موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    مواضيع رمضانية

    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:07


    من معاني تدبر القرآن الكريم ( التعرف على القرآن الكريم )
    د.محمد بن عدنان السمانالمدير التنفيذي لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها


    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن من أعظم المعاني في تدبر القرآن الكريم ، الوقوف عند الآيات التي وصف بها ربنا سبحانه هذا الكتاب العظيم الذي أكرم الله به البشرية ، فأنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }الآية ، البقرة185.

    ولقد تعددت أسماء القرآن في القرآن؛ فهو القرآن وهو الكتاب وهو الذكر وهو النور إلى غير ذلك من الأسماء ، كما وصفه بصفات كثيرة فوصفه بأنه عظيم ، وأنه كريم ، وأنه مبين ، وأنه حكيم ، وأنه مجيد ، وأنه رحمة إلى غير ذلك ، و كثرة أسماء القرآن تدل على شرف المسمى و كماله .

    فمن صفات القرآن الكريم الواردة فيه والتي متى ما توقف المسلم معها وتدبرها حصل له من الخير الكثير :


    1. إنه القرآن المصدق لما يديه من الكتب السابقة :{وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }يونس37.

    2. إنه القرآن الذي أنزله الله بلسان عربي مبين : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2.

    3. هو الهداية لمن أرادها ، والبشرى لمن نشدها : {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9.

    4. فيه شفاء ورحمة لمؤمنين : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82.

    5. به تحدى الله الإنس والجن : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88.

    6. وهو ميسر لمن يسره الله عليه : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17.

    7. وبقرآته تهتز القلوب وتخشع : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.

    8. ففيه أحسن القصص وأعظم الكلام : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3.

    9. وفيه أعظم المواعظ وأبلغ الحكم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57.

    10. من اتبع هديه رشد ، ومن أعرض عنه ضل وخسر ، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108.





    من معاني تدبر القرآن الكريم ( توحيد الله تعالى والتعرف عليه )
    فإن من خير ما تقرب به المسلم إلى الله سبحانه وتعالى في كل وقت ، وفي شهر رمضان خاصة ، قراءة القرآن الكريم وتدبره ، فقراءة القرآن وترتيله ومن ثم تدبره من أعظم أبواب انتفاع القلب ، ولهذا قال ربنا جل في علاه : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24، وقال سبحانه وتعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16 فالقرآن الكريم من مقاصد إنزاله العظيمة تدبره والعمل به ، قال الله تعالى : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
    قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية : ليتدبروا حجج الله التي فيه ، وما شرع الله فيه من الشرائع فيتعظوا ويعملوا به .
    وقال جل جلاله : {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9.
    وهي بشرى للمؤمنين فالهداية للخير وللطريق المستقيم عن طريق هذا الكتاب الكريم .
    وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن تدبر القرآن من النصح للكتاب الله الوارد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم ، ذكره الإمام النووي والإمام ابن رجب وغيرهما .
    وقال الله عز وجل : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.
    قال الإمام النووي رحمه الله : ( ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع وهذا هو المقصود وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب ) .

    إن من أعظم المعاني التي يستشعرها المسلم في تدبره للقرآن الكريم ، بل هو أعظم المعاني وأجلها :
    توحيد الله جل جلاله والتعرف عليه :
    وتوحيد الله على ثلاثة أنواع:
    • الأول توحيد الربوبية وهو الإقرار الجازم بأن الله وحده ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكه، وأنه الخالق للعالم، المحيي المميت، الرزاق ذو القوة المتين، لم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، لا رادَّ لأمره، ولا معقب لحكمه، ولا مضاد له، ولا مماثل، ولا سمي، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات أسمائه وصفاته
    قال الله سبحانه {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2 ، وقال جل جلاله : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الروم40.
    إنه الله الذي يسجد له من في السموات والأرض {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }الحج18

