موقع قف وناظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع قف وناظر

اسلامي ثقافي حواء وادم موقع قف وناظر ملتقى العالمي مجلة قف وناظر منتدى عالمي فنانين ومشاهير نجوم علماء وموسوعه


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:56


    بسم الله الرحمن الرحيم


    والحمد لله والصلاة على من لا نبي بعده
    وبعد :

    خطوات عملية..ونصائح غالية ..
    للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..

    ( 1 )

    تمهيد ..

    لو نظرنا إلى حالنا قبل رمضان ..
    وحالنا في رمضان..
    مع بعض الأعمال الصالحة ..
    ثم قارنا بين الحالين ..

    لتعجبنا كثيرا..!

    وبالمثال يتضح البيان..

    " تلاوة القرآن "
    فقبل رمضان..
    ربما ذهبت أيام ولم نفتح المصحف..
    أما في رمضان..
    فترانا نتنافس على ختم القرآن..!

    " الصيام "
    فقبل رمضان ..
    قد نعجز عن صيام يوم واحد..
    أما في رمضان ..
    فنصوم شهرا كاملا بكل يسر وسهولة..!

    " قيام الليل "
    فقبل رمضان ..
    ربما كسلنا عن ركعة الوتر..
    أما في رمضان ..
    فنصلي التراويح بنفس منشرحة..بل في العشر ..نصلي مع التراويح..القيام..ولو جمعنا وقت التراويح والقيام..لوجدنا انه.. يستغرق ساعات..!

    وقل مثل ذلك في سائر الأعمال الصالحة..
    من صدقة ودعاء وإطعام وصلة واجتماع ونحو ذلك..

    ثم كذلك..

    إذا خرج رمضان..
    عادت الأمور كما هي ..
    من ترك الأعمال الصالحة..
    وعدم الاستمرار ولو لشيء منها..!

    نعم..

    لا يختلف اثنان بأن رمضان مهيئ للعبادة ..وأجواؤه تختلف عن بقية العام..
    والشخص فيه معان من الله..

    أضاف إلى ذلك..

    تصفد فيه مردة الشياطين..
    كسر النفس بالصيام ..
    تشجع البعض بالبعض..
    إلى غير ذلك من المساعدات..

    ( 2 )

    لكن ..

    لماذا لا نستطيع المحافظة ولو على القليل من الأعمال الصالحة..?

    لعل التفسير الصحيح لهذا الحال يرجع إلى أمرين :
    الأول : أن بعض الناس ليس عنده الرغبة في مواصلة العمل أصلا بعد رمضان..فقط مستعد للعمل في رمضان ..

    فترى من يصوم ..
    لا ينوي أنه يستمر على الصيام..
    ولو ليوم في الشهر..
    ومن يقوم ..
    لا يفكر أنه يقوم ولو بركعات..
    ومن يقرأ القرآن..
    لا يخطط بأن يتلو ولو شيأ يسيراً من القرآن كل يوم..
    ومن يزداد إيمانه..
    لا يجتهد في مضاعفة أعماله بعد رمضان..

    وهكذا قس..

    فأصبح ..فقط ..
    ينوي ابتغاء الأجر في رمضان..
    ونتيجة ذلك..
    أنه يترك ما كان يعمله بعد رمضان ...

    وإن كان تحصيل الأجر مراداً في العبادات..
    ويثاب عليه العامل..

    لكن..

    ليس المراد الأسمى من فرض رمضان..
    والذي بينه الله في ..
    خاتمة أول آية وآخر آية من آيات الصيام..
    بقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) ( لعلهم يتقون )

    فالتقوى..

    هي الأثر الأعظم ..
    من آثآر الصيام والقيام وبقية الأعمال الصالحة..
    والتي تمتد آثارها بعد رمضان..

    فأصبح رمضان بذلك..
    مدرسة..
    يتمرن فيه المسلم على العبادات..
    فيرتفع إيمانه..وتزكو نفسه..
    وتعلو همته ..فيقبل على ربه..
    في رمضان.. ويستمر بعد رمضان..
    في انشراح صدر ..واستعداد للعمل..

    ( 3 )

    الأمر الثاني :

    في من يوجد عنده الرغبة في موصلة العمل..لكنه يتخبط بعد رمضان..ثم ينقطع ..

    والسبب في ذلك..

    عدم معرفته الطريقة الصحيحة للمحافظة على استمرار العمل بعد رمضان..!

    فترى بعض من يريد وينوي المواصلة ..
    يقع في اضطراب..
    فتراه يريد أن يواصل العمل..الذي كان يعمله في رمضان ..بنفس الجهد والوقت..
    فيأخذه الحماس ..ويبدأ العمل بعد رمضان..
    ثم لا يلبث ..إلا ويذهب عنه ما كان يعهده في رمضان..
    من معينات.. "كما ذكر سابقا"..
    ..فيقع في حيرة وملل..
    لأن العمل كبير..
    والجهد يضعف شيئاً فشيئاً مع الوقت ..
    فيذهب عنه الحماس..وينقطع..
    فيصير..
    كالمنبت..لا أرضا قطع..ولا ظهرا أبقى..!
    وهذا في العمل الذي كان يعمل في رمضان..

    والحل ..

    حدد من الآن ..وأنت في رمضان..
    الأعمال التي تحب أن تعملها بعد رمضان..من تطوعات ونوافل..
    عملين أو ثلاثة ..
    فقط ..
    ولا تزد على ذلك..

    واحرص أن تكون الأعمال منوعة وموزعة..
    من حيث وقتها.. في اليوم ..الأسبوع..الشهر..
    طبيعتها ..صلاة..قراءة..صيام..تلاوة..

    ونحو ذلك..حتى لا يكون هناك ملل..

    وهاك أمثلة لبعض الأعمال الصالحة..

    تلاوة قرآن
    قيام ليل
    صيام
    تبكير للمسجد
    جلوس بعد صلاة الفجر
    قراءة كتاب
    مراجعة قرآن
    سنن رواتب
    صدقة
    حفظ قرآن
    سنة الضحى
    طلب العلم
    دعوة إلى الله
    حضور درس

    وغير ذلك ..من الأعمال الصالحة ..
    مما كان يعمل في رمضان..أو من الأعمال الجديدة التي يريد الشخص البدء بها..
    أو مما كان يريد الرجوع إليها بعد تركها والإخلال بها..

    فإذا كان العمل مما يُبدؤ فيه في رمضان..
    مثل تلاوة القرآن..فحدد من الآن ..
    المقدار..ومكان الجلوس..وهكذا..

    ( 4 )

    وبعد هذه المقدمة بين يدي الموضوع..

    هاك صلب الموضوع..

    خطوات عملية للمحافظة والاستمرار على العمل الصالح..

    على النحو التالي :

    أولا /
    طلب الإعانة من الله :

    وذلك في كثرة الدعاء بالدعاء العظيم.. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
    وتضرع إلى الله بأن يوفقك ويفتح عليك ويثبتك على الأعمال الصالحة ..
    فإن لم يعينك الله على عمل الأعمال الصالحة..فلن ينفعك أي معين..

    إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

    ثانيا /
    أن يكون العمل قليلا :

    فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ماتطيقون ) رواه البخاري(6465 )

    وقيل ..
    قليل دائم خير من كثير منقطع ..

    في البداية قليل ..وقليل..وقليل..
    حتى لا تمل..ومن ثم تنقطع..
    بعد أن تتعود على العمل..
    وتلتذ به نفسك ..زد عليه..

    ثالثا /
    التدرج :

    إذا زدت ..فتدرج..ثم تدرج..
    ولا تكثر المقدار ..فتغص..وتشرق..
    بل ..أكل العنب حبه ..حبه.. كما قيل..
    واحذر..أشد الحذر..
    من مداخل الشيطان..وخفايا النفس..في طلب الزيادة..
    لأجل..
    ترك العمل في الأخير..بعد أن لا تستطع ..فتمل..

    رابعا /
    الورد اليومي :

    يحفظ العمل..كالوعاء..
    فيجب أن تعرف ما هو الورد اليومي ..
    يعني كل يوم يتكرر معك العمل..
    لابد من عمله مهما كان..
    فلا استمرار لمن لم يكن له ورد يومي..

    وهذا يجعلك عندما تتأقلم على هذا المفهوم ..تأتي بالعمل بنفس منشرحة..
    وفي المقابل عندما لا تعمله تحس بفقده وتحس بتخلخل يومك..
    وقد يكون العمل شهريا كالصيام..

    خامس /
    وقت ..ومكان :

    فلابد من تحديد وقت ..يبدأ من كذا وينتهي في كذا..
    وتحديد مكان العمل..
    والثبات عليه مهما كان..وعدم فتح باب تغيير المكان..
    فمرة بالمسجد..
    ومرة بالبيت..
    ومره هنا .. ومرة هناك..
    بل يحدد المكان ..ولا يغير إلا عند وجود مصلحة في التغيير..ليس من باب مداخل النفس..
    فاليوم تأجيل..وغدا..تأخير..
    والنتيجة..
    ترك العمل..أو عدم الاتيان به بالصورة المطلوبة..
    فأغلق الباب..واثبت ..
    فمن ثبت نبت..

    سادسا /
    التعويض إن احتجت إليه :

    وإلا الأصل أن لا يكون عندك تعويض ..
    إلا في حالات ضيقة جدا ..

    فإن احتجت إليه..
    فأدي واجبك..ثم عوض..

    ولا يشغلك التعويض عن واجبك..فيتراكم عليك..
    فتمل وتترك العمل..
    وهذا من أعظم ما تحذره..

    سابعا /
    المكافأة والحرمان :

    فإذا عملت ..وأنجزت..فاحمد الله واشكره..فلولا إعانته وتوفيقه.. لما عملت..
    ثم أعط نفسك شيئا من المكافأة ولو بشيئ يسير..

    وإذا لم تعمل..فقم بحرمان نفسك من شيء كانت ترتاح له..

    ثامنا /
    الربط :

    اربط بعض الأعمال..ببعض الأشياء الثابتة عندك..
    فمثلا..تلاوة القرآن..اربطها بالصلاة..مثلا..بعد صلاة العصر أو الفجر..
    واحرص أن يكون الوقت من الأوقات التي لا تنشغل فيها عادة..

    تاسعا /
    مدة العمل :

    حدد مدة للعمل ..سواء للوقت الذي يستغرقه عمل العمل..
    مثل الجلوس لتلاوة القرآن..أو مدة الاستمرار في العمل قبل الزيادة عليه..

    عاشرا /
    الزيادة :

    تكون بعد التعود والتمرن على العمل..
    فلا تزيد قبل التمكن..
    والضابط..
    تنفيذ ما رسمته لنفسك..
    وانشراح صدرك..بوجود الرغبة..واللذة..
    بعدها..زد..

    الحادي عشر /
    الجدية والحزم :

    فلا بد من الجدية مع النفس..في القيام بالعمل..وذلك عندما يزاحم مزاحم..عندها..
    تأتي المبررات من النفس بالتأجيل والتعويض..
    فإن استجبت فهذا تأخر..فإن لم تتدارك نفسك..وتجد معها..وإلا فقد تتعثر ..
    فاليوم تأجيل..وغدا تأخير..ثم يترك العمل..

    وهاك أمثلة..

    تطبيقية وتقريبية..
    قابلة للزيادة والنقص ..

    العمل :
    تلاوة القرآن

    البداية : رمضان 1433
    الزمن : بعد صلاة العصر
    المكان : المسجد أو مصلى البيت للمرأة
    المقدار : خمسة أوجه
    الوقت : 10 دقائق
    زيادة العمل : بعد 3 أو 6 أشهر
    تزاد : خمسة أوجه..ليصبح عشرة أوجه..

    ومثال ثانٍ ..

    العمل :
    صيام الاثنين

    البداية : بعد رمضان 1433
    المقدار : فقط ثلاث اثنينات.. لتدرك فضلية ثلاثة أيام من كل شهر والرابع راحة
    زيادة العمل : بعدرمضان 1434
    يزاد : يزاد آخر اثنين من كل شهر..ليصبح صيام كل اثنين في الشهر..

    وهاك ثالث ..

    العمل :
    قراءة كتاب

    البداية : رمضان 1433
    الزمن : بعد صلاة العصر
    المكان : المكتبة أو مكان هادئ في البيت
    المقدار : 20 صفحة تقريبا
    الوقت : 20 دقيقة
    زيادة العمل : بعد 6 أشهر
    تزاد : 20دقيقة

    والكل ..ينظر في أمره..ويفعل ما يناسبه..
    فإذا عزمت فتوكل على الله..

    ( 5 )

    (((هوامش.......ومتفرقات )))

    * ليكن لك سهم ..

    «« الأصل أن المسلم يجتهد بأن يكون له سهم في كل عمل صالح..ولكن قد يصعب ذلك..فجاهد بأن يكون لك ولو عمل قليل في بعض الأعمال الصالحة..وانظر بماذا يفتح عليك..وترتاح إليه نفسك..فمثلا..رأيت أن الصيام سهل عليك..فأكثر منه..وهكذا..مع جعل لك نصيب في أكثر الأعمال..

    * الكثير من الأعمال ..

    »» ولو طبقنا هذه الطريقة ..بأن نضيف بعد كل رمضان ..عملين أو ثلاثة..لوجدنا أننا بعد..ثلاثة رمضانات..صار عندنا الكثير من الأعمال.. والتي نعملها بكل يسر وسهولة..وهذا إنجاز عظيم..
    وحينها ..
    تجد نفسك أنك تعمل أعمال صالحة كثيرة ..بكل يسر وسهولة ..وتزيد فيها ما تشاء..

    * ترك الأعمال ..

    «« وحتى لو تركنا بعض الأعمال..بعد رمضان ..ولم نتمسك..إلا ببعض الأعمال القليلة..
    فهذا لأجل الموازنة..فإننا في الحقيقة لم نترك هذه الأعمال زهدا بها ..بل حتى لأجل أن لا تؤثر على الأعمال الأخرى..والتي في النية عملها بعد رمضانات قادمة إن شاء الله.. إن أمد الله في أعمارنا..

    * بعد رمضان ..

    «« وسبب تحديد البدء في العمل بعد رمضان..هو لأجل ما يحصل عليه المسلم من زيادة الإيمان.. وما يراه في نفسه من استعداد للعمل بعد رمضان.. فيستغل ذلك في زيادة أعمال صالحة تقربه إلى ربه..لكن لو رأى من نفسه نشاط واستعداد..في بقية العام..فإنه يبادر ولا ينتظر رمضان..

    * من أسرار العمل القليل ..هام جدا..

    «« عند عمل العمل الجديد..
    فإنه يجتمع على النفس مشقتين :
    الأولى :
    الوقت الذي سيصرف في هذا العمل الذي يخالف نزعات النفس وشهواتها..بل هو حبس لها..ففي اقتطاعه مشقة..
    الثانية :
    نفس العمل ..ففيه شيء من المشقة مهما كان..

    فإذا اجتمع في الوقت المبذول والعمل القلة ..لم تجد النفس صعوبة في قبوله..ولكن يبقى الجهد المبذول في المحافظة على استمراره..بل ستنقلب الأمور إلى وجود رغبة عند النفس في هذا العمل..ولكن هذا بعد مدة..بعد أن تتعود نفسك عليه...وهنا تكون قد تحكمت في نفسك في العمل..فتزيد ما تشاء..

    لكن تصور لو أن وقت العمل طويل ونفس العمل كثير..فإن النفس لن تقبلبه سريعا..بل سيكون عليها ثقيل ..ومهما طاوعتك في البداية وتغلبت عليها بالحماس..فإن هذا الحماس لن يستمر..ومن ثم ستتغلب عليك نفسك ..
    والنتيجة..إما ترك العمل ..أو عدم الاتيان به على الصورة المطلوبة..

    وهذا في الغالب..
    لكن بعض الناس يوفقه الله فيقويه ويعينه ويأتي بما يريد من الأعمال..وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
    وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مراده الأجسام

    لكن أمثالنا ..
    ممن أصابهم الكسل والفتور..لابد لهم من مسايسة نفوسهم ..بعد الاعتماد على الله في طلب العون على ذلك..

    * مزلق..خطير وخفي ..

    «« وهو من مداخل الشيطان الخفية والخطيرة..
    والمتمثل في.. إزعاجك في طلب الزيادة..وأنك قادر على ذلك..
    فتنبه من هذا الذي وقع فيه الكثير من الذين تركوا العمل..واثبت على قليل..وقليل..وقليل..العمل.

    * البدايات..

    «« عليك بالبداية بالقليل بل باليسير..وعدم الاندفاع..مهما رأيت من نفسك قبولا..ففي البدايات ..
    لا حكم لما تجده في نفسك من محبة للعمل أو حبا في الزيادة ..
    فقد يكون من مداخل الشيطان..وخفايا النفس المخادعة..
    فكن على حذر بل أشد الحذر..
    فهذا قاصمة الظهر ..!
    وهذا بداية الانحدار ..!
    واصبر على القليل ..مادمت في البدايات..وما دامت قدمك لم تثبت على العمل..
    مره تعمل العمل ومرة تزيد ومرة لا تعمله ومره تؤجل..!
    فكن على حذر..وأجل مسألة الزيادة..وحتى فيما بعد..تكون الزيادة بتدرج

    خاتمة
    * ..بناء ..وتشييد..

    عندما تبدأ بعملين أو ثلاثة أو حتى واحد.. بعد كل رمضان يمر عليك ..وتبدأ بقليل..وبعد أن تثبت على هذه الأعمال ..وتزيد بتدرج ..ستصبح بعد سنوات..من الذي قد وفقهم الله لعمل أعمال صالحة كثيرة ..
    فأنت في الحقيقة تبني ..وتشيّد بناءك الذي لن يرتفع إلا بهذه الأعمال الصالحة ..
    ونتيجة ذلك..
    تحقيق ما أمر الله به من عبادته.. وابتغاء مرضاته .. والمسارعة إلى الخيرات..
    بكل يسر وسهولة ..
    بل ستكون في سعادة عظيمة.. وانشراح صدر..
    وسترى أنك تزداد..كل سنة ..بل كل فترة ..وهذا هو حال المؤمن الصادق في زيادة من الخير والأعمال الصالحة ..
    لذلك تأمل من تراه من العلماء والعباد..ممن هم في منازل عاليه في العلم والعبادة..
    فإنهم في الحقيقة ..لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه في بداية أمرهم..
    بل .. بعد سنوات من العمل والصبر والثبات .. وصلوا..
    يقول أحد السلف : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذذت به عشرين سنة ..
    فواصل ..
    واستعن بالله ..وأكثر من الدعاء بأن يعينك الله ويثبتك ..ويقربك إليه ..
    احرص على الثبات على الأعمال الصالحة ..
    وأعلم أن الموت قريب ..فاستعد للآخرة بهذه الأعمال الصالحة ..وإن كانت قليلة ..
    فعظمها بالمداومة عليها ..وذلك علامة من علامات الصدق مع الله..

    هذا ما تيسر ..
    فما كان فيه من صوابا فمن الله وحده وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان

    وأسأل الله أن ينفعنا فيه .. ويكتب الأجر لكاتبه ومراجعه..
    ومن ساهم في نشره ..

    كما أرجوه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح..
    وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..اللهم آمين


    أخوك في الله
    خالد بن عبد الرحمن الدغيري
    أبو أسامة
    19/ 9 / 1433

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم






    1. خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله والصلاة على من لا نبي بعده
    وبعد :


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..
    للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..

    ( 1 )

    تمهيد ..

    لو نظرنا إلى حالنا قبل رمضان ..
    وحالنا في رمضان..
    مع بعض الأعمال الصالحة ..
    ثم قارنا بين الحالين ..

    لتعجبنا كثيرا..!

    وبالمثال يتضح البيان..

    " تلاوة القرآن "
    فقبل رمضان..
    ربما ذهبت أيام ولم نفتح المصحف..
    أما في رمضان..
    فترانا نتنافس على ختم القرآن..!

    " الصيام "
    فقبل رمضان ..
    قد نعجز عن صيام يوم واحد..
    أما في رمضان ..
    فنصوم شهرا كاملا بكل يسر وسهولة..!

    " قيام الليل "
    فقبل رمضان ..
    ربما كسلنا عن ركعة الوتر..
    أما في رمضان ..
    فنصلي التراويح بنفس منشرحة..بل في العشر ..نصلي مع التراويح..القيام..
    ولو جمعنا وقت التراويح والقيام..لوجدنا انه.. يستغرق ساعات..!

    وقل مثل ذلك في سائر الأعمال الصالحة..
    من صدقة ودعاء وإطعام وصلة واجتماع ونحو ذلك..

    ثم كذلك..

    إذا خرج رمضان..
    عادت الأمور كما هي ..
    من ترك الأعمال الصالحة..
    وعدم الاستمرار ولو لشيء منها..!

    نعم..

    لا يختلف اثنان بأن رمضان مهيئ للعبادة ..وأجواؤه تختلف عن بقية العام..
    والشخص فيه معان من الله..

    أضاف إلى ذلك..

    تصفد فيه مردة الشياطين..
    كسر النفس بالصيام ..
    تشجع البعض بالبعض..
    إلى غير ذلك من المساعدات..

    ( 2 )

    لكن ..

    لماذا لا نستطيع المحافظة ولو على القليل من الأعمال الصالحة..?

    لعل التفسير الصحيح لهذا الحال يرجع إلى أمرين :
    الأول : أن بعض الناس ليس عنده الرغبة في مواصلة العمل أصلا بعد رمضان..فقط مستعد للعمل في رمضان ..

    فترى من يصوم ..
    لا ينوي أنه يستمر على الصيام..
    ولو ليوم في الشهر..
    ومن يقوم ..
    لا يفكر أنه يقوم ولو بركعات..
    ومن يقرأ القرآن..
    لا يخطط بأن يتلو ولو شيأ يسيراً من القرآن كل يوم..
    ومن يزداد إيمانه..
    لا يجتهد في مضاعفة أعماله بعد رمضان..

    وهكذا قس..

    فأصبح ..فقط ..
    ينوي ابتغاء الأجر في رمضان..
    ونتيجة ذلك..
    أنه يترك ما كان يعمله بعد رمضان ...

    وإن كان تحصيل الأجر مراداً في العبادات..
    ويثاب عليه العامل..

    لكن..

    ليس المراد الأسمى من فرض رمضان..
    والذي بينه الله في ..
    خاتمة أول آية وآخر آية من آيات الصيام..
    بقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) ( لعلهم يتقون )

    فالتقوى..

    هي الأثر الأعظم ..
    من آثآر الصيام والقيام وبقية الأعمال الصالحة..
    والتي تمتد آثارها بعد رمضان..

    فأصبح رمضان بذلك..
    مدرسة..
    يتمرن فيه المسلم على العبادات..
    فيرتفع إيمانه..وتزكو نفسه..
    وتعلو همته ..فيقبل على ربه..
    في رمضان.. ويستمر بعد رمضان..
    في انشراح صدر ..واستعداد للعمل..

    ( 3 )

    الأمر الثاني :

    في من يوجد عنده الرغبة في موصلة العمل..لكنه يتخبط بعد رمضان..ثم ينقطع ..

    والسبب في ذلك..

    عدم معرفته الطريقة الصحيحة للمحافظة على استمرار العمل بعد رمضان..!

    فترى بعض من يريد وينوي المواصلة ..
    يقع في اضطراب..
    فتراه يريد أن يواصل العمل..الذي كان يعمله في رمضان ..بنفس الجهد والوقت..
    فيأخذه الحماس ..ويبدأ العمل بعد رمضان..
    ثم لا يلبث ..إلا ويذهب عنه ما كان يعهده في رمضان..
    من معينات.. "كما ذكر سابقا"..
    ..فيقع في حيرة وملل..
    لأن العمل كبير..
    والجهد يضعف شيئاً فشيئاً مع الوقت ..
    فيذهب عنه الحماس..وينقطع..
    فيصير..
    كالمنبت..لا أرضا قطع..ولا ظهرا أبقى..!
    وهذا في العمل الذي كان يعمل في رمضان..

    والحل ..

    حدد من الآن ..وأنت في رمضان..
    الأعمال التي تحب أن تعملها بعد رمضان..من تطوعات ونوافل..
    عملين أو ثلاثة ..
    فقط ..
    ولا تزد على ذلك..

    واحرص أن تكون الأعمال منوعة وموزعة..
    من حيث وقتها.. في اليوم ..الأسبوع..الشهر..
    طبيعتها ..صلاة..قراءة..صيام..تلاوة..

    ونحو ذلك..حتى لا يكون هناك ملل..

    وهاك أمثلة لبعض الأعمال الصالحة..

