أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية الانطلاق الرسمي لملف طلب الدوحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2020.
وعقب التأكيد الذي تلقته اللجنة الأولمبية القطرية من جاك روغ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية حول مرونة مواعيد إقامة دورة الألعاب الأولمبية 2020، قال الشيخ تميم إنه "في ضوء قرار الرئيس روغ والمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، يسعدني أن أعلن رسمياً عن تقدم الدوحة بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2020".
وأضاف: "هذا القرار يبدو مناسباً للحلم المتمثل في أن تستضيف منطقة الشرق الأوسط دورة الألعاب الأولمبية في هذا الوقت، وإن طلب الاستضافة القطري يمكنه أن يلهم حلول السلام في المنطقة، وهو أولوية من أولويات منطقتنا التي يمثل فيها الشباب غالبية السكان"، مؤكداً ان الرياضة والحركة الأولمبية يعلمان معاً الانضباط والعمل الجماعي، كما يساعدان في تعليمنا جميعا الطرق والوسائل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا الشخصية. وقال: "أن يكون لنا فرصة لدخول سباق طلب الاستضافة، هو خطوة تقربنا أكثر من تحقيق هدف في غاية التميز لأمتنا، ومنطقتنا وللحركة الأولمبية."
وتوجه الشيخ تميم بالشكر إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ وإلى اللجنة الأولمبية الدولية "لقيادتنا على طريق العمل الأولمبي، وللدعم الذي تتلقاه اللجنة الأولمبية القطرية من أجل أن ندخل السباق نحو الاستضافة دون المعاناة من الأفضلية التي تمنحها مواعيد إقامة دورة الألعاب الأولمبية المعمول بها عادة لمنافسينا".
وأعرب عن تطلعه إلى العمل المكثف مع اللجنة الأولمبية الدولية ومع الأسرة الأولمبية عامة، وأمله في أن يستمر هذا العمل إلى دورة اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية في بيونس آيرس في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2013، لما قد يكون لحظة تاريخية بالنسبة للحركة الأولمبية ولمنطقة الشرق الأوسط."
وكان الشيخ تميم قد صرح، لدى حضوره مراسم رفع علم دولة قطر في القرية الأولمبية عشية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الـ 29 التي احتضنتها العاصمة الصينية خلال الفترة من 8 إلى 24 آب/أغسطس 2008 ، للوفد الإعلامي القطري أن قطر تعتزم التقدم بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020. وقال إنه سيتم تدارس العقبات والعوائق التي دعت اللجنة الأولمبية الدولية لاستبعاد الملف القطري لاستضافة أولمبياد 2016، الذي كان ملفاً كاملاً وتمت دراسته بعناية فائقة. وأضاف "إنه متى ما تمت إزالة هذه العوائق بعد التنسيق ومناقشة المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، سنتقدم لنيل استضافة أولمبياد عام 2020 وذلك وفقاً لمعايير محددة".
ومنذ استبعاد ملف قطر لاستضافة اولمبياد 2016، عملت قطر بشكل وثيق الصلة مع أسرة اللجنة الأولمبية الدولية من أجل إزالة كافة العوائق المرتبطة بتعديل مواعيد استضافة الألعاب الأولمبية المحددة خلال الفترة من 15 يوليو إلى 31 آب/أغسطس. ومع المرونة التي أبدتها اللجنة الأولمبية الدولية في هذه المسألة، أعلنت قطر رسميا عن تقدمها لطلب استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020.
من جانبه قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية: "نحن نثمن التفهم الذي أبدته اللجنة الأولمبية الدولية ولقد استمعنا وتعلمنا من طلب استضافتنا لدورة الألعاب الأولمبية للعام 2016. كما أننا قمنا باستشارة جميع الاتحادات الرياضية الدولية الأولمبية الصيفية، ونحن سعداء بتلقينا جوابا غاية في الإيجابية حول المواعيد التي قمنا باقتراحها. لقد كانت رحلة مثمرة، ونحن سعداء بكون اللجنة الأولمبية الدولية قد منحتنا فرصة التقدم بطلب الاستضافة في موعد بين 20 من أيلول/سبتمبر و20 من تشرين الأول/أكتوبر.
ونحن نعلم أنه سوف يتحتم علينا أن نضمن أفضل الظروف للرياضيين، والفنيين والمشجعين، وأن تتم برمجة المنافسات بما يناسب مصالح النقل التلفزيوني، وذلك ما سنفعله".
وأضاف الشيخ سعود قائلاً: "إن الدوحة تتمتع بخبرة واسعة في استضافة العديد من البطولات الرياضية الدولية، ونحن ملتزمون تماما بمواصلة استثماراتنا الهامة في الرياضية والمنشآت الرياضية. إن لدينا الحماس، والرغبة والالتزام باستضافة دورة الألعاب الأولمبية وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2020 يكون العالم بأسره فخوراً بها. وسوف نحرص على أن تكون الدوحة الداعم الدائم والمناسب لعمل الحركة الأولمبية، وذلك بالمساعدة في خلق عالم أفضل من خلال نفوذ الرياضة وقوتها وشعبيتها".