    • الثاني من أنواع التوحيد : توحيد الألوهية وهو هو إفراد الله_تعالى_بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله_تعالى_كائناً من كان .
    ولهذا أعظم آية في القرآن الكريم والتي من تدبرها حصل على خير كثير وأجر كبير : آية الكرسي ، {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255 .
    إنها لاإله إلا الله التي من أجلها ارسل الرسل وانزلت الكتب ، قال الله جل جلاله :[وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ](الأنبياء: 25) وقال سبحانه :[وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ](النحل:36).
    • أما النوع الثالث من أنواع التوحيد ، توحيد الله بأسمائه وصفاته ، فيثبت المسلم لله ما أثبته لنفسه في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الأسماء والصفات ، وينفي عنه جل جلاله ما نفاه عن نفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، من غير تشبيه ولا تعطيل وتمثيل .
    يقول الإمام ابن القيم "الأسماء الحسنى والصفات العلا مقتضية لآثارها من العبودية: والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها أعنى من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح.
    فعلم العبد بتفرد الربِّ تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة، يثمر له عبودية التوكُّل عليه باطنًا ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا.
    وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأنه يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضى الله وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح ..
    ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته، توجب له سعة الرجاء وتثمر له ذلك من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه.
    وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه، تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة .. وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها، وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها ارتباط الخلق بها" [مفتاح دار السعادة (90:2)].
    إن من معاني التعرف على الله تعالى التي تدعونا لتدبر القرآن الكريم ، معرفة أن الله جل جلاله غفور رحيم يقبل توبة التائبين وندم النادمين ، قال تعالى : {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء110، وقال تبارك وتعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53.
    لكن لنتذكر قول الله تعالى ({نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وأن عذابي هو العذاب الأليم }الحجر49-50.
    ومن المعاني العظيمة التي يتدبر بها القرآن الكريم معرفة أن الله قريب يجيب الدعوة الداع إذا دعاه ، قال سبحانه : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186.
    وإن من معاني تدبر القرآن معرفة أن الله مطلع عليك يعلم جهرك وسرك ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المجادلة7 .
    وقال تعالى : {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }طه7 ، وقال سبحانه {إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى }الأعلى7 .
    ومن معاني تدبر القرآن النظر إلى الآيات الكونية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه ، وبين أنها احدى مخلوقاته ، فنحن بني آدم خلقنا ربنا في أحسن تقويم ، إنه خلق الله الذي خلقنا من تراب ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{5} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{6} ) الحج 5-6.
    وخلق الله السموات والأرض وهي أعظم من خلق الناس {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }غافر57.
    وقال تعالى (َفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ{18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ{19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ{20} )الغاشية 17-20.


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:07


    رمَضَانُ وَرَسَائِلُ الوَحْدَةِ
    حسين شعبان وهدان


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إننا أمةٌ قدْ جمعها الله من شتاتٍ ، ووحد عناصرها بعدَ فُرْقَةٍ وأعادها إلى مجدها بعد اغترابٍ طويلٍ مع الزمان قبل الإســلام ، ثم أرسى لها قواعدَ السلامةِ في دينها ودنياها والتي من أهمها الوحدةُ العامة التي يجب أن لا ينسى مذاقها الفرد في قلب المجتمع والمجتمع كله وهو يتعامل مع الفرد .
    ومن عظمة هذا الدين أنه لا يترك فرصةً إلا واغتنمها في إشاعة روح الوحدة العامة بين أفراد الأمة بكل وسيلةٍ وفي أيِّ مناسبةٍ .
    خطب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بالجابية فقال : يا أيها الناس ، إني أقمت فيكم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال : { أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب ، حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ، عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ، وهو مع الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، من سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فذلكم المؤمن } ( الألباني في صحيحي الجامع 2546 بسندٍ صحيحٍ عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه )

    ورمضان الكريم في كوثرية عطائه يفئ علينا ما يجب الإلتفات إليه من معالم الوحدة المفروضة لا اختيار للعباد فيها ، فالوحدة فريضةٌ والتفرق بلوى وانتكاسةٌ إيمانيةٌ لا يمكن رتقها بأي بدائل أخرى ولو كانت من جلائل الأعمال وكريم الخصال ونقاء السرائر.
    إن ذلك كله لا يغني عن وجوب التواصي والعمل بمبدأ الوحدة العامة بين المسلمين وغرس هذا الشعور بكل الطرائق المقنعة والمؤثرة حتى تنقشع غياهب الجهل وضيق الأفق عن عيون كثيرٍ من العاملين الآن في الساحة باسم الإسلام والذين لا يرون نجاح هذا الدين إلا من خلال أنفسهم فقط ، ولا يستشعرون الخسار والضياع إلا إذا مسهم هم فقط ومن يلتفون حولهم ، أما البقية الباقية خلافهم فهم لا يستحقون هذه المشاعر ولا يمكن أن يتوحدوا معهم في أي عملٍ أو نشاطٍ أو حتى فيما يستكن في السرائر .
    الوحدة واجبٌ والتزامٌ يجب أن يحرص عليه المسلم كما يحرص على صرامة الأداء لشتى العبادات ، { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }(آل عمران: من الآية103) وهذا الدين العظيم الذي أمرنا بالصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر العبادات هو ذاته الذي أمرنا بالإلتفاف حول رايةٍ واحدةٍ للمجموع العام للأمة بطريقةٍ متفردةٍ في صياغة معالم هذه الوحدة التي لم يسبق إليها نظامٌ في العالمين .

