاً، كما يرى البعض أن العوملة ما هي إلّا توحد النشاطات على اختلافها سواءً أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية بين جميع الشعوب وبصرف النظر عن أديانهم، ولغاتهم، وأجناسهم، ليصطبغوا بصبغة واحدة تجمعهم، كما ورد عن بعض الباحثين أن العولمة هي تداخل لمختلف الأمور السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والسلوكيات المختلفة بين الشعوب دون أدنى اعتبار للحدود السياسية ودون إجراء أي من الإجراءات الحكومية.[٢] والجدير بالذكر أنه ومهما تعددت تعريفات العولمة ومذاهبها إلّا أن معظم التعريفات تؤكد على فكرة اندماج وتداخل معظم الشؤون الحياتية لتصبح شعوب العالم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، ومتصلةً في مختلف شؤون الحياة، فهي شكل من أشكال التوحيد العالمي والذي يؤدي إلى انتقال الأمور بين الشعوب، وانتقال الأشياء المادية والمعنوية من المستوى الوطني إلى المستوى الدولي، وعلى الرغم من وجود عدة أبعادٍ للعولمة كالبعد السياسي، والبعد الاقتصادي، والبعد الثقافي، إلّا أنّ هذه الأبعاد تتصل ببعضها وترتبط ارتباطاً وثيقاً.[٢] إيجابيات العولمة للعولمة العديد من الإيجابيات ومنها:[٣] تتطلب العولمة سعي الأفراد إلى التميّز، والاتقان، والارتفاع بطموحهم إلى مستوياتٍ عليا. تنمي العولمة الجرأة في قول الحق، كما تنمي الصدق، والوضوح في تعامل المرء مع نفسه ومع الآخرين من حوله. تهدف العولمة إلى تطلع المرء نحو الكمال واستعداده لقبول التغير أياً كان نوعه. تسعى العولمة إلى إبعاد وصياغة عقول الأفراد نحو الفكر المستقبلي، والبعد عن الفكر التقليدي. تحتم العولمة التعامل الواعي مع الواقع العالمي بكل مناحيه. تساعد العولمة الدول النامية على التخلص من منتجاتها ذات القيمة المتدنية، من خلال معرفة الميزة التنافسية للسلع في كل دولة من دول العالم، الأمر الذي يمنحها الفرص للاندماج في السوق. تؤدي العولمة إلى تنمية التعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة من خلال تدفق رؤوس الأموال، وتدفق العمالة، وتنظيم الرحلات الجماعية الهادفة إلى التقارب في التعاملات التجارية بين الدول. تساعد العولمة على حل العديد من المشكلات الإنسانية، والتي لا يمكن حلها من خلال السيادة الوطنية، ومن هذه المشكلات انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومشاكل التلوث البيئي، والتهديدات الثورية، وغيرها من المشكلات التي لا بدّ من أن تشترك جميع دول العالم في القضاء عليها. تساعد العولمة على ظهور روح المنافسة بين أصحاب الكفاءات، كما وتساعدهم على النجاح في حياتهم العملية بسبب امتلاكهم للمهارات التي لا يمتلكها غيرهم. تعد العولمة وسيلةً لتسريع التطور الديمقراطي العالمي، بالإضافة إلى أنها وسيلة لإضعاف نظم الاستبداد العالمي. تفتح العولمة آفاقاً معرفية جديدة لا متناهية أمام الأفراد؛ بسبب ارتباطها بالثورة العلمية والمعلوماتية ارتباطاً وثيقاً. سلبيات العولمة كما للعوملة إيجابيات فإن لها العديد من السلبيات أيضاً، ومن سلبيات العولمة الآتي:[٣] تؤدي العولمة إلى تهميش وسحق الهوية الشخصية والوطنية، كما وتسعى نحو تشكيل شخصية وهوية ذات صبغة عالمية. تساهم العولمة في تحويل الهوية الوطنية إلى كيان ضعيف وهش، وخاصة في حال عدم امتلاك القدرة على التطور أو التأقلم مع تيار العولمة. تسحق العوملة المنافع الوطنية وخاصة عند تعارض هذه المصالح والمنافع مع مصالحها. تفرض العولمة الوصاية الأجنبية وذلك من خلال اعتبار الدول الأجنبية أكثر تقدماً ونفوذاً، مما أدى إلى إهانة كل ما هو محلي، كما أدى ذلك إلى ملاحقة كل ما هو محلي إلى حين الاستسلام لتيار العولمة. ساهمت العولمة في سحق الثقافة والحضارة الوطنية، كما أوجدت حالة من الاغتراب بين الأفراد وتاريخهم الوطني والموروثات