عندما تكون الكلمات نبض القلب
كنت أتردد وما زلت في كتابة النثر أو الخواطر على صفحات الانترنت لأني أشعر أن الكلمات التي تخرج عند نبض القلب وتدفق المشاعر في الدم والشرايين هي أقرب ما تكون إلى الجنين في بطن أمه
لأنها كانت تعيش في جسمي وروحي ثم فاضت بها المشاعر فأخرجتها كلمات من فمي وخطها قلمي،
لست هنا أدعي أن كتابتي ذات مستوى أو أنها كتابة راقية أو ما شابه ولكني أتناول الموضوع من حيث الأحاسيس،
فكيف أجود بكلمات نبضها قلبي وجرت في شراييني ثم ألقي بها على صفحات الانترنت هكذا ليأت من ينسبها لنفسه وكأنها من أولاده هو؟ أليس هذا تزويرا في النسب؟
أوليس أشد ما يكون في هذه الحياة وقعا على النفس الخلط في الأنساب؟
لا أدري ومرة أخرى لا أقصد جودة الكلمات بقدر ما أقصد قيمة الكلمات فكيف يلقي الانسان بفلذة كبده على قارعة الطريق ليأتي من يدعي أنه أم الطفل؟ فيكتبه وينسبه لنفسه؟
أهو خطأ السارق أو خطيئة الملقي؟
وقد هالني ما رأيت من سرقة المواضيع والخواطر بالحرف!!!
أحببت في منتدانا الغالي أن نناقش الفكرة وما رأيي إلا لإثراء الموضوع وليس إعجابا برأيي بل هو في حدود الإدلاء بالرأي!
وها أنا أخالف رأيي وأكتب لأول مرة على الانترنت مشاعر أحسست بها :
-قالوا حبيبتي في بلدها مريضة
فليتني كنت الطبيبَ المداويا
-لعلها من حرارة قبلتي مرضت
وما كان حبي إلا حانيا
-وقلبي غارق في دمائِه
يفيضُ بالألم فيض السواقيا
وكل شيء بلله الدمع مني
والمطر هطل كأنه من البواكيا
-وكأن قلبي كمركب يكاد يغرق
ولو كان فوق الماء طافيا
ففي كل ّ يوم ٍ هجر ٌ وفراق
بلا رحمة ٍ فقضى العمر باكيا
-ألامي لا تحيطها كلمات
فليت شعري كيف يدرى ماهيا
وكأس هواي فاض الدم منها
كلون الزهر أصبح قانيا
-فليتني بيني يديها ملكة
وأنا حاني َالرأس جاثيا
ولو أمرت جنديا بطعنة بالقلب
أو آخر بالسُم لي ساقيا
فهي ملكة بين النساء
وأصبحن لديها جواريا
-أناديها ولا تسمع صوتي
وقلبي الأسير يسأل أين هي؟
بكيتها بملء الدموع حاضرا
فهل يبقى حكمها علي ماضيا
-عودي حبيبتي لحياتي وأعيدي
قلبا لك علي بالحُبِّ حانيا
-ما زال وجهك بالجمال طافحا
وبريق عينيك ما زال بالشمس آتيا
-إن لم تعودي عن هجرك
فأهلا بالموت صاحبا وشافيا
فما أنا من دونك إن رحلتي
وما الموت والحياة إلا تساويا
-لا أصدق قلبا كقلبك
يغدو كالسيف ماضيا
بل قلبك شلال حب تحدر
ماؤه عذب لا يكون إلا صافيا