يعتبر مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، فقد بلغ عدد المصابين بعدوى الإيدز حتى نهاية عام 2003م نحو 40 مليون (34-46 مليون) 50% منهم من النساء، وتشير (تقارير منظمة الصحة العالمية WHO) إلى أن ما يزيد عن 95% من الإصابات تتركز في الدول النامية.
وما يزال هذا الوباء آخذ في الانتشار على الصعيد العالمي، إذ أصيب قرابة 5 مليون (4.2 – 5.8 مليون) شخص بعدوى المرض خلال عام 2003م وبلغ عدد الوفيات من المرض في العام نفسه 3 مليون (2.5 مليون – 3.5 مليون) شخص 48 % منهم نساء.
وصحيح أن مجتمعاتنا محصنة بالتعاليم الدينية والقيم الاجتماعية التي يفترض أن تحمي الأفراد من شر هذا المرض المميت، إلا أن هذا وحده لا يشكل ضمانة كافية للوقاية من المرض ما لم يتعرف الناشئة على طرق انتقال العدوى والتزام سلوك صحي واجتماعي يحميهم من خطره.
لذلك فقد ارتأت وزارة الصحة، ممثلة في الوكالة المساعدة للطب الوقائي، وضع هذا الكتيب بين يديك لكي تكون على علم كامل بالحقائق وإزالة كل الأوهام والمعتقدات الخاطئة حول هذا الوباء.
فالوعي هو السلاح الوحيد والفعال ضد تفشي هذا الوباء الخطير في المجتمعات. ونثق بقدرتك عزيزي المواطن/المقيم على حمل الرسالة ونشر المعرفة عبر حلقات البحث والمشاورة والتواصل على مستوى علاقاتك مع زملائك وأفراد أسرتك ومجتمعك.
وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي
ما هو مرض الإيدز؟
هو مرض ينجم عن فيروس يدمر الجهاز المناعي في جسم الإنسان فيصبح عرضة للأمراض القاتلة والأورام السرطانية.
وكلمة الإيدز مشتقة من الحروف الأولى للاسم العلمي باللغة الانجليزية لهذا المرض (A.I.D.S) وهي:
- مكتسب Acquired
- منــاعة Immuno
- نقص أو عوز Deficiency
- متلازمة Syndrome
والاسم العربي لهذا المرض هو " متلازمة العوز المناعي المكتسب" وفيما يلي شرح للألفاظ الواردة في التسمية.
متلازمة: مجموعة من الأعراض التي تميز مرضا معينا أو أكثر.
العوز المناعي: الضعف الشديد في الجهاز المناعي الذي يجعل الجسم عرضة للأمراض والأورام السرطانية.
المكتسب: المرض الذي يكتسب بفعل عوامل طارئة وليس وراثيا.
ما الفرق بين العدوى بالايدز ومرض الايدز؟
يمكن أن تنتقل عدوى مرض الايدز للإنسان دون أن تظهر عليه أية أعراض لسنوات طويلة. فعدوى الايدز هي المرحلة التي يهاجم فيها الفيروس المعرف باسم (HIV (Human Immuno-deficiency Virus جسم الإنسان ويبدأ بإتلاف جهاز المناعة . مما يجعل المصاب عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والأورام التي تؤدي إلى الوفاة.
فعندما يدخل الفيروس إلى الخلية يتحد مع المورثات الموجودة فيها وقد يبقى كامنا لعدة سنوات. ويبقى المصاب بالعدوى ناقلا لها مدى الحياة حيث يستطيع نقل الفيروس على الآخرين حتى ولو بدا سليما في الظاهر، وفي 99% من الحالات يمكن تأكيد ايجابية العدوى بالفيروس خلال ثلاثة أشهر من التعرض للعدوى.
ما مدى انتشار عدوى الايدز؟
يعتبر مرض الايدز من أكثر الأمراض انتشارا على النطاق العالمي، وتتركز معظم الإصابات في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية وجنوب شرقي آسيا إلا انه لا يكاد يخلو بلد في العالم من عدوى الايدز.
وقد بدا هذا الوباء في نهاية السبعينات الميلادية وبداية الثمانينات واستفحل خطره خلال التسعينات.
وما لم تتحصن المجتمعات بالوعي حول طرق انتشاره وأساليب الوقاية منه فليس هنالك من ضمانة لوقف الازدياد المضطرد في عدد الإصابات حتى في البلدان التي ما يزال المرض فيها محصورا بعدد قليل من الإصابات.
وتشير الخرائط المرفقة إلى معدلات وأماكن انتشار المرض والوفيات الناجمة عنه في العالم حتى نهاية عام 2002م.
