أخيلة الطفولة
ابحث عن دائك في طعامك !!
د.أنوار عبد الله أبو خالد
حتى لو كان طعامك الذي تأكله طعاما طبيعيا ، او أنه زرع في احسن تربة ، او سمّد بمواد عضوية لا كيماوية ، حتى لو لم يتعرض للرش والمبيدات الحشرية ، او حتى لو أكلت هذا الخضار او تلك الفاكهة في موسمها وهي طازجة ومليئة بالفيتامينات والمعادن ، فهذا ليس كل شيء ، ربما كان العيب فيك انت وفي مدى قدرتك على تقبل هذا النوع والاستفادة الهضمية منه دون ردود فعل حساسية داخلية لا تعلمها ..!.
ربما كنت تشكو من سمنة غير مبررة لا تتناسب مع كمية الاكل والنشاط الذي تمارسه ودون أي خلل هرموني ، ولكنك تغفل عن وجود غذاء معين لا يحبه جسمك ولا يستطيع التعايش مع مكوناته فلا يهضمه، ولا يطرده وربما كدسه على شكل شحوم على جسمك المسكين ...!.
او ربما كنت تشتكي من وجع في المفاصل او خمول او كسل ، فكان السبب تحسسا داخليا من لحم العجل مثلا ..!.
هل فكرت في هذا الموضوع من قبل ، هل تعرف احدا اضطر لاجراء عملية جراحية او اضطر ان يعمل حجبة عن الطعام ، فتحسنت صحته وزالت آلامه وانخفض وزنه الذي لم يكن يتجاوب معه من قبل ؟!
انا اعرف العشرات ، وقرأت عن اطباء حقيقيين مخلصين لمهنتهم دون اعتبار لاي مصالح او محسوبيات مالية او شللية ، تكلموا بكل صراحة وامانة علمية واخلاص لمهنة الطب عن تحسس كثير من الناس لانواع معينة من الطعام تسبب لهم امراضا مزمنة ، وأثبتوا هذا بالتجارب السريرية والمعملية ، فجربوا عزل المرضى في مستشفيات خاصة لمدة اربعة ايام يصومونهم عن جميع انواع الاكل لمدة اربعة ايام، ويكتفون بشرب الماء ، ولاحظوا ان من كان يشكو منهم من العرج المتقطع او من الروماتيزم او من الربو او من الاكتئاب ، او الصداع التوتري ، او من النشاط الزائد عند الاطفال ، وغير ذلك من الامراض .. لاحظوا عليهم تحسنا ملحوظا منذ اليوم الاول ، وشفاء تاما عند كثير منهم عند انقضاء الاربعة ايام ، ثم قاموا بعد ذلك بتقديم وجبات تحتوي على نوع واحد من الاغذية المتهمة بإثارة الحساسية الهضمية ، كمستخلص القمح الابيض مثلا ، او بيضة ، او برتقالة ، او شريحة لحم بقري ، فوجدوا انه بعد سويعات ، ترتد الاعراض المرضية على المريض كما كانت ..!
وأذكر ان طفلة احدى صديقاتي كانت تشكو من مرض النشاط الحركي الزائد (وأنا اسميه مرضا لتوعية الآباء بأن مايرونه من اطفالهم هو مرض يحتاج الى علاج وصبر ، وليس قلة تهذيب او عناد من الطفل) اذكر انها كانت مؤدبة وكثيرة الحياء ولا تستطيع من فرط خجلها ان تضع عيناها بعينك ، ولكن في بعض الاحيان ترى عجبا منها وكأن عفريتا قد ركبها ، تكلمها فتسبك ، تمسكها فترفسك ، تمزق وتكسر كل مايصل الى يدها ، وتجحظك بعينيها دون خجل ولا خوف من تهديدك بالعقاب ، حرنا وحار اهلها معها حتى شاء الله ان ينتقل زوجها للعمل في احدى السفارات الخارجية بدولة ضعيفة الاقتصاد وغير متطورة ، فكانت الام لا تطبخ الا الاكل البيتي الطازج ، وتصنع الحلويات والبطاطس المقرمش بيدها ، وهكذا زالت الحالة عن الطفلة نهائيا ، تحدثني امها وتقول انها قررت ان تبحث عن هذا الطعام اللغز الذي كانت تتحسس منه طفلتها ، وبعد تجارب كثيرة اكتشفت ان المتهم هو (الشبس المصنع) مع مايحتويه من زيوت مهدرجة معادة التصنيع ونكهات صناعية لا تعرف منها الا ارقامها الموهومة والكثير من الملح والحوافظ السامة ..!.
اجسامنا واجسام اطفالنا تبكي بصمت من اغذية تعودت عليها ، اغذية رأتها امامها فأكلتها ، ربما لم تحبها ولم تطلبها ، فتحسست منها وصنعت امراضا واعراضا اظهرها الجسم اعتراضا على نوعية الاكل ، ولكننا جهلنا لغة الجسد الذي حاول ان يكلمنا بها ولم نفهم مايريد ، فأنستنا لذة الطعام وقشابة الوانة وتعدد اشكاله وزكاء روائحته ان نتساءل عن مدى مناسبته لاجسادنا وعقولنا ..
وعلى دروب الخير نلتقي ...
