تتجه الأنظار الى المواجهة الساخنة بين الكويت حاملة الرقم القياسي بتسعة القاب والعراق بطل اسيا الخميس على ملعب 22 مايو في نصف نهائي دورة كأس الخليج العشرين لكرة القدم في اليمن.
ويحتضن الملعب ذاته مواجهة من نوع خاص بين منتخبي السعودية والامارات اللذين بلغا نصف النهائي رغم غياب عدد كبير من لاعبيهما الاساسيين.
القمة التقليدية بين "الازرق" و"اسود الرافدين" تعود بالذكريات الى اواخر السبعينات والثمانينات، فبعد ان سيطرت الكويت سيطرة تامة على البطولة في الدورات الاربع الاولى بين عامي 1970 و1976، رفع انضمام العراق الى بطولات الخليج سقف التحدي فأخذ يتبادل الادوار مع الكويت في عزف ثنائي استمر حتى 1990.
كسر العراق احتكار الكويت للقب بفوزه بالكأس في النسخة الخامسة عام 1979 على ارضه، ردت الكويت في السادسة عام 1982 في الامارات (انسحب العراق)، تكرر المشهد مرتين، العراق يتوج في النسخة السابعة في عمان عام 1984 والكويت تسترد الكأس في الدورة الثامنة في البحرين عام 1986، يعود العراق للتربع على العرش الخليجي عام 1988 في السعودية، والكويت كانت حاضرة بقوة على ارضها للقب السابع في تاريخها في النسخة العاشرة عام 1990 (انسحب العراق احتجاجا على التحكيم).
الدورة العاشرة كانت الاخيرة للعراق اذ ابعد عن البطولة لاحقا بسبب غزو العراق للكويت في العام ذاته، قبل ان يعود الى دورات الخليج في النسخة السابعة عشرة في
قطر عام 2004.
الكويت عادت لتتوج بطلة مرتين عامي 1996 في عمان و1998 في البحرين لترفع عدد القابها الى تسعة، في حين كانت الحصيلة العراقية وصلت الى ثلاثة اعوام 1979 و1984 و1988.
التقى المنتخبان في دورات الخليج ست مرات، فاز العراقي ثلاث مرات مقابل مرة للكويت، وتعادلا مرتين، آخرها 1-1 في "خليجي 19" في عمان عام 2009.
وكان منتخبا الكويت والعراق اول من مثل عرب آسيا في نهائيات كأس العالم ايضا، ففتحت الكويت الباب في مونديال اسبانيا عام 1982، وحذا العراق حذوها في مونديال مكسيكو عام 1986.
وذاق المنتخبان ايضا طعم الفوز بلقب كأس اسيا، الكويت منذ زمن بعيد وتحديدا عام 1980، والعراق في النسخة الاخيرة عام 2007.
ويشارك المنتخبان في نهائيات كأس اسيا المقبلة في الدوحة من 7 الى 29 ديسمبر المقبل في الدوحة.
يطمح كل من منتخبي الكويت والعراق الى بلوغ النهائي، فالمنتخب الكويتي فشل في 5 دروات متتالية بملامسة كأس الخليج رغم صولاته وجولاته فيها قبل ذلك، والمنتخب العراقي خرج من الدور الاول في الدورات الثلاث الماضية التي شارك فيها بعد عودته الى البطولة.
"الازرق" بات الآن في وضعية أفضل تحفزه لاستعادة اللقب فاظهر حاليا انه من أكثر المنتخبات الخليجية ثباتا في المستوى، ويعيش فترة استقرار فني باشراف المدرب الصربي غوران توفاريتش، ويحظى بعدد من اللاعبين الجيدين الذين خطفوا الانظار في البطولة وفي مقدمتهم النجم بدر المطوع ومساعد ندا وجراح العتيقي والحارس نواف الخالدي، وابرز مواهب "خليجي 20" حتى الان الجناح الايمن فهد العنزي الذي يتردد انه تلقى عروضا بالجملة احدها من بارتيزان بلغراد.
وتصدر "الأزرق" المجموعة الأولى ببراعة برصيد 7 نقاط بفوزه على
قطر 1-صفر واليمن 3-صفر وتعادله مع السعودية صفر-صفر.
من جهته، يسعى منتخب العراق الى احراز اللقب الرابع في تاريخه الذي سيمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل بدء مهمة الدفاع عن لقبه بطلا لاسيا، خصوصا ان غالبية عناصره المشاركين في "خليجي 20" ساهموا بالانجاز الاسيوي وفي مقدمتهم يونس محمود ونشأت اكرم وهوار ملا محمد ومهدي كريم وعلاء عبد الزهرة وصالح سدير.
حل منتخب العراق ثانيا في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط من تعادلين مع الامارات وعمان صفر-صفر وفوز على البحرين 3-2.
