قمة الفعل.. لا رد الفعل !
يوسف الكويليت
القمة الإسلامية ندرك أنها لن تعطي نتائج سريعة، لكن بإمكانها أن ترسم خطوط عمل واقعي يراعي مختلف الظروف، فالعقيدة رابط أساسي ومهم بين ما يزيد عن مليار ونصف مليار مسلم، وطبيعي أن تحدث خلافات وتحفظات على العديد من القضايا، لكن العبرة كيف يكون تحقيق هدف التضامن وقد واجه الكثير من المصاعب، وخاصة حين تكون السياسة علاقة الروابط أو تفككها، ولو كان هذا العالم الكبير بالقدر الذي يزاحم الكتل الأخرى اقتصادياً وتماسكاً سياسياً، لتغيّر وزنه ودوره، لكن أن تكون نسبة الفقر والتخلف وتوفير أبسط وسائل الحياة الضرورية، معدومة من شريحة هائلة، فإن أسباباً أخرى مضافة، وضعت الإسلام بصورة مختلفة وقد دخل حرباً غير متكافئة مع دول وقوى استهدفته عقيدة، وإنساناً ومقدسات..
من خلال صورة القمم السابقة ونتائجها، نعتقد أن هذا المؤتمر لابد أن يحدث تغييراً نوعياً بأسلوب تعاطيه مع الأوضاع الخاصة بهذا العالم الكبير، وكذلك العلاقة مع الخارج، والذي يملك أدوات التأثير في الشأن العام العالمي، ويأتي التفكير بطرح مشروع إسلامي يراعي كل الأحوال، خطوة أولى لتحقيق الفرص المتاحة، ورمزية المؤتمر أنه يمثل العالم كله بقاراته ومواقعه، ونسبة سكانه، وهو حدث مهم لو أننا وصلنا إلى رؤية مشتركة ورابط يضعنا على دائرة العمل الواحد..
الجهد الذي بذلته المملكة غير عادي، وتجربة أن تكون مكة المكرمة هي الحاضن وفي العشر الأواخر من رمضان، وتحديداً ليلة القدر بتواجد ملايين المعتمرين، يضاف لهم زعماء العالم الإسلامي، وكيف تدار عملية هذه الحشود وتسيير طرقها للوصول إلى الحرم المكي، وضبط الأمن، وإدارة نطاق الكثافة في الحركة، وتأمين السكن والمياه والأطعمة، والنواحي الصحية، أمور سبقت بها المملكة غيرها، لأن تضاريس المكان وضغط الزمان وحيز النطاق الذي يستوعب هذه الجموع، وضعت أجهزة الأمن وغيرها في تحد صعب، ومع ذلك فإدارة أمور الحجيج الذين يزيدون عن العمرة، أعطى لأجهزة الدولة كلها تجارب تتطور كل عام، وهي واقعياً، عمل يفوق التصور والخيال في أبعاده وتحضيراته وإدارته..
نجاح القمة ولو بوصولها إلى الحد الأدنى، يعد تطوراً إيجابياً، لأن جمع دول ذات تقاليد، وعادات، وغنى وفقر وتخلف لبعضها، يوجد القناعة، بأن الحشد ذاته انتصار لدعوة الملك عبدالله، الذي كان صاحب الرؤية البعيدة في وضع العالم الإسلامي في دائرة الاهتمام ليواجه قضاياه وتعقيداته بنفسه وبروح الحوار والمواجهة الشخصية والإخاء..
العالم الخارجي قد يرى هذه القمة مجرد حضور (بروتوكولي) لكنه يضع بحساباته أن الإسلام ممثلاً بهذه الدول، يعني أنه جزء من محرك للعالم، وبكل تناقضات أوضاعه الاقتصادية والثقافية، فبعده الروحي يتزايد، ولا ينكمش، مما يوجب نزع التعامل غير العقلاني مع هذه الجموع، أو تصويرها بشكل سلبي، لتخلق التصورات عداوات خلقها النفس الاستعماري الذي ظل ينظر للشعوب وأديانها وروحانياتها بما لا يليق بها، بينما حقيقة الإسلام التعايش والسلام للجميع..
