موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    نفحات رمضانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:13

    سنقف مع شيء من هديه - عليه الصلاة والسلام - في شهر رمضان المبارك ليكون دافعاً لنا، ومحفزاً لعزائمنا:

    فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان يدارس جبريل - عليه السلام - القرآن في رمضان، وكان يتأثر بذلك فيكون أجود ما يكون في رمضان إذا لقيه جبريل - على الرغم من أنه كان أجود الناس في غيره -، فتراه يكثر من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر، والاعتكاف فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل, وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة"1, وكان يهتم اهتماماً خاصاً بالعشر الأواخر من رمضان فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"2, وعنها - رضي الله عنها - أيضاً: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده"3, وكل ذلك ليجمع قلبه لمناجاة ربه، ويتفرغ لذكره ومناجاته، وسأل أبوسلمة بن عبدالرحمن عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً, فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي))4.

    وربما خصَّ رمضان بما لا يخص به غيره من الشهور من العبادة، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة فعن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر)) قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله قال: ((إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني، وساق يسقين))5.

    وكان من هديه - عليه الصلاة والسلام - تعجيل الفطر، فقد ثبت عنه من قوله وفعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس قبل أن يصلي المغرب فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))6، وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء فقد جاء عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات قبل أن يصلي؛ فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات؛ فإن لم تكن حسا حسوات من ماء"7, وأما السحور فكان يحث عليه، ويخبر بأنه بركة، ويحث على تأخيره فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تسحروا فإن في السحور بركة))8، وكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقتاً يسيراً قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية كما ثبت ذلك في الصحيح عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن ثابت تسحرا, فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فصلى, قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية"9.

    وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يتحرج من أن يقبِّل أزواجه وهو صائم، ويباشرهن مباشرة من غير جماع لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه"10, وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر وهو جنب، فيغتسل ويصوم ذلك اليوم لحديث عائشة - رضي الله عنها -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدركه الفجر في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم"11.

    ولم يكن يعتبر رمضان شهر كسل وفتور بل ربما جاهد - صلى الله عليه وسلم- في رمضان، بل إن المعارك الكبرى قد قادها - صلى الله عليه وسلم - في رمضان ومنها بدر وفتح مكة فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا غزوة الفتح في رمضان"12, وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر، وكان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره"13.

    وكان يصوم - صلى الله عليه وسلم - في سفره تارة، ويفطر أخرى، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ الكديد أفطر، فأفطر الناس" قال أبو عبد الله - أي البخاري -: "والكديد ماء بين عسفان وقديد"14, وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم"15.

    فهذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم -، وتلك هي طريقته وسنته، وما أحوجنا إلى الاقتداء والتأسي به - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كله، فلنسدد ولنقارب، ولنعلم أن النجاة في اتباعه والسير على منهجه, نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يرزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً, والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:14

    ما أجمل شهر رمضان، إذ فيه تعظم الصلة بالله - عز وجل -: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ويقبل فيه الناس على كتابه الكريم تلاوةً واستماعاً، وتدبُّراً وانتفاعاً؛ لتحيا بنديم التلاوة القلوب، وتصلح بمهذب الأخلاق النفوس، ولم لا نقول كذلك وهذا الشهر هو شهر القرآن {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}1، وفيه كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قراءة القرآن، وكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن كله في رمضان فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"2، وفي العام الذي توفي فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دارسه جبريل - عليه السلام - القرآن مرتين؛ ليدل على أهمية هذا العمل في الشهر الكريم.

    وارتبط القرآن الكريم بشهر رمضان منذ نزل {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}3، ومنذَّاك اليوم أصبح رمضان هو شهر القرآن.

    وقد سار السلف الصالح - رحمهم الله - على ما سار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان لهم اجتهاد عجيب في قراءة القرآن في رمضان، بل لم يكونوا يشتغلوا فيه بغيره، فقد "كان عبد الله بن مسعود يختم القرآن في رمضان في ثلاث، وفي غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة، وكان الأسود يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وينام فيما بين المغرب والعشاء، وكان يختم فيما سوى ذلك في ستة"4، "وعن حماد بن سلمة عن حميد أن ثابتاً كان يختم القرآن في كل يوم وليلة في شهر رمضان"5، وكان محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلّى بهم، فيقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختمٍ دعوةٌ مستجابة"6، و"عن منصور عن إبراهيم عن الأسود أنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وكان ينام ما بين المغرب والعشاء، عن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين"7، و"كان الشافعي يختم القرآن ستين ختمة في صلاة رمضان"8، "وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا دخل رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا دخل العشر ختم كل ليلة مرة"9، "وكان ثابت البناني يختم القرآن في كل يوم وليلة من شهر رمضان."10.

    أيها الأخ الكريم:

    هكذا كان حال رسولك - صلى الله عليه وسلم -، وحال أصحابه - رضي الله عنهم -، والتابعين - رحمهم الله - مع القرآن في رمضان، وهم من هم في الفضل، فما حالك، وأين أنت منهم، وكم هو وردك من القراءة في سائر الأيام، وفي رمضان آكد، ألا فلنتق الله - عز وجل - في القرآن، وفي هذا الشهر المبارك.

    نسأل الله - عز وجل - أن يردنا إلى دينه مرداً جميلا، وأن يهدينا ويهدي بنا؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:14

    الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيد الشهور ، وضاعف فيه الحسنات والأجور أحمده وأشكره فهو الغفور الشكور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة أوفرها ليوم النشور ، أرجو برها وذخرها والفوز بها بدار القرار والسرور .


    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أشرف آمر ومأمور ، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور .

    أما بعد :

    أخي المسلم المبارك :

    ما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك ، ويشرف على الدنيا كلها هلال شهر رمضان المبارك ، الذي تهفو إليه قلوب المؤمنين وتتشوق إليه نفوسهم ، وتتطلع شوقاً إلى بلوغه لتنتظم في جامعته الكبرى التي تفتح أبوابها كل عام لتستقبل أفواج الصائمين من كل أنحاء المعمورة .

    أخي : سنستقبل شهر رمضان بعد أيام ليعيد للقلوب صفاءها ، وللنفوس إشراقها وللضمائر نقاءها ، بعدما تكدرت بفتنة الحياة ، وزحام الدنيا ، وتلوثت بالنزوات العابرة ، والشهوات العارمة فجاء رمضان ليبعثها من رقاد ويوقظها من سبات .

    أخي الحبيب : إن الله تعالى قد أمتن علينا بشهر عظيم ، ووافد كريم ، قد أظلنا زمانه ، وأدركنا أوانه ، وإن بلوغ هذا الشهر أمنية عظيمة ونعمة جليلة ، ولذلك كان السلف يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان .

    وذلك لأن شهر رمضان شهر عظيم ، فهو أفضل الشهور على الإطلاق ، شهر خصه الله بفضائل كثيرة ، وخيرات عظيمة ، فهو شهر نزول القرآن ، شهر تتنزل فيه الرحمات ، وتغفر فيه الذنوب والسيئات ، وتفتح فيه أبوب الجنات ، وتغلق فيه أبواب النيران ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر وغير ذلك من الفضائل العظيمة والخيرات الجسيمة التي خص الله بها هذا الشهر العظيم .

    لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه رضوان الله عليهم عند حلوله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاكم شهر رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " أخرجه أحمد (9/225،226) والنسائي (4/129) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1/490) وتمام المنة ص (395) .

    نعم والله إنها بشرى عظيمة ، كيف لا يبشر المؤمن بشهر يفتح الله فيه أبواب الجنة ؟ كيف لا يبشر المذنب بشهر يغلق الله فيه أبواب النار ؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل الله فيه مردة الشياطين ؟ كيف لا يبشر العابد بليلة هي خير من ألف شهر ؟ شهر لا تحصى فضائله ، ولا تعد فوائده فكيف لا يبشر به ؟

    أخي الكريم ، ولكي يزداد شوقك لهذا الشهر العظيم فهذه بعض فضائل هذا الشهر المبارك ، لعل أن يكون لك واعظ من نفسك ، فتعلو الهمة وتزكو النفس ، ويصفو القلب ويطهر من عوالق الحياة وفتنها ، ويكون لك النصيب الأوفر من بركة هذا الشهر وخيره .



    ا ـ شهر رمضان شهر نزول القرآن والكتب السماوية :

    قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة / 185 .

    وقال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) القدر / 1 .

    وقال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) الدخان / 3 .

    عن واثله بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان " أخرجه أحمد والطبراني في "الكبير" وحسن إسناده الألباني في "صحيح الجامع" (1509) .

    فيا أخي الكريم ليكن لك نصيبٌ من القرآن في هذا الشهر المبارك ، الذي أنزل فيه ، وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة , ففي "الصحيحين" عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة .

    قال الحافظ ابن رجب : دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك ، وعرض القرآن على من هو أحفظ له ، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان ا.هـ من "لطائف المعارف" (189) .

    وقال أيضاً : كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة كل ست ليال …. وكان قتادة يختم القرآن كل سبع ليال ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة .

    وكان النخعي يفعل مثل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفى بقية الشهر في ثلاث .

    قال الربيع بن سليمان : كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمه ) ا.هـ لطائف المعارف ص (191) وما بعدها .

    وحال السلف رضي الله عنهم مع القرآن في رمضان عجيبة ، فلا تكن من الغافلين في هذا الشهر عن قراءة القرآن , بل كن من الذاكرين له آناء الليل وأطراف النهار .

    2- شهر رمضان شهر القيام والتراويح والتهجد :

    قف أخي عند هذه البشائر التي بشر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا :

    (‍‍1) من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه البخاري (2008) ومسلم (759) .

    (2) من قام رمضان فهو من الصديقين والشهداء : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وأديت الزكاة ، وصمت رمضان وقمته فممن أنا ؟ قال " من الصد يقين والشهداء " أخرجه البزار وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحها" واللفظ لابن حبان ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم (993) .

    (3) من قام مع إمامة حتى ينصرف كتب له قيام ليلة :جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة " أخرجه أبو داود واللفظ له ، والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وقال الألباني في "صلاة التراويح" (ص:15) :سنده صحيح .

    فيا أخي :

    هل بعد هذا الفضل من فضل ؟ هل بعد هذا الخير من خير ؟ أما زلت مصراً على تقصيرك وتركك لصلاة التراويح وللقيام بعد ما سمعت وقرأت هذه الأحاديث ؟ أما زلت تقضي الليل في السمر والفجور ومشاهدة ما حرم الله تعالى ، وسماع الأغاني والطرب والمجون ؟

    ألا فاتق الله في عمرك ، وأقبل على صلاة التراويح يقبل الله عليك ، فطوبى لعبد صام نهاره ، وقام أسحاره .

    3- شهر رمضان شهر تكفير الذنوب :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " أخرجه البخاري (38) مسلم (759) .

    قال الإمام الخطابي : ( " إيمانا واحتسابا " أي نية وعزيمة ، وهو أن يصوم على التصديق والرغبة في ثوابه ، طيبة به نفسه غير كاره له ، ولا مستثقل لأيامه ، لكن يغتنم أيامه لعظم الثواب ) ا.هـ فتح الباري لابن حجر (4/138-139)

    أخي : إن تكفير الذنوب والخطايا نعمة من الله عظيمة ، ومنةٌ من الله جسيمة ، وذلك لمن سلك سبيل الهداية ، وترك سبل الضلال والغواية ، وهذا رمضان بين يديك ، فاغتنم الفرصة عسى الله أن يغفر لك ذنبك ، ويحط عنك خطأك ويمحو عنك سيئاتك .

    4- شهر رمضان شهر العتق من النيران :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، وياباغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة " أخرجه الترمذي (682) وابن ماجة (1642) وابن خزيمة (1883) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/585) .

    وعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لله عز وجل عند كل فطر عتقاء " أخرجه أحمد (5/256) وغيره ، وقال الألباني في "صحيح الترغيب" 1/586 (1001) : حسن صحيح .

    فتعرض أخي الكريم لنفحات الرب جل جلاله في هذا الشهر الكريم ، عسى الله أن يمن عليك بكرمه وجوده فيعتق رقبتك من النار ، فتكون من السعداء الفائزين بجنة الخلد عنده سبحانه وتعالى .

