موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


3 مشترك

    قصص أسلامية جميلة جدآ45

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 1:58

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    صرامة الإمام وسعة صدر الخليفة

    في هذه الأسطر البسيطة نجد عينة فريدة من نوعها في العلاقة بين الحاكم و المثقف يمثلها القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي و الخليفة عبد الرحمان الناصر , فقد ولد منذر بن سعيد حوالي 280 هـ الموافق لـ 893 م و هو من كبار العلماء , يميل الى الأخذ بمذهب داود الظاهري , لكنه يجتهد , إلا انه عندما وليّ القضاء لم يكن يطبق الا مذهب مالك المعمول به في الأندلس , لكنه عندما يطلب منه رأي في قضية ما يجتهد و يعطي رأيه الخاص غير ملتزم بمذهب .......
    عاش منذر بن سعيد على عهد الخليفة عبد الرحمان الناصر خمسين سنة من 300 هـ الى 350 هـ أي من 912 م الى 962 م .
    و رغم علمه الواسع لم يتقلد منصب القضاء الا سنة 339 هـ ذلك ان الخليفة الناصر لم يكن يعرفه الا عندما قدم وفد من الإمبراطورية البيزنطية يحمل الى الناصر تحفا و هدايا .
    استقبل الناصر الوفد البيزنطي في الزهراء أفخم استقبال , و حشد له جمعا من رجال الأدب و العلم , و طلب من ابي علي القالي " امير الكلام " كما كان يسمى ان يلقي خطبة الترحيب , لكنه بعد الاستهلال تلعثم و توقف عن الكلام , آنذاك تدخل ابن الخليفة الناصر و اشار الى منذر بن سعيد بأن يتولى الكلام فكان فصيحا , بليغا , مفوها ........
    آنذاك ولاه الخليفة ليؤم الناس و يخطب فيهم الجمعة في المسجد الجامع بمدينة الزهراء , و عندما توفي قاضي الجماعة بقرطبة ولاه القضاء مع احتفاظه بالصلاة في الزهراء ..... و هكذا نشأت علاقة ودية بين الخليفة و القاضي .........
    حدث بعد ذلك ان الخليفة احتاج الى شراء دار في قرطبة لواحدة من نسائه , و وقعت عيناه على دار واسعة لأيتام تحت وصاية رجل , و بما أن ممتلكات الأيتام المحجور عليهم لا تباع إلا بأذن القاضي فقد أرسل الخليفة إلى القاضي منذر بن سعيد مبديا رغبته في شراء الدار , إلا أن القاضي اعترض و قال انه لا يجوز بيع الدار في مثل هذه الحالة إلا إذا كان الأيتام في حاجة إلى المال ....
    تراجع الخليفة عن شراء الدار على امل ان يغير القاضي رأيه , إلا أن هذا الأخير أصر على موقفه , بل انه خشي ان يصدر عن الخليفة تصرف يلحق الضرر بالأيتام فأمر الوصي بهدم الدار و بيع أنقاضها ففعل ..... و كانت قيمة الأنقاض أكثر من القيمة التي عرضها الخليفة .
    ارسل الخليفة الى القاضي يسأله عن سبب هدم الدار و بيع الأنقاض , أجابه القاضي : لقد أخذت بقوله تعالى : " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر , فأردت أن أعيبها و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " .
    و لم يكن من الخليفة إلا الرضوخ لما فعله القاضي ..... ثم وقع حادث آخر اشد وقعا على الخليفة من السابق ... فقد كان الخليفة مولعا بالعمارة الفخمة .....
    و يقال ان عبد الرحمان الناصر اقبل على عمارة الزهراء و انفق عليها أموالا طائلة , في حين أنها ليست سوى قصورا لنسائه ......... و انشغل بهذا الامر حتى غاب عن صلاة الجمعة ثلاث أسابيع متتالية , و عندما حضر الخليفة بعد ذلك لأداء صلاة الجمعة , خصص الإمام خطبته للتنديد بتصرفات الخليفة في البنيان الفخم فشرح الآية : " أتبنون بكل ريع آية تعبثون , و تتخذون مصانع لعلكم تخلدون "
    و بعد أن أسهب في شرح الآية بما لا يترك مجالا للشك في أن المقصود بذلك هو الخليفة , تلا قوله تعالى : " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين " .
    بعد صلاة الجمعة , اشتكى الخليفة لأبنه و ولي عهده , و قال : كاد يقرعني بعصاه !! , فقال له ابنه : ما الذي يمنعك من عزله , فأجابه الخليفة : أمثل منذر بن سعيد في فضله و علمه و خيره يعزل لأرضاء نفس ناكبة عن الرشد ؟ هذا ما لا يكون ......
    إلا أن الجفوة بين الرجلين استمرت , بل تأكدت فأراد ابن الخليفة أن يخفف من حدتها و قال لوالده : لو رأى جمال القبة التي بنيتها لغيّر رأيه , و هو يقصد قبة الزهراء التي جعل قراميدها من فضة , و بعضها مطلي بالذهب و جعل سقفها نوعين ....صفراء فاقعة و بيضاء ناصعة ينطلق منعا شعاع يبهر الأبصار .
    أمر الخليفة بفرش الديباج و جلس فيها مع بعض وزراءه و حاشيته , و من ضمنهم القاضي , سألهم الخليفة : هل سمعتم بأن ملكا قبلي عمل هذا ؟ قالوا : لا و الله يا امير المؤمنين ....لكن منذر بن سعيد قال له : ما ظننت أن الشيطان يتمكن منك حتى ينزلك منزلة الكافرين !!
    قال له الخليفة : كيف تقول هذا ؟ أجابه منذر بن سعيد : أليس الله تعالى يقول : " و لو لا أن يكون امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة " ..... فطأطأ الخليفة رأسه و بكى , و قال له : " جزاك الله عنا و عن الدين خيرا , فالذي قلت هو الحق ......." .
    إن صرامة هذا القاضي و شجاعته , لا تضاهيها إلا سعة صدر الخليفة و نبله ........ و يكمن القول بأن تصرف الناصر مع هذا القاضي في ذلك العصر يعد أمرا نادرا ..


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 1:58

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    حوار جريء مع فتاة معاكسة

    رنين الهاتف يعلوا شيئاً فشيئا .. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق … لم يقطعه إلا ذلك الرنين المزعج … فتح ( محمد ) عينيه .. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة بجواره … فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف الليل !!…

    لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة .. من خارج المملكة .. وحين رن الهاتف في هذا الوقت المتأخر .. ظن أنها هي المكالمة المقصودة .. فنهض على الفور عن فراشة .. ورفع سماعة الهاتف .. وبادر قائلاً : نعم !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    فسمع على الطرف الآخر … صوتاً أنثوياً ناعما يقول :

    لو سمحت !! .. هل من الممكن أن نسهر الليلة سوياً عبر سماعة الهاتف ؟!!

    فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا : ماذا تقولين ؟!! … من أنتِ ؟!! ..

    فردت عليه بصوت ناعم متكسر : أنا اسمي ( أشواق ) .. وأرغب في التعرف عليك .. وأن نكون أصدقاء وزملاء ( !!! ) .. فهل عندك مانع ؟!!

    أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة .. لم يأتها النوم بالليل .. لأنها تعاني أزمة نفسية أو عاطفية .. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف !!

    فقال لها : ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي ؟!!

    فأطلقت ضحكة مدوية وقالت : أنام بالليل ؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام بالليل ؟!!.. إن الليل هو نهار العاشقين !!!

    فرد عليها ببرود : أرجوك : إذا أردتِ أن نستمر في الحديث .. فابتعدي عن الضحكات المجلجلة والأصوات المتكسرة .. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات !!

    تلعثمت الفتاة قليلاً … ثم قالت : أنا آسفة … لم أكن أقصد !!

    فقال لها ( محمد ) ساخراً : ومن سعيد الحظ ( !!! ) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه ؟!!

    فردت عليه قائلة : أنتَ بالطبع ( !!! )

    فقال مستغرباً : أنا ؟!! .. وكيف تعلقتِ بي .. وأنتِ لا تعرفينني ولم تريني بعد ؟!!

    فقالت له : لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية .. وقرأت لك بعض المؤلفات .. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق .. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( !!! )

    قال لها محمد : إذن أخبريني بصراحة …كيف تقضين الليل ؟!!

    فقالت له : أنا ليلياً أكلم ثلاثة أو أربعة شباب !! … أنتقل من رقم إلى رقم … ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف .. أعاكس هذا .. وأضحك مع هذا .. وأمني هذا … وأعد هذا .. وأكذب على هذا .. وأسمع قصائد الغزل من هذا .. وأستمع إلى أغنية من هذا .. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر !! .. وأردت الليلة أن أتصل عليك .. لأرى هل أنت مثلهم !! أم أنك تختلف عنهم ؟!! ..

    فقال لها : ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفينني ؟!!…

    سكتت قليلاً .. ثم قالت : بصراحة .. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد .. وشاب وسيم أنيق !! ..

    رمى لي الرقم اليوم في السوق .. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة !!..

    فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور : ثم ماذا ؟!! .. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه ؟!!

    فقالت بنبرة جادة حزينة : بكل أسف .. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجهاً لوجه … ما أبحث عنه ؟!! .. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي .. ويروي ظمأي الداخلي !! ..

    سكتت قليلاً .. ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون !! .. خونة .. كذبة .. مشاعرهم مصطنعة .. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة .. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها .. تخرج من طرف اللسان لا من القلب .. ألفاظهم أحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة .. هدف كل واحد منهم .. أن يقضي شهوته القذرة معي .. ثم يرميني كما يرمى الحذاء البالي .. كلهم تهمهم أنفسهم فقط .. ولم أجد فيهم إلى الآن – على كثرة من هاتفت من الشباب – من يهتم بي لذاتي ولشخصي !! .. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبونني ولا يعشقون غيري .. ولا يريدون زوجة لهم سواي !! .. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنونني ويشتمونني !! .. كلهم يمطرونني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات .. ثم بعد أن يقفلوا السماعة .. يسبونني ويصفونني بأقبح الأوصاف والكلمات !! ..

    إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف !! .. كل منا يخادع الآخر .. ويوهمه بأنه يحبه !!

    وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني : ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة .. عند أولئك الشباب التائهين التافهين .. فهل من المعقول أن تجديها عندي ؟!! .. أنا ليس عندي كلمات غرام .. ولا عبارات هيام .. ولا أشعار غزل .. ولا رسائل معطرة !!

    فقاطعته قائلة : بالعكس .. أشعر – ومثلي كثير من الفتيات – أن ما نبحث عنه .. هو موجود لدى الصالحين أمثالك ؟!! .. إننا نبحث عن العطاء والوفاء .. نبحث عن الأمان .. نطلب الدفء والحنان .. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا .. نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا .. دون أن يقصد من وراء ذلك .. هدفاً شهوانياً خسيساً .. نبحث عمن يكون لنا أخاً رحيما .. وأباً حنونا .. وزوجاً صالحا !!

    إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا !! .. نبحث عن معنى الراحة النفسية .. نبحث عن الصفاء .. عن الوفاء .. عن البذل والعطاء !!

    فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزناً على هذه الفتاة التائهة الحائرة : يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية .. وفراغاً روحياً .. وتشتكين هماً وضيقاً داخلياً مريرا .. وحيرة وتيهاً وتخبطا .. وتواجهين مأساة عائلية .. وتفككاً أسريا !!

    فقالت له : أنت أول شخص .. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي !!

    فقال لها : إذن حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا .. لتتضح الصورة عندي أكثر …

    فقالت الفتاة : أنا أبلغ من العمر عشرين عاما .. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي وأمي .. وثلاثة أخوة وثلاث أخوات .. واخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي يكبرني بعامين .. وأنا أدرس في كلية ( ….. )

    فقال لها : وماذا عن أمك ؟ وماذا عن أبيك ؟

    فقالت : أبي رجل غني مقتدر ماليا .. أكثر وقته مشغول عنا .. بأعماله التجارية … وهو يخرج من الصباح .. ولا أراه إلا قليلا في المساء .. وقلما يجلس معنا .. والبيت عنده مجرد أكل وشرب ونوم فقط …

    ومنذ أن بلغت .. لم أذكر أنني جلست مع أبي لوحدنا .. أو أنه زارني في غرفتي .. مع أنني في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه .. آه !! كم أتمنى أن أجلس في حضنه .. وأرتمي على صدره .. ثم أبكي وأبكي وأبكي !!! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي !!!

    وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء … ولم يملك ( محمد ) نفسه … فشاركها بدموعه الحزينة .
    *****


    بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثها قائلة :

    لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا .. ولكنه كان يبتعد عني .. بل إنني في ذات مرة .. جلست بجواره واقتربت منه .. ليضمني إلى صدره .. وقلت له :
    أبي محتاجة إليك يا أبي … فلا تتركني أضيع …

    فعاتبني قائلا : لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا !! .. فأنتِ لديك أحسن أكل وشرب ولباس … وأرقى وسائل الترفيه الحديثة .. فما الذي ينقصك ؟!!..

    سكتُّ قليلا .. وتخيلت حينها أنني أصرخ بأعلى صوتي قائلة : أبي : أنا لا أريد منك طعاماً ولا شرابا ولا لباسا .. ولا ترفاً ولا ترفيها .. إنني أريد منك حنانا .. أريد منك أمانا … أريد صدراً حنونا .. أريد قلباً رحيما .. فلا تضيعني يا أبي !!

    ولما أفقت من تخيلاتي .. وجدت أبي قد قام عني .. وذهب لتناول طعام الغداء …

    وهنا قال لها ( محمد ) هوني عليك .. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره .. محروما من الحنان والعواطف الرقيقة .. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه !! .. ولكن ماذا عن أمك ؟ أكيد أنها حنونة رحيمة ؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس ..

