حساب الزمن
يمثل اليوم الوحدة الأساسية في علم الفلك لقياس الزمن ، ويمكن حساب اليوم عن طريق قياس الزمن من عبور الشمس بدائرة الزوال في يوم إلى عبورها بدائرة الزوال في اليوم التالي ، وسنجد هذه المدة تساوي 24 ساعة ، ويسمى هذا اليوم باليوم الشمسي (Solar Day) (في الحقيقة هو اليوم الشمسي المتوسط) ، وإذا ما أخذنا نجما معيّنا في السماء ورصدناه في يوم ما فإنه يصل إلى نفس المكان في اليوم التالي بعد مدّة زمنية مقدارها 23 ساعة و56 دقيقة و4,09 ثواني ، وتسمى هذه المدّة باليوم النجمي (Sidereal Day) .
وبذلك يمكننا أن نقول على وجه التقريب أن : اليوم الشمسي = اليوم النجمي + 4 دقائق .
ولذلك إذا تم رصد نجم في أحد الأيام عند سمت المشاهد في تمام الساعة الثانية عشر مساءا فإن نفس النجم يظهر في اليوم الثاني في نفس المكان في الساعة 11,56 ، وبعد شهر يظهر النجم في نفس المكان في الساعة العاشرة مساء . (الشهر الشمسي = الشهر القمري + 2 ساعة) . وبعد عام كامل إلا يوم نرى النجم في نفس المكان وفي نفس الوقت تقريبا . (السنة الشمسية = السنة النجمية + يوم) .
وهذا الفرق بين اليوم الشمسي واليوم النجمي هو السبب في اختلاف منظر النجوم في السماء في أشهر السنة المختلفة ، فتجمعات النجوم التي نراها في الصيف غير التي نراها في الشتاء وهكذا ... ويعزى الفارق بين اليوم الشمسي واليوم النجمي إلى حركة الأرض السنوية حول الشمس ، فبعد أن تتم الأرض دورة كاملة حول نفسها تكون قد تحركت مسافة صغيرة في مدارها حول الشمس ، ولذلك نجد أن النجم في نفس موقعه الذي رصد فيه بالنسبة للأرض في اليوم السابق ، أما الشمس (أو الأرض حقيقة) فنجد أنها ظاهريا لم تصل إلى الموقع نفسه ، وهذه الفترة تمثل الفرق بين اليوم النجمي واليوم الشمسي ، وهي ناشئة كما ذكرنا عن الحركة السنوية للأرض حول الشمس .
وإذا عرّفنا الشهر النجمي للقمر بأنه الفترة من حركة القمر من نقطة ما في مداره وحتى يعود إلى نفس النقطة ومقداره 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و3 ثواني ، فإننا سنجده يختلف عن الشهر القمري الاقتراني والذي يقدر ب 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثواني ، ونستطيع أن نعرف الشهر القمري بأنه الفترة من ولادة القمر إلى الولادة الثانية له وهو الذي يستخدم في تحديد الشهر العربي . والفارق بين التعريفين السابقين لحركة القمر حول الأرض ناشيء عن حركة الأرض حول الشمس ، فحينما يعود القمر إلى نقطة البداية في مداره تكون الأرض قد تحركت في مدارها حول الشمس مما يعني تغير زاوية تعرض القمر للشمس ولذلك يتأخر ظهور ميلاد القمر عن بداية الشهر القمري النجمي الجديد . فإذا بدأنا تتبع حركة القمر من لحظة البدر فإن القمر يكمل شهره المداري ، ولكنه يحتاج إلى وقت أطول حتى يصل لمرحلة البدر ، وبذلك فإن الشهر القمري (الاقتراني) أطول من الشهر القمري النجمي .