تبينوا حتى لا تظلموا
هيام المفلح
تهزّني قوة مضمون هذه الآية الكريمة من سورة الحجرات "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
سبحان ربي.. هل تتخيلون النتائج المترتبة من وراء ردود أفعالكم على كلام نُقل إليكم من طرف ما، حول موضوع ما، فعاجلتم بإطلاق أحكامكم وعقوباتكم، دون أن تحاولوا التأكد -أولاً- من صحة ما نُقل إليكم؟
إحدى الأخوات تشتكي من جور أخيها ومخاصمته المستمرة لأهله، لأنه يستمع إلى كلام زوجته وما تبتدعه من أكاذيب ضد أخواته وأهله، دون أن يحاول سؤالهم والاستفسار منهم للتيقن من صحة ما تقوله عنهم!
كلام الله في تلك الآية يغلّظ على المسلمين هذا الفعل، لأن نتيجته ظلم واقع لا محالة.. والظلم ظلمات يوم القيامة.
هذه المصيبة تحدث عندما نفتح آذاننا لأبناء وكالة "القيل والقال"، ندعهم يثرثرون أمامنا ويهرّفون بما يخدم مصالحهم، أو بما تخيلوا أنهم سمعوه، وينقلونه لنا مخلوطاً بالتوابل التي يتفنون في صنعها، ثم نستمع إليهم باهتمام، بدلاً من أن ننصحهم أو نخرسهم أو نغادر مجالسهم، ولا نبدي أي مقاومة تجاه المشاعر السلبية التي يزرعها كلامهم في نفوسنا بل ندعها تنشحن وتتمدد حتى تستولي علينا وتلعب في عقولنا فينتصب الغضب حائلاً بيننا وبين عين العقل فنندفع ونرتكب العقوبات غير آبهين بآثارها الظالمة على الآخرين!
وكان يمكن أن نتجنب كل هذا لو – على الأقل – حاولنا أن نستمع للقصة من أطرافها ونتيقن بمدى صدقها، أو كذبها، قبل أن نصدر أحكامنا، لأن رواية الحدث من طرف واحد هي رواية عرجاء تحتاج إلى ما يدعمها أو ينفيها، والمواجهة بين طرفيها خير تعامل معها لضمان تحقيق العدل في الحكم.
قالها لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في حثه لنا على توخي الظلم بالاستماع إلى طرفي القضية ((لَعَلَّ أحدكم أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن الآخر، فإذا قضيت له بشيء، فإنما أَقْطَعُ له قطعة من النَّار)).
ولله در ذلك القاضي الذي رفض أن يحكم لرجل جاءه يشتكي وقد فقئت عينه، قبل أن يستمع للطرف الآخر، قائلاً " قد تكون فقئت عينيه الاثنتين"!
تعالوا ندعُ ونحن على بوابة شهر الله المبارك رمضان:
اللهم اجعلنا ممن يسعى لتحقيق العدل في الأرض وأعنّا عليه، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا.. بلغكم الله رمضان وأعانكم على صيامه وقيامه وتقبله منكم خالصاً لوجهه الكريم.. وكل عام وأنتم بألف خير.
هيام المفلح
تهزّني قوة مضمون هذه الآية الكريمة من سورة الحجرات "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
سبحان ربي.. هل تتخيلون النتائج المترتبة من وراء ردود أفعالكم على كلام نُقل إليكم من طرف ما، حول موضوع ما، فعاجلتم بإطلاق أحكامكم وعقوباتكم، دون أن تحاولوا التأكد -أولاً- من صحة ما نُقل إليكم؟
إحدى الأخوات تشتكي من جور أخيها ومخاصمته المستمرة لأهله، لأنه يستمع إلى كلام زوجته وما تبتدعه من أكاذيب ضد أخواته وأهله، دون أن يحاول سؤالهم والاستفسار منهم للتيقن من صحة ما تقوله عنهم!
كلام الله في تلك الآية يغلّظ على المسلمين هذا الفعل، لأن نتيجته ظلم واقع لا محالة.. والظلم ظلمات يوم القيامة.
هذه المصيبة تحدث عندما نفتح آذاننا لأبناء وكالة "القيل والقال"، ندعهم يثرثرون أمامنا ويهرّفون بما يخدم مصالحهم، أو بما تخيلوا أنهم سمعوه، وينقلونه لنا مخلوطاً بالتوابل التي يتفنون في صنعها، ثم نستمع إليهم باهتمام، بدلاً من أن ننصحهم أو نخرسهم أو نغادر مجالسهم، ولا نبدي أي مقاومة تجاه المشاعر السلبية التي يزرعها كلامهم في نفوسنا بل ندعها تنشحن وتتمدد حتى تستولي علينا وتلعب في عقولنا فينتصب الغضب حائلاً بيننا وبين عين العقل فنندفع ونرتكب العقوبات غير آبهين بآثارها الظالمة على الآخرين!
وكان يمكن أن نتجنب كل هذا لو – على الأقل – حاولنا أن نستمع للقصة من أطرافها ونتيقن بمدى صدقها، أو كذبها، قبل أن نصدر أحكامنا، لأن رواية الحدث من طرف واحد هي رواية عرجاء تحتاج إلى ما يدعمها أو ينفيها، والمواجهة بين طرفيها خير تعامل معها لضمان تحقيق العدل في الحكم.
قالها لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في حثه لنا على توخي الظلم بالاستماع إلى طرفي القضية ((لَعَلَّ أحدكم أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن الآخر، فإذا قضيت له بشيء، فإنما أَقْطَعُ له قطعة من النَّار)).
ولله در ذلك القاضي الذي رفض أن يحكم لرجل جاءه يشتكي وقد فقئت عينه، قبل أن يستمع للطرف الآخر، قائلاً " قد تكون فقئت عينيه الاثنتين"!
تعالوا ندعُ ونحن على بوابة شهر الله المبارك رمضان:
اللهم اجعلنا ممن يسعى لتحقيق العدل في الأرض وأعنّا عليه، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا.. بلغكم الله رمضان وأعانكم على صيامه وقيامه وتقبله منكم خالصاً لوجهه الكريم.. وكل عام وأنتم بألف خير.