    قالت الفتاة : أمي أهون من أبي قليلا .. ولكنها بكل أسف .. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا وزيارات فقط .. لا يعجبها شيء من تصرفاتي .. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة .. والويل كل الويل لي .. إن خالفت شيئا من أوامرها ..و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظاً عندي .. لقد تخلت عن كل شيء في البيت ووضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة .. وليت الأمر وقف عند هذا .. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء .. ولا هم لها إلا تصيد العيوب والأخطاء .. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران .. الناجحات في دراستهن .. أو الماهرات في الطبخ وأعمال البيت .. وأغلب وقتها تقضيه في النوم .. أو زيارة الجيران وبعض الأقارب .. أو مشاهدة التلفاز … ولا أذكر منذ سنين .. أنها ضمتني مرة إلى صدرها .. أو فتحت لي قلبها …

    قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك ؟

    فقالت الفتاة : أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر .. وكل منهما يعيش في عالم مختلف .. وكأن بيتنا مجرد فندق ( !!! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط ….

    حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا : على كل حال .. هي أمك التي ربتك .. ولعلها هي الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك .. فانعكس ذلك على تعاملها معك … فالتمسي لها العذر .. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها ؟ فهي بالتأكيد مثلك …. تمر بأزمة داخلية نفسية ؟ !!!

    فقالت الفتاة مستغربة : أنا أفتح لها صدري … وهل فتحت هي لي قلبها ؟ … إنها هي الأم ولست أنا .. إنها وبكل أسف .. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جداراً وحاجزاً لا يمكن اختراقه !!

    فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي .. إلى تحطيم ذلك الجدار ؟!! .. لماذا لا تكونين أنتِ المبادرة ؟!!… لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر ؟!!

    فقالت : لقد حاولت ذلك .. واقتربت منها ذات مرة .. وارتميت في حضنها .. وأخذت أبكي وأبكي .. وهي تنظر إلي باستغراب !! .. وقلت لها :
    أماه : أنا محطمة من داخلي … إنني أنزف من أعماقي !! .. قفي معي .. ولا تتركيني وحدي … إنني أحتاجك أكثر من أي وقت مضى … !!

    فنظرت إلي مندهشة !!.. ووضعت يدها على رأسي تتحسس حرارتي … ثم قالت :
    ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟! … إما أنكِ مريضة !! .. وقد أثر المرض على تفكيرك .. وإما أنكِ تتظاهرين بالمرض .. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل .. وهذا مستحيل جداً … ثم قامت عني ورفعت سماعة التليفون .. تحادث إحدى جاراتها .. فتركتها وعدت إلى غرفتي .. أبكي دماً في داخلي قبل أن أبكي دموعاً !!..

    ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير !!

    حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها : وما دور أخواتك وأخوتك الآخرين ؟

    فقالت : إنه دور سلبي للغاية !! .. فالإخوان والأخوات المتزوجات .. كل منهم مشغول بنفسه .. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي .. سمعت منهم الجواب المعهود :

    وماذا ينقصك ؟ احمدي ربك على الحياة المترفة … التي تعيشين فيها …

    وأما أخي غير المتزوج … فهو مثلي حائر تائه .. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل .. مع شلل السوء ورفقاء الفساد .. يتسكع في الأسواق وعلى الأرصفة !!

    أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئاً من خبايا نفسية تلك الفتاة … فسألها :

    إن من طلب شيئاً بحث عنه وسعى إلى تحصيله … وما دمت تطلبين السعادة والأمان .. الذي يسد جوعك النفسي .. فهل بحثتِ عن هذه السعادة ؟؟

    فقالت الفتاة بنبرة جادة : لقد بحثت عن السعادة … في كل شيء .. فما وجدتها !!!

    لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها … من أرقى بيوت الأزياء العالمية .. ظناً مني أن السعادة حين تشير إلى ملابسي فلانة .. أو تمدحها وتثني عليها فلانة … أو تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة … ولكنني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة …. إنها سعادة زائفة وهمية .. لا تبقى إلا ساعة بل أقل … ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت أظن السعادة فيه … مثل سائر ملابسي القديمة .. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى نفسي … وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب .. ولو كان حولي مئات الزميلات والصديقات !!

    ظننت السعادة في الرحلات والسفرات .. والتنقل من بلد لآخر .. ومن شاطئ لآخر .. ومن فندق لفندق .. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي .. لنطوف العالم في الإجازات .. ولكني كنت أعود من كل رحلة .. وقد ازداد همي وضيقي .. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح كياني …..

    وظننت السعادة في الغناء والموسيقى … فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية والغربية التي تنزل إلى الأسواق … فور نزولها .. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي … في سماعها والرقص على أنغامها … طمعاً في تذوق معنى السعادة الحقيقية .. ورغبة في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به .. وظناً مني أن السعادة في الغناء والرقص والتمايل مع الأنغام … ولكنني اكتشفت أنها سعادة وهمية … لا تمكث إلا دقائق معدودة أثناء الأغنية … ثم بعد الانتهاء منها .. يزداد همي .. وتشتعل نار غريبة في داخلي .. وتنقبض نفسي أكثر وأكثر .. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار .. عسى أن تطفئ النار التي بداخلي …

    وظننت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات .. فعكفت على أكثر من ثلاثين قناة .. أتنقل بينها طوال يومي .. وكنت أركز على المسلسلات والأفلام الكوميدية المضحكة .. ظناً مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح …
    وبالفعل كنت أضحك كثيراً وأنا اشاهدها … وأنتقل من قناة لأخرى … لكنني في الحقيقة … كنت وأنا أضحك بفمي .. أنزف وأتألم من أعماق قلبي … وكلما ازددت ضحكاً وفرفشة .. ازداد النزيف الروحي …

    وتعمقت الجراح في داخلي … وحاصرتني الهموم والآلام النفسية ….

    وسمعت من بعض الزميلات .. أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق .. يبادلني كلمات الغرام .. ويبثني عبارات العشق والهيام .. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف … وسلكت هذا الطريق .. وأخذت أتنقل من شاب لآخر .. بحثاً عن السعادة والراحة النفسية … ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية .. بل بالعكس .. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة هاتفية .. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي … وأشعر بنار المعصية تشتعل في داخلي .. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم … وأشعر بالخوف من المستقبل المجهول .. يملأ علي كياني .. فكأنني في حقيقة الأمر .. هربت من جحيم إلى جحيم أبشع منه وأشنع ..

    سكتت الفتاة قليلا .. ثم تابعت قائلة :

    ولذلك لابد أن تفهموا وتعرفوا .. نفسية ودوافع أولئك الفتيات .. اللاتي ترونهن في الأسواق .. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة .. ويغازلن ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع .. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن .. للذئاب الجائعة العاوية من الشباب التافهين … إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن بمجرمات ..إنهن في الحقيقة مقتولات لا قاتلات .. إنهن ضحايا الظلم العائلي .. إنهن حصاد القسوة والإهمال العاطفي من الوالدين .. إنهن نتائج التفكك الأسري والجفاف الإيماني .. إن كل واحدة منهن … تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية .. هي التي دفعتها إلى مثل هذه التصرفات الحمقاء .. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها .. على الذئاب المفترسة التي تملأ الأسواق والشوارع … وإن الغريزة الشهوانية الجنسية .. لا يمكن أن تكون لوحدها … هي الدافع للفتاة المسلمة .. لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق .. وتبتذل وتهين نفسها بالتقاط رقم فلان .. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان .. وتهدر شرفها بالخلود مع فلان ….

    فبادرها ( محمد ) قائلا : ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا ، وهو : هل مرورها بأزمة نفسية .. ومأساة عائلية .. يبرر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى .. وتبيع عفافها .. وتتخلى عن شرفها وطهرها .. وتعرض نفسها لشياطين الإنس .. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها ومأساتها ؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا ؟؟

    فأجابت الفتاة : أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم .. بل سيزيد الأمر سوءاً ومرارة .. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات .. إنما مقصودي : إذا رأيتموهن فارحموهن وأشفقوا عليهن .. وادعوا لهن بالهداية ووجهوهن .. فإنهن تائهات حائرات … يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها ….

    سكتت الفتاة قليلا … ثم تابعت قائلة : لقد أصبحت أشك .. هل هناك سعادة حقيقية في هذه الدنيا ؟!! .. وإذا كانت موجودة بالفعل .. فأين هي ؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها .. فقد مللت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة …

    فقال لها الشيخ ( محمد ) : أختاه … لقد أخطأتِ طريق السعادة .. ولقد سلكتِ سبيلا غير سبيلها … فاسمعي مني .. لتعرفي طريق السعادة الحقة !! ….
    *****


    إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى .. وتتضرعي له .. وتنكسري بين يديه .. وتقومي لمناجاته في ظلام الليل .. ليطرد عنك الهموم والغموم .. ويداوي جراحك .. ويفيض على قلبك السكينة والانشراح …

    أختاه : إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء بالليل والنهار .. بدلا من قرع أرقام الهاتف .. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين ..

    صدقيني يا أختاه .. إن الناس كلهم لن يفهموك .. ولن يقدروا ظروفك .. ولن يفهموا أحاسيسك .. وحين تلجأين إليهم .. فمنهم من يشمت بك .. أو يسخر من أفكارك .. ومنهم من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة .. ومنهم من يرغب في مساعدتك .. ولكنه لا يملك لكِ نفعاً ولا ضرا …

    أختاه : إنكِ لن تجدي دواءً لمرضك النفسي .. لعطشك وجوعك الداخلي .. إلا بالبكاء بين يدي الله تعالى .. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة .. إلا وأنتِ واقفة بين يديه .. تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة .. وتطلقين زفراتك المحترقة .. على أيام الغفلة الماضية …

    قالت الفتاة .. والعبرة تخنقها : لقد فكرت في ذلك كثيرا … ولكن الخجل من الله .. والحياء من ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك .. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير .. وأنا مقصرة في طاعته .. مبارزة له بالذنوب والمعاصي …

    فقال لها ( محمد ) : سبحان الله …يا أختاه : إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم … غضبوا عليه ولم يسامحوه .. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات … ولكن الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده .. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم .. بل متى تاب المرء وأناب … فتح له أبواب رحمته .. وتلقاه بالمغفرة والعفو .. بل حتى إذا لم يتب إليه … فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة … بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة … أما علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : « إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي !! من أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين والمتطهرين ، وإن تباعدوا عني فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها »

    وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي … حتى انفجرت الفتاة بالبكاء .. وهي تردد : ما أحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا ….

    بعد أن هدأت الفتاة .. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا :

    أختاه : إنني مثلك أبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … في الحياة مع الله وفي ظل مرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفار من الحوبة … وجدتها في دموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتها في بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيح المستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار لله والخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها في امتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها في هجر

    المسلسلات والألحان …

    أختاه : لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذا أعطوا سلبوا .. ولكن الله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازى وأثاب ..

    أيتها الغالية : إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطش إليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أن يتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحها للآخرين .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معروف …

    أختاه : لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي ؟ هلموا إلى طاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }

    أختاه : إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأن في النفس البشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسده حنان الإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولا تملأه مودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش في ظل طاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينها تشعرين بالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذة الصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينها ستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك …

    فأجابت الفتاة … ودموع التوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحث عنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد …

    فبادرها ( محمد ) قائلا .. إذن فلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالى في كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك … وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بين يدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. على المعاصي والذنوب السالفات ..

    وأرجوا أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم لا ؟

    ثم أغلق ( محمد ) السماعة … وأنهى المكالمة …

    بعد أسبوعين .. وفي الموعد المحدد .. اتصلت الفتاة بـ ( محمد ) .. ونبرات صوتها تطفح بالبشر والسرور .. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحاً وحبورا .. ثم بادرت قائلة :

    وأخيراً .. وجدت طعم السعادة الحقيقية .. وأخيراً وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثاً عنه .. وأخيرا شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي .. وأخيراً شربت من ماء السكينة والطمأنينة القلبية الذي كنت أتعطش إليه … وأخيراً غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال .. فغدت نفسي محلقة في الملكوت الأعلى .. وأخيرا داويت قلبي الجريح .. ببلسم التوبة الصادقة فكان الشفاء على الفور … لقد أيقنت فعلا .. أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره .. وما عدا ذلك فهو سراب خادع .. ووهم زائف .. سرعان ما ينكشف ويزول …

    وإني أطلب منك يا شيخ طلباً بسيطا … وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة .. فكثير من الفتيات تائهات حائرات مثلي … ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد …

    فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريبا ................

    هذه المقالة من موقع :إذاعة طريق الإسلام


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 1:58

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    العدل الإلهـــي

    كان موسى عليه السلام ، يناجي ربه على الطور ، فقال في مناجاته : إلهي أرني عدلك و إنصافك ؟ فقال له تعالى : يا موسى أنت رجل حاد جريء ، لا تقدر أن تصـبر ، فقال أقـدر على الصـبر بتوفيـقك ، فقال أقصـد العـين الفـلانية ، واختـف بإزائها ، وانظـر إلى قـدرتي ، و علـمي بالعــيوب . فمـضى مـوسى وصـعـد إلى تل بإزاء تلك العـين ، وقـعـد مخـتـفيـا .

    فوصـل إلى العـين فارس ، ونزل عن فرسه ، وتوضأ من العين ، وشرب من مائها وحل من وسطه هميانا ـ كيس مليء بالنقود ـ فيه ألف دينار ووضعه إلى جانبه ، وصلى ركعتين ، ثم ركب ونسي الهميان في موضعه وسار .

    فجاء بعده صبي صغير ، فشرب من الماء ، وأخذ الهـميان ومضى .

    فجاء بعد الصبي شيخ أعمى ، فشرب من الماء وتوضأ ، ووقف في الصـلاة .

    حينها ذكر الفارس أنه نسي الهميان عند العين ، فعاد من طريقه إلى العين ، فوجد الشيخ الأعمى ، فلزمه ، وقال : إني نسيت هميانا فيه ألف دينار في هذا الموضع ، في هذه الساعة ، وما جاء أحد إلى هذا المكان سواك ، فقال أنا رجل أعمى ، كيف أبصر هميانك ؟ فغـضب الفارس من ذلك ، وجرد سيفه ، وضرب به الأعـمى فقـتله ، وفتـشه عن الهمـيان ، فلم يجـده ، فتركه ومضى .