    ورمضان يحدو للمؤمنين على سبيل الهدى والرشاد نشيد الجمع والتلاقي مع نبذ التفرق ، ناهيك عن التضاغن والإرجاف ، وإن المتأمل لعطاءات هذا الشهر المبارك يجد أن أعظم رسائله إلى الأمة هي رسائل الوحدة والحب وكأنه قائمٌ بأمر الله في تجميع الأشتات بالتقائها على :
    - الجمع على الإفطار والإمساك. فالإفطار والسحور من أسباب الجمع على الموائد بعد أن كان الجلوس عليها من ذي قبل في غير رمضان فرادى أو يزيد لكثرة الشواغل وأسبابٍ أُخَرٍ ، وسياق الحال يدل على رمزيةٍ ملهمةٍ بأن رمضان يجمعنا حتى على الموائد .. فاجتمعوا ولا تتفرقوا بعد ذلك .
    - الجمع على القيام في صورةٍ تُكسب النفس روح الإخبات لرب الأكوان من المجموع لا من الفرد لأن الفرد لن يتذوق هذا المذاق الإيماني الآثر إذا صلى وحده .. فأنعم بها من عبادةٍ جامعةٍ .
    - الجمع على القرآن ومجالسه ومدارسته وما يفيئه على نفوس المسلمين من التلاقي على مائدته وعوائدها الموقوفة على كتاب الله العزيز .
    - الجمع على حلقات العلم والتعلم وثني الركب أمام العلماء ليزداد الجميع نوراً في القلوب وانشراحاً في الصدور ، ومن ثم استلام الدستور الذي يجب التعامل به بين الجميع .
    - الجمع على معنى صلة الرحم والإحسان إلى الجيران بمزيد الكرم .
    - الجمع العام للمجتمع في عاداتٍ لا يمكن وصفها إلا بأنها مزيلات أسباب الشقاق.
    - درس الوحدة من زكاة الفطر بوحدة المشاعر الحية بعطف الغني على الفقير .
    وباختصارٍ فإن رسائل الوحدة في رمضان لا تنتهي ، لكنها لا تصل إلا إلى كل قلبٍ سليمٍ خالٍِ من الأوضار والعلل .
    ومع أن هذه رسائل رمضان وهذا نهجه الكريم فمع الأسف المحبط لأشواق الحالمين بالتوحِّد والتلاقي فقد نجح الشيطان نجاحاً قد يكون مؤقتاً أو يدوم عند البعض في تذويب عناصر الوحدة بين المؤمنين بل والصائمين في رمضان ، ولندرك بيان المعنى بالمثال:
    - عدم الإتفاق على بداية الشهر ، فهل هذه ضرورةٌ وقدرٌ ليس لنا أن نحيدَ عنه؟ أم من الممكن أن نعيد تفكيرنا بشكلٍ ناضجٍ تجلله التقوى؟ .. أما آن الأوان ؟
    - عدم الإلتقاء على هدفٍ واحد لإصلاح المجتمع بخططٍ لا تعرف الإطارات الفارقة بين المسلمين ، حيث إن رمضان تجميعٌ للجهد كما هو حشدٌ لطاقات المجتمع الإيمانية ، والجهد المقسَّمُ لا يعطي إلا نتائج هزيلةً لا تتفق مع الإمكانيات المأهولة لكل مجتمعٍ بأسره ، والسبب هو التفرق والتنائي كأن كلَّ من يعمل باسم الإسلام كأنَّهُ يعمل في صحراء لا أحد معه ولا يرى أحداً حوله ، ففي القرية الواحدة والمدينة الواحدة بل والحيّ الواحد يروم كثيرٌ من المسلمين عمل الخير بطريقةٍ فرديةٍ لا تحقق المصالح العامة للمجتمع على النحو المنشود كما لو أنهم اجتمعوا وتفاهموا قبل أن ينشطوا على فُرقةٍ.
    - عدم إذابة ما ران على الصدور من دغلٍ وأحقادٍ تفرق الخطى وتنذر بالخراب المادي والمعنوي !، والأنكي من ذلك هو عدم مجاوزة الحفرة التي وقع فيها كثيرٌ من المسلمين من إثارة الحفائظ وتعكير النفوس بردئ النقول من عفن الكلام وإشاعة البغض والخصام ، أما لكم من رمضان معلم هداية؟.

