عبده عايش-صنعاء
قتل شخصان على الأقل وجرح نحو 25 شخصا في صنعاء ليلة الأربعاء، بعد أن حاول من يوصفون بأنهم أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الدخول عنوة إلى اعتصامينفذه شباب محتجون في جامعة صنعاء، كما جرح محتجون في مدينة الضالع جنوب البلاد أثناء تفريق الأمن مظاهرة للمعلمين.
وقال مراسل الجزيرة في صنعاء إن من يسمون البلطجية من أنصار الرئيس اليمني أطلقوا الرصاص على المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء عندما منعوا من دخول الاعتصام الذي تنفذه حركة شباب فبراير.
ووفقا للمتحدث باسم الحركة عادل الوليدي فإن شخصين على الأقل قتلا بالرصاص وجرح نحو 25 شخصا، وقد بدأ الشباب في تكثيف حضورهم بعد انتشار هذا الخبر، مؤكدا أن اعتصامهم سلمي لكنهم مستعدون لأي مواجهة.
وقد أفتى علماء اليمن -وعلى رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني- بحرمة الاعتداء على المتظاهرين، وقد وعدت الحكومة بحماية المحتجين، لكن الاعتداء عليهم يأتي ممن يوصفون بأنهم أنصار الرئيس والأمن المركزي وفقا للوليدي.
وقبل تطورت المواجهة بين المقتحمين والمعتصمين إلى إطلاق الرصاص، وحدثت مواجهة بالأيدي واستخدم فيها السلاح الأبيض مما أدى لإصابة أحد المتظاهرين بجراح خطيرة، وأحرقت سيارة لقيادي في الحزب الحاكم قيل إنها كانت توزع الهري على المقتحمين، كما تمكن المعتصمون من إلقاء القبض على أحد المسلحين وهو بزي مدني وسلم لقوات الأمن.
مجلس التضامن
وقد انضم اليوم مجلس التضامن الوطني -وهو تكتل سياسي قبلي يقوده الشيخ حسين الأحمر- إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس.
وأوضح المجلس -في بيان وزع اليوم- أن انضمامه للمعتصمين جاء استجابة لتطلعات الشعب اليمني التواق إلى الإصلاح والتغيير. ودعا البيان جماهيره وكل أعضائه في العاصمة وبقية المحافظات للانضمام إلى المعتصمين في ساحة التغيير أمام الجامعة.
وكان الشيخ حسين الأحمر "أكد تأييد قبائل اليمن للتغيير ووقوفها إلى جانب الثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في عدد من محافظات الجمهورية للمطالبة بإسقاط النظام، وأكد قدرة القبائل على حماية المتظاهرين سلميا ضد من وصفهم بـ"بلطجية" السلطة، ومن السلطة نفسها.
وتأتي مبادرة مجلس التضامن الوطني بعد يومين من قيام المعتصمين بنصب خيامهم أمام بوابة الجامعة التي أطلقوا عليها "ساحة التغيير"، التي باتت تحتضن الفعاليات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالتغيير ورحيل الرئيس.
أحداث الضالع
وفي مدينة الضالع جنوب البلاد أصيب أربعة أشخاص بطلقات نارية عند تفريق أمن الضالع لاعتصام مطلبي دعت إليه نقابة المعلمين بالمحافظة وشارك فيه المئات من المعلمين.
وحسب مصادر محلية فإن أحد المعلمين كانت إصابته خطرة، حيث تلقى رصاصة في الظهر، كما أصيب إلى جواره ثلاثة آخرون.
وذكرت نقابة المعلمين اليمنيين -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن قوات الأمن بالضالع استخدمت الرصاص الحي والقنابل المدمعة، في تفريق اعتصام مطلبي للمعلمين، وأوضحت أنه تم اعتقال تسعة معلمين، واحتجاز أربع سيارات للمعتصمين، واعتداء على الصحفيين.
وأدانت نقابة المعلمين "البلطجة السافرة في التعامل مع الفعاليات الحقوقية السلمية المكفولة قانونا"، وأكدت أن "الدماء التي سالت لم ولن تضيع هدرا"، ودعت النائب العام إلى فتح تحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
المعارضة والأميركيون
من جانب آخر أعلن حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، الذي يقود تكتل أحزاب اللقاء المشترك، أن رئيس الحزب محمد عبد الله اليدومي استقبل اليوم في مكتبه السفير الأميركي بصنعاء غيرالد فايرستاين، ومعه المستشار السياسي بالسفارة هارون غارفيلد، وتطرق اللقاء إلى أهم المستجدات الراهنة في اليمن، وتبادل وجهات النظر حيالها.
وفي وقت سابق اليوم التقى رئيس حزب الإصلاح مع مدير المعهد الديمقراطي الأميركي في الشرق الأوسط ليس كامبل، وقد استعرض اللقاء المستجدات الراهنة وما من شأنه إيجاد حياة ديمقراطية حقيقية في اليمن، وفقا لمصادر الحزب.
وكانت وسائل إعلام محلية مقربة من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم اتهمت في وقت سابق اليوم حزب الإصلاح بسعيه للانقلاب على السلطة، عبر استغلال عناصره للاحتجاجات المستمرة في اليمن منذ نصف شهر.
ويشهد اليمن –شأن دول عربية أخرى- مطالبات بإسقاط نظام صالح وأسرته الذي يحكم منذ نحو 33 عاما، وتلاحق المحيطين به تهم كثيرة بالفساد.