خسر الهلال السعودي بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام مضيفه الغرافة القطري فتأهل إلى الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، اليوم الأربعاء في المباراة التي أقيمت في الدوحة ضمن إياب الدور ربع النهائي من المسابقة واحتضنها استاد ثاني بن جاسم.
افتتح فريق الغرافة التسجيل في الدقيقة الثانية عن طريق ميرغني الزين وأضاف يونس محمود الهدف الثاني في الدقيقة 38، وفي الدقيقة 41 تمكن عثمان العساس من إحراز الهدف الثالث لأصحاب الأرض، وعاد يونس محمود وأضاف الهدف الثاني له والرابع لفريقه في الدقيقة 101.
وفي الدقيقة 117 عاد الهلال من بعيد بعد أن سجل مهاجمه ياسر القحطاني الهدف الأول، ثم قضى عيسى المحياني تماماً على آمال الغرافة عقب تسجيله الهدف الثاني في الدقيقة 118.
الشوط الأول
بدأ الغرافة الملقب بالفهود اللقاء مهاجماً بكل قوته بحثاً عن إحراز هدف سريع يضيق به الفارق ويعيد الأمل إليه مرة أخرى وبالفعل لم تنتظر الجماهير القطرية كثيراً ففي الدقيقة الثانية مر كليمرسون بمهارة من مدافعي الهلال وأهدى تمريرة بينية رائعة إلى ميرغني الزين الذي سددها مباشرة في الشباك محرزاً الهدف الأول.
وانفجرت المدرجات تشجيعاً بعد هذه البداية الرائعة لأصحاب الأرض وازداد إصرار الفهود على مواصلة الهجوم أملاً في إحراز هدف آخر يقربهم أكثر من تحقيق المفاجأة وتضييق الفارق خاصة أن لاعبي الهلال كانوا بعيدين تماماً عن المستوى الرائع الذي ظهروا عليه في مباراة الذهاب.
وفي الدقيقة الخامسة مرر المتألق كليمرسون الكرة إلى يونس محمود الذي سددها قوية إلا أن حارس الهلال حسن العتيبي تصدى لها ببراعة، وكان أول ظهور حقيقي للاعبي الهلال في الدقيقة 12 عندما اخترق السويدي ويلهامسون من الجانب الأيمن ورفع كرة متقنة داخل منطقة الجزاء انبرى لها الشلهوب وسددها مباشرة ذهبت إلى جوار القائم الأيمن لحارس الغرافة عبد العزيز علي.
ورد الغرافة سريعاً في الدقيقة 15 عن طريق يونس محمود الذي سدد كرة ضعيفة أمسكها بسهولة حسن العتيبي، وبدا أن العتيبي هو الذي يلاعب الغرافة وليس الهلال ففي الدقيقة 32 توغل حسن بلال من الجهة اليمنى ورفع كرة متقنة كادت أن تصل إلى يونس محمود إلا أن العتيبي خرج في توقيت مناسب وأمسك بالكرة.
وكاد الهلال أن يقتل المباراة ويسجل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة نفذت من الجهة اليمنى ووصلت إلى ياسر القحطاني الذي تباطأ في تسجيلها فخرج عبد العزيز علي وأمسك بالكرة على مرتين بعد أن انخلعت لها قلوب جماهير أصحاب الأرض في الدقيقة 34.
وتمكن يونس محمود من العودة بالغارفة إلى المنافسة مرة أخرى بهدف أحرزه في الدقيقة 38 عن طريق ركلة ركنية مرت من دفاع الهلال المرتبك تماماً فوصلت إلى محمود الذي لم يتوان عن تسديدها برأسه في الشباك، فارتفعت حرارة اللقاء وازداد إصرار أصحاب الأرض على تحقيق المستحيل وتعويض فارق الثلاثة أهداف.
وبالفعل في الدقيقة 41 احتسب حكم اللقاء السنغافوري عبد الملك عبد البشير ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الهلال انبرى لها المغربي عثمان العساس وسددها قوية في الشباك محرزاً الهدف الثالث، وسط ذهول وعدم تصديق الجماهير السعودية التي لم تتوقع أن يتم تقليص فارق الثلاثة أهداف بهذه السرعة والسهولة ولكن إحقاقاً للحق فقد فاق تصميم وإصرار لاعبي الغرافة كل التوقعات.
الشوط الثاني
وانطلق الشوط الثاني تماماً كسابقه حيث واصل لاعبو الغرافة ضغطهم على مرمى الفريق السعودي أملاً في استغلال ارتباك دفاع الهلال وتسجيل الهدف الرابع وفي الدقيقة 52 كاد يونس محمود أن يعمق جراح الضيوف عندما ارتقى لعرضية كليمرسون وسدد الكرة رائعة برأسه إلا أن العتيبي تألق من جديد وأنقذ مرماه من هدف محقق.
وتواصلت هجمات الفهود وفي الدقيقة 57 أطلق أنس مبارك تسديدة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء الهلالية ذهبت فوق العارضة، وكان الظهور الأول من جانب الهلال في الدقيقة 62 عن طريق أسامه هوساوي الذي سدد كرة برأسه ذهبت فوق العارضة.