    رمضان يمنح رسائل للقلوب للدلالة على هداها وراحتها .
    ومنها أن الوحدة فرحةٌ وحبورٌ وسعادةٌ وأن التفرق انتكاسةٌ إيمانيةٌ وشقاءٌ ، فكيف نشقى وقد أتانا رمضان جامع أشتات الخير؟! .
    إلى جميع القائمين لله بأي أمرٍ من دعوةٍ أو خدمةٍ أو ثقافةٍ أو تثقيفٍ أو تربيةٍ بأن يتزودوا من زاد هذا الشهر الكريم ثقافة توحيد الجهود والقلوب وضبط الخطى جمعاء على دربٍ واحدٍ لمصلحة الجميع .
    فلو كان لرمضان لسانٌ ينطق لأمرنا بتقوى الله في أمر الجماعة المسلمة الكبرى والتي لا تعرف الألوان والواجهات المميزة.
    إرحموا أمتكم باجتماعكم وعدم تفرقكم .
    وإلى مدعي الفهم والصلاح والتقوى ، زاوجوا بين الإدعاء ودليله المقنع .
    تذوقوا طعم الوحدة ولو مرةً واحدة بعدما حرمكم هذه المشاعر تربيةٌ موغلةٌ في التفرق ، أو صحبةٌ لا ترى نجاح الإسلام إلا في أشخاصها ، أو طول البقاء على منابعَ ثقافية تلهم أن النجاة تكمن في الغرق ، تذوقوا طعم الوحدة الذي من لم يذقه فإنه محرومٌ بعين يقين المعنى .
    والله لئن قابل الإنسان ربه بكل معنىً صالح وله رصيدٌ من روائع العبادات التي لا تهدأ منها الليالي والأيام ، ولكن قلبه متجانفٌ للفرقة والإنزواء والتشرذم لمصلحة جماعته أو عائلته أو قُطره مع إغفال أمور الأمة وقضاياها الكبرى فإنه على خطرٍ عظيمٍ في دينه ، لأن العمل لله لا تضمُّه هذه المشاعر العمياء في إطارٍ مسجونٍ .
    فهل من الممكن أن يتحرر الغارقون عقلياً ونفسياً في بحار الفرقة ويفهمون رسائل رمضان في أمر الوحدة ؟ أرجو ذلك .
    يرعاكم الرحمن .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:07


    فتح الأندلس في رمضان
    أ. مجدي داود*


    بسم الله الرحمن الرحيم

    يجدر بنا ونحن نتحدث عن الأندلس أن نؤكد أن المحققين من المؤرخين أنكروا ما روجه البعض من حسد موسى بن نصير لطارق بن زياد، وضربه إياه وسجنه، فهذا أمر لا يكون بين المجاهدين الذين فتح الله على أيديهم بلادا كثيرة فأسلم على أيديهم خلق كثير، ولكن قد يكون موسى غبط طارق على هذه النعمة التي أعطاه الله إياها، فرأى أن يكون له من هذا الفتح العظيم نصيب، وهذا ليس بمحرم عندنا ولا مكروه، بل في هذا يتنافس المتنافسون، ونعم ما تنافسوا عليه الجهاد في سبيل الله ونشر دينه.

    -------------------------

    لم يمض القرن الإسلامي الأول حتى كان فتح عظيم من فتوحات شهر رمضان الكريم، وهو فتح عظيم في التاريخ الإسلامي يكاد يلي في أهميته الفتح الإسلامي لمصر أرض الكنانة بلد الإسلام، إنه فتح الأندلس على يد المقاتل البارع والقائد الفذ طارق بن زياد.

    في عهد الدولة الأموية استطاع القائد المسلم موسى بن نصير فتح بلاد المغرب العربي، وبذلك دخل البربر في دين الله وعمل موسى بن نصير على تعليم الناس أمور دينهم وتفقيههم فيه، وعمل على تدعيم الوجود الإسلامي ببلاد المغرب العربي فكان له ذلك بخبرته وحنكته والتزامه بشرع الله، فصار البربر من جند الله المجاهدين.

