إشراقة
تغييب الوعي.. كما أفهمه
د. هاشم عبده هاشم
** لا تتخيلون قدر سعادتي بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان بحصر عملية نقل مباريات الدوري السعودي وجميع المسابقات الرياضية على القنوات الفضائية السعودية دون غيرها..
** وسعادتي هذه ترجع إلى أسباب عدة.. يرد في مقدمتها أن المواطن في هذا البلد لن يحرم بعد اليوم من متابعة أندية وطنية تلعب فرقها.. وتتبارى على أرض المملكة أو في خارجها بعد أن كان يلهث جرياً وراء القنوات الفضائية التي نجحت في الاستحواذ على اهتمامه.. وسرقة مشاعره.. وتعزيز صلتها به..
** وكما كانت الدول الأخرى صاحبة القنوات الفضائية "ذكية" في الوصول إلى عقول ومشاعر مواطنينا.. بالتوسع في إطلاق عشرات القنوات الفضائية الرياضية والإنفاق عليها بسخاء.. واستقطاب نجوم التعليق والتحليل الرياضي للظهور من خلالها.. بل والفوز ببعض الطاقات المهنية المؤهلة من أبناء بلدنا للعمل فيها..
** أقول.. كما كانت تلك الدول "شاطرة" في تسخير الرياضة لخدمة السياسة.. ببراعة.. لا نملك إلا أن نهنئها عليها.. ونعترف بأحقيتها في ممارستها.. فقد كان من الواجب علينا أن نعمل ومنذ وقت مبكر على إدراك أهمية الرياضة في تعزيز الولاء الوطني.. وفي الالتفاف الشامل حول بلدهم.. وذلك بتوفير هذه الخدمة لهم.. ومن خلال وسائل إعلامنا الوطنية على وجه التحديد.
** صحيح أن بيع حق نقل جميع الأنشطة والمسابقات الرياضية لقنوات فضائية أخرى.. كان يمكن أن يدر على الدولة أموالاً طائلة.. لكن الأكثر صحة هو أن تعزيز وتكريس ولاء المواطن لأرضه.. وبلده.. وأهله.. (وعزوته.. وربعه) هو أهم ألف مرة.. بل وأغلى من كل مداخيل العالم وإيراداته.. بمقاييس السياسة.. وبالمعايير المهنية المدركة لأبعاد الوظيفة الإعلامية الأساسية.. ودورها المؤثر في تشكيل وعي الإنسان.. وترسيخ مبادئ اللحمة.. والتواصل.. والارتباط الأوثق مع كل ما ومن حوله.. في عصر تدفع فيه الدول مليارات الدولارات من أجل شراء ضمائر العملاء.. أو استلاب عقول الشباب.. أو اختطاف مشاعرهم بطرق مختلفة.. ومن بينها ربط الشعوب الأخرى بأنظمتها.. ومواقفها.. وسياساتها بصورة سلسة.. وطوعية ومؤثرة في النهاية..
** وما أسعدني أكثر هو.. أن أسمع شخصياً من معالي وزير الثقافة والإعلام.. الدكتور عبد العزيز خوجه عن الدعم الكبير الذي لقيه مشروعه هذا من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- الأمر الذي مكنه وزملاءه في الوزارة من العكوف الآن على ترجمة توجيهاته الكريمة بمواصلة الدراسة والتخطيط لإطلاق (6) قنوات فضائية رياضية جديدة بمستويات راقية تتفوق على ما هو قائم من قنوات مماثلة وتقدم للمشاهد كل ما يتطلع إليه ويصبو.
** وما دام الأمر كذلك .. فإنني أتمنى على معاليه وبقية المسؤولين في الوزارة وخارجها من المعنيين بالتخطيط لهذه النقلة الإعلامية الهامة.. أن يستردوا وجوهاً وخبرات إعلامية.. ورياضية.. ومهنية سعودية عالية.. اختطفتها القنوات العربية والخليجية على وجه التحديد. وبرزوا فيها.. وأبدعوا كثيراً.. لأن هؤلاء ثروة وطنية حقيقية جاء الوقت لاستردادها.. وإطلاق مواهبها من المكان الطبيعي لها.. والاستفادة من أرصدتها وخبراتها السابقة في الانطلاق بقنوات "الوطن" الجديدة نحو القمة.
** وبهذه المناسبة.. فإنني أريد أن أهمس في آذان من يعتقدون أن الاهتمام بالرياضة بمثل هذه الصورة هو "تغييب للوعي" على حد قولهم.. أريد أن أقول لهم ما قاله تشرشل لقومه ذات يوم: "إذا أردت أن تفقد شعبك.. فأغلق أمامه المنافذ التي تحرمك من الدخول إلى قلبه.. وتترك الآخرين يتسللون إليه منها"..
** فكم نحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية البعد السياسي والبعد الأمني للعملية الإعلامية.. بالقدر الذي نحن فيه بحاجة إلى إدراك أهمية الرياضة كعلم وكفن.. وكنشاط يتداخل فيه (علم السياسة.. بعلم الرياضة.. بعلم الإعلام..) تداخلاً قوياً ومؤثراً.. في بناء الشخصية المدركة لوجودها الكبير.. والمعزز لأمن البلدان واستقرارها.. وسلامة تفكيرها.. وما عدا ذلك فهو التغييب لوعي الإنسان وتهيئته لتقبل رسائل خصومة بسهولة.،،،
***
ضمير مستتر
[** عندما تغيب الرؤية السياسية عن العمل الإعلامي.. فإننا نصبح أمام إعلام فج.. وضحل.. وكسيح..]
