بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الأصلُ الحقيقي لحب الناس بعضهم بعضاً )
معظم سلوك الناس ان لم نقل كله انما صادر عن اغراض نفسية ..اي ناتج عن حبهم لذواتهم ..حتى وان ظهر للبعض ان عدة تصرفات نابعة من ذاتهم متجهة نحو خارجها لاخرين ..في هذا المقال سنرى معا باذن الله مثلان فقط ويمكنك القياس عليهما فيما بعد ..
. قبل ذلك، ربما يقول البعض انه يعرف هاته المعلومة ‘ان الناس يفعلون ذلك لاغراض نفسية ‘.. نعم ،وانا اقول كل الناس بما فيهم امك التي ربّتك ..
المثال الأول هو (حب الوالدين ) للكثيرين يرون ان حب الوالدين خالٍ من اي غرض نفسي لانهم يحبونك كما انت دون انتظار نتيجة (للاسف انهم يفعلون ذلك ايام الامتحانات ) ، وهذا للاسف خاطئ جدا ، لأن حب الوالدين ينقسم الى قسمين أي حبهم مكون من جزئين : جزء غريزي اي فطري والاخر اكتسابي ..
الجزء الغريزي غرزه الله فيهما وهذا لصالحك كي تستمر بالحياة فولعهما بك في الايام الاولى يدعهما يسعيان لاجلك كي تستمر الحياة والا فالكثير من الآباء يضطرون لظروف او لاخرى لقتل اولادهم ولهذا جاء الامر القرآني صريحا لا تقتلوا اولادكم ..هناك بعض الناس ذوي قلوب رهيفة تستبعد وقوع هذا لكنه لم ير اولاد الفليبيين الذين يباعون بيعا و اولاد الصومال الذين يُقتلون وغيرهم الكثيرون حتى في البلدان المتقدمة ، ولولا هذا الحب الغريزي لكان الناس لا يعباون تماما بهؤلاء القادمين الجدد الى العالم ..
. الكثيرون ايضا يعتقدون ان حب الوالدين مقدس وانهما سبب الوجود ، وهذا خطأ ، حبها مقدس نعم لان الله قال ذلك وليس لانه في ذاته كذلك ..هذا اولا وثانيا هما السبب الفرعي فقط للوجود ، فقد خاطب الحق سيدنا زكريا فقال (وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا ) ولم يذكر اصلا والديه رغم انه اتى عن طريقهما : فالخلق والأمر كله لله ليس للانسان فيه شيء.
و القسم الثاني من حب الوالدين هو حب اكتسابي لصفات فيك ، فلو كنت جميلا رائعا لزاد حبهما لك ، وهكذا ترى ان هذا الحب الاكتسابي ذاتي ونفسي تماما ولا يوجد قطعا من يحب حباً افلاطونيا –لله في الله – حتى لاولاده ودليل ذلك ان من له اكثر من ولد توزع حبه بينهم وكان احدهم احب اليه من الآخر وهنا تدخل الاغراض النفسية والذاتية فتجعل هذا الحب الذي ظهر للكثيرين انه خالِ من الاغراض ليس كذلك ، لذا لا تصدقوا اكاذيب الاباء المتعلقة بانهم ينفردون بك ويقولون ((والله انك انت المفضل لديّ )) اصلا هذه الكلمة اصل كبير في اثبات قولنا هذا بالتفضيل بين الأولاد ..
اذن ولكي نلخص ما سبق نقول : (حب والديك لك انما نابع من اعتبارات منها الغريزي – وهو موجود حتى في الحيوانات – واكتسابي ، والاكتسابي مملوء بحب انفسهم ، لم يحبوك الا لانك جزء منهم ومن المنطق ان تحب جزءا منك ، ولانك فقط عملٌ من اعمالهم ومن العادة ان يحب الانسان اعمالهم الجليلة –بما فيها اظهار انه قادر على الانجاب – ولذلك يمتن الله علينا دوما في القرآن بذلك اي بالاولاد {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }نوح12 فانظر كيف جعل الاموال والاولاد نعمة من جنس واحد ..وانظر الى قوله تعالى” قالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ” وقد اجمع المسلمون تماما على انه ابنه حقيقة .. والمهم هنا انه جعل الابن عملا كسائر الاعمال ..
اذن نحن نمثل لهم (شيئا ) كسائر الاشياء ، وعمل كسائر الاعمال .. القيمة القلبية الحقيقة غير موجودة هنا .
لذلك وقع التفاخر بهم والاعتداد .. الانسان يفتخر بامواله وبنيه لا لانه يحبهم حبا صادقا ،فقط لانه يحب ذاته ان تكبر وتمتد الى فضاء اخر بما فيه الاولاد والاموال ..فكل هذا الحب ناجم عن ‘تضخم الذات وحبهاا لنفسها لا غير ‘ .
انظر الى قوله تعالى : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ }النحل72 ..
ملخص القول هو انك بالنسبة لهما مالٌ كسائر الاموال وعمل كسائر الاعمال انما (يصرخ ويتكلم فحسب) فلا تطمع ان يحبوك لذاتك فذلك –والله – لا يوجد .
