يتفق معظم العلماء على أن الأرض من الممكن أنها قد تشكلت في الوقت نفسه مع باقي الكواكب كباقي النظام الشمسي قبل حوالي 4,5 بليون سنة، ويبلغ عمر أقدم الصخور عليها حوالي 3,4 بليون سنة.
ويتم التعرف على عمر الصخور عن طريق قياس كمية النظائر المشعة في الصخور حيث يرسل النظير المشع أشعة غير مرئية تتغير إلى عنصر مختلف عبر فترة من الزمن، كما تساعد الدلائل الجيولوجية في الصخور على وصف الظروف على الأرض فقط عند زمن تشكل تلك الصخور، واستدل الجيولوجيون على تطور الأرض بوساطة تجميع بعض الدلائل من صخور ذات أعمار مختلفة، ولكن تاريخ الأرض الكامل لن تكون معرفته سهلة كما انها غير ممكنة على الإطلاق، والعلم عند الله وحده.
التطور المبكر للأرض
يفترض العلماء أن الأرض بدأت كتلة صخرية محاطة بسحابة من الغاز، وبالتدريج أخذت في إنتاج الحرارة من المواد المشعة الموجودة في الصخور إضافة إلى الضغط المتزايد في باطن الأرض وكانت كافية لصهر باطن الأرض، ومن ثم غاصت المواد الثقيلة كالحديد، أما المواد الخفيفة كالسليكا (صخور مركبة من السليكون والأكسجين) فقد ارتفعت إلى سطح الأرض مكونة القشرة المبكرة للأرض.
وقد نتج عن تسخين باطن الأرض إرتفاع بعض المواد الكيميائية من داخل الأرض إلى السطح، وبعض من تلك المواد الكيميائية كونت الماء وبعضها الآخر كون غازات الغلاف الجوي، ثم تجمع الماء ببطء على مدى ملايين السنين في الأماكن المنخفضة من القشرة مكونًا المحيطات. وفي أثناء تطور اليابسة على الأرض، أذابت مياه الأمطار والأنهار الأملاح والمواد الأخرى من الصخور ونقلتها إلى المحيطات مسببة ملوحة المحيطات.
ويعتقد العلماء أن الغلاف الجوي المبكر للأرض كان في تركيبه مشابه لكوكب المشتري فقد احتوى على هيدروجين وهيليوم وميثان وأمونيا، أو ربما احتوى على كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون كما هو الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وإحتمال أخر هو أن الغلاف الجوي المبكر للأرض لم يحتَويِ على كمية كبيرة من الأكسجين ولكنه نتج من النباتات التي تستخدم ثاني أكسيد الكربون وترسل الأكسجين من خلال عملية التركيب الضوئي، ومهما إختافت نظريات تطور الغرف الجوي للارض فإن كمية الأكسجين زادت في الغلاف الجوي في المراحل المبكرة للأرض حيث تطورت النباتات وأصبحت أكثر وفرة.
تركيب الارض
تتكون الأرض من ثلاتة اغلفة تحت السطح هم:-
القشرة الارضية
تشكل ثمانية عناصر 98% من كتلتها الكلية وهي الاكسجين نسبة 46.6% ثم السليكون والألومنيوم والحديد والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم، وهي على هيئة معادن. وتنقسم القشرة الارضية الى:
- القشرة القارية: تتكون من صخور الجرانيت
- القشرة المحيطية: تتكون من صخور اليازلت (اكثر كثافة من القارية)
وتطفو صخور القشرة الارضية المكونة من عدة الواح على الجزء العلوي من صخور الوشاح المنصهرة و الحد الفاصل بينهما يعرف بحد موهو.
الوشاح
يبلغ سمك الوشاح حوالي 2,900 كم ومكون من مواد متصلبة عدا الجزء الخارجي الملامس للقشرة فهي شبه منصهرة وتتكون في غالبيتها من الحديد والماغنسيوم.
اللب
وتنقسم إلى جزئين الاول هو اللب الخارجي وتبلغ سماكة هذا الجزء 2,225 كم، والجزء الثاني هو اللب الداخلي أو مركز الارض وتبلغ سماكته 1,275 كم ولحرارته الداخلية تصل إلى 6,650 درجة ويتكون غالبيته من النيكل و الحديد.
تشكيل القارات
يعتقد علماء الأرض أن القارات عندما تكونت كانت جزءًا واحدا أطلق عليها القارة العظيمة بانجيا، وأحيطت بمحيط عظيم سمي بانثالاسا. وقبل حوالي 200 مليون سنة بدأت قارة بانجيا بالانقسام، حيث انقسمت إلى كتلتين قاريتين هما جوندوانا و لوراسيا ، تلى بعد ذلك انقسام قارة جوندوانا إلى أجزاء مشكلة كلا من قارة إفريقيا وقارة القطب الجنوبي وأستراليا وأمريكا الجنوبية وشبه القارة الهندية، وانقسمت قارة لوراسيا إلى أجزاء ضمت أوراسيا وأمريكا الشمالية، ونتيجة لهذا الانفصال وزحف الصفائح القارية عن بعضها نشأ عن ذلك تكوين قشرة محيطية جديدة بين تلك الصفائح.
تشكل سطح الأرض
يعتقد معظم علماء الجيولوجيا أن العوامل التي شكلت سطح الأرض حاليًا قد سبق أن عملت بنفس الطريقة عبر تاريخ الأرض، كما يعتقدون أن القوانين الأساسية في الكيمياء والفيزياء والأحياء تعمل حاليًا كما عملت في السابق، ويطلق على هذه الفكرة قانون التناسق وأحيانًا تعرف بطريقة الحاضر مفتاح الماضي.
ويتمثل قانون التناسق في مشاهدات علامات النيم (التموجات) المتشكلة في الرمل على شاطئ أو في نهر أو على قاع بحيرة، ويتشكل النيم نتيجة للتحرك الطولي للرمل بوساطة انسياب تيارات الماء، فإذا وجدت علامات النيم على سطح من الصخر فإن الجيولوجيين يعتقدون أن الصخر كان يوما ما رملاً تحرك بوساطة تيارات الماء، كما يستطيعون معرفة الطريقة التي انساب بها التيار في شكل النيم في الصخر.
الاحافير
هي بقايا أو أثار نبات أو حيوان عاش ومات في العصور الجيولوجية الماضية، وحفظت هذه البقايا بين طبقات الصخور الرسوبية ولها تركيب عضوي محدد وتدل على طبيعة الكائن الذي خلفها، كما أنها تعطي دلائل على التغيرات التي طرأت على الأرض.
وتحتوي العديد من الصخور على أحافير تكشف تاريخ الحياة على الأرض، وقد تكون الأحفورة جسما حيوانيا أو قطعة من العظم، أو قد تكون طبعة نبات أو حيوان عملت في الصخر عندما كان الصخر راسبا هشا، وتعرف دراسة الأحافير بعلم الإحاثة.
وتساعد الأحافير في حساب أعمار طبقات الصخور والزمن الذي عاشت فيه الحيوانات والنباتات، وقد وجدت الأحافير ذات الحياة الأبسط في أقدم الطبقات الصخرية، كما تحتوي الطبقات الأحدث على أحافير نباتية وحيوانية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة حاليا.....