انتشار عدوى الايدز بين البالغين والأطفال حتى نهاية عام 2003م
* عدد المصابين بعدوى الإيدز 40 مليون (34-46 مليون).
* عدد حالات العدوى الجديدة خلال عام 2003م 5 مليون (4.2-5.8 مليون).
* عدد الوفيات الناجمة عن الايدز خلال عام 2002م 3 مليون (2.5-3.5 مليون).
* العدد التراكمي للوفيات الناجمة عن عدوى الايدز (27.9 مليون).
كيف تنتقل عدوى الايدز؟
يصاب الناس بالايدز نتيجة لنقل العدوى عن طريق سوائل الجسم كالدم أو المني أو إفرازات عنق الرحم والمهبل.
وقد أوضحت جميع الدراسات الوبائية أن هناك ثلاث طرق رئيسية للعدوى هي:
1- الاتصالات الجنسية غير المأمونة.
2- انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق نقل دم ملوث أو نقل الأعضاء من إنسان إلى آخر أو استعمال الحقن الملوثة.
3- انتقال الفيروس من الأم الحامل المصابة إلى الجنين أو عن طريق الإرضاع من الثدي.
أولاً: العدوى عن طريق الاتصالات الجنسية:
وتشكل هذه الطريقة حوالي 90% من حالات عدوى الايدز. وينتقل المرض عن طريق الاتصال الجنسي بين أفراد الجنس الواحد أو الجنسين على حد سواء أي عن طريق المهبل أو الشرج. وهناك ممارسات جنسية تزيد من خطر العدوى مثل الزنا واللواط والعياذ بالله.
ثانياَ: العدوى عن طريق الحقن:
تشكل هذه الطريقة نسبة 2-5% من الحالات ويحدث هذا النمط من العدوى بنقل الدم الملوث أو منتجاته ومن استعمال الإبر والمحاقن الملوثة وسائر الأدوات التي تخترق الجلد مثل أدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان التي يستخدمها المصابون. خاصة إذا كانت هناك جروح أو تقرحات على الأغشية المخاطية أو الجلد. كما سجلت بعض الحالات نتيجة عدم تعقيم أدوات معالجة الأسنان. ومشكلة إدمان المخدرات شديدة الصلة بانتشار الايدز عن طريق استعمال المحاقن والإبر الملوثة في حالة تعاطي العقاقير عن طريق الحقن الوريدية.
وقد تصبح العدوى عن طريق الدم ومنتجاته مشكلة هامة في البلدان التي لم تقم بعد بتنفيذ برنامج وطني لتحري سلامة الدم وفحص المتبرعين بحثا عن العدوى بالفيروس.
ثالثاَ: من الأم للجنين:
قد تحدث العدوى فيما حول الولادة (أي قبل ميلاد الجنين أو أثناء الوضع أو بعده بقليل) ويتراوح خطر انتقال الفيروس من الأم الحاملة للعدوى إلى رضيعها بين 25-50%.
وتختلف طرق العدوى المسجلة من قارة إلى أخرى. ومن بلد إلى آخر بل من جماعة إلى أخرى حتى داخل البلد الواحد. وهي أيضا تتصل بالجرعة المعدية. وشدة التعرض ومرحلة العدوى.
ما الحالات التي لا تنتقل فيها عدوى الايدز؟
من حسن الحظ أن مرض الايدز لا ينتقل إلا من خلال ممارسات غير سوية يمكن التحكم فيها فهو لا ينتقل عن طريق الوسائط التالية:
1. المخالطة العارضة أو الاتصالات الشخصية في محيط الأسرة أو العمل الاجتماعي أو المدرسة، كالمصافحة والعناق.
2. الأكل أو الشرب أو من خلال حنفيات شرب المياه أو المسابح.
3. استعمال وسائل المواصلات العامة أو استخدام أجهزة الهاتف أو عن طريق الملابس.
4. عن طريق العطس أو السعال أو بواسطة الحشرات كالذباب والبعوض.
5. ويثير احتمال انتقال العدوى عن طريق اللعاب كثير من المخاوف بين الناس ولكن احتمال انتقال العدوى عن هذا الطريق ضئيل جدا.
لا تنتقل فيها عدوى الايدز بالاتصالات العارضة:
1- الاختلاط في الأماكن المزدحمة.
2- المصافحة أو المعانقة.
3- الاختلاط في محيط العمل.
4- الحشرات.
5- التجاور في قاعات الدراسة.
6- استخدام أحواض السباحة.
7- استخدام الحمامات ودورات المياه العامة.
