الحر الروسي وفيضانات الباكستان وجهان لعملة واحدة
بين الباحثون في وكالة "ناسا" ان الحرغير الطبيعي، الذي عم روسيا في العام الماضي والفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان في الفترة نفسها هما نتيجة ظاهرة طبيعية جوية واحدة، وبالرغم من ان الحر بدأ قبل وقوع الفيضان، لكنهما بلغا ذروتهما في آن واحد، واعاد الباحثان ويليام لاو وكو مينغ كيم في مركز غودارد للتحليقات الفضائية، الى الاذهان ان جو الارض يتصرف كما تتصرف السوائل. وبقدر ما تدور الارض حول محورها، فان تيارات ضخمة من الهواء تدعى موجات "روسبي"، تنتشر في العالم من الغرب الى الشرق، وهذه التيارات تقوم بدفع منظومات جوية في اتجاه معين. ويدور الهواء الاستوائي حول منطقة الضغط المنخفض. اما الهواء القطبي البارد فيدور حول منطقة الضغط العالي وتتشكل جراء ذلك جبهات هواء ساخن وبارد، وفي ظروف الصيف الطبيعي يقوم تيار الهواء بدفع جبهات الجو عبر المنطقة الاوراسية خلال 4 – 5 ايام ، الامر الذي لم يحصل في يوليو/تموز عام 2010. وقد نشأ فوق روسيا الغربية ما يسمى بكتلة "اوميغا" الهوائية، التي قسمت التيارات الهوائية مما تسبب في تباطؤ موجات "روسبي" واستقرار منطقة الضغط العالي الواسعة، وكتلة الهواء الساخن والجاف المرافق لها في روسيا . ونشفت التربة بمرور الزمن، وتباطأت عملية نقل الرطوبة منها الى الجو، وتوقف هبوط الامطار وتحولت المنطقة الى برميل بارود اشتعل بسرعة فائقة. وادت كتلة "اوميغا" الهوائية الى تشكيل وردة رياح غير عادية فوق باكستان. كما تشكلت في مواجهة جبهة "روسبي" مناطق ضغط منخفض، مما جعل الهواء البارد الجاف يندفع من سيبيريا نحو الجنوب حيث اصطدم مع كتل الهواء الرطبة والدافئة المتجهة من خليج البنغال نحو جبال هملايا. ونتيجة ذلك انحرفت منطقة الامطار من الاتجاه الشمالي الغربي وغمرت القسم الشمالي في باكستان. |