    فقال موسى عليه السلام : إلهي نفذ صبري وأنت عادل ، فعرفني كيف هذه الأحوال ؟ فهبط جبريل عليه السلام وقال : الباري جلت قدرته يقول لك : أنا عالم الأسرار أعلم ما لا تعلم ، أما الصغير الذي أخذ الهميان ، فإنه أخذ حقه وملكه ، فقد كان أبو هذا الصبي أجيرا لذلك الفارس ، واجتمع عليه بقدر ما في ذلك الهميان ، فالآن وصل الصبي إلى حقه .

    وأما ذلك الشيخ الأعمى ، فإنه قبل أن يعمى ، قتل أبا ذلك الفارس ، فقد أقتص منه ، ووصل كل ذي حق إلى أهله ، وعدلنا وانصافنا دقيق كما ترى . فلما علم موسى بذلك ، تحـير واستـغفر..

    وسبحان الله الــــذي جلت قدرته وعظمته ..
    بقلم ( وفاة روح ) – ملتقى العــرب


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 1:59

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    أنـــت ناقصـــة عقـــل وديـــن

    " أنت ناقصـــــة عقـــــل وديـــــن " قالها لي أخي الصغير فقد كنا نتحاور أنا وهو في موضوع ما وكان يحاول جاهدا أن يقنعني برأيه ... وأنا كذلك .. وعندما يأس ونفذت كل محاولاته في إقناعي ... قالها لي وكأنه يتهمني بها ... ويضعف من رأيي ..

    للحظات اعتراني الغضب ... من لهجة أخي الصغير المتهمة لي بالنقص في ديني وعقلي ... فلا يحق له ان يحكم ان كان ديني كاملا او ناقصا ... او يصدر حكما بأن عقلي لا يجاري عقله في التفكير لنقصانه ...

    ولأني لا ارغب أن يتحكم غضبي في طريقة حواري معه ... فضلت أن اصمت قليلا .. كي أشتت غضبي واجمع أفكاري كي أستطيع أن أقنعه بأنه لا يجوز له أن يتهمني هكذا ..

    وبعد لحظات من التفكير السليم .. وبهدوء رددت عليه وأنا مبتسمــــة "نعــــــم اعتـــــرف ...أنـــــا ناقصــــة عقـــل وديـــن وكيف لـــي ان اكذب ... حديث قاله الرسول عليه الصلاة والسلام "

    اعتلت ملامح أخي الدهشة من اعترافي ... التي أخذت يزينها ابتسامة انتصاره ...... ظنا منه باني قد استسلمت لرأيه ... وإني اعترفت باني لا أصلح لاتخاذ أي رأي .. لنقص عقلي .... وبهذا قد حسم الموضوع لصالحه ..

    وهو في عز نشوته بالانتصار علي ... فاجأته بهذه الأسئلة :

    هل لك يا أخي أن تفسر لي كيف يكون نقصان عقلي ... ونقصان ديني ... ؟؟؟ صمت أخي واخذ يفكر .. فأكملــت ... وهل لك أن تذكر بقية الحديث الذي استمدت منه جملتك هذه ؟

    وكانت ابتسامته تتلاشى مع كل سؤال اسأله إلى أن اختفت .... وسكنت مكانها حيره ... كيف له أن يجيب على هذه الأسئلة ... فاخذ يتمتم .. ويتمتم .... ويقول عبارات كثيرة لم افهم منها سوى " بصراحة لا أتذكر الحديث الشريف "فتجاهلت إجابته مكمله ... لأسئلتي

    وهل تعتقد أن الله يقبل منك أنت صلاتك وزكاتك وقيامك .. ولا يتقبلها مني .. ؟؟
    و هل عندما تصلي وتزكي .. وتقوم بفعل الخير ....يكون ثوابك اكبر من ثوابي لأني امرأة ناقصة دين ..

    فجاوبني بثقة "لا طبعا أنا لم اقل هذا"

    إذن كيــــف يكـــــون نقصـــــان ديني هنـــــــا ... !!!!

    وحتى لا اسمع لغة التمتمة لديه أكملت حديثي دون انتظار الإجابة

    وبرأيك الشخصي كيف يكون نقصان عقلي ..فهل تعتقد بأنه تكوينه عقلك تختلف عن تكوينه عقلي ... أي إن الله خلق للرجال عقل كامل .. و خلق لنا نحن النساء نصف عقل ..؟؟

    فأشار بالنفي برأسه ... وكأنه يعلم جيدا باني قد سأمت من تمتمته ..أم تراه قد شعر بأنه أوقع نفسه في مطب لن يخرج منه سالما ..

    فصَمِت قليلا ... وأخذت أتمعن جيدا في وجهي أخي الحائر ... أحاول جاهدة أن اخترق جدار عقله علني أحاول أن اكتشف بما يفكر به ألان ... وأراقب نظرات عينيه التي أخذت تسافر من مكان إلى الأخر ... متحاشيه أن تنظر في عيني ..

    أمــــا هــــو فقد ضنه صمتي هذا ... انتظار لإجابته... فرجع أخي يتمتم ويتمتم ... فأشفقت عليه ... فاقتربت منه وجلست بقربه... وأمسكت بيديه .. وقلت له : أنا اعلم انك لا تدرك ما تقوله ..ربما لأنه قد شاع لدى بعض الرجال هذه المقولة بأنها نقص في حقنا وكأنها ممسك علينا ...

    عزيزي ما أرغبه منك الآن أن تسمعني جيدا ... ولا تقاطعني ... حتى انتهي من حديثي ... وبعدها أبدي رأيك وقل ما تشاء وسأكون لك مستمعه ... اتفقنـــــــا

    وكأني هنـــا قد رميت له طـــــوق النجاة من أسئلتي فابتسم لي وهو يقول : "بكـــــــل ســـــــرور"

    والآن أنصت لهذا الحديث الشريف الذي سأقوله ...

    عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال:"معشر النساء، تصدقن، وأكثرن من الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار". قلن: وبم يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن". قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل؟" قلن: بلى. قال: "فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟" قلن: بلى. قال:"فذلك من نقصان دينها".

    وقصد هنا نقصان العقــــــل أن النساء لا تضبط مشاعرها كالرجل و لا تتصف برباطة الجأش ولأنه شهادتها نصف شهادة الرجل لغلبة عاطفتها ونسيانها... فلهذا أتى نقصان العقل ..

    أما نقصان الديــــــن ... حيث أن الرجل يصلي في الشهر 150 صلاة مفروضة بينما المرأة تصلي أقل منه... لعارض شرعي بذلك نقصت الصلاة.... وأيضا لأن الرجل يصوم شهر رمضان بأكمله ..أما هي تضطر لان تفطر بعض أيام لنفس هذا العارض الشرعي وهـــــذا بالنسبــــة للمـــرأة يُعـــــدّ كمـــــالاً

    " كمــــــــالا " قالها أخي متعجبــــــــا !!

    نعـــــــم ... من المعلوم أن التي لا تحيض تكون غالباً عقيماً لا تحمل ولا تلد .... وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين .قال ابن القيم : خروج دم الحيض من المرأة هو عين مصلحتها وكمالها ، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها.

    ولا ينقص من قيمة المرأة ... كون عقلها اقل لغلبة عاطفتها .. أو دينها لأنها تترك الصلاة لعذر ...فهو ليس نقصاً في التكوين ... ولا نقصاً في اليقين وجوهر الدين ... ولكنه سمي نقصاً لأن فيه مع وجود أسبابه ما يعد غير تام.

    و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديثه اللطيف: "وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن".

    لــــــذا يا أخي العزيز ... لا بد أن تعلم أنه لا يجـــــوز لك إن تقول هذا اللفظ "النساء ناقصات عقل ودين " وكأنك تتعال على المرأة وتسلبها حقها في دينهــــا وعقلهــــا .... وهذا لا يحق لك كرجل مسلم

    لانك تأخذ ما تريد من الحديث وتترك الباقي ..
    كمن يقرأ ( ولا تقربوا الصلاة ) ويسكت ... أو يقرأ ( ويل للمصلين ) ويسكت !

    فهنــــا مـــــع السكــــوت يختلف معنى الآية ... فأنت فعلت كذلك ... أخذت من الحديث ما أعجبك فقط ... وتجاهلت البقية .. فاختلف المعنى كليا ..

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما النساء شقائق الرجال . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث حسن

    اعتــــــذر أخـــــي .. من فهمه الخطأ لمعنى الحديث ... وكم سررت من ذلك ... لكن متى سيفهم بقية الرجال المعنى الصحيح لهذا الحديث ...

    فأنا أتعجب كثيرا .. عندما أجد رجال قد نالوا ما نالوه من العلم والدراسة .. ويجهل المعنى الصحيح لهذا الحديث البسيط ... أم تراه يتجاهل .. وتلك هي الطامة أن يفسر ما قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب هواه وظنــــه هــــو ...!!!


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 1:59

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    وقفات في مغسل الأمــــوات

    يا نفس توبي فإن الموت قد حانـا *** واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
    أما ترين المنايـا كيـف تلقطنـا *** لقطـاً وتلحـق أخرانـا بأولانـا
    في كل يـوم لنـا ميـت نشيعـه *** ننسـي بمصرعـه اثـار موتانـا
    يا نفس مالي وللأمـوال أكنزهـا *** خلفي واخرج من دنيـاي عريانـا
    ما بالنا نتعامى عـن مصارعنـا *** ننسي بغفلتنا مـن ليـس ينسانـا

    الموت ..

    أول منازل الآخرة ..
    نهاية البشر أجمعين ..
    قطع آمال المؤملين ..
    نهايتك أنت .. ونهاية أنا.. ونهاية كل حي على وجه الأرض

    ( كل من عليها فان ) كل حي على وجه الأرض ( كل نفس ذائقة الموت )

    فهيا يا أخي نتجول في عبرة أبكت الصالحين
    وأفزعت الأبرار العابدين
    وأقضّت مضاجع الصالحين

    علنا أن نأخذها منها مزاداً نرفع من همتنا ..
    لنيل القربي عند رب العالمين ..

    نسير قليلاً بين ركام القبور .. وجماجم الموتى ..
    نتعرف على اللحظات التي سنعيشها يوما ما ..

    الموت ..
    إنهم يرونه بعيدا ..
    ونراه قريبا ..

    محاضرة للشيخ عباس بتاوي وهو مغسل أموات معروف ..
    رأت عيناه من العبر ومن عجائب الموت .. ما يستحق أن يرويه على مسامع كل ذي عظة وعبرة .. ومن سيصل يوما إلى تلك الحفرة..

    إنها وقفات .......... مع مغسل الموتى :