ويطمح الالماني فولفغانغ سيدكا مدرب العراق إلى تحقيق إنجاز "يكون بمثابة جرعة معنوية للاعبيه للدفاع عن اللقب الاسيوي"، وشدد "على جهوزية لاعبيه لمواجهة الكويت رغم ان المنتخب لم يقنع بنتائجه في الدورة حتى الان".
وبدا سيدكا واثقا من الفوز باللقب مؤكدا "تخلصنا من ضغوط الدور الأول وتحرر لاعبونا من العبء النفسي ونستطيع تخطي عقبة الكويت ومن ثم الزحف نحو اللقب".
السعودية-الامارات
برغم أن الترشيحات قبل بداية الدورة استبعدت المنتخبين السعودي والإماراتي من المنافسة على اللقب لمشاركتهما بمنتخبين يغلب عليهما عنصر الشباب بغياب عدد كبير من الاساسيين، فانهما خالفا التوقعات وبلغا نصف النهائي بعد مستويات فنية جيدة.
تصدرت الامارات ترتيب المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط من تعادلين مع العراق وعمان صفر-صفر وفوز صريح على البحرين 3-1، وجاءت السعودية ثانية في المجموعة الاولى بخمس نقاط ايضا من فوز كبير على اليمن 4-صفر وتعادلين مع الكويت صفر-صفر وقطر 1-1.
السعودية توجت بطلة للخليج ثلاث مرات اعوام 1994 و2002 و2003، والامارات مرة واحدة على ارضها عام 2007.
وتتفوق السعودية على منافستها في دورات الخليج برصيد تسعة انتصارات مقابل 4، فيما تعادلتا 3 مرات.
وشهدت المباراة الاخيرة للسعودية مع
قطر اثارة بالغة، فالتعادل كان كافيا ل"الاخضر" لبلوغ نصف النهائي لكن شباكه منيت بهدف من "العنابي" في الدقيقة 84 عبر ابراهيم الغانم، وفي حين كان القطريون يتهيأون للاحتفال بالتأهل، تدخلت قدم المدافع القطري حامد شامي لتضع كرة عن طريق الخطأ في مرمى منتخب بلاده قبل دقيقة من النهاية لتضع السعودية في دور الاربعة.
مدرب المنتخب السعودي البرتغالي جوزيه بيسيرو يدرك ان اللقب الخليجي سيكون خير تعويض عن فشل "الاخضر" في التأهل الى مونديال جنوب افريقيا الصيف الماضي، وسيعطي جرعة معنوية كبيرة للاعبين الشباب في كأس اسيا التي يملك معها السعوديون حكاية رائعة مع ثلاثة القاب اعوام 1984 و1988 و1996 وبلوغ النهائي اعوام 1992 و2000 و2007.
فضل بيسيرو عدم استدعاء عدد من اللاعبين الاساسيين لادخار جهودهم لكأس اسيا وهم وليد عبدالله ومبروك زايد (لحق بالمنتخب في اليمن بعد الجولة الاولى) واسامة هوساوي ومناف ابو شقير وحمد المنتشري وعبده واحمد عطيف ونايف هزازي وناصر الشمراني وسعود كريري، فضلا عن ياسر القحطاني المصاب.
كما كان موقف مدرب الامارات السلوفيني ستريشكو كاتانيتش صعبا بغياب اكثر من 10 لاعبين اساسيين بسبب مشاركة المنتخب الاولمبي في دورة الالعاب الاسيوية في غوانغجو الصينية والتي احرز فيها الميدالية الفضية بخسارته امام اليابان بصعوبة صفر-1 في النهائي، وارتباط الوحدة بالاستعدادات لكأس العالم للاندية التي تستضيفها ابوظبي من 8 الى 18 ديسمبر الجاري.
ابرز اللاعبين الغائبين هم: اسماعيل مطر ومحمد الشحي وحمدان الكمالي ومحمود خميس وسعيد الكثيري واحمد خليل وذياب عوانة وعامر عبد الرحمن وعبدالله موسى وعلي خصيف.
وقال قائد المنتخب السعودي محمد الشلهوب بأن "الاخضر قادر على إحراز اللقب الخليجي في ظل إصرار وعزيمة اللاعبين"، ووعد المهاجم الشاب مهند عسيري "بالوصول إلى النهائي ثم انتزاع اللقب"، مشددا على أن المباريات الثلاث الماضية "كشفت إصرار اللاعبين السعوديين على تحقيق نتائج مميزة في الدورة وان الكرة السعودية كسبت عناصر واعدة ستكون ركائز أساسية في السنوات المقبلة".
من جهته، رأى لاعب الوسط الامارات سبيت خاطر ان الابيض "تغلب على غياب عدد من لاعبيه ليتأهل الى نصف النهائي"، مضيفا "نعم لدينا غيابات لكن كرة القدم في الامارات تملك جيلا قادما يمكن ان يعطي الأفضل".