موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


2 مشترك

    ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:57


    وقفات للصائمين والصائمات
    أيمن الشعبان


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وجعله موسماً للمنافسة في الخيرات، والتجارة التي لن تبور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي خص شهر رمضان بإنزال القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان .
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
    فهذه وقفات موجزة تتعلق بفضل صيام رمضان وقيامه، وفضل المسابقة فيه بالأعمال الصالحات ، وما يتيسر مما يتعلق به من أحكام .
    مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام --- يا حبيباً زارنا في كل عام
    قد لقيناك بحبٍ مفعمٍ --- كل حبٍ في سوى المولى حرام
    فاقبل اللهم ربي صومنا --- ثم زدنا من عطاياك الجسام

    فضل صوم رمضان
    للصيام فضلٌ عظيم على سائر العبادات ، اختصه الله سبحانه به ، بيَّنه رسول الله عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة . من ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم :
    1-(( قال الله عز وجل : كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جُنة، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك . وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره. وإذا لقي ربه فرح بصومه )). متفق عليه .
    2-(( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً )) . متفق عليه .
    3-(( صوم ثلاثة أيام من كلِّ شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدَّهر وإفطاره )). رواه الإمام أحمد ومسلم.
    4-(( إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فيدخلون منه، فإذا دخلوا، أغلق فلم يدخل منه أحد )). متفق عليه.
    5-(( إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة )) . صحيح رواه الترمذي وابن ماجه .
    6-(( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة .... )). صحيح رواه أحمد والطبراني في الكبير والحاكم .

    تذكير

    يجب على المسلم أن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً، لا رياءً ولا سمعةً ولا مجاملةً لأحد، ولا موافقةً لأهله، أو متابعةً لمجتمعه .
    فإن الصائم لا ينال ثواب الصيام، ولا تجتمع له فوائده إلا إذا كان الحامل له إيمانه، بأن الله تعالى فرضه عليه- رحمةً منه به وإحساناً إليه-، واحتسب الأجر على صيامه عند ربه، الذي وعد به الصائمين .
    كما في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) وقد قال تعالى: { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } [البقرة:112] فإسلام الوجه هو الإخلاص لله في العبادة ، سواءً كانت صوماً أو غيره، والإحسان هو المتابعة والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جُرابه رملاً يُثقله ولا ينفعه 000
    ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عمَّا حرم الله عليه من الأقوال والأعمال كالغيبة والنميمة والكذب، ولا تكن ممن أمسك عن الطعام والشراب ولم يمسك عن هذه المحرمات ، لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله عز وجل ، وتعظيم حرماته، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها الصبر عمَّا حرم الله، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المُفَطِّرات ، ولهذا صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( الصيام جُنّة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحدٌ أو قاتله فليقل إني صائم )) متفق عليه. وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)). صحيح رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وابن ماجة واللفظ له.
    فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه ولا سيما الصلوات الخمس فإنها عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم المحافظة عليها في أوقاتها وأداؤها مع الجماعة بخشوع وطمأنينة في بيوت الله التي أذن أن ترفع ويُذكر فيها اسمه .

    تعريف الصيام وحكمه

    الصيام المشروع: هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية العبادة لله عز وجل .
    حُكْمُه:صيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة، وهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع.

    ما يقال عند رؤية الهلال :

    كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى الهلال قال: اللهمَّ أهلَّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله ، هلال رشدٍ وخير . رواه الترمذي وقال:حسن صحيح.

    أمور قد يخفى حكمها على بعض الناس

    * من الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: عدم الإطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً، وهذه الصلاة على هذا الوجه لا تجوز .
    * والأفضل لمن صلى مع الإمام قيام رمضان أن لا ينصرف إلا مع الإمام لقول النبي عليه الصلاة والسلام : إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة.
    * ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره. فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن من تعمد القيء فسد صومه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء. صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم .
    * ومن الأمور التي لا تفسد الصوم : تحليل الدم، وضرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . وقوله عليه الصلاة والسلام : من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.

    أحكام يجب على الصائم معرفتها

    * نية الصيام : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له. صحيح رواه ابن ماجه والترمذي.
    يفهم من هذا الحديث أن النية في صيام رمضان واجبة قبل طلوع الفجر، كذلك عند قضاء رمضان وفي صيام النذر، وإذا لم ينوه من الليل لم يجزه، أما صيام التطوع فمباح له أن ينوي على ما أصبح هذا قول الشافعي وأحمد وإسحاق .
    * لكل أهل بلد رؤيتهم :على المسلم أن يصوم مع الدولة التي هو فيها ويفطر معها لقول النبي عليه الصلاة والسلام :(( الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون )) صحيح رواه الترمذي . ولحديث كريب في صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي. وقال الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم: أن لكل أهل بلد رؤيتهم .وقال النووي في شرح مسلم:(( باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت لما بَعُدَ عنهم )).
    * الرخصة في صيام السفر : سأل حمزة الأسلمي رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: إني أصوم أفأصوم بالسفر؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام : إن شئت فصم وإن شئت فافطر. صحيح رواه أبو داود.
    قال أهل العلم: إن وجد قوة فصام فَحَسُنَ وهو أفضل وإن أفطر فحسن.
    * الرخصة في إفطار المرضع والحامل : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (( إن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة وعن المسافر والحامل والمرضع ، الصوم أو الصيام )). حسن صحيح رواه الترمذي وابن ماجه .
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( إذا خافت الحامل على نفسها ، والمرضع على ولدها في رمضان قال: يفطران، ويطعمان مكان كل يوم مسكيناً، ولا يقضيان صوماً)) أخرجه الطبري وإسناده صحيح على شرط مسلم .
    وعن ابن عباس وابن عمر قالا:(( الحامل والمرضع تفطر ولا تقضي )) صحيح الإسناد .
    قال بعض أهل العلم : الحامل والمرضع يفطران ويطعمان ولا قضاء عليهما إن شاءتا قضيتا ولا إطعام عليهما . وبه قال إسحاق .
    * صحة صيام الجنب : أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، ثم يغتسل فيصوم . رواه مسلم وابن ماجه والترمذي
    * قضاء الحائض للصيام دون الصلاة في رمضان :
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نطهر ، فيأمرنا بقضاء الصيام ولا يأمرنا بقضاء الصلاة. رواه مسلم وابن ماجه والترمذي.
    * السواك للصائم: لا يرى أهل العلم في السواك بأساً للصائم، وكره بعضهم استياك الصائم بالعود الرطب وكرهوا الإستياك آخر النهار ، ولم ير الشافعي بأساً في أوله ولا آخره ، وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار ليحتفظ فم الصائم بخلوفه . والله أعلم.
    * الكحل للصائم : اختلف أهل العلم في تكحل الصائم ، فكرهه بعضهم ورخصه بعضهم وهو قول الشافعي.
    * الأكل والشرب للصائم ناسياً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكل أو شرب ناسياً ، فلا يفطر فإنما هو رزق رزقه الله. صحيح رواه ابن ماجه والترمذي.
    * كراهية مبالغة الاستنشاق في الوضوء للصائم: سُئل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الوضوء ؟قال: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً. صحيح رواه ابن ماجه والترمذي.
    * الاغتسال في رمضان : عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي عليه الصلاة والسلام يبيت جنباً فيأتيه بلال فيؤذن بالصلاة فيقوم فيغتسل فأنظر إلى تحدّر الماء في رأسه ثم يخرج فأسمع صوته في صلاة الفجر. قال مطرّق : أفي رمضان؟ قال: رمضان وغيره سواء. متفق عليه.
    * النهي عن صوم يوم العيد : نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن صيامين ، صيام الأضحى ويوم الفطر . صحيح رواه الترمذي ونحوه مسلم وابن ماجه.

    آداب الصيام

    1- تعجيل الفطور وتأخير السحور :
    - قال عليه الصلاة والسلام :(( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) رواه البخاري.
    - قال عليه الصلاة والسلام :(( إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل فطورنا ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة )) صحيح رواه الطبراني في الكبير.
    - قال عليه الصلاة والسلام :(( تسحَّروا ولو بجرعة من الماء)) صحيح رواه أحمد.
    - قال عليه الصلاة والسلام :(( تسحّروا فإن في السحور بركة)) متفق عليه.
    - قال عليه الصلاة والسلام :(( إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين)) حديث حسن رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان .
    - قال عليه الصلاة والسلام: (( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحر ))رواه مسلم وغيره.
    2- الافطار على رطب : فإن لم يتيسر فتمر وإلا فماء لقول أنس رضي الله عنه: ((كان النبي عليه الصلاة والسلام يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء )) صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
    3- الدعاء عند الافطار وفضل من فطر صائماً :
    -كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال(( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )). حسنه الألباني في صحيح أبي داود.
    -كان ابن عمر يقول: (( اللهمَّ إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي )) صحيح رواه ابن ماجه.
    - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
    4- أن يقول إني صائم : عندما يظلمه أحد أو يعتدي عليه بشتم أو تأنيب جارح ونحوه. قال عليه الصلاة والسلام: (( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم )) متفق عليه.
    5- الجود ومدارسة القرآن :
    - الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل وقت، إلا أنهما آكد في رمضان .
    6- الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان :
    -((كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل ، وأيقظ أهله ، وشدّ المئزر )) متفق عليه وفي رواية لمسلم: (( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )).

    ليلة القدر

    * ليلة القدر ليلة شريفة معظَّمة تُرجى إجابة الدعاء فيها، اختص الله سبحانه بها هذه الأمة ، فضلاً منه ورحمة، فمن وافقها فقد وافق الخير كلّه ، ومن حرص على التماسها في مظانِّها فقد أخذ بحظٍ وافر من أمر الآخرة.
    قال الله تعالى: { وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر } قال المفسرون : أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها. كما أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه، كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) متفق عليه .
    ولِعظم منزلة هذه الليلة عند الله سبحانه ناسب أن يُنزّل فيها كتابه العظيم، وأن يُفرق فيها كلَّ أمرٍ حكيم، أي : يُفصَلُ من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمرُ السَّنة ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها.
    * أمارات ليلة القدر :-
    وجاء ذكر أمارات ليلة القدر في السُّنَّة المطهَّرة بأنها : تكون صافية، بلجةً، كأنَّ فيها قمراً ساطعاً، ساكنة لا برد فيها، ولا حرَّ، ولا يُرمى فيها بالشُّهب، وتكون الشمس في صبيحتها مستويةً ليس لها شعاع، كالقمر ليلة البدر .
    * في أي ليلةٍ هي ؟:-
    ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان ، هكذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( هي في العشر الأواخر من رمضان )) متفق عليه. وفي أوتار العشر آكد، لقوله عليه الصلاة والسلام: (( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر )) رواه البخاري.
    (( لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتُطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين .
    ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( لتاسعةٍ تبقى، ولسابعةٍ تبقى، ولخامسةٍ تبقى )).
    فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع.وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسّره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي عليه الصلاة والسلام في الشهر .
    وإن كان الشهر تسعاً وعشرين، كان التاريخُ الباقي، كالتاريخ الماضي .
    وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر جميعه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (( تحرّوها في العشر الأواخر )) وتكون في السبع الأواخر أكثر .
    وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبيّ بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين ، فقيل له: بأيِّ شيٍْ علمت ذلك؟ فقال : بالآية التي أخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أخبرنا : أن الشمس تطلعُ صبحة صبيحتها كالطشتِ، لا شعاعَ لها )) .
    وقد أختلف العلماء في تعيينها بناءً على اختلاف الأدلة فيها ، ورجح بعض العلماء أنها تنتقل وليست في ليلة معينة كل عام، قال النووي-رحمه الله-: (( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها )) ( المجموع 6/450).
    * فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر، اقتداءً بنبينا عليه الصلاة والسلام، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلةَ القدر ما أقولُ ؟ قال: قولي: (( اللَّهُمَّ إنَّك عفوٌ كريمٌ تحبُّ العفو فاعفُ عَنِّي )) رواه الإمام أحمد والترمذي واللفظ له وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح .

    زكاة الفطر

    وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، صغير وكبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد.
    - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد، والحر، والذكر، والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين )). متفق عليه
    - عن ابن عباس قال: (( زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات )) صحيح رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي .
    * على من تجب:
    تجب على الحر المسلم، المالك لمقدار صاع، يزيد عن قوته وقوت عياله، يوما وليلة، وهو قول مالك والشافعي وأحمد .
    وتجب عليه عن نفسه، وعمّن تلزمه نفقته، كزوجته، وأبنائه، وخدمه الذين يتولى أمورهم، ويقوم بالإنفاق عليهم .
    * قدرها:
    - قال أبو سعيد الخدري: (( كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعاً من زبيب )) متفق عليه.
    - يرى أهل العلم في الذي يزكي أن يُخرج من كل شيء صاع وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق .
    - وقال بعض الصحابة والتابعين من كل شيء صاع إلا البُر(( الطحين)) فإنه يجزي نصف صاع وهو قول سفيان وابن المبارك .
    * متى تجب ؟:
    - تؤدى صدقة الفطر قبل الخروج لصلاة العيد، كما في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.
    ومن أدّاها قبل العيد بيوم أو يومين فلا حرج، كما جاء في البخاري: وكان ابن عمر رضي الله عنهما يعطيها الذين يقبلونها ، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين .

    سنن العيد

    - كان ابن عمر يغتسل يوم العيد قبل خروجه . صحيح رواه مالك في الموطأ.
    - كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا خرج إلى المصلى خالف الطريق . أخرجه البخاري.
    وقد استحب أهل العلم الخروج في طريق والرجوع من غيره اتباعاً لهذا الحديث، وهو قول الشافعي.
    - ويسن للرجل أن يتجمل ويلبس أحسن ثيابه، وأما المرأة فتخرج إلى العيد غير متجملة ولا متطيبة ولا متبرجة ولا سافرة .
    - عن أم عطية قالت: (( أمرنا أن نخرج فتخرج الحُيض والعواتق وذوات الخدور )) رواه البخاري.
    قال ابن عون : فأما الحُيض ( النساء الحائضات): فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزلن مصلاهم .
    والعواتق : اللواتي بلغن أو قاربن سن البلوغ .
    - كان ابن عمر إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإمام . صحيح رواه الدارقطني.
    - عن جابر بن سمرة: (( صليت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام العيد في غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة )) رواه مسلم .
    - عن عائشة مرفوعاً: (( التكبير في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات والثانية خمس تكبيرات )) صحيح رواه أبو داود .
    - قال عقبة بن عامر: (( سألت ابن مسعود عمّا يقول بعد تكبيرات العيد: قال: (( يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام )) صحيح رواه الأثرم.
    ويقصد بين كل تكبيرة من التكبيرات السبعة والخمسة .
    - كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في العيدين: ( سبح اسم ربك الأعلى ) و ( هل أتاك حديث الغاشية ) صحيح رواه الإمام أحمد .
    - عن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام: (( خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصلي قبلها ولا بعدها ومعه بلال )) رواه البخاري .
    - كان النبي عليه الصلاة والسلام يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلى . متفق عليه
    - عن عبد الله بن السائب قال: (( شهدت العيد مع النبي عليه الصلاة والسلام قال : إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب )) صحيح رواه أبو داود والنسائي .
    -كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يخرج يوم الفطر حتى يَطعم ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي . صحيح رواه الترمذي وابن ماجه.
    - كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى ، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير . أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف.

    وماذا بعد رمضان ؟!

    كنا في رمضان في إقبالٍ على الله.. نكثر من النوافل ونشعر بلذة العبادة.. نكثر من قراءة القرآن.. لا نفرط في صلاة الجماعة.. منقطعين عن مشاهدة ما حرم الله.. ولكن بعد رمضان كيف لنا أن نحافظ على هذه الروحانية وهذا الإقبال فلا نفرط في صلاة جماعة ولا نافلة ولا نهجر القرآن؟
    إليك أخي المسلم(11) وسيلة للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان :
    1- أولاً-وقبل كل شيء- طلب العون من الله على الهداية والثبات فأكثِر من قوله تعالى: { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة .. } .
    2- الإكثار من مجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر.
    3- التعرف على سير الصالحين وخاصة الاهتمام بسير الصحابة، فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة .
    4- الحرص على أداء الفرائض الخمس في المسجد والتبكير إلى الصلاة .
    5- الحرص على النوافل ولو القليل المحبب للنفس، فإن أحب الأعمال إلى الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( أدومه وإن قل)). صحيح مسلم.
    6- المداومة على قراءة كتاب الله بتدبر بشكل يومي ، والعمل على حفظ ما تيسر منه ، فإن قراءة القرآن حصنٌ حصين مع التدبر والاعتبار .
    7- الإكثار من ذكر الله عز وجل والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويقوي القلب .
    8- زيارة الأرحام والأقارب والإحسان إليهم ، ومعايشة هموم المسلمين وقضاياهم .
    9- الصدقة، وبذل المعروف، والمشاركة في الأعمال الطيبة .
    10- زيارة القبور فإنها تذكِّر بالآخرة وتزهد بالدنيا، وتَذَكُّر الموت وعذاب القبر، والجنة وما فيها من نعيم والنار وما فيها من جحيم .
    11- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء، والأغاني، والنظر لما حرم الله، وتجنب الغيبة والنميمة والبهتان وقول الزور ونحوه، وتجنب مجالس اللغو وبالذات التي يكثر فيها الهزل والضحك .

    تنبيه :
    ضرورة تجنب الكذب ولو بالمزاح أو لإضحاك الناس لقوله عليه الصلاة والسلام: (( ويلٌ للذي يحدثُ فيكذب لِيُضحكَ بهِ القومَ ، ويلٌ لهُ، ويلٌ لهُ )) حديث حسن رواه أبو داود والترمذي والحاكم .
    أخي المسلم.. بادر بالتوبة العاجلة.. التوبة النصوح.. مما سلف من الذنوب، فإن هذا الشهر موسم من مواسم الخيرات، ولا ندري أيعود علينا أم لا ؟ فطالما أمضينا الأعمار في اللهو والغفلة عن طاعة الله :
    يا ذا الذي ما كفاهُ الذنبُ في رجبٍ --- حتى عصى ربَّه في شهرِ شعبانِ
    لقد أظَلكَ شهرُ الصومِ بعدَهُما --- فلا تُصيرهُ أيضاً شهرَ عصيانِ
    واتلُ القرآن وسبحْ فيهِ مُجتَهِداً --- فإنه شهرُ تسبيحٍ وقرآنِ
    كم كُنتَ تعرِف ممنْ صامَ في سَلَفٍ --- مِن بينِ أهلٍ وجيرانٍ وإخوانِ
    أفْناهُمُ الموتُ واستبْقاكَ بعدَهُمو --- حَيّاً فما أقربَ القاصي من الداني


    أخي المبارك: لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان الذين قال فيهم بعض السلف: (( بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان)) فالله رب رمضان ورب أشهر العام كلها .
    نسأل الله أن يتقبل صيامنا ، وقيامنا، ويصلح أحوالنا، ويعيذنا من مضلات الفتن، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:58


    مسائل لا تفطر الصائم
    أبوعمر سعد بن فهيد العضيلة


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين . وبعد
    نظراً لكثرة الاتصالات والاستفسارات من قبل الرجال والنساء على حد سواء عن بعض ما يشكون فيه من أمور تحدث للناس في رمضان الكريم وهذا يدل على حسن ديانتهم وحرصهم على الخير وتحريهم له , رأيت أن أكتب ما تيسر من المسائل التي يكثر السؤال عنها بإسلوب بسيط وسهل يحدث لمن قرأه علم نافع من غير تكلف ولا غموض , بعيداً عن التطويل والتفريع . مراعياً بذلك الأدلة الشرعية مع عدم ذكرها اختصاراً ,ولم اخرج في ذلك عن أقوال الأئمة المعتبرين والعلماء المجتهدين . راجياً من الله عز وجل أن ينفع به .

    مسائل لا تفطر الصائم :

    1. بخاخ الربو لأن الواصل منه إلى المريء وثم إلى المعدة قليل جدا ,فلا يفطر قياسا على المتبقي من المضمضة والإستنشاق ولأن هذا الدخول ليس قطعيا بل مشكوك فيه والأصل الصيام ولايزول الأصل بالشك. وكذلك هو أشبه بالسواك.

    2. بخاخ الأنف
    , كالسابق .

    3. الأقراص التي توضع تحت اللسان
    , وهي أقراص توضع لعلاج بعض الأزمات القلبية , ويمتصها الفم بعد وضعها بدقائق قليلة ويحملها إلى القلب , ولا يدخل شيء منها إلى الجوف . وهي ليست أكلاُ ولابمعنى الأكل أو الشرب .

    4. المنظار لكشف المعدة من الفم
    مالم يضع عليه الدكتور شيئاً من الدهن فإن وضع هذا الدهن فهو مفطر بلا إشكال .

    5. المنظار الشرجي
    , لا يفطر .

    6. منظار العمليات
    في أي جزء من الجسم .

    7. غاز الأكسوجين
    الذي يوضع للأشخاص الذين يضيق عندهم التنفس ونحو ذلك و فلا يفطر كما لو تنفس الهواء الطبيعي .

    8. قطرة الأذن
    , لا تفطر لأنه ليس بينها وبين الجوف قناة متصلة كما أثبت ذلك الطب الحديث . أما إذا أزيلت طبلة الأذن لا سمح الله فإن البلعوم يتصل بالأذن عن طريق قناة ( استاكيوس) . فتكون كقطرة الأنف في الحكم والله أعلم . وقطرة الأنف اختلف العلماء فيها هل تفطر أم لا , ورأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين أنها تفطر . فالاولى تركها والله أعلم .

    9. غسول الأذن
    , فهو كقطرة الأذن في الحكم .

    10. قطرة العين .


    11. الكحل
    , فهذا لا يفطر بالنص فقد ثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم .

    12. الحناء في اليد
    أم في الرأس وغير ذلك ,

    13. جميع أنواع الدهان
    والمراهم في جميع أجزاء الجسم .

    14. الحقن العضلية والجلدية والوريدية
    , فهي لاتفطر لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعنى الأكل أو الشرب , إلا الإبر المغذية فهي مفطر والله أعلم .

    15. إبرة السكر
    التي تؤخذ عن طريق العضلة لا تفطر والله اعلم .

    16. إدخال القثطرة
    ( أنبوب دقيق ) في الشرايين للتصوير أو العلاج ونحو ذلك .

    17. التحاميل والحقن الشرجية
    لا تفطر , لأنها ليست في معنى الأكل أو الشرب .

    18. الغسيل الكلوي
    فيه تفصيل : فإذا كان معه مواد مغذية فإنه مفطر , أما إذا كان مجرد تصفية الدم وتنقيته من المواد الضارة فهذا لا يفطر . والله أعلم .

    19. إدخال دواء عن طريق مجرى البول
    ( الإحليل ), أو منظار ونحو ذلك .فليس بينه وبين المعدة منفذ .

    20. تحليل الدم لا يفطر
    , أما التبرع بالدم فهو إخراج دم كثير أشبه بالحجامة فهو مفطر والله أعلم .

    21. الرعاف
    ,لايفطر لو كثر الدم لأنه خروج دم ليس باختيار الصائم .

    22. خلع السن أو الضرس
    , لايفطر وعلى الصائم الحذر من بلوغ شيء إلى المعدة , فلو دخل من الدم شيء بغير اختياره فلا يفطر به الصائم والله أعلم .

