بلغ الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانياً المباراة النهائية من بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، بفوزه على الفرنسي جو ويلفريد تسونغا الثاني عشر 7-6 (7-4) و6-2 و6-7 (9-11) و6-3 في نصف النهائي يوم الجمعة.
ويلتقي ديوكوفيتش في النهائي مع الإسباني رافايل نادال المصنف أول وحامل اللقب الذي تغلب على البريطاني أندي موراي الرابع 5-7 و6-2 و6-2 و6-4.
في المباراة الأولى حقق ديوكوفيتش أول أهدافه، من خلال فوزه الثالث على تسونغا في 8 مواجهات مباشرة، بانتزاع صدارة التصنيف العالمي من نادال اعتباراً من الاثنين المقبل ليصبح اللاعب الخامس والعشرين الذي يعتلي قمة الترتيب منذ اعتماد هذا النظام عام 1973 بغض النظر عن نتيجة مباراة نصف النهائي الثانية بين نادال وموراي.
وبات ديوكوفيتش أول شاب صربي يحقق هذا الانجاز بعد أن سبقته مواطنتاه آنا إيفانوفيتش ويلينا يانكوفيتش، وأول لاعب يكسر احتكار السويسري روجيه فيدرر ونادال للمركز الأول عالمياً في السنوات السبع الأخيرة.
واعتبر أن: "حلمه تحقق ومشاعره لا توصف خصوصاً أنهما (نادال وفيدرر) لم يعطيا الفرصة للآخرين منذ سنوات. كنت أعرف أنه علي ألا أخسر أي مباراة في مدى 7 أشهر كي أصل إلى الهدف المنشود".
وحقق ديوكوفيتش اليوم أيضاً فوزه السابع والأربعين في 48 مباراة خاضها حتى الآن هذا الموسم وأحرز خلالها 6 ألقاب في 7 دورات وبطولات، وكانت خسارته الوحيدة في نصف نهائي رولان غاروس أمام فيدرر.
ويبقى الهدف الثاني أمام الصربي هو اعتلاء منصة التتويج في ويمبلدون بعد أن وصل النهائي لأول مرة إثر تعثره مرتين عامي 2007 و2010 حين خسر أمام نادال والتشيكي توماس بيرديتش على التوالي في نصف النهائي، علماً بأنه أحرز لقب بطولة أستراليا المفتوحة مرتين (2008 و2011) ووصل إلى نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة مرتين أيضاً (2007 و2010).
وكانت بداية ديوكوفيتش هذا الموسم رائعة ففاز في 41 مباراة متتالية (43 مع إضافة مباراتي نهائي كأس ديفيس العام الماضي) قبل أن يقطع فيدرر هذه السلسلة الطويلة، لكن بدايته في لقاء اليوم كانت متعثرة فخسر إرساله الأول مباشرة وتخلف صفر-2 قبل أن يستولي على إرسال الفرنسي في الشوط العاشر ويجره إلى شوط فاصل أنهاه 7-4 والمجموعة الأولى في 65 دقيقة.
وكانت مهمة ديوكوفيتش في المجموعة الثانية أسهل فكسر إرسال منافسه مرتين وأنهاها 6-2 في 28 دقيقة فقط.
وفي المجموعة الثالثة، قدم اللاعبان فصولاً من الاستعراضات المحببة الجميلة بسقوطهما على الأرض معاً واسترخائهما عند صد الكرات الطائرة قرب الشبكة، ولم يتخلف ديوكوفيتش عن الموعد وكسر إرسال منافسه مرة جديدة في الشوط الثالث وتقدم 2-1 قبل أن يتنازل بدوره عن إرساله في الشوط الثامن ليعادل الفرنسي النتيجة 4-4، وتقدم على إرساله لأول مرة في هذه المجموعة 5-4.
ورد الصربي التحية للفرنسي في الشوط الحادي عشر وتقدم 6-5، لكن سرعان ما فقد إرساله على الفور وتعادلت الأرقام 6-6 فخاض اللاعبان شوطاً فاصلاً شهد تنافساً قوياً وأنهاها تسونغا 11-9 والمجموعة في 59 دقيقة.
