تقدمت صربيا باعتذار رسمي إلى إيطاليا بسبب أحداث الشغب التي قامت بها الجماهير الصربية في المباراة أمام إيطاليا التي جرت أمس الثلاثاء في جنوى ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2012، حسبما أكد فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إن نظيره الصربي فوك يرميتش أكد له مجدداً في مكالمة هاتفية أن "السلطات في بلغراد ستكثف البحث عن هؤلاء المسؤولين واعتقال المجرمين الذي سيتلقون عقاباً صارماً".
وتم تأجيل المباراة التي جمعت بين إيطاليا وصربيا في البداية قبل أن يتم تعليقها بعد إلقاء مجموعة من مثيري الشغب (هوليغانز) من جانب الجماهير الصربية ألعابا نارية على أرض الملعب واقتحام الحاجز الموجود في ملعب لويجي فيراريس.
واشتبك رجال الشرطة بعد ذلك مع مثيري الشغب داخل وحول الملعب وتم اعتقال نحو 50 شخصاً.
ومع ذلك، انتقد وزير الداخلية الصربي ايفيكا داسيتش شرطة جنوى الإيطالية على خلفية تعاملها مع مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم الذين تسببوا في تأجيل المباراة.
وقال الوزير الصربي للصحفيين: "كان من الممكن أن يكون تدخل الشرطة الإيطالية أفضل من ذلك بكثير، كان ينبغي عليها ألا تسمح للجماهير بدخول الملعب وهم يحملون تلك الأشياء"، مشيراً إلى أن ذلك "لم يكن ليحدث في بلغراد".
وأضاف: "نحن من بادرنا بإرسال معلومات حول عدد المشجعين والطرق التي سيسلكونها إليهم"، لافتاً إلى أن الإيطاليين لم يكونوا مستعدين للمباراة، مما سمح لـ"عدد قليل" من المشاغبين بإيقافها.
كان داسيتش عرض الثلاثاء "المساعدة الكاملة" للشرطة الإيطالية التي تحقق مع مثيري الشغب.
وذكر الوزير الصربي أنه من المقرر التحقيق في هجوم المشاغبين الصرب على حارس منتخب بلاده فلاديمير ستويكوفيتش.
وقال سلوبودان هومين، وزير العدل الصربي، إن موجة العنف التي تسبب فيها المشجعون المشاغبون مؤخراً جاءت لتعرقل اندماج صربيا في المجتمع الأوروبي.
وأوضح هومين في مقابلة تلفزيونية "أراد شخص ما بالتأكيد أن يوحي بأن صربيا ليست مستعدة وليست بالنضج الكافي للاندماج في أوروبا".
وهاجم المشجعون في البداية حارس المرمى الصربي فلاديمير ستويكوفيتش ثم اشتعل العنف في المدرجات حتى قرر الحكم إيقاف المباراة، ثم إلغائها بعد سبع دقائق فقط من بدايتها.
ربط هومين بين شغب المشجعين في جنوى والعنف الصربي الذي اندلع قبل يومين في شوارع العاصمة بلغراد عندما اشتبكت جماعات من المتشددين، معظمهم من منظمات مشجعي كرة القدم، مع رجال الشرطة.
وأشار هومين إلى أن هؤلاء الهوليغانز ينتمون لجماعات منظمة تتلقى مساعدات مالية، وأوضح "ليست أحزاب المعارضة متورطة بشكل مباشر، ولكنها تستغل الموقف".
وأوضح هومين أن الحكومة الصربية الحالية لديها الرغبة السياسية، أكثر من أي حكومة سابقة، لصد الجماعات المتشددة ومنها المشجعون المتعصبون والمشاغبون.
وأمر ممثلو الادعاء في العاصمة بلغراد في الساعات الأولى من صباح الأربعاء باحتجاز أكثر من 60 فرداً يشتبه في تورطهم في أعمال العنف التي شهدتها بلغراد الأحد الماضي، لمدة 30 يوماً، في حين تم اعتقال أكثر من 50 مشجعاً في جنوى الثلاثاء.
وكانت وزيرة الرياضة الصربية سنيزانا ماركوفيتش¬ ساماردزيتش أدانت في وقت متأخر مساء الثلاثاء أعمال الشغب الجماهيري في جنوى.
وقالت ساماردزيتش في بيان: "تسببت مجموعة من الأشخاص الذين أعلنوا أنهم مشجعون صرب في إحراج صربيا كلها وليس لأنفسهم فحسب. ستجوب مشاهد العنف التي وقعت في جنوى العالم كله مما سيمثل خزياً كبيراً وصفعة قوية لسمعة الرياضة الصربية التي بنيت بالجهد والمثابرة".
وأكدت ساماردزيتش أن "الدولة يجب أن تقضي بشكل حاسم على مرتكبي مثل هذه الأشياء، وأن تنهي العنف في الملاعب الرياضية".