سيكون إنتر ميلان الإيطالي، حامل اللقب، على موعد مع ملحمة كروية مسرحها أرض ملعب "جيوزيبي مياتزا" حيث يحلّ توتنهام هوتسبرز الإنكليزي ضيفاً ثقيلاً في الوقت الذي تبدو فيه طريق الشباك معبّدة أمام برشلونة حين يشرِّع أبواب "كامب نو" أمام ضيفه كوبنهاغن الدنمركي الأربعاء ضمن ثالث جولات مسابقة دوري أبطال أوروبا في مرحلتها الأولى.
يبدو الفوز حاجة ماسة لإنتر لقطع شوط كبير نحو المرحلة الثانية من البطولة خصوصاً أنه سيخوض اثنتين من مبارياته الثلاث المتبقية خارج قواعده، كما أن ضيفه هو منافسه الأوّل في المجموعة الأولى، إذ يملك كل من الطرفين أربع نقاط.
أما برشلونة وبالرغم من أنّه يتخلّف بنقطتين أمام كوبنهاغن الدنمركي صاحب العلامة الكاملة حتى الآن في المجموعة الرابعة، فينظر إلى النقاط الثلاث بنظرة الواثق قياساً للعروض التي أظهرتها الفرق المنافسة للكاتالونيين والتي بدت متواضعة ودفاعية.
وفي باقي مباريات أمسية الأربعاء سيكون ليون الفرنسي أكثر المستفيدين إن تمكّن من هزم ضيفه بنفيكا البرتغالي ضمن منافسات المجموعة الثانية فيما يحتاج الأخير للتعادل على أقل تقدير وإلا سيدخل نفسه في مأزق جدّي.
أما في المجموعة الثالثة فتعدّ جماهير مانشستر يونايتد الإنكليزي العدة للاحتفال بفوز منتظر أمام بورصاسبور التركي أضعف فرق المجموعة، في الوقت الذي يرفع فيه فريقا رينجرز الاسكتلندي وفالنسيا الإسباني شعار "الإلغاء" حين تدور الكرة على بساط الـ"ايبروكس".
المجموعة الأولى
يتصدّر إنتر ميلان المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط متقدماً توتنهام بفارق الأهداف فيما يحتل توينتي الهولندي وفيردر بريمن الألماني المركزين الثالث والرابع توالياً مع نقطة واحدة برصيد كل منهما.
وكان إنتر تعادل على أرض تونتي 2-2 وفاز على بريمن الألماني 4-صفر، في حين تعادل توتنهام مع بريمن 2-2 قبل أن يسحق تونتي 4-1.
إنتر-تونتهام
رغم أنّ العراقة وسجّل الألقاب يصبّان مع إنتر ميلان إلا أنّ مواجهته مع توتنهام تبدو صعبة نظراً لارتفاع مستوى الأخير وتراجع السطوة الكروية التي أظهرها الأوّل العام الفائت مع تبدّل أسلوبه التكتيكي من صرامة جوزيه مورينيو إلى حريّة وجماليّة رافاييل بينيتيز.
يعوّل إنتر ميلان في هذه المباراة كثيراً على الباع الطويل لمدربه الإسباني بينيتيز في الملاعب الإنكليزية حيث قاد ليفربول ستة أعوام وهو يعرف جيداً مناورات مدرب توتنهام هاري ريدناب المدرك بدوره لأساليب نظيره الإسباني الذي يتوقع لقاءاً صعباً.
وقال المدرب الاسباني: "أتوقع مباراة صعبة أمام فريق يتمتع بقوة ذهنية، يضغط في أعلى الملعب ومميز في الهجمات المرتدة".
ويقف تاريخ لقاءات إنتر على أرضه مع الفرق الإنكليزية إلى جانبه إذ أنّ سجِّل المقابلات في الـ"مياتزا" يشير إلى أن الـ"نيراتزوري" فاز سبع مرات وتعادل مرتين وخسر ثلاثاً، وهو يتطلّع بشغف لتكملة ريادة الموسم الماضي حين أخضع إنكلترا كروياً من خلال تشلسي بتفوّقه ذهاباً وإياباً في الدور الثاني.