    5- شهر رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النيران :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين " متفق عليه البخاري (1898) مسلم (1079) وفي رواية مسلم عنه : " فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين " مسلم (1079/2) .

    فيا أخي :

    اعلم أن أبواب الجنة تفتح في رمضان ، وأن أبواب النار تغلق فيه أيضا ، وذلك على الحقيقة دون تأويل ، وهذا من نعم الله العظيمة ، يتفضل بها على عباده في هذا الشهر الكريم .

    فوا عجباً لمن يعلم أن الجنة تفتح أبوابها وتتزين للصائمين في رمضان ، ثم لا يشتاق إليها ويحث السير نحوها ، ويسعى لها .

    عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أدلج ،ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة " أخرجه الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وحسن إسناده الألباني في الصحيحة (2/637-638) (954) وانظر المشكاة ( 5348 ) .

    اعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها

    قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها

    فالحذر أن تقدم على جنة عرضها السموات والأرض وليس لك فيها موضع قدم .

    أخي الحبيب :

    كما أن الجنة تفتح أبوابها في رمضان ، فإن النار تغلق أبوابها في رمضان ، فما أعظمها من نعمة يتفضل الله بها على العباد .

    فوا عجباً لمن يعلم أن النار تسجر ، ولا يفعل ما ينجيه منها ، أما سمع قوله تعالى : ( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً .لِلطَّاغِينَ مَآباً ) النبأ /21-22 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " . أخرجه مسلم (2842) عن أنس رضي الله عنه .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ... " . رواه البخاري (3265) ومسلم (2843) .

    فيا أيها الغافل عن نفسه ، دع التفكير فيما أنت مرتحل عنه ، واصرف الفكر إلى ما أنت وارد عليه ، فلقد أخبر الملك سبحانه وتعالى أن النار مورد الجميع ، فقال تعالى : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً . ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) مريم /71 – 72 .

    فأنت يا عبد الله من الورود على يقين ، ومن النجاة على شك ، فاستشعر في قلبك هول هذا المورد ، فعساك تسعد بالنجاة منه ، وتأمَّل في حال الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا فينما هم في كربها وأهوالها وقوفاً ينتظرون فصل القضاء ، إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب ، وأظلت عليهم نار ذات لهب ، وسمعوا لها تغيظاً وزفيراً ، فعندها أيقن المجرمون بالعطب ، فأسكنوا داراً ضيقة الأرجاء ، مظلمة المسالك ، يخلد فيها الأسير ، ويوقد فيها السعير ، طعام أهلها الزقوم ، وشرابهم فيها الحميم ، ومستقرهم الجحيم ، الزبانية تقمعهم ، والهاوية تجمعهم .

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجبة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " تدرون ما هذا ؟ " قال : قلنا الله ورسوله أعلم . قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً ، فهو في النار الآن حين انتهى إلى قعرها " أخرجه مسلم (7096) .

    أخي : فالنار أعدها الله للمجرمين الفجار ، فإياك إياك أن تكون من أهلها ، واغتنم هذا الشهر في فعل الطاعات ، وعمل القربات وترك المحرمات ، عسى الله أن يرفع لك الدرجات ، وتكتب في عداد المقبولين وتعتق من النار .

    6- شهر رمضان شهر مضاعفة الأجور :

    اعلم أخي وفقني الله وإياك لطاعته ، أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب : منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم مثلا فإن الصلاة فيه مضاعفة عن غيره من المساجد ، ومنها شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة ، ولهذا كانت العمرة في رمضان تعدل حجة , كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجه قال لأم سنان الأنصارية : " ما منعك من الحج ؟ " قالت : أبو فلان _ تعني زوجها _ , كان لدينا ناضحان ، حج على أحدهما ، والآخر يسقي أرضاً لنا ، قال : " فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي " رواه البخاري (1863) , ومسلم (1256) .

    قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف ص (169) : ( ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة ، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله .......فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال ، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام لشرف زمانه ، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده ، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها الإسلام " ا. هـ .

    فهلم أخي إلى فعل الخير في هذا الشهر ، فالأجر فيه مضاعف ، ألا ترى دعاء الملك في رمضان يقول : " يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر " .

    7- شهر رمضان شهر تصفد فيه الشياطين :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين " متفق عليه ، وفي رواية " فتحت أبواب الرحمة " .

    فيا فرحة العابدين ، ويا سعادة المجتهدين ، ونشوة الذاكرين ، بشهرٍ صُفِّدت فيه الشياطين ، وفتحت فيه أبواب السماء بالرحمة ، وفتحت أبواب الجنان ، وأغلقت أبواب النيران ، فبادر أخي الكريم بفعل الطاعات ، وترك المنكرات ، لعلك تفوز بالجنان وحورها .

    * * *

    أخي :

    هذه بعض فضائل شهر رمضان ، وهاهو عما قريب سيحل بساحتك ، ويملأ عليك الدنيا بهجة وسروراً ، وبركة وخيراً وضياء ونوراً فهذا هو حاله معك ، وتلك هي بعض مراسيم استقباله لك ، فما هو حالك معه ؟ وما هي استعداداتك ومراسيم استقبالك لهذا الشهر المبارك ؟

    اعلم أن نفوس المؤمنين تشتاق إلى هذا الشهر العظيم ، ولكي يزداد الشوق والحنين فإليك بعض فضائل الصيام ، فأنعم بالصوم من عبادة بها ترفع الدرجات ، وتكفر الخطيئات ، وتكسر وتحطم على صخوره الشهوات ، وتزكو النفس وتنزجر عن خواطر المعاصي والمخالفات ، وبه تقرع أبواب الجنان ، وهو جنة للعبد يحول بينه وبين دخول النيران ، فكم للصوم من فضائل وفضائل ... وإليك طرفاً منها :

    1- دخول الصوام الجنة من باب الريان :

    عن سهل بن سعد رضي الله عنها ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " رواه البخاري (4/111) ، ومسلم (1152) .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة " . فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم وأرجو أن تكون منهم " متفق عليه أخرجه البخاري (1897) ومسلم (1027) .

    2- الصيام جنة _ أي : وقاية _ من النار والشهوات :

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري (1905) ومسلم (1400) .

    وعن عثمان بن أبي العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصوم جنة من عذاب الله " وفي رواية " الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال " . أخرجه النسائي وأحمد وابن ماجه وغيرهم وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3867) .

    قال المناوي في "فيض القدير" (4/242-250) : ( وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة وحفظ الجوارح ، وفي الآخرة من النار ) ا.هـ .

    3- الصوم في سبيل الله يباعد العبد عن النار :

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " رواه البخاري (2840) ومسلم (1153) .

    قال المناوي في فيض القدير (6/161) : ( قوله : " سبعين خريفاً " : سنة ، أي نَجَّاه وباعده منها مسافة تقطع في سبعين سنة ، إذ كل ما مر خريف انقضت سنة ، فهو من إطلاق اسم البعض على الكل ) ا.هـ

    أخي : إن أعز أمنية لآخر أهل النار خروجاً منها وهو يخرج منها حبواً أن يصرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ، ولا يسأل مولاه غير ذلك ) متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ) . فكيف إذا باعد الله وجهه عن النار وجعل بينه وبين النار مسيرة سبعين سنة ، وهذا بصيام يوم واحد ، فما ظنك بصيام شهر كامل ، وهو شهر رمضان ؟!

    واستمع إلى هذا الحديث الآخر : عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله تعالى جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض " قال الهيثمي في المجمع (3/194) : رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن . وكذا قال المنذري ، وقال الألباني : حسن لغيره . ينظر : صحيح الترغيب (1/581) (990) .

    4- الصيام لا مثل له وهو الطريق إلى الجنة :

    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرني بعمل , قال : " عليك بالصوم فإنه لا عدل له " قلت : يا رسول الله ! مرني بعمل ، قال : " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " قلت : يا رسول الله ! مرني ، بعمل قال : " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " . فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف . أخرجه النسائي وابن خزيمة والحاكم وصححه وابن حبان ، وصحح هذه الروايات كلها الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (1/580) (986) .

    وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري ، فقال : " من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة " . أخرجه أحمد (5/391) وقال الهيثمي في المجمع (2/324) : " رواه أحمد وروى البزار طرفاً منه في الصوم فقط ورجاله موثقون " . ا . هـ وقال المنذري في الترغيب (2/13) (1441) : رواه أحمد بإسناده ولا بأس به ، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1/579) (985) : صحيح . ورواه الأصبهاني في الترغيب (104) ولفظه : " يا حذيفة ! من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة " قال الألباني في صحيح الترغيب (1/579) : صحيح لغيره .

    قال المناوي في فيض القدير (6/123) : " أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب " ا .هـ .

    وبوب ابن خزيمة في صحيحة (3/304) :

    " باب ذكر إيجاب الله عز وجل الجنة للصائم يوماً واحداً إذا جمع مع صومه صدقة ، وشهود جنازة ، وعيادة مريض " ا . هـ .

    ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ فقال أبو بكر : أنا . فقال " من أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر أنا ، فقال : من تبع منكم اليوم جنازة ؟ فقال أبو بكر أنا قال : من عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة " أخرجه مسلم (1028) وغيره .

    فيا إخواني هذا طريق الجنة واضح أمامنا فمن كان من أصحاب الهمم العالية والأهداف السامية ، والغايات الرفيعة فهذا هو الطريق ، إنه الصوم فإنه لا عدل له .

    5- الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة :

    عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ! منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال : فيُشفعّان " أخرجه أحمد (2/174) وغيره وحسن إسناده المنذري في الترغيب ، وقال الألباني : حسن صحيح . (صحيح الترغيب (1/579) (984) ، وصحيح الجامع (3882) ) .

    فيا أخي الكريم :

    هذا الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة " فيا من فرط وأضاع ، يا من بضاعته التسويف والتفريط بئست البضاعة ، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان والصيام كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة ؟ ويل لمن شفعاؤه خصماؤه . لطائف المعارف ص (194)

    6- الصوم مضاف إلى الله إضافة تشريف وتعريف بقدره :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " رواه البخاري (1904) ، ومسلم (1151) .

    وفي رواية عند البخاري : " يترك طعامه وشرابه من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها " .

    وفي رواية مسلم : " كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي " .

    قال الإمام ابن عبد البر : ( كفى بقوله : " الصوم لي " فضلا للصيام على سائر العبادات ) .

    7- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك :

    قال ابن حبان : " شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقاً بينهم وبين سائر الأمم ، وشعارهم في القيامة بصومهم : طيب خلوفهم ، أطيب من ريح المسك ليعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل نسأل الله بركة هذا اليوم " . انظر صحيح ابن حبان (8/211) .

    قال الحافظ ابن رجب : " خلوف فم الصائم : رائحة ما يتصاعد من الأبخرة لخلو المعدة من الطعام بالصيام ، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا ، لكنها طيبة عند الله حيث كانت ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته " .

    وقال الحافظ في الفتح (4/128) : " ويؤخذ من قوله : " أطيب من ريح المسك " أن الخلوف أعظم من دم الشهيد ؟ لأن دم الشهيد شبَّه ريحه بريح المسك ، والخلوف وُصف بأنه أطيب ، ولا يلزم من ذلك أن يكون الصوم أفضل من الشهادة لما لا يخفى ، ولعل سبب ذلك النظر إلى أصل كل منهما ، فإن أصل الخلوف طاهر ، وأصل الدم بخلافه ، فكان ما أصله طاهر أطيب ريحاً " ا . هـ .

    قال المناوي في "فيض القدير" (4/205) : ( "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " فإذا كان هذا بتغير ريح فمه ، فما ظنك بصلاته وقراءته وسائر عباداته ) ا هـ .

    8- للصائم فرحتان : قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (176_178) : ( أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح , فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه , خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه , فإن النفوس تفرح بذلك طبعا , فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا , والصائم عند فطره كذلك , فكما أن الله تعالى حرَّم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات , فقد أذن له فيها في ليل الصيام , بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره ... فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إليه وطاعة له , وبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له , فما تركها إلا بأمر ربه , ولا عاد إليها إلا بأمر ربه , فهو مطيع له في الحالين .... وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثابا على ذلك , كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوِّي على العمل كان نومه عبادة .... ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره , فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته , فيدخل في قوله تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس / 58 , ولكن شرط ذلك أن يكون فطره على حلال , فإن كان فطره على حرام كان ممن صام عما أحل الله , وأفطر على ما حرم الله ، ولم يستجب له دعاء , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يطيل السفر : "يمد يديه إلى السماء : يا رب , يا رب , ومطعمه حرام , ومشربه حرام , وملبسه حرام , وغُذِي بالحرام , فأنى يستجاب لذلك " . رواه مسلم من حديث أبي هريرة ( 1015 ) .