    لكن بقيت إحدى مدن المغرب عصية على الفتح الإسلامي وتسمى سبتة، وحاكمها يسمى يوليان وكان من حلفاء ملك الأندلس غيطشة، وكان يأتيه المدد عبر البحر من الأندلس، ثم مات غيطشة وخلفه في ملك الأندلس لذريق، وحدث أن اغتصب لذريق هذا ابنة يوليان حيث كان قد أرسلها إلى القصر لتتعلم وتتأدب بأدب الملوك، فأقسم يوليان على أن يزيل ملك لذريق، وحاول محاولات عدة لكنه لم يجد غير التحالف مع المسلمين سبيلا، ورأى موسى بن نصير أن الفرصة سانحة لفتح الأندلس ونشر الإسلام فيها وهى في هذه الحالة من الضعف والفوضى.

    وبعث موسى بن نصير إلى الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك يستأذنه في فتح هذه البلاد وواصفا له مكانتها من المسلمين مبينا سهولة دخولها بناء على ما أوضحه له يوليان، فأمره الوليد بن عبد الملك بإرسال سرية صغيرة تختبر تلك البلاد كي لا يقع المسلمين في مأزق في تلك البلاد، فأرس موسى بن نصير أحد قادة جنده ويسمى طريف بن ملوك فعبر إلى الأندلس في خمسمائة جندي وكان ذلك في رمضان سنة إحدى وتسعين للهجرة، ونزلوا في بلدة سميت باسم القائد طريف وشن المسلمون غارات على الساحل غنموا فيها مغانم كثيرة ثم رجعوا إلى موسى بن نصير بما حصلوا عليه في تلك المعارك.

    بعدما رأى موسى بن نصير نتيجة السرية التي قام بها طريف بن ملوك أخذ يجهز جيشا كبيرا وندب على رأسه رجلا بربريا شجاعا يسمى طارق بن زياد، وأرسله إلى الأندلس على رأس سبعة آلاف مقاتل مسلم جلهم من البربر الذين حسن إسلامهم والبربر كانوا يتصفون بالقوة والشجاعة والإقدام، وبدأ عبور المسلمين إلى الأندلس ولم يكن لديهم سوى أربعة سفن فتم العبور على دفعات واختبأ الذين عبروا أولا حتى عبر الجيش كله وتجمعوا عند جبل سمى بجبل طارق تيمنا باسم القائد الفاتح طارق بن زياد، واستولى المسلمون على الجزيرة الخضراء قبالة جبل طارق فصارت مواصلات الجيش مع أفريقيا حيث المسلمون كلها آمنة.

    لما علم ملك القوط لذريق بخبر المسلمين أرسل فرقة من جيشه لتهاجم المسلمين لكنها هزمت وقتل كل جنودها إلا رجل واحد عاد فأخبر لذريق بما رآه من المسلمين في قتالهم، فسار لذريق جنوبا واستولى على قرطبة وعسكر في سهل البرباط وكان تعداد جيشه مائة ألف مقاتل تقريبا، وسار طارق بن زياد بجيشه متوجها إلى قرطبة وتوقف عند نهر البرباط وتحسس أخبار لذريق فعرف مكانه وعدد جيشه، فأرسل إلى موسى بن نصير طالبا المدد فأرسل له موسى مددا تعداده خمسة آلاف مقاتل جلهم من العرب فسار تحت قيادة طارق بن زياد حوالي اثني عشر ألفا من المسلمين.

    أما لذريق فلم يكن من بيت الملك في بلاد الأندلس، لكنه لما هلك غيطشة ملك الأندلس ترك أولادا لم يرضهم أهل الأندلس واضطرب الأمر هناك، فتراضوا على لذريق هذا وكان من قوادهم وفرسانهم فولوه ملكهم، لكنه خالف تقاليد الملك وفعل أشياء شنيعة، لذا لما تلاقى الجيشان كان أبناء ملك الأندلس قد اتفقوا على أن ينهزموا بجنودهم وقد ظنوا أن المسلمين إنما جاؤوا طلبا للغنائم فقط، ونشبت المعركة وأبلى المسلمون بلاء حسنا على الرغم من أن غالب المسلمين كانوا رجالة بلا خيول بينما جنود القوط من الفرسان، واستمرت المعركة ثمانية أيام، وانضم عدد من جيش لذريق إلى المسلمين بغضا له وتشفيا فيه، وحدث اضطراب في جيشه ففر لذريق وفر بقية جيشه وسيوف المسلمين تحصدهم، ولم يعثر على أي أثر للذريق بعد هذه المعركة حيا أو ميتا، وقد استشهد فى هذه المعركة ثلاثة آلاف مسلم، وكانت هذه المعركة العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما فى شهر رمضان في العام الثاني والتسعين للهجرة النبوية المباركة.

    إن هذه معركة انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما على الكفر وأهله، رغم فارق كبير جدا في العدد والعتاد، ولكن الإيمان الصادق والرجال المخلصون والقيادة الواعية المدركة بمآل الأمور، والفهم الواضح لهذا الدين العظيم إذا اجتمعوا في جيش فهذا الجيش لا بد منتصر، هذا رغم اختلاف الأعراق فكان الجيش مكونا من العرب والبربر وكان لكل منهم لغة ولكل منهم عادات وتقاليد، لكن جمعهم الإيمان بالله والأخوة في الله والرغبة الصادقة في نشر الإسلام في كل بلاد الأرض، لكي لا يدعى المدعون والذين ينادون بالقومية والوطنية إن الدين لا ينفع أن يكون جامعا للناس تحت لوائه، بل يقصرون ذلك على اللغة والعرق فقط.

    بعد هذه المعركة توجه طارق بن زياد بجيشه إلى مدينة شذونة فحاصرها حتى فتحها (ويقال أن الذي فتح شذونة هو موسى بن نصير)، ثم توجه طارق إلى مدينة استجة وفيها فلول جيش لذريق فقاتلهم قتالا شديدا حتى فتح الله على المسلمين بالنصر وأسر طارق حاكمها وصالحهم على الجزية، بعد ذلك رأى طارق أن جيشه قد كثر عدده بسبب عبور كثير من أهل المغرب وانضمامهم للجيش، فعمل على تقسيم الجيش إلى فرق عدة، وكلف كل فرقة بفتح مدينة من المدن الأندلسية، فبعث مغيثا الرومى مولى الوليد بن عبدالملك إلى قرطبة، في سبعمائة فارس ليس معهم راجلا واحدا، حيث لم يبق من المسلمين راجل إلا ركب من كثرة غنائم المسلمين، وبعث فرقا أخرى إلى مدن رية ومالقة وغرناطة أما هو فقد توجه بالجزء الأكبر من الجيش إلى مدينة طليطلة.

    أما مغيث فقد فتح الله عليه قرطبة وملكها وفر منها مقاتلو القوط، وكذلك الجيش الذي توجه إلى رية فتح الله عليه وانتصر على أهلها من القوط ثم فتحت غرناطة وكذلك فتحوا أوريولة بصلح بين المسلمين وقائد القوط فيها وكان اسمه تدمير فسميت المدينة باسمه، وهكذا توالت الفتوحات فى بلاد الأندلس ثم عبر موسى بن نصير ففتح مدنا كثيرة أيضا كان من أشهرها مدينة أشبيلية وهى آخر المدن الأندلسية التي خرج منها الإسلام.

    يجدر بنا ونحن نتحدث عن الأندلس أن نؤكد أن المحققين من المؤرخين أنكروا ما روجه البعض من حسد موسى بن نصير لطارق بن زياد، وضربه إياه وسجنه، فهذا أمر لا يكون بين المجاهدين الذين فتح الله على أيديهم بلادا كثيرة فأسلم على أيديهم خلق كثير، ولكن قد يكون موسى غبط طارق على هذه النعمة التي أعطاه الله إياها، فرأى أن يكون له من هذا الفتح العظيم نصيب، وهذا ليس بمحرم عندنا ولا مكروه، بل في هذا يتنافس المتنافسون، ونعم ما تنافسوا عليه الجهاد في سبيل الله ونشر دينه.

    هكذا فتحت الأندلس في القرن الأول الميلادي، فتحت بدماء الشهداء الأبرار، ونقل المسلمون بلاد الأندلس من التخلف والجهل إلى نور العلم وحضارة الإسلام، فصارت الأندلس رمزا لحضارة الإسلام وللمكانة التي وصل إليها المسلمون من العلم والتقدم، في ذات الوقت الذي كانت مدن أوروبا في ظلام دامس من تخلف وجهل.

