تذوق الإسباني رافايل نادال المصنف الأول في العالم لقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب، آخر البطولات الأربع الكبرى، للمرة الأولى في مسيرته المظفرة بفوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثالثاً 6-4 و5-7 و6-4 و6-2 في المباراة النهائية على ملاعب فلاشينغ ميدوز في نيويورك أمس الاثنين.
وحقق نادال، لقبه الثالث على التوالي في بطولات الغراند سلام والتاسع في مسيرته، متخلصاً من عقدته في هذه البطولة حيث توقف مشواره في الدور نصف النهائي في العامين الماضيين عندما خسر أمام البريطاني اندي موراي والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، وأضاف لقب هذه البطولة إلى الألقاب الثمانية الأخرى في الغراند سلام وهي رولان غاروس (أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2010) وويمبلدون (2008 و2010) وأستراليا (2009).
وأصبح نادال سابع لاعب يحقق لقب الدورات الأربع الكبرى بعد السويسري روجيه فيدرر، الأميركيين أندري أغاسي ودون بادج، الأستراليين روي إيمرسون ورود ليفر، والإنكليزي فريد بيري الذين أحرزوا ألقاب دورات الولايات المتحدة، فرنسا، ويمبلدون وأستراليا.
كذلك حقق الإسباني لقبه السادس هذا الموسم والثاني والأربعين في مسيرته الرائعة التي تضم أيضاً لقبي كأس ديفيس مع منتخب بلاده عام 2004 وذهبية أولمبياد بكين عام 2008.
وقال نادال بعد فوزه: "إنه حلم لي أن أحرز لقب الدورات الأربع الكبرى كلها، لكن الحلم الأكبر أن أحرز لقب الولايات المتحدة. إنه شعور رائع لأنني عملت كثيراً في حياتي، في لحظات صعبة، لكنني لم أتخيل أبداً إحراز لقب الدورات الأربع".
وأضاف نادال الذي نال 1.7 مليون دولار أميركي: "هذا اللقب مميز للغاية لأنه كان الأخير المتبقي".
وكان النهائي تأجل من الأحد إلى الاثنين بسبب هطول الأمطار الغزيرة على ملاعب فلاشينغ ميدوز في نيويورك للعام الثالث على التوالي، ثم هطلت الأمطار مجدداً وأوقفت المباراة لمدة ساعة و48 دقيقة.
وتابع نادال: "لأول مرة في مسيرتي لعبت مباراة ممتازة في هذه الدورة. لعبت أفضل مباراة لي هنا في اللحظة الأهم وأنا سعيد للغاية لهذا الأمر".
وأصبح نادال أصغر لاعب (24 عاماً) يفوز بالبطولات الأربع الكبرى، ورابع لاعب يحرز ثلاثة ألقاب متتالية في الغراند سلام (في حقبة البطولات المفتوحة التي بدأت عام 1968) بعد السويسري روجيه فيدرر والأميركي بيت سامبراس والأسترالي رود ليفر.
أما ديوكوفيتش الذي سيرتقي إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي للاعبين، فعلق على أداء خصمه: "لديه كل الإمكانات ليصبح أفضل لاعب في التاريخ، يقدم حالياً أفضل مستوياته على الأراضي الصلبة. يملك طريقة لعب مختلفة لكل أرضية وأحرز جميع الألقاب. لقد أثبت أنه الأفضل في العالم".
وأنقذ ديوكوفيتش (23 عاماً)، الذي لقي خسارته الخامسة عشرة أمام نادال مقابل 7 انتصارات، 20 كرة من أصل 26 حاول فيها نادال كسر إرساله، لكنه لم يتمكن من الصمود في نهاية المطاف.
وبعد اسبوعين مرهقين، يتعين على ديوكوفيتش العودة سريعاً إلى الملاعب لقيادة منتخب صربيا ابتداء من يوم الجمعة المقبل لخوض نصف نهائي كأس ديفيس أمام جمهورية تشيكيا.
وأضاف ديوكوفيتش: "لا يمكن أن أخفي خيبة أملي. لن أبكي أو أتذمر... كنت قريباً من الخروج في الدور الأول أمام ترويتسكي (الصربي فيكتور)... بالطبع أشعر بالسوء لخسارتي، أردت اللقب وقدمت كل ما عندي لأحرزه. لكن كي تهزم نادال عليك أن تكون في أفضل أيامك".
وهو الفوز التاسع لنادال في نهائي الدورات الكبرى مقابل خسارتين فقط، كانتا أمام فيدرر في ويمبلدون عامي 2006 و2007.
وبعد استئناف المباراة بسبب الأمطار، كسر ديوكوفيتش إرسال خصمه وأحرز المجموعة الثانية وهي الوحيدة التي خسرها الاسباني في الدورة بأكملها. لكن نادال ضرب بقوة في الثالثة وكسر إرسال خصمه باكراً فتقدم 2-1، وانطلق ليحرز المجموعة ثم الحاسمة ليتوج بلقبه المرموق بعد 3 ساعات و43 دقيقة.
وهو اللقب الأول للاعب إسباني في الولايات المتحدة منذ مانويل أورانتيس عام 1975، علماً بأن الإسباني الآخر الذي أحرز اللقب كان مانويل سانتانا عام 1965، وهو الأول للاعب أعسر منذ الأميركي جون ماكنرو عام 1984.