الثقافية، والحضارية التي تعود في أصلها إلى الآباء والأجداد. ساعدت العولمة في سيطرة الكيانات القوية على الأسواق المحلية، كما ساعدتها في بسط نفوذها على الكيانات المحلية، وتحويلها إلى مؤسسات تابعة لها. صنعت العوملة من الدول المتقدمة دولاً صانعة للقرارات، وموزعة للأدوار على الدول النامية تحت مسمى الاقتصاد المتقدم والتكنولولجيا. مخاطر العولمة تشكل العولمة مخاطر كبيرة على حياة الأفراد اليومية سواءً أكان ذلك على الجانب الديني، أو الثقافي أو الاجتماعي، أو غيرها من الجوانب الحياتية، وفيما يلي بعضاً من مخاطر العولمة: الجانب الاقتصادي من مخاطر العولمة في الجانب الاقتصادي الآتي:[٤] تركيز الأموال في يد القليل من الناس، أو القليل من الدول، حيث إن ما يقارب 20% من دول العالم تسيطر على 85% من الناتج الإجمالي العالمي، وعلى 84% من التجارة العالمية، كما ويسيطر سكان هذه الدول على نحو 85% من المدخرات العالمية الإجمالية. السيطرة الأمريكية المتمثلة بالهيمنة على اقتصاديات العالم، بحيث أصبحت العديد من الدول تخضع لرحمة صندوق النقد الدولي، فتطلب منه المعونات، وتخضع لشروط القروض المجحفة، فضلاً عن سيطرة الشركات الأمريكية الكبيرة على اقتصاد الدول. استثمار رؤوس الأموال العربية في الغرب والسيطرة عليها تبعاً للنظام الغربي. ارتفاع أسعار الأغذية في الدول الإسلامية؛ وذلك بسبب إلغاء الدعم المالي المُقدم على هذه الأغذية، بالإضافة إلى الاحتكار
العولمة العولمة في اللغة هي مصدر الفعل عَولَمَ وهي انتقال المعلومات بحريةٍ تامة بين المجتمعات المختلفة، فضلاً عن انتقال رؤوس الأموال، والسلع والتكنولوجيا، ومختلف الأفكار والمنتجات الإعلامية والثقافية بينها، ليصبح العالم أشبه بقريةٍ صغيرة، أما مصطلح عولم الشيء فيعني أعطاه الصبغة العالمية،[١] والعولمة هي ترجمة للكلمة الإنجليزية Globalization، وقد ترجمها البعض إلى الكوكبة، أو الشمولية، إلّا أن الترجمة الأكثر شيوعاً وانتشاراً هي العولمة والتي تعود في أصلها إلى كلمة عالمي أو دولي (بالإنجليزية: Global).[٢] وقد تعددت تعريفات العولمة تبعاً لوجهات نظر الباحثين واتجاهاتهم، فمنهم من قال أنّ العولمة هي زيادة الارتباط المتبادل بين المجتمعات البشرية والناتج عن تبادل الأموال، والمنتجات، والمعلومات، والأشخاص أيضاً، كما يرى البعض أن العوملة ما هي إلّا توحد النشاطات على اختلافها سواءً أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية بين جميع الشعوب وبصرف النظر عن أديانهم، ولغاتهم، وأجناسهم، ليصطبغوا بصبغة واحدة تجمعهم، كما ورد عن بعض الباحثين أن العولمة هي تداخل لمختلف الأمور السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والسلوكيات المختلفة بين الشعوب دون أدنى اعتبار للحدود السياسية ودون إجراء أي من الإجراءات الحكومية.[٢] والجدير بالذكر أنه ومهما تعددت تعريفات العولمة ومذاهبها إلّا أن معظم التعريفات تؤكد على فكرة اندماج وتداخل معظم الشؤون الحياتية لتصبح شعوب العالم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، ومتصلةً في مختلف شؤون الحياة، فهي شكل من أشكال التوحيد العالمي والذي يؤدي إلى انتقال الأمور بين الشعوب، وانتقال الأشياء المادية والمعنوية من المستوى الوطني إلى المستوى الدولي، وعلى الرغم من وجود عدة أبعادٍ للعولمة كالبعد السياسي، والبعد الاقتصادي، والبعد الثقافي، إلّا أنّ هذه الأبعاد تتصل ببعضها وترتبط ارتباطاً وثيقاً.