ابحث عن دائك في طعامك !!
د.أنوار عبد الله أبو خالد
حتى لو كان طعامك الذي تأكله طعاما طبيعيا ، او أنه زرع في احسن تربة ، او سمّد بمواد عضوية لا كيماوية ، حتى لو لم يتعرض للرش والمبيدات الحشرية ، او حتى لو أكلت هذا الخضار او تلك الفاكهة في موسمها وهي طازجة ومليئة بالفيتامينات والمعادن ، فهذا ليس كل شيء ، ربما كان العيب فيك انت وفي مدى قدرتك على تقبل هذا النوع والاستفادة الهضمية منه دون ردود فعل حساسية داخلية لا تعلمها ..!.
ربما كنت تشكو من سمنة غير مبررة لا تتناسب مع كمية الاكل والنشاط الذي تمارسه ودون أي خلل هرموني ، ولكنك تغفل عن وجود غذاء معين لا يحبه جسمك ولا يستطيع التعايش مع مكوناته فلا يهضمه، ولا يطرده وربما كدسه على شكل شحوم على جسمك المسكين ...!.
او ربما كنت تشتكي من وجع في المفاصل او خمول او كسل ، فكان السبب تحسسا داخليا من لحم العجل مثلا ..!.
هل فكرت في هذا الموضوع من قبل ، هل تعرف احدا اضطر لاجراء عملية جراحية او اضطر ان يعمل حجبة عن الطعام ، فتحسنت صحته وزالت آلامه وانخفض وزنه الذي لم يكن يتجاوب معه من قبل ؟!
انا اعرف العشرات ، وقرأت عن اطباء حقيقيين مخلصين لمهنتهم دون اعتبار لاي مصالح او محسوبيات مالية او شللية ، تكلموا بكل صراحة وامانة علمية واخلاص لمهنة الطب عن تحسس كثير من الناس لانواع معينة من الطعام تسبب لهم امراضا مزمنة ، وأثبتوا هذا بالتجارب السريرية والمعملية ، فجربوا عزل المرضى في مستشفيات خاصة لمدة اربعة ايام يصومونهم عن جميع انواع الاكل لمدة اربعة ايام، ويكتفون بشرب الماء ، ولاحظوا ان من كان يشكو منهم من العرج المتقطع او من الروماتيزم او من الربو او من الاكتئاب ، او الصداع التوتري ، او من النشاط الزائد عند الاطفال ، وغير ذلك من الامراض .. لاحظوا عليهم تحسنا ملحوظا منذ اليوم الاول ، وشفاء تاما عند كثير منهم عند انقضاء الاربعة ايام ، ثم قاموا بعد ذلك بتقديم وجبات تحتوي على نوع واحد من الاغذية المتهمة بإثارة الحساسية الهضمية ، كمستخلص القمح الابيض مثلا ، او بيضة ، او برتقالة ، او شريحة لحم بقري ، فوجدوا انه بعد سويعات ، ترتد الاعراض المرضية على المريض كما كانت ..!
وأذكر ان طفلة احدى صديقاتي كانت تشكو من مرض النشاط الحركي الزائد (وأنا اسميه مرضا لتوعية الآباء بأن مايرونه من اطفالهم هو مرض يحتاج الى علاج وصبر ، وليس قلة تهذيب او عناد من الطفل) اذكر انها كانت مؤدبة وكثيرة الحياء ولا تستطيع من فرط خجلها ان تضع عيناها بعينك ، ولكن في بعض الاحيان ترى عجبا منها وكأن عفريتا قد ركبها ، تكلمها فتسبك ، تمسكها فترفسك ، تمزق وتكسر كل مايصل الى يدها ، وتجحظك بعينيها دون خجل ولا خوف من تهديدك بالعقاب ، حرنا وحار اهلها معها حتى شاء الله ان ينتقل زوجها للعمل في احدى السفارات الخارجية بدولة ضعيفة الاقتصاد وغير متطورة ، فكانت الام لا تطبخ الا الاكل البيتي الطازج ، وتصنع الحلويات والبطاطس المقرمش بيدها ، وهكذا زالت الحالة عن الطفلة نهائيا ، تحدثني امها وتقول انها قررت ان تبحث عن هذا الطعام اللغز الذي كانت تتحسس منه طفلتها ، وبعد تجارب كثيرة اكتشفت ان المتهم هو (الشبس المصنع) مع مايحتويه من زيوت مهدرجة معادة التصنيع ونكهات صناعية لا تعرف منها الا ارقامها الموهومة والكثير من الملح والحوافظ السامة ..!.
اجسامنا واجسام اطفالنا تبكي بصمت من اغذية تعودت عليها ، اغذية رأتها امامها فأكلتها ، ربما لم تحبها ولم تطلبها ، فتحسست منها وصنعت امراضا واعراضا اظهرها الجسم اعتراضا على نوعية الاكل ، ولكننا جهلنا لغة الجسد الذي حاول ان يكلمنا بها ولم نفهم مايريد ، فأنستنا لذة الطعام وقشابة الوانة وتعدد اشكاله وزكاء روائحته ان نتساءل عن مدى مناسبته لاجسادنا وعقولنا ..
وعلى دروب الخير نلتقي ...