    23. الجروح التي تحدث للصائم
    , أو غرز الإبرة والمسمار (الدسر) ونحو ذلك فلا يفطر بها الصائم والله أعلم .

    24. السواك
    , فقد ورد في الحث عليه أحاديث كثيرة .

    25. معجون الأسنان
    في نهار رمضان لا يفطر مع الحذر من أن يدخل شيء إلى المعدة .

    26. الاغتسال وغسل الوجه وترطيب الشفايف بالماء في نهار رمضان
    , لا يفطر بها الصائم .

    27. الغيبة والنميمة
    وسائر المعاصي مع ثبوت حرمتها والتحذير منها في رمضان وغيره مع أنها في رمضان أشد إثماً , فهي لاتفطر الصائم, ولكن تنقص من أجره على حسب المعصية وتقدير ذلك في علم الله . والله أعلم .

    28. المضمضة والاستنشاق في نهار رمضان
    مع كراهية المبالغة فيها .

    29. الأكل والشرب ناسياً في نهار رمضان
    لايفطر به الصائم و,وعلى من علم به تنبيهه على الصيام , ويلزمه مج مابقي في فمه بعد العلم بصيامه . والله أعلم .

    30. الاستفراغ من غيرتعمد
    لذلك أما لوتعمده فيفطر بذلك . والله أعلم .

    31. مداواة الجراح التي تحدث في الرأس أو القدم
    حتى لو وصل الدواء إلى العظم الرأس أو القدم ونحو ذلك , فإنها لا تفطر الصائم . والله أعلم .

    32. التخدير
    وفيه التفصيل الآتي :
    يتم التخدير عن طريق الأنف , أو الإبر الصينية , أو الحقن . فالتخدير مع الأنف والأبر الصينية لايفطر , أما التخدير عن طريق الحقن فالموضعي لايفطر به الصائم , أما التخدير الكلي فهذا يفطر به الصائم . والله أعلم .

    مع التنبيه
    إلى ضرورة أخذ الحذر والحيطة للصيام وتنقية من كل ما يشوبه أو ينقصه أو يخدش فيه , فلقد كان السلف رضوان الله عليه يحرصون على صيامهم أشد من حرصنا على دنيانا والله المستعان .

    ملحوظة :
    أحب التأكيد على أن الأولى والأحوط للصائم البعد عن هذا كله في نهار رمضان , وتاخيره إلى الليل ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
    ويحق لكل إنسان أراد نشرها في مواقع الانتر نت والمنتديات مع مراعات عدم الزيادة عليها ولا النقصان

    وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم و وأن يجزي كل من قرأه أونشره .
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين


    جمع وترتيب
    أبوعمر سعد بن فهيد العضيلة
    المملكة العربية السعودية
    الرياض
    Saadfhid1@hotmail.com
    00966555150814