    وأما فرحه عند لقاء ربه فما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرا , فيجده أحوج ما كان إليه , كما قال الله تعالى : ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ) المزمل / 20 ، وقال تعالى : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ) (آل عمران / 30 ) ا.هـ باختصار .

    - الصيام يرفع الدرجات : وهذا في قوله : " وأنا أجزي به " .

    قال الحافظ في الفتح (4/130) : " المراد بقوله : وأنا أجزي به ، أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته ، وأما غيره من العبادات قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله ، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير ، ويشهد لهذا السياق رواية "الموطأ" وكذا رواية الأعمش عن أبي صالح حيث قال : " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله ، قال الله : " إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " أي أجازي عليه جزاءً كثيرا من غير تعيين المقدار ، وهذا لقوله تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر / 10 . ا هـ .

    قال المناوي في "فيض القدير" (4/251) : ( " وأنا أجزي به " إشارة إلى عظم الجزاء عليه وكثرة الثواب ؟ لأن الكريم إذا أخبر بأنه يعطي العطاء بلا واسطة اقتضى سرعة القضاء وشرفه ) ا هـ .

    وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (168) : ( على هذه الرواية يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد , بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد " ا هـ .

    10- الصيام كفارة من الذنوب والمعاصي :

    عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر والنهي " . رواه البخاري (1895) ومسلم (144) وغيرهما .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . متفق عليه .

    وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " . أخرجه مسلم (1/233) .

    11- دعوة الصائم لا ترد :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر " رواه البيهقي في الشعب وغيره ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3030) .

    وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم " أخرجه الترمذي (3598) وحسنه ، وابن ماجه (1752) وأحمد (2/305) وابن حبان (3428) وغيرهم وحسنه ابن حجر في "أمالي الأذكار "

    فيا أخي : اغتنم الفرصة وارفع أكف الضراعة وأتت صائم ، وعند فطرك ، توجه بقلبك وقالبك إلى الله جل جلاله ادعه وأنت موقن بالإجابة ، فإنها لا ترد إن شاء الله .

    12- أن لله وملائكته يصلون على المتسحرين :

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1844) .

    والسحور لا يكون إلا في الصيام ، ولا يتسحر إلا من نوى الصيام وأراده ، ومن هنا يتبين فضل الصيام في ذلك ، لأنه كان سبباً في أن يصلي الله تبارك وتعالى وملائكته الكرام على المتسحرين .

    أخي الكريم :

    إن كان الله جل جلاله وملائكته الكرام يصلون على المتسحرين ، والسحور عون على الصيام فما ظنك بالصيام ؟ .

    فأكرم بها من عبادة يصلي الله عليك بها والملأ الأعلى .

    13- الصوم في الصيف يورث السقيا يوم القيامة :

    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى على سرية في البحر فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذ هاتف فوقهم يهتف : يا أهل السفينة ! قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه ، فقال أبو موسى : أخبرنا إن كنت مخبراً . قال : إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أن من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش " قال المنذري : رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله . وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/412) .

    كان من أسباب بكاء الصالحين عند موتهم ما يفوتهم من ظمأ الهواجر ، قال معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته : مرحباًَ بالموت زائر مغب ، حبيب جاء على فاقة ، اللهم كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء فيها ولا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر " أنظر : الزهد للإمام أحمد ( 180 ) ، وحلية الأولياء ( 1 / 239 ) وغيرهما .

    الله أكبر هكذا كان القوم ، وتلك هي همتهم ، وهذه كانت غايتهم من الدنيا ... فرضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم في مستقر رحمته آمين .

    14 ـ الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة :

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " أخرجه البيهقي في الشعب عن جابر ، وعند أحمد وأبي يعلى والبيهقي في الكبرى عن عامر بن مسعود رضي الله عنه ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 2898 ) وأشار إلى حسنه السيوطي .

    وقال عمر رضي الله عنه : " الشتاء غنيمة العابدين " موقوف صحيح على عمر وهو عند أحمد في الزهد ( 175 ) وغيره .

    وقال الحسن البصري : نعم زمان المؤمن الشتاء ، ليله طويل يقومه ، ونهاره قصير يصومه .

    وقال قتادة : إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن ، يقصر النهار فيصومه ، ويطول الليل فيقومه .

    وكان عبيد بن عمير الليثي إذا جاء الشتاء يقول : يا أهل القرآن قد طال الليل لصلاتكم ، وقصر النهار لصومكم .

    فيا أخي :

    الشتاء ربيع المؤمن " لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ، ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ، كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها ، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات ، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش ، فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام ... " لطائف المعارف ( 241 ) .

    * * *

    فيا أخي الكريم :

    هذه بعض فضائل الصيام وهي أكثر مما ذكرنا لكن ما ذكر فيه كفاية ، والعاقل خصيم نفسه ، وقد قيل : الظمآن يكفيه من الماء القليل ، فيا أخي الكريم شمر عن ساعد الجد ، واجتهد في هذا الشهر المبارك عسى أن تفوز بالأجر ، وتحصل لك بعض هذه الفضائل إن لم يكن كلها ، فاجتهد في فعل الطاعات من قراءة القرآن ، وذكر واستغفار ، وصلاة وقيام ، وصدقة وإنفاق ، واحرص على الازدياد من الأعمال الصالحات .

    إن شهر رمضان ليس شهر السهر أمام التلفاز أو الدشوش والقنوات الفضائية ، وليس شهر التسكع في الحدائق والأسواق , وليس شهراً للسمر المحرم بالغيبة والنميمة وشرب الدخان والمخدرات والمسكرات ، ولعب البالوت واستماع الأغاني الماجنة والموسيقى المحرمة ، ولكنه شهر القرآن والذكر والقيام والتراويح والتسابيح ، والصدقة والبذل والعطاء ، وحلق العلم ، والاعتمار وغيرها من أبواب الخير والبر ، فكن مع الذين يسارعون في الخيرات ، ولا تكن مع الذين يبارزون بالمعاصي رب الأرض والسماوات .