    *1*
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اتصل بي أحد الإخوة صباح يوم الخميس وقال لي : يا شيخ نريدك أن تغسل أبانا انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الخميس
    قلت متى سوف تصلون عليه ؟ قال : إن شاء الله على صلاة الظهر
    فتوجهتُ إلى منزله قبل أن يصل جثمانه من المستشفى وقمت بتجهيز لوازم الغسل انتظاراً لوصول هذا الرجل .. فعندما أحضروه قمنا بإدخاله إلى مكان الغسل وكان مكان الغسل ليس مهيأ لذلك لعدم وجود تهوية وعدم وجود إضاءة وكان مكان الغسل تحت سلم المنزل .. فكانت الإضاءة عكسية من الناحية الأخرى قلت لابنه : إنما مكان الغسل غير جيد ! فقال لي : يا شيخ نريد أن نصل عليه لصلاة الظهر وليس هناك مكان أحسن من ذلك .. فقمنا بوضع الميت على خشبة الغسل وكما ذكرت أنه لا يوجد إضاءة كافية ولا يوجد تهوية وكان الميت ملفوف بملابس المستشفى فقمت بالبدء في تجريد ملابسه بدءاً من رأسه وعندما كشفت عن وجهه فأجد تلك الإضاءة المشرقة تشع من وجهه .. نور يشع من وجهه لدرجة أنني شاهدت جسده كامل من ذلك النور الذي يشع من وجهه .. فأردت أن أتأكد أن هذه الإضاءة أو هذا النور أو هذا الشعاع ظاهراً من وجه الميت فقمت بوضع قطعة من القماش على وجهه ليحجب الضوء لأعمل ظل للتأكد من هذه الإضاءة وسبحان الله عندما وضعت القماش على وجهه كانت الإضاءة أكثر مما سبق بالرغم من وجود حاجز بينهم وبين الإضاءة هذه أول كرامة وجدتها في هذا الرجل وهو ميت .. ثم وضعت السترة على جسده من منتصف صدره إلى منتصف ساقيه والماء من تحت السترة ثم وضعت قطعة من القماش على يدي اليسرى وبدأت في تنجية هذا الميت بالضغط براحة يدي اليسرى من أسفل السرة ضغطا خفيفا لإخراج القابل أو المائع القابل للخروج ثم أجلست هذا الميت بزاوية ليس إجلاساً كاملاً إنما إجلاس بزاوية وبدأت في ضغط على بطنه براحة يدي اليسرى وقمت بتنجيته وأخرجت يدي فلم يخرج منه مائع لا بول ولا غائط ولا براز وعادة يا إخوان عندما يحضر لي جنازة أو أقوم بالذهاب إلى منزل الميت لتغسيل جنازة يكون له أكثر من ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر داخل المستشفى أو داخل المنزل تحت العناية المركزة لا يتناول سوى المغذيات عن طريق الوريد وهو مقعد إقعاد كامل عند موته وأقوم بتجريده من ملابسه أجد أكرمكم الله البول أو البراز من أسفل الرقبة حتى أسفل الركبتين وأنا كما ذكرت لكم أنه له أكثر من ثلاث أو أربع أشهر داخل المستشفى أو المنزل لكن هذا الرجل الذي قمت بغسله لم يخرج منه مثل ذلك .. ثم قمت بغسل هذا الرجل بالماء لتليين مفاصله كاملاً وبدأت في توضئة هذا الميت وضوء الصلاة .. عندما رفعت عن يده اليمنى لتوضئته ماذا وجدت يا إخوان ؟! ماذا وجدت في هذا الرجل ؟! .. وجدته ناطق بالشهادة .. ناطق بالشهادة بإصبعه .. فحاولت أن أقوم بثني هذا الإصبع ليس لسبب ما إنما سوف يعيقني عند تكفينه وذلك عند وضع يده اليمنى على يده اليسرى فسوف يعتقد كل من يصلي على هذا الرجل داخل المسجد أن هذه الجنازة لامرأة لاختلاف شكل الكفن .. فقمت بتوضئته وهو مسبل يديه وقد حاول معي أحد الإخوة أن نثني هذا الإصبع فلم نستطيع لم نستطيع ثني هذا الإصبع بكل ما أوتينا من قوة ! وهذه هي الكرامة الثالثة التي وجدتها في هذا الرجل .. ثم بعد الانتهاء من الغسل أردنا حمله من خشبة الغسل أو دكّة الغسل إلى النعش أو مكان تكفين الرجل فعند إنزاله إلى دكّة التكفين عادة بعد وضع الميت على الأكفان يقوم أقرب الناس إليه بدهن ميتهم بعطر العود أو أي عطر يقوموا بدهن مواضع السجود التي كان يسجد فيها الميت في المسجد لكن عند إنزال هذا الرجل يا إخوان إلى دكّة التكفين وقبل أن نضع عليه أي طيب صدرت من هذا الميت ريح لم أشتمها في حياتي .. لا هي ريحة عود ولا مسك لا عنبر ولو اختلطوا جميعا مع بعض .. فأردت التأكد أن هذه الريح صادرة من هذا الميت فقمت بمسح عن جبينه واشتميت هذه الريح جهة أنفي فوجدت أن هذه الريح عالقة في أنفي لم تزول لأكثر من ثلاث أيام حتى اغتسلت من جنابة .. وأردت التأكد من ذلك فقلت : يمكن هذه الريح صادرة من أحد الإخوة أو أحد الأبناء الذين حضروا معانا الغسل ، فقلت في نفسي بعد الانتهاء من تكفين هذا الرجل أطلب من أحد الإخوة من هذه الريح قليلا لكي نصلي على هذا الميت في المسجد
    فلم نتأكد يا إخوان أن هذه الريح صادرة من هذا الميت إلا بعد أن أدخلنا هذا الرجل للصلاة عليه في المسجد .. عند وضع الجنازة للصلاة عليه في المسجد فكل من كان في الصفوف الأولى يشتم هذه الريح عن يمينه وعن يساره لا يعلم مصدرها ، حتى إمام المسجد يشتم عن يمينه وعن يساره ولا يعلم من أين هذه الريح ..
    ثم احتملنا هذا الرجل إلى المقبرة وأنتم كما تعلمون أن المقبرة غرفة ضيقة ليس لها مكان تهوية سوى فتحة في الأعلى نقوم بإنزال الميت من جهة رجل القبر وننزل الميت من جهة رأسه سلاًّ إلى القبر ثم نقوم بوضعه على جنبه الأيمن باتجاه القبلة ثم نقوم بحل الأربطة .. وعند إنزال هذا الرجل إلى داخل القبر كانت الريح يا إخوان أشد مما سبق في غرفة الغسل وفي المسجد لماذا ؟!! لأن القبر مكان ضيق ولا يوجد هناك تهوية فكانت الريح شديدة كل من كان داخل القبر اشتم هذه الريح من هذا الميت ! فأردت أن أقوم بوضع قليل من التراب على ظهره لإسناده ناحية القبلة أو باتجاه القبلة فلم أستطيع لمّ هذا التراب إلى ظهره يا إخوان ، لماذا ؟! لأن يدي تشنّجت ليست من حرارة القبر ! وكان وقت الدفن بعد صلاة الظهر في عز الصيف وفي يوم الخميس ! تشنجت يدي بسبب أن هذا الرمل كان بارد لدرجة أبرد من الثلج ! كأنني أردت أن أحفّه بالثلج ناحية ظهره فلم أستطيع ذلك فتشجنت يدي اليمنى فقمت بلفها بشماغي وقمت بلم هذا التراب ناحية ظهر هذا الميت ..
    بعد الانتهاء من دفن هذا الرجل قام الحاضرين بحث التراب على هذا القبر ثم توجهوا إلى القبلة وقاموا بالدعاء والسؤال لهذا الميت بالثبات ...
    ففي نفس اليوم ذهبت للصلاة في المسجد القريب من منزله وهو الذي صلينا على هذا الرجل فيه .. فقمت بالسؤال عن هذا الرجل وكيف مات ؟! .. فكلما سألت عن يميني وعن يساري لم يذكر لي إلا شيئا واحداً وهو أنه لا يعرفون هذا الرجل سوى أنهم يشاهدونه فقط في المسجد فعند صلاة العشاء حضر جميع المعزين لهذا الرجل إلى المسجد وبعد الانتهاء من الصلاة قام الإمام يا إخوان قام إمام المسجد يزكّي على هذا الرجل يزكي على هذا الميت ويقول يا إخوان اليوم فقدنا نور من أنوار الله في المسجد هذا .. يقول الإمام منذ افتتاح هذا المسجد وأنا أصلي جميع الفروض الخمسة لم أحضر يوم من الأيام وسلمت عن يميني وعن يساري إلا وأجد هذا الرجل في الصف الأول في المسجد إما عن يميني وإما عن يساري حتى مؤذن المسجد يا إخوان يقول في هذا الرجل: يا إخوان أنا أتي لصلاة العشاء وصلاة الفجر فأحضر إلى المسجد وأجد هذا الرجل جالس على عتبة المسجد يقرأ القرآن ينتظر الآذان .. حتى عامل النظافة يا إخوان عامل نظافة المسجد يقول في هذا الرجل : أنه بعد صلاة العشاء وبعد صلاة الفجر يريد أن يقفل المسجد للذهاب إلى النوم يقول إن هذا الرجل لا يُخرِج رجله اليسرى من باب المسجد إلا أن تكون آخر رجل خرجت من هذا المسجد .. حتى عامل النظافة يخرجه من المسجد قبله ثم يخرج هذا الرجل من المسجد .. فمات يا إخوان .. مات هذا الرجل وقلبه متعلق بالمسجد .. مات هذا الرجل وهو صائم .. مات هذا الرجل وهو ناطق بالشهادة بإصبعه .. مات هذا الرجل يوم الخميس وهي من الأيام المباركة فقمت بسؤال ابنه احك لي كيف مات أبوك ؟! فقال عن لسان والدته قال : يا شيخ أرادت والدتي أن توقظه لصيام يوم الخميس بتناول وجبة خفيفة فعندما أرادت أن توقظه بدأ ينهرها ويقول لها : ابعدي عني ابعدي عني ابعدي عني إني أحس وأشعر بسعادة لم أشعر بها من قبل لا أريد أن آكل لا أريد أن أشرب دعيني لوحدي دعيني لوحدي ! .. فجلست في القرب منه تقرأ القرآن حتى نام .. ثم عند الساعة الواحدة صباحاً بدأ ملك الموت ينتزع روح ذلك الرجل من رجليه فبدأ ينتفض وتبرد رجليه فأحست زوجته أن هذا البرود غير طبيعي عن بقية جسده فأيقظت أبناءها وقالت لهم إن أباكم ليس بخير اذهبوا به إلى المستشفى .. فذهبوا به إلى المستشفى وأدخلوه إلى العناية المركزة وقام الأطباء بوضع جهاز الأكسجين على وجهه والمغذيات على يده اليسرى وجهاز القلب على صدره ثم خرج وقال لأبنائه وزوجته اذهبوا إلى المنزل وتعالوا غداً إن شاء الله ليكون والدكم بأحسن حال .. وكانت إرادة الله أسرع .. يقول الممرض الذي كان بجانبه يقرأ القرآن يقول شاهدت هذا الرجل وهو يرفع يده اليمنى وأصبعه إلى أعلى أكثر من مرة ! وليس ذلك بغريب فقد شاهدت ذلك مراراً لكن الغريب يا إخوان أن يده ترتفع بالشهادة وجهاز القلب واقف ! وجهاز ضربات القلب واقف ! فقام بسرعة باستدعاء الطبيب لعمل الصدمات الكهربائية له لضربات القلب وقبل أن يضع الجهاز إلى صدره وجد هذا الرجل يرفع يده لأكثر من مرة ناطق بالشهادة ! فعُمل له الصدمات لكن كانت إرادة الله أسرع .. كانت إرادة الله أسرع .. توفي هذا الرجل يوم الخميس وهي من الأيام التي تعرض فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى .. وقمت بتنجية هذا الميت ولم يخرج منه كبقية الأموات لماذا ؟! لأنه كان صائما .. مات وهو صائم ويده ناطقة بالشهادة عند تنجيته وتوضئته لماذا ؟! لأنه لم يستطيع نطقها وأجهزة المستشفى على وجهه فنطقها بإصبعه .. وأنتم كما تعلمون يا إخوان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا اله إلا الله دخل الجنة ) وهذا النور يا إخوان وهذا النور الذي سطع من وجهه نور الإيمان نور الإيمان وهذه الريح الطيبة ريح طيبة ليست كأرياح الدنيا أسأل الله لي ولكم يا إخوان أسأل الله لي ولكم أن يحسن لنا خاتمتنا ..
    *2*
    طلب مني أحد أئمة المساجد في ساعة متأخرة من الليل اتصل بي وقال لي يا شيخ أريدك أن تغسل أبي انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الاثنين
    فقلت له : كيف أنت إمام مسجد ولا تستطيع أن تغسل أباك ؟!
    فقال لي يا شيخ أرجوك أن تحضر .. فذهبت يا إخوان إلى منطقة كانت وعرة جداً وكان يصعب الدخول إليها بالسيارة فدخلت باتجاه واحد في مكان ضيق ووسط أزقة صغيرة ثم أوقفنا السيارة ونزلت راجلاً ومشينا مسافة ثم عندما حضرنا إلى المنزل ذكرت لابنه أين والدكم ؟! هل هو في المنزل أو في المستشفى ؟! فقال لي لا يا شيخ إنه موجود في ملحق في الدور الثاني .. وكما ذكرت لكم أن هذا البيت شعبي فطلعنا إلى دور الثاني ثم إلى الملحق ودخلت على والد الإمام فوجدته مستلقياً على سرير من خشب في مكان غسل ضيق إنما كان هناك مكيف وكان إضاءة كافية لغسل هذا الرجل فبدأت بمساعدته بتجريد هذا الرجل من ملابسه وقمنا بتغطيته بالسترة وبدأنا في تنجيته ثم توضئته ثم غسله كاملاً .. في الغريب يا إخوان أنني لا أعرف عن هذا الميت سوى أنه والد هذا الإمام والأغرب من ذلك أنني كلما حركت جزء من جسد هذا الرجل لأغسله كانت رقبته غير طبيعية ، كيف ذلك ؟! كان طول الرقبة أكثر مما هو طبيعي ! .. استغربت في طول هذا الرقبة ! .. بعد الانتهاء من غسل هذا الرجل كان في العقد الرابع من العمر قمنا بتكفينه وقبل إنزال هذا الرجل من بيته إلى المسجد للصلاة عليه سمعت من ولده يقول لبعض الإخوة اذهبوا إلى المسجد فلان والمسجد فلان والمسجد فلان وقولوا لهم أن الصلاة على فلان سوف يكون في المسجد الرئيسي في الشارع العام
    فقلت لابنه ماذا يعمل أبوك ؟! فقال : لا تعلم يا شيخ ! .. قلت له لا أعلم لماذا أرسلت الإخوة للتنبيه للمصلين في هذه المساجد الصغيرة بأن صلاة على والدكم سوف يكون في هذا المسجد الكبير ؟! .. فقال لي : يا شيخ إن أبي مؤذن لأحد هذه المساجد الصغيرة منذ أكثر من ثلاثين سنة .. عندها علمت أن هذه الرقبة في الغسل كانت غير طبيعية لأن هذا الرجل كان ينادي للصلاة في المسجد .. أنزلنا هذا الرجل يا خوان من هذا المكان الضيق وهذه الأماكن القديمة ثم ذهبنا به إلى المسجد في أول الشارع ، عند إدخال هذا الرجل في المسجد لم يكن الحضور يتعدى الصف الواحد لكن يا إخوان كنت أقرأ القرآن وأوذن لصلاة الفجر وقمنا بالصلاة وبعد الانتهاء أحضروا هذا الرجل أو هذا المؤذن للصلاة عليه وبعد الانتهاء من الصلاة على هذا الرجل التفت عن يميني وعن شمالي ومن ورائي فلم أجد مكان للخروج من هذا المسجد لدرجة أن المصلين أقفلوا الشارع العام ! كثرة المصلين على هذا الرجل تعدى حدود المسجد إلى الشارع العام فتبعت الجنازة حتى إدخالها السيارة ثم انطلقنا به إلى المقبرة وقبل وصولي إلى المقبرة وجدت الكثير من الإخوة ! اعتقدت أنهم منتظرين هذا الرجل فقاموا بإتباعي حتى باب المقبرة وقمنا بإنزال هذا الرجل إلى المقبرة ودفنه ثم الدعاء له وعند ذلك وجدت أن جنازة أخرى قد حضرت وكان أكثر الحاضرين لهذه الجنازة التي قمت بغسلها ، توجهوا إلى هذا الرجل الميت الآخر لماذا ؟! لأنهم في الأصل حضروا إلى هذه المقبرة انتظاراً لهذا الرجل كان يصلي عليه في أحد المساجد القريبة من المقبرة لكن الذي قمت بغسله كان في حي بعيد ووصلت جنازته إلى المقبرة قبل وصول هذا الرجل المهم الذي كان جميع الناس في انتظاره ، لذلك كسب الميت الذي قمت في غسله أجر جميع الحاضرين في هذه المقبرة بالدعاء له ثم انتقلوا إلى الميت الآخر .. فكانت بشرى خير لهذا الرجل فسألت ابنه كيف مات ؟! فقال : يا شيخ عادة من أبي قبل أن ينزل لأذان الفجر من كل يوم يقوم باكراً ويقرأ القرآن في هذا الملحق وفي ذلك اليوم ذهب لقراءة القرآن0في هذا الملحق وعادة ينزل إلينا ويستأذن أنه ذاهب إلى المسجد للأذان فلم ينزل كالمعتاد فطلعنا إليه فوجدناه ممداً باتجاه القبلة وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى .. فأسأل الله أن يتغدمه بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
    وكان هذا الرجل يا إخوان وكما ذكرت في العقد الرابع من عمره وكان يؤذن منذ ثلاثين سنة أي كان يؤذن وهو عمره عشر سنوات وهو في حلقات التحفيظ في القرآن ، كان المؤذن هو أستاذه الذي يعلمه القرآن كان من جمال صوته أن يسمح له برفع الأذان .. ثلاثين سنة يا إخوان وهو يؤذن وهو عمره عشر سنوات وهو يؤذن ومات بهذه الطريقة ورقبته كما ذكرت أثناء الغسل والتكفين ليست طبيعية ..

    ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثًا يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقومٍ يؤمنون )
    *3*
    كنت جالس داخل مكتبي في أحد المقابر التي عينت فيها كمتطوع بدون أجر أراجع بعض الأوراق فدخل علي شاب وعليه علامات الغضب والحزن وقال لي يا شيخ إن أخي توفي ونريد تجهيزه لصلاة الظهر، فقلت أين أخاك ؟! فقال لي داخل السيارة يا شيخ .. قلت : قم بإنزاله داخل المغسلة وضعوه على دكّة الغسل حتى أبدل ملابسي . فدخلت على هذا الشاب وكان في العقد الثالث في العمر وكان داخل المغسلة اثنين من أقاربه وأخاه وأحد أصدقائه ، كان هذا الشاب بملابسه لأنه توفي داخل المنزل فقمت بالبدء بتجريده من ملابسه بواسطة المقص بدءاً من كمه الأيمن حتى الرقبة ثم نزولاً من الرقبة حتى رجليه .. إنما وجدت في هذا الشاب أنه كان ملفوف الرأس بشماغه لفة غير طبيعية كأنه مشنوق فقمت بنزع هذا الشماغ بصعوبة من وجهه وليتني لم أفعل ! عندما كشفت عن وجه هذا الشاب ليتني لم أفعل يا إخوان ! كأنني كشفت عن فتحة مجاري للمياه لماذا يا إخوان ؟! لأنه هناك ريح صدرت من فم هذا الشاب لم أستطيع تحملها ، ريح نتنة ريح عفنة ريح نافذة قوية لم يستطيع أقربائه تحمل هذه الريح فخرجوا من داخل المغسلة .. بقيت أنا وأخاه وأحد زملائه فلم أستغرب من أخاه وزميله أنهم تأثروا من هذه الريح لماذا ؟! لأنني وجدت هذه الريح تصدر منهم أيضا .. أتعلمون يا إخوان ما كانت هذه الريح التي تفوح من فم هذا الميت ؟! كانت ريح الدخان والعياذ بالله .. كأن هذا الميت مات وهو يشرب الدخان .. ريح نتنة تصدر من هذا الميت بدرجة أنني فقدت توازني فقمت بوضع قطعة من القطن عليها قليل من الطيب داخل أنفي لتغيير هذه الريح ولم يتأثر أخاه وزميله من هذه الريح لماذا ؟! كما ذكرت لأنني وجدت علبة الدخان في جيب أخيه فقمت بتجهيز وغسل هذا الشاب وأنزلناه إلى النعش لنكفينه ثم أردت أن أضع بعض الطيب على أماكن السجود التي كان يسجد فيها لله في المسجد ولتخفيف هذه الريح عنه فقمت بدهن جميع مواضع السجود وقمت بدهن جسده كاملاً بهذا الطيب ومع ذلك يا إخوان لم أستطيع أن أخفف ريحة هذا الدخان من جسده ، وبعد تكفينه قمت بوضع زجاجة أخرى من هذا الطيب إلى الكفن لدرجة أن أي واحد يشاهد هذا الميت وهو مكفن وعليه علامات خارج الكفن من البقع يظن أن المغسل لم يحسن الغسل ! إن هذه البقعة كانت من الطيب لتخفيف ريحة الدخان التي تصدر من هذا الميت ومع ذلك لم أستطيع تخفيف هذه الريح .. ثم وضعنا عليه الغطاء الأخير ووضعت فوق الغطاء بعض الطيب ولا زال ريحة الدخان تملأ هذه الغرفة ! .. العبرة ليست هنا يا إخوان العبرة عندما خرجت من باب المغسلة للتوجه لدورات المياه للاستحمام كان خارج المغسلة الكثير من الإخوة منتظرين بعض الجنائز لتجهيزها بالمقبرة فكان في ذلك اليوم أكثر من أربعة جنائز منها جنازة لامرأة وجنازة لرجلين وجنازة هذا الشاب الذي قمت بغسله .. وعند خروجي وجدت أحد الإخوة يصرخ في الحاضرين ويقول أمام الناس: ألم يجدوا غير هذا الشيخ المدخن ليغسل موتانا ! وقالها أكثر من مرة ولم أعيره أي انتباه وذهبت إلى دورات المياه ثم عدت ثانية فوجدت هذا الرجل يقف في وسط المدخل ويشير إلي ويقول لي : يا شيخ ألا تتقي الله تغسل موتانا وأنت تدخن ! اتقِ الله يا شيخ ! كيف تغسل موتانا وأنت تدخن ! .. فمسكت من يده ثم قمت بإدخاله إلى داخل المغسلة ثم كشفت عن وجه هذا الشاب وقلت له : جزاك الله خيرا يا أخي لقد قمت بالصراخ علي أمام الناس واتهمتني بهذه الريح النتنة أنها صادرة مني إنما هي من هذا الميت الذي قمت بإحضاره إلى المقبرة ! .. فقال كيف يا شيخ ؟!! .. قلت له : هذا هو الشاب أمامك وهذه الريح لا زالت في الغرفة .. فاقترب من هذا الشاب واشتم هذا الريح فلم يستطيع تحمل هذا الريح ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال لي يا شيخ الآن سوف أخرج وأقول للحاضرين أن هذه الريح ليست من الشيخ .. فقلت له لا ، لا تفعل ذلك لأنك لو خرجت وقلت ذلك سوف تفضح هذا الشاب إنما أنا أتحمله لأن كل الموجودين في الخارج لن يصدقوا أن هذه الريح من مغسل الأموات لكن لي طلب عندك ؟! .. قال أبشر يا شيخ .. قلت ميتك هذا لا نستطيع الصلاة عليه ، قال كيف يا شيخ إن هذا الشاب مسلم وشرب الدخان معصية والله هو الذي سوف يحاسبه على هذه المعصية . فقلت له نعم لكن أنت كما تعلم أن الملائكة تتأذى من رائحة البصل والثوم والكراث في المسجد فكيف بهذه الريح النتنة التي تصدر من هذا الميت ! ولا تنسى أن هناك أكثر من جنازة سوف يصلون عليها في هذا المسجد فلو أحضرنا هذا الشاب إلى هذا المسجد للصلاة عليه سوف يعتقد ويظن الكثير من المصلين أن هذه الريح صادرة من نفس الميت الذي حضروا للصلاة عليه .. فقال لي وهو غاضب : لا يا شيخ لابد لنا أن نصلي على هذا الشاب في المسجد . فقلت له إن الحكم بيني وبينك إمام المسجد فدعنا نذهب إليه سوياً فذهبنا إلى إمام المسجد وقلت له في عجالة ما حصل لهذا الشاب وهذه الريح النتنة التي تصدر منه فقال لي الإمام : هل أحسنت غسله يا شيخ ؟ قلت نعم ، غسلته ثلاثا ثن خمسة ثم سبعة ثم طيبته ولم أستطيع تخفيف هذه الريح . فأراد الإمام أن يحضر وذلك لمزيد من التأكيد فقبل أن يفتح باب المغسلة وإذا بهذه الريح تخرج من هذه الغرفة إلى وجه هذا الإمام فلم يستطيع الإمام الدخول فقام بإقفال باب المغسلة وقال لمرافقه لا نستطيع الصلاة عليه في المسجد صلوا عليه داخل المقبرة .. فقام غاضباً هذا الرجل وذكر له مثل ما ذكر لي إلا أن الإمام أصرّ على أنه لا يصلى على هذا الرجل داخل المسجد .. فلكم أن تتخيلوا يا إخوان أخرجنا هذا الشاب من المغسلة ووضعناه للصلاة عليه في ممر المدخل وطلبت من الإخوة الحاضرين لأكثر من مرة يا إخوان يا مسلمين دعونا نصلي على هذا الشاب لنقوم بدفنه . فلكم أن تتخيلوا يا إخوان بعد أن قلت لهم وطلبت منهم أن يشاركوني في الصلاة على هذا الشاب لم يقم ولا أحد من الإخوة الحاضرين داخل هذه المغسلة للصلاة على هذا الشاب ! .. قام أحد الإخوة وقال لي لاختصار الوقت قال لي اسمع يا شيخ نحن حضرنا ولدينا جنائز هنا للصلاة عليها فنحن أولى بالصلاة على الجنائز التي حضرنا لأجلها صلّ على هذا الشاب يا شيخ وأسرع بدفنه .. فقمت أنا والعاملين بالمقبرة وبعض مرافقي البعض فقط ، البعض الآخر رفض الصلاة على هذا الشاب . لم نتعد أصابع اليدين يا إخوان في الصلاة على هذا الشاب ثم قمنا برفعه والذهاب به إلى القبر وهنا كانت العبرة يا إخوان أنتم كما تعلمون عند إنزال الميت إلى داخل القبر نقوم بإنزاله وندخل الميت من جهة رأسه سل ثم نقوم بوضعه على جنبه الأيمن باتجاه القبلة ثم نقوم بحل الأربطة وعندما أنزلنا هذا الشاب .. يا إخوان كانت العبرة داخل القبر ! كان من حضر معاي الغسل أخاه وأحد أصدقائه واثنان من أقربائه كانوا داخل القبر فعند توجيه هذا الشاب إلى القبلة وبدأت بحل الأربطة فوجدت شيئا يتحرك من جهة رأسه فعندما إلتفت عن يميني وجدت وجهه إلى عكس القبلة ! فأردت أن أتأكد أن ذلك لم يكن مقصوداً فحاولت توجيه وجهه إلى القبلة مرة أخرى وقمت بحل عقدة من الأربطة إنما وجدت للمرة الثانية أن وجهه على عكس القبلة لدرجة أن أخاه انهار داخل القبر وأصابه شلل مؤقت من منتصف رجليه فقال لي : يا شيخ دعني أحاول توجيه أخي إلى القبلة . فقلت له تفضل ثم خرجت من القبر واتصلت بأحد المشائخ جزاه الله خيرا وشرحت له ما حصل لي منذ بداية غسل هذا الشاب .. فتوقعوا يا إخوان ماذا قال لي الشيخ ؟! .. ماذا قال لي الشيخ ؟! .. قال لي وهو يبكي : أتريد أن تعصي الله يا شيخ ! أتريد أن تعصي الله ، الشيخ ينهرني ويقول لي أتريد أن تعصي الله ! فقلت له : كيف يا شيخ ؟! قال : ألم تكتفي بما وجدته من هذه الريح النتنة أثناء الغسل ومن رفض بقية الإخوة للصلاة عليه ثم إنزاله للقبر وقمت بتوجيهه للقبلة مرة ومرتين ولم يتوجه إلى القبلة وتريد أن تعصي الله وتريد أن توجهه إلى القبلة عنوة وبالقوة ! ادفنوا هكذا ادفنوا هكذا وأقفل الخط ! .. فنزلت لأخرج من كان داخل القبر فوجدت أن أخاه قد انهار كلياً من محاولته لتوجيه أخاه باتجاه القبلة حتى أنني وجدت شكل الكفن من ناحية الرأس ليس طبيعياً من محاولته لتوجيه أخاه للقبلة فقمنا بإخراج أخاه من القبر وهو محمول على الأكتاف لأنه انهار جداً ولا يستطيع المشي أو الوقوف بسبب ثقل رجليه من هول المنظر الذي رآه .. قمنا بإدخال هذا الأخ إلى داخل المكتب عندي ثم أخرجت من كان بالمكتب وأقفلت المكتب ثم قلت له : كيف مات أخوك ؟! .. فقال لي يا شيخ كما هو موضح لديك بتصريح الدفن وتبليغ الوفاة . قلت أنت شاهدت بنفسك ماذا حصل لأخاك داخل المقبرة فأخذ يبكي ويقول لي استر أخي الله يسترك ! استر أخي يا شيخ الله يسترك ! قلت له: قل لي .. فقال لا أستطيع .. قلت له إن لم تذكر لي سوف أخرج من هذا المكتب وأذكر لكل الموجودين داخل المغسلة ماذا حصل لأخيك داخل هذا القبر ! وأنا لا أعني ذلك يا إخوان منذ بدايتي لهذا العمل النبيل منذ أكثر من أربعة عشر سنة لم أقوم بفضح أي ميت أو أذكر محاسنه أو عيوبه أو أذكر اسمه أو جنسيته أو مكان دفنه إنما أردت أن أخوفه بذلك .. فعندما أردت فتح باب المكتب قام أخوه وأخذ يقبل رأسي ويقول لي يا شيخ استر أخي الله يسترك استر أخي الله يسترك .. فقلت له احك ماذا رأيت في القبر؟! ومن الذي جعلك بهذا المنظر ؟! فقال يا شيخ إن سبب انهياري داخل القبر ليست من ريحة الدخان التي صدرت من أخي أثناء الغسل وليست من رفض الإخوة أن يصلوا عليه إنما لهول المنظر الذي رأيته داخل القبر .. قلت ماذا ؟! قال من منظر وأنت تريد توجيه أخي إلى القبلة ثم عند حلك للأربطة نجد أن وجهه اتجه إلى عكس القبلة فأصابني الانهيار لقد تذكرت أن أخي كان لا يوجه وجهه للقبلة في المسجد فأراد الله أن يفضحه داخل القبر ولا يريد توجيهه إلى القبلة فأصابني هذا الانهيار لقد أنهرت يا شيخ عندما تذكرت أن أخي لا يصلي لم يوجه وجهه للقبلة ! فكيف له وهو ميت أن يتوجه وجهه للقبلة ! .. فقلت له لماذا لم تذكر لي ذلك أثناء الغسل ؟! فقال لي يا شيخ إن أخي يصلي إنما كان يصلي رياء ونفاق فكان يجمع ويقصر دون سبب لذلك وإذا كانت هناك مناسبات فإنه يجمع جميع الفروض دفعة واحدة وفي بعض الأيام وبعض الرحلات لا يصلي هذا اليوم كله ..
    وقد ظهر المغطّى من قبيح المعاصي *** وانـجـلاء عـنــه الـغـطـاء
    كتبـت صحائفـي ذنـبـاً وإثـمـاً *** فهل يجدي لـدى المـوت العـزاء
    وهـل يجـدي النحيـب إذا تمـادت *** هـي السكـرات أو حـلّ الـبـلاء
    وأبصرت الطريـق وكنـت أعمـى *** وما يجـدي وقـد حـان الجـزاء