    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:58

    (100) فائدة تربوية للصيام
    عقيل بن سالم الشمري


    أن تجلس إلى رمضان، وتتأمل أسراره وأحكامه أمرٌ محفز ومعين على الوصول لها، فكما أن المريض محتاج إلى معرفة علته ليعرف شفاءها، فالصحيح محتاج إلى معرفة شفائه ليحافظ على صحته.
    هذه وقفات تربوية من أسرار الصيام،استنباطاً لحكمه، ووقوفاً مع درره، فمن تأمل الصيام وأن الله جعله الركن الثاني من أركان الملة، وشرعه على جميع الأمم ولم يخصنا به ولا أهل الكتاب من قبلنا كما هو الشأن في بعض الأحكام، فدل ذلك على أن به من الفوائد التي تعود على الإيمان والحياة ما يستحق النظر والتأمل.
    الفائدة الأولى:
    الصيام وسيلة لحصول التقوى لقوله تعالى (لعلكم تتقون ) فمن صام الصيام الشرعي وحفظ جوارحه من خدش الصيام، وأدرك معاني الصوم فقد عاش التقوى وتحققت له، فالتقوى بمعناها العام أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، ولا يكون هذا إلاّ باتباع أوامره واجتناب نواهيه، والمسلم الصائم متبع لأمر الله له بالصوم ومجتنب لنهي الله له عن المفطرات بأنواعها، فإذا كان ذلك بنية صالحة وعلى منهاج النبوة أفلح بتقواه لله.
    الفائدة الثانية:
    في رمضان بيان لرحمة الله سبحانه، ويتضح هذا من وجوه:
    أ ـ جعل الله الصيام أياماً معدودة، ولم يفرضه سرمدياً أبدياً.
    ب- جعله جزءاً من يوم ولم يفرضه يوماً كاملاً ليله بنهاره، بل ثبت النهي عن مواصلة الصوم.
    ج- من نسي فأكل أو شرب فصومه صحيح مع أنه ناقض معنى الصيام.
    د- تخفيفه الصيام على مراحل في بداية التشريع مراعاة لحال الصحابة رضي الله عنهم.
    الفائدة الثالثة:
    في رمضان يتجلى كرم المولى سبحانه وتعالى، ويتضح ذلك بأمور:
    أ- فيه تُفتح أبواب الجنة.
    ب- فيه تُغلق أبواب النار.
    ج- فيه تُصفّد مردة الجن.
    د- اختصاص الله بأجر الصائم في قوله صلى الله عليه وسلم: "إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".
    هـ- "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
    ح- "رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما إذا اجتُنبت الكبائر".
    و- "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
    ط- لا ينقص أجره ولو نقص الشهر لقوله صلى الله عليه وسلم "شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ...".
    ز- "من قام رمضان مع الإمام حتى ينصرف كُتب له أجر قيام ليلة".
    وكل ما مضى ثابت في الأحاديث الصحيحة.
    الفائدة الرابعة:
    رمضان مدرسة للاختبار،حيث يمسك الصائم عن الأكل والشرب والشهوة، وهذا اختبار من الله للعبد بصبره وبعبادته وتركه ما نهاه الله عنه لوجهه سبحانه، وتحمله الأوامر وقيامه بها، فرمضان اختبار للإيمان وللنية وللصبر، وبمعنى أعم اختبار لحقيقة إسلامه واستسلامه لله؛ لأن الحياة بالنسبة للمؤمن كلها اختبار، ولحظاتها مجاهدة بين نفسه الأمارة بالسوء وواعظ الله في قلب كل مؤمن، فمن وطّن نفسه على اختبار الصيام، وأدرك أسراره، وذاق لذة النجاح فيه عرف نتيجة الاختبار في باقي شؤون الحياة.
    الفائدة الخامسة:
    رمضان يورث محبة الله في قلب المؤمن، فإنه إذا رأى كرم ربه وجزيل عطاياه في رمضان، زادت محبته سبحانه، والمحبة ركن في الإيمان وهي أساس الأعمال، فيقبل المؤمن على العمل محباً له متمسكاً به متقناً لأدائه، ففي رمضان يتكرم المولى بالمغفرة لمن صام ولمن قام وفطر صائماً، والحسنة تُضاعف فيه ما لا تتضاعف في غيره، واختص الله بأجر الصائم دون غيره، وما ذاك إلاّ محض فضل منه سبحانه وتعالى.
    الفائدة السادسة:
    مجرد معرفة أن الصوم كتب على الأمم من قبلنا فهذا دليل على آثاره العظيمة وفوائده على الإيمان والإنسان والمجتمع، ويدل على ذلك أن الله لم يفرضه علينا وعلى أهل الكتاب من قبلنا فقط بل قال: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) ليشمل جميع الأمم، وشيء بديهي أن أمراً يُفرض على تلك الأعداد الهائلة من الأمم فيه من الأسرار والحكم والفوائد ما يستحق ذلك التعظيم والوقوف.
    الفائدة السابعة:
    رمضان تربية للجود بجميع أنواعه:
    أ ـ جود المال: ففيه الحث على الصدقة وتفطير الصائمين والإنفاق وتعهد الأرامل والمحتاجين.
    ب ـ جود الوقت: ففيه نفع المسلمين والمشي في حاجاتهم والقيام على شؤونهم.
    ج- جود الذات: ففيه بذل الجاه عند الأغنياء وأصحاب اليسر ابتغاء الأجر من الله.
    د- الجود ببذل الأعمال الصالحة: فيفعل الصالحات، وينوع العبادة ما بين فرض ونفل وصلاة، وصدقة وقرآن وتفطير، وإمامة وأذان وقيام على حاجات الناس، وإنفاق وكلمة وخطبة وهكذا.
    ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، أجود بالخير من الريح المرسلة، كما ثبت في الحديث الصحيح.
    الفائدة الثامنة:
    رمضان يربي الناس على تجديد النية والاحتساب، ويُؤخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً " فجاء رمضان يؤكد قضية النية وتجديدها في الصيام وفي السحور وفي الإفطار، فيتربى المسلم على تجديد النية في الأمور الإيمانية والعبادات بل حتى في الأمور العادية من أكل وشرب، ولا يخفى أثر النية على الأجر المترتب على العمل وعلى النفع به في الدنيا.
    الفائدة التاسعة:
    في رمضان ربط للناس بكتاب ربهم سبحانه، وهذا من وجوه:
    1 ـ أن القرآن نزل في رمضان.
    2 ـ أن جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً في رمضان.
    3 ـ في السنة التي توفي فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- دارسه جبريل عليه السلام مرتين.
    4 ـ قيام رمضان يُتلى فيه القرآن، والسلف رحمهم الله كانوا يختمون في القيام.
    فتزداد صلة المسلم بكلام ربه قراءة وسماعاً وتأملاً وتدبراً، فيزداد لذلك إيماناً وتقى وصلاحاً.
    الفائدة العاشرة:
    رمضان يربي الناس على تدارس القرآن وتدبره، وهو معنى أخص من مجرد قراءته، فيعيش المسلم بين آيات القرآن وقصصه ووعده ووعيده، فتدمع عينه تارة ويلين قلبه تارة أخرى، يرى الأمم الماضية حاضرة عنده، ويعيش مع الأنبياء صبرهم ونصحهم وابتلاءهم، ويستنبط الأحكام ويستفيد الفوائد، ولذلك كان جبريل يدارس النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان كل ليلة".
    الفائدة الحادية عشرة:
    في أحاديث رمضان من السنة النبوية تأصيل لمنهج أهل السنة والجماعة في الإيمان، وأن الأعمال من الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً" فيحرص المسلم على الأعمال؛ لأنها ركن من أركان الإيمان.
    الفائدة الثانية عشرة:
    فيه عظم أثر الإخلاص، فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً، وصام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، فما أعظم أثر الإخلاص على الإنسان حيث يبلغ بعمله -وإن كان قليلاً- المنازل العليا.
    الفائدة الثالثة عشر:
    في رمضان حث للناس وزرع لروح المسابقة في الخيرات وميادينها؛ ففي رمضان تفتح مجالات الخيرات، وميادين المشاريع الإيمانية، وتكثر أبواب الخير، فيبقى على الناس التنافس والمسابقة تطبيقاً لقوله تعالى: ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ). [آل عمران:133].
    فأهل الغنى بأموالهم، وأهل العلم بتعليمهم وفتاواهم، وسائر الناس بعباداتهم وختمهم لكلام ربهم وقيامهم وصلاتهم، حتى على مستوى الأسرة يتنافس الأفراد فيما بينهم على التسابق على ختم القرآن كما هو ظاهر في أكثر البيوت ولله الحمد، ومن حكمة الله أن جعل شعب الإيمان متعددة حتى تناسب الفروق الفردية بين الناس.
    وليست ميادين الأعمال الصالحة وتعددها خاصة في رمضان بل الحياة الدنيا كلها مجال للتنافس والتسابق في الخيرات، لكنها في رمضان بشكل مكثف وظاهر.
    الفائدة الرابعة عشر:
    في العمل الواحد في رمضان يختلف الناس ففي قوله صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً"، ومعلوم أن الإيمان يختلف زيادة ونقصاً في قلوب الناس، وهذا الاختلاف مبني على الاختلاف في أعمال القلوب وقوتها وضعفها، فكلما كان القلب أمكن في الأعمال القلبية علت مرتبة صيامه وقيامه.
    وتعليق الأجر بالإيمان والنية يجعل الشخص يحرص أشد الحرص على كمال الإيمان والنية في قلبه حتى يعظم له الأجر.
    الفائدة الخامسة عشرة:
    في رمضان تجتمع أركان الإيمان الثلاثة:
    أ ـ قول القلب: وهو التصديق به والإيمان الإجمالي بالصيام، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث "من صام رمضان إيماناً".
    ب ـ عمل القلب: وهو الاحتساب المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم "احتساباً".
    ج- عمل الجوارح: ويكون ذلك بصيام الجوارح عن المفطرات الحسية والمعنوية.
    ولأجل ذلك أصبح ركناً من أركان الإسلام الخمسة كما ثبت في السنة النبوية.
    الفائدة السادسة عشرة:
    يتبين من خلال الأحاديث التي فيها مشروعية الصيام منزلة الفرائض من النوافـل، فأحب الأعمال إلى الله الفرائض وأعلاها أركان الإسلام، ويظهر هذا من خلال ما يلي:
    قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي لما سأل عن الصيام قال: وصيام رمضان، قال: هل عليّ غيره؟قال: لا إلا أن تطوّع".
    فمن كمال الفرائض أن الاقتصار عليها يجزئ وتبرأ به ذمة الشخص، ومن كمالها كذلك أن النوافل لا تُقبل ما لم تُؤدّ الفروض، فما عذر من حرص على النوافل والمستحبات وتهاون وفرّط في أركان الإسلام.
    الفائدة السابعة عشرة:
    شفقة النبي ورحمته لأمته، فقد قام ليلة من رمضان، يصلي فصلى بصلاته ناس ثم صلى في الليلة الثانية والثالثة، فلما كانت الرابعة لم يخرج إليهم وقال: إني خشيت أن تُفرض عليكم.
    فصلى الله عليه وسلم، وجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، فإذا قام المسلم تذكر غيابه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة عن القيام مع حرص الصحابة -رضي الله عنهم- كل ذلك شفقة بهذه الأمة، وهذا يورث محبته ومحبة سنته والتمسك بها، والشفقة والرحمة بأمته.
    الفائدة الثامنة عشرة:
    في رمضان تربية على عبادة قيام الليل وهي تجمع عدة فضائل:
    أ- قراءة القرآن.
    ب- كونها في الثلث الأخير من الليل.
    ج- قراءة الليل أشد وطئاً وأقوم قيلاً.
    هـ- نور في الوجه.
    د- أقرب لاستجابة الدعاء.
    فمن استمر عليها وداومها أدرك قدرها وسرها، ونظراً لمشقتها شرعت جماعة في رمضان ليكون أسهل على القيام بها والتعاون لأجلها.
    الفائدة التاسعة عشرة:
    رمضان يربي في النفس الإكثار من الأعمال الصالحة، فما من عمل إلاّ وهو مضاعف في رمضان لأضعاف كثيرة، فمن صلى مع الإمام حتى ينصرف يُكتب له قيام ليلة، وعمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فطر صائما فله مثل أجره، والتسبيحة عن ألف تسبيحة في غيره كما قال الزهري.
    فإذا تذكر ذلك المسلم حرص على الإكثار من الأعمال الصالحة والتزود منها خاصة إذا علم أن تكرر فرصة رمضان قادم هي من علم الغيب التي اختص الله بها؛ فيورثه ذلك اغتنام الأعمال الصالحة.
    الفائدة العشرون:
    رمضان يربي في النفس التكيف على التغير، فإذا جاء رمضان يحدث تغير حتى في العالم الغيبي فمثلاً:
    أ ـ الجنة تتغير فتفتح أبوابها.
    ب ـ النار تتغير فتغلق أبوابها.
    ج- مردة الشياطين تتغير فتُصفد وتُسلسل
    فيبقى بعد ذلك الإنسان المسلم المفترض أن يتغير إيماناً وسلوكا وعبادة وقلباً، فيتعلم حسن الأخلاق وحسن أداء العبادة والصبر والإحسان إلى الناس وخدمتهم والتمسك بالفرائض واتباعها بالنوافل، فيخرج رمضان، وقد تغير إيمانه وخلقه وصفاته وسلوكه.
    الفائدة الحادية والعشرون:
    تشريع رمضان لهذه الأمة فيه مدح لها وميزة وتشريف، حيث لم يكفلها الله بالحساب لمعرفة دخول الشهر وخروجه بل غاية المطلوب رؤية الهلال، فمتى رؤي الهلال صام الناس، وإلاّ أكملوا شعبان ثلاثين يوماً من دون تكلف وتعسف وتدقيق وحساب.
    وهذه طريقة يعرفها حتى الأعرابي، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب".
    أي ليس في ديننا تكلف فلا نكتب وندقق ونحسب متى نصوم؟ ومتى نفطر؟ بل الأمر يسير جداً فإذا رأينا الهلال صمنا، وإذا لم نره أكملنا شعبان.
    فالحمد لله الذي شرف هذه الأمة حتى في أحكامها وتشريعها.
    الفائدة الثانية والعشرون:
    في رمضان تربية للأمة على الوحدة والاجتماع وعدم التفرق، فتصوم الأمة كلها إذا رأوا الهلال، ويفطروا جميعاً إذا غربت الشمس، كل ذلك ليتعود الناس رغم المسافات بينهم على الوحدة ويعرفوا ثمرتها وفائدتها.
    حتى إذا انسلخ رمضان سعى الناس للوحدة في الكلمة والهم والهدف والغاية، وليست هذه الفائدة محصورة على الصيام بل جميع مظاهر التشريع خاصة أركان الإسلام تدل عليها وهي مقصد من مقاصد الشريعة.
    الفائدة الثالثة والعشرون:
    رمضان يربي الإنسان على التحكم بعواطفه، وتسييرها كما يريد الشرع لا كما تريد النفس؛ فالله منع الصائم من الأكل والشرب والشهوة لا تعذيباً له، بل ليتعلم كيف يترك الشيء لله رغم منازعة الهوى له، وحتى نعلم قدر هذه الفائدة، فإن منازعات الناس وخصوماتهم و حالات الطلاق والقتل و الاعتداء و الاختلاف والتفرق ما كان كل ذلك ليحدث لو قدر الشخص على التحكم بعاطفته ومحبته وبغضبه، وجعلها تحت حكم الشرع وليس النفس والهوى، فجاء الصيام ليعطي الإنسان درساً عمليا في هذا الجانب.
    الفائدة الرابعة والعشرون:
    رمضان يربي الناس على الاتباع وموافقة الشرع، ويؤيد هذا:
    أ ـ لا يفطر الصائم إلاّ إذا أذن له الشرع وذلك بغروب الشمس.
    ب ـ لا يمسك الصائم إلاّ إذا أذن له الشرع وذلك بأذان الفجر.
    ج- يمتنع الصائم عن المباحات امتثالاً لأمر الشرع.
    فيتربى الناس على تتبع أوامره والتقيد بها وتنفيذها على حدود ما رسمه لنا، ويعني هذا سلامة أفعالنا من البدع والانحراف وضمان ذلك، فإنه من المتقرر أن الله أكمل لنا الشرع من جميع جوانبه وأحكامه وآدابه.
    الفائدة الخامسة والعشرون:
    رمضان يربي الناس على عدم الزيادة أو النقص مما حدده الشرع لهم، فقد حدد الشرع رمضان بشهر واحد، وذلك لا يجوز الزيادة عليه، فحرم صوم العيد، وحرم على الصحيح التقدم على رمضان بيوم أو يومين ما لم يكن عادة، وكذلك الإفطار حدده بغروب الشمس، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا الفطر إلا أن تشتبك النجوم ".
    الفائدة السادسة والعشرون:
    في رمضان يظهر أثر العبادة على الناس سواء في حياتهم أو أخلاقهم أو سلوكياتهم فتنعدم المخاصمات وتقل المشاجرات على مستوى المجتمع وحتى الأسرة الواحدة بل الحياة الزوجية أيضاً، وهذا ثابت بالاستقراء وما ذلك ـ والله أعلم ـ إلاّ لأن القيام والصيام والصلاة والأعمال الصالحة أثرت في حياة الناس فرزقوا الطمأنينة والسكينة والوقار، ويدل هذا على أنه من وسائل إصلاح المجتمعات نشر الوعي الديني عندهم وربطهم بالله سبحانه، وإذا تقرر عند السلف أنه ما من سنة تندرس إلاّ ويخرج بدلها بدعة، فمن لازم القول أنه ما من فساد اجتماعي وأخلاقي إلاّ بسب معصية الله سبحانه، نسأله التوبة والعفو والمغفرة.
    الفائدة السابعة والعشرون:
    رمضان وفضائله تعوّد الصائم على حفظ الوقت من الضياع، وهذا من مقاصد الشرع العظيمة، ففي رمضان يحرص المؤمن على استغلال وقته بالطاعات ويحذر من الملهيات والمعاصي، وفي ذلك تربية له على اغتنام عمره بما ينفعه عند الله، ولو كان حرصنا على أوقاتنا كما نكون في رمضان لتبدلت أحوالنا، والله المستعان.
    الفائدة الثامنة والعشرون:
    رمضان يربي المسلم على حسن الأخلاق لقول صلى الله عليه وسلم: "فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: أني صائم".
    فعلّمه الصيام كيف يمنع نفسه عن الغضب وآثاره المرة؟ وأن يترفع عن البطش والسفه ومماراة الجاهلين، ومعاندة المستكبرين، وفاحش الأقوال، وسيئ الأفعال، فليس القصد من قوله "إني صائم" الرياء، وأن يخبر الناس، وإنما القصد أن يبين للطرف المقابل الذي ينتظر الرد أنه متلبس بعبادة تمنعه عن السفه والغلط، ويحتمل أن يكون المراد تذكير نفسه بأن عبادتي وصيامي ترفعني عن أفعالك وجهلك.
    وفي ذلك أيضا إخماد نار الفتنة فإن كل معتد إذا لم يلق استجابة ومقابلة ستنطفئ ناره كما هو معروف من أحوال الناس، وبهذا يكون الشرع حفظ الطرفين المتخاصمين:
    الأول: بأمره بالترفع عن أفعال الجاهلين.
    والثاني: بقطع جميع ردود الأفعال عنه، فلا تجد ناره من يزيدها اشتعالاً.
    الفائدة التاسعة والعشرون:
    من صام فإنه يتربى على حفظ اللسان عن فاحش الكلام، ومن حفظ لسانه سلمت له أعماله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح أحدكم صائماً فلا يرفث و لا يصخب".
    والرفث والصخب: هو فاحش الكلام الذي لا يليق بالمؤمن المتقي لربه سبحانه.
    الفائدة الثلاثون:
    في رمضان يتربى المسلم على البكاء من خشية الله، والخشوع له وحده، ولقد حث " النبي صلى الله عليه وسلم على البكاء في حال سماع القرآن، فإن لم يبكِ فليتباكَ". رواه ابن ماجه.
    وهذا تربية للمسلم على الخشوع لله والخشية له، وذلك من أعظم أعمال القلوب.
    الفائدة الحادية والثلاثون:
    في رمضان وأحكامه تظهر سماحة الشريعة الإسلامية وفضل دين الإسلام، ويؤيد هذا:
    أ ـ من نسي فأكل أو شرب فلا شيء عليه.
    ب ـ وقت الإمساك قليل بالنسبة لباقي الوقت.
    ج- رمضان شهر واحد بالنسبة لبقية السنة.
    د- المسافر له الفطر.
    هـ - كل من أحتاج للفطر أفطر ولا إثم عليه.
    وهذا يؤكد أن رمضان لم يُشرع لتعذيب النفس بل لمقاصد عظيمة، ويؤكد كمال هذا الدين العظيم وأنه خير الأديان وختامها.
    الفائدة الثانية والثلاثون:
    أجمع أهل العلم على أن الصبيان يُؤمرون بالصيام ليتعودوا، وهذا تربية لهم من وجهين:
    أ ـ تربية لهم على تعوّد العبادة.
    ب ـ تربية لهم على حمل المسؤولية، وأن عليهم ما على الكبار وأنهم جزء من المجتمع.
    الفائدة الثالثة والثلاثون:
    الصيام يربي الإنسان على الصبر بنوعيه:
    أ- الصبر على الطاعة.
    ب- الصبر عن المعصية.
    فيتعلم المسلم الصبر على طاعته لله من أداء للواجبات والمستحبات من صيام وصلاة وغيرهما، وبالمقابل يتعلم الصبر عن المحرمات والمكروهات من المفطرات وسائر المحرمات، ولو نازعته نفسه ودعاه هواه.
    الفائدة الرابعة والثلاثون:
    الصيام يجمع روح التآلف بين أفراد المجتمع المسلم، فتجدهم يصلون جماعة، ويسن تفطير بعضهم لبعض، ويطعم أغنياؤهم فقراءهم، وهذا له أكبر الأثر على تعاونهم وإزالة البغضاء بينهم وتوادهم وتحابهم وتعاطفهم، وإذا كانت بعض المبادئ العصرية اليوم تربي على الوحدة فالإسلام يربي أفراده على التراحم والتعاطف زيادة على ذلك، وهذا لا يُدرك بقانون مادي بل بدين سماوي.
    الفائدة الخامسة والثلاثون:
    يزرع في نفوس الأغنياء الشعور بأهل الفقر والحاجة، ومعرفة ما يقاسونه من ألم الجوع وحر العطش، فيشعر الجميع بآلام الجميع، ويحسونه من أنفسهم، وهو ما نستفيده من الصيام، فيكون ذلك مراعاة للإنفاق والعطف عليهم والالتفات لهم.
    الفائدة السادسة والثلاثون:
    رمضان يربي في نفس المسلم الانتصار بمعناه العظيم، فيتعلم المسلم الانتصار على شهوة الأكل، والبطن والفرج ووسائلها من نظر وتفكير، وهذا أول خطوة في طريق الانتصار والمجاهدة.
    الفائدة السابعة والثلاثون:
    بالصيام يتعلم المسلم كيف يقهر نفسه وهواه؛ لأن طاعة النفس والهوى أساس المعاصي و الذنوب، فما عُصي الله إلاّ بطاعة الهوى، فجاء رمضان ليدرب المسلم على ترك ما تهواه نفسه وتنازعه عليه، وعلى أن يقهر نفسه، فيذوق حلاوة ذلك، فنفس الصائم تشتهي الطعام بمقتضى الفطرة، ويزين له الشيطان شهوته، وقد يضع له الحيل لذلك، فيأتيه إيمانه فيقهر شهوته ومنازعته، ويحول بينه وبين حرمات الله، فعند ذلك يقود زمام نفسه حيث يريد الله، ولا تقوده نفسه حيث يريد الشيطان.
    الفائدة الثامنة والثلاثون:
    الصيام يكسر شهوة البطن و الفرج، ويعود المسلم على أن الصبر على الجوع أهون من أكل الحرام، وأكثر ما يدخل الناس النار البطن والفرج.
    الفائدة التاسعة والثلاثون:
    في رمضان إثبات لحكمة المولى سبحانه وتعالى الذي يخلق ما يشاء ويختار، فقد خلق شهور السنة، واختار واصطفى رمضان، فالحمد لله على علمه و حكمته، والحمد لله الذي فضّل نبينا على الأنبياء، وكتابنا على سائر الكتب، وديننا على جميع الأديان، وبناء عليه فأمتنا أفضل الأمم.
    الفائدة الأربعون:
    رمضان مدرسة ليتعلم الناس فيها نفع الغير، وتقديم المساعدة لهم و الإحسان عليهم، ففي رمضان تكثر مشاريع الإفطار والصدقات والهدايا والهبات، ويتسابق الناس في البذل والعطاء، وهذا درس عملي ميداني للنفع، مما هو مقصود للشرع؛ فإن الشرع يسعى أن يتعاون المؤمنون فيما بينهم، ويخدم بعضهم بعضاً، والمجتمع الإسلامي اليوم أحوج ما يكون لأن يتدرب أفراده على ذلك.
    الفائدة الحادية والأربعون:
    رمضان يربي الأمة على عبادة الدعاء؛ فالصائم دعوته لا تُردّ، ويُسن في الوتر الدعاء، وورد عن بعض السلف الدعاء عنــد ختـــم القرآن؛ فهــذا له أثر في بث رسالة الدعــاء في الأمة، وتعلم فنونــه وأوقاتــه وآدابـه لحاجــة المسلـم والمجتمع الإسلامي له.
    الفائدة الثانية والأربعون:
    رمضان يربي في النفس الخلوة مع الله؛ فالاعتكاف من سنن رمضان، وخلاصته التفرغ لعبادة الله والخلوة به، ومن خلا بربه واستأنس به صح إيمانه، وأورثه ذلك المحاسبة.
    فيتربى المؤمن على الخلوة بالله والأنس به واستغلال أوقات الخلوات بالعبادات والطاعات.
    الفائدة الثالثة والأربعون:
    رمضان يربي الناس على عبادة الصيام، فمن صام رمضان سهل عليه إتباعه بست من شوال والاثنين والخميس وعرفة وعاشوراء وشهر الله المحرم، وهكذا لا يزال المسلم يستمر على عبادة الصيام حتى يُدعى من باب الريان بإذن الله.
    الفائدة الرابعة والأربعون:
    رمضان يربي في النفس التعلق بمولاها والرجوع إليه والالتجاء إليه وحده؛ فيدعو المسلم ربه، وربه يغفر له ويستجيب، فمن يغفر الذنوب إلاّ الله؟ فمن عرف ذلك وأدركه زاد تعلّقه بربه.
    والتعلّق بالله أساس العقيدة، فمن تعلق به صرف له نذره وخوفه وعبادته وذبحه ودعاءه وجميع أموره.
    الفائدة الخامسة والأربعون:
    رمضان شهر تنتصر فيه الأمة بكاملها على ألدّ أعدائها عدو الله والمؤمنين إبليس، ففي رمضان:
    1- تُصفّد الشياطين.
    2- يُعان الإنسان على فعل الخيرات.
    3- يضيق على مجرى الشيطان من الإنسان في العروق.
    4 ـ رمضان إلى رمضان يكفر الله به السيئات التي كانت من وسوسته فيضيع جهده هباء منثوراً.
    وبهذا يعود الأمل للمؤمن وللأمة في قرب الله منهم، وتأييده لهم، وضعف عدوهم وهوانه على الله، فتصح عزائمهم، وتقوى هممهم على فعل الخيرات، ولا تكون الذنوب وانتصار الشيطان عليهم يوماً من الأيام محبطاً لهم، ومقنطاً من رحمة الله.
    الفائدة السادسة والأربعون:
    للصيام آثار صحية، يعرفها أهل التخصص، ويحس بها عموم المسلمين، ويكفي أن أذكر بعض المراجع:
    1 ـ من الأسرار الطبية للصيام للدكتور/ أحمد عبد الرؤوف هاشم.
    2 ـ رمضان والطب للدكتور/ أحمد عبد الرؤوف هاشم.
    3 ـ أصول الطب الشرعي وعلم السموم للدكتور/ محمد أحمد سليمان.
    الفائدة السابعة والأربعون:
    رمضان يربي في نفس المسلم إحسان الظن بربه، فمن تأمل أحاديث فضائل رمضان أحس بقرب المغفرة، ودنوّ الرحمة وسهولة إدراكها، وحسن الظن من مسائل العقيدة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلاّ وهو يحسن الظن بربه".
    وحسن الظن بالله يجعل المسلم يعمل بيقين وثبات، متفائلاً بدعوته ومستقبله، لا يجعل من الأوهام عقبات بينه وبين الخير، ولا يلتفت لخذلان المخذلين، فتح الله له الأمل وأمره بالتعلق به وحده، فلا يرده وهم، ولا يوقفه ظن من الظنون.
    الفائدة الثامنة والأربعون:
    رمضان يكسر الكبر في القلوب، فمن افتخر بعبادته، واغتر بأعماله جاءه رمضان ليخبره أن هناك من ينافسه على فعل الخيرات، بل ويسبقه، فترى الأعداد الهائلة تصف أقدامها في الجوامع والمساجد، فيستصغر الإنسان نفسه أمام تلك الأعداد، فإذا سمع بكاء الباكين ولم تدمع عينه أيقن أن لله عباداً لا يملكون أعينهم إذا سمعوا كلام ربهم، فيرثي حاله، فإذا ختم القرآن مرة فليعلم أن هناك من ختمه ستين مرة، فأين هذا من هذا؟
    ولا يزال المؤمن حي القلب ينظر لغيره بعين الإكبار والتقدير والاحترام، ويرجع لنفسه فينظر لها بحقيقة أمرها مما هي فيه من التهاون والتفريط، وهذا من مقاصد الشرع.
    الفائدة التاسعة والأربعون:
    يربي الصيام في الإنسان أعمال السر والحرص عليها، فالصيام عبادة في حقيقتها سرية، فيتعود المسلم على أعمال السر والمحافظة عليها، ولا يستغني المسلم عن الأعمال السرية التي لا يطّلع عليها إلاّ الله سبحانه وتعالى، فإنها تزيد الإخلاص وبرهان حقيقة الإيمان، وكان السلف يقولون: "ليكن بينك وبين الله خبيئة".
    الفائدة الخمسون:
    الصيام يربي في المسلم مراقبة الذات، بأن يكون عليه رقيب من قبل نفسه فينشأ بعد ذلك بينه وبين حدود الله وقاية، وهذا يجعله يترقى في منازل الإيمان، إلى أن يصل للإحسان بأن يعبد الله كأنه يراه، فإذا كان له مراقب من نفسه صار أبعد ما يكون عن انتهاك حرمات الله.
    وتربية النفس على مراقبة ذاتها يجعل هناك حصانة تقوى مع الأيام، وتزداد قوة فإذا عرضت عليه المعاصي سهل عليه مجاهدتها، بل يستلذ تركها خوفاً وحياء من الله.
    وهذا مرتبط باسم الله "العليم والسميع واللطيف والخبير"، وغالب الأسماء الحسنى والصفات العلا تربي المؤمن على مراقبته لذاته لاطلاع الله عليه.
    الفائدة الحادية والخمسون:
    في الصيام تظهر آثار أسماء الله وصفاته، فمثلاً:
    ـ الغفور تظهر آثاره بمغفرة الذنوب.
    ـ التواب تظهر آثاره بقبول التائبين.
    ـ العفو تظهر آثاره بالعفو عن المذنبين.
    ـ الحكيم لحكمته باختيار رمضان وتفضيله على سائر الشهور.
    ـ العليم فهو الذي يعلم بحقيقة صوم الإنسان من عدمه.
    وهكذا بقية الأسماء الحسنى، فإذا تأملها المؤمن أورثته من الإيمان ومحبة الله ما يعرفه أهل هذا الشأن.
    الفائدة الثانية والخمسون:
    رمضان يربي في الناس علو الهمة على التنافس في الخيرات، والمسابقة في الصالحات، ويظهر هذا في بداية رمضان فإنك تجد همم الناس عالية، وأنفسهم لديها الاستعداد للجد في العبادة، فيخطط بعضهم بأن يختم القرآن أكثر من مرة، والآخر بأن يقوم الليل، والثالث بالاعتكاف، وعلو الهمة يجعل الشخص لا يستثقل العبادة ولا يرضى دون السير على طريق السلف.
    الفائدة الثالثة والخمسون:
    رمضان يعوّد الناس على حياة التقشف والاكتفاء بالقليل، فيكفيه طوال يومه طعام أكله في وقت السحر، وقلة تنعم الناس لها دور في طرد الكبر والبطر والتبذير والإسراف عن المجتمع، ولها أثر على القلب كما ورد عن السلف في ذلك، ومن تأمل حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر له ذلك؛ فقد خير بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملكاً نبياً فاختار أن يكون عبداً رسولاً، ويمر الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، ومات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من الدقل وهو من التمر الرديء.
    ولا تُقاس الأمم والحضارات بمظاهر الترف والغنى ومستوى الدخل، بل القياس على ما يوجد في قلبها من عبادة وانكسار لربها وقيام بما يريد، وبما تحمله من قيم وما تمارسه من أخلاق وسلوك وما تتبنى من أفكار.
    الفائدة الرابعة والخمسون:
    رمضان مدرسة لاقتناص الفرص، والحذر من ضياعها؛ ففي رمضان فرص عديدة جاءت الأدلة لحث الصائم عن اقتناصها لأجل أن يعتاد على ذلك، ففي رمضان فرصة ليلة القدر، وفرصة القيام وختم القرآن وتفطير الفقراء، فيعلم المسلم أن الفرصة إذا فاتته لا ترجع؛ فيهتم لها، ويستعد؛ فيتربى المسلم على تتبع الفرص على مدار العام.
    الفائدة الخامسة والخمسون:
    إخفاء ليلة القدر في رمضان على المسلمين ليتربوا على الاجتهاد في العبادة، وبذل الوسع فيها، وتحري مظانّها، ففي العشر الأواخر يتحرى المسلم ليلة القدر ويلتمسها، ومن صدق في تحريه التمسها في جميع العشر؛ ففي كل ليلة من ليالي العشر يصلي ويقوم ويدعو ويقنت، وفي الجمعة يبحث عن ساعة الإجابة ويتحرى ويطيل الدعاء لعله يوافقها، ويتحرى الثلث الأخير من الليل، وهذا له دور على عبادة الإنسان ودوام طاعته.
    الفائدة السادسة والخمسون:
    رمضان جاء ليعطي المؤمن زيادة في إيمانه وأعماله، فمن قامه وصامه واجتهد أثر هذا على سائر الشهور المقبلة، وواقع الحال يدل على ذلك.
    الفائدة السابعة والخمسون:
    المفطرات في رمضان تدل على أن الذنوب عند الله بعضها أعظم من بعض، ومن هنا كان جزاء من استقاء القضاء فقط، لكن من جامع في نهار رمضان فاعتاق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
    ولو علم الزاني والعاق لوالديه والقاطع لرحمه والشارب للخمر عظم هذه الذنوب وخطر ما ورد عليها من تهديد ووعيد لأصبح ذلك زاجراً له، وهذا واعظ الله في قلب كل مؤمن.
    الفائدة الثامنة والخمسون:
    سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وحال الأمة في زمانه يؤكد أن رمضان شهر عمل وجد وجهاد؛ فغزوة الفتح كانت في رمضان، وكذلك حنين، وإذا دخلت العشر أيقظ أهله وشد مئزره وأحيا ليله، وقام ليلة من الليالي في المسجد، واجتمع معه أناس من أصحابه رضي الله عنهم، وفي الليلة الثانية كذلك والثالثة أيضاً، واجتمعوا هم في الليلة الرابعة، فكان هناك جد وعمل ونشاط ، فلا ينبغي أن يكون رمضان شهر نوم وكسل وخمول كما هو حال الكثيرين اليوم، يتثاقل الطلاب عن الدراسة والموظف عن العمل، ويسهر في الليل لينام في النهار، والله المستعان.
    الفائدة التاسعة والخمسون:
    رمضان يربي المسلم على فقه الأولويات؛ ففي رمضان تتزاحم الأعمال، فيقدم المسلم أهمها بالنسبة إليه، ومن هنا تواتر أهل العلم على ترك الدروس في رمضان تقديماً لغيرها عليها في رمضان.
    ونحن اليوم أشد ما نكون حاجة لفقه الأولويات؛ فحتى على مستوى إنكار المنكر هناك أولويات يجب أن تُراعى، وذلك مبني على العلم الشرعي، فأحياناً في رمضان يقدم الإنسان نفع المسلمين بعمل عام كالإفطار على العمل الخاص كتلاوة القرآن، لا من باب الكسل، ولكن تقديماً لما قدمه الشرع في تلك المسألة.
    الفائدة الستون:
    رمضان يربي الناس على فقه الاختلاف؛ فتجد الهلال على بلد قبل بلد، والشمس تغرب في بلد بعد بلد وهكذا، فمن وُجد عندهم سبب الصيام من رؤية للهلال صاموا، أو سبب الإفطار من غروب الشمس أفطروا، والصحابة كان يصوم بعضهم في السفر والبعض الآخر يفطر، ولا ينكر بعضهم على بعض، ولا يختلفون بينهم، بل يقبلون ذلك التنوع، فيعود أثر ذلك إلى المسائل العلمية التي كل قوم لهم فيها مستند.
    الفائدة الحادية والستون:
    مهما اجتهد الإنسان في رمضان إلاّ أن ما كتبه الله من النقص البشري على الإنسان سيؤدي إلى وجود خلل في الصيام أو نقص عن الكمال، ومن هنا شرع للصائم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وهذا له دور في طرد العجب بالعبادة ولو اجتهد فيها الإنسان، وحتى الصلوات الخمس تربي في النفس ذلك، فبعدها يستغفر المسلم لينبهه الله على وجود النقص ولا بد، فلا يغتر بكثرة صيام ولا صلاة.
    بل يستعين بالله على أداء العبادة قبلها، ويجاهد نفسه فيها، ويسأل الله القبول بعدها.
    الفائدة الثانية والستون:
    تشريع المفطرات في رمضان و النهي عنها تدريب للمسلم على تعظيم حرمات الله، والوقوف عند حدود ما نهى الله عنه، ومن هنا قال الصحابي الذي جامع امرأته في نهار رمضان "احترقت ــ هلكت". فيتعلم المسلم الوقوف عند حدود الله، وأن تجاوزها هو الهلاك والحريق بعينه.
    الفائدة الثالثة والستون:
    رمضان يغير على الفرد و الأمة نمط حياتها العادي؛ ففي رمضان يحيي الليل ويصام بالنهار، وتُقام الجماعات، وتجمع النوافل، وتغيير نمط الحياة له دور على النشاط والاستمرار؛ فإن النفس البشرية مفطورة على ذلك.
    الفائدة الرابعة والستون:
    رمضان يزرع مبدأ التعاون بين أفراد الأسرة الواحدة، وكذلك بين المجتمع فتجد الأسرة الواحدة في رمضان تتعاون فيما بينها على صنع السحور والاستيقاظ له وتقديم الإفطار وخدمة الغير، وكذلك الحال في المجتمع، وهذا أحد أسرار نجاح المجتمع الإسلامي وخصائصه، فالنظم الغربية اليوم على تطورها الدنيوي لم تصل بالمجتمع إلى حد التعاون والبذل، فضلاً عن الإيثار والتضحية من أجل الغير بدون مقابل مادي، لكنه الإسلام دين الله.
    الفائدة الخامسة والستون:
    رمضان يتعلم فيه المسلم التعرض لنفحات الله سبحانه؛ ففي ليالي رمضان تُعتق رقاب من النار، ويخرج أناس من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، كما ثبت في السنة فتجد المسلم الصادق يتعرض لنفحات الله لعله يفوز، وحتى بعد رمضان يتعرض لنفحاته سبحانه ويتحيّن مظانها.
    الفائدة السادسة والستون:
    كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم ليلة القدر، وخرج يريد إخبار الناس، فوجد رجلين يختصمان فأنسيها.
    هذا يدل على أن المخاصمات والمنازعات في المجتمع الإسلامي لها أثر في نزع البركة عنه، ومن هنا يجب أن يسعى الواحد ألاّ يكون سبباّ في محق البركة عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيعفو ويصفح، فإن عاقب فليعاقب بالمثل ولا يزيد، أما النزاع والخصام فهو مبدأ البغض ويقود للشقاق، ومن خلاله يدخل العدو، وبه يرضى الشيطان فأي بركة تُرجى بعد ذلك.
    الفائدة السابعة والستون:
    اغتنام المسلم لشهر رمضان تفسير للتبرك، فهو شهر مبارك تزداد فيه الحسنات وتقل السيئات، وتكثر مشاريع الخير، ويتضاعف الأجر، فيحرص المسلم على استغلاله، ويحذر من ضياعه، وهكذا يتعامل مع كل ما جعله الشرع مباركاً كالمساجد، وأهل العلم والصالحين بمجالستهم والاستفادة منهم، والتخلق بأخلاقهم والتعلم منهم دون الخروج بهم عما حدده الله وشرعه.
    الفائدة الثامنة والستون:
    قلة أيام رمضان التي وصفها الله بقوله (معدودات) تربي في نفس المسلم المحاسبة، فكلما تقدم الشهر حاسب نفسه، فإذا انتهى ووُزّعت جوائز الفائزين أنهى محاسبته في ذلك الشهر ليبدأ بغيرها.
    الفائدة التاسعة والستون:
    رمضان فرصة لأئمة المساجد على وجه الخصوص لتربيتهم على نفع المصلين والاهتمام بشؤونهم، وألاّ يقتصروا على الصلاة وحدها، بل يتجاوزوا ذلك لإلقاء الكلمات والمشاريع الاجتماعية، وكفالة الأسر الفقيرة؛ لأن المسجد في الزمن الأول هو منطلق الدعوة، ومعقد الألوية للمعارك، ويربط فيــه الأسير، وتنشــر فيــه الدروس، بل إنه كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- مأوى الفقراء؛ فقد كان أهل الصفة ينامون فيه، وذلك كله مرتبط بالإمام، ومن أعظم الأمانات في زماننا أمانة إمامة المسلمين والقيام بواجبها.
    الفائدة السبعون:
    في ساعة الإفطار يجتمع أفراد العائلة على مائدة واحدة ينتظرون بداية الأذان يحيطون بوالدهم ووالدتهم، يسأل بعضهم عن بعض، كثيراً ما تكثر الطرائف والحديث عنها، وأحسن منه إذا لهج الجميع وتمتموا ببعض الأدعية، كل منهم على ما يقع في خاطره مما يعتبره مهماً بالنسبة له، الإخوة مع الأخوات والصغار بجانبهم، يحسون بالطمأنينة، ويتذوقون اللذة، ولا يعرفون لها سبباً، يتحلقون في منظر أخوي عائلي جميل وفي ذلك فوائد جمة:
    أ- زرع الألفة بينهم.
    ب- إزالة الفجوة بين أفراد العائلة.
    ج- لقاء خصب بالنسبة للوالدين.
    د- زرع روح التعاون بينهم.
    هـ- خدمة بعضهم البعض.
    الفائدة الحادية والسبعون:
    رمضان يعين أهل المعاصي على تركها، فمثلاً:
    أ ـ المدخن يعينه رمضان على ترك التدخين.
    ب ـ شارب الخمر يعينه كذلك.
    ج ـ أهل الأغاني كثيراً ما يتركونها في نهار رمضان فيبقى عليهم المجاهدة في وقت الليل.
    بل إن جميع من يمارس المعاصي يدرك في قراره نفسه الفرق بين فعلها في رمضان وغيره من الأيام، فمن أورثه الله الصدق في رغبته بترك معصيته فلن يمر عليه رمضان بدون تفكير جاد ومجاهدة، ومن استعان بالله لم يخذله كما وعد سبحانه؛ فهي فرصة لمن يريد أن يوجد سبب قهري يعينه على ترك معصيته.
    الفائدة الثانية والسبعون:
    رمضان يعظم في النفوس تعظيم نعمة الله، وذلك لأن الأشياء لا تدرك قيمتها إلاّ بفقدها، والأمور تُعرف بضدها، فالمآكل والمشارب نعمة ومع توفرها ووفرتها وكثرتها واعتيادها تغفل النفوس عن تعظيمها، وتعظيم النعم وشكرها ضمان دوامها.
    الفائدة الثالثة والسبعون:
    رمضان يربي الناس على تعظيم أوامر الله، وذلك بأداء هذه العبادة الشريفة؛ لأن أداء الأوامر يربي تعظيم الله وأوامره في النفوس، والتعظيم قائم على المحبة ومرتبط بها وهي أساس الأعمال القلبية، فالتعظيم أمر قلبي تظهر آثاره وكمال صدقه على الجوارح بامتثال الأوامر وترك النواهي.
    الفائدة الرابعة والسبعون:
    رمضان يربي الشخص على أن تصدر أفعاله عن قناعة وعقيدة، لا تقليد وتبعية؛ فبإمكان الشخص أن يفطر سراً في نهار رمضان، ويتلذذ بأنواع المفطرات إن فقد العقيدة والقناعة، فأما صاحب العقيدة والقناعة فالأمر مختلف جداً، ومتى صدرت أفعال المؤمن عن اعتقاد وقناعة كانت مثمرة بإذن الله، ورزق الصبر ووجد لذته فيها.
    الفائدة الخامسة والسبعون:
    الصيام له أثر على صفاء النفس والذهن، فيرجع الذهن خالياً عن المشاغل، والنفس متخففة من أعبائها وأثقالها التي تراكمت فأصبحت تحول بين صاحبها وغذاء روحه، ومن عرف ارتباط الشبع وأثره على النفس والذهن أدرك فضيلة الصيام في هذا الجانب.
    الفائدة السادسة والسبعون:
    رمضان يربط الأمة بالليل من بين سائر الأوقات، وذلك لما له من التميز الذي تحتاجه الأمة ومنه:
    ـ صلاة الليل مشهودة محضورة أي تشهدها الملائكة.
    ـ وليس لها عدد معين محصور فهي مثنى مثنى.
    ـ يسن فيها الجهر؛ لأنه أشد أثراً في حضور القلب.
    ـ ليس فيها وقت نهي كما في الأوقات الأخرى.
    ـ في ثلثه الأخير ينزل ربنا سبحانه ثم ينادي عباده.
    الفائدة السابعة والسبعون:
    كما أن الصيام يربي عند الأمراء والوزراء المساواة في العبادة مع غيرهم، ولا تميز في ذلك إلاّ بما يقوم في قلوب العباد من التقوى، فكذلك يربي في نفوس الفقراء والضعفاء أثر التدين، وأنه بهذا الدين فقط ساوى الله بينه وبين الطبقة العليا، وذلك تكرمة من الله بدينه، وذلك يورث في النفوس عظمة الدين.
    الفائدة الثامنة والسبعون:
    في رمضان وعند الإفطار يحس الإنسان بفرحة ذكرها صلى الله عليه وسلم بقوله "للصائم فرحتان فرحة عند فطره"، وهي فطرية تُحس ولا توصف، لما لها من اللذة، وقد فسر بعض أهل العلم تلك اللذة بأنها لذة الفراغ من العمل وتأديته لا مجرد لذة الأكل.
    فعلى هذا فالصيام يجعل الشخص يتذوق لذة الفراغ والانتهاء من الأعمال الصالحة، فبعد الانتهاء من الصلاة أيضاً لذة، وبعد الصدقة كذلك لذة، ولذة بعد العمرة وهكذا.
    الفائدة التاسعة والسبعون:
    رمضان شهر صلة يتصل فيه العبد بربه، والمؤمن بعبادته والمجتمع ببعضه البعض، والأغنياء بالفقراء، فتوصل الأرحام وتزداد المحبة وتتقارب القلوب.
    الفائدة الثمانون:
    رمضان رسالة إلى كل من مارس الظلم ومنع الحقوق؛ فالجوع قاسم مشترك بين الصُوّام وألم العطش يحرق الجوف، فمن مارس الظلم ومنع حقوق الناس في أكلهم وشربهم وسائر ضرورياتهم جاء رمضان ليذكره بآلامهم وأحزانهم، وما يقاسون من صبر ومصابرة، فلعل ذلك يكون رادعاً له عن الظلم، فعادة لا ينتبه الإنسان من غفلته إلاّ إذا مر به ظرف مشابه لما يمارسه مع الآخرين.
    الفائدة الواحدة والثمانون:
    رمضان يذكر الإنسان أنه فرد من المجتمع يصوم معهم، ويجوع مثلهم، ويمتنع كما امتنعوا، ويفطر إذا أفطروا، فهو منهم وبهم، فإذا أحس المسلم بهذا الشعور بادلهم النفع والمحبة والغيرة، فيحرص على ألاّ تغرق السفينة، ويمسك على يد من سعى في خرقها؛ لأنه من ضمن ركابها، ويتحمل شيئاً من مسؤوليتهم.
    الفائدة الثانية والثمانون:
    رمضان يجمع لأهله القوتين المادية والمعنوية، فالقوة الصحية والجسمية في الجانب المادي، وما سبق ذكره وما سيأتي من الثمرات يعتبر من القوة المعنوية.
    الفائدة الثالثة والثمانون:
    رمضان هو الحرية حقاً؛ لأن الحرية كما يقول السباعي رحمه الله: "ألا تستعبدك عادة ولا تستلذك شهوة".
    وهذا ما يثمره الصيام في نفس المؤمن؛ فلا يكون عبداً لعاداته ولا أسيراً لشهواته.
    الفائدة الرابعة والثمانون:
    يقول السباعي رحمه الله: "وفي رمضان امتناع عن خلق ذميم وقول ذميم ومعاملة ذميمة، فما أحلى هذه الحرية؟!
    أنت في الخلق الكريم حر؛ فلا تُساق إلى محكمة، ولا توضع في سجن، ولا تُنتقص في قدر ولا جاه.
    وأنت في القول الكريم حر؛ فلا تضطر إلى اعتذار، ولا تتعرض لملامة، ولا يملأ نفسك ندم.
    وأنت في المعاملة الكريمة حر؛ فلا تلوكك الألسن، ولا تتحدث عن خيانتك المجالس ولا تتعلق بذمتك الشبهات" أ. هـ.
    الفائدة الخامسة والثمانون:
    يقول السباعي رحمه الله: "رمضان شهر الرجولة المستعلنة التي تكبح جماح غرائزها، وشهر الإرادة المستعلية التي تأخذ باختيار وتدع باختيار" أ. هـ.
    الفائدة السادسة والثمانون:
    رمضان يربي ركني الأسرة المسلمة على أهم قضية في الوجود، وهي التعاون فيما بينهم على الطاعة وعبادة الله وتسهيل شؤونها للآخر دون سائر الأمور؛ لأن التعاون على أمور الحياة المادية ضروري ولا يحتاج إلى تنبيه، أما التعاون على مبدأ العبادة فيحتاج إلى جهد ومشقة ومجاهدة ومصابرة، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر "أيقظ أهله وشد مئزره"، وساعدهم على أنفسهم في قيام الليل، وشجّعهم وباشر معهم العبادة بنفسه، فينقضي رمضان وقد تعلمت الأسرة المسلمة التعاون على العبادة والنوافل فينشأ الأطفال على ذلك.
    الفائدة السابعة والثمانون:
    رمضان يربي الجوارح على صيامها عن المنكرات والفحش والزور، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
    فيتدرب المسلم شهراً كاملاً على ترك المنكرات، وأنها تناقض مقصود الصيام، فيعود ذلك عليه بالنفع؛ لأن الغالب من المعاصي تتحول إلى عادات مع الاستمرار عليها، فإذا غفل عنها أياماً سهل تركها.
    الفائدة الثامنة والثمانون:
    رمضان يعلّم الناس التوازن في الحياة، فمن التناقض أن تصوم عن المفطرات الحسية وتقع في المفطرات المعنوية، ومن التناقض طاعة الله في جانب وعصيانه في الجانب الآخـر؛ فرمضان مدرســة للتوازن في حيـاة المسلم، فأوامر الله كلهــا تُطاع، ومناهــي الله تُجتنب، ومـن هنا قال صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "؛ ليبين أن التناقض ينبغي ألاّ يوجد في حياة المسلم، فإذا خلا بمحارم الله لا ينتهكها، ولا يطيع في الحضر ويعصي في السفر، أو يتقي في النهار ويفجر بالليل.
    الفائدة التاسعة والثمانون:
    رمضان فرصة لممارسة الحب العاطفي والمحبة القلبية بين الزوجين، ومن هنا "كان صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم".
    حتى يعلم الأمة أن العلاقة بين الزوجين تتعدى حدود الشهوة والمعاشرة إلى الحب والعاطفة، مما يعود على حياتهما بالسعادة التي يحتاجها كثير من بيوت لمسلمين.
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:58

    فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان
    عقيل بن سالم الشمري


    نص الحديث:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، وفي رواية: أصبت أهلي في رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر، والعرق: المكتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟ قال: أنا، قال: خذ هذا فتصدَّق به، فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها – يريد الحرتين – أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعمه أهلك" متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1936)، ومسلم (1111).

    الفوائد المستنبطة:
    1- دلّ الحديث على الجلوس عند أهل الفضل والعلم، لقول الراوي "بينما نحن جلوس عند رسول الله " وهذا الجلوس له فوائده التي لا تخفى.
    2- ظاهر الحديث ترك الرجل للسلام، ولعل السبب يرجع إلى ذهوله عن السلام لخطورة ما ارتكبه من الجماع.
    3- في الحديث دلالة على أن المستفتي يذهب إلى المفتي في مكانه، ويسعى حتى يصل إليه؛ لأن الأمر يتعلَّق بدينه، فالرجل ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم.
    4- الرجل قطع كلام أهل ذلك المجلس، وعلى هذا يجوز قطع الحديث إن كان هناك ما يستدعي كما في قصة هذا الرجل.
    5- دلّ الحديث على أن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مفتوحًا لمن أراد الدخول، وعلى هذا ينبغي أن يكون العالم في استقباله للناس في بيته.
    6- في الحديث دلالة على أن العالم عليه أن ينفع الناس، ويفتي في كل وقت، فالرجل عندما وقعت عليه الواقعة ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يستطيع الوصول إليه، وهذا مما يجعل أناس يتعلَّقون بالعالم، ويكون أقرب إلى قلوبهم.
    7- عدم ذكر اسم الرجل حينما يكون له أمر محرج، إذا لم يترتب على بيان اسمه أمر ذا بال، ولهذا لم يذكر أبو هريرة اسم الرجل، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم.
    8- في الحديث جواز قول "هلكت" للنفس إن وُجِد سبب ذلك، ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل قوله ذلك.
    9- في الحديث الاستفسار عن الكلام المبهم، فالرجل قال: هلكت، فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
    10- يدل على التلميح دون التصريح فيما يستحى من ذكره ويستقبح، ولهذا قال الرجل: أصبت أهلي، وفي رواية: وقعت على أهلي، ولم يصرح بغيره.
    11- قول الرجل: "هلكت" تدل على أن الرجل كان متعمدًا، لعلمه أنه فعل ما يسبب له الهلاك، وعلى هذا فلا يصح الاحتجاج بعموم الحديث على أن الناسي عليه الكفارة.
    12- فيه عرض الرجل ما يصيبه على أهل العلم.
    13- فيه قرب العالم من الناس، بحيث كلما أصابهم أمر فزعوا إليه، وهذا لا يكون إلا مع المخالطة والقرب.
    14- في الحديث البحث عن حل لما يواجه الإنسان من مشكلات، وأن مجرد كتمها والسكوت عنها لا يحل المشكلة، ولهذا الرجل لم يكتم الأمر، وإنما طلب النبي صلى الله عليه وسلم لعرضها عليه.
    15- يدل الحديث على أنه لا بأس للإنسان الذي يبحث عن حل لمشكلة أن يصرح بذنبه، ويظهر ما خفي من أمره.
    16- كما يدل على أن ذكر الذنب على سبيل الندم لا يذم، وغير مستقبح.
    دل قول الرجل " هلكت "، وفي رواية " احترقت " على أن الوقوع في الذنوب يعتبر هلاكًا، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه "الجواب الكافي" كثيرًا من آثار الذنوب والمعاصي على الإنسان، وهي جديرة بالمطالعة.
    17- دلّ الحديث على أن المعترف بالذنب لا يلام على ذنبه، ولا يعزر، ويكتفى بندمه واعترافه وطلبه الخروج مما هو فيه.
    18- في الحديث دلالة على أن المذنب عليه أن يندم من ذنوبه، ولهذا أتى الرجل نادمًا فقال: "هلكت" وهي كلمة تدل على ندم وحرقة في القلب، والندم أول مراتب التوبة.
    19- في الحديث أن العالم الذي يستفتيه الناس لا يغضب من أسئلتهم، فهي متعددة ومتنوعة، وبعضها وقوع في الحرمات وغير ذلك، مما يستلزم على العالم أن يكون بهم رحيمًا.
    20- دلّ الحديث على أن الرجل المستفتي يصدق في قوله عن نفسه، فإن الرجل في الحديث ادّعى الفقر، وعدم الاستطاعة على الصيام، وعدم وجود رقبة يعتقها، ومع ذلك لم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم البينة.
    21- في الحديث دلالة على أن المفتي يبدأ بذكر الكفارة ما دام حكم الفعل معلوما، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر حكم الجماع في نهار رمضان؛ لأن الرجل يعرف ذلك بدلالة الحال، ولهذا اكتفى بذكر الكفارة.
    22- الحديث نصٌ على أن الجماع في نهار رمضان يفطر.
    الحديث نصَّ أيضا على أن كفارة المجامع في نهار رمضان هي ثلاثة أمور "إعتاق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإطعام ستين مسكينا".
    23- دلّ الحديث على أن كفارة الجماع على الترتيب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رتّب الكفارة على الرجل ترتيبًا، ولم يضع الخيار أمامه.
    وهذه مسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين، الصحيح منهما فيما يظهر – والله أعلم – أن الكفارة على الترتيب وليست على التخيير، استدلالاً بواقع الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الرجل.
    24- أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يعتق رقبة، ولم يحدد له الإيمان من عدمه، وعلى هذا اختلف أهل العلم في هذه المسألة: هل يشترط الإيمان في عتق كفارة المجامع في نهار رمضان أم لا يشترط؟
    والمسألة محتملة لقوة الأدلة فيها، وأصلها مسألة أصولية وهي:
    إذا اختلف السبب واتحد الحكم، هل يحمل المطلق على المقيد؟
    والأقرب – والله أعلم – أن المجامع في نهار رمضان يعتق رقبة مؤمنة قياسا على غيرها من الكفارات.
    25- الحديث نصّ على أن الشهرين متتابعان في كفارة الجماع في نهار رمضان، فلا يجوز قطعهما إلا بعذر، لقوله صلى الله عليه وسلم "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين".
    26- الحديث أيضا نصّ على أن عدد المساكين ستين مسكينا، لقوله صلى الله عليه وسلم : "فهل تجد إطعام ستين مسكينا "وعلى هذا فلا يصح إطعام ثلاثين مسكينا يومين ، لأن العدد منصوص عليه.
    27- الحديث نص على أن الذين يصرف لهم الإطعام في كفارة المجامع هم فئة المساكين.
    28- إطلاق قول النبي صلى الله عليه وسلم " إطعام ستين مسكينا " ودعوى الرجل الفقر يدل على أن ضابط الفقر والمسكنة يرجع للعرف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ المساكين، وأوكل فهم ذلك للأعرابي، وبالتأكيد أنه يفهم الكلمة حسب عادته وعرفه.
    29- الحديث دلّ على أن إخبار الإنسان عن فقره، وضعف حالته المادية، وظروفه المعيشية لا يدخل في باب الشكوى المذمومة، ولهذا ذكر الرجل فقره للنبي صلى الله عليه وسلم.
    30- الحديث يدل على جواز قول "لا" للأكابر وأهل الفضل، فقد قال الرجل: لا ، للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كررها بتكرر السؤال.
    31- الحديث يدل على أن المسلم يسأل عن دينه ولو كان سؤاله مما يستحى منه، فلا ينال العلم مستحٍ ولا مستكبر.
    32- الحديث يدل على السؤال في محضر من القوم، فلا يشترط في السؤال الخفاء، وإنما يجوز ذكره على الملأ من الناس، فقد ذكر الرجل سؤاله بين أناس كثير، كما يفهم من قول الراوي: " بينما نحن جلوس عند رسول الله " ويدل عليه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أين السائل؟" فلو كان العدد قليلا لم يجهله النبي صلى الله عليه وسلم.
    33- يستنبط من الحديث أنه يجوز إطالة الجلوس عند الإنسان إن كانت لا تضر، فقد كان القوم جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل مجيء الرجل، واستمر الرجل أيضا جالسا معهم حتى أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر، ولا شك أن هذا الجلوس طويل نوعا ما.
    34- دلَّ الحديث على جواز قول "أنا" فقد قال الرجل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم:"أين السائل" قال الرجل: أنا.
    وإنما يكره قول "أنا" حينما يكون على سبيل الفخر والكبر، كما قال إبليس " أنا خير منه".
    35- دلَّ الحديث على مراعاة فقه الأولويات، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل: "خذ هذا وتصدَّق به" مع وجود فقراء أشد فقرا من هذا الرجل، إلا أن هذا الرجل يريد خلاص ذمته وبراءتها، فقدمه النبي صلى الله عليه وسلم على غيره.
    36- يؤخذ من الحديث أن أهل العلم والفضل عليهم إنهاء حاجات الناس دون تطويل أو مماطلة، فالرجل بمجرد شكواه للنبي صلى الله عليه وسلم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "خذ هذا وتصدّق به".
    37- يستفاد من الحديث حسن الطلب بالأسلوب المناسب، فالرجل طلب طعاما لأهله بأسلوب مناسب فحصل له مقصوده، وكم ضيع سوء الأسلوب من حق، فضلا عن جلب نفع خارجي.
    38- دلّ الحديث على جواز الضحك أمام الناس ما لم يخل بالآداب، فقد ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بين القوم حتى بدت أنيابه.
    39- على القول بأن ضحكه صلى الله عليه وسلم تعجبا من حال الرجل؛ فيدل على جواز الضحك في حال التعجب، وأن الإنسان يكتفي به عن التوبيخ.
    40- دلّ الحديث على خروج الأسنان في الضحك أمام الغير، وأن ذلك لا يخل بالمروءة، فقد خرجت أنياب النبي صلى الله عليه وسلم أمام ذلك المجلس.
    41- دلّ ظاهر الحديث على جواز المسألة لمن كان محتاجا.
    42- في الحديث بيان لخصلة يجبل عليها الإنسان، وهو حب الطمع والتزود، فالرجل بعد أن كان يسأل عن مخرج له من ذنبه الذي فعله، أصبح يسأل لأهله الطعام، ومع ذلك تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الموقف بما يفيد فن التعامل مع الخصال الفطرية في البشر.
    43- في الحديث رأفة العالم بالناس واللين معهم، بما في ذلك من وقع في الذنب، وأسرف على نفسه بالمعاصي.
    44- في الحديث دليل على أن للذنب حرارة عند المؤمن، ولهذا قال الرجل كما في بعض الروايات: "احترقت" وهكذا حال المؤمن مع الذنوب، فيرى أنها تحرقه، ولأنها مهلكة كما قال الرجل: "هلكت" وهذا الشعور هو الذي يجعل المؤمن كلما وقع في الذنب تاب وأناب ورجع واستغفر، على النقيض من ذلك الرجل متبلد الحس يتهاون بذنوبه مما يجعلها تستمر وتكثر ولم يلق لها بالا.
    45- الحديث دلّ على جواز كثرة الأسئلة للحاجة، فقد سأل النبي صلى الله عليه ثلاثة أسئلة متوالية: "هل تجد رقبة تعتقها؟ "ثم قال:"هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟ "ثم قال : "هل تجد إطعام ستين مسكينا؟" وذلك للحاجة إلى ذلك.
    والنهي الوارد عن كثرة الأسئلة في قوله صلى الله عليه وسلم:"نهى عن كثرة السؤال"تحمل على الأسئلة التي لا فائدة منها جمعا بين الأمرين.
    46- يدل الحديث على جواز سؤال العالم لغيره فيما يخصه من أسرار وشؤون إن ترتب على ذلك حاجة، فقد كانت أسئلة النبي صلى اله عليه وسلم فيما يخص الرجل من شؤون خاصة تتعلق بحالته المادية، وقدرته الجسمية، والدافع لذلك لتكون الفتوى صحيحة.
    47- على المفتي أن يفتي غيره بالتفصيل وليس بالإجمال، فقد فصّل النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بالنسبة للرجل، ولم تكن فتوى النبي صلى الله عليه وسلم مجملة مبهمة، وإنما يعطي المستفتي حقّه من الفهم والدراية.
    48- دلّ الحديث على أن كفارة المجامع في نهار رمضان إن كانت صيام شهرين متتابعين فهي مبنية على الاستطاعة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل :"هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟" فعلى هذا يدور الحكم مع علته وجودًا وعدمًا، فمن كان مستطيعا لم ينتقل إلى الإطعام، ومن لم يستطع أطعم.
    49- لم يستفصل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب عدم الاستطاعة، فلم يقل له: لم لا تستطيع صيام الشهرين، مما يدل على أن الرجل مصدق في أقواله بالإضافة إلى ترك الاستفصال فيما لا داعي له.
    50- لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة الرجل، ولهذا اختلف أهل العلم في هذه المسألة : هل على المرأة كفارة؟
    على قولين كلاهما له حظ من النظر، وحجة من لم يوجب هو ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاستفصال عن المرأة في هذا الحديث، ولعل السر في ذلك أن المرأة عليها شبهة الإكراه.
    51- في الحديث التعاون مع المذنبين، وإيجاد حلول لذنوبهم ومشكلاتهم، فقد ضحك النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الرجل مذنب، وساعده في التكفير عن ذنبه.
    52- في الحديث رحمة الله بعبده، فالرجل وقع في الذنب وانتهك حرمة الشهر، ومع كل ذلك فقد رزقه الله سبحانه وتعالى، فسبحان من لا تضره معصية العاصين، ولا تنفعه طاعة الطائعين.
    53- في الحديث قرب الفرج، فكل من أصيب بهم وغم فليعلم أن فرج الله قريب، فالرجل وقع في الذنب مع قلة في ذات اليد، فبعد هذه الحالة الصعبة جاء فرج الله.
    54- لله حكمٌ في تقدير الذنب على العبد لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وهذا يرجع إلى اسم الله الحكيم، ومن الحكم الظاهرة في هذا الحديث معرفة الأحكام الشرعية، بالإضافة إلى ما رزقه الرجل من طعام لأهل بيته.
    55- الملاحظ أن الرجل فقير فقر مدقع، حتى أنه حلف أن ما بين لابتي المدينة أهل بيت أفقر من أهل بيته، ومع ذلك يمارس حياته الطبيعية من جماع وغيره، بمعنى آخر أن هم الحياة الصعبة لم يمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، وهذا من أنجح العلاجات لمن تراكمت عليه الهموم ألا يجعل الهم يمنعه حياته، فإن التفاؤل والأمل وتناسي الهموم مما يخففها.
    56- في الحديث دلالة على أساليب الأعراب مع النبي صلى الله عليه وسلم، ففي رواية أنه أعرابي، وقرائن الأحوال من أفعال هذا الرجل تدل على أنه من الأعراب، فمقاطعته الحديث، ودخوله بدون استئذان، وألفاظه "هلكت" "احترقت"، وللأعراب قصص شيقة، وأساليب مثيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
    57- في الحديث سكوت المفضول بين يدي الفاضل، فالصحابة الجلوس لم يتكلم أحد منهم، ولم يقاطع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أدعى لسماع العلم ووعيه.
    58- في الحديث جواز قول "ويلك" للرجل، ففي رواية أن النبي صلى الله علي وسلم قال للرجل: "ويلك" وعلى هذا بوب البخاري على هذا الحديث: باب قول ويلك للرجل.
    59- في الحديث أن كثرة الحلف لا تذم إن كان لها ما يدعو، فالرجل حلف مرتين "والذي بعثك بالحق ما أجد غيرها ، وضرب صفحة عنقه"، ثم قال "فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي" وعلى هذا تذم كثرة الحلف فيما لا داعي له، أو عبثا بدون فائدة.
    60- العَرَق يساوي (15) صاعا، والصاع أربعة أمداد، وعلى هذا فلكل مسكين (مد) لأن عدد المساكين (60)، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة:
    ما مقدار الإطعام الوارد في الكفارة؟
    فمن قال المقدار هو (مد) لكل مسكين يستدل بهذه الرواية، ومن قال بأن العبرة بمطلق الإطعام فيستدل بتعدد روايات العَرَق التي وردت، مما يدل على أن المراد إطعام المساكين بدون تحديد مقدار معين، والأمر سهل في ذلك بإذن الله.
    61- الحديث يدل على أن المجامع في نهار رمضان يقتصر على الثلاثة الخصال في الكفارة، ولا يجب عليه غيرها.
    62- في الحديث حرص المسلم على براءة ذمة إخوانه، وسعيه في تخليصها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالفتوى للرجل المجامع في نهار رمضان، وإنما سعى في تخليص ذمته مما علق فيها من حق لله، وقال: "خذ هذا وتصدّق به" ، وهكذا يكون المسلم مع إخوانه، وهذا مما يتعبد فيه المرء لربه.
    63- في الحديث على المفتي أن يذكر الحكم ويستفصل تأكيدًا، ولا يستدل بظاهر حال المستفتي، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل الرجل: هل تجد رقبة، هل تجد إطعام ستين مسكينا، مع أن الرجل ظاهره الفقر، فلم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم بظاهر الحال لوجود احتمال، وإنما سأله عن قدرته.
    64- دلّ الحديث على عظم ذنب المجامع في نهار رمضان، فقد رتبت عليه الشريعة كفارة مغلظة، فنعوذ بالله من الذنوب.
    65- دلّ الحديث على أن الكفارة تخرج الإنسان من الذنب، وهذا من رحمة الله بعباده.
    66- دلّ الحديث على أن الإنسان يملك صدقته، ويتصرف بها كيفما يشاء، فالرجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "خذ هذا وتصدق به" مع أنه في الأصل هو صدقة على الرجل.
    67- في الحديث جواز مساعدة الرجل في كفارته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطى الرجل عَرَقًا لأجل أن يكفر عن ذنبه.
    68- دلّ الحديث عل أن حدود المدينة النبوية ما بين الحرتين، لقوله "ما بين لابتيها –يريد الحرتين".
    69- في الحديث دلالة على أن الراوي يبين معنى الكلمات الغريبة ليفهما سامعها وقارئها، فقد قال الراوي:" لابتيها – يريد الحرتين" فهذا بيان لمعنى غريب.
    70- في الحديث جواز الادخار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: "أطعمه أهلك" ومعلوم أن العَرَق لا يمكن الفراغ منه إلا في عدة أيام.
    71- في الحديث جواز الهبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهب الرجل العرق من التمر.
    72- دل الحديث على أن الهبة تملك بالقبض من غير صيغة قولية.
    73- في الحديث دلالة على أن أهل الفضل والكرم يطمع بكرمهم، فعليهم أن يزدادوا ويتحلوا بمكارم الأخلاق.
    74- يجوز للإنسان أن يصرح بلفظ الفقر عن نفسه وأهل بيته ما دام كلامه صحيحا، ولهذا قال الرجل:"ما بيت لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي".
    75- في الحديث جواز الحلف بدون استحلاف، وأن النهي عن كثرة الحلف تنصرف إلى ما لا فائدة منه، فالرجل حلف " والذي بعثك بالحق " من غير أن يطلب النبي صلى الله عليه وسلم منه اليمين.
    76- في الحديث جواز الإلحاح إن كانت الحاجة داعية، فالرجل ألح على النبي صلى الله عليه وسلم في إعطائه الصدقة وذلك لفقره.
    78- في الحديث جواز إظهار المعصية لمن يرجو تخليصه منها، فالرجل أظهر معصيته وأمام الناس أيضا إلا أن ذلك في سبيل التخلص منها.
    79- وفي الحديث أيضا وجوب السؤال عما يفعله الإنسان مخالفا لأوامر الشريعة، فلا يجوز للإنسان أن يترك دينه من غير سؤال؛ إذ قد يترتب على فعله أمور لا يحسن تركها.
    80- اختلف أهل العلم في مسألة، وهي:
    إن لم يستطع المجامع الخصال الثلاث فهل تسقط الكفارة؟ أم تبقى دينا في رقبته؟
    على قولين، ومن يقول بأن الكفارة تسقط يستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر للرجل شيئا بعد أن ذكر الرجل أنه لا يستطيع.
    فهذه ثمانون فائدة من هذا الحديث العظيم، سائلا الله أن ينفعني به، وأن يشرح صدري للنور والهدى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:59

