من طرف Love Mama الإثنين 7 مارس - 17:30
رد المستشار أ. أسامة الشريف
الأخ العزيز السيد محمد سعد إبراهيم المحترم, عليكم السلام ورحمة الله وبركاته, وسوف يسعدني أن أجيب على استشارتك اليوم بالنيابة عن عطوفة الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي, كما يطيب لي أن أشكرك على ثقتك, وأتمنى أن نكون دائماً عند حسن ظنك.
أتفهم مشاعرك أخي العزيز, من منا لا يوجد لديه مشاكل في هذه الأيام, ولكن أخي محمد, ما الذي تقصده بعبارة مشاكل نفسية؟ ما هي؟ هل تستحق هذه المشكلات أن تترك أبنتك بسببها وعمرها لم يتجاوز 3 أشهر بعد, تربى وحيدة, ويتيمة بدون أب؟ من سيرعاها ويرعى زوجتك؟؟, ولمن تريد أن تتركهم, ومن سوف يرعى تجارتك من بعدك؟؟, ويحرص عليها مثل حرصك؟!.
من الواضح أخي محمد أنك شخص مثقف وواع, بدليل أنك قمت باللجوء إلى الاختبارات النفسية من أجل فهم حالتك, ولكن... الجدير بالذكر أن الشخص المعني بتطبيق الاختبارات وتفسير نتائجها هو الأخصائي النفسي وليس أنت, لا يجوز أن تطبق مثل هذه الاختبارات من تلقاء نفسك نظراً لوجود تعليمات خاصة بها وأصول لتطبيقها وللتعامل مع درجاتها, كما لا يكفي هذا الاختبار وحده من أجل اتخاذ القرار في حالتك, حيث يلزم تطبيق اختبارات أخرى مختلفة, كما يلزم أن يتم الحصول على استشارة الطبيب النفسي الذي يفترض أن يقابلك ويسألك بعض الأسئلة حول حالتك.
لم يتاح لي, مع الأسف, الإطلاع على صورة الاختبار التي قام بتعريبها أستاذنا الكبير الدكتور عبد الستار إبراهيم, وعلى الرغم من أن درجتك على صورة اختبار بيك التي قمت بتطبيقها على نفسك (وفي حال كانت إجراءات التطبيق سليمة وفهمك للتعليمات صحيح, وفي حال كانت هذه الصورة غير معدلة ومكافئة للصور التي نستخدمها عادة) فإنها قد تشير إلى: إما لوجود درجة مرتفعة لحد ما من اضطراب المزاج, أو لوجود حالة عابرة آنية غير دالة من الكآبة, أو حتى لعدم وجود أي شيء ذو دلالة أيضاً, حيث يتحدد ذلك خلال المقابلة الإكلينيكية التي يفترض أن تقوم بها مع الأخصائي.
وبالنظر لأنك تفكر "جاهداً" بالانتحار, كما تفضلت, فإنني أرى ضرورة في مراجعة الطبيب النفسي في أقرب وقت ممكن من أجل التحري حول حالتك, والتي قد تكون في أسوء الأحوال حالة من اضطراب المزاج, والتي حلها عادة أبسط ولا يتجاوز حدود كورس من العلاج الدوائي يتم تخفيضه خلال عدة أشهر, ويتبعه برنامج علاجي معرفي مختصر, يعيدك إلى السكة السليمة ويزودك ببعض المهارات ويوضح لك بعض الجوانب التي لا تعرفها عن نفسك.