لماذا لا يا أبي ؟! |
مصلح بن زويد العتيبي |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي جعل المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا . والصلاة والسلام على خير من تعامل مع الأولاد فدته أرواحنا وأولادنا وأموالنا ؛ أما بعد (نعم ،لا) متى نستخدمها مع أولادنا ؟ وكيف نستخدمها ؟ وهل نحن نقول (نعم) لمجرد الموافقة ؟ وهل نحن نقول (لا) لمجرد الرفض ؟ وماذا تعني (نعم ،لا ) لأولادنا عندما نقولها لهم ؟ وهل من المناسب أن نتراجع عن (لا) ب(نعم) وعن (نعم) ب(لا) بعد أن نقولها ؟ يطلب الولد من أبيه شيئا بسيطا ويكون الأب غاضبا فيقول (لا) يعود الطفل منكسراً متألماً فلم يطلب شيئا قبيحا أو مضراً ؟ لكنه يُذعن على مضض ! ثم في الغد يطلب الطفل نفس الطلب من الأب وتكون نفسيته مرتاحة فيقول (نعم ) ومع فرح الطفل بالموافقة ؛ إلا أن هناك أمراً لا يستطيع تفسيره ،فأمس (لا) واليوم (نعم ) فما هو الفرق ؟ وللأسف أن هذه الحالة ليست حالة عابرة مرت ولا تعود ! بل لا يكاد يمر يوماً إلا ويقع بعض الآباء والأمهات في مثلها ! يفترض أن تكون (لا) دائما (لا) لأننا لا نقولها إلا عندما لا نستطيع أن نقول (نعم )فنحن نقول (لا) معللة بما فيه ضرر ديني أو دنيوي أو تعدي على حقوق الآخرين أو فيه تربية على دنو الهمة . ولو كنا نسير على هذا المنهج لعرف أولادنا موقع (لا) من الإعراب ، ومتى تستخدم في الجملة . حتى يصبح الولد يقول لنفسه (لا) في الوقت والظرف المناسب . أما (لا) التي لا تُبنى على أي معيار وإنما يحددها الوضع النفسي لقائلها فهي معول هدم لأسس التربية الصحيحة . و(لا) القوية على قلوب الصغار الضعيفة على أرض الواقع ومناهج التربية التي يطلقها أب أو أم فقط لإحكام السيطرة على الرعية دون أي فائدة تُجنى من خلفها هي في الحقيقة أداة حادة لتشتت الأسرة مشاعريا وإن اجتمعت جسدياً . و(لا) المتسرعة التي ننطقها قبل أن يتم صغارنا كلامهم هي تحطيم للقلوب الحالمة الصغيرة ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا يحددها الصواب والخطأ وإنما يحددها (القوي والمتحكم فقط ). ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا تحددها القيم والمبادئ وإنما يحددها الوضع النفسي لنا وقبولنا للطرف الآخر فقط . وينشأ أولادنا بعد هذا على محاولة كسر (لا) المتغطرسة التي تحد من حرياتهم ؛ فعندما يملكون القوة الكافية لتجاوز (لا) يسارعون إلى ذلك ؛ ومن هنا نلمح تفسيراً لجنوح الكثير من المراهقين ومعاناة الوالدين . صحيح أنها ليست السبب الوحيد ؛ لكنها أحد الأسباب المهمة في ذلك . (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) تذكروا هذا الحديث جيداً . (لا) التي تحطم نفوس الأطفال صغاراً ؛ هي نفسها التي تحبطهم عن الإنجاز كباراً . أنا لا أقول قل (نعم) دائما ولكل شيء يطلبه أولادك ؛ لكني أقول لا تقل (لا) إلا عندما تكون هي الخيار الأنسب والحل الأنجع . قلب بصرك فيمن حولك ؛بل وفي العالم الإسلامي أجمع لترى تلك الطفولة المعذبة ،تأمل في تلك الأجساد الصغيرة التي حطمتها أغلال (لا) . لم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) لأمامة بل حملها وهي يصلي ! ولم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) للحسن أو للحسين يصعد على ظهره وهو ساجد . فترفق أيها الأب الكريم ؛ورفقاً أيتها الأم الرحيمة؛ فليس الحزم في التربية (لا) بل قد تكون والعياذ بالله هي الهدم للتربية . مسكين هذا الطفل ومغلوب على أمره ؛ فلا تعذبوه بلا دائما وأرحموه منها قدر الاستطاعة . والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . مصلح بن زويد العتيبي . ١٩/محرم/١٤٣٥هـ |
لماذا لا يا أبي ؟!
admin- المدير العام
- مساهمة رقم 1
لماذا لا يا أبي ؟!
موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
Instagram @abadelight Facebook abadelight Twitter abadelight
إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي
https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
#مجلة_قف_وناظر #مجلة_لايت_نيوز_ستار #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر #مجلة_فن_اوروبا #مجلة_قف_وناظر_الطبية
#قف_وناظر #اكسبلور_فولو #قف_وناظر_الطبية
#كسبلور2020 #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
#اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية #عبدالرحمن_بن_موسى
#كسبلور2020 #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
#اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية #عبدالرحمن_بن_موسى
#اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية