الحمد لله وكفى ، وسلاما على عباده الذين اصطفى .. أما بعد
تعلمين - أختي المسلمة - أن الدعاء نعمة عظيمة منّ بها سبحانه على عباده ووعدهم بالإجابة ، وأن الدعاء شأنه عظيم ، ونفعه عميم .... فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله .... وأنه يتضمن توحيد الله وإفراده بالعبادة دون سواه ، وهذا رأس الأمر وأصل الدين . فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء ، فهو جنة المؤمن في الدنيا ، فيجب أن يدعو كل حين وعلى كل حال .. قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه .....)) . ا.هـ
فحري بالمسلمة أن تكثر من دعاء الله تعالى كما تسأله العفو والغفران .
قال لقمان لابنه : ( يابني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا )) .
ثم لتعلم المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل من القوم : إذا أكثر ؟ قال : الله أكثر"
وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل ، بل يعطي إما عاجلا أو يؤجل أو يصرف إلى خير أفضل ، فخير الله عظيم وخزائنه ملئى لا تنفد ، فلتدع المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة.
ثم أرسل عتابي إلى كل مسلمة تدعو الله تعالى ثم تقول : لم يستجب لي وتستعجل الإجابة .
قال ابن الجوزي :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، إلا أنه قد يكون الأولى له التأخير ولنا في الواقع نماذج عدة من نساء و رجال تضرعوا إلى الله فلم يستجب لهم في ذلك الحين ، فظنوا أن الله رد أيديهم خائبة ، ثم تأتي الإجابة بعد حين تقطع ظنهم ، ولو بعد سنوات طويلة ، حيث الحكمة الإلهية تتجلى في كل أمر .
أما احتمال إهمال الله لدعوتك فهذا احتمال غير وارد ما التزمت بآداب الدعاء .
ولقد روي أن زكريا عليه السلام مكث بين دعوته (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) واستجابة الله له أربعين سنة .
إذا المسألة تحتاج منا إلى يقين بوعد الله بالإجابة ، فإذا دعوتِ الله فلا تيأسي ولا تملي، فقد ترين أن الله لم يجب دعوتك وهو إما أن يقدمك إلى خير أفضل ، أو يصرف عنك شرا أعظم ، أو أن في تأجيل الاستجابة خيرا أكثر ، أو أن الله يريد أن يرى منك ابتهالا وتضرعا ، ففي تضرعك زيادة إيمان وخير لكِ، فكم من العباد من كانت المصائب لهم فوائد فقربتهم من ربهم وأعادتهم إليه .
قال ابن القيم (( من دعا واستبطأ الإجابة وترك الدعاء كمن بذر بذرة وسقاها ورعاها فلما حان وقت حصادها ولى وتركها ))
وقال الخطابي : (وإن لم يستجب الله له يعطيه سكينة وانشراحا في صدره أو يصرف عنه من السوء أو يدخر له من الأجر مثلها وعلى كل حال فلا يعدم فائدة )
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : قد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأله، أو صرف عنه المصائب والأمراض اكثر مما سأله، أو ادخر له إلى يوم القيامة .
أختي المسلمة : لا تيأسي من حدوث البلاء ، ولو نزل فالدعاء يدفع بلاء قبل نزوله أو يرفع بلاء بعد نزوله .
فنعجب من حال كثير من النساء من تبتلى بالبلايا والمحن فتلجأ إلى العباد الذين في سؤالهم الذل والمهانة وتنسى رب العباد مع الفارق العظيم .
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضب
لقد صلحت أحوال عظيمة وبنيت بيوت قد هدمت أو كادت ورزق العقيم وأصلح الفاسد وهدى الضال وشفي المريض وعاد الغائب كل ذلك بالدعاء وما ذاك إلا لفضل الله وتيسيره
أختي المسلمة : إن الدعاء في ظهر الغيب أعظم إجابة لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك ، ويسخر لك ملك يقول : " ولكِ بمثل " ، فلا تحرمي نفسك وأخواتك وإخوانك من دعوة في ظهر الغيب .. وتحرى ساعات الإجابة .. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعة إجابة تتكرر علينا كل يوم لا يمنحها إلا الصائمون : إنها ساعة الفطر ! فاسألي الله من واسع فضله في تلك الساعة وغيرها من ساعات الإجابة .