8- تناول الأطعمة والمشروبات في الأماكن العامة.
ماذا تعني أمراض منقولة جنسياً؟
إنها مجموعة من الأمراض التي تنتقل من شخص إلى آخر أثناء الممارسة الجنسية.
ما هي هذه الأمراض؟
هناك العشرات من الأمراض التناسلية التي تتسبب عن أنواع كثيرة من الميكروبات الضارة من أهمها:
الايدز – الزهري – السيلان – القرحة الزهرية الكاذبة – السنطة على الأعضاء التناسلية.
ما هي المتلازمة المرتبطة بالأمراض المنقولة جنسياً؟
1. إفراز احليلي أو مهبلي.
2. قرحات تناسلية.
3. مرض التهابي حوضي.
4. رمد وليدي.
5. التهابات حاد بالعقد اللمفية الاربية.
6. تورم بالصفن.
هل يمكن أن يصاب الشخص بأكثر من مرض من هذه الأمراض في نفس الوقت؟
بالطبع يمكن أن يصاب الشخص بأكثر من مرض جنسي في نفس الوقت.
ما هي عواقب الأمراض المنقولة جنسياً بما فسها الايدز؟
1. إصابة المواليد في وقت مولدهم بعدوى في عيونهم قد تؤدي إلى العمى.
2. إصابة النساء بآلام بطنيه مزمنة.
3. إصابة الرجال والنساء بالعقم.
4. الوفاة.
ما هي أهم أعراض الإصابة بمرض الايدز؟
1. ارتفاع الحرارة مع العرق الليلي الغزير الذي يستمر عدة أسابيع دون سبب معروف.
2. تضخم العقد اللمفية وخاصة الموجودة في العنق والإبط وثنية الفخذ دون سبب معروف.
3. سعال جاف يستمر عدة أسابيع دون سبب معروف.
4. إسهال ليس سببه واضحا يستمر عدة أسابيع.
5. يصطحب الأعراض السابقة في بعض الأحيان اعتلال عام في الصحة والشعور بالإنهاك.
ما هي طرق الوقاية ضد مرض الايدز؟
للوقاية من العدوى عن طريق الجنس:
يوفر السلوك الجنسي القويم في إطار العلاقة الزوجية وتجنب تعدد القرناء الجنسين الضمانة الأكيدة ضد الإصابة بالعدوى ويجب التأكيد على أهمية استعمال الواقي الذكري عند كل جماع في حالة إصابة أحد الزوجين بالعدوى لأي سبب كان.
للوقاية من العدوى المنقولة عن طريق الدم:
* تحري سلامة الدم وسلامة المتبرعين به قبل نقله إلى أشخاص آخرين.
* التأكد من سلامة الأدوات التي تستخدم في عمليات نقل الدم.
للوقاية من العدوى من الأم المصابة للوليد:
تنصح المصابات بالعدوى بتجنب الحمل والإرضاع حفاظا على صحتهن وخوفا من نقل العدوى إلى المواليد كما توجد بعض الأدوية التي يمكن أن تعطى للأم الحامل. إلا أن أثرها ضعيف في منع انتقال العدوى من الأم إلى الجنين.
هل صحيح أن الإصابة بالايدز تقتصر على الشواذ جنسياً؟
إن الوهم الشائع بأن عدوى الايدز تقتصر على الأشخاص ذوي السلوك الجنسي الشاذ لا أساس له من الصحة. إذ تشير الإحصاءات المتوفرة عالميا إلى أن كل أشكال الاتصال الجنسي غير المأمون سواء بين أفراد من الجنسين أو من الجنس الواحد تؤدي إلى الإصابة بعدوى الايدز. كما أن نسبة غير ضئيلة من هذه الإصابات تنجم عن استخدام الدم الملوث والحقن الملوثة كما تنتقل من الأم المصابة إلى الجنين.
ويكفي أن نعلم أن ما يزيد عن 87% من حالات الايدز المعروفة عالميا تتركز في جنوبي الصحراء الإفريقية وجنوب شرق آسيا حيث يشكل الاتصال الجنسي غير المأمون بين الجنسين السبب الرئيسي لانتشاره في هذه البلدان.
هل يوجد لقاح ضد الايدز؟
لم يتمكن الباحثون والعلماء حتى الآن من تطوير لقاح فعال ضد مرض الايدز. إلا أن هنالك طرائق بسيطة وفعالة للوقاية من المرض تعتبر أكثر أهمية من أي لقاح يمكن اكتشافه، وتتمثل هذه الطرائق بالتمسك بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية التي تحظر السلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر وتحصر الممارسة الجنسية في إطار العلاقة الزوجية الشرعية التي أباحتها الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية.
