ويستحب للمصلي أن يدنو من سترته ; لما روى سهل بن أبي حثمة , يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : إذا صلى أحدكم إلى سترة , فليدن منها , لا يقطع الشيطان عليه صلاته } . رواه أبو داود . وعن أبي سعيد , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة , وليدن منها } . رواه الأثرم . وعن سهل بن سعد , قال { : كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين القبلة ممر الشاة } . رواه البخاري . وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ارهقوا القبلة } . رواه الأثرم . وذكر الخطابي في " معالم السنن " أن مالك بن أنس كان يصلي [ ص: 38 ] يوما متنائيا عن السترة , فمر به رجل لا يعرفه , فقال : يا أيها المصلي , ادن من سترتك . فجعل مالك يتقدم وهو يقرأ { : وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } . ولأن قربه من السترة أصون لصلاته وأبعد من أن يمر بينه وبينها شيء يحول بينه وبينها . إذا ثبت هذا , فإنه يجعل بينه وبين سترته ثلاثة أذرع فما دون . قال مهنا : سألت أبا عبد الله عن الرجل يصلي , كم ينبغي أن يكون بينه وبين القبلة ؟ قال يدنو من القبلة ما استطاع . ثم قال بعد : إن ابن عمر , قال { : صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة , فكان بينه وبين الحائط ثلاثة أذرع } . قال الميموني : فقد رأيتك على نحو من أربعة . قال : بالسهو . وكان عبد الله بن مغفل يجعل بينه وبين سترته ستة أذرع . قال عطاء : أقل ما يكفيك ثلاثة أذرع . وبه قال الشافعي ; لخبر ابن عمر , عن بلال { , أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مقدم البيت , وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع } . وكلما دنا فهو أفضل ; لما ذكرنا من الأخبار والمعنى . |
عدل سابقا من قبل همس البنفسج في الخميس 20 نوفمبر - 1:54 عدل 1 مرات