    تلاوة قرآن
    قيام ليل
    صيام
    تبكير للمسجد
    جلوس بعد صلاة الفجر
    قراءة كتاب
    مراجعة قرآن
    سنن رواتب
    صدقة
    حفظ قرآن
    سنة الضحى
    طلب العلم
    دعوة إلى الله
    حضور درس

    وغير ذلك ..من الأعمال الصالحة ..
    مما كان يعمل في رمضان..أو من الأعمال الجديدة التي يريد الشخص البدء بها..
    أو مما كان يريد الرجوع إليها بعد تركها والإخلال بها..

    فإذا كان العمل مما يُبدؤ فيه في رمضان..
    مثل تلاوة القرآن..فحدد من الآن ..
    المقدار..ومكان الجلوس..وهكذا..

    ( 4 )

    وبعد هذه المقدمة بين يدي الموضوع..

    هاك صلب الموضوع..

    خطوات عملية للمحافظة والاستمرار على العمل الصالح..

    على النحو التالي :

    أولا /
    طلب الإعانة من الله :

    وذلك في كثرة الدعاء بالدعاء العظيم.. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
    وتضرع إلى الله بأن يوفقك ويفتح عليك ويثبتك على الأعمال الصالحة ..
    فإن لم يعينك الله على عمل الأعمال الصالحة..فلن ينفعك أي معين..



    إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

    ثانيا /
    أن يكون العمل قليلا :

    فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ماتطيقون ) رواه البخاري(6465 )

    وقيل ..
    قليل دائم خير من كثير منقطع ..

    في البداية قليل ..وقليل..وقليل..
    حتى لا تمل..ومن ثم تنقطع..
    بعد أن تتعود على العمل..
    وتلتذ به نفسك ..زد عليه..

    ثالثا /
    التدرج :

    إذا زدت ..فتدرج..ثم تدرج..
    ولا تكثر المقدار ..فتغص..وتشرق..
    بل ..أكل العنب حبه ..حبه.. كما قيل..
    واحذر..أشد الحذر..
    من مداخل الشيطان..وخفايا النفس..في طلب الزيادة..
    لأجل..
    ترك العمل في الأخير..بعد أن لا تستطع ..فتمل..

    رابعا /
    الورد اليومي :

    يحفظ العمل..كالوعاء..
    فيجب أن تعرف ما هو الورد اليومي ..
    يعني كل يوم يتكرر معك العمل..
    لابد من عمله مهما كان..
    فلا استمرار لمن لم يكن له ورد يومي..

    وهذا يجعلك عندما تتأقلم على هذا المفهوم ..تأتي بالعمل بنفس منشرحة..
    وفي المقابل عندما لا تعمله تحس بفقده وتحس بتخلخل يومك..
    وقد يكون العمل شهريا كالصيام..

    خامس /
    وقت ..ومكان :

    فلابد من تحديد وقت ..يبدأ من كذا وينتهي في كذا..
    وتحديد مكان العمل..
    والثبات عليه مهما كان..وعدم فتح باب تغيير المكان..
    فمرة بالمسجد..
    ومرة بالبيت..
    ومره هنا .. ومرة هناك..
    بل يحدد المكان ..ولا يغير إلا عند وجود مصلحة في التغيير..ليس من باب مداخل النفس..
    فاليوم تأجيل..وغدا..تأخير..
    والنتيجة..
    ترك العمل..أو عدم الاتيان به بالصورة المطلوبة..
    فأغلق الباب..واثبت ..
    فمن ثبت نبت..

    سادسا /
    التعويض إن احتجت إليه :

    وإلا الأصل أن لا يكون عندك تعويض ..
    إلا في حالات ضيقة جدا ..

    فإن احتجت إليه..
    فأدي واجبك..ثم عوض..

    ولا يشغلك التعويض عن واجبك..فيتراكم عليك..
    فتمل وتترك العمل..
    وهذا من أعظم ما تحذره..

    سابعا /
    المكافأة والحرمان :

    فإذا عملت ..وأنجزت..فاحمد الله واشكره..فلولا إعانته وتوفيقه.. لما عملت..
    ثم أعط نفسك شيئا من المكافأة ولو بشيئ يسير..

    وإذا لم تعمل..فقم بحرمان نفسك من شيء كانت ترتاح له..

    ثامنا /
    الربط :

    اربط بعض الأعمال..ببعض الأشياء الثابتة عندك..
    فمثلا..تلاوة القرآن..اربطها بالصلاة..مثلا..بعد صلاة العصر أو الفجر..
    واحرص أن يكون الوقت من الأوقات التي لا تنشغل فيها عادة..

    تاسعا /
    مدة العمل :

    حدد مدة للعمل ..سواء للوقت الذي يستغرقه عمل العمل..
    مثل الجلوس لتلاوة القرآن..أو مدة الاستمرار في العمل قبل الزيادة عليه..

    عاشرا /
    الزيادة :

    تكون بعد التعود والتمرن على العمل..
    فلا تزيد قبل التمكن..
    والضابط..
    تنفيذ ما رسمته لنفسك..
    وانشراح صدرك..بوجود الرغبة..واللذة..
    بعدها..زد..

    الحادي عشر /
    الجدية والحزم :

    فلا بد من الجدية مع النفس..في القيام بالعمل..وذلك عندما يزاحم مزاحم..عندها..
    تأتي المبررات من النفس بالتأجيل والتعويض..
    فإن استجبت فهذا تأخر..فإن لم تتدارك نفسك..وتجد معها..وإلا فقد تتعثر ..
    فاليوم تأجيل..وغدا تأخير..ثم يترك العمل..

    وهاك أمثلة..

    تطبيقية وتقريبية..
    قابلة للزيادة والنقص ..

    العمل :
    تلاوة القرآن

    البداية : رمضان 1433
    الزمن : بعد صلاة العصر
    المكان : المسجد أو مصلى البيت للمرأة
    المقدار : خمسة أوجه
    الوقت : 10 دقائق
    زيادة العمل : بعد 3 أو 6 أشهر
    تزاد : خمسة أوجه..ليصبح عشرة أوجه..

    ومثال ثانٍ ..

    العمل :
    صيام الاثنين

    البداية : بعد رمضان 1433
    المقدار : فقط ثلاث اثنينات.. لتدرك فضلية ثلاثة أيام من كل شهر والرابع راحة
    زيادة العمل : بعدرمضان 1434
    يزاد : يزاد آخر اثنين من كل شهر..ليصبح صيام كل اثنين في الشهر..

    وهاك ثالث ..

    العمل :
    قراءة كتاب

    البداية : رمضان 1433
    الزمن : بعد صلاة العصر
    المكان : المكتبة أو مكان هادئ في البيت
    المقدار : 20 صفحة تقريبا
    الوقت : 20 دقيقة
    زيادة العمل : بعد 6 أشهر
    تزاد : 20دقيقة

    والكل ..ينظر في أمره..ويفعل ما يناسبه..
    فإذا عزمت فتوكل على الله..


    ( 5 )

    (((هوامش.......ومتفرقات )))

    * ليكن لك سهم ..

    «« الأصل أن المسلم يجتهد بأن يكون له سهم في كل عمل صالح..ولكن قد يصعب ذلك..فجاهد بأن يكون لك ولو عمل قليل في بعض الأعمال الصالحة..وانظر بماذا يفتح عليك..وترتاح إليه نفسك..فمثلا..رأيت أن الصيام سهل عليك..فأكثر منه..وهكذا..مع جعل لك نصيب في أكثر الأعمال..

    * الكثير من الأعمال ..

    »» ولو طبقنا هذه الطريقة ..بأن نضيف بعد كل رمضان ..عملين أو ثلاثة..لوجدنا أننا بعد..ثلاثة رمضانات..صار عندنا الكثير من الأعمال.. والتي نعملها بكل يسر وسهولة..وهذا إنجاز عظيم..
    وحينها ..
    تجد نفسك أنك تعمل أعمال صالحة كثيرة ..بكل يسر وسهولة ..وتزيد فيها ما تشاء..

    * ترك الأعمال ..

    «« وحتى لو تركنا بعض الأعمال..بعد رمضان ..ولم نتمسك..إلا ببعض الأعمال القليلة..
    فهذا لأجل الموازنة..فإننا في الحقيقة لم نترك هذه الأعمال زهدا بها ..
    بل حتى لأجل أن لا تؤثر على الأعمال الأخرى..والتي في النية عملها بعد رمضانات قادمة إن شاء الله.. إن أمد الله في أعمارنا..

    * بعد رمضان ..

    «« وسبب تحديد البدء في العمل بعد رمضان..هو لأجل ما يحصل عليه المسلم من زيادة الإيمان..
    وما يراه في نفسه من استعداد للعمل بعد رمضان.. فيستغل ذلك في زيادة أعمال صالحة تقربه إلى ربه..لكن لو رأى من نفسه نشاط واستعداد..في بقية العام..فإنه يبادر ولا ينتظر رمضان..

    * من أسرار العمل القليل ..هام جدا..

    «« عند عمل العمل الجديد..
    فإنه يجتمع على النفس مشقتين :
    الأولى :
    الوقت الذي سيصرف في هذا العمل الذي يخالف نزعات النفس وشهواتها..بل هو حبس لها..ففي اقتطاعه مشقة..
    الثانية :
    نفس العمل ..ففيه شيء من المشقة مهما كان..

    فإذا اجتمع في الوقت المبذول والعمل القلة ..لم تجد النفس صعوبة في قبوله..
    ولكن يبقى الجهد المبذول في المحافظة على استمراره..بل ستنقلب الأمور إلى وجود رغبة عند النفس في هذا العمل..
    ولكن هذا بعد مدة..بعد أن تتعود نفسك عليه...وهنا تكون قد تحكمت في نفسك في العمل..فتزيد ما تشاء..

    لكن تصور لو أن وقت العمل طويل ونفس العمل كثير..فإن النفس لن تقبلبه سريعا..بل سيكون عليها ثقيل ..ومهما طاوعتك في البداية وتغلبت عليها بالحماس..فإن هذا الحماس لن يستمر..ومن ثم ستتغلب عليك نفسك ..
    والنتيجة..إما ترك العمل ..أو عدم الاتيان به على الصورة المطلوبة..

    وهذا في الغالب..
    لكن بعض الناس يوفقه الله فيقويه ويعينه ويأتي بما يريد من الأعمال..وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
    وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مراده الأجسام

    لكن أمثالنا ..
    ممن أصابهم الكسل والفتور..لابد لهم من مسايسة نفوسهم ..بعد الاعتماد على الله في طلب العون على ذلك..

    * مزلق..خطير وخفي ..

    «« وهو من مداخل الشيطان الخفية والخطيرة..
    والمتمثل في.. إزعاجك في طلب الزيادة..وأنك قادر على ذلك..
    فتنبه من هذا الذي وقع فيه الكثير من الذين تركوا العمل..واثبت على قليل..وقليل..وقليل..العمل.


    * البدايات..

    «« عليك بالبداية بالقليل بل باليسير..وعدم الاندفاع..مهما رأيت من نفسك قبولا..ففي البدايات ..
    لا حكم لما تجده في نفسك من محبة للعمل أو حبا في الزيادة ..
    فقد يكون من مداخل الشيطان..وخفايا النفس المخادعة..
    فكن على حذر بل أشد الحذر..
    فهذا قاصمة الظهر ..!
    وهذا بداية الانحدار ..!
    واصبر على القليل ..مادمت في البدايات..وما دامت قدمك لم تثبت على العمل..
    مره تعمل العمل ومرة تزيد ومرة لا تعمله ومره تؤجل..!
    فكن على حذر..وأجل مسألة الزيادة..وحتى فيما بعد..تكون الزيادة بتدرج

    خاتمة
    * ..بناء ..وتشييد..


    عندما تبدأ بعملين أو ثلاثة أو حتى واحد.. بعد كل رمضان يمر عليك ..وتبدأ بقليل..وبعد أن تثبت على هذه الأعمال ..وتزيد بتدرج ..ستصبح بعد سنوات..من الذي قد وفقهم الله لعمل أعمال صالحة كثيرة ..
    فأنت في الحقيقة تبني ..وتشيّد بناءك الذي لن يرتفع إلا بهذه الأعمال الصالحة ..
    ونتيجة ذلك..
    تحقيق ما أمر الله به من عبادته.. وابتغاء مرضاته .. والمسارعة إلى الخيرات..
    بكل يسر وسهولة ..
    بل ستكون في سعادة عظيمة.. وانشراح صدر..
    وسترى أنك تزداد..كل سنة ..بل كل فترة ..وهذا هو حال المؤمن الصادق في زيادة من الخير والأعمال الصالحة ..
    لذلك تأمل من تراه من العلماء والعباد..ممن هم في منازل عاليه في العلم والعبادة..
    فإنهم في الحقيقة ..لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه في بداية أمرهم..
    بل .. بعد سنوات من العمل والصبر والثبات .. وصلوا..
    يقول أحد السلف : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذذت به عشرين سنة ..
    فواصل ..
    واستعن بالله ..وأكثر من الدعاء بأن يعينك الله ويثبتك ..ويقربك إليه ..
    احرص على الثبات على الأعمال الصالحة ..
    وأعلم أن الموت قريب ..فاستعد للآخرة بهذه الأعمال الصالحة ..وإن كانت قليلة ..
    فعظمها بالمداومة عليها ..وذلك علامة من علامات الصدق مع الله..