ورغم تقدّم لاعبي خط دفاع الفريق الإيطالي بالسنّ الكروي، إلا أن بينيتيز يثقُ بيقظة وحنكة وخبرة البرازيلي لوسيو والأرجنتيني والتر سامويل ولاعبي الوسط الدفاعي الأرجنتيني الآخر زانيتي والصربي ستانكوفيتش، إلى جانب الظهيرين البرازيلي مايكون والروماني تشيفو، وهي الكوكبة التي لم تهزم إلا ثلاث مرات في الدوري المحلي بعد مضي سبع مراحل.
ومع الاطمئنان لخط الظهر، يستطيع المدرب الإسباني الاعتماد هجوماً على أسده الكاميروني صامويل إيتو الذي يعيش أفضل حالاته معوضاً غياب الأرجنتيني دييغو ميليتو، وهو متألق تهديفياً على كافة الجبهات مع 12 هدفاً في 11 مباراة حتى الآن منها 4 في أوروبا، إلى جانب مساندة المكوك وصانع الألعاب الهولندي ويسلي سنايدر الذي بدوره يصعب إيقافه والموهبة البرازيلية الصاعدة فيليبي كوتينيو الذي فرض نفسه بقوّة.
إلى جانب غياب ميليتو سيفتقد إنتر في هذه المباراة جهود مواطنه ستيبان كامبياسو فيما يحوم الشك حول مشاركة البرازيلي الآخر تياغو موتا والفرنسي جوناثان بيابياني الذي أصيب في اللقاء أمام كالياري السبت في الدوري المحلي.
من جهته ورغم افتقار توتنهام للخبرة اللازمة في المسابقة الأم، إذ تعود آخر ظهوراته فيها لموسم 1961-1962، إلا أن كتيبته لا تقلّ شأناً عن محترفي إنتر، وهي تجلي محلياً في الدوري محتلة المركز الخامس بالترتيب بفارق خمس نقاط عن المتصدر تشلسي بعد مضي ثماني مراحل.
وسيفتقد توتنهام لموهبته الأولى وصانع ألعابه الهولندي رافاييل فان دير فارت بداعي الإيقاف وقائده ليدلي كينغ الذي خرج مصاباً بتمزق في الفخذ أمام فولهام في الدوري وهدافه الأول جيرمان ديفوي لإصابة في الكاحل وهو يتكّل في المقدمة على العملاق بيتر كرواتش والروسي رومان بافليوتشنكو الذي يثبت فعالية تهديفية كلما أشركه ريدناب كما يستفيد كثيراً من الموهبة الويلزية الصاعدة الجناح الأيسر غاريث بايل.
بالإضافة إلى الثنائي الهجومي المذكور يملك ريدناب حلاً آخراً يتمثّل بالايرلندي روبي كين الذي سبق له أن خاض تجربة غير موفقة مع إنتر موسم 2000-2001، فيما يعتمد في الوسط على الثنائي الموهوب ارون لينون والكرواتي لوكا مودريتش، كما يتميز خط دفاعه بالصلابة بقيادة الفرنسي المخضرم وليام غالاس والكاميروني باسونغ، علماً أنه ينتظر دور كبير للدفاع الإنكليزي مع توقع مباراة مغلقة من توتنهام.
ورغم إمكانيات توتنهام إلا أنّ مدربه ريدناب كان حذراً واعتبر أن هدفه تجنّب الخسارة ولم يتوقع مباراة مفتوحة وأضاف: "يجب أن تكون حساساً عندما تواجه الفرق الكبيرة. دعونا لا نمزح، إذا عدنا بنقطة سنكون سعداء".
تونتي انشكيده-فيردر بريمن
يدخل الفريقان المباراة ساعيين للملمة جراح نتائجهما الضعيفة في الجولتين الأوليين من المسابقة والتي منحت كل منهما نقطة واحدة يعولان عليها للعودة للمنافسة من جديد.
وسيكون كلا الفريقين متعطشاً للفوز وحده كون التعادل سيكون بمثابة الخسارة وعليه من المنتظر أن يكون اللقاء واعداً رغم تراجع ترتيب الفريقين في المجموعة.
ولن تكون مهمة فيردر بريمن سهلة على الورق إذ على البيروفي كلاوديو بيتزارو والبرتغالي هيوغو الميدا أن يظهرا أفضل إمكاناتهما لإخضاع واحداً من أصلب خطوط الدفاع في الدوري الهولندي.