    بيانات الكتاب ..
    العنوان رمضانيات .. آداب ـ أحكام ـ أذكار ـ فوائد ـ توجيهات
    المؤلف عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي
    نبذة عن الكتاب

    تاريخ الإضافة 16-8-1428
    عدد القراء 33099
    رابط القراءة  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Msword << اضغط هنا >>
    رابط التحميل  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Zip << اضغط هنا >>
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ السبت 6 أغسطس - 23:59


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    فهذه نبذة مختصرة في أحكام ومسائل متعلقة بالصوم ، أسأل الله أن ينفع بها .

    1. وجوب صوم رمضان

    قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } .

    وعن طلحة بن عبيد الله أنَّ أعرابيّاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله عليَّ مِن الصلاة ؟ فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً ، فقال : أخبرني ما فرض الله عليَّ مِن الصيام ؟ فقال : شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فقال : فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام ، قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق - أو دخل الجنة إن صدق" - رواه البخاري ( 1792 ) ومسلم ( 11 ) .

    والشاهد من الحديث : قوله " ماذا فرض الله عليَّ مِن الصيام " .

    وهي محل اتفاق بين العلماء لا خلاف بينهم في وجوبه ، ومنهم مَن يرى كفر مَن لم يصمه مِن غير عذر .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالِمٌ بتحريمه استحلالاً له : وجب قتله ، وإن كان فاسقاً : عوقب عن فطره في رمضان . "مجموع الفتاوى" ( 25/265 )




    2. شروط وأركان الصيام

    أ. النية من الليل

    عن حفصة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " .

    رواه الترمذي ( 730 ) والنسائي ( 2331 ) وأبو داود ( 2454 ) وابن ماجه (1700 ) ، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم الدارقطني والخطابي .

    انظر " فتح الباري " ( 4 / 142 ) و " تحفة المحتاج " ( 2 / 80 ) .

    ب. الإمساك عن الطعام والشراب والجماع

    لقوله تعالى بعد أن أباح ما سبق { ثمَّ أَتِمُّوا الصيام إلى الليل } .

    ولقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل : " .......يترك طعامه وشرابه وشهوته مِن أجلي " .
    رواه البخاري ( 1795 ) ومسلم ( 1151 ) .





    3. من فضائل الصوم

    أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جُنَّة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، قال تعالى : يترك طعامه وشرابه وشهوته مِن أجلي الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها " . رواه البخاري ( 1795 ) ومسلم ( 1151 ) .

    ومعنى " جُنَّة " : وقاية وستر سواء من الآثام أو من النار .
    و " خُلوف فم الصائم " : تغير رائحة الفم .


    ب. عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل مِنه أحدٌ غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحدٌ " . رواه البخاري ( 1797 ) ومسلم ( 1151 ) .

    ج. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم مِن ذنبه ، ومَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم مِن ذنبه " .
    رواه البخاري ( 1802 ) ومسلم ( 760 ) .


    ومعنى " إيماناً " : أي : بفرضيته .
    و " احتساباً " : أي : محتسباً أجره على الله .





    4. ما يجوز أن يكون من الصائم

    أ. الأكل والشرب والجماع ليلاً

    لقول الله تعالى { أحلَّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ......وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } .

    ب. تأخير السحور إلى أول دخول وقت الفجر .

    للآية السابقة .

    ولقول سهل بن سعد رضي الله عنه : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    والمقصود : أنهم كانوا يؤخرون السحور ، ويعجلون بالصلاة . رواه البخاري ( 1820 ) .

    ج. الأكل والشرب ناسياً

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : "إذا نسي فأكل وشرب فليتمَّ صومَه فإنما أطعمه الله وسقاه" . رواه البخاري ( 1831 ) ومسلم ( 1155 ).

    ولا فرق بين صيام الفرض وصيام النفل في هذه المسألة بخلاف ما يظنُّه كثيرٌ مِن العامَّة.

    وننبِّه هنا إلى أنه من رأى مَن يأكل أو يشرب ناسياً فلا ينبغي له أن يتركه على حاله ، بل يجب عليه تذكيره بصيامه ، فهو وإن كان معذوراً بنسيانه ، فأنت لستَ معذوراً بتركك إنكار المنكر – لأنَّه قد يكون ناسياً وقد يكون متعمداً - ولو أراد الله له العذر في الطعام والشراب لم يسخرك لأن تراه .

    د. أن ينوي الصوم من النهار جاهلاً دخول الشهر

    عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء إن مَن أكل فليتمَّ - أو فليصم - ومن لم يأكل فلا يأكل" . رواه البخاري ( 1824) ومسلم (1135) .

    والشاهد من الحديث : أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر مَن لم ينو الصيام أن ينشأ نية الصوم من النهار ، وذلك في صيام عاشوراء ، وكان آنذاك واجباً صومه على المسلمين، ولم يُنقل أنه أمر من فعل ذلك بالقضاء.

    هـ . أن يدركه الفجر وهو جنُب

    للآية السابقة إذ فيها إباحة الجماع ليلاً إلى أن يظهر الفجر ، ولازم هذه الإباحة أن يدرك المجامعُ الفجرَ وهو على جنابة .

    وعن عائشة وأم سلمة " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنبٌ مِن أهله ثم يغتسل ويصوم " . رواه البخاري ( 1825 ) ومسلم ( 1109 ) .

    و. التقبيل والمباشرة لامرأته لمن يملك نفسه

    عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقبِّل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه". رواه البخاري ( 1826 ) ومسلم ( 1106 ) .

    ومعنى " يباشر " : يعني ما دون الجماع .
    و" أملككم لإربه " : أي شهوته .


    ز. الاغتسال

    وفيه حديث عائشة قبل السابق .

    ح. استعمال السواك

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لولا أن أشق على أمَّتي لأمرتُهم بالسواك مع كل صلاة " . رواه البخاري ( 847 ) ومسلم ( 252 ) .

    وقال البخاري : ولم يخصَّ الصائم مِن غيره .
    وتحديد وقت التسوك إلى الزوال مما لم يأت به دليل .


    ط. استعمال الكحل والقطرة للعين ، والقطرة والدواء للأذن ، والتحاميل ، وخلع الضرس ، وبلع الريق والنخامة

    قال شيخ الإسلام رحمه الله : وأما الكحل والحقنة وما يقطر في إحليله ومداواة المأمومة والجائفة فهذا مما تنازع فيه أهل العلم :..... والأظهر أنَّه لا يفطر بشيء من ذلك فان الصيام من دين المسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام فلو كانت هذه الأمور مما حرمها الله ورسوله في الصيام ويفسد الصوم بها لكان هذا مما يجب على الرسول بيانه ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة وبلغوه الأمة كما بلغوا سائر شرعه فلما لم ينقل أحدٌ مِن أهل العلم عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك لا حديثاً صحيحاً ولا ضعيفاً ولا مسنداً ولا مرسلاً عُلِم أنَّه لم يذكر شيئاً من ذلك ..أ.هـ " مجموع الفتاوى " ( 25/ 233، 234) .

    - المأمومة : الجرح في الرأس يبلغ أم الدماغ .

    الجائفة : الطعنة تبلغ الجوف .

    وقال الإمام البخاري ( 748 ) : وقال عطاء وقتادة : يبتلع ريقه .

    ي. الحجامة

    - عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم " . رواه البخاري ( 1836 ) .

    - وعن ثابت البناني قال : سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم تكرهون الحجامة للصائم ؟ قال : لا ، إلا مِن أجل الضعف - على عهد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم – " . رواه البخاري ( 1838 ) .

    = وأما حديث " أفطر الحاجم والمحجوم " فإن صحَّ : فهو منسوخ .

    قال الحافظ ابن حجر : قال ابن حزم صحَّ حديث " أفطر الحاجم والمحجوم " بلا ريب! لكن وجدنا مِن حديث أبي سعيد " أرخص النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم" وإسناده صحيح ، فوجب الأخذ به لأنَّ الرخصة إنما تكون بعد العزيمة فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجماً أو محجوماً . انتهى " فتح الباري " ( 4 / 178 ) .

    ك . السفر سواء عزم عليه من الليل أو أنشأه من النهار

    عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أأصوم في السفر ؟ - وكان كثير الصيام - فقال : " إن شئتَ فصم وإن شئتَ فأفطر ". رواه البخاري ( 1841 ) ومسلم ( 1121 ) .

    ل. إسباغ الوضوء ، ومنه المضمضة والاستنشاق – من غير مبالغة –

    عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الوضوء ، قال : " أسبغ الوضوء ، وخلِّل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما " .
    رواه الترمذي ( 788 ) والنسائي ( 87 ) وأبو داود ( 142 ) وابن ماجه ( 407 ) .
    والحديث : صححه الترمذي ، والبغوي ، وابن القطان . انظر " التلخيص الحبير " ( 1 / 81 ) .


    م . تذوق الطعام للحاجة

    عن ابن عباس رضي الله عنهما : لا بأس أن يذوق الخل والشيء ما لم يدخل حلقه.
    رواه ابن أبي شيبة ( 2 / 463 ) والبيهقي ( 4 / 261 ) .
    والأثر : حسَّنه الإمام الألباني في " إرواء الغليل " ( 4 / 86 ) .





    5. مبطلات الصوم

    أ. الأكل والشرب

    ويدل عليه ما سبق في ج من المباحات ، حيث رفع الحرج في الأكل والشرب عن الناسي فقط.

    وكذا ما دل عليه قوله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل } .

    ب. الجماع

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ! قال : " ما لك " ؟ قال : وقعتُ على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تجد رقبة تعتقها " ؟ قال : لا قال : " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين " ؟ قال : لا ، فقال : " فهل تجد إطعام ستين مسكينا " ؟ قال : لا ، قال : فمكث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيها تمر - والعَرَق : المكتل - قال : " أين السائل " ؟ فقال أنا قال : " خذها فتصدق به " فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ ! فوالله ما بين لابتيها - يريد : الحرتين - أهل بيت أفقر مِن أهل بيتي ! فضحك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : " أطعمه أهلك " . رواه البخاري ( 1834 ) ومسلم ( 1111 ) .

    = ويترتب على جماع الرجل و المرأة غير المكرهة أمور :

    1. الإثم . وذلك لمخالفة الأمر ، ويدل عليه قول الرجل " هلكت " وفي رواية " احترقت " .

    2. الكفارة . وهي المذكورة في الحديث السابق ، وهي على الترتيب :

    أ. عتق رقبة .
    ب. صيام شهرين متتابعين .
    ج . إطعام ستين مسكيناً .

    ولا يحل له الانتقال إلى التالي إلا بعد تعذر الأول .

    3. الإمساك بقية اليوم ، لأنه تعدى بجماعه فلا يزيد في تعدِّيه بإفطار بقية يومه .

    4. القضاء ، وعليه أن يقضي يوماً مكانه ، لما جاء في في بعض ألفاظ الحديث " واقض يوماً مكانه " . انظر " الإرواء " ( 4 / 91 ) .

    ج . القيء عمداً

    عن أبي هريرة أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقضِ " . رواه الترمذي ( 720 ) وأبو داود ( 2032 ) وابن ماجه ( 1676 ) .

    ومعنى " ذرعه " : خرج بلا اختيار منه .
    و " استقاء " : أخرج القيء متعمداً .


    د . الحقن الغذائية ، ووضع الدم في الجسم

    وهما في معنى الطعام والشراب ، وغاية الطعام والشراب : الدم ، فإذا وضع في جسمه دماً ، فقد وضع غاية الطعام والشراب .

    هـ . خروج دم الحيض والنفاس

    ولا فرق أن يكون خروج الدم في أول النهار بعد الفجر أو أن يكون في آخره ولو قبيل المغرب بلحظة .

    عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى - أو فطر - إلى المصلى فمرَّ على النِّساء فقال .... " أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم " ؟ قلن : بلى ، قال : " فذلك مِن نقصان دينها " . رواه البخاري ( 298 ) ومسلم ( 80 ) .




    6 . مستحبات الصيام

    أ. تعجيل الإفطار

    عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال النَّاس بخير ما عجَّلوا الفطر " .

    رواه البخاري ( 1856 ) ومسلم ( 1098 ) .

    - وعن أبي عطية قال : دخلتُ أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان مِن أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة ؟ قالت : أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال : قلنا : عبد الله - يعني : ابن مسعود - قالت : كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم ( 1099 ) .

    ب. البداءة بالرطب فإن لم يتيسر فتمر فإن لم يكن فعلى ماء

    عن أنس بن مالك قال : " كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفطر على رُطَبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رُطَبات فتَمْرات فإن لم يكن تمرات حسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ . رواه أبو داود ( 2356 ) .
    والحديث : حسَّنه شيخنا الألباني في " الإرواء " ( 4 / 45 ) .


    ج . الدعاء بعد الإفطار

    عن ابن عمر قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " ذَهَب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " . رواه أبو داود ( 2357 ) .
    والحديث : حسَّنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " ( 2 / 202 ) .


    د . تأخير السحور

    عن سهل بن سعد رضي الله عنه : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ( 1820 ) .




    7 . على من يجب صيام رمضان

    وسنذكر ما يتعلق بالأدلة عند الحديث بعدها على أهل الأعذار ، وهم على الضد مما هاهنا :

    1- المسلم .
    2- العاقل .
    3- البالغ .
    4- المقيم .
    5- القادر .
    6- الخالي من الموانع .




    8 . أهل الأعذار في الصيام

    1. المجنون

    عن علي رضي الله عنه قال : " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رُفِع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلى حتى يعقل " . رواه أبو داود ( 3823 ) .
    والحديث : صححه شيخنا الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 2 / 4 ) .


    2. غير البالغ

    للحديث السابق .

    ويعرف البلوغ بعلامات ، منها :

    1. نزول المني ، ويدل عليه قوله في بعض روايات الحديث السابق " وعن الصبي حتى يحتلم " .

    2. إنبات شعر العانة حول الفرج ، ويدل عليه : عن عطية القرظي قال : عُرضنا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان مَن أنبت قُتل ومَن لم ينبت خُلِّي سبيلُه فكنتُ ممن لم ينبت فخلِّي سبيلي " .
    رواه الترمذي ( 1584 ) والنسائي ( 3430 ) وأبو داود ( 3826 ) وابن ماجه ( 2542 ) .
    والحديث : صححه الترمذي وابن حبان والحاكم ، ووافقه الحافظ ابن حجر ، انظر " التلخيص الحبير " ( 3 / 42 ) .


    3. الحيض للنساء

    وهو مجمعٌ عليه ، لا أعلم فيه خلافاً .
    فإن حاضت قبيل الفجر بلحظة حرُم عليها الصوم ووجب عليها قضاؤه ، وإن حاضت قبيل المغرب بلحظة فكذلك .
    فإن طهُرت قبيل الفجر بلحظة وجبَ عليها الصوم ، حتى لو لم تغتسل – كما سبق في الجنب يدخل عليه الفجر - .


    4. السفر

    والصحيح مِن أقوال أهل العلم : أنه لا حدَّ للسفر من حيث المسافة ، وأنه يظل المسافر متمتعاً بالرخص إلى أن يقيم إقامة مطلقة ، أو يرجع إلى بلده .

    قال ابن القيم رحمه الله : ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحدٍّ ولا علمنا عنه في ذلك شيء . أ.هـ " زاد المعاد "(2 / 55) ، وهو قول ابن قدامة وابن تيمية .

    قال الله تعالى { فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدَّة من أيام أُخر } .

    عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : " أأصوم في السفر " ؟ - وكان كثير الصيام - فقال : " إن شئتَ فصم وإن شئتَ فأفطر ". رواه البخاري ( 1841 ) ومسلم ( 1121 ) .

    5. المرض

    للآية السابقة .

    وليس المرض المراد في الآية المرض الذي لا يشق على صاحبه الصوم معه ، ولا يضره ، فإن هذا من أهل الوجوب .

    وإنما المراد به المرض الذي يشق على صاحبه الصوم معه ، ويضره ، فيؤخِّر برأَه أو يزيد في مرضه ، فمثل هذا يحرم عليه الصيام ويجب عليه الفطر .

    ومثله المرض الذي يجوز لصاحبه التخلف عن الصلاة في المسجد أو عن الجهاد ، وليس هو وجع الأصبع أو أذى الضرس وما شابههما فإن مثل هذه الأعذار لا يكاد يخلو منها أحد وهي ليست معوقة عن الصيام .

    فإن شق عليه الصيام بسبب المرض ولم يضره : كره له الصيام ولم يحرم .

    6. الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة

    عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ " وعلى الذين يطوقونه فلا يطيقونه " { فدية طعام مسكين } قال ابن عباس : ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يومٍ مسكيناً . رواه البخاري ( 4235 ) .

    7. الحامل والمرضع

    عن أنس بن مالك - رجل من بني عبد الله بن كعب - قال : أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يتغدى فقال : " ادن فكل " ، فقلت : إني صائم ، فقال : " ادن أحدثك عن الصوم - أو الصيام - إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحامل أو المرضع الصوم - أو الصيام - " .
    رواه الترمذي ( 715 ) والنسائي ( 2274 ) وأبو داود ( 2408 ) وابن ماجه ( 1667 ) .
    قال أبو عيسى – الترمذي - : حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن .


    والأصح من أقوال أهل العلم : أنَّ على الحامل والمرضع القضاء سواء خافتا على نفسيهما أو على ولديهما أو على كليهما معاً .

    8 . الحائض والنفساء

    عن معاذة قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت : أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية ولكني أسأل ، قالت : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة . رواه البخاري ( 315 ) ومسلم ( 335 ) .

    و " حرورية " : نسبة إلى حروراء بالعراق نسب إليها طائفة من الخوارج والتي ترى وجوب قضاء الصلاة مع الصوم بالنسبة للحائض والنفساء .