كما تتمثل في اجتناب تعاطي المخدرات حيث ينتقل الفيروس عن طريق الحقن الملوثة.
هل يوجد علاج ضد الايدز؟
لقد طورت صناعات الأدوية عدداً من العقاقير التي تساعد على تأخير سير المرض وتخفيف المعاناة منه وقد وفرت وزارة الصحة هذه العقاقير لكافة المصابين بالمرض، إلا أن هذه الأدوية باهظة الكلفة وليست في متناول ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، كما أن قدرتها على تحقيق الشفاء الكامل ما زالت موضع الشك.
ويمكن القول عموما إن ارتفاع كلفة هذه الأدوية تجعلها بحكم غير المتوفرة سواء للأفراد أو الدول وخاصة الدول النامية المحدودة الموارد والمنكوبة بالعدد الأكبر من الإصابات على النطاق العالمي.
هل نحن في مأمن من عدوى الايدز؟
يعتقد البعض أن مرض الايدز لا يشكل تهديدا خطيرا لمجتمعاتنا بسبب قلة عدد الحالات وتمسك الأفراد بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية إلا أن هذا الاعتقاد ليس دقيقا فهناك أشكال متعددة من انحراف السلوك بدأت تتفشى بين الناشئة في مجتمعاتنا العربية، كما أن سرعة وحرية انتقال الأفراد بين البلدان وسهولة وقوعهم فريسة للمغريات المتاحة تجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى.
وتشير الإحصاءات المتوافرة أن معظم الإصابات المبلغ عنها في بلادنا هي حالات اكتسب الأفراد فيها العدوى عن طريق الاتصالات الجنسية غير المأمونة في الخارج أو عن طريق الحقن الملوثة لدى مدمني المخدرات. وتمكن الخطورة في أن أعراض المرض لا تظهر إلا بعد سنوات عديدة من اكتساب العدوى ولذلك فإن حامل العدوى يمكن أن ينقل الفيروس إلى غيره قبل أن يتم تشخيص المرض بالوسائل المخبرية.
كما أن بعض المصابين يتعمدون نقل العدوى إلى غيرهم كرد فعل انتقامي على إصابتهم بالمرض.
لذلك يجب أن لا نغمض أعيننا عن المخاطر ونستهتر بأنفسنا وبمجتمعاتنا بحجة أن المرض محدود الانتشار في بلادنا، فقد أسهمت مثل هذه المعتقدات الخاطئة في سرعة انتشار المرض في البلدان التي كانت خالية منه قبل 10-15 سنة.
وهناك مؤشرات كافية تدعو للقلق من احتمال تسارع انتشار العدوى في منطقة الشرق الأوسط، فقد كان مجمل عدد الإصابات منذ بدء الوباء وحتى نهاية عام 1998م نحو 70.000 إصابة. في حين بلغ عدد الإصابات في عام 1998م حوالي 19.000 إصابة، كما أن الانتشار الواسع للأمراض المنقولة جنسيا، عدا الايدز، يعتبر بمثابة مؤشر كاف على حدوث تغير أنماط السلوك الجنسي والاجتماعي ويجب أن لا نغفل أن منطقة الشرق الأوسط هي أحد أكثر المناطق إنتاجا للمخدرات وطريقا لتهريبها عبر القارات كما أن هنالك أعدادا هائلة من مدمني المخدرات الذين بدأوا يتجهون إلى استخدام العقاقير التي تحقن بالوريد مما يضاعف احتمالات انتقال العدوى عن طريق الحقن الملوثة.
هل يجب عزل مريض الايدز بالمستشفى؟
لا يجب عزل مريض الايدز بالمستشفى إلا إذا دعت حالته الصحية لذلك. ومن المعروف أن المرض لا ينتقل بالمخالطة العارضة بالمنزل أو العمل.
هل يمكن لمريض الايدز أن يمارس عمله كالمعتاد دون خطورة عليه أو على المجتمع؟
ما لم تستدعي حالة المريض الصحية التوقف عن العمل أو التنويم بالمستشفى فيمكنه ممارسة عمله كالمعتاد دون خطورة على المجتمع، بنقل العدوى، أو على المريض.
كيف يمكن الكشف عن مرض الايدز؟
لقد طورت معظم الدول- بما في ذلك المملكة العربية السعودية-برامج خاصة لمكافحة الايدز وتتوفر في هذه الدول مراكز خاصة للتحري عن المرض ومساعدة المصابين.
