يستضيف فريق الشباب السعودي نظيره سيونغنام تشونما الكوري الجنوبي اليوم الثلاثاء في ذهاب الدور نصف النهائي من النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم في المباراة التي ستقام على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض.
والمواجهة هي الأولى من نوعها بين الفريقين علماً بأنها المرة الأولى للشباب التي يتأهل فيها إلى هذا الدور خلال مشاركاته المتعاقبة في دوري أبطال آسيا بينما سيكون ثالث ظهور لسيونغنام في نصف النهائي، إذ أنه تأهل إلى قبل النهائي في بطولة عام 2004 التي صعد خلالها إلى المباراة النهائية قبل أن تتحطم طموحاته على صخرة الاتحاد عميد الفرق السعودية ، أما المرة الثانية للفريق الكوري فكانت عام 2007 عندما خرج أمام أوراوا ريد دايموندز الياباني الفائز بلقب البطولة بعد ذلك.
وبالتأكيد فإن الشباب يطمح إلى استكمال مسيرته الناجحة والضرب بقوة في هذا اللقاء لتسهيل مهمته في لقاء العودة الذي سيقام يوم الثلاثاء التاسع عشر من تشرين الأول - أكتوبر الحالي في مدينة سيونغنام الكورية.
والمباراة بصورة عامة ستكون مواجهة قوية بين الفريقين واصطدام قوي بين قوتين يجعل التوقع بالنتيجة والفريق الفائز أمراً صعباً خاصة بعد مسيرة التألق التي خاضها الفريقان في المسابقة حتى الآن، فالشباب ورغم مسيرته الرائعة في البطولة والتي بدأها بتصدر المجموعة الثالثة في دور المجموعات برصيد عشر نقاط ثم تخطيه عقبتي دوري ال16 وربع النهائي إلا أنه لم ينجح في تحقيق نتائج كبيرة على أرضه أو أن يفوز بفارق أهداف كبير حتى الآن بل أنه تعادل في مباراة وتلقى الهزيمة في الرياض في مواجهة أخرى، وعلى الجانب الآخر بدا سيونغنام متمرساً على مواجهة الفرق القوية خارج ملعبه وتمكن من تحقيق أكثر من فوز خارج الديار في الأدوار المختلفة التي خاضها خلال مسيرته في المسابقة وهذا ما يتضح بالتفصيل فيما يلي.
مسيرة الشباب
بدأ الشباب مسيرته في البطولة بالتعادل على أرضه أمام سباهان أصفهان بهدف لهدف في افتتاح مبارياته ضمن المجموعة الثالثة، ثم صحح أوضاعه بالفوز على بختاكور الأوزباكستاني في المرحلة الثانية بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يعود ويسقط خارج ملعبه أمام العين الإماراتي (1-2)، وسريعاً ما استعاد الشباب توازنه بالفوز في الرياض على العين في المرحلة الرابعة ولكن بشق الأنفس وبثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وعاد وخسر الشباب خارج ملعبه أمام سبهان أصفهان بهدف دون رد قبل أن يحسم تأهله وصدارته للمجموعة الثالثة بفوزه على بختاكور بصعوبة بالغة بهدفين مقابل هدف واحد في الرياض في مباراة ظل فيها الشباب متعادلاً حتى الدقيقة 87.
وفي الدور ثمن النهائي استفاد الشباب من أفضلية صدارته للمجموعة الثالثة وواجه فريق استقلال طهران الإيراني على ملعبه في الرياض، ولكن ورغم فوز الشباب بثلاثة أهداف مقابل هدفين إلا أن الفوز جاء صعباً وعسيراً أيضاً إذ يكفي أن نعلم أن الفريق السعودي أنهى الشوط الأول خاسراً (1-2) قبل أن يعود ويصحح أوضاعه ويسجل هدفين في الشوط الثاني.