    *4*
    في المقبرة بعد صلاة العشاء قال إنه سوف يحضرون بعد لحظات أو بعد دقائق إنما أنا حضرت قبلهم حتى لا تقفلوا المقبرة ثم أحضروا هذا الشاب في سيارة خاصة وأدخلوه إلى المغسلة ثم بدأت بتجريد ملابسه كان هذا الشاب قد أحضروه من ثلاجة المستشفى وبدأت بتجريد ملابسه وعندما كشفت عن وجهه وجدت والعياذ بالله أن لون وجهه يختلف عن بقية جسده من منبت شعر الرأس حتى أسفل الذقن ومن شحمة أذنه اليمنى حتى شحمة أذنه اليسرى أسود مثل الفحم وكان تغير الوجه ليس طبيعياً ! وذلك بأن وجهه كان كأنه مشوي على النار أما بقية جسده فكان في حالة طبيعية .. فذكرت لمن كان معي هل مات هذا الشاب في حادث ؟! فقالوا نعم .. لكن عندما انتهيت من غسل هذا الشاب وكان يا إخوان كلما أردت تحريك عضو من عضو هذا الشاب لغسله أجد صعوبة في قلبه إلى جنبه الأيمن وإلى جنبه الأيسر أجد صعوبة في رفع يديه أجد صعوبة في رجليه والأكثر صعوبة والعبرة في ذلك أن وجهه عند غسله كان في عكس الاتجاه للقبلة في دكّة الغسل .. نحن في دكة الغسل عملت خصيصاً إلى القبلة لكن هذا الشاب وفي أثناء غسله كان ينحرف في الغسل عن القبلة .. بالنسبة لي المنظر كان ليس طبيعياً إنما من كان حاضر في هذا الغسل كان الأمر له طبيعي .. عندما انتهينا من غسل هذا الشاب قام أحد الإخوة باستدراجي داخل المغسلة وقال لي يا شيخ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد لقد كذب من كان في رفقته ولم أستطيع تحمل ذلك . وقلت كيف ؟! قال يا شيخ هذا الشاب لا يصلي ولا عمره صلى ركعة لله تعالى ولم يمت هذا الشاب كما ذكر لك الإخوة أنه مات في حادث لقد مات موتة طبيعية يا شيخ وجدناه في منزله وهو ميت إنما كان لا يصلي يا شيخ ولو مرة أو يوم من الأيام في المسجد .. فجهزت هذا الشاب وعند إخراجه خارج المغسلة للصلاة عليه طلب مني من كان برفقته أن أصلي هذا الشاب فرفضت ذلك وقلت لهم صلوا على ميتكم صلوا على ميتكم وقوموا بدفنه مع الإخوة العاملين بالمقبرة .. أسأل الله تعالى أن يحسن لنا خاتمتنا يا إخوان .........
    أيغني الدمع أم يجدي البكاء *** إذا ما حل بالروح القضـاء
    وحانت ساعة السكرات حقاً *** ولاح الموت ليس به خفاء

    *5*
    أما القصة الثانية التي أرويها لكم حصلت لشاب في الثلاثينات من العمر أحضروه إلى المغسلة وكان برفقته بعض معارفه وإخوانه فوجدت من أحد الإخوة يقوموا بإخراج جميع من كانوا موجودين في المغسلة من ضمن الذين أخرجهم والد الميت فافتكرت أنه هو الولي أو الأخ الأكبر لهذا المتوفي .. فعندما بدأت في تجريد ملابسه فوجدت الأخ هذا يبكي بحرقة شديدة ليبكي بصوت فاستغربت في ذلك فحاولت أن أركز في عملي إنما من شدة بكاء الشاب هذا دعاني إلى سؤاله فقلت له الله يجزاك خير أدعو لأخوك بالرحمة والشفقة فهو الآن في وضع الرحمة والشفقة فقال لي وهو يبكي : إنه ليس أخي إنه ليس أخي ! فاستغربت كيف ليس أخوه ويقوم بإخراج أبوه ووالده وإخوانه من مكان الغسل ويبقى هو لوحده !
    حاولت أن أستدرجه في الكلام علشان أخفف بكاءه فقال لي يا شيخ هذا أكثر من أخي هذا أكثر من أخي وأبي ,, فقت له كيف الله يجزيك خير .. قال لي يا شيخ درسنا الابتدائية سوى ودرسنا المتوسطة سوى ودرسنا الثانوية سوى وتخرجنا سوى وعينّا الاثنين سوى في دائرة حكومية سوى وتزوجوا أختين سوى وربنا رزق كل واحد ولد وبنت وساكنين في عمارة سوى كل واحد آخذ شقة قبال الثاني كل يوم يروح للشغل عملهم بسيارة واليوم الثاني يروح بسيارة الأخ الثاني إذا فطر مع صديقه هذا فالعشاء في البيت الثاني والغداء في بيت صديقه الآخر . فيقول لي أسألك بالله يا شيخ هل مر لك إخوان شغفا بالطريقة هذه ؟!! فقلت لا والله .. وأنا أسأكم بالله هل مر عليكم هذا الأمر ؟! .. قلت له أخي شقيقي أنا يعمل لا أشاهده إلا في المناسبات فقلت له ادع له الله يتغمده برحمته وقمنا بالصلاة عليه ودفنه بعد صلاة الظهر .. العبرة ليست هنا يا إخوان .. العبرة أنه في المقبرة يوجد في الصف الواحد بما يساوي ثلاثين قبر ومن النادر جداً إذا صليت على جنازة الصبح في المقبرة كمثال رقم 17 وحضرت لصلاة العشاء تجد أن القبر وصل لرقم 22 أو 23 فمن النادر جداً إنه ما ندفن في هذه المقبرة في أوقات الصلاة الحكمة هنا يا إخوان،، ثاني يوم العصر جابوا لي صاحبه ميت ! ثاني يوم جابوا لي صاحبه الذي كان يغسل صديقه ويناولني المقص والشاش أحضروه لي وهو ميت ! فعندما كشفت عن وجهه تذكرت فقلت لوالده : إن هذا الوجه ليس بغريب علي ! فقال لي : كيف يا شيخ هذا كان أمس معك يغسل صديقه فقلت له ما سبب وفاته ؟ قال أرادت زوجته أن توقظه لطعام الغداء فقال لا سبيني أنام شوي حتى صلاة العصر وأقوم لتجهيز العزاء لصاحبه لليوم الثاني فعندما جاءت لتوقظه للصلاة وجدته ميتاً .. أحضروه وقمت بتغسيله ودموعي على صدري لم أكن أتصور وأتخيل هذا الرجل كان بالأمس يقف معي يساعدني في غسل زميله والآن نقوم بغسله والعبرة في أكثر من ذلك يا إخوان سبحان الله أنني قمت بدفنه في القبر المجاور لصديقه ما ليس بينه وبين صديقه غير الحاجز الجدار وهذه نادراً ما تحدث ! وسبحان الله كانوا في الدنيا سوى وفي الآخرة سوى .. أسأل الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة وأسأل للأخوين هذا والصديقين أقول لهم الأخوين لأنهم أكثر من أخوين أن يتغدمهم الله برحمته ..
    وأيقن من هناك بأن ربـاً *** عظيما ما لقدرته انقضـاء
    يجازي بالذنوب وبالمعاصي *** فلا يغررك يا هذا اغتـرار



    *6*
    الرد على أسئلتهم فيما يتعلق بالأموات .
    س – يا شيخ هل رأيت جسد ميت لم يتغير بعد حفر القبر بعد فترة من الزمن ؟
    ج : نعم ، وجدنا بعض الحالات لكن لم نتأكد أن جسده لم يتغير إنما كان الكفن بحالته الطبيعية كاملة ولم نلمس جسد الميت لعدم الامساس بحرمته ويوجد ثلاث حالات من هذه الحالات موجودة في مدينة جدة

    س – هل شاهدت يا شيخ إنسان يحتضر ؟
    ج : نعم لقد استدعيت أكثر من مرة لإخوة في المستشفيات وفي المنزل وهم في حالة الاحتضار لمحاولة تلقينه الشهادة وأذكر لكم قصة بالمناسبة هذه يا إخوان .. استدعيت إلى إحدى المستشفيات الحكومية لتلقين أحد المحتضرين وقد سبق وأن حضرت له وهو على فراش المرض في بداية المرض كان والعياذ بالله لديه مرض سرطان في الرئة فكان يكلمني بصعوبة وعندما أذهب من عنده بعد انتهاء الزيارة كان يقول لزوجته وابنه: ( خلّوا الشيخ ألي حضر عندي ينتبه على نفسه وأنا أولى وأنا أولى وأنا أولى )
    ويركز على الحالة هذه على ( أنا أولى أنا أولى ) ثلاث مرات .. كل ما يفيق في المستشفى كان يقول لزوجته : الشيخ حضر ! يقولوا له لا ما حضر .. قال إذا حضر قولوا له خليه ينتبه لنفسه وأنا أولى وأنا أولى وأنا أولى ,, ولم أعرف يا إخوان ماذا يقصده بأنا أولى !! إلا يوم الأحد بعد صلاة المغرب استدعوني لأنه أدخل إلى العناية المركزة فدخلت عليه أكلمه يا أبا فلان بأحب الأسماء التي كان ينادى بها بالدنيا فلم يرد علي ! وجدت فقط جهاز الأكسجين على أنفه في شهيق وزفير ولم يحرك ساكناً فقمت بلمس رجله حسيت رجله من أسفل القدمين فوجدت برودة حتى منتصف جسده كله بارد فتأكدت أنه من علامات الموت وبصره كان مشخص إلى السماء فيكلمه ولده وزوجته وهو لا يعي شيئاً .. فمسكت ولده خارج المستشفى فقلت له يا فلان ترى والدك في سكرات الموت فخليك بالقرب منه عندما الأجهزة تنقطع أقول لك ماذا تفعل ؟ فقبل ما أخرج من عند المحتضر قمت بمسح على جبينه وصدره ويده اليمنى أمسح وأقول لا اله إلا الله لا اله إلا الله لعسى ولعل الله أن يستطيع أن ينطق بهذه الكلمة عندما نزلت إلى آخر يدي اليمنى فأدار يده ومسك يدي كأن الكلمة كانت عليه قوية فمسك يدي واتكأ عليها فعرفت أنه لا يريد أن نذكرها مرة ثانية فقد ثبته الله بإذن الله تعالى على هذه الشهادة .. عندما كان على فراش المرض أقسم لكم بالله العظيم كان وجهه هيكل عظمي جميع خدوده هذه داخلة إلى داخل الرأس كان الميت هذا أمامي هيكل عظمي وأنا تأكدت أنه ما يعيش بالشكل هذا لكن سبحان الله يا إخوان بعد ما مسك يدي وضغط عليها فوقفت عن الكلام خرجت لولده لابنه وقلت له: ترى أبوك يصارع سكرات الموت .. فعند وقوف الأجهزة لا تخلي أحد الممرضين والممرضات الغير المسلمين أن يقربوه وأن يغمض عينه ويضع يده اليمنى على يده اليسرى والحالات التي تحدث بمثل حالة الميت هذا .. ثاني يوم يا إخوان كان عندي محاضرة في مجمع ( ألف وستمائة طاب ) كانوا ينتظروا هذه المحاضرة منذ أسبوعين في تمام الساعة التاسعة صباحاً على أساس أنها فقط حصتين لكن مدى تأثر الطلبة والمدرسين طلب مني مدير المدرسة أن أواصل حتى نهاية الدوام وأنا ألقي المحاضرة والتلفون المحمول في جيبي على الهزاز أسمع يهز لكن لا أستطيع الرد عليه لأنه سبق وأن كنت ألتقي محاضرة ورديت على المحمول فأحد الإخوة قال لي يا شيخ أنت جاي تلقي محضرة ولا تتكلم في المحمول ! فمن بعدها أسرت المحمول أضعه على الصامت وبعد انتهاء المحاضرة أقوم بالرد على الاتصالات .. خرجت من المدرسة الساعة الواحدة والنصف ظهراً وعند باب السيارة أخذت المحمول فوجدت 48 مكالمة لم يرد عليها ! كانت 11 مكالمة من زوجته و18 مكالمة من ابنه ! .. فرديت على ابنه وهو شاف رقمي فأول ما رد علي قال لي : أينك يا شيخ أبوي انتقل إلى رحمة الله أبي انتقل إلى رحمة الله الساعة 10 يا شيخ ونحن ندق عليك الهاتف فلم تجبني ! فقاموا بغسله في المستشفى .. فزوجته بتقول لي لابنها إنها زعلانة من الشيخ " ألي هو أنا " حتى إخوانه كلهم زعلين ! لأني أنا ما كنت أفهم الشخص هذا هو يقول لي لزوجته وابنه خلي الشيخ ينتبه لنفسه ويقول أنا أولى أنا أولى أنا أولى .. فشرح لي أنه كلمة ( أنا أولى ) معناها إنه كان الأخ هذا يوصي إني أنا أولى بغسله ، كان يريد أن يوصي أن أقوم بغسله كل ما كان في المنزل كانوا زعلانين مني لأني لم أنفذ الوصية ! فقلت أين فلان ؟ قالوا الآن سوف يحضرونه من المستشفى جاهز مكفن سوف يحضرونه للبيت لأولاده يسلمون عليه وبناته ثم سوف يدفن في مكة ... فقلت : خلاص أنا أحضر للمنزل حتى إن أخاه قال لي ما في داعي لحضورك يا شيخ كان حضورك أولى في غسل صاحبك فأنا لا ألومك في الموقف الذي كان فيه.. فحضرت يا إخوان إلى المنزل قبل حضور الجنازة ودخلت إلى المجلس وكل الأنظار تتجه إلي بنظرات غريبة نظرات كلها زعل .. أحضروا الجنازة وقاموا أولاده وبناته بالسلام عليه ونقل بواسطة سيارة أحضرت عن طريق ابنه عن عمل ابنه ، لم أحمله في سيارتي ، فقلت من الواجب أن أحضر دفنه مادام أني لم أحضر ولم أغسله ولم أنفذ الوصية فأولى أني أدفن الرجل هذا ,, ركبت معاهم السيارة وعندما توجهنا إلى طريق مكة بعد حوالي ثلاثين كيلو كان فيه مطب فتحركت الجنازة في السيارة تحركت من نفس النعش مع المطب هذا فقلت لأخوه الكبير ضع يدك على النعش على حافة النعش أمسك الجنازة إذا فيه لفة ثانية ما تطيح فوضع أخوه يده الاثنين على النعش داخل النعش هذا فحس ببلل داخل النعش فقال لي يا شيخ قبل أرفع يدي أحس يدي فيها بلل رطوبة فقلت له ارفع يدك رفع يده وجد فيها مادة لزجة ذات رائحة كريهة فكشفت الغطاء عن الميت فوجدت من كتفه إلى أسفل الركبة من حافة النعش الذي موجود عليه دم وبما يسمى بالصديد يعني باقي شوي وينزل من خلف النعش فرفعت الميت عن جنبه الأيمن فوجدت الكفن كله دم أنا لم أحضر بسيارتي لكن شوفوا إرادة الله يا إخوان .. طلبت من أحد الإخوة أن يسبقني إلى مغسلة الأموات في مكة ويحضر معاه كفن لأنه بالطريقة هذه لا نستطيع إدخاله إلى الحرم المكي وريحة الصديد هذه صادرة منه والدم يغطي كامل الكفن .. فذهبت به إلى مغسلة الأموات في مكة وكان بانتظارنا أحد الإخوة ومعه الكفن ولو أني أخذته بسيارتي كان موجود معاي أكفان في السيارة إنما أخذناه بسيارة شركة ابنه . أخذته إلى المغسلة يا إخوان ومشيئة الله يريد أني أنا أغسله شوفوا الحكمة يا إخوان وفكيته فعلاً في المغسلة وغيرت له الكفن وهولما رأيت يا شباب ! الرجل كل من حضر الغسل معاي من أقربائه لم يصدقوا إن هذا هو الميت ألي مات في المستشفى ! لما كشفنا عن وجهه أقسم لكم بالله العظيم أن وجهه رجع كما هو امتلأ جسده كله لحم ورجع حالته طبيعية تقول إن الرجل هذا لم يمكث في المستشفى ولا دقيقة ! وقمت بتغيير الكفن لأن الأخ الذي الموجود في المستشفى علشان كذا أنا أنصح بالنسبة للإخوان الذين يحضرون الغسيل أن يقف أحد مع المغسل ليرى مدى فقهه وعلمه في تغسيل الأموات .. عندما نزعوا عند رقبة الميت كان فيه أنبوب وفي جنبه كانت فيه أنبوب في الطوارئ فلم يلاحظ المغسل هذا الشيء وقام بغسله بسرعة وتكفينه فعندما ارتاح الجسد في الطريق في الحرارة فبدأ ينزف من الفتحات الموجودة في جسده فقمت وغسلته يا إخوان وصلينا عليه في الحرم وكان يوم أثنين أعتقد والناس صائمة صلوا عليه ودفن ولحد وقمت بتلحيده فهذا إجابة للأخ الذي يسأل هل شاهدته حين يحتضر ..