    = تنبيه

    - وعلى المسافر والمريض والحائض والنفساء والحامل والمرضع : القضاء فقط .

    - وعلى الرجل الكبير والمرأة الكبيرة والمريض مرضاً مزمناً : الفدية وهي طعام مسكين، وهي وجبة عن كل يوم ، ولا يجزئ إخراجها مالاً .




    9. قضاء رمضان

    وهذه مسائل تكثر الحاجة إليها فيما يتعلق بالقضاء :

    أ. وقت قضاء الصوم

    يستمر قضاء الفائت مِن رمضان بعذرٍ إلى رمضان الذي بعده ، ومن دخل عليه رمضان الآخر ولم يصم ما عليه بغير عذر : أثم ، ولم يسقط عنه القضاء ، وأوجب بعض أهل العلم عليه : الكفارة وهي طعام مسكين عن كل يوم .

    عن أبي سلمة قال : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : " كان يكون عليَّ الصوم مِن رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان" . رواه البخاري ( 1849 ) ومسلم ( 1146 ) .

    ب. من مات وعليه صوم قضاء أو أي صوم واجب

    - فلوليه أن يبرئ ذمة الميت بأداء الصوم عنه برّاً به ، من غير إلزام .

    - وإذا كانت ذمة الميت مشغولة بالإطعام أطعم عنه وليُّه .

    - وفي صوم غير الولي خلاف قوي ؛ الأظهر جوازه من غير الولي لتشبيه النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك بقضاء الدين ، وهو ما لا يختص به الولي أو القريب ، وهو ما رجحه الإمام البخاري وأبو الطيب الطبري من الشافعية وغيرهما .

    - وذِكر الولي في الحديث للغالب ، والله أعلم .

    عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن مات وعليه صيام صام عنه وليُّه " . رواه البخاري ( 1851 ) ومسلم ( 1147 ) .

    ج. لا يشترط التتابع في صيام القضاء

    للإطلاق في الآية بقوله تعالى { فعدَّةٌ مِن أيام أخر } .

    قال ابن عباس رضي الله عنه : لا بأس أن يفرِّق .
    رواه البخاري ( بعد 1848 ) معلِّقاً ، ووصله الدارقطني ( 2 / 192 ) .





    10. أحاديث ضعيفة وموضوعة مشتهرة في رمضان

    أ. لا تقولوا رمضان ، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، ولكن قولوا : شهر رمضان .
    " ترتيب الموضوعات " للذهبي (570 ) ، " الفوائد المجموعة " للشوكاني ( 251 ) .


    ب. شهر رمضان معلَّق بين السماء والأرض ، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر .
    " العلل المتناهية " لابن الجوزي ( 824 ) ، " الضعيفة " للألباني ( 43 ) .


    ج. مَن صلَّى في آخر جمعة من رمضان ، الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة ، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنَتِه . " الفوائد المجموعة " ( 157 ) .

    د. من أفطر يوماً مِن رمضان مِن غير رخصةٍ ولا عذرٍ ، كان عليه أن يصوم ثلاثين يوما ، ومن أفطر يومين كان عليه ستون ، ومن أفطر ثلاثا كان عليه تسعون يوما ً.
    " الفوائد المجموعة " ( 276 ) ، " الموضوعات " لابن الجوزي ( 2 / 197 ) .


    هـ. صوموا تصحوا .
    " تخريج الإحياء " للعراقي ( 3 / 75 ) ، " الضعيفة " ( 253 ) .


    و. أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله إن هاهنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجيء بقدح أو عس فقال لإحداهما قيئي فقاءت قيحاً أو دماً وصديداً ولحماً حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيحٍ ودمٍ وصديدٍ ولحمٍ عبيطٍ وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس . " الضعيفة " ( 519 ) .

    ز. عن سلمان قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال ثم أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره أن ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة .
    " العلل " لابن أبي حاتم ( 1 / 249 ) ، " الضعيفة " ( 871 ) .


    一一. ليتَّقِه الصائم – يعني : الكحل - .
    " مجموع الفتاوى " ابن تيمية ( 25 / 234 ) ، " الضعيفة " ( 1014 ) .





    11. المفطرات في مجال التداوي

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه .
    قرار رقم : 99/ 1/ د 10 بشأن " المفطرات في مجال التداوي "
    إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية ، خلال الفترة من23 إلى 28 صفر 1418 هـ (الموافق 28 يونيو -3 يوليو 1997 م).
    بعد اطلاعه على البحوث المقدمة في موضوع المفطرات في مجال التداوي ، والدراسات والبحوث والتوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ، بالتعاون مع المجمع وجهات أخرى ، في الدار البيضاء بالمملكة المغربية ، في الفترة من 9 إلى 12 صفر 1418هـ(الموافق 14 - 17 يونيو 1997 م) ، واستماعه للمناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة الفقهاء والأطباء ، والنظر في الأدلة من الكتاب والسنة ، وفي كلام الفقهاء .
    قرر ما يلي :
    أولاً : الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات :
    1. قطرة العين ، أو قطرة الأذن ، أو غسول الأذن ، أو قطرة الأنف ، أو بخاخ الأنف ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    2. الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    3. ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس) ، أو غسول ، أو منظار مهبلي ، أو إصبع للفحص الطبي .
    4. إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم .
    5. ما يدخل الإحليل - أي مجرى البول الظاهر للذكر والأنثى - من قثرة (أنبوب دقيق) أو منظار ، أو مادة ظليلة على الأشعة ، أو دواء ، أو محلول لغسل المثانة .
    6. حفر السن ، أو قلع الضرس ، أو تنظيف الأسنان ، أو السواك وفرشاة الأسنان ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    7. المضمضة ، والغرغرة ، وبخاخ العلاج الموضعي للفم ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    8. الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية ، باستثناء السوائل و الحقن المغذية .
    9. غاز الأوكسجين .
    10. غازات التخدير ( البنج ) ما لم يعط المريض سوائل (محاليل) مغذية.
    11. ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد؛ كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية .
    12. إدخال قثطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء .
    13. إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها .
    14. أخذ عينات (خزعات) من الكبد أو غيره من الأعضاء ، ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل .
    15. منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل (محاليل) أو مواد أخرى .
    16. دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي .
    17. القيء غير المتعمد ، بخلاف المتعمد ( الاستقاءة ) .
    ثانياً : ينبغي على الطبيب المسلم نصح المريض بتأجيل ما لا يضر تأجيله إلى ما بعد الإفطار من صور المعالجات المذكورة فيما سبق .
    والله أعلم
    انتهى
    ويضاف إليه :
    18.
    بخاخ الربو ، وقد أفتى علماء اللجنة الدائمة والشيخان ابن باز والعثيمين بأنه لا يفطر .
    19. ما يدخل الشرج من حقنة شرجية أو تحاميل ، وهو ما أفتى به الشيخ العثيمين –رحمه الله- .






    12. فوائد متفرقة

    1. لم يشرع الصوم للجوع والعطش، ولم يكن الصوم عند السلف مناسبة لتنويع الطعام، والتنقل بين أصناف الشراب، بل كان مناسبة لزيادة الإيمان، وفرصة للقرب من الرحمن، تحصيلاً للتقوى، وتكميلاً للنفع.
    قال ابن القيم رحمه الله: وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذي من قبلكم لعلكم تتقون} . " زاد المعاد " ( 2 / 29 ) .

    2. قال ابن القيم:
    وكان فرضه – أي: صوم رمضان - في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات وفرض أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينا. أ.هـ " زاد المعاد " ( 2 / 30 ) .

    3. وقال:
    وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
    وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور. أ.هـ " زاد المعاد " ( 2 / 32 ) .

    4. وقال:
    وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد كما صام بشهادة ابن عمر وصام مرة بشهادة أعرابي واعتمد على خبرهما ولم يكلفهما لفظ الشهادة فإن كان ذلك إخباراً فقد اكتفى في رمضان بخبر الواحد وإن كان شهادة فلم يكلف الشاهد لفظ الشهادة فإن لم تكن رؤية ولا شهادة أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً.أ.هـ " زاد المعاد " ( 2 / 38 ، 39 ) .

    5. لا يجوز التفريط بصلاة المغرب جماعة، فقد همَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت من يصلي في بيته، ومن وضع الطعام بنفسه فليس بمعذور، إنما العذر حيث وضع الطعام دون اختيارك وقصدك.

    6. ونوصي المسلمين بقيام رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ( 37 ) ومسلم ( 759 ) .
    وهذه الصلاة ينبغي أن تكون على هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قدر المستطاع، فقد وصفت عائشة رضي الله عنها صلاته فقالت " فلا تسأل عن طولهن وحسنهنَّ " رواه البخاري ( 1096 ) ومسلم ( 738 ) .
    وكثير من الناس – هداهم الله – يبحثون عن الإمام الذي ينقر صلاته نقراً، فلا يقيم أركانها، ولا يعطيها حقَّها ومستحقَّها، ويظن الواحد منهم أنها همٌّ يريد إزاحتها عن نفسه، وإلقاءَها عن ظهره، ولا يدري المسكين أنها نافلة، والأصل في النوافل الإطالة، ثم تجد كثيراً من هؤلاء قد فرَّطوا في الفرائض، فلا تجدهم في صلاة الفجر، ولا في المغرب من باب أولى وأحرى، وإذا أطال إمامهم الصلاة قاموا عليه شرَّ قومة، فالله المستعان.

    7. وإن تيسر لك أخي المسلم عمرة في رمضان، فلا تفوِّت هذه الفرصة، فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم " عمرة في رمضان تعدل حجة ". رواه البخاري ( 1690 ) ومسلم – واللفظ له – ( 1256 ) .

    8. وإياك أن تكون من عبَّاد رمضان، فتصلي وتصوم وتقرأ القرآن فيه، ثم تقول في آخر يوم منه " هذا فِراقٌ بيني وبينكم " !! فأنت من المسلمين العبيد لله تعالى، وإنَّ ربَّ رمضان غيرُ غافلٍ عنك وهو لك بالمرصاد، فاتقِّ الله في نفسك ولا تقودها إلى الهاوية، واحرص أن تكون بعد رمضان كما أنت فيه، ولا تقطع صلاةً ولا صياماً ولا قراءةً للقرآن، فالموتُ قريبٌ، والأجل المحتوم لا بدَّ آتٍ.

    9. وصدقة الفطر تُخرج صاعاً من أرز أو تمر – والصاع يعادل 2,5 كيلو – لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ". رواه البخاري ( 1432 ) ومسلم ( 984 ) .
    وهو قول جمهور العلماء ومنهم الشافعي ومالك وأحمد، ومن خالف ذلك فلا النص اتبع، ولا هؤلاء الأئمة قلَّد.

    10. فليتق الله تعالى أولئك الذين يقضون نهارهم في النوم، وليلهم أمام (التلفزيون)، ينظرون إلى المحرمات، ويستبيحون سماع الأغنيات، وهم عن الذكر غافلون، وفي اللغو غارقون، اصطادهم الشيطان، فأنساهم ذكر الرحمن.

    11. يثبت الشهر برؤية الهلال، ولا فرق أن نراه بأعيننا أو نظاراتنا أو مناظيرنا، وأما الحساب فلا اعتبار به لدخول الشهر.
    قال الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه يقولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين". رواه البخاري ( 1810 ) ومسلم ( 1081 ) .
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين". رواه البخاري ( 1814 ) ومسلم ( 1080 ) .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله: قوله "إنا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب": هو خبر تضمن نهيا فإنه أخبر أن الأمة التي اتبعته هي الأمة الوسط أمية لا تكتب ولا تحسب فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين الذين هم هذه الأمة فيكون قد فعل ما ليس من دينها والخروج عنها محرم منهي عنه فيكون الكتاب والحساب المذكوران محرمين منهيا عنهما وهذا كقوله "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أي هذه صفة المسلم فمن خرج عنها خرج عن الإسلام ومن خرج عن بعضها خرج عن الإسلام في ذلك البعض... أ.هـ " مجموع الفتاوى " ( 25 / 164، 165 ) .

    12. إذا كان النهار فأفاق المجنون، أو طهرت الحائض، أو أقام المسافر، أو برئ المريض، أو بلغ الصبيُّ، أو أسلم الكافر: لم يلزم الصومُ واحداً مِن أولئك ؛ لأنهم لم يكونوا من أهل الوجوب في أول النهار، ومَن أمسك – ممن يجب عليه القضاء – لم ينفعه، ووجب القضاء بعد زوال العذر بعد رمضان.

    13. من البدع المنتشرة: إمساك بعض الناس قبل الفجر بوقت على الأذان الأول الذي يسمُّونه " أذان الإمساك "، ولا أصل لذلك في الشرع، بل يحل الطعام والشراب والجماع إلى أن يتحقق طلوع الفجر، كما سبق بيانه فيما يباح للصائم.
    ص. والصحيح مِن أقوال أهل العلم: أنَّه من أكل أو شرب أو جامع ظانّاً عدم طلوع الفجر، أو ظانّاً غروب الشمس: أنه لا شيء عليه، ويؤيد الأول حديث عديٍّ رضي الله عنه، ويؤيد الثاني حديث أسماء رضي الله عنها.
    أما الأول: فعن عَدِيٍّ قال: أخذ عديٌّ عقالاً أبيض وعقالاً أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا ! فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت وسادي عقالين قال إن وسادك إذاً لعريض ! أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك ". رواه البخاري ( 4239 ) ومسلم ( 1090 ) .
    وأما الثاني: فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس ". رواه البخاري ( 1858 ) .
    قال الحافظ ابن حجر: وأما حديث أسماء فلا يحفظ فيه إثبات القضاء ولا نفيه..... وجاء ترك القضاء عن مجاهد والحسن وبه قال إسحق وأحمد في روايته، واختاره ابن خزيمة، فقال: قول هشام " لا بدَّ من القضاء " لم يسنده، ولم يتبين عندي أن عليهم قضاء..أ.هـ " فتح الباري " ( 4 / 250 ، 251 ) .

    14. وصيام ستٍّ من شوال بعد رمضان: يعدل صوم العام كله، ومن ابتدأ بصيام هذه الست قبل الانتهاء مما عليه من رمضان: لم يكسب ذلك الأجر ؛ لأنَّ الأجر لمن أتمَّ صيام الشهر – في وقته أو قضاءً – ثم أعقبه بتلك الست.

    15. وليس العيد لمن لبس الجديد، بل العيد لمن خاف يوم الوعيد.

    والله أعلم، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم


    وكتبه :
    أبو طارق، إحسان بن محمد بن عايش العتيـبي
    الأردن / إربد / بيت راس
    في: 24 / شعبان / 1420 هـ، 2 / 12 / 1999 م
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ الأحد 7 أغسطس - 0:00


    [center]رمضان .. فضائل وأحكام

    تعريف الصوم :
    لغة: الإمساك.
    اصطلاحاً: قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شيء مخصوص بشرائط مخصوصة .
    وقال العلامة العثيمين : هو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر وإلى غروب الشمس .

    النية : هي عزم القلب على فعل الشئ ، والنية محلها القلب ، ولا يجوز التلفظ بها لأن التلفظ بها بدعة ، ويجوز أن تكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة ، ولابد للصوم الواجب من نية قبل الفجر ، وقد ذكر ابن تيمية : كل من علم أن غداً رمضان وأراد صيامه فهذه نية وهذا فعل عامة المسلمين .
    وأما صوم النفل يجوز لك أن تنوي قبل الزوال (أي قبل أذان الظهر بربع ساعة تقريبا ً) ما لم تأكل لفعل النبي (صلى الله عليه وسلم)
    وأما النفل المعين كعاشوراء وعرفة ، فاشترط بعض أهل العلم النية من الليل .

    حكم تارك الصيام :
    من ترك الصوم بغير عذر فإنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه أخل بركن من أركان الإسلام وواجب من واجباته العظام، وفرق بين من ترك الصيام وترك الصلاة؛ لأن ترك الصلاة هذا كفر مخرج من الملة؛ أما تارك الصيام، فالصواب في ذلك أنه لا يكفر، لكن كما أسلفنا أنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛ والزكاة آكد من الصيام ؛ ويدل على عدم كفر تارك الزكاة، لما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تارك الزكاة : ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) ولو كان كافراً لم ير سبيله إلى الجنة.
    فضيلة الشيخ .أ.د : خالد بن علي المشيقح .

    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ، ويظنّون به الزندقة والانحلال . وقال شيخ الإسلام رحمه الله : إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله ، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان .

    وصيامه : فضائل شهر رمضان
    إن لشهر رمضان وصيامه فضائل جمة جمعتها لك باختصار :
    1- أنه تصفد فيه الشياطين ، وهم مردة الجن .
    2- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
    3- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
    4- وأن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
    5- فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر
    6- يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان .
    7- يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
    8- والصدقة في رمضان من أفضل الصدقات .
    9- والعمرة في رمضان تعدل حجة .
    10- وإن الصوم أختصه الله لنفسه وهو الذي يجازي به .
    11- وأن من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
    12- وأن في الجنة باباً يقال له الريان لايدخله إلا الصائمون ، إذا دخلوه أغلق لايدخله أحداً غيرهم .
    13- وأن الصوم لا عِدل له ، وثوابه عظيم جداً وأجره غير معلوم .
    14- وأن للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .
    15- وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة .
    16- وإن الصوم جنة ووقاية من النار .
    17- وأن من صام يوماً أبتغاء وجه الله دخل الجنة .
    18- وأن من صام يوما ً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ، وفي رواية مسيرة مائة عام . فما بالك بصيام يوم من أيام رمضان .
    19- أن الأجور في هذا الشهر الفضيل مضاعفة ، وأن صلاة السنة فيه كالفريضة ، فما بالك بالفريضة نفسها .
    20- وأن هناك ثلاث دعوات مستجابة (دعوة الصائم والمظلوم والمسافر) فهنيئاً للصائمين .
    21- وأن الصوم وشهر رمضان وسيلة للتقوى والقرب من الله عز وجل .
    22- وأن الصوم موجب للرحمة والعطف على الفقراء والمساكين ، أنه إذا جاع بطنه ذكرهم .
    23- وأن الصوم يطفئ نار الشهوة ويقهر الطبع ، ويجنب صاحبه عن المعاصي ويهذب النفس عن الهوى .
    24- وأن الناس تشعر كأنها أمة واحدة ، تجتمع على مائدة الإفطار غنيهم وفقيرهم .
    25- وأن صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر . (رواه أحمد 5/280) وصحيح الترغيب(1/421)

    آداب الصيام :
    1- على المسلم الإكثار من قراءة القرآن والأذكار اليومية في هذا الشهر الفضيل ، والاستكثار من أنواع الخير والعمل الصالح ، لأن الأجور متضاعفة .
    2- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال، فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول، ويحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات، ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام، ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم.
    3- ومن الآداب المستحبة أيضاً ، تعجيل الفطور وتأخير السحور ، والعلة في ذلك مخالفة اليهود ، أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً بلفظ: (لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِراً ما عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأن الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ) .
    4- يجب أن نعلم أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب فقط ، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل أيضا َ ، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم ، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة .

    مفسدات (مبطلات) الصوم :
    * المفطّرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة :
    1- أن يكون عالماً غير جاهل . 2- ذاكراً غير ناس . 3- مختاراً غير مضطر ولامُكْرَه ، والمفطرات هي :
    1- الردة (كأن يكفر الإنسان أو يترك الصلاة متعمداً أو يسب الدين وغيره) .
    2- الحيض والنفاس .
    3- الأكل والشرب متعمداً .
    4- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب، مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، فأما غير المغذية فلا تفطر .
    5- القيء عمداً .
    6- الجماع : وهو الإيلاج في فرج أصلي سواءٌ دبرا كان أو قبلا، إمرأة كانت أو رجلا أو بهيمة ، وعليهما الكفارة .
    7- إنزال المني متعمدا ً .
    8- قطع النية (كأن ينوي الفطر) .
    9- الجنون .
    10- الموت .

    أخطاء ومخالفات من بعض الصائمين :
    1- من الناس من يهتم بأحكام الصيام من حلال وحرام وينسى أن له آداب يجب العمل به (كعدم السب والغيبة والغش)
    2- الغفلة عن الدعاء قبيل الإفطار ، والانشغال عن متابعة الأذان بالكلام ، بل يجب عليه أن يقول مثل ما يقول المؤذن .
    3- قول بعضهم عند الإفطار : (اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أفْطَرْت) هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود(2359) (ضعيف الجامع4349) ،
    والصحيح قول : (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الاْجْرُ إنْ شَاءَ الله) رواه أبو داود(2358) صححه الألباني في صحيحه (2066)
    4- الاهتمام الزائد في إعداد الفطور ، كأن يزيد عن الحاجة .
    5- ومن الناس من يفطر بعد الانتهاء من الأذان ، فهذا خطأ ، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
    6- ومن الخطأ الإفطار على سيجارة بعد سماع الأذان .
    7- ومن الخطأ الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوته صلاة المغرب جماعة في المسجد ، والسنة أن تفطر على تمرات وماء ثم تصلي ، وبعد الصلاة تكمل بقية إفطارك .
    8- إضاعة الوقت ، إما في مشاهدة القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات وفوازير أو قراءة المجلات الهابطة أو سماع الأغاني أو التجمع في الشوارع وغيرها ، والله تبارك وتعالى سيسأل كل إنسان عن وقته فيما أفناه .
    9- ومن الخطأ الإسراف في أكل السحور فيملأ الصائم بطنه بالطعام ، بل يجب عليه أن يأكل بمقدار ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور .
    10- بعض الناس يصلي وتران في اليوم والليلة ، فإنه يوتر مع إمامه في صلاة التراويح ، ويوتر آخر الليل اجتهاداً منه وهذا خطأ .
    11- كثرة الخروج إلى الأسواق في ليالي رمضان خاصة النساء ، وهذا خطأ لا سيما إذا لم يكن لهذا الخروج ضرورة ملحة .
    12- هجر القرآن في رمضان ، يمر عند البعض الشهر كله أو بعضه ولم يتل فيه آية من آيات الله ، وهذا خطأ كبير وغفلة شديدة.
    13- العجلة في قراءة القرآن ، فلا يرتل بل يهذه كهذ الشعر ، فينبغي التأني وعدم الاستعجال والتأثر بما فيه .
    14- منع بعض الآباء أبنائهم من الصيام ، بل يجب عليه أن يحثهم ويشجعهم على الصيام .
    15- إصرار بعض المرضى على الصيام مع المشقة وهذا خطأ ، فإن الله رخص للمريض أن يفطر ويقضي فيما بعد .
    16- إخراج زكاة الفطر إلى الكفار ، وهذا خطأ يقع به كثير من الناس خاصة من لديهم سائق أو خادمة فيدفعون لهم وهذا لا يجوز .
    17- من الناس من يصوم ولا يصلي ، فهذا صومه باطل ، وانه كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، فعليه التوبة إلى الله ويشرع في الصلاة وليس عليه قضاء الصوم ولا الصلاة الفائتة لأنه كان كافراً وأصبح الآن مسلماً .
    18- من الخطأ تقديم صيام الست من شوال على قضاء صيام رمضان ، فليبادر المسلم على صيام الفرض الواجب عليه أولا
    كالقضاء على صيام السنة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ. كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم
    19- بعض النساء يخرجن إلى الأسواق متبرجات متعطرات ، وهذا خطأ عظيم .
    20- بعض النساء يصلين التراويح في المسجد ولا يلتزمن بالوقوف في الصف ، وربما صلت بنفسها خلف الصف ، فهذا خطأ ، وعلى هذا فإذا صلت خلف الصف وكان هناك مكان متسع لها أمامها بطلت الصلاة ، والصف الأول خير لها من الثاني .