    هذا ما تيسر ..
    فما كان فيه من صوابا فمن الله وحده وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان

    وأسأل الله أن ينفعنا فيه .. ويكتب الأجر لكاتبه ومراجعه..
    ومن ساهم في نشره ..

    كما أرجوه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح..
    وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..اللهم آمين


    أخوك في الله
    خالد بن عبد الرحمن الدغيري
    أبو أسامة
    19/ 9 / 1433

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:56

    رمضانُ .. لماذا الرحيل !!
    بسم الله الرحمن الرحيم

    رمضان الحبيب الغالى ..
    تمهّل علينا قليلا .. فقد كنا بالأمس ننتظرك ونرجو الله أن يلحقنا بك لنتشرف بمُصاحبتك وجوارك وأنسك وجمالك.. فأكرمنا الله وإستجاب لنا رأفة بنا ورحمة فبلّغنا إياك , ثم ما أن لبثت فينا قليلا حتى وجدناك تسرع الخطى لتصل إلى نصف زمنك ..


    رمضان ترفّق بنا

    أمحزون أنت على أبناء مصر الشرفاء الذين قضوا بأرض سيناء ..
    لاتحزن رمضان الحبيب ...
    فقد مضى وولىّ زمان الخوف من العبيد اليهود والخونة الأغبياء ..
    قتلة الصالحين والأنبياء ...
    لقد ولىّ الليل ولن يعود وجاء دورك ياصباح وسفينة الإيمان سارت لاتبالى بالرياح
    وحياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح ...
    لاتحزن فحقّهم لن يضيع ولن تذهب دمائهم هباءاَ منثورا ..
    لاتحزن فرئيس مصر اليوم غير مخلوعها بالأمس ...
    فهو رئيس يحافظ على أبنائه ولايفرّط ولن يفرّط في دماء أبنائه ..
    فليهنأ الشهداء أصحاب الخاتمة الحسنة من كانوا صائمين وفى الله على الحدود مرابطين .

    أمحزونُ أنت على أهل سوريا الحبيب ؟

    لاتحزن رمضان الحبيب ..
    فأهل سوريا منا ونحن منهم ..
    آلامهم آلامنا ومرضهم مرضنا وحاجتهم حاجتنا وظلمهم ظلم لنا .
    نبشرك رمضان الكريم بأن المسلمين ماقصّروا مع إخوانهم لا فى سوريا ولا فى بورما ولا فى الصومال ولا فى فلسطين .. فقد دعوا لهم – ومازالوا – بأن يرفع الله عنهم البلاء وأن يطعمهم ويسقيهم ويرحمهم وينزل عليهم سحائب الخير والرحمة والتثبيت والفرج من الأزمة وأن يهلك عدوهم .
    نبشرك يارمضان الحبيب أن أمة نبيك محمد صلى
    الله عليه وسلم هى أمة الخير بل خير أمة أخرجت للناس , فقد طهّروا أموالهم ولو بالقليل ومنحوها لهم , فالمسلمون بخير لم يبخلوا ولم يتكاسلوا ولن تهدأ أنفسهم إلا بعد أن يزيح الله همّ أهل سوريا وفلسطين وبورما والمستضعفين فى الدنيا .

    رمضان ترفّق بنا :


    فالقرآن قد ألفناه وصاحبناه وعرفناه وقرأناه وإستمتعنا به , وبدأت القلوب ترتاح لأحكامه وتنهض بأخلاقه فَصَهَرَنا القرآن ودرّبنا على تعلّم الكثير من الآداب والأخلاق فأمسكنا الألسن وغضضنا البصر وترقّق القلب .. وعلمنا أن خلاصنا بالقرآن ورواجنا بالقرآن وسعادتنا بالقرآن ونهضة أمتنا لن تكون إلا بالقرآن .. فتمهّل علينا أيها الحبيب نريد أن نستزيد له فهما ونستشفى به شفاءا ونتنور به نورا ونتخلق به أخلاقا ونتمسك به منهجا ..


    تمهّل قليلا
    ..
    فهو الذى قد نزل فيك فزدت به شرفا وفخرا , وإجتمعت الخيرات كلها فيك , خير نزول القرآن فيك وخير ليلة قدر شريفة عظيمة وخير رحمة وخير مغفرة وخير عتق من النيران وخير اللُحمة بين المسلمين .


    أبَعد هذه الخيرات التى ميّزك الله بها نراك مُصرّا على إسراع الخُطى ...
    مهلا رمضان .. لاتحرمنا خيراتك .


    رمضان ترفّق بنا :

    فلذة التراويح أمتعتْنا وكثرة الركعات أراحتنا ومزيد السجدات رفعتنا وطول الوقوف بين يدى الله أنسانا دنيانا ومشاغلنا .


    فلماذا ترغب بالرحيل ؟


    تمهّل أيها الحبيب


    فتراويحك جميلة فيها الراحة . ومعها السعادة وبها تتميز أيها الشهر الحبيب .
    تمهل ولو قليلا فقد عشقنا سماع قول الإمام يصدح :
    صلاة القيام أثابكم الله .
    كلمات دغدغدت آذاننا , وأطربت مسامعنا , ولاندرى ماذا نفعل إذا رحلت وأسرعت خطاك ؟

    وصفوف المصلين فى التراويح تتزاحم والأكتاف تتلاحم والأقدام تلتصق والخشوع يهيمن والرحمة تتنزل والجنة أمام الأعين تتمايل , أعيننا فى موضع السجود وقلوبنا فى سبحات الله وأيدينا فوق الصدور وأرجلنا تتثبت لاتريد الخروج من الصلاة حتى تفوز بدعاء الإمام ليختم به تراويحنا فيدعو ونؤمن ويرجو ونطلب ويرفع الأكف ولاينتهى من الدعاء إلا بعد أن نكون قد إستشعرنا اجابة الدعاء وإنفتاح السماء وقبول الرجاء ولم لا ؟ وهو صاحب العظمة وصاحب الجود والعطاء .


    تمهّل أيها الحبيب ..

    فأين نجد فى غيرك من الشهور تراويحاً ..

    اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها .


    ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك ؟

    فوالله إن حروف إسمك من ذهب فأنت رمضان ...

    راؤك رحمة وميمك مغفرة وألفك أمن وأمان ونونك نجاة ونجاح
    .

    لماذا تسرع بالرحيل ؟

    ونحن قد إستشعرنا رحمة ربنا ولمسناها فى أمور كثيرة ونرجو دوامها والفوز دائما بها .


    لماذا تسرع بالرحيل ؟

    ونحن قد زاد طمعنا كل ليلة فى مغفرة ربنا وكلنا فيه ثقة وكلنا نظن فيه الظن الحسن ولم لا وهو القائل : أنا عند ظن عبدى بى .


    لماذا تسرع بالرحيل ؟

    ونحن قد وجدنا فى أنفسنا أمانا جَعلنا نرجو ربنا وندعوه أن يعم به على بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين .


    لماذا تسرع بالرحيل ؟

    ونحن قد تلمّسنا نجاحا وتوسمنا فى ربنا نجاة من نيرانه ومن عذابه ومن خزيه.


    ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسرع بالرحيل ؟

    ونحن الذين تعايشنا فيك مع المقصد العظيم منك وهو التزود بالتقوى .
    فأنت الهُدى للمتقين وأنت الهدى للسالكين وأنت الطريق لأصحاب الميامين .
    مهلا نريد أن نعيش حياة فيك مع التقوى التى جمّلَها إمام المتقين عليا رضى الله عنه وأرضاه بقوله :

    التقوى: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل
    .

    أمهلنا أيها الحبيب

    نريد أن نوثّق خوفنا من الله نريد أن ننتهى عما نهانا ونتدرب على كيف يكون الخوف من الجليل .


    أمهلنا أيها الحبيب

    نريد أن نعمل بتنزيل ربنا بقرآنه العظيم الذى نزل فيك , أمهلنا قليلا نعيد ختمه ونتشرب معانيه ونتزود بأخلاقه .


    أمهلنا أيها الحبيب

    نريد أن نتدرب فيك على أن نقنع بما يعطيه لنا ربنا ونعتقد أن ماأعطانا خالقنا ماهو إلا المكتوب لنا وأن أهل الأرض لو إجتمعوا على أن يضرونا بشيء فلن يكون إلا بالذى قد كتبه ربنا علينا ولو إجتمعوا على أن ينفعونا بشيء فلن يكون إلا بالذى أراده لنا .


    أمهلنا أيها الحبيب ..

    نريد أن أن نتدرب فيك على برنامج الإستعداد ليوم الرحيل من دنيا لاتساوى عند الله شيئا , حقيرة ذليلة , من أرادها أعطاه الله إياها ومن تزهّد فيها ورغب فيما عند الله أعطاه الله خيرى الدنيا والآخرة .


    دعنا قليلا ..

    نستعد لتلك اللحظة الفارقة فى حياتنا والتى من بعدها سيتحدد المصير إما الى جنة – جعلنا الله والمسلمين جميعا من روادها – أو إلى نار – أعاذنا الله وآبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا والمسلمين منها - .


    ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسرع بالرحيل ؟

    فرُبّ كلمة بسيطة أو موعظة عابرة من إمام فى المسجد بعد الصلاة أو قبلها أو بينها – رُبّ هذه الموعظة تحقق لنا آمالا وتسعدنا سنيناً وتنجينا نجاة وتزحزحنا عن النار وتبعدنا.
    فالخطباء والعلماء والوُعّاظ فيك يتحفونا برقائق , ويلهبوا مشاعرنا فى دقائق , ويأخذوا بأيدينا لنرى المصفوف من النمارق , ويصعدوا بنا إلى السماء فوق الخلائق , ويقربونا إلى الله الكريم الخالق .


    دعهم قليلا ..

    أيها الحبيب فمواعظهم فيك لها مذاق محسوس ملموس قد يختلف عن غيرك من الشهور..
    فمجرد أن يصدح الواعظ بتوجيه أو يوجه بإرشاد أو يُرهّب من نار أو يُرغّب فى جنه , تجد آذانا صاغية ونفوسا كلها طواعيه , وكأن الطير قد وقعت على الرؤوس وتجد الجميع يسرح مع رب عظيم كريم قدوس .


    ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسرع بالرحيل ؟

    فالنافلة فيك بفرض والفرض فيك بسبعين .. أنجد خيرا مثل ذلك فى غيرك من الشهور ؟ بالطبع لا


    إذن حنانَيك علينا صبرا قليلا
    ..
    نريد زيادة الرصيد ليوم الحساب ليوم الوعيد .
    نريد التمرّس فى هذه الروضة العجيبة من الحسنات المجيدة .. دعنا أمهلنا إنتظر قليلا .
    نراك عزيزا فى الوصول عزيزا عند الإستضافة وكأنك تعمل بالحكمة التى تقول : زُر غُبا تزدد حبا .
    أتريد أن نزداد لك حبا ؟
    نحن والله نحبك ونعشقك ونحب لياليك وفجرك وظهرك وعصرك ومغربك وعشاؤك ..
    لقد تيّمْتَنا فى حبك يارمضان .. ثم تفاجأنا هكذا بإنصرام أكثر من نصفك ... ألست أنت الذى قَدِمْتَ حالا ومن ساعات قليلة تُلقى علينا سلامك وتبهج أيامنا بعظيم مقامك وتسعد نفوسنا بجميل حنانك.