    قال الأوزاعي : كان يحيى بن أبي كثير إذا حضر رمضان يدعو : اللهم سلمني لرمضان , وسلم لي رمضان , وتسلمه مني متقبلا . حلية الأولياء 3/69

    وفقنا الله وإياك لكل خير وطاعة وبر ، وصرف عنا وإياك كل سوء وشر ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ومولاه ، وصل اللهم على محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:15

    لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.

    لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.

    فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
    وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة"
    زاد المعاد في هدي خير العباد(2/30)..

    لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات، كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

    وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟

    السلف والقرآن في رمضان :

    نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي؛ فهذا الإمام البخاري -رحمه الله- كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل الختم؛ دعوة مستجابة. صفة الصفوة(4/170).

    وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، قال الربيع: "كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة". صفة الصفوة(2/255)

    وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟، يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم". يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.

    السلف والقيام في رمضان :

    قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئهاتتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

    وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،

    ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً"

    وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.

    وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين

    عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القاريء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي

    وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ.

    وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين . أخرجه عبد الرزاق في المصنف

    وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي

    وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي

    وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يسثقل ذلك . أخرجه ابن أبي شيبة

    وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام

    وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي

    السلف والجود في رمضان

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه

    قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة

    وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم .

    وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين . وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل .


    السلف وتنوع القربات

    وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة.

    عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة

    وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا . وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.

    وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

    وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب الله وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى صلتنا بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا، فنقتدي بهم -نرجو من الله ذلك-.

    نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبه صلى الله عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على ما سار عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . وأن يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا. آمين اللهم آمين.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:15

    لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.

    لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.

    فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
    وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة"
    زاد المعاد في هدي خير العباد(2/30)..

    لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات، كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

    وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟

    السلف والقرآن في رمضان :

    نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي؛ فهذا الإمام البخاري -رحمه الله- كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل الختم؛ دعوة مستجابة. صفة الصفوة(4/170).

    وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، قال الربيع: "كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة". صفة الصفوة(2/255)

    وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟، يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم". يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.

    السلف والقيام في رمضان :

    قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئهاتتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

    وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،

    ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً"

    وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.

    وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين

    عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القاريء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي

    وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ.

    وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين . أخرجه عبد الرزاق في المصنف

    وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي

    وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي

    وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يسثقل ذلك . أخرجه ابن أبي شيبة

    وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام

    وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي

    السلف والجود في رمضان

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه

    قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة

    وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم .

    وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين . وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل .


    السلف وتنوع القربات

    وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة.

    عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة

    وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا . وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.

    وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

    وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب الله وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى صلتنا بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا، فنقتدي بهم -نرجو من الله ذلك-.

    نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبه صلى الله عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على ما سار عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . وأن يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا. آمين اللهم آمين.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:16