تغييب الوعي.. كما أفهمه
د. هاشم عبده هاشم
** لا تتخيلون قدر سعادتي بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان بحصر عملية نقل مباريات الدوري السعودي وجميع المسابقات الرياضية على القنوات الفضائية السعودية دون غيرها..
** وسعادتي هذه ترجع إلى أسباب عدة.. يرد في مقدمتها أن المواطن في هذا البلد لن يحرم بعد اليوم من متابعة أندية وطنية تلعب فرقها.. وتتبارى على أرض المملكة أو في خارجها بعد أن كان يلهث جرياً وراء القنوات الفضائية التي نجحت في الاستحواذ على اهتمامه.. وسرقة مشاعره.. وتعزيز صلتها به..
** وكما كانت الدول الأخرى صاحبة القنوات الفضائية "ذكية" في الوصول إلى عقول ومشاعر مواطنينا.. بالتوسع في إطلاق عشرات القنوات الفضائية الرياضية والإنفاق عليها بسخاء.. واستقطاب نجوم التعليق والتحليل الرياضي للظهور من خلالها.. بل والفوز ببعض الطاقات المهنية المؤهلة من أبناء بلدنا للعمل فيها..
** أقول.. كما كانت تلك الدول "شاطرة" في تسخير الرياضة لخدمة السياسة.. ببراعة.. لا نملك إلا أن نهنئها عليها.. ونعترف بأحقيتها في ممارستها.. فقد كان من الواجب علينا أن نعمل ومنذ وقت مبكر على إدراك أهمية الرياضة في تعزيز الولاء الوطني.. وفي الالتفاف الشامل حول بلدهم.. وذلك بتوفير هذه الخدمة لهم.. ومن خلال وسائل إعلامنا الوطنية على وجه التحديد.
** صحيح أن بيع حق نقل جميع الأنشطة والمسابقات الرياضية لقنوات فضائية أخرى.. كان يمكن أن يدر على الدولة أموالاً طائلة.. لكن الأكثر صحة هو أن تعزيز وتكريس ولاء المواطن لأرضه.. وبلده.. وأهله.. (وعزوته.. وربعه) هو أهم ألف مرة.. بل وأغلى من كل مداخيل العالم وإيراداته.. بمقاييس السياسة.. وبالمعايير المهنية المدركة لأبعاد الوظيفة الإعلامية الأساسية.. ودورها المؤثر في تشكيل وعي الإنسان.. وترسيخ مبادئ اللحمة.. والتواصل.. والارتباط الأوثق مع كل ما ومن حوله.. في عصر تدفع فيه الدول مليارات الدولارات من أجل شراء ضمائر العملاء.. أو استلاب عقول الشباب.. أو اختطاف مشاعرهم بطرق مختلفة.. ومن بينها ربط الشعوب الأخرى بأنظمتها.. ومواقفها.. وسياساتها بصورة سلسة.. وطوعية ومؤثرة في النهاية..
** وما أسعدني أكثر هو.. أن أسمع شخصياً من معالي وزير الثقافة والإعلام.. الدكتور عبد العزيز خوجه عن الدعم الكبير الذي لقيه مشروعه هذا من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- الأمر الذي مكنه وزملاءه في الوزارة من العكوف الآن على ترجمة توجيهاته الكريمة بمواصلة الدراسة والتخطيط لإطلاق (6) قنوات فضائية رياضية جديدة بمستويات راقية تتفوق على ما هو قائم من قنوات مماثلة وتقدم للمشاهد كل ما يتطلع إليه ويصبو.
** وما دام الأمر كذلك .. فإنني أتمنى على معاليه وبقية المسؤولين في الوزارة وخارجها من المعنيين بالتخطيط لهذه النقلة الإعلامية الهامة.. أن يستردوا وجوهاً وخبرات إعلامية.. ورياضية.. ومهنية سعودية عالية.. اختطفتها القنوات العربية والخليجية على وجه التحديد. وبرزوا فيها.. وأبدعوا كثيراً.. لأن هؤلاء ثروة وطنية حقيقية جاء الوقت لاستردادها.. وإطلاق مواهبها من المكان الطبيعي لها.. والاستفادة من أرصدتها وخبراتها السابقة في الانطلاق بقنوات "الوطن" الجديدة نحو القمة.
** وبهذه المناسبة.. فإنني أريد أن أهمس في آذان من يعتقدون أن الاهتمام بالرياضة بمثل هذه الصورة هو "تغييب للوعي" على حد قولهم.. أريد أن أقول لهم ما قاله تشرشل لقومه ذات يوم: "إذا أردت أن تفقد شعبك.. فأغلق أمامه المنافذ التي تحرمك من الدخول إلى قلبه.. وتترك الآخرين يتسللون إليه منها"..
** فكم نحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية البعد السياسي والبعد الأمني للعملية الإعلامية.. بالقدر الذي نحن فيه بحاجة إلى إدراك أهمية الرياضة كعلم وكفن.. وكنشاط يتداخل فيه (علم السياسة.. بعلم الرياضة.. بعلم الإعلام..) تداخلاً قوياً ومؤثراً.. في بناء الشخصية المدركة لوجودها الكبير.. والمعزز لأمن البلدان واستقرارها.. وسلامة تفكيرها.. وما عدا ذلك فهو التغييب لوعي الإنسان وتهيئته لتقبل رسائل خصومة بسهولة.،،،
***
ضمير مستتر
[** عندما تغيب الرؤية السياسية عن العمل الإعلامي.. فإننا نصبح أمام إعلام فج.. وضحل.. وكسيح..]