    أمّا وإن كان ولابد من رحيلك :

    فكن مطمئنا :

    *
    فنسنظل لك مُحبون وبك مُتيّمون .
    *
    سنظل بعهدنا معك على العدل والإنصاف حتى من أنفسنا .
    *
    سنحاسب أنفسنا ونقومها ونهذبها ونربيها كى نعتقها من قيودها .
    *
    سيظل المسلمون يارمضان أخوة متحابون فيما بينهم , لمثلك يستعدون ومن معينك الصافى يستمدون .
    *
    عهدا سنكون لأمتنا أوفياء , بخلقها رحماء , لدعوتها نُصراء .
    *
    عهدا سنكون فى غيرك كما كنا فيك .. ربانيون إن شاء الله لا رمضانيون .
    *
    عهدا إن شاء الله سنحب الصلاة لنقيم بها الدين كما كنا فيك نحبها .
    *
    عهدا سنعض بالنواجذ على النوافل لنزداد بها من الله قربا وشبرا وذراعا .
    *
    عهدا سنعانق القرآن وسنأخذ منه البيان وسنحمله بأيدينا ومع سفرنا وإقامتنا سنجعله لنا
    الرفيق وسنجتهد به فى التطبيق وسنُسعد به الدنيا ونخرجها بإذن الله من كل ضيق .

    *
    عهدا سنُحب الوعّاظ والخطباء والمصلحين وسنجلس بين أيديهم كما كنا فيك لينيروا لنا دربنا ويساعدونا على إصلاح أنفسنا .. نستسقى منهم الدواء ونستعين بهم على الشفاء .. ولم لا فهم ورثة الأنبياء .
    *
    عهدا سنكون لسوريا وبورما وفلسطين أوفياء , ولن نوقف ألستنا لهم عن الدعاء , ولن يكون لهم بإذن الله إلا كل جميل منا وعظيم عطاء .
    *
    عهدا يارمضان سنجتهد أن يُشار لنا بالبنان كى نكون قمماً وأئمة فى كل ميدان .
    *
    عهدا يارمضان .. لن نكون جاحدين لمن تفضلوا علينا بخير صَغُر أو كَبُر وسنحبهم ولن ننسى علينا فضلهم ولن ننكر لهم جميلهم .. ولن نكون كالمثل القائل : قططا تنكر فضل من أطعمها .
    *
    عهدا ياحبيب .. سنجعل لربنا من دموعنا نصيبا , نسكبها له رغبة منا ألا تمسنا نيران ربنا .
    سنبكى بكاءا نصحح به مسارنا , لارياء فيه ولا إصطناع بل خالصٌ كله لربنا .

    *
    عهدا .. سنحيا بأخلاق نبيك فى غيرك من الشهور , نتواضع للناس , نكون ذوى إحساس , نتأدب فى الإختلاف , ويعذر بعضا بعضا عند أى خلاف , لن نصاحب إلا المؤمنين ,ولن يأكل طعامنا إلا المتقين , طائعين بذلك قدوتنا رحمة العالمين سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه من الله صلاة وسلاما له وآله وصحبه اجمعين .

    رمضان ... فى أمان الله :

    *
    إن كنا نعاهدك لإحساسنا بقرب رحيلك .. فرجاء كُنْ لنا وفياً .
    *
    لاتنسى صحبتنا هناك عند باب الريان فأنت والقرآن تشفعان .
    *
    لاتنسى إمساك أيدينا فقد صمنا فيك وزُجنا زجا من بابك العظيم باب الريان .
    *
    لاتنسى الشفاعة لنا عند ربك , ألا تركنا فيك الطعام والشراب , ألا هجرنا فيك الملذات والشهوات , ألا صبرنا فيك , ألا أحببناك , ألا رافقناك ؟ إذن إشفع لنا .

    ---------------------------
    * عضو رابطة الأدباء العرب .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:56

    شهر الخير والتغيير ... وداعاً
    راشد عبدالرحمن العسيري


    بسم الله الرحمن الرحيم


    وداعاً رمضان، نقولها وقلوبنا من ألم الفراق تتفطر، ودموعنا في المأقي تتحجر، فيا عجباً لحال الدنيا، فما أسرع مرور الأيام وتعاقبها، وانقضاء السنين وتلاحقها، فقد كنا في لهفة ننتظر قدومه، نستبشر برؤية هلاله، وفي اشتياق للأنس به، وها نحن في أخر أيامه، يغادرنا بعد تصرم أيامه ولياليه، فقد مضى بنا سريعاً بخيراته وبركاته، حتى أننا في ذهول لمغادرته ومفارقته، وأفول هلاله وانقضائه.
    وإن المتأمل لحال الصالحين عند وداعهم لرمضان، يجدهم في خوف ودعاء، خوف من رد العمل، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم، لذا كان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، خوفاً من رده.

    روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: (يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه ).
    وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر: ( من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك ).
    ورمضان هذا العزيز الذي يغادرنا، كان فرصة ثمينة لاحت لمن أحسن استغلاله، لأحداث تغيير إيجابي في حياته، ومع وداعنا له، وتلمسنا لحصول تغيير في بعض جوانب حياتنا، كان لزاماً أن يكون هذا التغيير مستمراً لا منقطعاً؛ لتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو الجانب الأهم من مراحل التغيير، والذي يحتاج إلى بذل الجهد للاستمرار في ثباته.

    وهنالك أسباب عديدة للثبات على التغيير بعد رمضان، من أبرزها:

    أولاً: الاستعانة بالله عز وجل على الثبات.
    ثانياً: عزم النفس على البقاء على ذلك.
    ثالثاً: البيئة الصالحة المعينة عليه.

    فكما جاهد المسلم نفسه لإحداث تغير إيجابي في شهر رمضان، يجب المحافظة على ما تم انجازه فيه، ليكون هو الأصل والأساس في حياته.
    وليكن وداعنا لرمضان بداية لصفحة جديدة مع تغيير مستمر مع النفس، ولنسأل الله في ختام هذا الشهر الثبات على الأعمال الصالحة.
    فالثبات على الطاعات والقربات بعد رمضان من العلامات التي عدها العلماء لقبول العمل.
    سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان.
    ولا نكون مثل المرأة التي ذكر الله قصتها في كتابه العزيز في بيان النهي عن نقض الأيمان بعد توكيدها، والوفاء بالعهود، حيث قال سبحانه: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ))، حيث أنها كانت تغزل الصوف في أول النهار، حتى إذا أوشكت على إتمامه آخر النهار نقضته وأفسدته، ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى، وهذا كان دأبها وشأنها أبداً، لذا كان الرجوع إلى فساد بعد التلبس بصلاح، أمراً منهياً عنه، كما قال ابن عاشور .
    فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتعوذ من الحور بعد الكور، أي من فساد الأمور بعد صلاحها.
    فلنحافظ على ما أنجزناه من تغيير لأنفسنا وعاداتنا وسلوكنا، ولنتبع الحسنة بالحسنة.
    ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان من الطاعات، صيام الست من شوال، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .
    فالحمد لله أن مد في آجالنا وبلغنا شهر رمضان، ونحمده أن منَّ علينا بنعمة التمام، ونسأله القبول لصالح الأعمال، وأن يحسن لنا الختام.

    راشد عبدالرحمن العسيري
    مملكة البحرين
    al.aseeri@hotmail.com

    /* */





    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:57

    حديث المسجد بعد رمضان
    أبو بكر بن محمد


    بسم الله الرحمن الرحيم

    هي قصة تتكرر كل عام وحديث يرويه المسجد بعد كل رمضان...

    قال المسجد في أسى :
    أيها المصلي
    ها قد تصرمت أيام الشهر المبارك ولياليه وزاد لذلك وجلي ، فكلما انقضت ساعة منه تعاظم حزني عليك ، إذ لاحظت على مرّ السنين والأعوام أنك لا تكاد تعرفني ولا تحث خطاك إليّ إلا في هذا الشهر المبارك فإذا انقضت أيامه ومرت لياليه عدت أدراجك من حيث أتيت ، وغرقت في بحار دنياك فلم تعد بعدها تزرني إلا لماماً وكأنك لا تعرفني إلا حينما يموت أحد أقاربك أو معارفك أو في يوم جمعة أو حين يظلك شهر رمضان المبارك!

    أيها المصلي- في رمضان-:
    لقد عبقت أجوائي بأنفاسك وأضاءت جنباتي بدعائك ولكم سعدت بهمس أنينك وحلاوة تضرعك ولظى زفراتك.. وكم فرحت بدموعك لمّا روّت أرضي وأنت قائم خلف الإمام تسمع آيات الذكر الحكيم فيخشع لها قلبك ويقشعر لها بدنك ثم تهمل على إثرها عينك...
    خمس صلوات ، في ثلاثين يوماً وأنا مغتبط بمجيئك إليّ وترددك عليّ ، تجلس على أرضي فأظلك بسقفي وتتكئ على ساريتي فأحنو عليك حتى صرت أميزك بين المصلين..
    أفبعد هذا كله وبمجرد الإعلان عن العيد أهون عليك فتفارقني لمدة عام كامل وكأن مودتي لم تخالط قلبك..
    أليس عيباً ألا أخطر لك ببال إلا حينما يطرقك ضيف يضطرك إلى أن تزورني حياء منه ! أو جنازة عزيز عليك تجبرك على الحضور إليّ للصلاة عليها.
    أوما تخشى أن تكون ذات يوم هذه الجنازة التي تجبر أمثالك على الحضور إليّ؟!

    أيها الحبيب وكل مصلٍ حبيب:
    أذكرك ماوجدته بين جنباتي من طمأنينة وأمان ، وهدوء وراحة بال وإيمان، ورقة وبكاء عند ذكر الرحمن وقراءة القرآن ..
    أوبعدما وجدت السعادة عندي تتركها لتعود للغرق في الهموم والأحزان..

    أيها المصلي الحبيب:
    إن ربك الذي صليت له في رمضان هو نفسه الذي أمرك بالصلاة في غير رمضان.
    وأنت تعلم أن الصلاة فرض في رمضان وبعد رمضان..
    وأن أبوابي مفتحة لك طوال العام ! فعلام الهجران ؟

    أيها المصلي الحبيب:
    أذكرك قول ربي وربك عز وجل وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين)...
    فأمرك ربك أن تصلي مع الجماعة.
    وأذكرك قول نبيك عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم) وبيّن أنه إنما ترك ذلك لما فيها من النساء والذرية.
    أفبعد هذا ترى لنفسك عذرا أن تصلي في بيتك كل يوم ؟ وتتخلف عن جماعة المسلمين الذين حضروا إليّ امتثالا لأمر ربهم عزوجل وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ولم ينخدعوا بالمبطلين الذين يعطلون صلاة الجماعة ويهونون أمرها .
    أسأل الله لك الهداية وأن تعود إليّ عاجلا ، فإن العود أحمد.

    وتقبل تحيات الناصح لك...مسجدك .