    الأيام المنهي عن صيامها :
    1- النهي عن صيام يومي العيدين : وهو اليوم الأول من أيام عيد الفطر والأضحى ، سواء أكان الصوم فرضاً أم تطوعاً .
    2- النهي عن صوم أيام التشريق : وهي الأيام الثلاثة التي تلي عيد النحر (الأضحى) ، وأجاز أصحاب الشافعي صيام أيام التشريق فيما له سبب ، من نذر أو كفارة أو قضاء ، أما ما لا سبب له فلا يجوز .
    3- النهي عن صيام يوم الجمعة منفرداً : ذهب الجمهور إلى أن النهي للكراهة لا للتحريم إلا إذا صام يوماً قبله أو يوماً بعده أو وافق عادة له ، أو كان يوم عرفة أو عاشوراء ، فإنه حينئذ لا يكره صيامه .
    4- النهي عن إفراد يوم السبت بصيام : لابد من صيام يوم قبله أو بعده ، أي بربط يوم معه ، وذلك مخالفة للمشركين .
    5- النهي عن صوم يوم الشك : وهو اليوم الذي قبل رمضان بيوم ، لا يعرف غداً رمضان أم لا .
    6- النهي عن صوم الدهر: يحرم صيام السنة كلها ، بما فيها الأيام التي نهى الشارع عن صيامها .
    7- النهي عن صيام المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه : أي لا تصوم المرأة إلا بإذن زوجها (فقط في صيام النفل) .
    8- النهي عن وصال الصوم : وهو وصل الصوم متابعة بعضه بعضاً (اليوم الأول باليوم الثاني والثالث) دون فطر أو سحور .

    30 نصيحة في شهر رمضان المبارك :
    1- التوبة من الذنوب .
    2- حفظ السمع والبصر واللسان عن المحرمات .
    3- المحافظة على السنن والنوافل .
    4- المحافظة على صلاة الجماعة للفروض الخمسة في المسجد .
    5- الحرص على شهود الأذان، وتكبيرة الإحرام مع الإمام ،والوقوف في الصفوف الأولى .
    6- المحافظة على صلاة التراويح .
    7- المحافظة على قيام الليل .
    8- قراءة جزء من القرآن - يومياً .
    9- حفظ بعض آيات القرآن يوميا ً .
    10- حفظ حديث شريف أو أكثر يومياً .
    11- صلة الرحم ومشاركة المسلمين أحوالهم .
    12- إفطار صائم كل يوم .
    13- ذكر الله وتسبيحه في كل وقت ، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء .
    14- تقديم صدقة لمسكين أو فقير أو محتاج كل يوم .
    15- المحافظة على صلاة الضحى .
    16- صلاة ركعتين بعد كل وضوء .
    17- حضور دروس العلم .
    18- تعلم باب في الفقه كل يوم .
    19- قراءة مختصر في السيرة النبوية والعقيدة .
    20- محاولة إصلاح ذات البين .
    21- الدعاء عند الإفطار .
    22- الكرم والبذل والسخاء ومساعدة الآخرين .
    23- الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    24- نصرة المسلمين المجاهدين في كل مكان . -
    25- تعجيل الفطور وتأخير السحور .
    26- بر الوالدين والأقربين والدعاء لهما ، الأحياء منهم والأموات .
    27- اعتكاف العشر الأواخر من الشهر ، واغتنام لياليها والاجتهاد فيها بالعبادة .
    28- أداء العمرة ، فعمرة في رمضان تعدل حجة .
    29- المحافظة على أداء صلاة العيد .
    30- صيام الأيام الستة من شوال .

    أقسام الصيام : فرض وتطوع :
    صيام الفرض : 1- صوم رمضان. 2- صوم الكفارات . 3- صوم النذر

    صيام التطوع :
    1- صيام ستة أيام من شوال .
    2 – صوم عشر ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج .
    3- صيام المحرم ، وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها ويوما بعدها.
    4 - صيام أكثر شعبان .
    5- صوم الأشهر الحرم.
    6- صوم يومي الأثنين والخميس .
    7- صيام ثلاثة أيام من كل شهر (أيام البيض) .
    8- صيام يوم وفطر يوم (صيام نبينا داوود عليه السلام) .

    سؤال وجواب :

    س1 : بم يثبت دخول شهر رمضان ؟
    ج1 : يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين : 1- إكمال شعبان 30 يوماً . 2- رؤية هلال رمضان .

    س2 : رؤية الهلال .. هل تلزم كل الدول أن تتبع الدولة التي رأت الهلال ، أم كل دولة لها رؤيتها ؟
    ج2 : مسألة الهلال مختلف فيها بين أهل العلم ، فمنهم من يرى أنه إذا ثبت رؤية هلال رمضان في مكان على وجه شرعي فإنه يلزم جميع المسلمين الصوم ، وإذا ثبت رؤية هلال شوال لزم جميع المسلمين الفطر .
    وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد .. وعلى هذا فإن رؤي في المملكة العربية السعودية مثلا وجب على جميع المسلمين في الأقطار أن يعملوا بهذه الرؤية صوماً في رمضان وفطراً في شوال ، واستدلوا بذلك قوله تعالى : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) (البقرة: 184) وعموم قوله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا. وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا) (متفق عليه) ومن العلماء من يقول أنه لا يجب الصوم من هلال رمضان ولا الفطر في شوال إلا لمن رأى الهلال أو كان موافقاً لمن رآه في مطالع الهلال ، لأن مطالع الهلال تختلف باتفاق أهل المعرفة .. فإذا اختلفت وجب أن يحكم لكل بلد برؤيته ، والبلاد التي توافق في مطالع الهلال فهي تبعاً له وإلا فلا .
    وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله ، واستدل بهذا قوله تعالى : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) (البقرة: 184) وبقوله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا. وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا) (متفق عليه) أي بنفس الدليل الذي استدل به من يرى عموم وجوب حكم الهلال لكن وجه الاستدلال عند ابن تيمية في هذه الآية وهذا الحديث مختلف ، إذ أن الحكم قد علق بالشاهد والرائي وهذا يقتضي أن من يشهد ومن لم يَرَ لا يلزمه الحكم .. وعليه إذا اختلفت المطالع لا تثبت أحكام الهلال بالتعميم . وهذا لاشك وجه قوي في الاستدلال ويؤيده النظر والقياس . (ابن عثيمين - فتاوى إسلامية ج2 ص113)

    س3 : كيف تكون النية ؟ وهل تكفيه النية الواحدة لشهر رمضان بأكمله ، أم لابد لكل ليلة من نية ؟
    ج3 : النية أمر سهل إلا على الموسوسين ، فكل من علم أن غداً رمضان ويريد صومه فهذه هي النية ، ومن تسحر للصيام فهذه نية أيضاً ، وهذا فعل أمر عامة المسلمين .
    وصائم رمضان لا يحتاج إلى كل ليلة لنية بل تكفيه نية الصيام عند دخول الشهر ، إلا إذا قطع صيامه مثل المسافر الذي افطر والمرأة التي جاءها الحيض أو المريض الذي أفطر ، وإذا انتهى العذر جدد النية بالصيام وصام .

    س4 : رجل انتظر فترة من الليل فلم يعلن دخول الشهر فقال في نفسه : إن كان غداً رمضان فأنا صائم (أي نوى نية معلقة مشروطة) ثم نام وقام بعد الفجر، فهل تجزئه هذه النية وتكون كافية للصيام ؟
    ج4 : أفتى بعض أهل العلم ومنهم ابن تيمية بجواز هذه النية المشروطة ، لأن الإنسان قد ينام ولا يمكنه سماع خبر دخول رمضان ، فينام وينوي إن كان رمضان صام ، فهذا جائز إن شاء الله .

    س5 : شخص نام من الليل ولم يدري أن رمضان قد دخل فماذا يعمل ؟
    ج5 : إذا قام من النوم مجرد أن يسمع أن اليوم رمضان فعليه أن يمسك ويصوم حتى لو أكل أو شرب صباح هذا اليوم ولكن عليه أن يقضي بدل هذا اليوم بعد رمضان .لقوله صلى الله عليه وسلم : (لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ) رواه الترمذي والنسائي، ( يُجْمِعِ): يعني ينويه من الليل .إذاً لابد من النية قبل النوم بأن تكون عازما ً بصيام يوم غد .

    س6: إذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو طهرت الحائض أو شفي المريض أو أقام المسافر أثناء نهار رمضان ، فماذا يجب عليه من جهة الإمساك أو القضاء ؟
    ج6: إذا أسلم الكافر أو بلغ الصغير أثناء النهار لزمهما إمساك بقية اليوم ، وليس عليها قضاء الأيام التي قبله من الشهر لأنهما لم يكونا من أهل الوجوب ، وأما لو شفي المريض أو أقام المسافر أو طهرت الحائض في أثناء النهار فهذا فيه خلاف بين أهل العلم ، والأحوط أن يمسكوا بقية هذا اليوم لحرمة هذا الشهر .

    س7 : متى يؤمر الصبي بالصيام ؟
    ج7 : يؤمر الصبي بالصيام لسبع ٍ كالصلاة إذا أطاق الصيام ، ويضرب على تركه لعشر ٍ كالصلاة .

    س8 : ماهي علامات البلوغ ، وهل يجب أن تتوفر كل العلامات في الشخص لكي نحكم عليه أنه بالغ ؟
    ج8 : كلا .. وإنما متى ظهرت أول علامة من علاماته يُــحكم بالبلوغ ..
    والعلامات هي :
    1- إكمال تمام سن الخامسة عشر (لو بقى عليه يوم واحد ولم يكمل 15 سنة لم يكتمل بلوغه) للجنسين .
    2- ظهور أو إنبات شعر العانة (شعر القـُبُـل) للجنسين .
    (ولو قبل سن الخامس عشرة) للجنسين . إنزال المني 3-
    وتزيد الأنثى نزول الحيض (حتى لو حاضت قبل سن التاسعة) فإنها تبدأ بالصوم . 4-

    س9: فتاة بلغت (أي جاءها الحيض أو أنزلت المني) فخجلت أن تصوم واستمرت تفطر ، فماذا عليها ؟
    ج9 : يجب عليها التالي :
    1- التوبة (أي أن تتوب إلى الله ، وأن لا تفعلها مرة أخرى).
    2- عليها قضاء ما فاتها من الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم كفارة للتأخير ، إذا أتى عليها رمضان الذي يليه ولم تقض .
    3- وهذا الحكم ينطبق على الفتاة التي تصوم أيام عادتها خجلا من الفطر ولم تقض بعد رمضان أيام عادتها .
    4- فإن لم تعلم عدد الأيام التي تركتها على وجه التحديد صامت حتى يغلب على ضنها أنها قضت الأيام التي حاضت فيها ولم تقضها من الرمضانيات السابقة ، مع إخراج كفارة التأخير .

    س10 : التارك للصلاة عمداً لا تقبل له صيام ولا صدقة ولا أي عمل لأنه كافر خارج عن ملة الإسلام ، ولكن إن كان هناك رجل تارك للصلاة عمداً يصوم معنا رمضان ، هل نقول له : لا تصم ، لأنه لا فائدة من صيامك ؟
    ج10 : أن من وجبت عليه الصلاة تركها عمداً فقد كفر ، ولكن لا يؤمر بترك الصيام لأن صيامه لا يزيده إلا خيراً وقرباً إلى الدين ، ولعله يرجى من وراء صومه أن يعود إلى فعل الصلاة والتوبة ، ونقول له صم عسى الله أن يهديك ، وإن كنا نعلم أن صيامه من غير صلاة لا فائدة له من جهة الأجر لأن عمله محبط ، ولكن من جهة يمكن أنه يهتدي، ويكون هذا أقرب للاهتداء والصلاة بلا شك.

    س11 : هل يصح صيام المغمى عليه ؟
    ج11 : المغمى عليه إذا طرأ عليه الإغماء من قبل الفجر إلى المغرب فالجمهور على عدم صحة صومه ، وإذا أفاق في أي جزء من النهار صح صومه , سواء كان في أوله أو آخره .

    س12 : رجل أغمي عليه عدة أيام أثناء الشهر ، كرجل أصيب في حادث سياره ، وإذا أفاق ماذا يجب عليه أن يفعل ؟
    ج12 : إذا غاب عن الوعي أياماً فإنه لا قضاء عليه ولا كفارة لأنه مثل المجنون الذي فقد عقله ، فإنه لا تكليف عليه أثناء الغيبوبة .
    لا قضاء ولا كفارة ولا يصوم عنه أحد، وأما إذا رجع عليه عقله أثناء النهار بعد مدة يسيرة فإنه يقضي هذا اليوم .

    س13: ما حكم الصيام للمريض ؟
    ج13 : إذا ثبت بالطب أن الصوم يسبب له الهلاك فلا يجوز له الصيام لقوله تعالى :( وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّهِ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء :29) وأما إن ثبت أن الصوم يجلب له المرض أو يزيده أو يؤخر الشفاء أو يؤلمه فالمستحب له أن يفطر و يقضي ، وأما إن كان يؤدي إلى الموت والهلاك فلا يجوز له أن يصوم ، وأما الشيء الخفيف كالسعال والصداع فلا يجوز له الفطر بسببه .

    س14 : هل مرضى الكلى الذين يغسلون كلاهم يفطرون ؟
    ج14 : أفتى بعض أهل العلم من المعاصرين بأن الدم الذي يخرج ويدخل إذا كان هو دمه لا يضاف إليه شيء لا يفطر . وغسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّراً .

    س15 : ما حكم تعاطي الدواء حبوباً أو شراباً في نهار رمضان ؟
    ج15 : الأفضل أن يجعل ذلك في الليل إن استطاع ، وإن احتاج إلى الدواء في نهار رمضان بأنواع الحبوب والأشربة فلا حرج عليه باستعمالها فيفطر ويقضي بعد رمضان إذا شفي .

    س16 : ما حكم العاجز عن الصيام عجزاً كلياً مستمراً لمرض لا يرجى شفاءه أو لكبر سنه ؟
    ج16 : العجز عن الصوم عجزاً مستمراً لا يرجى زواله كالكبير والشيخ الفاني الذي فنيت قوته ، لكن عقله معه ، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ولا شفاؤه منه ويشق عليه الصوم ، كالمريض بالسرطان ، فهذا لا يجب عليه الصيام ، ولكن يجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً ،ويخيـّــر في الإطعام بين أمرين :
    1- أن يصنع طعاماً ويدعو إليه المساكين بقدر الأيام التي أفطرها . بشرط أن لا يُطعم كل يوم نفس المسكين ، بل يجب أن يكون كل يوم مسكينا آخر ، أو يجمع مثلا سبعة مساكين عن سبعة أيام ، أو يجمع ثلاثين مسكيناً في آخر شهر رمضان عن رمضان بأكمله وفطـّــرهم لجاز ذلك .
    2- أو أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ، نصف صاع من قوت البلد ، لو قدّرنا مثلا (بكيلو ونصف من الأرز أي = 1.5 كغ ) ولو وضع من عنده معه شيء من اللحم أو الدجاج لكان كافياً .
    * وأما الإطعام في أول الشهر فلا يجزئ ، كأن يقول : سأطعم المساكين عن ثلاثين يوما من أول أيام رمضان فهذا خطأ لا يجزئ .
    * ولا يجزئ إخراجها مالاً لنص الآية.
    * وإذا كان فقيراً لا يجد ما يطعم به المساكين ، تسقط عنه الكفارة .

    س17 : رجل مريض اخبره الأطباء أن شفاءه قد يأخذ عدة أيام فقط ، فهل يجزئه إطعام عن كل يوم مسكيناً أم لابد أن يقضي ؟
    ج17 : لا يجزئه الإطعام ، فعليه الانتظار حتى يشفي ويقضي ما أفطره في تلك الأيام .

    س18 : رجل مريض أفطر في رمضان من مرضه فينتظر الشفاء ليقضي ثم تبين له أن مرضه مزمن ولا علاج له ، فماذا يفعل عن الأيام التي تركها ؟
    ج18 : الواجب عليه أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً عما مضى وكل ما أتى عليه رمضان وهو بهذه الحالة فإنه سيطعم بعدد الأيام.

    س19 : رجل مريض ينتظر الشفاء ليصوم فمات وهو مريض ، فماذا عليه ؟
    ج19 : ليس عليه شيء ، لأن الصيام حق لله تعالى ، ومات هذا الرجل قبل أن يتمكن من فعل الصيام فسقط عنه إلى غير بدل ، فليس هناك بدل ولا على أولياءه .

    س20: رجل كان مريضاً في رمضان ثم شفي بعد رمضان وتمكن من القضاء ولم يقضي ،وبعد أيام توفي، فماذا يجب على أولياءه ؟
    ج20 : على أولياءه إخراج الكفارة طعام مسكين عن كل يوم من ماله (مال المتوفى) وإن صاموا عنه بدل الكفارة جاز ذلك ، دون إلزام ، (أي لا نلزمهم بالقضاء) .

    س21 : ما هي الأدوية والأشياء التي لو استعملها الصائم لا تفطره ؟
    ج21 : قطرة العين والأذن لا تفطران ، وأيضاً بخاخ الربو وبلع الريق والسواك والكحل والطيب وأخذ الدم للتحليل والرعاف (أي نزول الدم من الأنف) والحقنة الشرجية وجميع أنواع الحقن لا تفطر ما عدا حقنة التغذية فإنها تفطر ، ولو تركها الإنسان أفضل خروجاً من الخلاف ، والغبار وتذوق الطعام دون أن يدخله لجوفه ، ومن توضأ ودخل الماء لجوفه رغماً عنه لا يفطر كل ذلك لا تفطر .
    وأيضاً الأمور التالية لا تفطر :
    - الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    - وما يدخل المهبل من تحاميل ( لبوس ) أو غسول ، أو منظار مهبلي ، أو إصبع للفحص الطبي .
    - إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم .
    - ما يدخل الإحليل ، أي مجرى البول الظاهر للذكر أو الأنثى ، من قثطرة ( أنبوب دقيق ) و منظار ، أو مادة ظليلة على الأشعة ، أو دواء ، أو محلول لغسل المثانة .
    - حفر السن ، أو قلع الضرس ، أو تنظيف الأسنان ، أو السواك وفرشاة الأسنان ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    - المضمضة ، والغرغرة ، وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
    - الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية ، باستثناء السوائل والحقن المغذية .
    - غاز الأكسجين . . وغازات التخدير ( البنج ) إن لم يعط المريض سوائل ( محاليل ) مغذية .
    - ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية .
    - إدخال قثطرة ( أنبوب دقيق ) ي الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء .
    - إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها .
    - أخذ عينات ( خزعات ) من الكبد أو غيره من الأعضاء ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل .
    - منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل ( محاليل ) و مواد أخرى .
    - دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي .

    س22 : ما حكم استعمال دواء الغرغرة ؟
    ج22 : استعماله لا بأس به ، ولكن إن ابتلعه فقد افطر ، ولذلك لا يستعمل دواء الغرغرة في نهار رمضان ، إلا إذا اضطر واحتاج إلى ذلك .

    س23 : هل يقبل كلام الطبيب الكافر في التفطير في العلاج ؟ أي إذا قال الطبيب الغير مسلم : يجب عليك أن تفطر في رمضان ولا تصوم ، لأن الصوم يضرك .. هل يقبل كلامه ؟
    ج23 : يقبل قول الطبيب المتخصص في المهنة والصادق فيها إذا كان ثقة في طبه ، مأموناً ، في التفطير من أجل العلاج وان لا يكون من أعداء الإسلام فيه خبث ولؤم ويريد أن يفطر المسلمين لأي سبب .

    س24 : شخص صام جزء من رمضان ، ثم عجز عن إكمال الباقي ، فماذا يفعل ؟
    ج24 : إن كان أمره أمر طارئ يزول ، انتظر حتى يزول ثم يقضي ، وإن كان عجزه عن أمر دائم يُـطعم عن كل يوم مسكين .

    س25 : رجل صائم متجه إلى الطعام ليفطر متعمدًا أو نوى أن يفطر في نهار رمضان ثم ذكر الله واستغفر وتاب وأمسك ورجع عن نيته ولم يأكل شيئاً ، فهل صومه صحيح ؟
    ج25 : إن قضى بدل هذا اليوم أفضل له وأحوط خروجاً من الخلاف المبني على مسألة : هل يفطر بقطع النية فقط أم لابد من مباشرة أسباب الإفطار ؟ الأفضل له أن يكمل هذا اليوم ويمسك ويقضي بدله بعد رمضان .

    س26: إنسان صام نفلاً (ليس صوم واجب كرمضان أو قضاء أو نذر) ثم نوى الإفطار ثم قيل له كيف تفطر ولم يبق من الوقت إلا أقل من نصف اليوم ؟ قال إذاً أنا صائم . هل يكتب له صيام يوم أو من النية الثانية ؟
    ج26 : يكتب له من النية الثانية ، لأنه قطع النية الأولى وصار مفطراً . (الشرح الممتع لإبن عثيمين )

    س27 : إذا صام العبد المسلم صومأ تطوعاً غير الفريضة وأفطر في ذلك اليوم ، هل عليه قضاء ؟
    ج27 : ليس عليه قضاء ، وأما لو أفطر في نهار رمضان فعليه قضاء ذلك اليوم .

    س28 : كيف يصوم أهل البادية ورعاة الغنم ؟
    ج28 : قال شيخ الإسلام ابن تيميه : (أهل البادية كأعراب العرب والأكراد والترك وغيرهم الذين يشتون في مكان ويصيفون في مكان إذا كانوا في حال رعيهم من المشتى إلى المصيف والمصيف إلى المشتى فإنهم يقصرون ويفطرون ، وأما إذا نزلوا بمشتاهم ومصيفهم لم يُفطروا ولم يقصروا وإن كانوا يتتبعون المراعي) انتهى كلامه
    البدو هؤلاء إذا غيروا أماكنهم من مكان إلى آخر ، وإذا أقاموا في مكانهم الجديد فإنهم يمسكون وإن كان لهم جولات في المكان الجديد ماداموا هم فيه فإنهم يمسكون ويصومون .

    س29: ما حكم الصوم للمسافر ؟ هل يصوم أم يفطر ؟
    ج29 : إذا شق عليه الصوم في السفر فالأفضل له أن يأخذ بالرخصة ويفطر، وإن لم يشق عليه صام، والفطر جائز له في كل الأحوال.