أما ناصر العطية، وهو رياضي أولمبي، يستعد حالياً للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة في العام 2012، قال: "إن طلب استضافة الدوحة لدورة الألعاب الأولمبية 2020، من شأنه أن يلهم الأمل في شرق أوسط جديد لشعوبه الشابة، وأن يمنح للمنطقة بأسرها فرصة للتواصل مع القيم الإيجابية للحركة الأولمبية، وأن يساهم بقدر كبير في تطوير الحركة الأولمبية في جميع بلدان المنطقة وفي العالم ككل. إننا قادرون على أن نحتضن أعظم تظاهرة رياضية إلى جماهير جديدة، وأن نبرز مدى الذي يمكن للرياضة به أن تعزز الكرامة الإنسانية والسلام. كما أن ذلك سوف يمد جسور التفاهم بين مختلف الثقافات، والمجتمعات والأمم.
وأنا شاب صغير، كنت أشاهد الألعاب الأولمبية على شاشات التلفزيون، أما اليوم، فإني أحظى بفرصة تمثيل بلدي في دورات الألعاب الأولمبية، وأن أستضيف زملائي الرياضيين وأسرة اللجنة الأولمبية الدولية في دورة للألعاب الأولمبية، يمثل بالنسبة لي حلما يتحول إلى حقيقة."
وتعد قطر قبلة الرياضة العالمية، ولقيت الإشادة والثناء خلال السنوات الأخيرة لاستضافتها العديد من الأحداث والبطولات الرياضية الدولية الكبرى بما فيها دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشر التي أقيمت بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر 2006، وبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات عام 2010، وغيرها من البطولات التي تقام بشكل سنوي مثل جولة الدوري الماسي لألعاب القوى، وبطولة الغولف الدولية، وبطولة إكسون موبيل قطر المفتوحة لكرة المضرب (رجال)، وبطولة سوني أريكسون لكرة المضرب (نساء)، ودورة قطر الكلاسيكية للاسكواش، وبطولة العالم للدراجات النارية والهوائية، وبطولة العالم للأندية الأبطال في الكرة الطائرة وكرة اليد. كما سوف تنظم قطر كأس العالم لكرة اليد للرجال في العام 2015، وكأس العالم لكرة القدم في العام 2022، وتقدمت بطلب استضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017، علماً أنها ستحتضن في شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل دورة الألعاب الرياضية العربية الثانية عشرة بمشاركة أكثر من 8000 رياضي ورياضية.
وتلعب الرياضة في دولة قطر دوراً هاماً في حياة كافة فئات المجتمع في دولة قطر، ومعظم الأماكن الرياضية في قطر مفتوحة للجمهور في محاولة لتشجيع المقيمين على تبني نمط حياة صحي من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ويشهد البرامج المجتمعية التي تنفذها أكاديمية اسباير من أجل تبني أساليب صحية لدى الأفراد إقبالاً كبيراً من أفراد العائلات والنساء والأطفال.
وتستعد اللجنة الأولمبية القطرية والمجلس الأعلى للتعليم لإطلاق النسخة الخامسة من البرنامج الأولمبي المدرسي 2011-2012 تحت شعار "الرياضة والأسرة". ويعد هذا البرنامج الذي يشارك فيه الكثير من طلاب المدارس مما يعكس شغف المجتمع القطري بالرياضة، أحد البرامج الرئيسية في دولة قطر لما ينشده من أهداف عديدة تمثل في نشر الوعي الرياضي في المجتمع القطري وعلى وجه الخصوص فئة الصغار وأجيال الغد المرتقبة ، و تنمية الشعور لديهم بأهمية الممارسة اليومية للرياضة وجعلها جزءاً من حياتهم منذ الصغر، وتأثيراتها الإيجابية على حياتهم الصحية والاجتماعية والنفسية والثقافية وغيرها.
وإذا كان توافر أكاديمية التفوق الرياضي واسبيتار والبدء في إنشاء مختبر المنشطات، يعكس اهتمام قطر بتوفير أفضل الإمكانات والتجهيزات للرياضيين، فإن البرامج التي يتم تنظيمها لتشجيع ممارسة الرياضة تعكس اهتمامها بكافة أفراد المجتمع وتعزيز مفهوم الرياضة من أجل الحياة والرياضة للجميع.
إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد دولة قطر، ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية، لمس من خلال توجيهات وقيادته للرياضة في قطر التغيرات التي شهدها المجتمع القطري في الفترة الأخيرة وشغفه بالرياضة. لذلك ليس مستغرباً أن تستضيف قطر الكثير من الأحداث والبطولات الرياضية.
واللجنة الأولمبية القطرية، وهي تعلن اليوم رسمياً عن تقدم الدوحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، تعرب عن خالص شكرها وتقديرها إلى اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية لإتاحة هذه الفرصة وما أبدوه من مرونة في مسألة تعديل تاريخ استضافة الألعاب الأولمبية. كما تؤكد اللجنة الاولمبية القطرية إنها سوف تواصل سعيها يداً بيد مع نظيرتها الدولية في الترويج للحركة الأولمبية في هذه المنطقة.