حتى يلج الجمل في سم الخياط
فهد عامر الأحمدي
باستثناء الأديان الصينية والوضعية تؤمن معظم الأديان العالمية بفكرة البعث ووجود حياة ثانية نحاسب فيها على أعمالنا وأفعالنا - في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...
وباستثناء الهندوسية (كنموذج للأديان التي تؤمن بتناسخ الأرواح للأبد) والكونفشيوسية الصينية (التي تؤمن بانتهاء كل شيء عند وفاة الانسان) تؤمن بقية الأديان بفكرة الحساب بعد الممات ووجود جنة للصالحين ونار للفاسقين...
-ورغم إيمان (الجميع) بهذه الفكرة إلا أن (الجميع) أيضا يختلفون حول: من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار!؟
فكل فريق يطمع أن يُدخل جنة نعيم ويقذف غيره بنار الجحيم.. وهذا الاحتكار والإنكار نلاحظه حتى بين الفرق والطوائف داخل الأديان ذاتها..
فمن المعروف أن كافة الديانات تتشعب بمرور الزمن الى طوائف وفرق - بل وحتى ديانات مستقلة. والدين الاسلامي ليس استثناء من هذه الظاهرة حيث جاء عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار.. قيل: يارسول الله من هم قال الجماعة"...
ولأنكم لا ترغبون في الحديث عن صراع الفرق الإسلامية على مفهوم الفرقة الناجية (!!) سأحدثكم عن الصراعات السائدة بين الفرق المسيحية في امريكا - والتي نستشف منها إيمانها بالنجاة واستثناء غيرها من رحمة الله..
ففي امريكا يوجد اكثر من 200دين وفرقة يأتي في مقدمتهم المسيحيون الكاثوليك ثم المسيحيون الانجيليون والبروتستانت (في حين يأتي المسلمون في المركز الرابع واليهود بالمركز السادس)...
وباستقصاء المعتقدات الدينية السائدة بين الطوائف المسيحية هناك نجد أن:
@ البروتستانت يفوقون الكاثوليك في الجزم بدخول الجنة (بنسبة 71% الى 53%)!!
@ و61% من مجمل المسيحيين يعتقدون انهم سيدخلون الجنة - في حين قال 28% انهم لا يعرفون مصيرهم بالتحديد!؟
@ ولكن جميعهم يتفقون على ذهاب غير المسيحيين الى النار وقولهم (لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى)!!؟
@ و54% من مجمل المسيحيين يعتقدون بعودة المسيح الى الارض لثاني مرة ومحقه "للكافرين" في معركة هيرمجدون بفلسطين!
@ و48% من مجمل المسيحيين يعتقدون ان منطقة الشرق الاوسط ستكون مسرحا لهذه العودة وانتهاء الحياة بكارثة وبدء يوم الحساب والآخرة!!
... وبالعودة الى بداية المقال نلاحظ اشتراك كافة الفرق والأديان السماوية بفكرة البعث، ويوم الحساب، ووجود الجنة والنار (بل وحتى عودة المسيح في آخر الزمان) في حين يبقى السؤال الفيصل: من سيدخل الجنة من بين كل هؤلاء!؟
...... بالطبع (الجواب) يعتمد على هوية الدين الذي تنتمي إليه والنص المقدس الذي تستقي منه.. وهذا الموقف النسبي يعيدني (ويعيدكم) الى قوله تعالى: (إِن الذينَ كَذبُوا بِآياتنا وَاستكبرُوا عَنهَا لاَ تفتحُ لهُمء أبوَابُ السَّمَاء وَلا يدخلونَ الجنةَ حَتى يلجَ الجَملُ فِي سَمّ الخياطِ)...
فهد عامر الأحمدي
باستثناء الأديان الصينية والوضعية تؤمن معظم الأديان العالمية بفكرة البعث ووجود حياة ثانية نحاسب فيها على أعمالنا وأفعالنا - في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...
وباستثناء الهندوسية (كنموذج للأديان التي تؤمن بتناسخ الأرواح للأبد) والكونفشيوسية الصينية (التي تؤمن بانتهاء كل شيء عند وفاة الانسان) تؤمن بقية الأديان بفكرة الحساب بعد الممات ووجود جنة للصالحين ونار للفاسقين...
-ورغم إيمان (الجميع) بهذه الفكرة إلا أن (الجميع) أيضا يختلفون حول: من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار!؟
فكل فريق يطمع أن يُدخل جنة نعيم ويقذف غيره بنار الجحيم.. وهذا الاحتكار والإنكار نلاحظه حتى بين الفرق والطوائف داخل الأديان ذاتها..
فمن المعروف أن كافة الديانات تتشعب بمرور الزمن الى طوائف وفرق - بل وحتى ديانات مستقلة. والدين الاسلامي ليس استثناء من هذه الظاهرة حيث جاء عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار.. قيل: يارسول الله من هم قال الجماعة"...
ولأنكم لا ترغبون في الحديث عن صراع الفرق الإسلامية على مفهوم الفرقة الناجية (!!) سأحدثكم عن الصراعات السائدة بين الفرق المسيحية في امريكا - والتي نستشف منها إيمانها بالنجاة واستثناء غيرها من رحمة الله..
ففي امريكا يوجد اكثر من 200دين وفرقة يأتي في مقدمتهم المسيحيون الكاثوليك ثم المسيحيون الانجيليون والبروتستانت (في حين يأتي المسلمون في المركز الرابع واليهود بالمركز السادس)...
وباستقصاء المعتقدات الدينية السائدة بين الطوائف المسيحية هناك نجد أن:
@ البروتستانت يفوقون الكاثوليك في الجزم بدخول الجنة (بنسبة 71% الى 53%)!!
@ و61% من مجمل المسيحيين يعتقدون انهم سيدخلون الجنة - في حين قال 28% انهم لا يعرفون مصيرهم بالتحديد!؟
@ ولكن جميعهم يتفقون على ذهاب غير المسيحيين الى النار وقولهم (لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى)!!؟
@ و54% من مجمل المسيحيين يعتقدون بعودة المسيح الى الارض لثاني مرة ومحقه "للكافرين" في معركة هيرمجدون بفلسطين!
@ و48% من مجمل المسيحيين يعتقدون ان منطقة الشرق الاوسط ستكون مسرحا لهذه العودة وانتهاء الحياة بكارثة وبدء يوم الحساب والآخرة!!
... وبالعودة الى بداية المقال نلاحظ اشتراك كافة الفرق والأديان السماوية بفكرة البعث، ويوم الحساب، ووجود الجنة والنار (بل وحتى عودة المسيح في آخر الزمان) في حين يبقى السؤال الفيصل: من سيدخل الجنة من بين كل هؤلاء!؟
...... بالطبع (الجواب) يعتمد على هوية الدين الذي تنتمي إليه والنص المقدس الذي تستقي منه.. وهذا الموقف النسبي يعيدني (ويعيدكم) الى قوله تعالى: (إِن الذينَ كَذبُوا بِآياتنا وَاستكبرُوا عَنهَا لاَ تفتحُ لهُمء أبوَابُ السَّمَاء وَلا يدخلونَ الجنةَ حَتى يلجَ الجَملُ فِي سَمّ الخياطِ)...