يوسف الكويليت
القمة الإسلامية ندرك أنها لن تعطي نتائج سريعة، لكن بإمكانها أن ترسم خطوط عمل واقعي يراعي مختلف الظروف، فالعقيدة رابط أساسي ومهم بين ما يزيد عن مليار ونصف مليار مسلم، وطبيعي أن تحدث خلافات وتحفظات على العديد من القضايا، لكن العبرة كيف يكون تحقيق هدف التضامن وقد واجه الكثير من المصاعب، وخاصة حين تكون السياسة علاقة الروابط أو تفككها، ولو كان هذا العالم الكبير بالقدر الذي يزاحم الكتل الأخرى اقتصادياً وتماسكاً سياسياً، لتغيّر وزنه ودوره، لكن أن تكون نسبة الفقر والتخلف وتوفير أبسط وسائل الحياة الضرورية، معدومة من شريحة هائلة، فإن أسباباً أخرى مضافة، وضعت الإسلام بصورة مختلفة وقد دخل حرباً غير متكافئة مع دول وقوى استهدفته عقيدة، وإنساناً ومقدسات..
من خلال صورة القمم السابقة ونتائجها، نعتقد أن هذا المؤتمر لابد أن يحدث تغييراً نوعياً بأسلوب تعاطيه مع الأوضاع الخاصة بهذا العالم الكبير، وكذلك العلاقة مع الخارج، والذي يملك أدوات التأثير في الشأن العام العالمي، ويأتي التفكير بطرح مشروع إسلامي يراعي كل الأحوال، خطوة أولى لتحقيق الفرص المتاحة، ورمزية المؤتمر أنه يمثل العالم كله بقاراته ومواقعه، ونسبة سكانه، وهو حدث مهم لو أننا وصلنا إلى رؤية مشتركة ورابط يضعنا على دائرة العمل الواحد..
الجهد الذي بذلته المملكة غير عادي، وتجربة أن تكون مكة المكرمة هي الحاضن وفي العشر الأواخر من رمضان، وتحديداً ليلة القدر بتواجد ملايين المعتمرين، يضاف لهم زعماء العالم الإسلامي، وكيف تدار عملية هذه الحشود وتسيير طرقها للوصول إلى الحرم المكي، وضبط الأمن، وإدارة نطاق الكثافة في الحركة، وتأمين السكن والمياه والأطعمة، والنواحي الصحية، أمور سبقت بها المملكة غيرها، لأن تضاريس المكان وضغط الزمان وحيز النطاق الذي يستوعب هذه الجموع، وضعت أجهزة الأمن وغيرها في تحد صعب، ومع ذلك فإدارة أمور الحجيج الذين يزيدون عن العمرة، أعطى لأجهزة الدولة كلها تجارب تتطور كل عام، وهي واقعياً، عمل يفوق التصور والخيال في أبعاده وتحضيراته وإدارته..
نجاح القمة ولو بوصولها إلى الحد الأدنى، يعد تطوراً إيجابياً، لأن جمع دول ذات تقاليد، وعادات، وغنى وفقر وتخلف لبعضها، يوجد القناعة، بأن الحشد ذاته انتصار لدعوة الملك عبدالله، الذي كان صاحب الرؤية البعيدة في وضع العالم الإسلامي في دائرة الاهتمام ليواجه قضاياه وتعقيداته بنفسه وبروح الحوار والمواجهة الشخصية والإخاء..
العالم الخارجي قد يرى هذه القمة مجرد حضور (بروتوكولي) لكنه يضع بحساباته أن الإسلام ممثلاً بهذه الدول، يعني أنه جزء من محرك للعالم، وبكل تناقضات أوضاعه الاقتصادية والثقافية، فبعده الروحي يتزايد، ولا ينكمش، مما يوجب نزع التعامل غير العقلاني مع هذه الجموع، أو تصويرها بشكل سلبي، لتخلق التصورات عداوات خلقها النفس الاستعماري الذي ظل ينظر للشعوب وأديانها وروحانياتها بما لا يليق بها، بينما حقيقة الإسلام التعايش والسلام للجميع..