    كتبه أبو بكر بن محمد
    http/



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:58

    على العهد بعد رمضان
    د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه


    بسم الله الرحمن الرحيم
    على العهد بعد رمضان

    في رمضان زيادة في الأعمال الصالحة؛ صلاة، وصياما، وقرآنا، وصدقة، وقياما، وكفا عن الأذى، وإحجاما عن المعصية، وتقللا من المشغلات والملهيات.
    ومما يطلب من المسلم: الاستمرار بعد رمضان على ذلك.
    ومن غير الممكن – مهما بلغت عبادة المسلم – أن يكون في غير رمضان كما كان فيه.
    فهؤلاء أئمة الدين والعلم، يذكر عنهم من التعبد في رمضان، ما لا يذكر في غيره؛ كختم القرآن ثلاثين وستين مرة، وطول القيام والتهجد الليل كله، ويبلغ منهم الجد والنشاط مبلغا يقصرون عنه في سائر العام، بل لا يتكلفون ولا يتطلبونه.
    ذلك لأن رمضان له مزية خاصة، في الإعانة على العبادة..
    ففيه تصفد الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، ويقال لباغي الخير: أقبل. ولباغي الشر: أدبر. ولله تعالى فيه عتقاء من النار، وذلك كل ليلة.
    كل هذه الخصائص تهيء الإنسان لطاعة أكثر؛ فإذا أردنا أن نعرف القبول من الله تعالى، وإن كنا ترقينا في درجات الإيمان، فلا يصح أن نقارن حالنا في رمضان، بحالنا في غيره، قطعا لا يستويان، لكن نقارن ما قبله بما بعده، ونجعل رمضان محطة التزود والانطلاق والترقي، ونقطة ما بين مرحلتين، فمن كان بعده أحسن حالا من قبله، فهذا استفاد من فرصة رمضان، لرفع إيمانه، وترقى في درجات القرب من الله تعالى.
    بعض الناس لا يلتزمون فرائض الله عليهم، حتى إذا جاء رمضان، قاموا بها.
    فهؤلاء إذا أرادوا أن يعرفوا قدرهم عند الله تعالى، إن كان قبل منهم توبتهم وقربهم ورفع درجاتهم، فلينظروا في أحوالهم بعد رمضان، إن ثبتوا على ما التزموه من الفرائض، فهذه علامة قبول للتوبة؛ لأن الله تعالى إذا قبل توبة عبد حماه من العودة والإصرار على الذنب.
    لكن إن رجعوا إلى تفريطهم في فرائض الله عليهم، فربما كانت توبتهم غير نصوح، والله تعالى يقول: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}.
    القصد من هذا: على المسلم ألا يطمع في حال كحال رمضان في الترقية الإيمانية والسمو بالنوافل، لكن قريبا منه نعم. إلا أن يكون قد تعلم في رمضان، إقامة ما وجب عليه، فهذا عليه أن يطمع أن يكون على حاله في رمضان.
    يقال هذا، حتى لا ييأس ويقنط مجتهد حريص على كمال حاله، إذا رأى عجزه عن مجاراة طاعته في الشهر المبارك. ولا يغتر مفرط مقصر، فيظن أن له يرجع إلى نقصه وتفريطه بعده، فإن الفرائض تجب في رمضان وغيره لا فرق، والكف عن الذنوب والأذى كذلك.
    في كافة الأحوال، من حسن حاله، فهذا منتفع بالشهر، سواء في الترقي بالإيمان في الدرجات العلى، أو في الخلاص من التقصير.
    أما من كان على حاله قبل، فهذا لم ينتفع، فإن نقص حاله، فهذا الذي لا ينبغي، وهو أسوأ شيء في هذا، وفي مثله ورد قوله صلى الله عليه وسلم:
    - (رغم أنف امرئ أدرك رمضان، فلم يغفر له).
    لأن رمضان فرصة سانحة يسيرة وسهلة للمغفرة، لما تقدم ذكره من خصائصه ومزاياه، فهو أسهل طريق للتوبة، كما أن الأبوين أسهل وسيلة لدخول الجنة؛ إذ برهما أسهل شيء على النفس، فلهما الولاء والحب فطرة، والولد مدفوع لبرهما بلا عنت ولا مشقة، فإذا فرط في هذا الباب إلى الجنة، فبعدا له، كذلك من فرط في رمضان بالتوبة النصوح.
    من تمام الحديث الآنف:
    - (رغم أنف امرئ أدرك أبويه، فلم يدخلاه الجنة).

    إن المسلم إذا عمل صالحا، قبل الله منه وأثابه، سواء أساء قبله أو بعده؛ فكل عمل صالح له ثوابه، لا يشترط في ثوابه وقبوله: ألا تسبقه معصية، أو ألا تلحقه معصية. فالمعصية إساءة، نعم هي كذلك، غير أنها لا تبطل العمل الصالح، بل تضعف ثوابه؛ لأن المعصية تضعف من قدرة الإنسان على أداء عمله الصالح على أحسن وجه، فيؤديه بضعف، فيكون ثوابه على هذا القدر، لكنه لا يحرم من الثواب كله، ولا يبطل سعيه بسبب إساءاته، إلا مع سيئة واحدة، هي: الشرك. فإنه يحبط جميع الأعمال السابقة، وما عداه فلا يحبط.
    فتبقى الأعمال الصالحة لها ثوابها، مهما كانت محاطة بالسيئات ما دون الشرك، وهكذا يتحقق الميزان، فإن الله تعالى وضعه، فقال: {والسماء رفعها ووضع الميزان}.
    وما الميزان إلا لوزن العمل الصالح والسيء؛ ليرى أيهما أرجح، فلو كان سيء محبط لكل صالح لأنه سبقه أو لحقه، لما كان للميزان حاجة.

    هذه بشارة للمقصرين من أمثالنا؛ أن ثواب ما عملوا من صالحات غير مهضوم:
    - {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما}.
    أي إذا عمل وهو مؤمن بثوابه ووعده، مخلصا له الدين.
    وإذا كان الله تعالى يثيب الكافر على إحسانه، لكن في الدنيا، مع أنه أحاط إحسانه بكفر وشرك وظلم، فكيف لا يثيب المسلم المقصر، وهو الذي خلص من الشرك والكفر ؟.
    قال تعالى:
    - {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}.

    * * *

    يوما بعد يوم، وحينا بعد حين، نكشف ونقف على جانب من جوانب الرحمة الإلهية بالعباد، تلك الجوانب التي لا تنتهي، والتي كدنا أن نعمِّي عليها، أو نضيقها بقلة فقهنا وعلمنا. فالناس إذا كانوا في إدبار عن الدين، لما يحتملونه من قسوة الحياة، والشغل بالرزق، وما يجدونه من ملهيات وصوارف، وما يعترضهم من أذى وابتلاء: فليس من الحكمة سدّ باب الرحمة في وجوههم، وتضييق السعة عليهم، وتحميلهم من شروط قبول العمل ما لم ينزل به سلطانا، فنطلب إليهم إما عملا كاملا، أو فمشكوك في قبولهم.
    كلا، فالله تعالى أعلم وأحكم وأرحم، وليس من أحد يسعى في رمضان بالنوافل إلا لإيمان في قلبه، فلا يليق أن يلاقى بعده بالتوبيخ، إن لم يفعل ما كان يفعله فيه، فكل الناس لهم أحوال بعد رمضان دون أحوالهم التي كانوا عليها.
    كان عليه الصلاة والسلام في رمضان يحيي ليله كله، ولم يكن يفعل ذلك فيما سواه، وكان أجود بالخير من الريح من المرسلة، وأجود ما يكون في رمضان، بهذا جاءت الأخبار، هذا وهو صاحب المقام الأرفع.
    لكن من عاد إلى التفريط في فرائض الله عليه، بعد التزامها حينا في الشهر الكريم، فهو مستحق للتوبيخ، فهذا نقص لا يسكت عنه، وليس فيه رعاية للعهد.
    إن ما يطلب بعد رمضان هو: تحسن الحال عما كان قبله، ولو بدرجة. وهو أمر يسير غير عسير، فرمضان شهر الدفع والرفع للإيمان، يدفع الإنسان إلى الأمام، ويرفعه إلى أعلى، كالطائر يحتاج إلى قوة دافعة رافعة ليحلق من على الأرض، ثم يطير بعدها بلا كلفة، أسهل من مشيه وجريه على الأرض.
    كذلك الشهر يفعل بالمسلم، يطير به إلى أعمال لم يعتدها قبل، يدرسه إياها ويعلمه تعليما، ويدربه عليها حتى تكون سجية وعادة له، مع شحن قلبه بمعاني الإيمان والصلة بالله تعالى، التي تسهل عليه الأعمال الصالحة الجديدة عليه، أو تسهل عليه الزيادة منها.
    فعلى المسلم أن يستغل قرب عهده برمضان، وما تعود عليه، ليديم على بعض ما كان يعمل، ولو بركعة وتر واحدة، أو ركعتي نافلة نهارا، ولو بصيام يوم في الشهر، ولو بصدقة ريال في اليوم، فهذا سهل يسير. ويترك شيئا من الزلات، إن أعجزه تركها كلها.
    حينما يعمل الإنسان فكره بالاتجاه الصحيح، ثم يعزم العزم الصادق، سيجد أن ما كان يعمله في رمضان غير معجز، ولولا أن لرمضان مزية، والناس فيه أكثر فراغا لكان في قدرته أن يعمل عمل رمضان سائر العام، لكنه في قدرته أن يعمل بعض ما كان يعمله دون مشقة.

    إن أهم ما يحتاجه الناس اليوم هو: العبادة. لما في العالم من كثرة الهرج والمرج، وفي الأثر:
    - (عبادة في الهرج كهجرة إلي).
    فإذا كثر اختلاط الأمور، وقل الصادقون، وكثر الكاذبون المضلون، الذين يجادلون في آيات الله بغير علم، ولا هدى، ولا كتاب منير، والذين يضلون الأمة بالشبهات والشهوات: كانت العبادة زادا، وسبب ثبات على الدين، وأكبر وسيلة لدفع الفتن والمضلات، يتدرع بها المؤمن ويتترس من الأهواء. قال صلى الله عليه وسلم:
    - (بادوا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يمسي الرجل مؤمنا، ويصبح كافرا، ويصبح مؤمنا، ويمسي كافرا، يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل). مسلم


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:58

    ارحل أو لا ترحل
    مصلح بن زويد العتيبي


    بسم الله الرحمن الرحيم


    ونحن نودع حبيب القلوب وأنيس النفوس وقرة العيون شهر رمضان المبارك يطيب لي أن أوجه ثلاث رسائل من محب لا من موجه :

    أما الأولى :
    فهي رسالة شكر وثناء وإجلال وخضوع وحب لله رب العالمين الرحمن الرحيم جابر قلوب المنكسرين ؛تأملوا يا أحبتي كيف شرع لنا عيد الفطر عند وداع رمضان ولعل من الحكم العظيمة والأسرار البليغة في ذلك الرحمة بالعباد المؤمنين حتى لا تتقطع قلوبهم حزناً وتموت نفوسهم كمداً على فراق رمضان –وحق لهم ذلك – فكان في فرحة العيد ما يؤنس قلوبهم ويشرح صدورهم ويخفف مصابهم على فراق شهرهم .

    أما الرسالة الثانية :
    فهي لشهر رمضان ؛أقول له فيها (ارحل أو لا ترحل ) فليس في رحيلك جديد ولا خبر فريد ،فقد تيقنا رحيلك قبل إشراقة شمسك ،وقد تذكرت وأنا أودعك قول الفاروق رضي الله عنه حين قبّل الحجر الأسود فقال :(والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ،ولولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ما قبّلتك ).
    ونحن يا رمضان نعلم أنك شهر كغيرك من الشهور ولولا أن الله عظمك ونبينا صلى الله عليه وسلم استبشر بك وفضلك ما عظمناك ولا فضلناك).
    أتظن يا رمضان إن غابت شمسك أن يغيب الصيام أو تظن إن رحلت بالتراويح أن يرحل القيام .
    أتظن أن بطون الفقراء تبقى جائعة حتى تعود ،أم تظن أن القرآن يهجر في غيرك من الشهور .
    قد ظننت بالمسلمين ظن السوء إن كان هذا ظنك !

    أما الرسالة الثالثة :
    فهي لإخواني المسلمين ؛أقول لهم فيها :قد صح عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال :لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يارسول الله ،قال :ولا أنا ؛إلا أن يتغمدني الله برحمته ).
    فالمعول عليه رحمة الله لا أعمالنا ؛فما قدمناه يسير مهما عظم وقليل مهما كثر ؛ومن علامات القبول الإكثار من الاستغفار خشية التقصير والخوف من رد العمل ولو وقع على أحسن الأحوال ؛فقارن عملك مع من تظن أنه أكثر منك اجتهاداً من إخوانك وأصحابك وزملائك ،فإذا رأيت الفرق فقارن عمله بأقل السلف اجتهاداً فسترى البون الشاسع والله المستعان .
    لكن مادام أن رحمة الله هي المعول عليها فهذا يزيد الرجاء بالقبول ،ويعظم الأمل بالفوز والسرور .
    تأملوا لو أن فقيراً وقف بباب غني يوماً واحداً يتملقه ألا ترون أن ذلك مدعاة للغني أن يرحمه فكيف لو كان هذا الغني كريماً.
    ولله المثلى الأعلى فهو الغني الكريم وقد وقف عباده الفقراء إليه شهراً كاملاً ؛فما تظنون ؟
    اللهم أدخلنا برحمتك في رحمتك ،وأغننا بفضلك من فضلك ،وجد علينا بجودك من جودك ؛وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير .


    مصلح بن زويد العتيبي
    فجر عيد الفطر من عام 1432هـ


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:58

    في وداع رمضان
    د. بدر عبد الحميد هميسه


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الناس في رمضان على ثلاثة أقسام : قسم ظالم لنفسه ؛ لم يصم شهر رمضان صوماً حقيقياً فلم يحفظ حدوده ولم يتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ , فلم يصم لسانه عن اللغو والبهتان , ولم يصم سمعه عن سماع الباطل والخنا وكل ما يغضب الرحمن , ولم تصم عيناه عن النظر المحرم الغفلان , ولم تصم بطنه عن أكل الحرام , ولا يداه وقدماه عن الفحش والبهتان , فهذا كان حظه من صومه العطش والجوع وتحصيل الذل والخنوع , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ. أخرجه أحمد 2/373(8843) و"النسائي" في "الكبرى" 3236 و"ابن خزيمة" 1997الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3488 في صحيح الجامع
    قال الشاعر :

    إذا لـم يكنْ فـي السمـعِ مِنّي تَصَوُّنٌ *** وفي بصـري غَضٌ ، وفي منطقي صَمْتُ
    فحَظّي إذًا مِن صومِي الجوعُ والظمأ *** وإن قُلتُ: إني صُمْتُ يومًا فما صُمْتُ

    فهؤلاء لم يأخذوا من الإسلام إلا اسمه ولا من الإيمان إلا رسمه , فهم قد وقفوا عند مرتبة الإسلام ولم يتجاوزها بعد إلى مرتبة الإيمان .
    والقسم الثاني : قسم مقتصد ؛ صان نفسه عن كل ما يغضب الله وحفظ صومه من اللغو والباطل , كما قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ، وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .ابن رجب : لطائف المعارف 168.
    قال الشاعر:

    يا غَافِلاً وَليالِي الصَّومِ قَد ذَهَبَتْ ** زادَتْ خَطَايَاكَ قِفْ بِالبَابِ وَابْكِيهَا
    وَاغْنَمْ بقيـةَ هذا الشَّهْرِ تَحْظَ ** غرستَـهُ مِنْ ثِمَارِ الخيـرِ تَجْنِيـهَا

    وهؤلاء هم من تجاوزوا مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمان ولكنهم بعد لم يصلوا إلى مرتبة الإحسان .
    والقسم الثالث : هم من سبقوا بالخيرات وتنافسوا على تحصيل الحسنات , فهم المحسنون الذي وصلوا إلى مرتبة الإحسان فعبدوا الله حق العبادة وراقبوه حق المراقبة , فهم المتميزون في صومهم وعبادتهم وأخلاقهم , فلم يصوموا كما يصوم الناس بل جعلوا صومهم خالصاً لله رب العالمين فصانوه من الشوائب وحفظوه من السفاسف والمعايب , فصارت ألسنتهم تلهج بالذكر والدعاء , وقلوبهم يلفها الصفاء والنقاء .
    فقرأوا القرآن وتدبروا معانيه , وقامت قلوبهم بالليل تصلي لله وتناجيه .
    قال الشاعر :

    يا شهرُ كم لي فيكَ مِن إشراقةٍ * * * تَطوي الظلامَ وتَنشُرُ الأعراسَا
    أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبِنا * * * وسَقَيْتَ بالآيِ الكِرامِ غِراسَا
    نَفحاتُكَ الغَنَّاءُ رِفْدُ سعادةٍ * * * تَستنزِلُ الرحَمَاتِ والإيناسَا
    و نسائمُ الأسحارِ تَذهبُ بالضَّنَى * * * وتُهَدهِدُ الوِجدانَ مما قاسَى
    و بكلِّ سانِحَةٍ مَآثِرُ سُنَّةٍ * * * مِن نُورِ أحمدَ أشرقَت نِبْراسَا


    وهذه الأقسام الثلاثة هي التي عناها الله تعالى في محكم تنزيله فقال سبحانه: " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) سورة فاطر .
    قال الواحدي : { فمنهم ظالم لنفسه } وهو الذي زادت سيئاته على حسناته { ومنهم مقتصد } وهو الذي استوت حسناته وسيئاته { ومنهم سابق بالخيرات } وهو الذي رجحت حسناته. تفسير الوجيز للواحدي 1/.893.
    وقال الرازي : { فَمِنْهُمْ ظالم } وهو المسيء { وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات } وهو الذي أخلص العمل لله وجرده عن السيئات . تفسير الرازي 12/497.
    قال السعدي : { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } بالمعاصي، [التي] هي دون الكفر. { وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ } مقتصر على ما يجب عليه، تارك للمحرم. { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } أي: سارع فيها واجتهد، فسبق غيره، وهو المؤدي للفرائض، المكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه.
    فكلهم اصطفاه اللّه تعالى، لوراثة هذا الكتاب، وإن تفاوتت مراتبهم، وتميزت أحوالهم، فلكل منهم قسط من وراثته، حتى الظالم لنفسه، فإن ما معه من أصل الإيمان، وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان، من وراثة الكتاب، لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، ودراسة ألفاظه، واستخراج معانيه. تفسير السعدي 689.

    أخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الرحمن المغافري أن كعب الأحبار رأى حبر اليهود يبكي فقال له : ما يبكيك؟ قال : ذكرت بعض الأمور فقال له كعب : أنشدك بالله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني؟ قال : نعم . قال : أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ، فقال : رب إني أجد أمة في التوراة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال ، فقال : موسى رب أجعلهم أمتي . قال : هم أمة أحمد؟ قال الحبر : نعم . قال كعب : فأنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ، فقال : رب إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون ، إذا أرادوا أمراً قال افعله إن شاء الله فاجعلهم أمتي . قال : هم أمة أحمد؟ قال الحبر : نعم . قال كعب : فأنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ، فقال : يا رب إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله ، وإذا هبط وادياً حمد الله ، الصعيد لهم طهور ، والأرض لهم مسجداً حيثما كانوا يتطهرون من الجنابة ، طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء ، غر محجلون من آثار الوضوء فاجعلهم أمتي . قال : هم أمة أحمد؟ قال الحبر نعم .
    قال كعب : انشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ، فقال : رب إني أجد أمة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب ، واصطفيتهم { فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } [ فاطر : 32 ] ولا أجد أحداً منه إلا مرحوماً فاجعلهم أمتي . قال : هم أمة أحمد؟ قال الحبر : نعم . قال كعب : أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ، فقال : رب إني أجد في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم يلبسون ألوان ثياب أهل الجنة ، يصفّون في صلاتهم كصفوف الملائكة أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل ، لا يدخل النار منهم أحد إلا من بري من الحسنات مثل ما بري الحجر من ورق الشجر فاجعلهم أمتي . قال هم أمة أحمد؟ قال الحبر : نعم . فلما عجب موسى من الخير الذي أعطاه الله محمداً وأمته قال : يا ليتني من أمة أحمد ، فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن { إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) [ الأعراف : 144 ] الآية فرضي موسى كل الرضا . السيوطي : الدر المنثور 4/323.

    فيا – أيها الحبيب – من أي الأقسام أنت ؟ ومن أي الأصناف قد انتسبت ؟ .

    إن من أعظم الجرم وإن من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسراً وأن يبدد المكاسب التي يسرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم ، وأن يرتد بعد الإقبال مدبراً وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجراً وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضاً ؛ فإن هذه الأمور لتدل على أن القلوب لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التام بالقرآن وأن النفوس لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفاً وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهناً.
    قال الشاعر :

    غدا توفى النفوس ما كسبت ... و يحصد الزارعون ما زرعوا
    إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ... و إن أساءوا فبئس ما صنعوا


    فماذا عليك الآن وأنت تودع شهر رمضان ؟ .

    أولاً : تودع رمضان بمثل ما استقبلته بالطاعة والإيمان والبر والإحسان , ولا تكن كالتي قال الله تعالى فيها : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) سورة النحل .
    قال أهل التفسير : المرأة المقصودة في الآية الكريمة هي امرأة عاشت في زمن ما قبل الإسلام (الجاهلية)، واسمها رابطة أو رايطة أو ريطة من بني تميم، وكانت امرأة تلقب بالجعراء أو الجعرانة، وإليها ينتسب الموضع المسمى بالجعرانة بين مكة المكرمة والطائف، وهو ميقات للإحرام.
    وإلى جانب ذلك كانت تسمى بخرقاء مكة، ويضرب بها المثل في الحمق، فما قصة حمقها؟.لقد كانت هذه المرأة تجتمع كل يوم، هي ومجموعة من الجواري والعاملات لديها، فتأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار وانتهين من أداء عملهن في الغزل؛ أمرتهن بنقضه، أي إفساد ما غزلنه وإرجاعه أنكاثاً، بمعنى أنقاضاً أو خيوطاً، وذلك بإعادة تقطيع الغزل إلى قطع صغيرة، ثم تنكث خيوطها المبرومة، فتُخلط بالصوف أو الشعر الجديد وتنشب به، ثم تضرب بالمطارق أو ما شابه، على أن يقمن بغزله مجدداً في اليوم التالي , وهكذا، تجهد هذه المرأة نفسها وعاملاتها بالعمل ثم تفسده بحمقها وخراقتها. تفسير الطبري 17 /283 , تفسير ابن كثير 4/599.
    أو من الذين قال الله فيهم : " ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) سورة الحج .
    قيل لِبِشْرِ الحَافِي رحمه الله : إنَّ قَوماً يَتعبَّدون ويجتَهِدُون في رمضان ؟ فقال : بِئْسَ القومُ قومٌ لا يَعرفُونَ للهِ حَقَّاً إلَّا في شَهْرِ رَمَضَان ، إنَّ الصَّالحَ الذي يَتَعَبَّدُ ويَجْتَهِدُ السَّنَة كلَّها .
    وسُئِلَ الشِّبْلِيُّ رحمه الله : أيُّهما أفضلُ : رَجبٌ أو شَعْبَان ؟ فقال : كُنْ ربَّانِيَّاً ولا تَكُنْ شَعَبَانِيَّاً !.
    قال الشاعر :

    ترحَّلت يا شهرَ الصيامِ بصومِنا * * * وقـدْ كنتَ أنواراً بكلِّ مكانِ
    لئنْ فَنِيَتْ أيامُك الزُّهرُ بَغتـةً* * * فما الحزنُ مِنْ قلبي عليك بِفَانِ
    عليكَ سلامُ الله كن شاهداً لنا* * * بخـيرٍ رعاكَ الله مِنْ رمـضانِ

    قال ابن رجب : في ( لطائف المعارف 323 ) : بعض السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته : أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما و قمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم. كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له : إنه يوم فرح و سرور فيقول : صدقتم و لكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا فلا أدري أيقبله مني أم لا ؟. رأى وهب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال : إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين. وعن الحسن قال : إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون .

    لعلك غضبان و قلبي غافل * * * سلام على الدارين إن كنت راضيا

    روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن ابن مسعود أنه كان يقول : من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك .

    ليت شعري من فيه يقبل منا * * * فيهنا يا خيبة المردود
    من تولى عنه بغير قبول * * * أرغم الله أنفه بخزي شديد


    ثانياً :
    كما حافظتَ على الصلاةِ بركوعها وسجودها , وخشوعها وخضوعها ، وذرفتَ الدمعَ بين يدي ربك ، فهلاّ بَقِيْتَ على هذه الحالة بقيةَ عمرك وفي سائر عملك فالصلاةُ عمودُ الإسلام ، ولا حظَّ في الإسلام لمن ضَيَّع الصلاة .
    فلا تكن ممن قال فيه الشاعر :

    صلى وصام لأمر كان يطلبه * * * فلما قضي الأمر لا صلى ولا صاما

    سُجن الإمام البويطي صاحب الشافعي ووُضع الغُلّ في عنقه، والقيد في رجليه، وكان يقول: لأموتن في حديدي هذا، حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديده .
    وكان البويطي وهو في الحبس يغتسل كل جمعة، ويتطيب، ويغسل ثيابه، ثم يخرج إلى باب السجن إذا سمع النداء، فيردّه السجان، فيقول البويطي: اللهم! إني أجبت داعيك فمنعوني.
    وكتب البويطي إلى الذهلي: أسألك أن تعرض حالي على إخواننا أهل الحديث، لعل الله يُخلِّصني بدعائهم، فإني في الحديد، وقد عجزتُ عن أداء الفرائض؛ من الطهارة والصلاة. فضجّ الناس بالبكاء والدعاء له.

    ثالثاً :
    كان الصومُ لك جُنَّةً ووقاية ، وحِصْناً حَصِيْناً من شياطين الإنس والجن ، فهل تَأْمنْ على نفسك بقيةَ العامِ بلا حصنٍ ولا عُدة . فالصومُ باقٍ بقاءَ العام ، فَطِبْ نفساً بِمَوَاسِمِ الصِّيَام , وقاوم الشيطان طوال العام , فلو أخلصت النية في ذلك حفظك الله منه , حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سول لق الخطايا ؟ قال : أجاهده .قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده .قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده .قال : هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده وأرده جهدي .قال : هذا يطول عليك ، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك .- إن صدقت هذه الرواية - لم يكن تاركاً الدنيا كسباً، بل قلباً. ابن الجوزي : تلبيس إبليس 35.
    في الإسرائيليات : أنّ رجلاً تزوّج امرأة من بلدة ، وكان بينهما مسيرة شهر ، فأرسل إلى غلام له من تلك البلدة ليحملها إليه فسار بها يوماً ، فلما جنّه الليل أتاه الشيطان فقال له : إنّ بينك وبين زوجها مسيرة شهر فلو تمتعت بها ليالي هذا الشهر إلى أن تصل إلى زوجها ، فإنها لا تكره ذلك وتثني عليك عند سيدك فتكون أحظى لك عنده ، فقام الغلام يصلي فقال : يا رب ، إنّ عدوك هذا جاءني فسوّل لي معصيتك ، وإنه لا طاقة لي به في مدة شهر وأنا أستعيذك عليه يا رب فأعذني عليه ، واكفني مؤونته ، فلم تزل نفسه تراوده ليلته أجمع وهو يجاهدها حتى أسحر فشّد على دابة المرأة وحملها وسار بها ، قال : فرحمه اللّه تعالى ، فطوى له مسيرة شهر فما برق الفجر حتى أشرف على مدينة مولاه ، قال : وشكر اللّه تعالى له هربه إليه من معصيته فنبأه ، فكان نبيّاً من أنبياء بني إسرائيل . قوت القلوب 2/335.

