بلومفونتين هي العاصمة القضائية وأهدأ بانوراما في جنوب أفريقيا حيث تجذب أيضا العديد من الطلاب |
وتقول كارين دينر وهي شقراء تعمل في قسم الاستقبال ويزيد عمرها عن العشرين عاما بقليل "إذا ما تزوجت فإنني أريد أن أفعل ذلك مع أبيض. إنهم أهلي".
وتضيف "إننا متساوون ، لكننا لسنا متساوين ، رغم أننا يجب أن نكون كذلك"، وذلك في محاولة لتوضيح التباعد الذي لا يزال يفصل بين السود والبيض في بلومفونتين ، حيث تأسس في عام 1914 الحزب الوطني ، محرك سياسة "أبارثايد" العنصرية التي منحت الشرعية القانونية لهيمنة البيض منذ عام 1948 وحتى عام 1991.
وتحيط مزارع البيض (الأفريكانر) التقليدية بالمدينة ، حيث لا يزال البيض والسود يعيشون في عالمين مختلفين. وكما هو الوضع في أغلب أنحاء جنوب أفريقيا ، تشغل الأقلية البيضاء الأحياء الأرقى بين أسيجة أمنية. بينما لا يزال السود يعيشون في مناطق فقيرة في الضواحي.
ويعرف الفتيان البيض القليل عن كرة القدم. وينصب اهتمامهم على كرة الرجبي البيضاوية ، رغم أن حماس الكثيرين منهم يزيد تجاه الأخرى المستديرة. ومع تربيتهم في خضم أجواء المستوطنات القديمة ، تدور حواراتهم أكثر عن العلاقات النسائية للاعب الرجبي جوست فان دير فيستهوزن أكثر مما يتحدثون عن المنافسة بين كريستيانو رونالدو وميسي.
وشهدت جامعة المدينة مؤخرا فضيحة عنصرية بعد نشر فيديو يقوم خلاله طلاب بيض بالسخرية من سياسة الاندماج ، حيث يخضعون أربعة من عمال النظافة السود لسلسلة من التجارب الشاقة ، من بينها دفعهم إلى أكل طعام ممزوج ببولهم.
رغم ذلك ، تتغير الأمور شيئا فشيئا في بلومفونتين ، التي تشتهر مقابل ذلك بكرم ضيافة سكانها البالغ عددهم نحو 850 ألف نسمة مع الأجانب.
وتعد المدينة هي العاصمة القضائية للبلاد ومقر محكمة الاستئناف ، كما أنها تعد مركزا حيويا للحركة الاقتصادية بين مقاطعة جاوتينج الواقعة وسط البلاد والمقاطعة الجنوبية الغربية.
وتبرز "مدينة الورود"، كما يطلق عليها نظرا لوفرة تلك الأزهار فيها ، كنقيض كامل لجوهانسبرج الصاخبة. ويؤكد سكانها أنه "يمكنك الوصول إلى كل الأمكنة في 15 دقيقة ، ولا توجد اختناقات مرورية".
وستقام مباريات بلومفونتين على استاد "فري ستيت"، الذي تم تحديثه وبات يسع 40 ألف متفرج.