    ونحن إذ نتحدث عن الأندلس يجب أن نذكر أمتنا أن الإسلام بقى في الأندلس بضع قرون حتى وهن المسلمون وضعفوا وتشتتت مدنهم وصار لكل مدينة حاكما، فقام الفرنجة الصليبيون بقتالهم وتوالت هزائم المسلمين حتى كانت آخر المعارك هي معركة أشبيلية وهزم المسلمون فيها شر هزيمة، وهكذا خرج الإسلام من الأندلس، وصارت الأندلس اليوم حليفا مهما لأقوى البغي والطغيان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وشاركت في تدمير بلاد إسلامية كثيرة أهمها العراق وأفغانستان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    المراجع :
    من معارك المسلمين في رمضان للعبيدي
    المكتبة الأندلسية- أخبار مجموعة لإبراهيم الأبياري.
    البداية والنهاية لابن كثير
    الكامل في التاريخ لابن الأثير
    المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي
    الإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب
    البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب لابن عذارى




    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا
    غــزال نــجــرآن
    غــزال نــجــرآن
    عضو فعال
    عضو فعال


    مواضيع رمضانية  Empty رد: مواضيع رمضانية

    مُساهمة من طرف غــزال نــجــرآن الأربعاء 3 أغسطس - 0:07


    في رمضان كانت موقعة البويب الجهادية
    أ. مجدي داود*


    بسم الله الرحمن الرحيم

    ولما كان يوم القتال أمر المثنى جيشه بالإفطار؛ حتى يقووا على مقاتلة عدوهم فأفطر الجيش عن بكرة أبيه, وقد جعل المثنى لكل قبيلة راية تقاتل تحتها حتى تتنافس القبائل وتستميت في القتال والدفاع عن بيضة الإسلام وخالط المثنى جيشه وعاملهم معاملة القائد الإسلامي النجيب حتى صار واحداً منهم مع احتفاظه بمكانته كقائد فقوى هذا من عزائم الجيش، ثم حثهم على الصبر والثبات وعلى الدفاع عن بيضة الدين وكان يمر بين القبائل يشد على أيديهم ويحذرهم من أن يؤتى الإسلام من قبلهم ...

    -------------------------

    من فتوحات وانتصارات شهر رمضان الكريم, موقعة من أهم المواقع التي كانت بين المسلمين والفرس, إنها موقعة البويب سنة أربعة عشر من الهجرة النبوية المباركة.

    لقد توفى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق وهو يوصى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن ينفذ جيش المثنى بن حارثة لقتال الفرس، ومات الصديق واستنفر أمير المؤمنين عمر الناس للخروج للقاء الفرس، فكان أول من لبى النداء أبو عبيد الثقفي فأمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الجيش وأوصاه بالشورى وأن لا يتسرع في الحرب، وسار الجيش إلى بلاد فارس, والتقى الجيشان لكن حال النهر بينهما، فاستشار أبو عبيد أصحابه عل يعبرون أم يعبر الفرس فأشاروا عليه بعد العبور لكنه قال (لا يكونوا أجرأ على الموت منكم) وخالف الشورى وعبر المسلمون الجسر فمنوا بهزيمة كادت أن تقضى عليهم لولا تدخل المثنى بن حارثة حيث استطاع أن ينقذ أعداداً كبيرة من المسلمين من موت محقق، حيث كانت الفيلة تتقدم جيش الفرس، والخيول لا تجرأ على مواجهة الفيلة أبداً، وقد استشهد قائد المسلمين أبو عبيد الثقفي في مهمة استشهادية لقتل أكبر فيل في جيش الفرس فسقط عليه الفيل فمات.

    وهنا درس عظيم يجب أن ننتبه له, وهو عاقبة مخالفة الشورى، حيث خالف أبو عبيدة شورى قيادات الجيش واحتكر القرار وأخذه بنفسه، وكانت نتيجة هذه المخالفة أن مني المسلمون بهزيمة كبيرة، فرحم الله أبا عبيدة وعفا عنه، ولنتعلم من أخطاء من سبقونا، ولننظر إلى واقعنا المعاصر وكم يفتقد من هدى النبي صلى الله عليه وسلم, ولنعلم أن الشورى في الإسلام فريضة ولا يجوز لأحد من الحكام أو القادة أن يخالف شورى المسلمين.

    وبعد هذه الهزيمة بشهور طويلة أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المثنى مددا من المسلمين وبلغ تعداد جيش المثنى ثمانية آلاف مقاتل، فسار بالجيش وعسكر في منطقي تسمى البويب وأرسل إلى الفرس أن اعبروا إلينا وكان ذلك في رمضان سنة 14 للهجرة، ويذكر هنا أن ثمة اختلاف كبير بين المؤرخين في وقت موقعة البويب فبعضهم يقول في رمضان 14هـ وهنالك من يقول في 13هـ, لكن المحقق يراها في السنة الرابعة للهجرة.

