وتحققت المعجــزة ! |
نور محمد مؤيد الجندلي |
وتراقصت رياحين من الجنة أمام عينيه ، فحملت له معها أعطر النسائم وأشذاها .. ورأى شعاع الشمس الذهبي ينعكس بلطف على أنهار العسل والخمر واللبن ، فتضفي ألواناً حالمة تنعكس على وجهه فتزيده بهاء .. ورأى أمامه الحور العين ينادينه من قصر عظيم ، فيخفق قلبه فرحـاً .. ويفتر ثغره عن ابتسامة مشرقة ، زينها الأمل ، ورصّعها الإيمان فينادي والدنيا برحابتها لا تتسع لأحلامه ( الآن قد وجبت لنا الجنة ) ! هتف به والقلب يملؤه اليقين ، والعين تنظر إلى الأفق البعيد .. تعبر أمواج البحر الهادئ ، وتلقي بنفسها على ساحل ضيق ، ثم تنظر إلى الأعلى .. حيث القلعة العنيدة ، حيث الحلم المأمول .. - هذا المضيق الذي يحجزني عن الجنة ، وتلك القلعة المحصنة التي أعجزت من كانوا قبلي كيف أنكس كبريائها المزيف ؟ كيف أجعلها تنصاع لأمر الله ؟ وتناوشته سيوف اليأس فأخذت تقطع عليه سرب أفكاره ، وأخذ ينافح عنها باستبسال .. يمرّ بخاطره وجه معلمه الحبيب ، وتبرق في روحه كلمات هي كالنجوم كلمات انتشلته من حياة مترفة عابثة ن وجعلت منه قائداً فاتحاً عبقرياً وكيف لا تفعل الكلمات فعلها في قلب تشرب الإيمان من معين القرآن فحفظه ، وتفقه في أمور السنة فوعيها ، وأبحر في شتى العلوم حتى أثبت نبوغه وعبقريته .. ولا زالت تلك الكلمات تؤرقه تقض عليه مضجعه ، وتوقظه من هدأة نوم في فراش وثير ، ليمتطي ظهر جواده ، ويسابق الشمس قبل موعد شروقها ، يقف أمام صخرة كبيرة ، يتأمل تلك القلعة البعيدة ، وتعصف روحه بكلمات قالها شيخه واضعاً كل الثقة في هذا الفارس المغوار كلمات قالها نبيّ الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، حملت بشرى للأمة فاستبشرت وحمّلته عبئاً ثقيلاً ، وهما أخروياً طويلاً ، مالبث أن بدده بسعي وطول تفكير واستعانة بالله كلمات نقلتها الصحابية الجليلة أم حرام ، حيث تقول : عن عبادة بن الصامت أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ! ) وهاهي مدينة قيصر - القسطنطينية - تناديه من بعيد تعال يا محمد بجيشك ، أنا لك إن أخلصت العمل ، أنا لك إن صممت على الوصول وتجيش مشاعره ، وتهبّ نسمات قوية تحمل له خطّة عبقريّة .. وينادي على فرسانه وقادة جيشه ، ويبدأ التنفيذ في صمت .. والقلوب تخفق أملاً - أنكون ممن وجبت لهم الجنة ، أنكون ممن غفر الله لهم ! وفي ساعة الصفر ، يبدأ التنفيذ بدقة عالية .. وتستلم تلك المحصنة القوية طائعة ، وترفع رايات النصر الإسلامية شامخة في كل مكان ويصدح صوت التكبير ، وتخفق القلوب بالفرح ، وتدمع كل العيون وهي تتبادل تهاني النجـاح والوصول إلى الغاية الأسمى ، غفران الله تعالى ويسير محمد الفاتح شامخاًُ بين الصفوف ، ولسانه يلهج بالحمد والشكر لرب ألهمه الخطة ، وقد خيل إليه للحظة أنها معجزة .. ويقف على أسوار القسطنطينية وشموخ يملأ وجدانه .. يقول كلمات خلدها الزمان ، كلمات فيها مفتاح المعجزة يهديه لكل من يرغب أن يحقق أمنيات عظاماً : ( إن لي قلباً كالصخر لا يهدأ حتى أحقق ما أريد ، ولي عين دامعة من خشية الله ، فكيف لا أحقق ما أريد ) ! ويكفكف دمعاً أبى إلا أن يفرض نفسه في لحظة تجلى فيها الإيمان عميقاً .. وتحفر في قلب الزمان حكاية خالدة .. ويتردد في الآفاق صوت كلله الفرح بأكاليل النصر .. |
وتحققت المعجــزة !
بسمة الزهرة- المراقبــين
- مساهمة رقم 1
وتحققت المعجــزة !
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء