نجوى هاشم
عاد العيد كعادته بأحاسيسه الرحبة.. وقوانينه التي تعتمد على أحكام زيادة مساحة التقارب والود بين المسلمين..
عاد العيد وكأنه مدى مفتوح مليء بالنسائم والحياة..
يعود هو.. ولكن البشر الذين يعود عليهم يختلفون..
لا ينتظر الحزين حتى يقفل أبواب أحزانه.. أو المسافر حتى يعود الى اهله واحبابه..
ثمة شيء لا يفقده العيد.. ولكن يفتقده الانسان.. وهو احتفاله بالحضور.. واحتفاؤه بالفرحين..
وثمة شيء لا يفقده.. وهو انشغاله ببث ما يعرف بالحب والتسامح، والتخفف من الهموم.. واغلاق صفحة مستحيل.. ليبقيها في ذاكرة لا تقبل ان تتذكر..
يعود العيد ليراقبنا وينتظر كيف نحب؟ وهل نستطيع أن نحب؟
يراقبنا كيف نفتح كتاب ذكريات الحب الملون والاّخاذ في مجمله؟
يفتح خطه الذي لا يشبه الخطوط الاخرى..
تحكي المدينة عند مسار ذلك الخط..
وعن حنين عابر يمر وهو يوزع الأمل..
ولوحات الجمال بلا ملل.. ولا امتناع..
اعتادت ايامه ان تكون سيدة الفرح وديوان العائلة وتلاقيها..
واعتاد ان يقيم مع محبيه علاقة سهلة..
من الحب والانطلاق والركض وبهاء الداخل.. وصفاء الروح
علاقة وان بدت معقدة وغامضة لمن لم يعتد الفرح؛ الا انها بانسيابها تبدو بلا سقف وبلا افق محدود
تشعرك كأنها ارضك.. أو إرثك المفقود.. والذي لابد ان تقدره بعد ان عثرت عليه مبعثرا في كل زاوية..
هو العيد.. يصبح داخلك عندما تريد..
ويغرقك في ضروراته الروحية.. وليست المادية..
يمتد ليصبح جزءا من احساسك بأيامه المعدودة.. وتبهرك مسرة ايامه وافراحها.. ان اردت..!
لا يحتاج منك ان تركن الى استجواب الزوايا داخله او قياس مساحة الانطلاق لتقدر كم انت تشعر بالرضا..
هو العيد
يعود عليكم كل عام بالخير.. والحب.. والأمان.. والسلام..
وعيدكم سعيد.. ومبارك عليكم ايامه..