المثال الثاني : هو حبك انت لغيرك (لصديق ، طرف آخر او اي شيء ما ..)فهو ايضا لا يخلو ان لم يكن كله من حب ذاتي لنفسك فنحن لا نحب الاشياء من حيث نفعها لنا – ولو لم تفهم هاته العبارة او المفهوم فسوف تنزعج جدا لما تجد الكثير من الناس لم يعودوا يهتمون بك لما انتهوا من اغراضهم – وهذا ايضا دليل على انك انما عملت الخير اما للمدح او طلبا للاهتمام بنفسك من الغير، والتخلص من هاته الغيرية لجعل العمل خالصا لله صعب للغاية .
و كمثال على حب المرء لشيء غيره : حب الذكر للانثى ،فانما هو مجرد حب الكل لجزء فهي جزءٌ منه وهذا طبيعي فهو لا يحبها لذاتها ابدا، انما يحبها لذاته لانها ببساطة كانت جزءا منه ذات يوم ، واجتماعهما انما هو رجوع الجزء لكله والفرع لاصله .(معلوم انها خلقت من الرجل فهي اذن جزء منه )
فكل اولئك الذين يتغنون بقصص العفاف الزوجي والاخلاص والوفاء ..الخ لا يصمدون امام تصاريف الاقدار –التي تبدو قاسية بالنسبة لهم – لما يموت جزء منهم ..فيتزوج اخرى ليكمل معها قصيدة الكذب الزوجي ..انت لاتضمن شيئا ..لم تضمن نفسك لذا لا داعي للكثير من الكذب بشأن مشاعرك تجاه اي انسان ..فمعظمهما كما قلنا ذات اصل نفسي ذاتي .
قد يكون – وقد لاحظتُ هذا قبلك – هذا المقال كارثيا فهو ببضعة اسطر هدم كل المودة الموجودة بين الاباء والابناء والزوجات وازواجهم ..ولخص ان ذلك الحب نفسي فقط ولغرض ما .. انا أقول ذلك واؤكد عليه الا انني اقول ان هناك بضع استثناءات قليلة جدا ونادرة للغاية .
قد يؤلم نعم ان نعرف ان بعض من قال لنا يوما (احبك ) كان لغرض ما ،لكن لابأس فالذي يحبك بكل عيوبك الظاهرة والباطنة وحتى تلك التي لاتعلمها من نفسك انما هو الله وحده فحسب ولا شريك له ايضا ..
للاسف معظم الحقائق المكتسبة عن التأمل لا تؤدي الا لمزيد من الحزن .
م/ن للفائدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الأصلُ الحقيقي لحب الناس بعضهم بعضاً )
معظم سلوك الناس ان لم نقل كله انما صادر عن اغراض نفسية ..اي ناتج عن حبهم لذواتهم ..حتى وان ظهر للبعض ان عدة تصرفات نابعة من ذاتهم متجهة نحو خارجها لاخرين ..في هذا المقال سنرى معا باذن الله مثلان فقط ويمكنك القياس عليهما فيما بعد ..
. قبل ذلك، ربما يقول البعض انه يعرف هاته المعلومة ‘ان الناس يفعلون ذلك لاغراض نفسية ‘.. نعم ،وانا اقول كل الناس بما فيهم امك التي ربّتك ..
المثال الأول هو (حب الوالدين ) للكثيرين يرون ان حب الوالدين خالٍ من اي غرض نفسي لانهم يحبونك كما انت دون انتظار نتيجة (للاسف انهم يفعلون ذلك ايام الامتحانات ) ، وهذا للاسف خاطئ جدا ، لأن حب الوالدين ينقسم الى قسمين أي حبهم مكون من جزئين : جزء غريزي اي فطري والاخر اكتسابي ..
الجزء الغريزي غرزه الله فيهما وهذا لصالحك كي تستمر بالحياة فولعهما بك في الايام الاولى يدعهما يسعيان لاجلك كي تستمر الحياة والا فالكثير من الآباء يضطرون لظروف او لاخرى لقتل اولادهم ولهذا جاء الامر القرآني صريحا لا تقتلوا اولادكم ..هناك بعض الناس ذوي قلوب رهيفة تستبعد وقوع هذا لكنه لم ير اولاد الفليبيين الذين يباعون بيعا و اولاد الصومال الذين يُقتلون وغيرهم الكثيرون حتى في البلدان المتقدمة ، ولولا هذا الحب الغريزي لكان الناس لا يعباون تماما بهؤلاء القادمين الجدد الى العالم ..
. الكثيرون ايضا يعتقدون ان حب الوالدين مقدس وانهما سبب الوجود ، وهذا خطأ ، حبها مقدس نعم لان الله قال ذلك وليس لانه في ذاته كذلك ..هذا اولا وثانيا هما السبب الفرعي فقط للوجود ، فقد خاطب الحق سيدنا زكريا فقال (وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا ) ولم يذكر اصلا والديه رغم انه اتى عن طريقهما : فالخلق والأمر كله لله ليس للانسان فيه شيء.