    س30 : رجل يسافر في وسيلة نقل مريحة بحيث لا يكاد يحس بمشقة السفر فهل يجوز له الإفطار ؟
    ج30 : نعم يجوز له الإفطار ، لأن الشرع أجاز له ذلك ، ولم يفرق بين الراحة والمشقة ، قال شيخ الإسلام ابن تيميه : ( يجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة سواء كان قادراً على الصيام أو عاجزاً ، وسواء شق عليه الصوم أو لم يشق ، بحيث لو كان مسافراً في الظل و الماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر) انتهى كلامه
    وهذه رخصة من الله . والله عز وجل أعطاها للمسافر وكيف نمنعها عن المسافر ؟

    س31 : هل يجوز للمسافر الفطر في نهار رمضان ؟
    ج31 : يجوز للمسافر الفطر في نهار رمضان بشروط :
    1- أن يكون صائماً حتى يفارق البلد ويخرج منها وإذا انفصل عن البنيان وشرع في السفر وبدأ في طريق السفر ، وإذا قطع مسافة 80 كم جاز له أن يفطر .
    2- أن يقيم في البلد الذي سافر إليه أقل من أربعة ليالي ، وإذا جلس أكثر فحكمه حكم المقيم فلابد من له من الصيام من أول يوم يدخل فيه البلد وليس من بعد أربعة ليالي ، لأنه في حكم المقيم .
    . أن لا يكون سفره سفر معصية (أي أن لا يسافر إلى بلد لفعل المعصية) وإن كان كذلك فلا يجوز له الفطر 3-

    س32 : رجل قرر في إحدى الليالي في رمضان أن يسافر غداً صباحاً ، فهل يجوز أن يبيّت النية من الليل بالفطر ؟ (أي أن يقول في نفسه : أنا غدًا سأفطر لأني مسافر في الصباح ، فهل يجوز له ذلك ؟
    ج32 : لا يجوز له ذلك ، بل ينوي الصيام حتى يبعد عن البلد ويفارق البنيان ثم يفطر ، لأنه لا يدري ماذا يعرض له ، ربما لا يستطيع السفر ، أو يلغي سفره أو يعرض له طارئ .

    س33: رجل أراد السفر ، فهل يجوز له الإفطار في المطار ؟
    ج33 : إذا كان المطار داخل البلد أو في حدود البلد فإنه ينتظر حتى تقلع الطائرة وتبتعد ثم يفطر ، وإن كان المطار خارج ومنفصل عن البلد جاز له الإفطار في المطار .

    س34 : غربت الشمس وأفطر المسافر في المطار الذي خارج البلد ، ثم سافر وأقلعت به الطائرة وارتفعت حتى رأى الشمس مرة أخرى ، فما حكم صيامه ، هل يمسك أم يكمل فطره ؟
    ج34 : صيامه صحيح ولا يمسك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذا أقْبلَ الليلُ مِن ها هنا، وأدْبرَ النهارُ مِن ها هنا، وغَرَبَتِ الشمسُ، فقد أفطَرَ الصائمُ) (البخاري ومسلم) ولذلك لا يلزمه الإمساك لأنه أتم صيام اليوم بشكل صحيح وانتهى في حقه هذا اليوم .

    س35: ما هو وقت الإفطار في رمضان أثناء الطيران؟
    ج35: إذا كان الشخص بالطائرة في نهار رمضان وهو صائم ويريد الاستمرار بصيامه إلى الليل فإنه لا يجوز أن يفطر إلا بعد غروب الشمس بالنسبة للركاب.

    س36 : رجل قبل أن يخرج من البلد ، رأوا أهل بلده هلال رمضان ، وسافر إلى بلد آخر لم يشاهدوا الهلال ، هل يفطر معهم أو يصوم باعتبار أن بلده الأصلي الذي خرج منها صائمون ؟
    ج36 : يفطر بإفطار أهل البلد الذين ذهب إليهم ، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم : (الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، والفِطْرُ يومَ تَفْطِرُونَ) (رواه الترمذي)
    والعكس كذلك لو ذهب إلى أهل بلد صائمون فإنه يصوم معهم .

    س37 : رجل يعمل في سيارات الأجرة ويسافر باستمرار ، هل يجوز له أن يفطر في نهار رمضان ؟
    ج37 : يجوز للمسافر أن يفطر في نهار رمضان ، سواء كان سفره طارئاً لغرض أو مستمراً كسائقي الطائرات وسيارات الأجرة ، لقوله تعالى : (أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ) (البقرة: 184) فعليه أن يقضي بعد ذلك .

    س38 : ماهي المدة التي يسمح فيه للمسافر بالإفطار ؟
    ج38 : إذا مر المسافر ببلد غير بلده ، إذا كانت إقامته فيها أربعة أيام فأقل ، وأما لو عزم الإقامة أكثر من أربعة أيام (21 صلاة فأكثر) فإنه يتم اليوم الذي قدم فيه ويقضيه ويصوم بقية الأيام .

    س39 : رجل نوى الصيام في سفره ، ثم طلع النهار ثم نوى أن يفطر ، فما الحكم في ذلك ؟
    ج39 : يجوز له ذلك ، لأنه في حكم المسافر والمسافر مرخص له الفطر إن شاء أمسك وصام بقية يومه وإن شاء أفطر .

    س40 : رجل مسافر أو مريض وهو صائم ، وفي نهار رمضان زال عذره (أي المسافر وصل إلى بلده أو المريض قد شفي) ، هل يجوز له الفطر؟
    ج40 : لا يجوز له الفطر ، لأن عذره قد زال .

    س41 : امرأة طهرت قبل الفجر في رمضان ولم تغتسل إلا بعد الفجر ، ورجل أصبح جنباً ولم يغتسل إلا بعد الفجر ، فما الحكم ؟
    ج41 : صيامهما صحيح ، لحديث عائشة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: (أنه كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم) رواه البخاري والترمذي وأحمد ، والحائض إذا طهرت قبل الفجر نوت الصيام ولو اغتسلت بعد الفجر ، فصيامها صحيح .

    س42 : هل يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لأجل أن تصوم الشهر كله ؟
    ج42 : يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض في رمضان إذا قرروا أهل الخبرة من الأطباء الأمناء ومن في حكمهم أن ذلك لا يضرها . والأفضل لها أن تترك الحبوب وترضى بقضاء الله وتفطر إذا جاءها الحيض وتقضي بعد رمضان ، لأن نساء الصحابة لم يستعملوا الأعشاب والأدوية لمنع الحيض وإنما رضوا بقضاء الله وأفطروا ثم قضوا بعد رمضان .

    س43 : امرأة تعلم أن غداً في النهار سوف يأتيها العادة الشهرية ، هي متيقنة من ذلك ، فهل يجوز لها أن تنوي الفطر ليوم غد ؟
    ج43 : يجب عليها أن تواصل نية الصيام ولا تفطر إلا إذا رأت الحيض ، ربما لا يأتيها أو يتأخر .

    س44 : هل يجوز الفطر لدفع ضرر الغير (كإنقاذ غريق أو مساعدة رجال الإطفاء في إطفاء حريق كبير) في نهار رمضان ويحتاج بعدها لشرب الماء ؟
    ج44 : يجوز ذلك ، لأنها ضرورة ، ولقوله تعالى : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (المائدة : 32) .

    س45 : هل يجوز للمعذور(كالمسافر أو المريض أو الحائض أو غيرهم) من أصحاب الأعذار أن يجاهر بالإفطار(أي يأكل ويشرب أمام الناس في الطرقات) ؟
    ج45 : يجوز إذا ظهر وبان عذره ، كالمريض والرجل الكبير الطاعن في السن الذي لا يستطيع الصيام عذرهما ظاهر ، ومن رآهما عرف ، فهذا لا يمكن أن يشتبه به ، أما لو كان سبب فطره خفياً كالحائض والذي لا يظهر عليه المرض وغيرهم ، فإنهم يفطرون سراً لكي لا تحدث اشتباه أو فتنة.

    س46 : ما حكم تقبيل الرجل لزوجته في نهار رمضان للصائم ؟
    ج46 : يجوز ذلك إذا عرف الشخص من نفسه أنه إذا قبل زوجته أنه لا يـُنزل (أي لا ينزل منه شي من المني) ويستطيع أن يضبط نفسه ، لا بأس في ذلك فله أن يقبل ، كما ورد في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ، وكان صلى الله عليه وسلم أملككم لإربه . وأما لوعلم الشخص أنه من عادته إذا قبل لم يملك نفسه وربما ينزل لا يقبل ، وإذا قبل وانزل فسد صومه.

    س47 : رجل أراد أن يجامع زوجته في نهار رمضان ، فقال : إذا أتيت زوجتي الآن يجب أن أصوم شهرين متتابعين ، فالأفضل أن آكل وأشرب أولاً وأفسد الصوم ثم أجامعها ، بعد ذلك لا أصوم شهرين ؟ هل هذا الحكم صحيح ؟
    ج47 : لا يجوز فعل هذا الرجل ، لأنه احتال على الدين .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا الرجل عاصي مرتين فكانت الكفارة عليه أوكد ، ولأنه لو لم تجب عليه الكفارة (عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا) لصار ذريعة لأن يكون على أحد كفارة ، فإنه لا يشاء أحد أن يجامع في رمضان إلا أمكنه أن يأكل ثم يجامع ، بل ذلك أعون له على مقصوده ) انتهى ..
    هذا عمل شنيع في الشريعة ، ولقد استقر في العقول والأديان أنه كلما عظم الذنب كانت العقوبة أبلغ ، فإذاً عليه الكفارة .

    س48 : ما الحكم في بقايا الطعام وفتات السواك في الفم خاصة بعد السحور ؟
    ج48 : إذا طلع الفجر يجب عليه إخراج بقايا الطعام من فمه ، وكذلك لا يجوز بلع فتات السواك ، وأما إذا وصلت إلى حلقه رغما ً عنه فليس عليه شيء ، ولا يجب ترك السواك مظنة أو احتياط من دخول الفتات على الفم ، بل يستعمله باستمرار .

    س49 : ما حكم استعمال معجنون الأسنان في نهار رمضان للصائم ؟
    ج49 : الأولى عدم استعماله؛ لأن له نفوذاً قوياً قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا يشعر به. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة:
    « بالِغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فالأولى ألا يستعمل الصائم المعجون، والأمر واسع فإذا أخَّره حتى أفطر فيكون قد توقى ما يخشى أن يكون به فساد الصوم .

    س50 : هل شم البخور والدخان مفطر ؟
    ج50 : البخور والغبار والدخان مفطر إذا تعمد شمه لأنه يصل إلى الجوف ، أما إذا لم يتعمد شمه فصومه صحيح .

    س51: هل دخان الأكل الصاعد من طهي الأطعمة عند استنشاقه تفطر ؟
    ج51 : إذا تعمد استنشاقه فإنه يفطر ، لأنه يتقوى به ، وأما إذا وصل بغير اختياره فلا شي عليه ، فالغالب من النساء عندما يطبخن لا يتعمدن تقريب الوجه والمداومة على ذلك ، ولذلك صيامهن صحيح والحمد لله .

    س52 : ما حكم الأكل والشرب أثناء أذان الفجر ؟
    ج52 : إن سمع الأذان في وقته وجب عليه الإمساك ، وأماإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك (أي أن يكون معروف عن هذا المؤذن أنه يؤذن قبل الوقت عادة غير دقيق في وقته) وإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك حتى يتبين له الفجر وإن لم يكن يعلم حال المؤذن هل يؤذن قبل أو على الوقت ؟ فالأحوط والأولى أن يمسك إذا سمع الأذان

    س53 : رجل يسمع أذان الفجر أو يعلم بطلوع الفجر وحان وقت الإمساك ، ورأى أمه تأكل وتشرب ولم يخبرها بالأذان شفقة عليها ، وتركها تكمل أكلتها، فما الحكم في ذلك ؟
    ج53 : الأحوط أن تعيد الصيام ، وعلى الرجل أن يتوب إلى الله ويستغفر ولا يعيد فعلته هذه ، ولا يجوز هذا ، لأنه كتم علماً بأن رأى شخص يأكل في وقت لا يجوز الأكل فيه ، فيجب عليه أن ينكر عليها .

    س54 : هل يجوز لنا العمل والأخذ بالتقويمات لطلوع الفجر ؟
    ج54 : قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :
    ومعلوم أن من كان داخل المدن التي فيها الأنوار الكهربائية فلا يستطيع أن يعلم طلوع الفجر بعينه وقت طلوع الفجر ولكن عليه أن يحتاط بالعمل بالأذان والتقويمات التي تحدد طلوع الفجر بالساعة والدقيقة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم :( دَعْ مَا يَرِيُبكَ إِلَى مَالا يَرِيبُكَ) رواه أحمد(1734) والترمذي(2568) وقال: وَهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. .
    وقوله صلى الله عليه وسلم : (فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ) رواه مسلم(4048) وأحمد(18030) وغيره . ) مجموع الفتاوى(25/216)

    س55 : إذا رأيت شخصا ً يأكل ناسيا ً وهو صائم ن هل يجب أن أذكـّره أم أتركه يكمل الأكل وأقول : هذا رزق ساقه الله له ؟
    يجب عليه أن يذكره ، والدليل : ج55 :
    قوله تعالى : (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة : 2) 1-
    2- قوله (مَنْ رَأى مُنْكَراً فَاسْتَطَاعَ أنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ)
    3- وقوله (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ. فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي) (رواه البخاري ومسلم)

    س56 : رجل جاءه رمضان في الصيف وهو معذور (أي لا يستطيع الصيام لعذر ما ، لمرض أو لكبر سن ِ أو غيره) هل يجوز أن يقضيه بعد رمضان في الشتاء ؟
    ج56 : نعم يجوز ذلك ، لأنه مخير في قضاء صيامه من بعد رمضان إلى قبل رمضان القادم ، والأفضل أن يبادر بالصيام أولاً بأول لأنه لا يدري ما يعترض له أو قد يدركه الموت في أي وقت .

    س57 : هل صيام المُــكره صحيح ؟
    ج57 : المُكره صومه صحيح ، كأن يُصَب في فمه الماء غصبا ً عنه أو تحت تهديد أو غيره .

    س58 : هل إنزال المني تعمداً( دون الجماع) عليه كفارة ؟
    ج58 : إنزال المني متعمداً يفسد الصوم ، سواء كان باليد أو بالتقبيل أو باللمس ، فعليه قضاء هذا اليوم بعد رمضان دون الكفارة (أي ليس عليه كفارة) عند جمهور الفقهاء مع التوبة إلى الله ، ويمسك بقية يومه (أي يظل صائماً في هذا اليوم) .)

    س59 : ما حكم من ينام من الليل ويصحو بعد طلوع الفجر (أي بعد أذان الفجر) وعليه جنابة ؟
    ج59 : الذي ينام وعليه جنابه ثم يصحو من نومه والفجر قد طلع وهو صائم ، فصومه صحيح ، فيغتسل ويصلي ويكمل صومه ولاشيء عليه ، لحديث عائشة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُدرِكُهُ الفَجرُ جُنُباً في رَمضانَ مِن غيرِ حُلْمٍ فيَغْتَسِلُ ويَصوم) (رواه البخاري ومسلم)

    س60 : هل يجوز لأصحاب المهن الشاقة ( كالخبازين والحفارين وغيرهم) الإفطار في رمضان ؟
    ج60 : لا يجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار في رمضان (كالخبازين والحفارين وغيرهم) بل عليهم نية الصيام والصيام في ذلك اليوم ، ولكن إذا خشي على أحدهم الهلاك أو الضرر من جراء الصوم جاز له الفطر .

    س61 : هل قضاء صيام رمضان يجب أن يكون على التتابع أم يجوز على عدة أيام متفرقة ؟
    ج61 : الراجح من أقوال أهل العلم يجوز أن يصوم متتابعا ً أو متفرقا ً مادام في الوقت من سعة فلا بأس لقوله تعالى :
    (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ) (البقرة: 184)

    س62 : متى تكون المرأة مكرهة (أي بالقوة أو بالضرب أو بالتهديد) في مسألة الجماع وهي صائمة ؟ أي متى تكون المرأة معذورة (أي ليس عليها كفارة الجماع) إذا غصبها زوجها على الجماع وهي لا تريد ذلك ؟
    ج62 : يجب عليها أن تدفعه بقوة وتدافع عن نفسها ما أمكنها وتذكّـــره بالله وإلا فهي مثله في الكفارة (عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا) إذاً على الرجل كفارة وهي ليس عليها كفارة ، فقط قضاء يوم بعد رمضان .

    س63 : رجل جامع زوجته وسمع صوتا ً لا يدري أهو أذان الفجر أم صوتا ً آخراً ، ثم غلب على ظنه أنه ليس بأذان ، وعندما انتهى تبين أن الصبح قد طلع ، فما الذي يجب عليه؟
    ج63 : قال شيخ الإسلام ابن تيمية : للعلماء فيها ثلاثة أقوال :
    1- عليه القضاء والكفارة .
    2-عليه القضاء فقط .
    3- لا قضاء ولا كفارة .
    القول الثالث هو الصحيح وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أظهر الأقوال ، لأن الله عفى عن الخطأ والنسيان والشاك في طلوع الفجر ، يجوز له الشرب والأكل والجماع باتفاق ولا قضاء عليه إذا استمر الشك ، وهذه فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية .

    س64 : ماهي كفارة الجماع ؟
    ج64 : الجماع من المفطرات بالإجماع وقد حكاه النووي في المجموع ، وعليه القضاء والكفارة كما في قصة الرجل الذي جامع في شهر رمضان فوجبت عليه الكفارة وهي :
    1- عتق رقبة مؤمنة .
    2- فإن لم يجد رقبة أولم يجد قيمتها فإن عليه صيام شهرين متتاليين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق أو حسي كالمرض و السفر ، فإن أفطر لغير عذر وجب عليه أن يبدأ من جديد .
    3- فإن لم يستطع فعليه أن يطعم ستين مسكينا .

    س65 : رجل استمنى (أي استعمل العادة السرية) في نهار رمضان عمدا ً ، ماذا يجب عليه ؟
    ج65 : يترتب على ذلك أربعة أمور :
    1- فساد صوم ذلك اليوم .
    2- أنه يجب عليه الإمساك إلى غروب ذلك اليوم .
    3- يجب أن يقضي يوما ً بدل هذا اليوم .
    4- يجب عليه أن يتوب إلى الله لهذا الجرم العظيم لانتهاك هذا الشهر .

    س66 : شخص قام يفعل الاستمناء فلما أحس بانتقال المني أمسك نفسه فلم يخرج منه شيء وتاب إلى الله ولم يكمل فعله ، فما الحكم ؟
    ج66 : صومه صحيح مالم يخرج منه شيء .

    س67 : رجل شرع بالاستمناء ثم توقف ، وبعد مدة من الوقت نزل منه المني ، فما الحكم ؟
    ج67 : صومه فاسد ، لأنه خرج المني .

    س68 : رجل نزل منه المني بفعل التفكير (لم يعمل أي شي) مجرد التفكير فقط ، هل يفسد صومه ؟
    ج68 : إذا أنزل باحتلام أو التفكير ولم يعمل عملا ً فلا يفطر ، فإن صيامه صحيح .

    س69 : رجل خرج منه المذي (المذي هو سائل أبيض شفاف لزج يخرج من الذكر عند الرجل ومن المهبل عند المرأة عند الشعور بالشهوة أو التفكير في الأمور الجنسية أو الملاعبة ، وهو يخرج دون دفق ) في نهار رمضان نتيجة ملامسة أو أي شيء آخر فهل يفسد صومه أم لا ؟
    ج69 : جمهور أهل العلم أن الصوم لا يفسد بالمذي ، ولكن قد يجرح صومه (أي ينقص من أجره) إذا كان بفعل .

    س70 : هل يجوز التبرع بالدم في نهار رمضان ؟
    ج70 : قاس بعض أهل العلم التبرع بالدم بالحجامة ، قالوا أ
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ الأحد 7 أغسطس - 0:00

    بيانات الكتاب ..
    العنوان مفطرات الصيام المعاصرة
    المؤلف د.أحمد بن محمد الخليل
    نبذة عن الكتاب

    تاريخ الإضافة 21-8-1426
    عدد القراء 54418
    رابط القراءة  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Msword << اضغط هنا >>
    رابط التحميل  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Zip << اضغط هنا >>
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ الأحد 7 أغسطس - 0:01


    المفطرات في مجال التداوي


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين

    قرار رقم : 93 (1/10)
    بشأن المفطرات في مجال التداوي

    إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23–28 صفر 1418هـ الموافق 28 حزيران (يونيو) – 3 تموز (يوليو) 1997م، بعد اطلاعه على البحوث المقدمة في موضوع المفطرات في مجال التداوي، والدراسات والبحوث والتوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، بالتعاون مع المجمع وجهات أخرى، في الدار البيضاء بالمملكة المغربية في الفترة من 9–12 صفر 1418هـ الموافق 14-17 حزيران (يونيو) 1997م، واستماعه للمناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة الفقهاء والأطباء، والنظر في الأدلة من الكتاب والسنة، وفي كلام الفقهاء،

    قرر ما يلي:

    أولاً : الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات:
    1. قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق،
    2. الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
    3. ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس)، أو غسول، أو منظار مهبلي، أو إصبع للفحص الطبي.
    4. إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم.
    5. ما يدخل الإحليل أي مجرى البول الظاهر للذكر والأنثى، من قثطرة (أنبوب دقيق) أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة.
    6. حفر السن، أو قلع الضرس، أو تنظيف الأسنان، أو السواك وفرشاة الأسنان، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
    7. المضمضة، والغرغرة، وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذ اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
    8. الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية، باستثناء السوائل والحقن المغذية.
    9. غاز الأكسجين.
    10. غازات التخدير (البنج) ما لم يعط المريض سوائل (محاليل) مغذية.
    11. ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية.
    12. إدخال قثطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء.
    13. إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها.
    14. أخذ عينات (خزعات) من الكبد أو غيره من العضاء ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل.
    15. منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل (محاليل) أو مواد أخرى.
    16. دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي.
    17. القيء غير المتعمد بخلاف المتعمد (الاستقاءة).

    ثانياً: ينبغي على الطبيب المسلم نصح المريض بتأجيل ما لا يضر تأجيله إلى ما بعد الإفطار من صور المعالجات المذكور فيما سبق.

    ثالثاً: تأجيل إصدار قرار في الصور التالية، للحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة في أثرها على الصوم، مع التركيز على ما ورد في حكمها من أحاديث نبوية وآثار عن الصحابة:
    1. بخاخ الربو، واستنشاق أبخرة المواد.
    2. الفصد، والحجامة.
    3. أخذ عينة من الدم المخبري للفحص، أو نقل دم من المتبرع به، أو تلقي الدم المنقول.
    4. الحقن المستعملة في علاج الفشل الكلوي حقناً في الصفاق (الباريتون) أو في الكلية الاصطناعية.
    5. ما يدخل الشرج من حقنة شرجية أو تحاميل (لبوس) أو منظار أو إصبع للفحص الطبي.
    6. العمليات الجراحية بالتخدير العام إذا كان المريض قد بيت الصيام من الليل، ولم يعط شيئاً من السوائل (المحاليل) المغذية.

    والله أعلم ؛؛
    دلــوعة عمــان~~
    دلــوعة عمــان~~
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف دلــوعة عمــان~~ الأحد 7 أغسطس - 0:01

    بيانات الكتاب ..
    العنوان المفطرات المعاصرة
    المؤلف خالد المشيقح
    نبذة عن الكتاب

    تاريخ الإضافة 12-08-1424
    عدد القراء 44037
    رابط القراءة  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Msword << اضغط هنا >>
    رابط التحميل  ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Zip << اضغط هنا >>
    حلوة الاسكندرية
    حلوة الاسكندرية
    عضو فعال
    عضو فعال


     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Empty رد: ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ

    مُساهمة من طرف حلوة الاسكندرية الأحد 7 أغسطس - 0:45

     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Iaae-c12
     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Iaae-c13
     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Iaae-c14


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء
     ツ】ઇ需فقه الصيام 需ઇ【ツ  Iaae-c11

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو - 15:49