    ما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك، ويشرف على الدنيا هلال رمضان المبارك الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين، وتتطلع شوقاً لبلوغه
    فمرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبـــاً زارنا في كل عام
    قد لقينــاك بِحب مفعم كل حبُ في سوى المولى حرام
    فاقبل اللهــم ربِي صومنا ثم زدنا من عطايــاك الجسام
    مرحباً برمضان، جئت بعد عام كامل مات خلاله أقوام وولد آخرون، سعد أقوام وشقي آخرون، اهتدى أقوام وضل آخرون.
    مرحباً برمضان موسم البضاعة الرابحة، والفرصة السانحة، والكفة الراجحة.
    مرحباً برمضان شهر التوبة والرضوان، شهر الصلاح والإيمان، شهر الصدقة والإحسان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان.
    فيا معاشر الساجدين، والصفوة القانتين، والبر الميامين، بشراكم بشراكم فها قد أظلكم شهر كريم، وموسم للربح عظيم، فهنيئاً لنا ولكم يوم أفسح الله في آجالنا، وأمدَّ في أعمارنا حتى بلَّغنا أيام وليالي هذا الشهر المبارك.
    أُخي:
    إن رمضان فرصة لا يُفوِّتُها إلا متهاون مغبون، ولا يزهد فيها إلاّ جاهل محروم، أما من أنار الله قلبه، ونقّى فؤادَه؛ فتراه يستعد لرمضان قبل أن يلقاه، وتكتحل برؤيته عيناه، لكن يبقى السؤال الأهم ونحن على مشارف أبواب رمضان هو: بم ينبغي أن نستقبل شهر الفضائل والمكرمات؟
    وللإجابة أطلب منك أن تدنو قليلاً، لا أقصد بجسدك؛ بل بقلبك؛ لنقرع فؤادك بهذه الهمسات التي تستعين بها في استقبال شهر رمضان:
    - يفضل للإنسان أن يقدّمَ بين يدي رمضان صيام شعبان جلّه أو كلّه؛ تأسياً بنبيه - صلى الله عليه وسلم - الذي دأبَ على ذلك حتى قالت عائشة - رضي الله عنها -: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان"1.
    - ينبغي أن تستقبل رمضان بالفرح والسرور، والحفاوة والتكرم, فهذا شهر اختاره الله لفريضة الصيام، ومشروعية القيام، وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور, تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغلُّ فيه الشياطين، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع الدرجات، وتغفر الخطايا والسيئات.
    - ينبغي أن تستقبَل رمضان بالمبادرة إلى التوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها، والإكثار من الطاعات دِقِّها وجِلِّها، فهذا زمان التوبة.
    يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبِ حتى عصى ربه في شهر شعبان
    لقد أظلك شهر الصـــوم بعدهما فلا تصيّـِره أيضاً شهر عصيان
    واتل القرآن وسبح فيــه مجتهـداً فإنه شهـر تسبيــح وقرآن
    - ينبغي أن تستقبله بالتّشمير عن سواعِدِ الجدّ في استباقِ الخيرات، وبِعقدِ العزمِ على اغتنامِ فرصته في تزكيةِ النفس وتهذيبها، وإِلزامها بسلوكِ الجادّة، وقطعِ الصّلَة بماضي الخطايَا، وسابقِ الآثام، وانتهاج السبيلِ الموصِل إلى رضوان الله - عز وجل -، والحظوَة عنده بالدرجات العُلى، والنعيمِ المقيم.
    أحوال ملموسة:
    من المشاهد أن الناس في استقبال هذا الشهر العظيم ينقسمون إلى أقسام:
    قسم يفرحون بهذا الشهر، ويسرُّون لقدومه، ويسعدون لحلوله، ويستعدون له بكل ما يستعد به المضيف لمقابلة الضيف العزيز القادم بعد طول غياب، متلهفون لأن يعتق الرب - سبحانه - رقابهم من النار، ومتشوفون لنفحات الباري - جل جلاله - ليل نهار.
    وقسم آخر: يستثقلون هذا الشهر، ويستعظمون مشقته، فإذا نزل بهم فهو كالضيف الثقيل، يعدُّون ساعاته ولياليه، منتظرين رحيله بفارغ الصبر، يفرحون بكل يوم يمضي منه، حتى إذا قرب العيد فرحوا بدنو خروج هذا الشهر، وسعدوا بقرب انتهائه؛ لأنهم اعتادوا التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب والمناكح وغيرها، وعظم تقصيرهم في الطاعات، يعيشون الغفلة في رمضان وبعد رمضان، قومٌ إذا دخل عليهم رمضان أمضوا ساعاته في النوم، وقضوا ليله في السهر واللعب، واللهو والغفلة، والله المستعان.
    فقل لي: من أي صنف أنت؟ ومع أي قوم تحب أن تكون؟ تأمل ثم اختار لأنفسك.
    أيها الموفق:
    ما فتئ رمضان يعود علينا عاماً بعد عام، ونحن نخرج منه كما نلقاه، وقليل منّا من يكون بَعدَه على أحسن ممّا كان عليه قَبْلَه، أفلَم يأنِ لنا أن نعزم على اغتنام موسم قد لا ندركه فيما نستقبل من أعوام، ونكفّ عن التسويف والتأجيل وضياع الأوقات في القال والقيل؟.
    تيقَّن أن في استقبال شهر الصوم تجديد لطيف الذكريات، وعهود الطهر والصفاء، والعفة والنقاء، له في نفوس الصالحين بهجة، وفي قلوب المتعبدين فرحة، وحسبكم في فضائله أن أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
    كم في نفوسنا من شهوةٍ وهوى، وفي صدورنا دوافع غضبٍ وانتقام، وفي الحياة تقلب في السراء والضراء، وفي دروب العمر خطوب ومشاق، ولا يُدَافع ذلك كله إلا بالصبر والمصابرة، ولا يُتَحمّل العناء إلاّ بصدق المنهج وحسن المراقبة، وما الصوم إلا ترويض للغرائز، وضبط للنوازع.
    فجديرٌ بشهرٍ هذه بعض أسراره، وتلك بعض خصاله؛ أن يفرح به المتعبدون، ويتنافس في خيراته المتنافسون، فما أكرمَ اللهُ أمة بمثل ما أكرم به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
    فاصرخ في وجه الكون، وقل: يا غيوم الغفلة عن القلوب تَقَشَّعي، ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي، ويا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا أرض الهوى لماءك ابلعي، ويا سماء النفوس أقلعي.
    يا هذا : ليت شعري ما بالك تدعى إلى الفلاح وأنت تحرص أن تكون خاسراً، وتدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابراً، ألا تدري أن ثمة أيام ثم تمدُّ موائد الإنعام للصُّوام، فما منكم إلا وسيدعى، فـ{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}2، ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب"3.
    ويا رب نناديك ونناجيك:
    إن الـملوك إذا شابت عبيدهم في رقـهم عتقــوهم عتق أبرار
    وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار
    نسأل الله - تبارك وتعالى - بمنِّه وكرمه أن يبلغنا رمضان, وأن يتقبل منا الصيام والقيام, وأن يعتق رقابنا من النيران, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية

    admin
    admin
    المدير العام
    المدير العام


    نفحات رمضانية Empty رد: نفحات رمضانية

    مُساهمة من طرف admin الإثنين 23 أغسطس - 1:17

    ما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك، ويشرف على الدنيا هلال رمضان المبارك الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين، وتتطلع شوقاً لبلوغه
    فمرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبـــاً زارنا في كل عام
    قد لقينــاك بِحب مفعم كل حبُ في سوى المولى حرام
    فاقبل اللهــم ربِي صومنا ثم زدنا من عطايــاك الجسام


    مرحباً برمضان، جئت بعد عام كامل مات خلاله أقوام وولد آخرون، سعد أقوام وشقي آخرون، اهتدى أقوام وضل آخرون.

    مرحباً برمضان موسم البضاعة الرابحة، والفرصة السانحة، والكفة الراجحة.

    مرحباً برمضان شهر التوبة والرضوان، شهر الصلاح والإيمان، شهر الصدقة والإحسان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان.

    فيا معاشر الساجدين، والصفوة القانتين، والبر الميامين، بشراكم بشراكم فها قد أظلكم شهر كريم، وموسم للربح عظيم، فهنيئاً لنا ولكم يوم أفسح الله في آجالنا، وأمدَّ في أعمارنا حتى بلَّغنا أيام وليالي هذا الشهر المبارك.

    أُخي:

    إن رمضان فرصة لا يُفوِّتُها إلا متهاون مغبون، ولا يزهد فيها إلاّ جاهل محروم، أما من أنار الله قلبه، ونقّى فؤادَه؛ فتراه يستعد لرمضان قبل أن يلقاه، وتكتحل برؤيته عيناه، لكن يبقى السؤال الأهم ونحن على مشارف أبواب رمضان هو: بم ينبغي أن نستقبل شهر الفضائل والمكرمات؟

    وللإجابة أطلب منك أن تدنو قليلاً، لا أقصد بجسدك؛ بل بقلبك؛ لنقرع فؤادك بهذه الهمسات التي تستعين بها في استقبال شهر رمضان:

    - يفضل للإنسان أن يقدّمَ بين يدي رمضان صيام شعبان جلّه أو كلّه؛ تأسياً بنبيه - صلى الله عليه وسلم - الذي دأبَ على ذلك حتى قالت عائشة - رضي الله عنها -: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان"1.