وبإمكان كل شخص سبق وأن تعرض لعوامل الخطر المذكورة آنفا مراجعة هذه المراكز حيث تؤخذ منه عينة من الدم يجري بواسطتها تأكيد العدوى أو نفيها
وما يزال هذا الوباء آخذ في الانتشار على الصعيد العالمي، إذ أصيب قرابة 5 مليون (4.2 – 5.8 مليون) شخص بعدوى المرض خلال عام 2003م وبلغ عدد الوفيات من المرض في العام نفسه 3 مليون (2.5 مليون – 3.5 مليون) شخص 48 % منهم نساء.
وصحيح أن مجتمعاتنا محصنة بالتعاليم الدينية والقيم الاجتماعية التي يفترض أن تحمي الأفراد من شر هذا المرض المميت، إلا أن هذا وحده لا يشكل ضمانة كافية للوقاية من المرض ما لم يتعرف الناشئة على طرق انتقال العدوى والتزام سلوك صحي واجتماعي يحميهم من خطره.
لذلك فقد ارتأت وزارة الصحة، ممثلة في الوكالة المساعدة للطب الوقائي، وضع هذا الكتيب بين يديك لكي تكون على علم كامل بالحقائق وإزالة كل الأوهام والمعتقدات الخاطئة حول هذا الوباء.
فالوعي هو السلاح الوحيد والفعال ضد تفشي هذا الوباء الخطير في المجتمعات. ونثق بقدرتك عزيزي المواطن/المقيم على حمل الرسالة ونشر المعرفة عبر حلقات البحث والمشاورة والتواصل على مستوى علاقاتك مع زملائك وأفراد أسرتك ومجتمعك.
وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي
ما هو مرض الإيدز؟
هو مرض ينجم عن فيروس يدمر الجهاز المناعي في جسم الإنسان فيصبح عرضة للأمراض القاتلة والأورام السرطانية.
وكلمة الإيدز مشتقة من الحروف الأولى للاسم العلمي باللغة الانجليزية لهذا المرض (A.I.D.S) وهي:
- مكتسب Acquired
- منــاعة Immuno
- نقص أو عوز Deficiency
- متلازمة Syndrome
والاسم العربي لهذا المرض هو " متلازمة العوز المناعي المكتسب" وفيما يلي شرح للألفاظ الواردة في التسمية.
متلازمة: مجموعة من الأعراض التي تميز مرضا معينا أو أكثر.
العوز المناعي: الضعف الشديد في الجهاز المناعي الذي يجعل الجسم عرضة للأمراض والأورام السرطانية.
المكتسب: المرض الذي يكتسب بفعل عوامل طارئة وليس وراثيا.
ما الفرق بين العدوى بالايدز ومرض الايدز؟
يمكن أن تنتقل عدوى مرض الايدز للإنسان دون أن تظهر عليه أية أعراض لسنوات طويلة. فعدوى الايدز هي المرحلة التي يهاجم فيها الفيروس المعرف باسم (HIV (Human Immuno-deficiency Virus جسم الإنسان ويبدأ بإتلاف جهاز المناعة . مما يجعل المصاب عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والأورام التي تؤدي إلى الوفاة.
فعندما يدخل الفيروس إلى الخلية يتحد مع المورثات الموجودة فيها وقد يبقى كامنا لعدة سنوات. ويبقى المصاب بالعدوى ناقلا لها مدى الحياة حيث يستطيع نقل الفيروس على الآخرين حتى ولو بدا سليما في الظاهر، وفي 99% من الحالات يمكن تأكيد ايجابية العدوى بالفيروس خلال ثلاثة أشهر من التعرض للعدوى.
ما مدى انتشار عدوى الايدز؟
يعتبر مرض الايدز من أكثر الأمراض انتشارا على النطاق العالمي، وتتركز معظم الإصابات في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية وجنوب شرقي آسيا إلا انه لا يكاد يخلو بلد في العالم من عدوى الايدز.
وقد بدا هذا الوباء في نهاية السبعينات الميلادية وبداية الثمانينات واستفحل خطره خلال التسعينات.
وما لم تتحصن المجتمعات بالوعي حول طرق انتشاره وأساليب الوقاية منه فليس هنالك من ضمانة لوقف الازدياد المضطرد في عدد الإصابات حتى في البلدان التي ما يزال المرض فيها محصورا بعدد قليل من الإصابات.
وتشير الخرائط المرفقة إلى معدلات وأماكن انتشار المرض والوفيات الناجمة عنه في العالم حتى نهاية عام 2002م.
انتشار عدوى الايدز بين البالغين والأطفال حتى نهاية عام 2003م
* عدد المصابين بعدوى الإيدز 40 مليون (34-46 مليون).