    س – أنت يا شيخ حكيت قصة الميت الذي تفوح منه رائحة المسك فهل لنا بوصف هذه الرائحة الطيبة ؟ وهل هي مثل مسك الأرض ؟
    ج : أقول لا والله .. لم تكن أي رائحة في الدنيا مثل هذه رائحة الميت لا أي رائحة مسك ولا هي عود ولا هي عنبر لو اختلطت جميعها مع بعض
    أقول للسائل إن الريحة هذه في المكان الذي كفنت فيه الميت وعرقي يتصبب من جبيني قمت بمسح العرق من أنفي أقول للسائل إن هذه الريحة جلست في أنفي مدة ثلاث أيام لم تذهب من أنفي حتى اغتسلت من جنابة .. فهي لا أستطيع وصفها يا أخي السائل أهي ريحة مسك أم عود أم عنبر رائحة نافذة تصل إلى النخاع في الرأس فجزاك الله خير وأسأل الله لي ولكم أن يحسن لنا خاتمتنا ..

    س – الأخ يسأل هل ينبغي أن نخاف من مغسل الموتى أم من الموت نفسه ؟! أم هل ينبغي أن نخاف من لقاء الله عز وجل وقد ظلمنا أنفسنا باتخاذ أولياءنا وآلهتنا غير الله ؟!
    ج : أقول للسائل الله يجزيك خير مغسل الأموات بشر مثله مثل إمام المسجد ومثله مثل المدرس ومثله مثل أي إنسان فهل يخاف الإنسان من إمام المسجد أو من المدرس أو من الطبيب .. الخوف يا إخوان الخوف من الله وليس من مغسل الأموات .. بالنسبة للموت لا بد من تذكر الموت والرسول صلى الله عليه وسلم يا إخوان يقول " قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة " ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفضع منه "
    فأقول للسائل لا تخاف من مغسل الأموات ولا تخاف من المقبرة إنما تذكر الله فهو بيده يأتينا ملك الموت ..


    س – سائل يسأل يريد أن أحكي له قصة خاتمة سيئة لأحد العاصين ؟
    فأقول وبالله التوفيق : يا أخي السائل أنا لا أعرف طبيعة الميت إذا كان من العاصين أو من الملتزمين والسبب أن حالات سوء الخاتمة وحسن الخاتمة لا تظهر على كل ميت أقوم بغسله قد يعرض علي أكثر من عشرة لا أجد فيهم أي علامات تدل على حسن الخاتمة أو سوء الخاتمة وقد أحضر حالات غسل اثنين أو ثلاثة وراء بعض تكون فيها حسن خاتمة وسوء خاتمة فأنا لا أعرف بالنسبة لغسيل الميت إذا كان هذا الميت لأحد العاصين لكن أنا أحكي وأسرد لكم القصص التي وقفت عليها شخصياً ..

    س – سائلة تسأل سؤال وجيه جداً تقول هل الأحداث التي تشاهدها أثناء تغسيلك للميت والذي تأخذها على أعمال الإنسان في حياته يلاحظها كل مغسلين الأموات في أي بلد وأي مغسل ؟! أو هي من الأشياء الخاصة لمغسلين معينين ؟!
    أولاً نرد على السؤال الأول أقول للأخت أن الأحداث التي أشاهدها يلاحظها كل مغسلين أموات . نعم ليس هذه الأشياء يا أخت يشاهدها فقط المغسل كل من حضر الغسل يشاهد هذه الأحداث والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فليغسل موتاكم المأمونون الأمين الذي إذا رأى شيء في الميت يستر عليه لكن نحن نذكر القصة يا أخت ولم نذكر الاسم ولا الجنسية ولا المكان ولا ما يحدد حالة الميت ، فقط نذكرها للعبرة والأحداث التي مرت علي يا أخت مرت على كثير من المغسلين
    أما بالنسبة لسؤالك الثاني هل هي أكيد دليل من الأدلة التي تثبت لنا هل هذا الإنسان خير أم لا فأنا أوجه السؤال هذا لكِ يا أخت : إذا كان ميت قمنا بغسله وتصدر منه هذه الروائح الزكية وسهولة في التغسيل وإمام المسجد يقوم بتزكية الميت وبين الفرق أن يموت على معصية وأن يرفض توجيهه إلى القبلة وأن يسود وجهه فمن سؤالك تجدين الفرق بين الإجابتين جزاك الله خيرا ..

    وبالمناسبة هذه يا أخت طلب مني الإخوان أن أذكر قصة المرأة التي رفضت دخول القبر لعلنا نختم بها هذا الاجتماع المبارك بإذن الله :

    أحضروا لي مرأة لتغسيلها عندي في المقبرة وكان حضورها من البداية حضور لا يليق بالميت ! أحضروها في سيارة مكشوفة في عز الظهر في شمس محرقة وكان تحت المرأة الميتة فراش من الإسفنج فمع طول الخط حتى وصولها للمقبرة الإخوان كانوا متمسكين في سيارة النقل ولم يمسكوا المرأة من الاهتزاز في السيارة فوصلت عندي المقبرة والمرأة على حديد السيارة ، الفرش في جهة وصلت على نفس الحديد .. أنزلوها وأدخلوها إلى المقبرة لتقوم الأخوات بغسلها بعد ما قاموا بغسلها وقمنا للصلاة عليها في المسجد والعبرة هنا يا أخت كان غسلها وصل عادي كما تذكر الأخوات اللاتي قمن بغسلها والصلاة عليها صلاة عادية لم نلاحظ أي شيء لكن العبرة هنا يا أخت عندما أردنا تنزيل هذه المرأة إلى القبر لم نستطيع تحريكها ولم نستطيع حملها من النعش إلى القبر ! وكان العدد يكفي لأن يقلب السيارة ظهرها على عقب لم يستطيعوا تحريك الجنازة قدر واحد سنتيمتر للقبر .. نزل ثلاثة من أولادها في القبر ووقفت أنا على فتحة القبر لإنزال الميتة من النعش على الحفرة فلم أستطيع! تخيلوا فتحة القبر مثل فتحة المكيف وحاط رجلي أنا على الفتحة فلما شاهدت المنظر هذا أنه كل الذين واقفين ما قدروا يستطيعوا أن ينزلوا الجنازة هذه للقبر بدأت رجلاي تتنفض من هول المنظر ! ابنها الكبير كان تحت وأول ما شاف المنظر طاح على ركبته وكان يريد يبكي بصوت عال


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 2:00

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    أريد أن أرى الرسول عليه السلام

    ذهب أحدهم إلى أحد الشيوخ الصالحين وسأله : كيف أرى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    فقال له الشيخ : بسيطة .. تستطيع أن ترى الرسول لو اتبعت التالي وفعلت كما أقول لك بالضبط !

    فقال له : وماذا تريدني أن أفعل ؟

    قال الشيخ : اذهب اليوم إلى بيتك وكل على الغداء وجبة من السمك وأكثر من الملح ولا تشرب الماء أبدا
    وعند العشاء كذلك كل وجبة من السمك وأكثر من الملح فيها وإياك ثم إياك أن تشرب الماء فإذا شربت الماء لم ترى شيء بعده تنام !

    فقال له الرجل : فقط أفعــــــل هكذا؟؟

    قال له الشيخ : نعم فقط هكذا .. و لكن يجب أن تقاوم رغبتك في شرب الماء و بعدها تنام !

    فذهب الرجل إلى بيته و تغدى سمكاً وتعشى سمكاً وأكثر من الملح وبدأ يشعر بالعطش فتذكر كلام الشيخ وقاوم شعوره بالعطش وقام إلى الفراش وهو يشعر بالعطش الشديد ويحدث نفسه بالشرب ولكنه يخشى أن لا يرى النبي عليه الصلاة والسلام وأمضى الليل كله يتقلب في الفراش يقاوم شعوره بالعطش حتى غلبه النوم
    وعند الصباح استيقظ وذهب إلى الشيخ ..

    فبدأه الشيخ بالسؤال : هل رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في منامك ؟؟؟

    فقال الرجل : لا لم أراه ..!

    فقال الشيخ : وماذا رأيت ؟

    قال الرجل : لقد رأيت نفسي أشرب الماء وأسبح في أنهار من الماء ورأيت السماء تمطر ماء والأرض تنبع ماء ورأيتني أسبح وأشرب من الماء في كل مكان والماء يتدفق من كل مكان حولي وبت طول الليل وأنا أحلم بالماء ولم أرى الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخبرتني !!

    فقال له الشيخ : لو بت ليلتك تفكر في رسول الله كما كنت تفكر في الماء وتعلق قلبك برسول الله كما تعلق قلبك البارحة بالماء لكنت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

    يا بني إذا أردت أن ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يشغل الرسول عليه الصلاة والسلام كل تفكيرك وقلبك ونفسك حتى لا تفكر ولا ترى شيء سوى رسول الله عندها يكرمك الله برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم

    هكذا نستطيع أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال عليه الصلاة والسلام
    ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي )

    أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم .. ومن أراد أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو ما يشغل تفكيره فعليه أولا أن يزكي ويطهر نفسه من جميع العيوب ويقرأ سيرته ويكثر من ذكره والصلاة عليه أفضل الصلاة والسلام ويشغل وقته كله في ذكره والصلاة عليه ويجاهد نفسه بان يصلي عليه كل يوم على الأقل 100 مرة .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 2:00

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    مدرس ابني إرهـــابي

    عاد ابني من المدرسة ذات يوم، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان في الصف الخامس، دخل علي مكتبي وأنا أقرأ ووضع رجلاً على رجل وقال لي: هل تعرفين يا أمي أن أسامة بن لادن بطلا، ترك الدنيا كلها خلفه وذهب للجبال يحارب في سبيل الله؟!!، وحين آنس مني دهشة وعجبا، عاد وغيّر من جلسته، بغرور، موقناً أن مفاجآته لم تنته بعد ليسألني: لماذا يا أمي لا نقطع البترول عن أمريكا لتذعن لشروطنا؟!!، «يا سلام كلام كبير يا ولدي صح لسانك» !!!

    أما الابن الآخر الذي كان في الصف الثالث ابتدائي فقد جاءني في اليوم التالي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ليريني رسمته الرائعة التي كان موضوعها ارسم مشهد الطائرتين وهما تفجران البرجين، وهو المشهد الذي لم ينتبه مدرس التربية الفنية أن بعض الأطفال قد تم حمايتهم منه حسب مبدأ حماية الأطفال من المناظر المؤذية، لكن المدرس كان له رأي آخر لم يقوَ على ضبطه حتى في حصة الرسم !!!

    هذا الكلام مضى عليه أربعة أعوام تقريبا، كنت أتململ فيها من تلك الحوادث التي لا تنفك تمطر ساحة صغاري حتى جاء اليوم المنتظر، بعد أحداث الاعتداء على وزارة الداخلية ظهرت صور المعتدين وأسماؤهم الرباعية ليخبرني أبني على سفرة الغداء، وأنا أهضم طعامي أن واحدا منهم، كان مدرساً في مدرسته، حينها غصصت !!. كان مدرسه !!، واحداً من المعتدين على مبني وزارة الداخلية، ومبنى الطوارئ!!!
    كان هذا المدرس قبل تنفيذه للعملية يدور بين فصول أبنائي وفي رؤوسهم، يحدثهم، بل إنهم حتى قبل الحادثة كانوا يقولون عنه انه رجل طيب، ثامر الخميس أحد المعتدين، «كان طيبا وخجولا أيضاً» كما قال والده: أنه لا يستقبل أحدا في المنزل، بدا طبيعيا في المنزل، لكنه يجلس على الانترنت طويلا .!!

