( الزواج الجماعي - ما أبركه من زواج )

وصلني كرت دعوة زواج لعدد 42 عريس في ليلة واحدة - لم أدقق في اﻷسماء - ﻷني ﻻ أخفيكم سرا أنني ظننته أنه غير صحيح ، وبينما كنت في المسجد نتذاكر مع بعض اﻹخوة أمور الزواج إذ بأحدهم يقول لي رأيت خطاب زواج اﻷربعين عريسا قلت نعم .
قال : فﻻن - صديقنا - معهم .
فقلت مندهشا : سبحان الله ورجعت للخطاب فإذا هو صحيح واسم صاحبنا معهم ، اتصلت به مباركاً ومهنئا له ولقبيلته اﻷصيلة هذه المباردة الرائعة ، وهذا التسهيل المأجور لهم جميعاً ﻷمر الزواج ، سألته ماقصة هذه الطريقة المباركة
؟
فقال : ولله الحمد هذه هي السنة السادسة في مناسبات الزواج لقبيلتنا بهذه الطريقة .
سألته كم يكلف الشاب الواحد ؟
فقال : يدفع عشرة اﻵف ريال فقط .
وأبشرك - والكﻻم له - : لقد تيسرت اﻷمور في قبيلتنا وأصبح الشاب الحديث عهد بتخرج من الجامعة قادر على الزواج ، ولم تعد عندنا تلك المشاكل في أمور الزواج .
فقلت له : لله دركم ، وعلى الله أجركم .

إخواني أخواتي..
كنت قد كتبت عن وضعنا المأساوي في زواجتنا هذه اﻷيام وذكرت من الحلول ( الزواج العائلي المختصر ) انظره - تكرما - في هذا الرابط
http://saaid.net/mktarat/alzawaj/315.htm
وهاهي الطريقة الثانية الميسرة في تسهيل الزواج على أبنائنا وبناتنا بل والمجتمع بأسره .
هل تعلمون ما الفرق المالي بين زواج بهذه الطريقة والزواج بطريقتنا التقليدية المهلكة التي آذت جميع الناس ؟
لنحسبها سويا 42 شاب يدفع كل واحد 10 اﻵف ريال المجموع 420 الف للجميع .
بينما لو كل واحد تزوج منهم لوحده وقلت في المقال السابق التكلفة مابين 150 - 200 الف فالناتج 42 شاب × 150الف = 6300000 ستة مليون و 300 الف ( تأمل : أنا حسبتها على التقدير اﻷقل )
إذا الفرق 5880000 خمسة مليون وثمان مئة وثمانين ألف ريال .
يعني وفرنا قرابة ستة مليون لقبيلة واحدة فكيف لو عشرين أو ثﻻثين قبيلة عليكم الحساب !!
إن معنى توفيري لجمع من الناس مال أنني اتسبب لهم في حياة كريمة ، وعيشة هنية ، واقتصاد نافع ، وتربية طيبة ، وبعد عن مشاكل بسبب الديون بل وتخفيف من نسب طﻻق يصطلي بها المجتمع إذ أن 40% من أسباب الطﻻق أسبابها إقتصادية كما أشارة آخر الدراسات .

إخواني أخواتي
أبنائنا وبناتنا بحاجة أن نرحمهم من طريقتنا التقليدية المتبعة القائمة حاليا لنريحهم في مستقبل اﻷيام ( راجع المقال السابق ) وأجزم أن الجميع متألم للواقع ولكن تبقى المبادرة والتشجيع .
هل تعلم أن هذه القبيلة التي يسرت أمر أبنائها إنما قام بهذا اﻷمر فرد أو أفراد رأوا أنه ﻻبد أن يكون لهم دور في رحمة قرابتهم وإعانتهم على أمورهم فبادر وجاهد ونافح وقابل اﻹعتراضات والسخرية والتيئيس من مثل هذه المشاريع...
ولكنه آمن بقضيته وحشد لها المقتنعون بها ، وجاهد في سبيل تحقيق هذا الهدف فوفقه الله ونجح .
فيا ابن القبيلة وياشيخها وأيها الناصح اﻷمين ﻷسرتك ومجتمعك وأيها المصلح الغيور والخطيب الرحيم والساعي بالخير ويا كل من تحب ﻹخوانك الخير ..
سارع أن تكون سبباً في هذا الخير ، وكن ساعيا في تطبيق هذه الطريقة في قبيلتك وعائلتك .
تأمل عظيم اﻷجر فيها :
اﻵ تستشعر أنك سهلت أعظم مشروع في الحياة ﻹخوانك !
اﻵ تستحضر أنك كنت سبباً في وجود ذرية تعبد الله !
اﻵ تحمد ربك أن جعلك مباركاً بين الناس !
فافعل هذا المعروف وكن سبباً فيه .
ويا أيها اﻷب
ويا أيتها اﻷم
ويا أيها الشاب
ويا أيتها الفتاة
لنتجرد من أثقال الواقع ، لنزيل من أكتافنا تسلط العادات ،
لنتعاون جميعاً في الخروج من عنق زجاجة التكاليف المؤلمة ،وسجن العادات المهلكة، لنكن سهلين لينين في تطبيق هذا ( الزواج الجماعي ) لما رأيتم وترون من نتائج مباركة له تنفعكم في حياتكم .
فهو سبب للحياة الطيبة ﻷنه ميسر .
وهو سبب للحياة المباركة للزوجين ﻷنه أقرب لنيل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم " أعظمهن بركة أيسرهن مؤنة "
وهو سبب بإذن لمستقبل مشرق للزوجين الذَيَن وفرنا لهم المال...
وثمراته ﻻ يمكن حصرها .
فالله الله في تطبيقه وتفعيله ولو بالتدرج فلعله أول مرة يجمع عشرة شباب وعشرة فتيات والعام الذي يليه عشرين..وهكذا حتى نصل لما نصبو إليه من تسهيل ﻷبنائنا وبناتنا .
وقفة مهمة :
ﻻ بد أن نعي أن تكاليف ليلة الزواج - بحاله السائد اليوم-
ﻻ تقع فقط على العريس والعروس وأهليهم فقط ، بل تتعدى لكل مدعو - خصوصا النساء - فليت شعري كم هي خسائر الناس في ليالي اﻷفراح أجزم أنها في الليلة الواحدة ربما تتجاوز النصف مليون وإن إحصائها صعباً جداً ، فلنرحم أنفسنا ياسادة ، لنلتفت لوضع المال في موضعه الائق به ، لننفع أنفسنا ومن تحت أيدينا بل وآخرتنا بهذا المال ، ويكفي هراء وإسرافا وتضييعا لغصب حياتنا - المال - لنجعله للتنمية التي ﻷجلها وُجِد ، ليكون سبباً للسعادة ﻻ لشقاوتنا ، يجب أن نعي أننا بهذا الطريقة نجعله في يد طائفة من الناس وهم تجار القصور والمﻻبس ونحوهم فقليﻻ من الوعي واﻹدراك لنحيا سعداء .
وبعد
فقد طرحت في هذين المقالين حلين لمناسبة الزواج
اﻷولى : الزواج العائلي المختصر
والثانية : الزواج الجماعي .
ولعل كل أحد منا يأخذ ما يناسبه فينجو من تبعات التكاليف الباهضة المؤلمة .
اللهم سدد القلم واجعل في هذا المقال اﻷثر .