* عدد حالات العدوى الجديدة خلال عام 2003م 5 مليون (4.2-5.8 مليون).
* عدد الوفيات الناجمة عن الايدز خلال عام 2002م 3 مليون (2.5-3.5 مليون).
* العدد التراكمي للوفيات الناجمة عن عدوى الايدز (27.9 مليون).
كيف تنتقل عدوى الايدز؟
يصاب الناس بالايدز نتيجة لنقل العدوى عن طريق سوائل الجسم كالدم أو المني أو إفرازات عنق الرحم والمهبل.
وقد أوضحت جميع الدراسات الوبائية أن هناك ثلاث طرق رئيسية للعدوى هي:
1- الاتصالات الجنسية غير المأمونة.
2- انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق نقل دم ملوث أو نقل الأعضاء من إنسان إلى آخر أو استعمال الحقن الملوثة.
3- انتقال الفيروس من الأم الحامل المصابة إلى الجنين أو عن طريق الإرضاع من الثدي.
أولاً: العدوى عن طريق الاتصالات الجنسية:
وتشكل هذه الطريقة حوالي 90% من حالات عدوى الايدز. وينتقل المرض عن طريق الاتصال الجنسي بين أفراد الجنس الواحد أو الجنسين على حد سواء أي عن طريق المهبل أو الشرج. وهناك ممارسات جنسية تزيد من خطر العدوى مثل الزنا واللواط والعياذ بالله.
ثانياَ: العدوى عن طريق الحقن:
تشكل هذه الطريقة نسبة 2-5% من الحالات ويحدث هذا النمط من العدوى بنقل الدم الملوث أو منتجاته ومن استعمال الإبر والمحاقن الملوثة وسائر الأدوات التي تخترق الجلد مثل أدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان التي يستخدمها المصابون. خاصة إذا كانت هناك جروح أو تقرحات على الأغشية المخاطية أو الجلد. كما سجلت بعض الحالات نتيجة عدم تعقيم أدوات معالجة الأسنان. ومشكلة إدمان المخدرات شديدة الصلة بانتشار الايدز عن طريق استعمال المحاقن والإبر الملوثة في حالة تعاطي العقاقير عن طريق الحقن الوريدية.
وقد تصبح العدوى عن طريق الدم ومنتجاته مشكلة هامة في البلدان التي لم تقم بعد بتنفيذ برنامج وطني لتحري سلامة الدم وفحص المتبرعين بحثا عن العدوى بالفيروس.
ثالثاَ: من الأم للجنين:
قد تحدث العدوى فيما حول الولادة (أي قبل ميلاد الجنين أو أثناء الوضع أو بعده بقليل) ويتراوح خطر انتقال الفيروس من الأم الحاملة للعدوى إلى رضيعها بين 25-50%.
وتختلف طرق العدوى المسجلة من قارة إلى أخرى. ومن بلد إلى آخر بل من جماعة إلى أخرى حتى داخل البلد الواحد. وهي أيضا تتصل بالجرعة المعدية. وشدة التعرض ومرحلة العدوى.
ما الحالات التي لا تنتقل فيها عدوى الايدز؟
من حسن الحظ أن مرض الايدز لا ينتقل إلا من خلال ممارسات غير سوية يمكن التحكم فيها فهو لا ينتقل عن طريق الوسائط التالية:
1. المخالطة العارضة أو الاتصالات الشخصية في محيط الأسرة أو العمل الاجتماعي أو المدرسة، كالمصافحة والعناق.
2. الأكل أو الشرب أو من خلال حنفيات شرب المياه أو المسابح.
3. استعمال وسائل المواصلات العامة أو استخدام أجهزة الهاتف أو عن طريق الملابس.
4. عن طريق العطس أو السعال أو بواسطة الحشرات كالذباب والبعوض.
5. ويثير احتمال انتقال العدوى عن طريق اللعاب كثير من المخاوف بين الناس ولكن احتمال انتقال العدوى عن هذا الطريق ضئيل جدا.
لا تنتقل فيها عدوى الايدز بالاتصالات العارضة:
1- الاختلاط في الأماكن المزدحمة.
2- المصافحة أو المعانقة.
3- الاختلاط في محيط العمل.
4- الحشرات.
5- التجاور في قاعات الدراسة.
6- استخدام أحواض السباحة.
7- استخدام الحمامات ودورات المياه العامة.
8- تناول الأطعمة والمشروبات في الأماكن العامة.
ماذا تعني أمراض منقولة جنسياً؟
إنها مجموعة من الأمراض التي تنتقل من شخص إلى آخر أثناء الممارسة الجنسية.