وفي المجموعة الرابعة، كان ديوكوفيتش سباقاً إلى الاستيلاء على الإرسال الأول للفرنسي وظل متقدماً حتى حسمها 6-3 في 35 دقيقة.
وفي المباراة الثانية، حافظ نادال على فرصته للاحتفاظ باللقب وحرمان ديوكوفيتش من تحقيق هدفه المزدوج، وتأهل إلى نهائي هذه البطولة للمرة الخامسة بعد عامي 2006 و2007 حين خسر أمام غريمه السويسري روجيه فيدرر وعامي 2008 و2010 حين فاز على الأخير بالذات وعلى التشيكي توماس بيرديتش على التوالي.
وبلغ نادال النهائي الثالث عشر في بطولات الغراند سلام وسيحاول إحراز اللقب الكبير الحادي عشر بعد تتويجه بطلاً لرولان غاروس أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2010 و2011 وويمبلدون 2008 و2010 وملبورن الأسترالية 2009 والولايات المتحدة 2010.
وخاض نادال مجموعة أولى صعبة للغاية فقد فيها إرساله في الشوط العاشر وخسرها في 54 دقيقة حيث لم يستطع مجاراة منافس بدأ بمعنويات مرتفعة وتفوق ميداني واضح خصوصاً في الإرسال فحقق 6 إرسالات نظيفة مقابل واحد فقط للإسباني.
وفي المجموعة الثانية، تبدلت الأحوال بالنسبة إلى الماتادور الإسباني الذي استولى على إرسال منافسه مرتين في الشوطين الخامس والسابع فكسبها في 36 دقيقة، ثم ثالثة في الشوط الأول من المجموعة الثالثة ورابعة أيضاً في السابع وأنهاها في 36 دقيقة كذلك وتقدم 2-1.
وفي المجموعة الرابعة، خطف نادال، بطل 2008 أيضاً، الإرسال الأول للبريطاني وتقدم 2-صفر و3-1 و4-2 وأنهاها في 52 دقيقة والمباراة محققاً فوزه الثاني عشر على موراي مقابل 4 هزائم، وبدد بالتالي حلمه في أن يصبح أول بريطاني يتوج على أرضه بعد فريد بيري عام 1936.
واعتبر نادال أن فقدان المركز الأول في التصنيف العالمي: "ليس له أهمية كبيرة وإنما المهم بالنسبة لي هو أن أبقى محافظاً على مستوى عال من الأداء في المواعيد الكبيرة".
وأضاف نادال الذي انتزع صدارة التصنيف العالمي من فيدرر قبل أكثر من عام، "بالنسبة لي، المركز الأول ليس هدفاً كبيراً بحد ذاته. الهدف هو أن أبقى منافساً دائماً وفي أعلى مستوى. ديوكوفيتش يلعب بشكل رائع منذ بداية الموسم وهو الآن الرقم واحد في العالم وأنا أهنئه على ذلك".
واللقاء بين ديوكوفيتش (24 عاماً) ونادال (25 عاماً) الأحد هو السادس في البطولات الكبرى ففاز الأخير بالمواجهات الخمس السابقة، ويحمل اللقاء الرقم 28 في كل المواجهات، وهو رقم "صعب" لا يقترب منه إلا عدد اللقاءات بين الإسباني والسويسري فيدرر (25 مواجهة) المصنف ثالثاً والذي خرج من ربع النهائي على يد تسونغا بعد أن أحرز المجموعتين الأوليين ثم خسر 3 مجموعات متتالية.
وكانت الكفة تميل بشكل كبير لمصلحة الإسباني قبل بداية الموسم الحالي لكن الصربي خرج فائزاً في آخر 4 مواجهات بينهما في نهائي دورات الماسترز ذات الألف نقطة (إنديان ويلز وميامي ومدريد وروما).
ورغم هذا التطور الكبير للصربي، لا تزال كفة نادال راجحة وبفارق مريح إذ حقق 16 فوزاً مقابل 11 هزيمة.