ولن ننسى أن نهدي باقة من العتاب والأسف لكل من استغلت هذه النعمة في الدعاء على أولادها ، ويزداد الأسف حين تكون من أهل الخير والصلاح ولكن لسانها ينهال بدعوات عظيمة على أولادها .. بل إن من الأمهات من تدعو على أولادها أكثر من دعائها لهم ولا أظنه يخفي عليها نهيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقون من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم ) رواه مسلم .
ولعل هذا الشهر الكريم خير فرصة لك لترك الدعاء على أولادك، ولا تيأسي من حالك فمن صدق النية والعزيمة يسر الله له ما شاء ، ومن تساهلت في الدعاء على الأولاد وجدت حالها يستعصي، ومن أقلقها هذا الأمر وسعت إلى تغييره يسره الله لها واقتلعته من جذوره.
أخت العقيدة : يقول ابن القيم : (( الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفه )) .
فتبين بذلك أن للدعاء آدابا وله موانع أيضا، فمن آدابه الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة كما ذكرنا و الإلحاح فيه ، والدعاء في كل حال من شدة ورخاء، وأن تسألي الله تعالى بأسمائه الحسنى ، والاعتراف بالذنب كما في سيد الاستغفار ، وعدم تكلف السجع في الدعاء ، والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة وكذا التوبة ورد المظالم والدعاء بصالح الأعمال - كما فعل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم - .
ومن موانع إجابة الدعاء مخالفة ما سلف من آداب ، وكذا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأكل الحرام وشربه ولبسه، واقتناء وسائل المعصية في المنزل واقتراف المعاصي والإصرار عليها .
ومن الموانع التي يجهلها كثير من النساء اتباع الدعاء بقول " إن شاء الله " ، كقولك الله يجزيك خيرا إن شاء الله ، أو الله يوفقك إن شاء الله ، أو الله يرحمنا إن شاء الله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله : إذا دعا أحدكم فلا يقل : (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم مسألته فإنه لا مكره له ) رواه البخاري
تقبل الله دعواتنا ووفقنا للصالحات
تعلمين - أختي المسلمة - أن الدعاء نعمة عظيمة منّ بها سبحانه على عباده ووعدهم بالإجابة ، وأن الدعاء شأنه عظيم ، ونفعه عميم .... فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله .... وأنه يتضمن توحيد الله وإفراده بالعبادة دون سواه ، وهذا رأس الأمر وأصل الدين . فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء ، فهو جنة المؤمن في الدنيا ، فيجب أن يدعو كل حين وعلى كل حال .. قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه .....)) . ا.هـ
فحري بالمسلمة أن تكثر من دعاء الله تعالى كما تسأله العفو والغفران .
قال لقمان لابنه : ( يابني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا )) .
ثم لتعلم المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل من القوم : إذا أكثر ؟ قال : الله أكثر"
وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل ، بل يعطي إما عاجلا أو يؤجل أو يصرف إلى خير أفضل ، فخير الله عظيم وخزائنه ملئى لا تنفد ، فلتدع المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة.
ثم أرسل عتابي إلى كل مسلمة تدعو الله تعالى ثم تقول : لم يستجب لي وتستعجل الإجابة .
قال ابن الجوزي :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، إلا أنه قد يكون الأولى له التأخير ولنا في الواقع نماذج عدة من نساء و رجال تضرعوا إلى الله فلم يستجب لهم في ذلك الحين ، فظنوا أن الله رد أيديهم خائبة ، ثم تأتي الإجابة بعد حين تقطع ظنهم ، ولو بعد سنوات طويلة ، حيث الحكمة الإلهية تتجلى في كل أمر .
أما احتمال إهمال الله لدعوتك فهذا احتمال غير وارد ما التزمت بآداب الدعاء .
ولقد روي أن زكريا عليه السلام مكث بين دعوته (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) واستجابة الله له أربعين سنة .
