مثل ومغزى
عبد العزيز المحمد الذكير
مرّ عليّ مثلٌ أجنبي يقول : -
Everyone wants to go to heaven, but no one wants to die
وترجمته الحرفية هي : -
كل يود الذهاب إلى الجنة . ولكن ولا واحد يحب الموت .
ولأن الأمثال بين اللغات لا تُترجم حرفياً فالمغزى هو :
وكذا في طلب تحقيق أماني الحياة الدنيا يحتاج إلى كدّ وتضحية . أو : لكل شيء ثمن . أو : بعض أبيات صفي الدين الحلّي : -
ومن أراد العلى عفوا بلا تعبٍ
قضى ، ولم يقض من إدراكها وطرا
لابد للشهد من نحلٍ يُمنّعه
لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
فالبشر يواصل الدعاء بان يدخل الجنة لكنه يخشى الموت وما يُقرب إليه ، وهي طريقة جذابة لمس بها قائل المثل شعورا إنسانيا .
وعن بُعد أو مصادفة صار بعض العامة عندنا لا يعرف من الدعاء الحسن إلا عبارة " طال عمرك " وهي عبارة يقل استعمالها أو يندر في لغات العالم . وصار البشر خاصة في دول الخليج يستعملها بكثرة مملة حديثاً يومياً أو حواراً.
في الجزيرة العربية وسطاً وأطرافاً تتردد عبارة طال عمرك على ألسنة الخاصة والعامة. وأخذها بعض أهل الشام ومصر، لا سيما إذا تخاطبوا مع أبناء الجزيرة العربية.
وإلى ما قبل عقدين من الزمان كانت وقفاً على الرجل. ويسخر السامع لو أطلقت العبارة على أنثى. إلاّ إنني سمعتُ الناس في الحوارات الفضائية وفي مداخلات الراديو يطلقون العبارة على المرأة.. فيقول أهل الخليج: «طال عمرش» ويقول أهل القصيم: «طال عمرس». وعند الأعراب وقاطني البادية أو من ينحو إلى صدق تقاليدهم لا يطلقونها على المرأة أبداً.
وأظنها تطوّرت - مع شيء من ضمان الاستجابة - فنسمع البعض يقول: «يا طويل العمر»، وكل هذا لا شك تمنّيات طيبة أو إجلال لمقامات كبار القوم أو كبار السن، ولا يرى فيها أهل العرف خروجاً أو سوءاً أو عثرة.
والبعض يرى أن طول العمر يجعل المرء ذا عوز. وبحاجة إلى مساعدة الغير. وقد سمعنا بعض كبيرات السنّ يدعين ربّهن أن يميتهن قبل الهرم والضعف والخرف. فيأتين بعبارة تقول: يا الله.. «من حيلي لقبيري» أي من قوتي التي متعتني بها إلى قبري.
عبد العزيز المحمد الذكير
مرّ عليّ مثلٌ أجنبي يقول : -
Everyone wants to go to heaven, but no one wants to die
وترجمته الحرفية هي : -
كل يود الذهاب إلى الجنة . ولكن ولا واحد يحب الموت .
ولأن الأمثال بين اللغات لا تُترجم حرفياً فالمغزى هو :
وكذا في طلب تحقيق أماني الحياة الدنيا يحتاج إلى كدّ وتضحية . أو : لكل شيء ثمن . أو : بعض أبيات صفي الدين الحلّي : -
ومن أراد العلى عفوا بلا تعبٍ
قضى ، ولم يقض من إدراكها وطرا
لابد للشهد من نحلٍ يُمنّعه
لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
فالبشر يواصل الدعاء بان يدخل الجنة لكنه يخشى الموت وما يُقرب إليه ، وهي طريقة جذابة لمس بها قائل المثل شعورا إنسانيا .
وعن بُعد أو مصادفة صار بعض العامة عندنا لا يعرف من الدعاء الحسن إلا عبارة " طال عمرك " وهي عبارة يقل استعمالها أو يندر في لغات العالم . وصار البشر خاصة في دول الخليج يستعملها بكثرة مملة حديثاً يومياً أو حواراً.
في الجزيرة العربية وسطاً وأطرافاً تتردد عبارة طال عمرك على ألسنة الخاصة والعامة. وأخذها بعض أهل الشام ومصر، لا سيما إذا تخاطبوا مع أبناء الجزيرة العربية.
وإلى ما قبل عقدين من الزمان كانت وقفاً على الرجل. ويسخر السامع لو أطلقت العبارة على أنثى. إلاّ إنني سمعتُ الناس في الحوارات الفضائية وفي مداخلات الراديو يطلقون العبارة على المرأة.. فيقول أهل الخليج: «طال عمرش» ويقول أهل القصيم: «طال عمرس». وعند الأعراب وقاطني البادية أو من ينحو إلى صدق تقاليدهم لا يطلقونها على المرأة أبداً.
وأظنها تطوّرت - مع شيء من ضمان الاستجابة - فنسمع البعض يقول: «يا طويل العمر»، وكل هذا لا شك تمنّيات طيبة أو إجلال لمقامات كبار القوم أو كبار السن، ولا يرى فيها أهل العرف خروجاً أو سوءاً أو عثرة.
والبعض يرى أن طول العمر يجعل المرء ذا عوز. وبحاجة إلى مساعدة الغير. وقد سمعنا بعض كبيرات السنّ يدعين ربّهن أن يميتهن قبل الهرم والضعف والخرف. فيأتين بعبارة تقول: يا الله.. «من حيلي لقبيري» أي من قوتي التي متعتني بها إلى قبري.