وفي ربع النهائي تألق الفريق السعودي الملقب بالليث الأبيض خارج ملعبه وحقق فوزاً كبيراً على جينبوك هايونداي الكوري الجنوبي بهدفين دون رد قبل أن يعود ويواصل نتائجه المتواضعة في الرياض ويخسر بهدف يتيم.
وبلغة الأرقام فمشاركة الشباب جاءت على النحو التالي :-• خاض الشباب في المسابقة تسع مباريات حتى الآن.
• تعادل الليث الأبيض في مباراة وخسر ثلاث مباريات بينما حقق الفوز في خمس مواجهات.
• سجل الشباب في مواجهاته الآسيوية حتى الآن 15 هدف بمتوسط 1.6 في المباراة الواحدة.
• دخل مرمى الشباب 11 هدفاً حتى الآن في المسابقة الآسيوية بمتوسط 1.2 في المباراة.
• هداف الفريق هو الأنغولي أمادو فلافيو برصيد خمسة أهداف وهو يحتل حالياً المركز الثاني على لائحة ترتيب هدافي دوري أبطال آسيا في موسمها الحالي.
وقد توقفت أهداف فلافيو عند هذا الرقم بسبب غيابه عن المشاركة بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة الشباب والاستقلال الإيراني في ثمن نهائي البطولة، وهي الإصابة التي أجرى على أثرها اللاعب جراحة في البرتغال يوم 25 أيار - مايو الماضي، وبالتأكيد فإن غياب الدولي الأنغولي وهداف الأهلي المصري السابق، تشكل خسارة كبيرة وضربة قوية لهجوم الليث الأبيض.
مسيرة سيونغنام
على النقيض تماماً جاءت مسيرة سيونغنام الكوري الجنوبي بالغة القوة خاصة على ملعبه بينما فاز في لقاءين خارج ملعبه وخسر لقاءين آخرين.
فقد افتتح سينوغنام مشواره في البطولة بالفوز على ضيفه كواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد في المرحلة الأولى من المجموعة الخامسة، ثم حقق الفوز الثاني على التوالي بتغلبه على مضيفه ملبورن الاسترالي بهدفين دون رد، وحصد بطل كوريا الجنوبية النقطة التاسعة بعد فوزه على ضيفه غوان بكين بثلاثة أهداف مقابل هدف فضمن الفريق التأهل مبكراً إلى ثمن النهائي.
واستمرت المسيرة الناجحة لسيونغنام عندما كرر فوزه على غوان بكين ولكن هذه المرة في الصين بهدف دون رد، ولكن عاد سيونغنام وخسر خارج ملعبه أمام كواساكي (0-3) إلا أنه صحح أوضاعه سريعاً بالفوز على ضيفه ملبورن في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وتصدر الفريق الكوري الجنوبي المجموعة الخامسة برصيد 15 نقطة فاستضاف غامبا أوساكا حامل لقب نسخة عام 2008 ولكن لم يكن الفريق الياباني في قوته وحالته السابقة فسقط بثلاثية نظيفة، ليتأهل سيونغنام إلى ربع النهائي فواجه مواطنه سوون سامسونغ وسيطر سيونغنام على لقاء الذهاب تماماً والذي أقيم على ملعبه محققاً الفوز فيه بأربعة أهداف مقابل هدف، ويبدو أن النتيجة الكبيرة أدت إلى استرخاء لاعبي سيونغنام فخسروا بغرابة خارج ملعبهم (0-2).
وبصورة عامة فإن سيونغنام يعد أحد أقوى الفرق المشاركة في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا وحقق نتائج كبيرة سواءً خارج ملعبه أو على أرضه، إلا أننا لا يمكن أن نغفل خسارته لمباراتين خارج قواعده بنتائج كبيرة (0-3) و (0-2).
وبوجه عام فإن مشاركة سيونغنام نتج عنها الإحصاءات التالية :-• خاض سيونغنام تسع مباريات في البطولة فاز في سبع وخسر مباراتين.
