بعد غياب لمدة سنة عن الروزنامة الدولية تعود سيارات الفورمولا وان للهدير في جائزة كندا الكبرى، المرحلة الثامنة من بطولة العالم المقررة على حلبة "جيل فيلنوف" في مدينة مونتريال الأحد المقبل.
لم يكف شهر من المفاوضات المعقدة في خريف العام 2008 بين المنظمين وحاملي الحقوق التجارية للفئة الأولى للتوصل إلى حل بسبب المشكلات المالية. وطلب البريطاني برني ايكليستون مالك الحقوق 175 مليون دولار كندي (112 مليون يورو) آنذاك من المنظمين لتنظيم السباق لمدة 5 سنوات، لكن السلطات العامة الكندية لم تكن قادرة على تأمين أكثر من 70 مليون يورو فخسر سباق الاستضافة.
وقبل أقل من سنة، في أيلول/سبتمبر 2009، توصل الفريقان إلى اتفاق يدفع بموجبه المنظمون 48 مليون يورو (بحسب سعر الصرف الجديد) لمدة خمسة أعوام في ظل الأزمة المالية، خصوصاً تلك التي ضربت عالم صناعة السيارات ما أثر على انسحاب هوندا وتويوتا وبي أم دبليو في الموسمين الماضيين.
وينطلق سباق مونتريال على وقع الحادث الرهيب الذي وقع بين سائقي ريد بول الألماني سيباستيان فيتيل والاسترالي مارك ويبر عندما اصطدم الألماني بالأخير في وقت كان سائقا الفريق النمساوي يتوجهان لحصد ثنائية جائزة تركيا الكبرى منذ أسبوعين، ما فتح الباب للبريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين-مرسيدس لتحقيق فوزه الأول هذا الموسم.
ثنائية ريد بول
بدا أن فريق ريد بول في طريقه للحصول على الثنائية الثانية على التوالي والثالثة هذا الموسم لان ويبر وفيتل تسيدا السباق منذ البداية حتى اللفة 41 عندما خاطر فيتل في تجاوز زميله الاسترالي فاصطدم به وخرج من السباق، فيما اضطر ويبر إلى الدخول للمرآب من اجل تغيير مقدمة السيارة ما حرمه من تحقيق فوزه الثالث على التوالي بعدما تراجع إلى المركز الثالث، فمنح هاميلتون فوزه الأول منذ الجولة الرابعة عشرة للموسم الماضي في سنغافورة، والثاني عشر في مسيرته، وأهدى ماكلارين الثنائية الثانية هذا الموسم بعد المرحلة الرابعة في سباق شنغهاي الصيني.
ومن المؤكد أن الحرب اشتعلت بين ويبر وزميله الألماني اللذين دخلا سباق اسطنبول وهما يتشاركان صدارة الترتيب العام التي بقيت من نصيب الاسترالي الذي رفع رصيده إلى 93 نقطة، فيما تراجع فيتل إلى المركز الخامس بعدما تجمد رصيده عند 78 نقطة.
وصعد باتون إلى المركز الثاني برصيد 88 نقطة أمام زميله هاميلتون بفارق 4 نقاط، فيما احتل سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو الذي أنهى السباق في المركز الثامن خلف زميله البرازيلي فيليبي ماسا، المركز الرابع برصيد 79 نقطة.
ماكلارين يسيطر على ترتيب الصانعين
وتصدر فريق ماكلارين-مرسيدس ترتيب الصانعين بعدما حصل على النقاط الكاملة، رافعاً رصيده إلى 172 نقطة أمام ريد بول-رينو بفارق نقطة فقط، فيما يحتل فريق فيراري المركز الثالث برصيد 146 نقطة امام مرسيدس جي بي (100 نقطة) الذي حل سائقاه الألمانيان ميكايل شوماخر ونيكو روزبرغ في المركزين الرابع والخامس على التوالي في تركيا أمام البولندي روبرت كوبيتسا سائق رينو.
يعتقد مدير فريق مرسيدس روس براون أن هيمنة ريد بول قد تنتهي لإدخال الفرق أجزاء جديدة على سياراتها قبل انطلاق جائزة مونتريال.
ريد بول بطل التجارب
ويسيطر فريق ريد بول على تجارب السباقات منذ بداية الموسم، إذ انطلق من المركز الأول في السباقات السبعة لكنه تمكن من خطف ثلاثة انتصارات فقط، ما فتح الباب لماكلارين لتصدر ترتيب الصانعين.
وتوقع براون أن تلحق الفرق الأخرى بريد بول: "لا يمكن اللحاق حاليا بريد بول، في تصميمهم هناك الكثير من الأجزاء المختلفة عن الغير، لذلك أعتقد أن باقي الفرق ستعتمدها في السباقات المقبلة. حالياً أعلم أن الكل يراقب باهتمام نظام العادم في سيارة ريد بول".
من جهته، قال فيتيل بعد كابوس تركيا: "يمكنكم الملاحظة أنني لم كن سعيداً بما حصل، لكن كما قلت يجب أن نتابع المسيرة". وعن المفاضلة بينه وبين ويبر في الفريق، أضاف الألماني الشاب: "لا توجد أفضلية بيننا، نخرج إلى السباق لمعرفة من هو السائق الأفضل، وهكذا يجب أن تكون الأمور. هناك الكثير من السباقات المقبلة والكثير من الأمور التي ستحدث".
أما ويبر (33 عاماً) الذي مدد عقده لسنة إضافية مع ريد بول حتى العام 2011 فاعتبر انه سعيد بتمديد عقده، في حين يتردد أن فيتيل (22 عاما) اقترب من تمديد عقده لمدة ثلاثة أعوام.
ومن السائقين الذين مددوا عقودهم أيضاً البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري الذي تراجع مستواه بعد الإصابة الرهيبة التي تعرض له الموسم الماضي، وهو يعجز عن اللحاق بإيقاع زميله الاسباني فرناندو ألونسو بطل العالم سابقا. وقال ماسا: "طوال مسيرتي في الفورمولا وان، سابق في سيارة بمحرك من صنع مارانيللو وأنا فخور بالاستمرار بالعمل مع هذا الفريق الذي أعتبره بمثابة عائلتي الثانية".
ويأمل هاميلتون (25 عاما) تكرار نتيجة تركيا حيث حقق لقبه الأول منذ 2007: "أحرزت سباقي ألأول في مونتريال! لا أزال احتفظ بالكثير من الذكريات من ذلك السباق".
واعتبر البريطاني جنسون باتون بطل العالم وزميل هاميلتون في ماكلارين ان "مسار مونتريال السريع يلائم سيارته لكنه حذر من ارتكاب الأخطاء: "جميل أن نعود إلى مونتريال بعد غياب سنة، أعتقد أن الكل يحب المدينة، الناس والحلبة".
وتتألف جائزة كندا الكبرى من 70 لفة يبلغ طول الواحدة 361ر4 كلم، ويحمل البرازيلي روبنز باريكيلو توقيت أسرع لفة بزمن 1.13.622 دقيقة عام 2004.