و القسم الثاني من حب الوالدين هو حب اكتسابي لصفات فيك ، فلو كنت جميلا رائعا لزاد حبهما لك ، وهكذا ترى ان هذا الحب الاكتسابي ذاتي ونفسي تماما ولا يوجد قطعا من يحب حباً افلاطونيا –لله في الله – حتى لاولاده ودليل ذلك ان من له اكثر من ولد توزع حبه بينهم وكان احدهم احب اليه من الآخر وهنا تدخل الاغراض النفسية والذاتية فتجعل هذا الحب الذي ظهر للكثيرين انه خالِ من الاغراض ليس كذلك ، لذا لا تصدقوا اكاذيب الاباء المتعلقة بانهم ينفردون بك ويقولون ((والله انك انت المفضل لديّ )) اصلا هذه الكلمة اصل كبير في اثبات قولنا هذا بالتفضيل بين الأولاد ..
اذن ولكي نلخص ما سبق نقول : (حب والديك لك انما نابع من اعتبارات منها الغريزي – وهو موجود حتى في الحيوانات – واكتسابي ، والاكتسابي مملوء بحب انفسهم ، لم يحبوك الا لانك جزء منهم ومن المنطق ان تحب جزءا منك ، ولانك فقط عملٌ من اعمالهم ومن العادة ان يحب الانسان اعمالهم الجليلة –بما فيها اظهار انه قادر على الانجاب – ولذلك يمتن الله علينا دوما في القرآن بذلك اي بالاولاد {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }نوح12 فانظر كيف جعل الاموال والاولاد نعمة من جنس واحد ..وانظر الى قوله تعالى” قالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ” وقد اجمع المسلمون تماما على انه ابنه حقيقة .. والمهم هنا انه جعل الابن عملا كسائر الاعمال ..
اذن نحن نمثل لهم (شيئا ) كسائر الاشياء ، وعمل كسائر الاعمال .. القيمة القلبية الحقيقة غير موجودة هنا .
لذلك وقع التفاخر بهم والاعتداد .. الانسان يفتخر بامواله وبنيه لا لانه يحبهم حبا صادقا ،فقط لانه يحب ذاته ان تكبر وتمتد الى فضاء اخر بما فيه الاولاد والاموال ..فكل هذا الحب ناجم عن ‘تضخم الذات وحبهاا لنفسها لا غير ‘ .
انظر الى قوله تعالى : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ }النحل72 ..
ملخص القول هو انك بالنسبة لهما مالٌ كسائر الاموال وعمل كسائر الاعمال انما (يصرخ ويتكلم فحسب) فلا تطمع ان يحبوك لذاتك فذلك –والله – لا يوجد .
المثال الثاني : هو حبك انت لغيرك (لصديق ، طرف آخر او اي شيء ما ..)فهو ايضا لا يخلو ان لم يكن كله من حب ذاتي لنفسك فنحن لا نحب الاشياء من حيث نفعها لنا – ولو لم تفهم هاته العبارة او المفهوم فسوف تنزعج جدا لما تجد الكثير من الناس لم يعودوا يهتمون بك لما انتهوا من اغراضهم – وهذا ايضا دليل على انك انما عملت الخير اما للمدح او طلبا للاهتمام بنفسك من الغير، والتخلص من هاته الغيرية لجعل العمل خالصا لله صعب للغاية .
و كمثال على حب المرء لشيء غيره : حب الذكر للانثى ،فانما هو مجرد حب الكل لجزء فهي جزءٌ منه وهذا طبيعي فهو لا يحبها لذاتها ابدا، انما يحبها لذاته لانها ببساطة كانت جزءا منه ذات يوم ، واجتماعهما انما هو رجوع الجزء لكله والفرع لاصله .(معلوم انها خلقت من الرجل فهي اذن جزء منه )
فكل اولئك الذين يتغنون بقصص العفاف الزوجي والاخلاص والوفاء ..الخ لا يصمدون امام تصاريف الاقدار –التي تبدو قاسية بالنسبة لهم – لما يموت جزء منهم ..فيتزوج اخرى ليكمل معها قصيدة الكذب الزوجي ..انت لاتضمن شيئا ..لم تضمن نفسك لذا لا داعي للكثير من الكذب بشأن مشاعرك تجاه اي انسان ..فمعظمهما كما قلنا ذات اصل نفسي ذاتي .
قد يكون – وقد لاحظتُ هذا قبلك – هذا المقال كارثيا فهو ببضعة اسطر هدم كل المودة الموجودة بين الاباء والابناء والزوجات وازواجهم ..ولخص ان ذلك الحب نفسي فقط ولغرض ما .. انا أقول ذلك واؤكد عليه الا انني اقول ان هناك بضع استثناءات قليلة جدا ونادرة للغاية .
قد يؤلم نعم ان نعرف ان بعض من قال لنا يوما (احبك ) كان لغرض ما ،لكن لابأس فالذي يحبك بكل عيوبك الظاهرة والباطنة وحتى تلك التي لاتعلمها من نفسك انما هو الله وحده فحسب ولا شريك له ايضا ..
للاسف معظم الحقائق المكتسبة عن التأمل لا تؤدي الا لمزيد من الحزن .
م/ن للفائدة