    كيف يمكن لأب أن يحمي أبناءه إن كانوا قادرين على اختطافه حتى من أمام شاشة كمبيوتر، لأن شبابنا المتحمس يريد خدمة دينه حتى ولو منتحراً؟، كيف يمكن أن يحمي أبناءه، إن كان يرسلهم للمدرسة وقلبه مطمئن، أنهم في أيدي أمينة، وهو لا يدري أن واحداً من أسماء الإرهابيين سيكون مدرساً لابنه، أين يفر الآباء بأبنائهم إن كانوا محاصرين إلى هذا الحد، بأدبيات الفكر الإرهابي إما من على شاشة الكمبيوتر، أو على صفحات الجرائد، ممن يداهنه، ويعطف عليه، ويبرره، ويظن أن علينا تحرير فلسطين قبل أن نلوم الإرهاب المظلوم
    فكر الإرهاب كان طوال الوقت بيننا نلمسه، لكننا نمنحه أسماء أخرى غير اسمه، خوفا من أن ينفتح علينا فيلتهمنا، كان يسطو علينا بكل قوة، يهدد كل من يخالفه حتى بتنا ضعفاء أمامه، خفنا حتى من أن نجعل حب الوطن شعارا وطنيا لنا ،صارت المملئات تطال حتى نشيد السلام الملكي، استسلمنا لنشيدهم هم حين وضعوا هذا الفكر نفسه فوق الناس مرشدا ومنزها عن الخطأ، ومستبداً برأي من يخالفه، لكننا دفعنا ثمن خوفنا، حين صار المواطن والوطن وحتى المجرم ضحية!.
    بدرية بنت عبدالله البشر - نقلا عن جريدة " الرياض " السعودية


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 2:01

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    من مــــآسي الشــــــات

    إخوتي وأخواتي ..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    اروي لكم هذه القصة من واقع مؤلم وحزين أضاع بحياتي وهدم مستقبلي وقضى على حياتنا العائلية وفرق بيني وبين زوجي ، أنا بنت من عائلة محافظة ومعروفة بالخليج تربيت على الأخلاق والتربية الإسلامية لم اكن الفتاة المستهترة أو التي تبحث عن التسلية لم اعرف يوما ابد أني قمت بعمل ما يغضب الله ، تزوجت من شخص محترم يحبني وأحبه ويثق فيني بدرجة كبيرة كنت الزوجة المدللة لديه وحتى أهلي والكثير من الأقارب يقولون لي انك مدللة من زوجك لم تشهد لها بنت من قبل لم اذكر أنني طلبت شيء من زوجي ورفضه وقال لي لا كل الذي اطلبه يأتي به حتى جاء يوم وطلبت منه أن استخدم الإنترنت في بادئ الأمر قال لا أرى أنها جيدة وغير مناسبة لك ، لأنك متزوجة تحايلت عليه حتى أتى بها وحلفت له أني لا استخدمها بطريقة سيئة ووافق ( وليته لم يوافق ) !!

    أصبحت ادخل الإنترنت وكلي سعادة وفرحة بما يسليني وأصبح هو يذهب إلى عمله وادخل إليها كل يوم وأوقات يكون هو متواجد ولكن لا يسألني ماذا افعل "لأنه يثق فيني " مرت الأيام وحدثتني صديقة لي تستخدم الإنترنت عن شات وقالت لي انه ممتع وفيه يتحدثون الناس فيه وتمر الساعات بدون أن أحس بالوقت ..

    دخلت الشات هذا وليتني لم ادخله وأصبحت في بادئ الآمر اعتبره مجرد أحاديث عابرة وأثناء ذلك تعرفت الى شخص كل يوم أقابله أتحادث أنا وهو كان يتميز بطيبته أخلاقه الرفيعة التي لم اشهد مثلها بين كل الذين أتحدث معهم أصبحت اجلس ساعات وساعات بالشات وأتحادث أنا وهو وكان زوجي يدخل علي ويشاهدني ويغضب للمدة التي استمر بها على الإنترنت ، رغم أنى أحب زوجي حب لم اعرف حب قبله مثل محبتي لزوجي ولكني أعجبت بالشخص الذي أتحادث معه مجرد إعجاب وانقلب بمرور الأيام والوقت إلى حب واستملت له أكثر من زوجي وأصبحت اهرب من غضب زوجي على الإنترنت بالحديث معه ومره فقدت فيها صوابي وتشاجرت أنا وزوجي وألغى اشتراك الإنترنت وأخرج الكومبيوتر من البيت !

    زعلت على زوجي لأنه أول مره يغضب علي فيها ولكي أعاقبه قررت أن اكلم الرجل الذي كنت أتحدث معه بالشات رغم انه كان يلح علي أن أكلمه وكنت ارفض وفي ليله مشئومة اتصلت عليه وتحدثت معه بالتلفون ومن هنا بدأت خيانتي لزوجي وكل ما ذهب زوجي خارج البيت قمت بالاتصال عليه والتحدث معه ، لقد كان يعدني بالزواج لو تطلقت من زوجي ويطلب مني أن يقابلني دائما يلح علي أن أقابله حتى انجرفت وراء رغباته وقابلته وكثرت مقابلتي معه حتى سقطنا في اكبر ذنب تفعله أتزوجه في زوجها عندما تخونه لقد أصبحت بيننا علاقة وقد أحببت الرجل الذي تعرفت عليه بالشات وقررت أن يطلقني زوجي وطلبت منه الطلاق وكان زوجي يتساءل لماذا ؟
    كثرت بيننا المشاكل ولم أكن أطيقه حتى لقد كرهت زوجي بعدها أصبح زوجي يشك فيني واستقصى وراء الأمر وحدث مره أن اكتشف أنني كنت أتحدث بالهاتف مع رجل واخذ يتحقق بالأمر معي حتى قلت له الحقيقة وقلت أني لا أريده وكرهت العيش معه رغم هذا كله وزوجي كان طيب معي لم يفضحني أو يبلغ أهلي وقال لي أنا احبك ولا أستطيع أن استمر معكي ( ويا بنت الناس الله يستر علينا وعليك بس قولي لأهلك انك خلاص ما تبغين تستمري معي وانك تفاجئت بعدم مناسبتنا لبعض ) ومع ذلك كنت كارهته فقط لمجرد مشاكل بسيطة حول الإنترنت ؟؟؟!
    لم يكن سيء المعاملة معي ولم يكن بخيل معي ولم يقصر بأي شيء من قبلي فقط لأنه قال لا أريد إنترنت في بيتي ؟؟ لقد كنت عمياء لم أرى هذا كله ألا بعد فوات الأوان ، بعد ذلك رجعت للرجل الذي تعرفت عليه بالشات واستمر يتسلى بي ويقابلني ولم يتقدم لخطبتي حتى تشاجرت معه وقلت له إذا لم تتقدم لخطبتي سوف أتخلى عنك !

    أجابني بهدوء وقال : يا (............) هل صدقت الآن أنني لم اعرف غيرك وأنني لم أقابل أحلى منك وأنك أنت أحلى إنسانة قابلتها في حياتي .. وثاني شيء أريدك تعرفينه أنني لو اردت الزواج فلن أذهب للزواج بامرأة كانت تعرف غيري أو عرفتها عن طريق خطأ مثل الشات وهي بعمرك كبيرة وعاقلة .. أنا لو أبغى اعرف وحدة حتى لو فكرت أتزوج عن طريق شات اعرف وحدة صغيرة أربيها على كيفي .. مش مثلك كانت متزوجة وخانت زوجها !!

    اقسم لكم أن هذي كلماته كلها قلتها لكم مثل ما قالها وما كذبت فيها ولا نقصت كلمه ولا زودت كلمه ، وأنا الآن حائرة وافكر في الانتحار .. ويمكن ما توصلكم هذي الرسالة إلا وقت أنا انتحرت أو أتمنى من الله يهديني ويبعدني عن طريق الظلام ..

    ونصيحة لكل أخت مسلمة إنها تحافظ على من تحب ولا تنخدع وراء كذب كثير من الشباب إلى صاروا يلاقون فرصة الشات أفضل من الغزل بالسوق وفرصة اكبر لهم أنهم يستغلوا البنات لإشباع رغباتهم ..

    وأقول لكل من ظلمني واستهزئ علي بقصتي هذه سيأتيكم يوم وتروا بأنفسكم كيف المغريات تخدع الإنسان .. وأتمنى من الله العلي القدير أن يرحمني ويغفر لي وهو أرحم الراحمين ..


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    بسمة الزهرة
    بسمة الزهرة
    المراقبــين
    المراقبــين


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف بسمة الزهرة السبت 2 أبريل - 2:01

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Adress900



    قصة إسلام القس إسحــق هلال مسيحة

    الاسم : القس إسحق هلال مسيحة ، المهنة : راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب آسيا ، من مواليد: 3/5/1953-المنيا-جمهورية مصر العربية. ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا - ونحن صغار - الحقد ضد الإسلام والمسلمين.

    حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة مما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيربس) يصدر قراراً بتعييني قسيساً قبل موعد التنصيب بعامين كاملين- لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقرراً ألا يتم التنصيب إلا بعد مرور 9 سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية. ثم عيّنت رئيساً لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيساً فخرياً لجمعيّات خلاق النفوس المصريّة (وهي جمعيّة تنصيريّة قويّة جدّاً ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج)..

    وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتّى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار لكنّي مع هذا كنت حريصاً على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحاً بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سراً وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام.

    وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة 1975، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه.

    وأخيراً تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي صلى الله عليه وسلم علماً بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النّبوّة به. وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها.

    أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيراً عميقاً حتّى تكون هدايتي عن يقين تام ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصّة.


    • ولهدايتي قصة ..
    في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978م كنت ذاهباً لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهاً إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريباً ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم 64 المتجهة إلى العباسيّة ..

    وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبيّ في الحادية عشر من عمره يبيع كتيبات صغيرة فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا، وهنا صار في نفسي هاجس لم كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع الباقي ..

    قلت له: "يا بنيّ لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنّني لست أهلاً لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها { لا يمسّه إلاّ المطهرون } .

    ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلاميّة" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي.

    نزلت خلفه فجرى خائفاً منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابين.

    عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميّاً كنت مرهقاً من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص فأيقظت عقلي وهزت كياني. بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئناناً قلبياً وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق" ، فخرجت وأنا أصيح في وجهه: { قل هو الله أحد } دون شعور منّي.


    • على كرسي الاعتراف
    بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.

    جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "أني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبداً ".

    ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه.

    وما كدت أرفع الصليب لأغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة { قل هو الله أحد } فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاءً حارّاً وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب".

    هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه. ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي" .
    فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخاً وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلاّ يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل".
    بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.

    كبير الرهبان يصلّي
    أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالاً عجيباً كادوا لي فيه صنوف العذاب علماً بأنّني حتّى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته".

    استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي وهي خير شاهدٍ على صحّة كلامي حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانيّة أنهم كانوا يدخلون عصا المقشّة في دبري يوميّاً سبع مرّات في مواقيت صلاة الرهبان لمدّة سبعة وتسعين يوماً، وأمروني بأن أرعى الخنازير.

    وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينياً وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ . . إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولاً على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان.

    ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نوراً لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلاً كبيراً في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامة الخامس والستّين وإذا به قائماً يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر).
    تسمرتُ في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك".
    أنا منذ 23 سنة على هذا الحال - غذائي القرآن وأنيس وحدتي توحيد الرحمن ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهّار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ".

    بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثراً كبيراً لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب والزوجة وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر شنودة.


    • رحلة تنصيريّة
    بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة-ج.م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للّجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيريّة فذهبنا إلى السودان في الأوّل من سبتمبر 1979م وجلسنا به ثلاثة شهور وحسب التعليمات البابويّة بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ 35 ألف جنيه مصريّ بخلاف المساعدات العينيّة فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيّاً من منطقة واو في جنوب السودان.

    وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابويّة اتّصلت بالبابا من مطرانيّة أمدرمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة)" وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل والغنم والخنازير وتم عمل عقود صوريّة حتّى تتمكّن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.

    بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة 14 بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمّد آدم) يصلّي صلاة المسلمين.
    تحدّثت إليه فوجدته متمسّكاً بعقيدته الإسلاميّة فلم يغريه المال ولم يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل .

    خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصّرين فحضر لي بالجناح رقم 3 وبعد أن خرج المنصّر قلت له: "يا عبد المسيح لماذا تصلّي صلاة المسلمين بعد تنصّرك"، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أمّا قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله".

    بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي نظراً لأنّني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق لأنه فضيحة كبيرة لهم. ذهبت لأكثر من مديريّة أمن لأشهر إسلامي وخوفاً على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ لي مديريّة الشرقيّة فريقاً من القساوسة والمطارنة للجلوس معي وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام.

    هدّدتني اللجنة المكلّفة من 4 قساوسة و 3 مطارنة بأنها ستأخذ كلّ أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري - فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي 4 مليون جنيه مصريّ وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم 499 شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لهم عنها كلّها فلا شئ يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف.

    بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في 7/1/1987م في مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم 1762/1986 بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة بتاريخ 11/11/1986م.

    أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضاً عن كليتين.

    ولكن للظروف الصعبة الّتي أمر بها بعد أن جرّدتني الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب.

    ولأني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحيّة من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها لأنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان .

    هذه المقالة من موقع :إذاعة طريق الإسلام


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    avatar
    صابونه كيوت
    عضو جديد
    عضو جديد


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف صابونه كيوت الخميس 28 أبريل - 19:06

    واااووو روعه القصصص
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Empty رد: قصص أسلامية جميلة جدآ45

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ الإثنين 4 يوليو - 19:43

    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Iauuau10
    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Iauuau12
    قصص أسلامية جميلة جدآ45 Iauuau11

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 6 نوفمبر - 6:51