التأمل.. صيغة جديدة للسعادة
د.عبدالله المغلوث
تأملوا.. تتقدموا. التأمل سيمنحكم نعمة عظيمة تتجسد في اكتشافكم لما بجواركم من خير وجمال. سيجعلكم تبتكرون صيغا جديدة للامتنان. صيغا جديدة تخترعونها من عدم. قد لا تغير العالم. لكن حتما ستغير حياتكم ونظرتكم لها
في ربيع عام 1963 وضع روبرت وليام كيرنس قطرة في عينه فتغيرت صناعة السيارات للأبد. فقد لاحظ روبرت أن عينه أصبحت ترمش كل بضع ثوان تلقائيا منذ أن وضع القطرة فيها. وأدى سلوك عينه إلى انتشار القطرة في أرجائها وقدرته على الرؤية بوضوح سريعا. تأمل كيرنس لسلوك عينه، وقتئذ، دفعه لاختراع مسّاحات سيارة حديثة مستلهما فكرتها من عينيه. هذه الفكرة التي قدمها لشركة فورد، وحصل على حقوقها بعد محاكمات طويلة وشرسة، صارت هي نظام تشغيل مسّاحات الزجاج الأمامي الحديث المستعمل في كل سيارات العالم من المحيط إلى المحيط.
لم يقم كيرنس بحل معادلات رياضية أو تجارب كيميائية ليتوصل إلى هذه الفكرة. كل ما قام به هو مجرد التأمل في سلوك عينه بعد أن وضع القطرة فيها.
ونفس الحال ينطبق على القطار الياباني الشهير والمعروف بـ(الرصاصة)، 500 سيريس، المستوحى تصميمه من منقار طائر الرفراف الذي يخترق الهواء بسرعة فائقة وبهدوء تام. وقد أنفق المهندس الياباني الذي صممه شهورا طويلة يتأمل ويراقب فيها هذا الطائر وقدرته المذهلة على اصطياد فريسته بسرعة قياسية. واستطاع أن يحول مشاهداته لهذا الطائر إلى فكرة خلاقة سحرت الألباب وأسعدت الركاب.
بيرسي شاو هو الآخر أدهش العالم باختراعه "عيون القطط" في عام 1934. فكرة يسيرة وسهلة اعتقلها أثناء قيادته لمركبته على طريق سريع حينما قفز أمامه قط بعينيه المضيئتين. هرب القط من أمام سيارته. لكن عينيه المضيئتين ظلتا تلمعان في رأسه. استلهم منهما العيون التي تستلقي في طرق العالم من أقصاه إلى أقصاه.
الكثير من الاختراعات والابتكارات العظيمة بدأت بالتأمل قبل أن تتحول إلى فعل ينتزع الإعجاب والدهشة من صدورنا.
نفتقر في مجتمعاتنا العربية للأسف إلى الوعي بالتأمل. نتجاهل أهميته في جميع مناحي الحياة مما يحرمنا من قائمة طويلة من الامتيازات تبدأ بالاختراعات مرورا بالابتكارات وليس انتهاء بالامتنان.
لو كل شخص منا تأمل ما حوله من عظمة ودهشة وسحر سيكتشف شيئا جميلا ومذهلا. ليس بالضرورة أن يكون اختراعا أو ابتكارا. ربما يكون أجمل من ذلك. ابتسامة لم ينتبه لها. أو قلب بجواره لم يحس بنبضه من قبل.
لنتأمل نبل أمهاتنا، وجهد زوجاتنا. لنتأمل كرم آبائنا وصبر من يعملون معنا ويقومون بتلبية احتياجاتنا. هذا التأمل سيملأنا امتنانا. امتنان سينعكس على تعاملنا معهم وسلوكنا تجاههم. امتنان سيحيل أيامنا إلى أخرى جديدة مطرزة بالعرفان.
في ازدحام مفكرتنا بالأعمال، ما صغر منها وما كبر، ننسى أن نتأمل في إبداع الرحمن وما يتدفق حولنا من جمال لا يقاس ولا يقدر.
علينا أن نبدأ في تخصيص أوقات للتأمل يوميا. لا يجب أن تكون ساعة أو حتى نصف ساعة. خمس دقائق كافية. كافية لتعبئتنا بحماسة وسعادة كبيرتين.
للأسف نغفل فضل التأمل بينما من رحمه تولد الكثير من المشاعر الفياضة. الكثير من الطاقة الإيجابية التي ستحولنا إلى كائنات منتجة معطاءة.
تأملوا.. تتقدموا. التأمل سيمنحكم نعمة عظيمة تتجسد في اكتشافكم لما بجواركم من خير وجمال. سيجعلكم تبتكرون صيغا جديدة للامتنان. صيغا جديدة تخترعونها من عدم. قد لا تغير العالم. لكن حتما ستغير حياتكم ونظرتكم لها. تجاهلنا لفضيلة التأمل سيكرس بقاءنا في ذيل الأمم ننفق أوقاتنا فيما لا ينفع. فلا خير في بصرنا إذا لم يبصرنا ويهدينا. ولا فائدة لأفئدتنا إذا لم تنبض وتهتز وتتحرك إزاء ما يموج أمامها من سحر ودهشة.
التأمل، فعل صغير لكن أثره كبير. أكبر مما نعتقد أو نتوقع.