    - ينبغي أن تستقبل رمضان بالفرح والسرور، والحفاوة والتكرم, فهذا شهر اختاره الله لفريضة الصيام، ومشروعية القيام، وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور, تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغلُّ فيه الشياطين، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع الدرجات، وتغفر الخطايا والسيئات.

    - ينبغي أن تستقبَل رمضان بالمبادرة إلى التوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها، والإكثار من الطاعات دِقِّها وجِلِّها، فهذا زمان التوبة.
    يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبِ حتى عصى ربه في شهر شعبان
    لقد أظلك شهر الصـــوم بعدهما فلا تصيّـِره أيضاً شهر عصيان
    واتل القرآن وسبح فيــه مجتهـداً فإنه شهـر تسبيــح وقرآن


    - ينبغي أن تستقبله بالتّشمير عن سواعِدِ الجدّ في استباقِ الخيرات، وبِعقدِ العزمِ على اغتنامِ فرصته في تزكيةِ النفس وتهذيبها، وإِلزامها بسلوكِ الجادّة، وقطعِ الصّلَة بماضي الخطايَا، وسابقِ الآثام، وانتهاج السبيلِ الموصِل إلى رضوان الله - عز وجل -، والحظوَة عنده بالدرجات العُلى، والنعيمِ المقيم.

    أحوال ملموسة:

    من المشاهد أن الناس في استقبال هذا الشهر العظيم ينقسمون إلى أقسام:

    قسم يفرحون بهذا الشهر، ويسرُّون لقدومه، ويسعدون لحلوله، ويستعدون له بكل ما يستعد به المضيف لمقابلة الضيف العزيز القادم بعد طول غياب، متلهفون لأن يعتق الرب - سبحانه - رقابهم من النار، ومتشوفون لنفحات الباري - جل جلاله - ليل نهار.

    وقسم آخر: يستثقلون هذا الشهر، ويستعظمون مشقته، فإذا نزل بهم فهو كالضيف الثقيل، يعدُّون ساعاته ولياليه، منتظرين رحيله بفارغ الصبر، يفرحون بكل يوم يمضي منه، حتى إذا قرب العيد فرحوا بدنو خروج هذا الشهر، وسعدوا بقرب انتهائه؛ لأنهم اعتادوا التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب والمناكح وغيرها، وعظم تقصيرهم في الطاعات، يعيشون الغفلة في رمضان وبعد رمضان، قومٌ إذا دخل عليهم رمضان أمضوا ساعاته في النوم، وقضوا ليله في السهر واللعب، واللهو والغفلة، والله المستعان.

    فقل لي: من أي صنف أنت؟ ومع أي قوم تحب أن تكون؟ تأمل ثم اختار لأنفسك.

    أيها الموفق:

    ما فتئ رمضان يعود علينا عاماً بعد عام، ونحن نخرج منه كما نلقاه، وقليل منّا من يكون بَعدَه على أحسن ممّا كان عليه قَبْلَه، أفلَم يأنِ لنا أن نعزم على اغتنام موسم قد لا ندركه فيما نستقبل من أعوام، ونكفّ عن التسويف والتأجيل وضياع الأوقات في القال والقيل؟.

    تيقَّن أن في استقبال شهر الصوم تجديد لطيف الذكريات، وعهود الطهر والصفاء، والعفة والنقاء، له في نفوس الصالحين بهجة، وفي قلوب المتعبدين فرحة، وحسبكم في فضائله أن أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

    كم في نفوسنا من شهوةٍ وهوى، وفي صدورنا دوافع غضبٍ وانتقام، وفي الحياة تقلب في السراء والضراء، وفي دروب العمر خطوب ومشاق، ولا يُدَافع ذلك كله إلا بالصبر والمصابرة، ولا يُتَحمّل العناء إلاّ بصدق المنهج وحسن المراقبة، وما الصوم إلا ترويض للغرائز، وضبط للنوازع.

    فجديرٌ بشهرٍ هذه بعض أسراره، وتلك بعض خصاله؛ أن يفرح به المتعبدون، ويتنافس في خيراته المتنافسون، فما أكرمَ اللهُ أمة بمثل ما أكرم به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    فاصرخ في وجه الكون، وقل: يا غيوم الغفلة عن القلوب تَقَشَّعي، ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي، ويا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا أرض الهوى لماءك ابلعي، ويا سماء النفوس أقلعي.

    يا هذا : ليت شعري ما بالك تدعى إلى الفلاح وأنت تحرص أن تكون خاسراً، وتدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابراً، ألا تدري أن ثمة أيام ثم تمدُّ موائد الإنعام للصُّوام، فما منكم إلا وسيدعى، فـ{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}2، ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب"3.

    ويا رب نناديك ونناجيك:
    إن الـملوك إذا شابت عبيدهم في رقـهم عتقــوهم عتق أبرار
    وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار


    نسأل الله - تبارك وتعالى - بمنِّه وكرمه أن يبلغنا رمضان, وأن يتقبل منا الصيام والقيام, وأن يعتق رقابنا من النيران, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    نفحات رمضانية 30279810



    Instagram @abadelight  Facebook abadelight Twitter abadelight
    إذاعة قف وناظر الحلقة الاولى المستشار احمد العمراوي 
    https://youtu.be/Svg-h3zWmPg
     #مجلة_قف_وناظر  #مجلة_لايت_نيوز_ستار  #مجلة_فاشن_سوبر_قف_وناظر  #مجلة_فن_اوروبا  #مجلة_قف_وناظر_الطبية
    #قف_وناظر #اكسبلور_فولو  #قف_وناظر_الطبية
    #كسبلور2020  #عمان #قف_وناظر #أزياء_سلطانة_التقليدية  #السعوديه #دبي #اكسبلور #اكسبلورر
    #اكسبلور_explore #الامارات #الحُب #سفيرة_رواد_الاعمال_مروة_البلوشية  #عبدالرحمن_بن_موسى 
    #اذواق_مختلفة #فرقة_لوجينيا_العمانية


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 6 نوفمبر - 4:19