ما هي هذه الأمراض؟
هناك العشرات من الأمراض التناسلية التي تتسبب عن أنواع كثيرة من الميكروبات الضارة من أهمها:
الايدز – الزهري – السيلان – القرحة الزهرية الكاذبة – السنطة على الأعضاء التناسلية.
ما هي المتلازمة المرتبطة بالأمراض المنقولة جنسياً؟
1. إفراز احليلي أو مهبلي.
2. قرحات تناسلية.
3. مرض التهابي حوضي.
4. رمد وليدي.
5. التهابات حاد بالعقد اللمفية الاربية.
6. تورم بالصفن.
هل يمكن أن يصاب الشخص بأكثر من مرض من هذه الأمراض في نفس الوقت؟
بالطبع يمكن أن يصاب الشخص بأكثر من مرض جنسي في نفس الوقت.
ما هي عواقب الأمراض المنقولة جنسياً بما فسها الايدز؟
1. إصابة المواليد في وقت مولدهم بعدوى في عيونهم قد تؤدي إلى العمى.
2. إصابة النساء بآلام بطنيه مزمنة.
3. إصابة الرجال والنساء بالعقم.
4. الوفاة.
ما هي أهم أعراض الإصابة بمرض الايدز؟
1. ارتفاع الحرارة مع العرق الليلي الغزير الذي يستمر عدة أسابيع دون سبب معروف.
2. تضخم العقد اللمفية وخاصة الموجودة في العنق والإبط وثنية الفخذ دون سبب معروف.
3. سعال جاف يستمر عدة أسابيع دون سبب معروف.
4. إسهال ليس سببه واضحا يستمر عدة أسابيع.
5. يصطحب الأعراض السابقة في بعض الأحيان اعتلال عام في الصحة والشعور بالإنهاك.
ما هي طرق الوقاية ضد مرض الايدز؟
للوقاية من العدوى عن طريق الجنس:
يوفر السلوك الجنسي القويم في إطار العلاقة الزوجية وتجنب تعدد القرناء الجنسين الضمانة الأكيدة ضد الإصابة بالعدوى ويجب التأكيد على أهمية استعمال الواقي الذكري عند كل جماع في حالة إصابة أحد الزوجين بالعدوى لأي سبب كان.
للوقاية من العدوى المنقولة عن طريق الدم:
* تحري سلامة الدم وسلامة المتبرعين به قبل نقله إلى أشخاص آخرين.
* التأكد من سلامة الأدوات التي تستخدم في عمليات نقل الدم.
للوقاية من العدوى من الأم المصابة للوليد:
تنصح المصابات بالعدوى بتجنب الحمل والإرضاع حفاظا على صحتهن وخوفا من نقل العدوى إلى المواليد كما توجد بعض الأدوية التي يمكن أن تعطى للأم الحامل. إلا أن أثرها ضعيف في منع انتقال العدوى من الأم إلى الجنين.
هل صحيح أن الإصابة بالايدز تقتصر على الشواذ جنسياً؟
إن الوهم الشائع بأن عدوى الايدز تقتصر على الأشخاص ذوي السلوك الجنسي الشاذ لا أساس له من الصحة. إذ تشير الإحصاءات المتوفرة عالميا إلى أن كل أشكال الاتصال الجنسي غير المأمون سواء بين أفراد من الجنسين أو من الجنس الواحد تؤدي إلى الإصابة بعدوى الايدز. كما أن نسبة غير ضئيلة من هذه الإصابات تنجم عن استخدام الدم الملوث والحقن الملوثة كما تنتقل من الأم المصابة إلى الجنين.
ويكفي أن نعلم أن ما يزيد عن 87% من حالات الايدز المعروفة عالميا تتركز في جنوبي الصحراء الإفريقية وجنوب شرق آسيا حيث يشكل الاتصال الجنسي غير المأمون بين الجنسين السبب الرئيسي لانتشاره في هذه البلدان.
هل يوجد لقاح ضد الايدز؟
لم يتمكن الباحثون والعلماء حتى الآن من تطوير لقاح فعال ضد مرض الايدز. إلا أن هنالك طرائق بسيطة وفعالة للوقاية من المرض تعتبر أكثر أهمية من أي لقاح يمكن اكتشافه، وتتمثل هذه الطرائق بالتمسك بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية التي تحظر السلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر وتحصر الممارسة الجنسية في إطار العلاقة الزوجية الشرعية التي أباحتها الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية.
كما تتمثل في اجتناب تعاطي المخدرات حيث ينتقل الفيروس عن طريق الحقن الملوثة.