    ولما كان يوم القتال أمر المثنى جيشه بالإفطار؛ حتى يقووا على مقاتلة عدوهم فأفطر الجيش عن بكرة أبيه, وقد جعل المثنى لكل قبيلة راية تقاتل تحتها حتى تتنافس القبائل وتستميت في القتال والدفاع عن بيضة الإسلام وخالط المثنى جيشه وعاملهم معاملة القائد الإسلامي النجيب حتى صار واحداً منهم مع احتفاظه بمكانته كقائد فقوى هذا من عزائم الجيش، ثم حثهم على الصبر والثبات وعلى الدفاع عن بيضة الدين وكان يمر بين القبائل يشد على أيديهم ويحذرهم من أن يؤتى الإسلام من قبلهم, فأشعل حماسة المجاهدين وجعلهم في شوق إلى إحدى الحسنيين الموت أو الشهادة.

    وكان المثنى قد نظم الجيش جيدا وقال بعض المؤرخين إن صفوف المجاهدين كانت كصفوف الصلاة, وقد أعد فرقة للاحتياط تحمى ظهور المسلمين وتساندهم إن دارت الدائرة عليهم, وأصبح جيش المسلمين مهيئا تماما وعلى أتم استعداد للقتال.

    وبدأ الفرس يعبرون الجسر لكن المثنى قد حاصر الجسر من كل اتجاه ولم يترك للفرس إلى منطقة صغيرة لا تتسع الجيش كله وبالتالي ظل كثير من الفرس على الجانب الآخر من النهر وعلى الجسر وبالتالي تم إبطال مفعول عامل الكثرة, ودار القتال بين الفريقين, وبدأت البشائر تلوح فى الأفق بانتصار المسلمين وبدأ الفرس في الفرار لكن المثنى عاجلهم بقطع الجسر, فقتل من الفرس يومئذ خلق كثير ومنهم من مات غرقا بعدما لم يستطع الفرار.

    لكن القائد المجاهد العاقل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يتكبر على الحق ولا على الرجوع إلى الحق مهما كان قد اعترف بخطئه في قطع الجسر لأنه بذلك أجبر جنود الفرس على القتال, وما كان له ذلك لأن من يجبر على القتال فإنه بالتأكيد سوف ينال من المسلمين ويقتل منهم خلقاً، وقد أوصى المثنى المسلمين بألا يفعلوا فعلته هذه مرة أخرى مع أي جيش يقاتلونه, وهذه وصية من قائد خبير على الجميع أن يعمل بها.

    وفى موقعة البويب دروس هامة يجب أن نتعلمها ونضعها في حسباننا منها على سبيل المثال لا الحصر:

    1. التعلم من أخطاء السابقين: فالمثنى قد تعلم من خطأ أبو عبيد الثقفي رضي الله عنه، ولم يكرر فعله بعبور الجسر إلى الفرس بل دعاهم هم ليعبروا الجسر.

    2. التخطيط الجيد للمعركة: وتبين هذا من خلال تنظيمه للصفوف وإبطاله لمفعول عامل الكثرة من خلال اختيار مكان المعركة وحصر الفرس في منطقة صغيرة.

    3. التواضع مع الجند: وتبين هذا من خلال علاقته بجنده أثناء الإعداد للمعركة إذ شاركهم ما يفرحهم وما يحزنهم واختلط هم ولم يتكبر على أحد منهم.

    4. الاستفادة من الظروف والروابط بين الناس: فإن معظم مقاتلي جيش المثنى كانوا من أهل الردة الذين ارتدوا بعد وفاة النبي ثم عادوا للإسلام بعد حروب الردة, وبالتالي لم يكونوا قد تخلصوا بعد من العصبية والحمية للقبيلة, فجعل لكل قبيلة راية ليتنافسوا في الدفاع عن الإسلام, فاستغل ما تبقى من حمية وعصبية لخدمة الإسلام والمسلمين.

    5. اتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم: وبرز ذلك في كافة الأمور, ومن أبرزها استخدامه لطريقة الصفوف في تنظيم الجيش الإسلامي.

    المراجع:
    المغازي للواقدي.
    الكامل في التاريخ.
    من معارك المسلمين في رمضان.
    موقع قصة الإسلام للسرجاني.
    موقع اسلام أون لاين.


    المصدر : موقع قاوم


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
    مواضيع رمضانية  Auuiuu10
    مشكور حمود كثير على التوقيع الجننان ياجنان انتا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 0:18