حافظ الغرافة على لقبه بطلاً لمسابقة كأس سمو ولي عهد دولة قطر السابعة عشرة عقب فوزه على العربي في المباراة النهائية بــهدفين دون رد اليوم الجمعة في اللقاء الذي أقيم على استاد سحيم بن حمد في نادي قطر.
وهذه هي ثالث مرة يتوّج فيها الغرافة بكأس ولي العهد وكان التتوّيج الأول عام 2000 أما اللقب الثاني فكان العام الماضي عندما فاز الفريق على العربي أيضاً بخمسة أهداف دون رد، علماً بأن العربي يمتلك في خزائنه لقباً واحداً فقط لبطولة كأس ولي العهد حصل عليه عام 1997.
يذكر أن السد هو أكثر الأندية فوزاً بكأس البطولة حيث حصل عليها خمس مرات سابقة آخرها كان عام 2008 بالفوز على الغرافة بهدف دون رد.
الشوط الأول
بدأ الفريقان المباراة بحذر واضح وبكثافة عددية في وسط الملعب، خاصة العربي الذي حاول أن يستفيد من درس نهائي العام الماضي الذي لعبه أمام الغرافة أيضاً عندما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف في الشوط الأول منها هدفين في أول 15 دقيقة، أما الغرافة فقد بدا أنه الأخطر في الدقائق الأولى رغم التحفظ الذي بدا عليه لاعبوه، وكانت أولى محاولاته لهز الشباك في الدقيقة الثالثة عن طريق أمارا ديانيه الذي سدد كرة أرضية زاحفة أمسكها بثبات رجب حمزة حارس العربي.
رويداً رويداً أصبح الغرافة هو الأكثر سيطرة على مجريات اللعب والأخطر ووضح تفوق لاعبيه في وسط الملعب خاصة البرازيلي المخضرم جونينيو الذي مرر أكثر من كرة عرضية متقنة أخطرها كان في الدقيقة العاشرة على رأس الإيفواري أمارا ديانيه إلا أن الأخير تباطأ في الارتقاء للكرة فذهبت إلى خارج الملعب.
ووضح أن الحذر المبالغ فيه لشاموسكا مدرب العربي أثّر تماماً على أداء لاعبيه، الذين ابتعدوا تماماً عن تشكيل أي خطورة هجومية على مرمى الغرافة الذي لم يتعرض لأي تهديد في النصف ساعة الأولى من اللقاء.
عكس اتجاه اللعب تماماً انطلق لاعبو العربي في هجمة مرتدة مباغتة وصلت للمهاجم كابوري الذي مررها للمتقدم من الجانب الأيمن يوسف جعفر، فتوغل الأخير داخل منطقة الجزاء دون أدنى مضايقة من دفاع الغرافة وسدد كرة أرضية ذهبت بغرابة شديدة إلى خارج الملعب.
وبدا أن فرصة العربي الضائعة كانت ناقوس الخطر الذي أيقظ لاعبي الغرافة، ففي الدقيقة 34 انطلق لورانس من الجانب الأيمن وتوغل بسرعة كبيرة ثم أرسل كرة عرضية متقنة أخطأ رجب حمزة في الإمساك بها بسبب تداخل يونس محمود معه فمرت الكرة من كل مدافعي العربي ووصلت على رأس ميرغني الزين المتمركز داخل منطقة الجزاء فلم يتوان الأخير من تسديدها برأسه محرزاً الهدف الأول لحامل اللقب.
واصل لاعبو الغرافة سيطرتهم على مجريات اللعب وحاول جونينيو مضاعفة النتيجة وتسجيل الهدف الثاني عن طريق التسديد المستمر من خارج منطقة الجزاء إلا أن كراته ذهبت إلى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 45 عاد ديانيه للظهور مرة أخرى وأطلق تسديدة أرضية زاحفة من خارج منطقة الجزاء تصدى لها بصعوبة رجب حمزة، فارتدت الكرة إلى داخل الملعب إلا أنها لم تستغل، وانطلق العربي عقب ذلك مع اللحظات الأخيرة من الشوط الأول محاولاً إدراك التعادل، إلا أن محاولاته كانت على استحياء، ولم تشكل خطورة حقيقية على مرمى حارس الغرافة قاسم برهان، حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم الغرافة بهدف دون رد.
الشوط الثاني
دخل الفريقان الشوط الثاني بطموحات متباينة ومختلفة فالغرافة سعى جاهداً لإحراز الهدف الثاني لتعزيز تقدمه وقتل المباراة، أما لاعبو العربي فحاولوا إدراك التعادل سريعاً، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي حتى لا يستغل مهاجمو الغرافة المتميزين بالسرعة وفي مقدمتهم يونس محمود وأمارا ديانيه المساحات الخالية في دفاع الفريق الأحمر ويعمقون جراحه بإحراز الهدف الثاني.
ومضت الدقائق الأولى من الشوط الثاني بدون خطورة تذكر على مرمى الفريقين، وعاد جونينيو لتهديد مرمى العربي عن طريق كراته الثابتة وتمريراته العرضية المتقنة.
استمرت الكرات العرضية الخطرة على مرمى العربي ومن إحداها في الدقيقة 57 كاد ديانيه أن يحرز الهدف الثاني عندما سدد كرة برأسه إلا أن رجب حمزة ارتدى قفاز الإجادة مجدداً وأخرج الكرة لركلة ركنية لم تستغل، على الجانب الآخر بدا الارتباك وضاحاً على مهاجمي العربي الذين لم يتمكنوا من تشكيل أي خطورة تذكر على مرمى الغرافة، وبدا واضحاً للجميع أن كتيبة المدرب البرازيلي شاموسكا تفتقد تماماً لجهود لاعب الوسط وصانع ألعاب الفريق الأول الأرجنتيني ليوناردو بيسكوليتشي.
المحاولة الأولى للعربي في الشوط الثاني كانت في الدقيقة 67 عندما احتسب حكم اللقاء عبد الرحمن عبدو ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الغرافة انبرى لها الجزائري الشاب بوعلام خوخي وسددها متقنة إلا أن قاسم برهان أمسكها باقتدار منقذاً مرماه من استقبال هدف التعادل.
وسريعاً ما رد الغرافة بهجمة خاطفة عندما وصلت الكرة إلى أمارا ديانيه فانطلق بسرعة كبيرة حتى دخل منطقة جزاء العربي ثم لعبها للخلف بدهاء لجونينيو الذي أطلق تصويبة صاروخية ذهبت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة، ووضح تماماً أن المباراة متقلبة تنشط وتتسارع أحداثها على فترات متقطعة ثم ما تلبس أن يصيبها الهدوء مرة أخرى.
واصل الغرافة محاولاته الحثيثة لإحراز هدف التعزيز للاقتراب أكثر من التتوّيج وفي إحدى هذه المحاولات تعرض أمارا ديانيه للعرقلة على حدود منطقة جزاء العربي فاحتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة انبرى لها جونينيو وسددها ببراعة وإتقان يحسد عليهما محرزاً الهدف الثاني في الدقيقة 76، فشعر كل من في الملعب أن الغرافة قبض على الكأس السابعة عشرة في تاريخ البطولة.
حاول لاعبو العربي أن يقلصوا الفارق ولكن دون جدوى خاصة مع استبسال مدافعي الغرافة وحارس مرماهم قاسم برهان في الذود عن مرماهم حتى أطلق حكم اللقاء عبد الرحمن عبدو صافرة النهاية معلناً نهاية اللقاء بفوز الغرافة بكأس ولي العهد للمرة الثالثة في تاريخه.