• سجل لاعبو سيونغنام 18 هدفاً في البطولة بمتوسط هدفين في المباراة الواحدة.
• دخل مرمى الفريق الكوري 9 أهداف بمتوسط بلغ هدفاً واحداً في المباراة.
• هداف الفريق في البطولة هو لاعب الوسط الكولومبي ماوريثيو مولينا برصيد خمسة أهداف.
تاريخ الشباب في البطولة
بدأ الشباب مشاركته في بطولة دوري أبطال آسيا في صورتها الجديدة منذ عام 2005، وفي مشاركته الأولى خرج الليث الأبيض من الدور الأول بعد أن حل ثالثاً في المجموعة الثانية، وفي بطولة 2006 تأهل الشباب إلى ربع النهائي بعد أن تصدر المجموعة الرابعة برصيد 13 نقطة متفوقاً في النتائج المباشرة على السد القطري الذي تساوى معه في نفس الرصيد من النقاط، وواجه الشباب بعد ذلك أولسان هيونداي وسقط الشباب خارج ملعبه (0-6) وهي أقسى خسارة لليث الأبيض في دوري أبطال آسيا حتى الآن.
وفي لقاء العودة خسر الشباب مجدداً (0-1) في الرياض فودع البطولة.
وفي نسخة عام 2007 ودّع الشباب البطولة من دور المجموعات بعد أن حل ثانياً برصيد عشر نقاط خلف سبهان الإيراني وكان النظام وقتها يقضي بتأهل أبطال المجموعات فقط إلى ربع النهائي.
وفي بطولة عام 2008 لم يشارك الشباب ولكنه اشترك في نسخة عام 2009 التي وصل فيها إلى ثمن النهائي عندما حصل على المركز الثاني في المجموعة الثانية إلا أنه خسر أمام مواطنه الاتحاد (1-2) في جدة فاستكمل الاتحاد المسيرة حتى المباراة النهائية التي خسرها بغرابة أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي (1-2).
مشاركات سيونغنام الآسيوية
يمتلكك سيونغنام خبرة واسعة وإنجازات كبيرة على صعيد المسابقة، منذ أن كانت المسابقة تقام تحت مسمى كأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري وحتى بعد أن تحولت إلى النظام الحالي الذي تلعب به حالياً.
ففي بطولة عام 1995 خرج سيونغنام من الدور نصف النهائي بعد خسارته أمام العربي القطري (0-2)، وحصل الفريق الكوري على لقب البطولة عام 1996 بعد فوزه على النصر في الرياض (1-0).
ووصل سيونغنام أيضاَ إلى المباراة النهائية من المسابقة ولكنه خسر اللقب بعد خسارته من مواطنه بوهانغ ستيلرز (1-2)، وبعد تحول البطولة إلى دوري أبطال آسيا في نسختها الأولى عام 2003 خرج سيونغنام من الدور الأول بحلوله ثانياً في المجموعة الثانية ضمن دور المجموعات.
وحصل سيونغنام على المركز الثاني في عام 2004 عندما خسر من الاتحاد السعودي (0-5) في لقاء العودة بعدما كان فائزاً على العميد السعودي في جدة (1-3).
ويمتلك سيونغنام في هذه البطولة رقماً من الصعب أن يتكرر على صعيد مسابقات الاتحاد الآسيوي أو على صعيد مسابقات كرة القدم العالمية بشكل عام عندما فاز على ضيفه بيرسك الإندونيسي (15-0) في دور المجموعات.
وكان آخر إنجاز لسيونغنام على صعيد دوري الأبطال الآسيوي عندما تأهل إلى نصف النهائي في نسخة 2007 ولكنه عاد وخسر أمام أوراوا بركلات الترجيح (4-5)، بعد تعادل الفريقين في لقاء الذهاب والعودة بنتيجة واحدة (2-2).