[٢] إيجابيات العولمة للعولمة العديد من الإيجابيات ومنها:[٣] تتطلب العولمة سعي الأفراد إلى التميّز، والاتقان، والارتفاع بطموحهم إلى مستوياتٍ عليا. تنمي العولمة الجرأة في قول الحق، كما تنمي الصدق، والوضوح في تعامل المرء مع نفسه ومع الآخرين من حوله. تهدف العولمة إلى تطلع المرء نحو الكمال واستعداده لقبول التغير أياً كان نوعه. تسعى العولمة إلى إبعاد وصياغة عقول الأفراد نحو الفكر المستقبلي، والبعد عن الفكر التقليدي. تحتم العولمة التعامل الواعي مع الواقع العالمي بكل مناحيه. تساعد العولمة الدول النامية على التخلص من منتجاتها ذات القيمة المتدنية، من خلال معرفة الميزة التنافسية للسلع في كل دولة من دول العالم، الأمر الذي يمنحها الفرص للاندماج في السوق. تؤدي العولمة إلى تنمية التعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة من خلال تدفق رؤوس الأموال، وتدفق العمالة، وتنظيم الرحلات الجماعية الهادفة إلى التقارب في التعاملات التجارية بين الدول. تساعد العولمة على حل العديد من المشكلات الإنسانية، والتي لا يمكن حلها من خلال السيادة الوطنية، ومن هذه المشكلات انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومشاكل التلوث البيئي، والتهديدات الثورية، وغيرها من المشكلات التي لا بدّ من أن تشترك جميع دول العالم في القضاء عليها. تساعد العولمة على ظهور روح المنافسة بين أصحاب الكفاءات، كما وتساعدهم على النجاح في حياتهم العملية بسبب امتلاكهم للمهارات التي لا يمتلكها غيرهم. تعد العولمة وسيلةً لتسريع التطور الديمقراطي العالمي، بالإضافة إلى أنها وسيلة لإضعاف نظم الاستبداد العالمي. تفتح العولمة آفاقاً معرفية جديدة لا متناهية أمام الأفراد؛ بسبب ارتباطها بالثورة العلمية والمعلوماتية ارتباطاً وثيقاً. سلبيات العولمة كما للعوملة إيجابيات فإن لها العديد من السلبيات أيضاً، ومن سلبيات العولمة الآتي:[٣] تؤدي العولمة إلى تهميش وسحق الهوية الشخصية والوطنية، كما وتسعى نحو تشكيل شخصية وهوية ذات صبغة عالمية. تساهم العولمة في تحويل الهوية الوطنية إلى كيان ضعيف وهش، وخاصة في حال عدم امتلاك القدرة على التطور أو التأقلم مع تيار العولمة. تسحق العوملة المنافع الوطنية وخاصة عند تعارض هذه المصالح والمنافع مع مصالحها. تفرض العولمة الوصاية الأجنبية وذلك من خلال اعتبار الدول الأجنبية أكثر تقدماً ونفوذاً، مما أدى إلى إهانة كل ما هو محلي، كما أدى ذلك إلى ملاحقة كل ما هو محلي إلى حين الاستسلام لتيار العولمة. ساهمت العولمة في سحق الثقافة والحضارة الوطنية، كما أوجدت حالة من الاغتراب بين الأفراد وتاريخهم الوطني والموروثات الثقافية، والحضارية التي تعود في أصلها إلى الآباء والأجداد. ساعدت العولمة في سيطرة الكيانات القوية على الأسواق المحلية، كما ساعدتها في بسط نفوذها على الكيانات المحلية، وتحويلها إلى مؤسسات تابعة لها. صنعت العوملة من الدول المتقدمة دولاً صانعة للقرارات، وموزعة للأدوار على الدول النامية تحت مسمى الاقتصاد المتقدم والتكنولولجيا. مخاطر العولمة تشكل العولمة مخاطر كبيرة على حياة الأفراد اليومية سواءً أكان ذلك على الجانب الديني، أو الثقافي أو الاجتماعي، أو غيرها من الجوانب الحياتية، وفيما يلي بعضاً من مخاطر العولمة: الجانب الاقتصادي من مخاطر العولمة في الجانب الاقتصادي الآتي:[٤] تركيز الأموال في يد القليل من الناس، أو القليل من الدول، حيث إن ما يقارب 20% من دول العالم تسيطر على 85% من الناتج الإجمالي العالمي، وعلى 84% من التجارة العالمية، كما ويسيطر سكان هذه الدول على نحو 85% من المدخرات العالمية الإجمالية. السيطرة الأمريكية المتمثلة بالهيمنة على اقتصاديات العالم، بحيث أصبحت العديد من الدول تخضع لرحمة صندوق النقد الدولي، فتطلب منه المعونات، وتخضع لشروط القروض المجحفة، فضلاً عن سيطرة الشركات الأمريكية الكبيرة على اقتصاد الدول. استثمار رؤوس الأموال العربية في الغرب والسيطرة عليها تبعاً للنظام الغربي. ارتفاع أسعار الأغذية في الدول الإسلامية؛ وذلك بسبب إلغاء الدعم المالي المُقدم على هذه الأغذية، بالإضافة إلى الاحتكار