وارتفعت حرارة اللقاء ورويداً رويداً بدأ الهلال يتماسك وينظم صفوفه ونشط لاعب الوسط البرازيلي نيفيز وأطلق تسديدة أرضية زاحفة أمسكها بثبات الحارس عبد العزيز علي في الدقيقة 65.
وكان الجميع على موعد مع أخطر فرص الهلال على الإطلاق في الدقيقة 72 عندما تهيأت الكرة إلى الغنام الذي سددها قوية في المرمى الخالي من حارسه فطار لها أنس مبارك بفدائية وأبعد الكرة برأسه إلى ركلة ركنية سعودية.
ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى أضاع المهاجم ياسر القحطاني أخطر وأغرب فرص المباراة على الإطلاق بعد أن تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء بعد خروج خاطئ من حارس الغرافة فسددها بغرابة شديدة خارج الملعب رغم أن المرمى كان مشرعاً أمامه على مصراعيه.
وانخفض أداء لاعبو الغرافة كثيراً مع نهاية الشوط الثاني في الوقت الذي كثف فيه لاعبو الهلال من ضغطهم على المرمى وكاد القحطاني أن يسجل هدف فريقه الأول عندما انقض على كرة عرضية أرضية فسددها مباشرة في المرمى إلا أنها ذهبت في الشباك الخارجية للمرمى فضاعت فرصة أخرى مؤكدة على الضيوف في الدقيقة 78.
وانكمش لاعبو الغرافة بعد ذلك أملاً في الوصول إلى الوقت الإضافي وتعددت هجمات الهلال على مرمى عبد العزيز علي إلا أن استبسال أصحاب الأرض حال دون اهتزاز شباكهم وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع تهيأت الكرة لأنس مبارك لاعب وسط الفهود فبدلاً من تمريرها إلى يونس محمود الخالي تماماً من الرقابة سدد كرة قوية أمسكها بثبات العتيبي، وأطلق حكم اللقاء صافرته عقب ذلك معلناً انتهاء الوقت الأصلي بفوز الغرافة بثلاثية نظيفة ليتعادل الفريقان في مجموع اللقاءين (3-3) فتم اللجوء إلى شوطين إضافيين.
الشوط الإضافي الأول
واستمر انكماش لاعبي الغرافة مع انطلاق الشوط الإضافي الأول خوفاً من انتفاضة مفاجئة للهلال الجريح، ووسط الهجمات المتتالية من الضيوف تهيأت الكرة إلى يونس محمود في هجمة مرتدة فانطلق المهاجم العراقي بسرعته المعهودة وتوغل داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية إلا أنها ذهبت بغرابة إلى خارج الملعب.
وفجأة يتوقف اللعب بعد أن أصيب الحكم السنغافوري عبد الملك بشد عضلي فخرج مضطراً ليتم استبداله بالحكم الرابع للقاء الأردني محمد موسى خلف.
وكان نزول خلف فألاً حسناً على لاعبي الغرافة ففي الدقيقة 101 انطلق البديل فهيد الشمري بكرة رائعة منن الجانب الأيمن بعد أن تخطى بمهارة مدافع الهلال ثم رفع كرة عرضية متقنة لنجم العراق يونس محمود الذي وضعها برأسه في الشباك محرزاً أحد أغلى أهدافه مع الغرافة.
وانهار تماماً دفاع الهلال وازدادت المساحات الشاسعة فيه وصال وجال يونس محمود بحرية كاملة وبدون أي رقابة دفاعية، وفي الدقيقة 105 كاد يونس أن يضيف ثالث أهدافه في اللقاء من انفراد صريح إلا أن حسن العتيبي أخرج الكرة بصعوبة وحرم الفهود من الهدف الخامس.
الشوط الإضافي الثاني
وافتتح الهلاليون الشوط الإضافي الثاني بإضاعة فرصة محققة كادت أن تقلب المباراة رأساً على عقب، فقد تخطت الكرة العرضية كل مدافعي الغرافة ووصلت إلى ياسر القحطاني إلى أنه أخطأها فمرت منه إلى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 110 حصل الهلال على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء انبرى لها الشلهوب ولكنه سددها فوق العارضة.
واعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة السريعة استغلالاً للانطلاقات السريعة من جانب الثنائي يونس وكليمرسون، ومن إحدى هذه الكرات انفرد المهاجم العراقي تماماً بالمرمى وسدد كرة ذهبت إلى خارج الملعب بجوار القائم الأيمن للحارس العتيبي.
ووسط الهجمات السعودية المتكررة على المرمى تمكن ياسر القحطاني بخبرته المعهودة من إحراز هدف الإنقاذ للهلال في الدقيقة 117، وأصاب الهدف القاتل لاعبي الغرافة باليأس خاصة أنه يعتبر هدف التأهل للهلال، واندفع لاعبو الغرافة للهجوم واستغل الضيوف هذا الاندفاع وغياب الرقابة الدفاعية فأحرز عيسى المحياني الهدف الرابع في الدقيقة 118.
لتنتهي المباراة المجنونة بفوز الغرافة وتأهل الهلال إلى نصف النهائي، وسط اعتراضات كثيرة من لاعبي الغرافة ومدربهم كايو جونيور خاصة بعد عدم احتساب حكم اللقاء البديل لركلة جزاء صحيحة لصالح يونس محمود في منتصف الشوط الإضافي الثاني كانت كفيلة بحسم تأهل أصحاب الأرض إلى الدور القادم.