    رابعاً :
    قمتَ رمضان إيماناً واحتساباً , وها قد انقضى شهرُ القيام . فلا تَقْصُر عنه سائرَ العام . فخذ بالجدِّ فيه ، عن سهل بن سعد أإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أحبب من شئت ، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل عزه استغناؤه عن الناس " .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 - 325 ) الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505.
    ذكرَ الخطيبُ البغدادي رحمه الله : عن عاصم البَيْهَقِي قال : بتُّ ليلةً عند الإمام أحمد بن حنبل ، فجاء بماءٍ فوضعَهُ ، فلما أصبح نَظر إلى الماءِ بحاله ، فقال : سبحانَ الله ! رجلٌ يطلبُ العلمَ لا يكونُ له وِرْدٌ بالليل .
    وذكر أهلُ التَّارِيخِ والسِّيَرِ : أن أبا يزيد طيفور بن عيسى البسطامي لما تعلم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} [المزمل:1ـ2] قال لأبيه: يا أبتِ, من الذي يقول الله تعالى هذا له؟ قال: يا بني, ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم.قال: يا أبتِ, ما لك لا تصنع أنت كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم.قال: يا بني، إن الله تعالى خصَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بافتراض قيام الليل دون أمته, فسكت عنه. فلما حفظ قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل:20].قال: يا أبتِ إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون من الليل، فمن هذه الطائفة؟ قال له أبوه: أولئك هم الصحابة رضي الله عنهم.قال: فلم تترك ما فعله الصحابة؟ قال: صدقت يا بني, لا أتركه إن شاء الله تعالى, فكان يقوم من الليل ويصلي، واستيقظ أبو يزيد ليلة فإذا أبوه يصلي.فقال: علِّمني كيف أتطهر وأفعل مثل فعلك وأصلي معك.فقال له أبوه: يا بني أرقد فإنك صغير بعدُ.قال: يا أبتِ, إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم أقول لربي: إني قلتُ لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك؟ فأبى وقال لي: ارقد فإنك صغير بعدُ؟ قال أبوه: لا والله يا بني، وعلمه فكان يصلي معه. ثم قال له : إيَّاك إيَّاك .. أنْ يَسْبِقَكَ الدِّيكُ ! فيكونَ أَكْيسَ منْك يُسبِّحُ وأنت نائم ؟!.
    قال الشاعر:

    ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرفا***واختص بالفوز في الجنات من خدما
    وأصبح الغافل المسكين منكسراً***مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
    من فاته الزرع في وقت البذار فما***تراه يحصد إلا الهم و الندما


    خامساً :
    ختمتَ القرآنَ مرةً ، أو بعض مرةٍ ، وعزفتَ عن الشواغل حتى لا تهجُره في شهره ، أيحسنُ بك أنْ تُقَدِّمَ الشواغلَ عليه وهو كلامُ الملك ! هلاّ عزمتَ على صَرْفِها مرات ؛ لتَحْظَى بِخَتَمَات .
    قال عمرو بن العاص كل آية في القرآن درجة في الحنة ومصباح في بيوتكم وقال أيضا من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه وقال أبو هريرة إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين.

    طوبى لمن حفظ الكتابَ بصدره * * فبدا وضيئاً كالنجوم تألَّقا
    الله أكبر ! يا لها من نعمة * * لما يقال " اقرأ ! " فرتل وارتقا
    وتمثلَ القرآنَ في أخلاقه * * وفعاله فبه الفؤادُ تعلقا


    سادساً :
    حافظتَ قدْرَ وسعك على قلبِك من غَوائلِ الهوى النَّزَّاعةِ للشوى ، صُنْتَ سَمْعكَ ، وبَصَركَ ، وفؤادَكَ عما لا ينبغي في شهرِ الصيامِ رجاءَ كماله ، ولكنْ لتعلمَ أنَّ صيامَ الجوارحِ لا يَنْقَضي بغروبِ شمسِ آخرِ ليلةٍ من رمضان ، فشرْعُ الله دائمٌ على مَرِّ العام ذلك, فاحفظ قلبك طوال العمر من الحسد والكبر والحقد والغل , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ ِللهِ ، قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ ، وَلكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّاْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ.أ خرجه أحمد 1/387(3671) الألباني( حسن ) انظر حديث رقم : 935 في صحيح الجامع .

    قال ابن الجوزي في " التبصرة " ص 1/ 199 : عباد الله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومنْ فَرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، فاستغنموا منه ما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

    سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمانِ
    سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن كل أمان
    لئن فنيت أيامك الغر بغتة *** فما الحزن من قلبي عليك بفان

    عن الهيثم بن جماذ قال: دخلت على يزيد الرقاشي وهو يبكي في يوم حار وقد عطش نفسه أربعين سنة فقال لي: أدخل تعالى نبكي على الماء البارد في اليوم الحار.
    عن مالك قال: بلغني أن حسين بن رستم الأيلي دخل على قوم وهو صائم فقالوا له: أفطر فقال: إني وعدت الله وعدا، وأنا أكره أن أُخلف الله ما وعدته.
    قال سعيد عن قتادة رحمهم الله كان يقال : من لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له ؟ ومن رد في ليلة القدر متى يقبل ؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان , ومتى يصلح من كان فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان .
    قال الشاعر :

    فيا شهر الصيام فدتك نفسي *** تمهل بالرحيل والانتقال
    فما أدرى إذا ما العام ولى *** وعدت بقابل في خير حال
    أتلقاني مع الأحياء حيا *** أم انك تلقني في اللحد بالي
    فذلك حال الدنا دواما *** فراق بعد جمع وارتحال

    وقال آخر :

    رمضانُ قد رحلت فما عسايّ أقولُ * * * والدمعُ من ألم الفراق يسيلُ ؟
    عامٌ مضى .. غفت القلوبُ وأجدبت * * * هممٌ وأنكرت الثمارَ حقولُ
    واستنفرتنا للمباهج أنفسٌ * * * مالت مع الأهواء حيث تميل
    فلك التحية .. ما أقمت بأرضنا * * * ولك التحية .. ما احتواك رحيلُ

    فيا شهر رمضان غير مودع ودعناك، وغير مقلي فارقناك، كان نهارك صدقة وصياماً، وليلك قراءة وقياماً، فعليك منا تحية وسلاماً، يا شهر الصيام أتراك تعود بعدها علينا أو تدركنا المنون فلا تؤول إلينا، مصابيحنا فيك مشهورة، ومساجدنا فيك معمورة، فالآن تنطفئ المصابيح، وتنقطع التراويح.
    والآن تهجر المساجد ويجفوها كل راكع وساجد , وتطوى المصاحف ويأمن الخائف , فلا وجل ولا خشوع ولا بكاء ولا دموع , فيا شهر الصيام أسرع إلينا ثانية فقلوبنا إليك تحن ومن ألم فراقك تبكي وتئن .


    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:58

    قصيدة في وداع رمضان بعنوان ( كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَحِ )
    شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل



    رَمَضَـانُ دَمْعِـيْ لِلْفِرَاقِ يَسِيْلُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمِ الْـوَدَاعِ هَـزِيْلُ

    رَمَضَـانُ إِنَّكَ سَـيِّدٌ وَمُهَـذَّبٌ ** وَضِيَـاءُ وَجْهِـكَ يَا عَزِيْزُ جَلِيْلُ

    رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ

    فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ ** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ

    قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ ** وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ

    سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ ** وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ

    كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ

    وَسَحَائِبُ الرَّحَمَاتِ فِيْ فَلَكِ الدُّجَى ** فِيْ لَيْـلَـةٍ نَادَى بِهَا التَّنْـزِيْـلُ

    وَمَلاَئِـكُ الرَّحْمَـنِ تُحْيِـيْ لَيْلَهَا ** فِيْـهِمْ أَمِـيْنُ الْوَحْـيِ جِبْرَائِـيْلُ

    وَعِصَـابَـةُ الشَّيْطَانِ فِيْ أَصْفَادِهَا ** قَـدْ ذَلّـَهَا التَّسْبِيْـحُ وَالتَّهْلِيْلُ

    تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ وَالدُّعَـاءُ مُدَوِّيٌ ** لِلَّهِ جَـلَّ جَلالُـهُ التَّـبْجِـيْلُ

    رَبَّاهُ فَارْحَـمْ فَالذُّنُـوْبُ تَتَـابَعَتْ ** كَالْمَـوْجِ فِي لُجَجِ الْبِحَاِر يَسِيْرُ

    وَاغْفِـرْ لِعَبْـدٍ آبَ أَوْبَـةَ صَادِقٍ ** وَاقْبَلْ دُعَـاءً حَرْفُـهُ مَذْهُـوْلُ

    أَنْتَ الْمُجِـيْبُ وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ عَفَا ** أَنْتَ السَّمِيْعُ وَإِنْ دَعَـاكَ جَهُولُ

    ذَنْبِـيْ وَإِنْ مَلأَ الْبِـحَـارَ فَـإِنَّـهُ ** فِيْ عَفْوِ مِثْلِكَ يَا كَرِيْـمُ قَلِيْـلُ

    ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَـى النَّبِـيِّ وَآلِـهِ ** وَالصَّحْبِ مَا شَمِلَ الدُّعَـاءَ قَبُوْلُ

    ««««««««

    ««««««



    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء

    Crazy Love20
    Crazy Love20
    مستشارين الادارة العامة
    مستشارين الادارة العامة


    خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان Empty رد: خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف Crazy Love20 الأحد 12 أغسطس - 6:59

    رمضان ... حان الرحيل
    راشد عبدالرحمن العسيري


    بسم الله الرحمن الرحيم

    رمضان ... أيام مضت ، صفحات طُويت ، حسنات قُيدت ، صحائف رُفعت ، وها قد حان وقت الرحيل .
    ما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد كنا في شوق للقائه ، نتحرى رؤية هلاله ، ونتلقى التهاني بمقدمه ، وها نحن في آخر ساعاته ، نتهيأ لوداعه ، وهذه سنة الله في خلقه ، أيام تنقضي ، وأعوام تنتهي ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
    فمن المقبول منا فنهنئه ، و من المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك .
    كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء ، خوف من رد العمل ، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم ، يقول المولى عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .
    تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : (( لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) .
    وكان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان ، خوفاً من رده .
    روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماًَ منكم بالعمل " ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) ".
    ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في ذلك : "السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ، و يخافون من رده ، و هؤلاء الذين قال الله عنهم : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ".
    وقال ابن دينار : "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل" .
    و قال عبد العزيز بن أبي رواد : " أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ ".
    فهذا حال سلفنا في وداع هذا الشهر ، ولنتفكر عند رحيله سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، ودنو الآجال ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين .
    روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ، و من هذا المحروم فنعزيه ".
    وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر : "من هذا المقبول منا فنهنيه ، و من هذا المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
    وقد ذكر العلماء علامات لقبول العمل من أبرزها إتباع الحسنة بالحسنة ، والثبات على الطاعات بعد رمضان ، فرب رمضان هو رب سائر شهور العام .
    سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فيه ، فإذا انسلخ رمضان تركوا ، قال : " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ".
    ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان صيام الست من شوال ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ . كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .
    فالحمد لله أن بلغنا رمضان ، ونحمده تعالى على نعمة التمام ، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
    اللهم تقبل منا رمضان ، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة .
    و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .

    راشد عبدالرحمن العسيري
    مملكة البحرين
    al.aseeri@hotmail.com

    /* */





    موقع قف وناظر |أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا الموقع العالمي قف وناظر www.abade.roo7.biz|اخبار نجوم الفن والمشاهير | بيع وشراء


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 20:01