الفنادق الفخمة والمساكن المتكتلة تنتشر في كل أنحاء ديربان |
وتقع المدينة ، التي يعد ميناؤها الأهم في البلاد ، في مقاطعة كوازولو-ناتال ، أرض قبائل الزولو الشهيرة ، أكبر جماعة عرقية في جنوب أفريقيا وأكثرها قتالا.
ينتمي الرئيس الجنوب أفريقي نفسه ، جاكوب زوما ، إلى هذه العرقية التي يبلغ عدد المنتمين إليها أكثر من عشرة ملايين نسمة ، وهى الأكثر خوضا للمعارك خلال عصور الاستعمار البريطاني والهولندي.
ورد الرئيس بفخر على الانتقادات التي طالت تعدد مرات زواجه بعد الحفل الفخم الذي أقامه على طريقة "الزولو" بعد أن عقد قرانه على زوجته الخامسة "إنها ثقافتي".
ويبلغ تعداد ديربان التي تطل على المحيط الهندي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ، وهي تمثل مزيجا ثريا من الثقافات. فهي على سبيل المثال المكان الذي يضم أكبر جالية من الهنود في العالم.
فقد عاش غاندي في هذه المدينة عقدين ، وبعد أن عومل بعنصرية بسبب لون جلده ، قام هناك بتطوير سياسته القائمة على اللاعنف والتي تمكن بها من تحقيق استقلال الهند التي كانت مستعمرة بريطانية.
وقد يمنح شريط الفنادق والمساكن المرتفعة بطول "جولدن مايل" إحساسا بأنه مكان كأماكن كثيرة غيره. ومع ذلك فإن شواطئه المليئة بأشجار النخيل ، إلى جانب المطبخ المتنوع الذي تتميز به المنطقة وضواحيها ، عوامل تجعل من ديربان أحد المقاصد المفضلة لدى الجنوب أفريقيين.
وجعلت السواحل ، التي تعج بأسماك القرش ، من المدينة مكانا للبحث العلمي ، وفي المقابل هدفا للعشاق ذوي المشاعر المحمومة. فالسياح يمارسون السباحة في الشواطئ المحمية من الأسماك المفترسة عبر شبكات موضوعة في البحر.
وتتمتع ديربان بأفضل مناخ في البلاد خلال أشهر الشتاء ، التي سيلعب خلالها كأس العالم. ودرجات حرارتها المنخفضة في حزيران/يونيو لا تكاد تقل عن الدرجات العشر ، لذا يمكن لزوار ملعب "موسيس مابهيدا" أن يشعروا بالاطمئنان.
ويبرز الملعب الذي يستضيف إحدى مباراتي الدور قبل النهائي ويسع 86 ألف متفرج ، بسبب القوس المهيب الذي يرتفع فوق مدرجاته. كما أن التلفريك الذي يقطعه يقدم فرصة الاستمتاع بمناظر رائعة من ارتفاع 100 متر.