هل يوجد علاج ضد الايدز؟
لقد طورت صناعات الأدوية عدداً من العقاقير التي تساعد على تأخير سير المرض وتخفيف المعاناة منه وقد وفرت وزارة الصحة هذه العقاقير لكافة المصابين بالمرض، إلا أن هذه الأدوية باهظة الكلفة وليست في متناول ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، كما أن قدرتها على تحقيق الشفاء الكامل ما زالت موضع الشك.
ويمكن القول عموما إن ارتفاع كلفة هذه الأدوية تجعلها بحكم غير المتوفرة سواء للأفراد أو الدول وخاصة الدول النامية المحدودة الموارد والمنكوبة بالعدد الأكبر من الإصابات على النطاق العالمي.
هل نحن في مأمن من عدوى الايدز؟
يعتقد البعض أن مرض الايدز لا يشكل تهديدا خطيرا لمجتمعاتنا بسبب قلة عدد الحالات وتمسك الأفراد بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية إلا أن هذا الاعتقاد ليس دقيقا فهناك أشكال متعددة من انحراف السلوك بدأت تتفشى بين الناشئة في مجتمعاتنا العربية، كما أن سرعة وحرية انتقال الأفراد بين البلدان وسهولة وقوعهم فريسة للمغريات المتاحة تجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى.
وتشير الإحصاءات المتوافرة أن معظم الإصابات المبلغ عنها في بلادنا هي حالات اكتسب الأفراد فيها العدوى عن طريق الاتصالات الجنسية غير المأمونة في الخارج أو عن طريق الحقن الملوثة لدى مدمني المخدرات. وتمكن الخطورة في أن أعراض المرض لا تظهر إلا بعد سنوات عديدة من اكتساب العدوى ولذلك فإن حامل العدوى يمكن أن ينقل الفيروس إلى غيره قبل أن يتم تشخيص المرض بالوسائل المخبرية.
كما أن بعض المصابين يتعمدون نقل العدوى إلى غيرهم كرد فعل انتقامي على إصابتهم بالمرض.
لذلك يجب أن لا نغمض أعيننا عن المخاطر ونستهتر بأنفسنا وبمجتمعاتنا بحجة أن المرض محدود الانتشار في بلادنا، فقد أسهمت مثل هذه المعتقدات الخاطئة في سرعة انتشار المرض في البلدان التي كانت خالية منه قبل 10-15 سنة.
وهناك مؤشرات كافية تدعو للقلق من احتمال تسارع انتشار العدوى في منطقة الشرق الأوسط، فقد كان مجمل عدد الإصابات منذ بدء الوباء وحتى نهاية عام 1998م نحو 70.000 إصابة. في حين بلغ عدد الإصابات في عام 1998م حوالي 19.000 إصابة، كما أن الانتشار الواسع للأمراض المنقولة جنسيا، عدا الايدز، يعتبر بمثابة مؤشر كاف على حدوث تغير أنماط السلوك الجنسي والاجتماعي ويجب أن لا نغفل أن منطقة الشرق الأوسط هي أحد أكثر المناطق إنتاجا للمخدرات وطريقا لتهريبها عبر القارات كما أن هنالك أعدادا هائلة من مدمني المخدرات الذين بدأوا يتجهون إلى استخدام العقاقير التي تحقن بالوريد مما يضاعف احتمالات انتقال العدوى عن طريق الحقن الملوثة.
هل يجب عزل مريض الايدز بالمستشفى؟
لا يجب عزل مريض الايدز بالمستشفى إلا إذا دعت حالته الصحية لذلك. ومن المعروف أن المرض لا ينتقل بالمخالطة العارضة بالمنزل أو العمل.
هل يمكن لمريض الايدز أن يمارس عمله كالمعتاد دون خطورة عليه أو على المجتمع؟
ما لم تستدعي حالة المريض الصحية التوقف عن العمل أو التنويم بالمستشفى فيمكنه ممارسة عمله كالمعتاد دون خطورة على المجتمع، بنقل العدوى، أو على المريض.
كيف يمكن الكشف عن مرض الايدز؟
لقد طورت معظم الدول- بما في ذلك المملكة العربية السعودية-برامج خاصة لمكافحة الايدز وتتوفر في هذه الدول مراكز خاصة للتحري عن المرض ومساعدة المصابين.
وبإمكان كل شخص سبق وأن تعرض لعوامل الخطر المذكورة آنفا مراجعة هذه المراكز حيث تؤخذ منه عينة من الدم يجري بواسطتها تأكيد العدوى أو نفيها