د.عبدالله المغلوث
تأملوا.. تتقدموا. التأمل سيمنحكم نعمة عظيمة تتجسد في اكتشافكم لما بجواركم من خير وجمال. سيجعلكم تبتكرون صيغا جديدة للامتنان. صيغا جديدة تخترعونها من عدم. قد لا تغير العالم. لكن حتما ستغير حياتكم ونظرتكم لها
في ربيع عام 1963 وضع روبرت وليام كيرنس قطرة في عينه فتغيرت صناعة السيارات للأبد. فقد لاحظ روبرت أن عينه أصبحت ترمش كل بضع ثوان تلقائيا منذ أن وضع القطرة فيها. وأدى سلوك عينه إلى انتشار القطرة في أرجائها وقدرته على الرؤية بوضوح سريعا. تأمل كيرنس لسلوك عينه، وقتئذ، دفعه لاختراع مسّاحات سيارة حديثة مستلهما فكرتها من عينيه. هذه الفكرة التي قدمها لشركة فورد، وحصل على حقوقها بعد محاكمات طويلة وشرسة، صارت هي نظام تشغيل مسّاحات الزجاج الأمامي الحديث المستعمل في كل سيارات العالم من المحيط إلى المحيط.
لم يقم كيرنس بحل معادلات رياضية أو تجارب كيميائية ليتوصل إلى هذه الفكرة. كل ما قام به هو مجرد التأمل في سلوك عينه بعد أن وضع القطرة فيها.
ونفس الحال ينطبق على القطار الياباني الشهير والمعروف بـ(الرصاصة)، 500 سيريس، المستوحى تصميمه من منقار طائر الرفراف الذي يخترق الهواء بسرعة فائقة وبهدوء تام. وقد أنفق المهندس الياباني الذي صممه شهورا طويلة يتأمل ويراقب فيها هذا الطائر وقدرته المذهلة على اصطياد فريسته بسرعة قياسية. واستطاع أن يحول مشاهداته لهذا الطائر إلى فكرة خلاقة سحرت الألباب وأسعدت الركاب.
بيرسي شاو هو الآخر أدهش العالم باختراعه "عيون القطط" في عام 1934. فكرة يسيرة وسهلة اعتقلها أثناء قيادته لمركبته على طريق سريع حينما قفز أمامه قط بعينيه المضيئتين. هرب القط من أمام سيارته. لكن عينيه المضيئتين ظلتا تلمعان في رأسه. استلهم منهما العيون التي تستلقي في طرق العالم من أقصاه إلى أقصاه.
الكثير من الاختراعات والابتكارات العظيمة بدأت بالتأمل قبل أن تتحول إلى فعل ينتزع الإعجاب والدهشة من صدورنا.
نفتقر في مجتمعاتنا العربية للأسف إلى الوعي بالتأمل. نتجاهل أهميته في جميع مناحي الحياة مما يحرمنا من قائمة طويلة من الامتيازات تبدأ بالاختراعات مرورا بالابتكارات وليس انتهاء بالامتنان.
لو كل شخص منا تأمل ما حوله من عظمة ودهشة وسحر سيكتشف شيئا جميلا ومذهلا. ليس بالضرورة أن يكون اختراعا أو ابتكارا. ربما يكون أجمل من ذلك. ابتسامة لم ينتبه لها. أو قلب بجواره لم يحس بنبضه من قبل.
لنتأمل نبل أمهاتنا، وجهد زوجاتنا. لنتأمل كرم آبائنا وصبر من يعملون معنا ويقومون بتلبية احتياجاتنا. هذا التأمل سيملأنا امتنانا. امتنان سينعكس على تعاملنا معهم وسلوكنا تجاههم. امتنان سيحيل أيامنا إلى أخرى جديدة مطرزة بالعرفان.
في ازدحام مفكرتنا بالأعمال، ما صغر منها وما كبر، ننسى أن نتأمل في إبداع الرحمن وما يتدفق حولنا من جمال لا يقاس ولا يقدر.
علينا أن نبدأ في تخصيص أوقات للتأمل يوميا. لا يجب أن تكون ساعة أو حتى نصف ساعة. خمس دقائق كافية. كافية لتعبئتنا بحماسة وسعادة كبيرتين.
للأسف نغفل فضل التأمل بينما من رحمه تولد الكثير من المشاعر الفياضة. الكثير من الطاقة الإيجابية التي ستحولنا إلى كائنات منتجة معطاءة.
تأملوا.. تتقدموا. التأمل سيمنحكم نعمة عظيمة تتجسد في اكتشافكم لما بجواركم من خير وجمال. سيجعلكم تبتكرون صيغا جديدة للامتنان. صيغا جديدة تخترعونها من عدم. قد لا تغير العالم. لكن حتما ستغير حياتكم ونظرتكم لها. تجاهلنا لفضيلة التأمل سيكرس بقاءنا في ذيل الأمم ننفق أوقاتنا فيما لا ينفع. فلا خير في بصرنا إذا لم يبصرنا ويهدينا. ولا فائدة لأفئدتنا إذا لم تنبض وتهتز وتتحرك إزاء ما يموج أمامها من سحر ودهشة.
التأمل، فعل صغير لكن أثره كبير. أكبر مما نعتقد أو نتوقع.