الصخور الثائرة
القصيدة جميلة بحق تدل على نفسٍ متوقدة وعاطفة جياشة مع جمال في
الأسلوب وقوة في التصوير.
أيُطفئُ الشاطئُ الصّخّاب نيراني؟ ............ أم تُخْمِد الموجةُ الهوجاءُ دُخّاني؟
وكَيف يُطَفأ بركانٌ أفجّرهُ ............ من قعْر جوفي ومن أغوار قيعاني
أنا الصخورُ: دموعي في الأسى حُممٌ ............ كانت تُترجمُ آهاتي وأشجاني
كثرُ المآسي وعمق الجرح زَحْزحني ............ فألفِظُ النارَ تنفيساً لأحزاني
ماذا أخبّئ في الأعماق من ألمي؟ ............ وقد رأيتُ بلادي تحت عدوانِ
في دلجة الليل أشباحٌ تحاربني ............ هُمُ عداتي كأمريكا وشيطانِ
وقد مكثتُ طويلاً تحت وطْأتِهم ............ فلم يبالوا بمكثي دون بركاني
إني رأيتُ رُبى كشميرَ باكيَة ............ تلقى الجرائمَ من عُبّاد ثيرانِ
والقدسَ: آهٍ لقدسٍ مَنْ يُحرّرُها؟ ............ ويمسح الغَمَّ من طفلٍ ونسوانِ
وبرَما والفلبين التي صمدتْ ............ وكم شهيدٍ على أطراف شيشانِ
نَعَمْ أُهاجمُ أعدائي لأحْرقهم ............ وهم هنا حولنا في أفقنا الداني
يمشون حولي وحول البحر في ظلمٍ ............ يُخططون لإخمادي وإذعاني
فلا تظنّوا مياهَ البحر تُطْفئني ............ كما ترونَ ولكنْ سوف ترعاني
يومَ القيامة.. حينَ الله يُسْجرُهُ* ............ ويقذف البحرُ ناراً مثل طوفانِ
وما قذفتُ لَهيبي من منابعِهِ ............ إلاّ لأنذِرَهم بطشي وإيماني
وخلف ناري ودخّاني يطالعُني ............ شعاعُ شمسٍ مع الإصباح يلقاني
عند الظهيرة تُذكيني حرارتُه ............ حتى انْفجرتُ على طاغٍ وطغيانِ
* إشارة إلى قوله تعالى: (والبحر المسجور) فقد فسر بأنه يوقد يوم القيامة ناراً.
روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وغيرهم.