حقق منتخب تشيلي فوزاً هاماً ومستحقاً بهدف دون رد على نظيره المنتخب السويسري في المباراة التي أقيمت اليوم الاثنين واحتضنها إستاد "نيلسون مانديلا" في مدينة بورت إليزابيث في إطار الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة ضمن منافسات الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا.
سجل هدف اللقاء الوحيد مارك غونزاليس في الدقيقة 75 فرفع رصيد تشيلي إلى ست نقاط لتنفرد بصدارة المجموعة وتقترب بشدة من التأهل إلى الدور الثاني بينما تجمد رصيد المنتخب السويسري عند ثلاث نقط وأصبح بالتالي مطالباً بتحقيق فوزاً كبيراً على هندوراس في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة لضمان التأهل إلى الدور القادم، فيما أصبح التشيليون في وضعية جيدة قبل مواجهتهم الصعبة مع المنتخب الإسباني في الجولة القادمة، إذ يكفي التعادل تشيلي لتحسم تأهلها للدور القادم كأول للمجموعة.
وشهد اللقاء تسجيل سويسرا رقماً قياسياً في مباريات كأس العالم إذ لم يدخل مرماها أي هدف لمدة 551 دقيقة خلال مشاركاتها في البطولة، وكان الرقم القياسي السابق مسجلاً باسم إيطاليا التي صمدت 550 في كاس العالم عام 1990دون أن يدخل مرماها أهدافاً.
الشوط الأول
انطلقت المباراة وسط بداية هادئة من الفريقين اللذان دخلا اللقاء بحذر كبير خوفاً من التأخر بهدف مباغت، ومع الدقيقة العاشرة بدأت الإثارة تعرف طريقها إلى أحداث اللقاء عندما تهيأت الكرة إلى لاعب الوسط التشيلي فيتال الذي سددها قوية لكنها ارتدت من الحارس بيناغليو فوصلت إلى لاعب الوسط الآخر كالامونا فأطلق الأخير تسديدة صاروخية ردها باقتدار أيضاً الحارس السويسري في الدقيقة العاشرة، وبدا أن المنتخب التشيلي هو الأكثر سيطرة وتحكم في مجريات اللعب في الربع ساعة الأولى.
على الجانب الآخر اعتمد المنتخب السويسري على نفس أسلوب اللعب الذي اتبعه في مباراته الأولى أمام إسبانيا حيث بدأ اللقاء منكمشاً أمام مرماه ومعتمداً على الهجمات المرتدة السريعة استغلالاً لسرعة الثنائي نكوفو وفيرنانديز محرز هدف الفوز على إسبانيا.
ورويداً رويداً بدأ المنتخب السويسري يحاول الاستحواذ على الكرة والتقدم للأمام استغلالاً لسوء حالة لاعبي وسط التشيلي الذين قاموا بالعديد من التمريرات الخاطئة في بداية اللقاء.
وفي الدقيقة 31 كان الجميع على موعد مع تحول مفاجئ عندما قام لاعب الوسط بهرامي بخطأ فادح بعتدائه بدون كرة على أحد لاعبي المنتخب التشيلي فاستوجب ذلك حصوله على بطاقة حمراء مباشرة من قبل حكم اللقاء السعودي خليل الغامدي، لتلعب سويسرا ساعة كاملة تقريباً بعشرة لاعبين.
ولتدارك الموقف سريعاً أجرى الألماني أوتمار هيتسفيلد مدرب سويسرا تغييراً مبكراً إذ سحب قائد الفريق أليكس فراي ودفع بلاعب الوسط ترانكيلو بارنيتا، فلعبت سويسرا بذلك بمهاجم بمهاجم واحد هو نكوفو.
واستغل المنتخب التشيلي النقص العددي وانكماش السويسريين وتعددت الاختراقات من جانب لاعبي الوسط جان بوسيجور وسانشيز ولجأ التشيليون إلى إطلاق القذائف بعيدة المدى أملاً في تسجيل الهدف الأول، بعد أن فشلوا في اختراق الدفاع السويسري القوي، ولكن بدون جدوى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف.
الشوط الثاني
وكانت انطلاقة الشوط الثاني نارية عندما ألغى السعودي الغامدي هدف التقدم للمنتخب التشيلي بحجة تسلل المهاجم البديل مارك غونزاليس في الدقيقة 48.
وواصل المنتخب التشيلي ضغطه بكل خطوطه على مرمى سويسرا الذي وضح تماماً أنها انكمشت دفاعياً بحثاً عن نقطة التعادل حتى يصل رصيدها إلى أربع نقاط وتصبح في وضعية مريحة قبل مواجهة هندوراس في المرحلة الأخيرة من مباريات المجموعة، بينما بحث التشيليون عن الفوز بكل قوتهم للوصول إلى النقطة السادسة لتصدر المجموعة قبل صدامهم الناري مع المنتخب الإسباني في المرحلة الأخيرة من مواجهات المجموعة الثامنة.
وبالفعل كاد ممثل أميركا الجنوبية أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 54 عندما تقدم البديل خورخي فالديفيا من الجانب الأيمن ولعب كرة عرضية أرضية خطيرة مرت من أمام مرمى سويسرا دون أن يتابعها أحد في الدقيقة 54 وبعد ذلك بدقيقة واحدة تقدم أليكسيس سانشيز واستغل خطأ المدافع غريشتينغ وقطع منه الكرة وانفرد بالحارس بيناغليو ولكن الأخير أنقذها، وبدا للجميع أن المنتخب التشيلي اقترب جداً من إحراز أول أهداف اللقاء.
وأجرى مدرب تشيلي الأرجنتيني ماسيلو بييلسا تغيراً جديداً بحثاً عن تنشيط النواحي الهجومية حيث دفع بإيستيبان باريديس بدلاً من ماتياس فرنانديز، على الجانب الأخر أخرج هتسفيلد مهاجمه بلاسي نكوفو ودفع بمهاجم آخر هو إيرن درديوك بعد أن استنفزت قوة نكوفو الذي لعب وحيداً في خط الهجوم معظم فترات اللقاء.
وأخيراً حقق المنتخب التشيلي ما سعى لأجله طوال اللقاء، ففي الدقيقة 75 تلقى باريديس كرة بينية وتوغل داخل منطقة جزاء سويسرا من الناحية اليمنى ورفعها إلى المهاجم البديل مارك غونزاليس فوضعها الأخير برأسه في المرمى محرزاً هدف التقدم لتشيلي.
ولم يهدأ التشيليون عقب تسجيلهم هدف التقدم بل على العكس واصلوا ضغطهم بقوة بحثاً عن التعزيز، وكاد إيستيبان باريديس أن يضيف الهدف الثاني لمنتخب بلاده عندما انفرد تماماً بالحارس دييغو بيناغليو إلا أنه سدد فوق العارضة السويسرية بغرابة شديدة.
وعاد باريديس وأضاع فرصة الهدف الثاني مرة أخرى عندما فضل أن يسدد في المرمى بدلاً من أن يمررها إلى جان بوسيجور فذهبت بجوار القائم الأيسر للحارس دييغو بيناغليو، وارتدت الكرة سريعاً إلى المهاجم السويسري ديرديوك المنفرد تماماً بالمرمى ولكنه أضاع فرصة التعادل بعد أن سدد الكرة على يمين المرمى إلى خارج الملعب، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب التشيلي ووصوله إلى النقطة السادسة فأصبح قريباً بالتالي من التأهل إلى الدور الثاني.