أما الغَربيون – أي من الغرب الكافر – ،
فـ you know : هم قوم يعرفوننا ونعرفهم ، وكلنا يمثل على الآخر أنه " غريب " لا يعرف!.
وكلنا يعرف أنه يمثل على الآخر ويعني ذلك تماماً، وأن الآخر يمثل عليه ويعني ذلك جداً.
وكلنا أولئك القوم الذين نعرف أن الآخر يعرف أن الآخر يمثل حينما يمثّل !.
كلنا " كافش " الثاني دون أن " يكشفه"،
أو الأصح: أننا كلنا " كافش" الثاني ولكن دون أن " يكفشه" تماماً ،
وكلنا يدعي أن ذلك يستمر ب" مزاجه" !
، وكلنا نرفض الاعتراف بالتمثيل، ونستميت دفاعاً عنه باعتباره كائن " صادق" !
،
وكلنا يدعي أنه يدرس سلوك الآخر في حين أنه لا أحد يدرس شيئاً ، لأننا ماذا؟
: لأننا نعرف. وفي الآن الذي يمتحن الآخر نفسه فيه ..ويحبّر الإجابات التي يعرف ..
نصرّ – نحن - أننا شاطرين ومذاكرين كويس،
ومع ذلك نرفض أن ندخل إلى قاعة الامتحان ..... لأننا نعرف !!
وهناك في الزاوية القصية تماماً،قوم احتجبت قلوبهم عن الناس. واتخذوا لأنفسهم أبراجاً وحواجزَ من حديد،
كان ذلك بعد أن ألقوا القبض على النصوص الدينية والأحاديت النبوية التي تتحدث عن
" الفرقة الناجية" و عن " الدعاء المستجاب" و عن " مفاتيح الجنة " .. و عن " الصلاة " ! .
ففرّوا بوصفهم " غرباء " ، ثم كرّوا بكونهم مجاهدين ، بألسنة غلاظ شداد، تقول :بأنهم
يفعلون ما به يؤمرون!
فهذا فاسق، وذاك منافق، وله أخ كافر وإن حلفَ بإيمانه بكل أيمانه ، ورابع باسط ذراعيه
بالوسيط..
إنهم أفذاذ لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة !
قال محدّثي: "حاشا لله أن أتحدث بما ليس لي به علم، أو أن أُتبع الظن بالظن ، فأقول بأنهم يأخذون
ببعض الكتاب ويكفرون ببعض..
كلا ولا وحاشا. ولكن ( طاستهم ) في ذلك ضائعة، ولا يعنيهم ذلك كثيراً، ما داموا ( يعبّون )
من أي طاسة تمشّي الحال .و لا أقول أيضاً بأنهم إنما يتبعون الهوى، إنني أخشى إن قلتُ
ذلك أن أكون قد اتبعت هواي، وما ذاك الذي أبغي....."
قال:
"...ولكنك ستجد أحدهم – تقبّل الله منه - يؤمن بالله واليوم الآخر ثم لا يهمه من بعد إن أمنَ جاره بوائقه أم لا ، ولا يعنيه أن لا يقول خيراً إن لم يصمت!، كما ولا ريبَ في أنكَ ستجد آخر يكيل " فدائحاً" ثقيلة يسميها " نصائح " إلى آخر، على أمر هو من الله في سعة، كأمور اللباس، وطرائق الامتناع عن مشابهة الكفار، واستعراض البدائل وما إلى ذلك . وربما وجدت ثالث يتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور يتوعد بها المسلمين إلّم يؤمنوا بمثل ما آمن به بما يعتقده من الحق ،
أو بما يعتقد أنه هو الحق كله، وربما وجدت رابعاً وخامساً وسادساً يستقوون على الناس بفحش القول، ويظنون أنهم الغالبون ....و يعني ... كلهم-بإذن الله- على خير ولكن ... "
قال:
"
وأولئكَ هم الغريبون حقاً ! "
قلتُ:
آمين. م / عبيرتمنياتي بقضاء وقتا ممتعا و مفيداً معنا