أعاد فوز أبطال أوروبا بثنائية نظيفة على منتخب هندوراس الجريح أمس الاثنين، "الروح" إلى الشارع الإسباني الذي كان يترقب بشغف فوز سفراء بلاده في جنوب أفريقيا بعدما كان الحلم الإسباني قد تصدع إثر الهزيمة المفاجئة أمام سويسرا بنتيجة صفر -1.
واستطاعت تشكيلة "لاروخا" تقديم مباراة "شبه ممتازة" نافضةً عنها الآثار والغبار العالقة في أعقاب الهزيمة أمام منتخب سويسرا ومحطمةً بذلك الطوق والضغط الإعلامي الهائل الذي رافق تأهلهم إلى كأس العالم.
ويدين المنتخب الإسباني بفوزه الأخير إلى خط وسطه الذي تمكن من فرض إيقاعه طيلة شوطي المباراة عبر استحواذه على الكرة (57% مقابل 43% لهندوراس)، وترجم أبناء ديل بوسكي هذه السيطرة عبر تسديد 29 كرة منها 7 كرات خطرة باتجاه مرمى نويل فاياداريس حارس المنتخب الهندوراسي.
وإذا تمكنت الأرمادا الإسبانية من تسجيل هدفين في مرمى خصمها وحصد نقاط المباراة الثلاث فإنها في الوقت ذاته افتقرت إلى ترجمة "استحواذها" الكبير والفرص الغزيرة الذي استبسل وسطها في "استيلادها" إلى أهداف حقيقية.
وافتقد مهاجم ليفربول الإنكليزي فرناندو توريس إلى لماساته السحرية وأضاع العديد من الفرص برعونة لا مثيل لها أمام مرمى فاياداريس تماماً ملثما فعل كل من فرانشيسك فابريغاس، وسيرخيو راموس.
وصحيح أن دافيد فيا المنتقل حديثاً إلى برشلونة استطاع بالأمس تسجيل هدفين (17 و51) مستعيداً ثقته بنفسه لكنه وفي المقابل أضاع العديد من الفرص أبرزها على الإطلاق إهداره لضربة جزاء في الدقيقة 62.
ولعل أبرز تعليق عقب المباراة جاء على لسان المدرب فيسينتي ديل بوسكي عندما قال: "المهم أننا فزنا. لقد قدمنا مباراة جيدة ولكن الآن علينا مواجهة تشيلي وتقديم أفضل ما لدينا. كان يجب أن نسجل العديد من الأهداف لكننا تميزنا بالرعونة أمام مرمى هندوراس. لا أشعر بالرضا والسعادة".
وعلى ضوء مباراة الأمس ارتسمت العديد من علامات الاستفهام أبرزها متى يستطيع أن يسجل فيا ضربة جزاء إذا كان من غير مقدوره التسجيل وفريقه متقدم بفارق هدفين في الأدوار الأولى من كأس العالم وهو لا يرزح تحت أي ضغط؟ هل يستطيع توريس إهدار هذا الكم الهائل من الفرص أمام منتخب بحجم البرازيل أو الأرجنتين أو غيرهما من منتخبات "الوزن الثقيل" دون أن يأتي العقاب قاسياً من الطرف الآخر؟
ديل بوسكي قالها في المؤتمر الصحافي عقب انتهاء المباراة الأولى أمام سويسرا: "عندما نفشل في ترجمة هذا الكم من الفرص أمام منتخب منظم كالمنتخب السويسري فإن هجمة مرتدة واحدة تكفي للقضاء على جهودنا الحثيثة للفوز وهذا ما حصل معنا".
إسبانيا يجب أن تترجم استحواذها على الكرة إلى أهداف في مرمى المنتخبات التي ستواجهها، على لاعبي المنتخب الإسباني عدم المغالاة في الاحتفاظ بالكرة والتمرير خصوصاً على مشارف منطقة جزاء الخصم، باختصار يجب حسم الهجمات بأسرع وأفضل طريقة ممكنة دون إعطاء الوقت الكافي للدفاعات المنافسة بإعادة التمركز وتنظيم خطوطها.
وكان ديل بوسكي الذي لم يتمكن بعد من هضم الخسارة أمام سويسرا قد حذر لاعبيه من الاستهانة بخصمهم في المباراة القادمة قائلاً: "منتخب تشيلي هو حجر عثرة كبير في طريقنا نحو الدور الثاني. لا مجال لارتكاب الهفوات عندما نواجههم".
وأضاف مدرب ريال مدريد السابق: "علينا إعادة برمجة هجومنا لكي يعود ويعمل بطريقة فعّالة وإلا سنكون في المجهول أمام منتخب يمتاز بلياقة بدنية عالية ويتمتع بروح قتالية. ستكون مواجهتنا معهم معقدة وصعبة وعلى مهاجمينا أن يكونوا في قمة مستواهم".
هذا وستكون المواجهة المرتقبة بين تشيلي وإسبانيا عبارة عن مباراة طاحنة بين منتخبين مرشحين للذهاب بعيداً في النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم الحالي خصوصاً أنهما سيسعيان للفوز من أجل تجنب مواجهة محتملة جداً في الدور الثاني مع البرازيل متصدر المجموعة السابعة حالياً.
ويواجه منتخب إسبانيا نظيره تشيلي في الثالث والعشرين من الشهر الحالي على إستاد لوفتوس فيرسفيلد في مدينة بريتوريا.