إذا المسألة تحتاج منا إلى يقين بوعد الله بالإجابة ، فإذا دعوتِ الله فلا تيأسي ولا تملي، فقد ترين أن الله لم يجب دعوتك وهو إما أن يقدمك إلى خير أفضل ، أو يصرف عنك شرا أعظم ، أو أن في تأجيل الاستجابة خيرا أكثر ، أو أن الله يريد أن يرى منك ابتهالا وتضرعا ، ففي تضرعك زيادة إيمان وخير لكِ، فكم من العباد من كانت المصائب لهم فوائد فقربتهم من ربهم وأعادتهم إليه .
قال ابن القيم (( من دعا واستبطأ الإجابة وترك الدعاء كمن بذر بذرة وسقاها ورعاها فلما حان وقت حصادها ولى وتركها ))
وقال الخطابي : (وإن لم يستجب الله له يعطيه سكينة وانشراحا في صدره أو يصرف عنه من السوء أو يدخر له من الأجر مثلها وعلى كل حال فلا يعدم فائدة )
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : قد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأله، أو صرف عنه المصائب والأمراض اكثر مما سأله، أو ادخر له إلى يوم القيامة .
أختي المسلمة : لا تيأسي من حدوث البلاء ، ولو نزل فالدعاء يدفع بلاء قبل نزوله أو يرفع بلاء بعد نزوله .
فنعجب من حال كثير من النساء من تبتلى بالبلايا والمحن فتلجأ إلى العباد الذين في سؤالهم الذل والمهانة وتنسى رب العباد مع الفارق العظيم .
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضب
لقد صلحت أحوال عظيمة وبنيت بيوت قد هدمت أو كادت ورزق العقيم وأصلح الفاسد وهدى الضال وشفي المريض وعاد الغائب كل ذلك بالدعاء وما ذاك إلا لفضل الله وتيسيره
أختي المسلمة : إن الدعاء في ظهر الغيب أعظم إجابة لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك ، ويسخر لك ملك يقول : " ولكِ بمثل " ، فلا تحرمي نفسك وأخواتك وإخوانك من دعوة في ظهر الغيب .. وتحرى ساعات الإجابة .. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعة إجابة تتكرر علينا كل يوم لا يمنحها إلا الصائمون : إنها ساعة الفطر ! فاسألي الله من واسع فضله في تلك الساعة وغيرها من ساعات الإجابة .
ولن ننسى أن نهدي باقة من العتاب والأسف لكل من استغلت هذه النعمة في الدعاء على أولادها ، ويزداد الأسف حين تكون من أهل الخير والصلاح ولكن لسانها ينهال بدعوات عظيمة على أولادها .. بل إن من الأمهات من تدعو على أولادها أكثر من دعائها لهم ولا أظنه يخفي عليها نهيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقون من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم ) رواه مسلم .
ولعل هذا الشهر الكريم خير فرصة لك لترك الدعاء على أولادك، ولا تيأسي من حالك فمن صدق النية والعزيمة يسر الله له ما شاء ، ومن تساهلت في الدعاء على الأولاد وجدت حالها يستعصي، ومن أقلقها هذا الأمر وسعت إلى تغييره يسره الله لها واقتلعته من جذوره.
أخت العقيدة : يقول ابن القيم : (( الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفه )) .
فتبين بذلك أن للدعاء آدابا وله موانع أيضا، فمن آدابه الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة كما ذكرنا و الإلحاح فيه ، والدعاء في كل حال من شدة ورخاء، وأن تسألي الله تعالى بأسمائه الحسنى ، والاعتراف بالذنب كما في سيد الاستغفار ، وعدم تكلف السجع في الدعاء ، والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة وكذا التوبة ورد المظالم والدعاء بصالح الأعمال - كما فعل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم - .
ومن موانع إجابة الدعاء مخالفة ما سلف من آداب ، وكذا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأكل الحرام وشربه ولبسه، واقتناء وسائل المعصية في المنزل واقتراف المعاصي والإصرار عليها .
ومن الموانع التي يجهلها كثير من النساء اتباع الدعاء بقول " إن شاء الله " ، كقولك الله يجزيك خيرا إن شاء الله ، أو الله يوفقك إن شاء الله ، أو الله يرحمنا إن شاء الله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله : إذا دعا أحدكم فلا يقل : (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم مسألته فإنه لا مكره له ) رواه البخاري
تقبل الله دعواتنا ووفقنا للصالحات