“Behavior disorders”
تشكل الاضطرابات السلوكية لدي المراهقين مشاكل أسرية كبيرة خاصة في العلاقات عندما يشعر الوالدان أن الابن أو الابنة لا يأتمران بأمرهما أو لا يحترمانهما ولا يتقيدان بقوانين الأسرة أو المجتمع مما ينتج عنه آلاماً نفسية كبيرة للطرفين.
من أهم هذه الاضطرابات السلوكية:
1) اضطراب العناد والتحدي “Oppositional /defiant”
تشكل الاضطرابات السلوكية لدي المراهقين مشاكل أسرية كبيرة خاصة في العلاقات عندما يشعر الوالدان أن الابن أو الابنة لا يأتمران بأمرهما أو لا يحترمانهما ولا يتقيدان بقوانين الأسرة أو المجتمع مما ينتج عنه آلاماً نفسية كبيرة للطرفين.
من أهم هذه الاضطرابات السلوكية:
1) اضطراب العناد والتحدي “Oppositional /defiant”
اتصل بي أحد الأصدقاء يريد استشارتي في أمر مهم علي عجل، وعند وصوله لم يضع وقتاً طويلاً في المجاملات، بل بادرني بقوله:
" المشكلة في الحقيقة تخص ابني البالغ من العمر سبعة عشر عاماً وفي الثاني ثانوي. إنه لا يحترمني، ولا يستمع لنصائحي، ويعاندني، ويجادلني في كل شيء. وأخيراً ابتدأ يتحداني علانية ولا يتحدث إلي بتهذيب أو احترام مما اضطرني في النهاية أن أؤثر الصمت وتفاديه حتى لا تتطور الأمور بيننا أكثر لما لا يحمد عقباه. في المدة الأخيرة ابتدأ إهمال دراسته فهو يقضي معظم وقته مع الكمبيوتر أو مستلقياً على سريره غير عابئ بنصائحي ونصائح والدته.
سألته! "منذ متى يحدث هذا؟"
أجاب! " منذ صغره وهو عنيد بعض الشيء ولكن مع تقدمه في السن أزداد عناداً وتمرداً علينا. فهو يعاند ويجادل ويغالط ويتمنع ولا يلبي لنا طلباً حتى لو كان الأمر في مصلحته هو.
هو لا يكترث لمشاعرنا و يلومنا معتقداً أننا نفرض إرادتنا عليه."
هذه صورة مكررة يشكو منها أولياء أمور عديد من الشباب المراهق بصورة أو بأخرى. الأسرة محتارة في أمرها من تصرف الابن. فبالرغم من معاملتهم الطيبة له وتلبية جميع طلباته المعقولة وغير المعقولة، وعدم مطالبته بأكثر من الاهتمام بدراسته ومستقبله، فهو يصر على نفس السلوك.
الحقيقة أن هؤلاء الشبان يعانون من أعراض" اضطراب العناد والتحدي" الذي يتصف بسلوك عنادي، عدائي، متحدي، سلبي ومكرر. فالصبي دائماً:
سريع الانفعال، يجادل كثيراً والديه أو الأكبر منه سناً، يتحدى ويرفض الانصياع لرغبات أو أوامر ذويه. كما أنه يقوم بمضايقة أهله باستمرار، ويظهر غضبه وامتعاضه منهم. ويتصف بالحساسية الزائدة، ويتضايق سريعاً، ويلجأ إلى لوم الآخرين أو تحميلهم مسؤولية أخطائه، ويظهر روحاً انتقامية تجاه من يرى أنهم يتسببون في مضايقته.
للتأكد من التشخيص يجب أن يكون الاضطراب ملازماً للصبي بصورة مستمرة لستة أشهر أو أكثر مع التسبب في مشاكل واضحة في مجال الأسرة أو المدرسة. ومن المعروف أن السلوك العنادي يظهر بصورة طبيعية خلال مرحلة النمو فيما بين الثانية والثالثة، ومرة أخرى في بداية مرحلة المراهقة كشكل من أشكال الصراع المتوقع من الطفل بعد اكتسابه لبعض المهارات الحركية والمعرفية، ومن الصبي في محاولة منه لإبراز هويته واستقلاليته في مثل هذه السن. ولكن الأمر لا يصل إلى هذه الدرجة من الاضطراب سابق الذكر، وليس بنفس الاستمرارية.
حوإلى 15 % من هم في مرحلة الصبا والمراهقة يعاني من مثل هذا النوع من الاضطراب السلوكي، وغالبيتهم يذكر آباؤهم أنهم كانوا ممن يصعب التعامل معهم في طفولتهم، لعنادهم وعدم الاستجابة لهم.
هذه الحالة قد تكون مصاحبة باضطراب، " الحركة الزائدة مع ضعف التركيز"، أو صعوبات في التعليم، أو اضطرابات قلق واكتئاب، أو أعراض مبكرة لما يعرف "باضطراب السلوك": سيأتي ذكره فيما بعد.
الأسباب غير مؤكدة، ولكن يرجح أن يكون هنالك استعداد وراثي في الأسرة، كأن يكون أحد الوالدين ذو "الشخصية السلبية العدوانية"، أو يكون السبب صراع بين الأب والابن حول الاستقلالية، أو إن يكون الآباء صلبين، متشددين وانفعاليين. أو احتمال كون هنالك خلل في كيميائيات المخ.
قد تتطور الحالة عند عدد غير قليل من هؤلاء الصبيان إلى حالة" اضطراب السلوك"، أو اضطراب وجداني، كالاكتئاب.